المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف آمنت بوجود الله ... وبنبوة محمد؟



عبد الله
12-12-2004, 09:59 AM
اعلم ان هناك الكثير الكثير من الادلة على وجود الله .. واعلم ايضا ان هناك الكثير من الادلة ايضا على نبوة محمد .. وبالواقع ان اردنا النظر اكثر لوجدنا ادلة معينة وتفسيرات محددة تنكر وجود اله في الكون كما تنكر نبوة محمد ... لا اريد البحث هنا بالادلة - هذا بعد اذنكم - اريد ان كان ممكنا فهم طبيعة الخيار الشخصي لزملائي المحترمين الذي دفعهم للايمان بالله وللتصديق بنبوة محمد .. والفت الى اعتباران الغالبية العظمى منكم قد ولدوا لابوين مسلمين.. وتلقوا ايضا تربية ونشأة دينية .. ولكن بالمقابل وعلى ما اعتقد .. ان كل انسان يصل بمرحلة ما الى التساؤل : هل حقا هناك اله ؟ هل حقا قد بعث رسلا ؟ هل محمد نبي فعلا ؟؟ لا اعلم ولكن اظن انها اسئلة مشروعة .. بل لربما هي اساسية لبناء الدين في كيان الشخص .. وما اراه انكم كمؤمنين قد تجاوزتم هذه المرحلة الى الايمان بالله وبالرسل وبنبوة محمد ... هنا اود لو تتكرمون بفتح قلوبكم والحديث عن الكيفية التي تركز بها الايمان في قلوبكم .. مع الاشارة بان مداخلاتي على ما تطرحون لن تكون الا استفسارية لا اكثر .. فلن احاول السعي لمناقشتكم كي انقد ما تتفضلون بالحديث عنه ... ومع رجائي ان تتفضلون بطرح هذا الامر باعتباره حالة شخصية عنت كل واحد منكم على حدى .. وان تخرج من القلب وبكل صراحة ..

اعذروا تطفلي
دمتم بخير

عبد الله
12-12-2004, 10:45 AM
ارجوكم التفضل بالحديث هنا

احمد المنصور
12-12-2004, 11:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الصادق الامين

السيد المحترم بسام,

في البداية دعني ارحب بك.

الايمان عطاء من الله عزّ وجلّ وهو هدية من الله لعباده عندما يسعى العبد الر ربه بصدق. فيقع فى القلب ويرتبط به ولا يزال المؤمن حريص عليه ولا يتخلى عنه. ففيه حلاوة لا يعرفها الا من جربها. وفيه أُنس ولو كنت وحيداً فى اعماق المحيطات.

فى البداية دعني اهديك هذه الكلمات التي كتبها استاذنا المتعلم جزاه الله خيرا. وكانت فى مناظرة مع زميل نصراني فلعلك تجد فيها ما يسرك. وسيكون لنا بإذن الله حديث. اتركك الان مع جزء من تلك المناظرة.

-----***-----
السؤال مع بعض التصرف:
بعد كل اذان للصلاة يدعوا المسلمون لرسول الاسلام بالمقام المحمود. كلام جميل ولكني اريد ان اسال سؤالا واحد لملذا لا تدعوا لنفسك بدلا من ان تدعوا لغيرك؟

-----***-----

وهذا كان رد استاذنا المتعلم
بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

الزميل : ...... ..

حللت أهلاً ونزلت سهلاً .. ومرحباً بك فى منتدانا (منقول عن منتدى الجامع).

أعتقد أن فى إجابة أخى جمال ابن الإسلام الكفاية ، فعليك بها وتأملها ، فإن وجدت هذه الكفاية التى نتحدث عنها ، فبها ونعمت ، وإن لم تجد ، فأستميحك العذر أن تقرأ مشاركتى على طولها ، ففيها تفصيل ما اختصره أخى .

فإن أردت المزيد بعد مشاركتى فى أية نقطة تريد ، فسل تعطَ ، وأؤمر تجاب ، إن شاء الله ، منى أو من غيرى من الإخوة الكرام .

-----***-----
بداية أنصحك بعدم التعرف على الإسلام من خلال التليفزيون ! .. ولكن تعرف على الإسلام من خلال القرآن والسنة وما أجمع عليه علماؤه .. ولا شك أن هذا يحسنه العقل ولا يقبحه ؛ فعلى كل من أراد التعرف على دين أن يرجع إلى مصادره الأصلية لدى أهله .

نأتى إلى صلب موضوعك ..

-----***-----
يتلخص تساؤلك فى النقاط التالية :

(1) يدعو المسلم بعد الأذان لنبيه ، والأولى عندك أن يدعو لنفسه بدلاً من غيره .

(2) والأولى أيضاً أن يطلب المسلم من النبى ذى المكانة العالية أن يدعو هو له ؟

(3) ثم تبنى على ذلك : الطعن فى نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، لأنه ـ عندك ـ يطلب مجداً شخصياً لذاته ، على حين أنه لو أتى من الله لكان طلب مجد الله لا مجد نفسه .

والحق أن ما أشكل عليك فى سؤالك نتج عن قصور اطلاع على دين الإسلام ، على الأقل فى الموضوع الذى تتحدث عنه .

على أية حال .. أرجو من الله أن يزيد من معرفتك بدينه الحق فيما بعد .. أما الآن فاسمح لى أن أعرض عليك أمرين يزيلان الإشكال من عندك إن شاء الله .

-----***-----
الأمر الأول

أنت توهمت أن دعاء المسلم للنبى ليس فيه خير للمسلم ، وإنما هو خير خالص للنبى عليه الصلاة والسلام فقط دون المسلم .

والحق بخلاف ذلك .. الحق أن دعاء المسلم للنبى بعد الأذان ، فيه للمسلم الخير الكثير .

أولاً :
المقام المحمود الذى ندعو الله أن يعطيه لخير خلقه ، أوله الشفاعة العظمى ، وهى شفاعته عليه الصلاة والسلام إلى الرحمن عز وجل ، فى أهل الموقف ؛ لفصل القضاء بينهم .. وهذا الخير الذى عمَّ أهل الموقف جميعاً ، ينال منه المسلم بلا ريب .

ثانياً :
من شفاعات المقام المحمود : استفتاح باب الجنة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة "

ولذلك جاء فى بعض الروايات عند البخارى : " ... فيشفع ليقضى بين الخلق ، فيمشى حتى يأخذ بحلقة الباب ، فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً ، يحمده أهل الجمع كلهم " .. ففى هذا الحديث : الجمع بين ذكر الشفاعتين .. الأولى : فى فصل القضاء .. والثانية : فى استفتاح باب الجنة .. وسمى ذلك كله المقام المحمود .

وهاتان الشفاعتان اللتان هما المقام المحمود ، جعلهما الله تعالى خاصتين به صلى الله عليه وسلم ، وليستا لأحد غيره .

والمقصود من أولاً وثانياً .. أن المسلم مستفيد من شفاعة النبى فى فصل القضاء ، ومن شفاعته عليه الصلاة والسلام فى استفتاح باب الجنة

ثالثاً :
من شفاعته صلى الله عليه وسلم فى مقامه المحمود : شفاعته فى إخراج المسلم الموحد العاصى من النار .

فى حديث البخارى عن أنس : " ثم أشفع ، فيحد لى حداً ، فأخرج ، فأدخلهم الجنة "

قال قتادة : .... وقد سمعته يقول : " فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة .. حتى ما يبقى فى النار إلا من حبسه القرآن " أى وجب عليه الخلود . قال : ثم تلا هذه الآية : " عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً " .. قال : وهذا المقام المحمود الذى وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم .

والمقصود من أولاً وثانياً وثالثاً : أن المسلم ينتفع عظيم النفع بثلاثة شفاعات للنبى عليه الصلاة والسلام يوم القيامة ، فى الفصل بين العباد ، وفى استفتاح باب الجنة ، وفى خروج عصاة الموحدين من النار .

-----***-----
وجماع ذلك كله ، أن المسلم عندما يطلب للنبى المقام المحمود ، فإنه منتفع بذلك أعظم النفع ، لأن شفاعات المقام المحمود نافعة له هو .. ولذلك نبه النبى عليه الصلاة والسلام على أجر المسلم الذى سيدعو له بنيل المقام المحمود .. " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاماً محموداً الذى وعدته ، حلت له شفاعتى يوم القيامة " .

فهل بعد هذا الخير العميم يستنكف المسلم أن يطلب هذا المقام المحمود لنبيه عليه الصلاة والسلام ؟

وهذا كالحديث الوارد عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ؛ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله عز وجل لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة " [ صحيح سنن أبي داود للألبانى ]

فتأمل كيف أمر بالصلاة عليه ثم نبه على أجر ذلك ، وتأمل كيف أمر بسؤال الوسيلة له ، ثم بينها ، ثم نبه على أجر ذلك .

ولعمرى إن فى هذا الحديث لكفاية ، ولو اطلعت عليه لما سألت سؤالك .. فما من دواء أنجع لشفاء العِىّ خير مما يخرج من مشكاة النبوة .

رابعاً :
دعاء المسلم للنبى ينتفع به المسلم أيضاً ، لأن دعاء الداعى فى الإسلام ينتفع به الداعى والمدعو له على السواء ، سواء كان المدعو له النبى أو غيره .

فعن أبي الدرداء رضى الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : آمين ولك بمثل " [ صحيح سنن أبي داود للألبانى ]

فإذا دعا المسلم لأخيه المسلم بالخير ، كان فى ذلك فائدة للمسلم الداعى نفسه ، بمثل الخير الذى دعا به لأخيه .. وكذلك دعاء المسلم للنبى عليه الصلاة والسلام ، يعود بالنفع على المسلم الداعى نفسه .

والمقصود : أن دعاء المسلم للنبى بعد الأذان فيه من الخير والنفع للمسلم القدر العظيم .

-----***-----
الأمر الثانى

توهمت أنت أن النبى أمر بالدعاء له وقصره على ذلك ، فنهى عن دعاء المسلم لنفسه مع ذلك ، أو على الأقل لم يأمر بدعاء المسلم لنفسه فى ذلك الموطن .

والحق بخلاف ذلك ..

أولاً :
بينا سابقاً أن نفس الدعاء للنبى هو عينه كأنه دعاء للمسلم يعود بالنفع عليه .

ثانياً :
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يُرَد الدعاء بين الأذان والإقامة " [ صحيح سنن أبي داود للألبانى ]

ينبه النبى عليه الصلاة والسلام على عظيم قدر النفع بالدعاء ـ عامة ـ فى ذلك الموطن بعد الأذان ، ترغيباً منه صلى الله عليه وسلم للمسلم فى الدعاء فى هذا الموطن بما ينفعه فى دينه ودنياه وآخرته .

وعلى هذا عمل أهل الإسلام وعلمائهم ، فلم يقصروا أبداً دعائهم بين الأذان والإقامة على سؤال المقام المحمود للنبى ، مع أنا قد بينا أن سؤالهم الوسيلة للنبى أنفع لهم فى دينهم ودنياهم وآخرتهم ، للنفع العظيم الذى يحصل لهم بذلك .. فيدعو المسلم بهذا الدعاء للنبى فيناله من الخير ما بينا ، ويدعو لنفسه مباشرة بما شاء .. فيحيط بالخير من أطرافه .. وليس ذاك إلا للمسلم !

وذلك أن نبينا عليه الصلاة والسلام نبه على عظيم قدر الدعاء عند الله ومدى نفعه للمسلم .. لكنه لم يقتصر على ذلك .. بل نبه ورغب فى صيغ عديدة وكثيرة للدعاء ، تشتمل على ما ينفع المسلم فى جميع أمره .. فمن دعا بالأدعية النبوية جمع له الخير بحذافيره ، ومن شاء ضم إلى ذلك دعائه لنفسه بما أراد .. فيحيط بالخير من أطرافه .

والمقصود : أن النبى عليه الصلاة والسلام رغب فى عموم الدعاء بين الأذان والإقامة ، ليكثر منه المسلم فى هذا المقام ، فلم يقصر الأمر أبداً على السؤال له بالمقام المحمود ، بل رغب فى الدعاء عامة ، مع أن أكثر ما يدعو به المسلم نفعاً لنفسه هو دعاء المقام المحمود ذاته !

ثالثاً :
عن عبد الله بن مغفل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بين كل أذانين صلاة لمن شاء " [ صحيح سنن الترمذى للألبانى ] .. والأذانان هنا هما الأذان والإقامة ، لأن الإقامة تسمى أذاناً أيضاً .
-----يتبع (1)-----

احمد المنصور
12-12-2004, 11:51 AM
ينبه النبى عليه الصلاة والسلام على عظيم قدر صلاة المسلم بين الأذان والإقامة ، ويرغب المسلمين فى ذلك .

والصلاة تحتوى على كثير من صيغ الدعاء ، بل نستطيع القول بأنها من أولها إلى آخرها دعاء ! .. ولذلك كان أصلها اللغوى هو الدعاء .

ولم يقل أحد من أهل الإسلام ، لا من علمائهم ولا من عوامهم ، لا من أهل السنة ولا من غيرهم ، بأنه يجب ترك كل صيغ الدعاء عدا سؤال الوسيلة للنبى .. بل العمل من الجميع على خلاف ذلك .. العمل على أن يدعو المسلم فى كل ركن من الصلاة بما سنه له المصطفى عليه الصلاة والسلام فى الصلوات الأخرى .. وأما الدعاء الحر كالذى فى السجود بعد التسبيح ، فهو حر فعلاً ، يدعو المسلم فيه بما شاء وكيف شاء ، سواء بالصيغ النبوية أو بغيرها ، امتثالاً لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ".

والمقصود : أن ترغيب النبى فى الصلاة بين الأذان والإقامة ، يتنافى تماماً مع الوهم بأنه قصر الدعاء له فى ذلك الموطن ، مع أن أمره بالدعاء له بالمقام المحمود كأنه دعاء للمسلم بأفضل خير يناله فى آخرته .

نأتى الآن لمناقشة كلامك تفصيلياً ..

-----***-----
تقول : لماذا لا تدعوا لنفسك بدلا من ان تدعوا لغيرك

بان لك الآن أن دعاء المسلم للنبى بالوسيلة والمقام المحمود ، هو فى حقيقته دعاء للمسلم نفسه بنيل شفاعات النبى عليه الصلاة والسلام له .

وبان لك أيضاً أن دعاء المسلم للنبى تؤمن عليه الملائكة ، وتدعو له بالمثل له من الخير .

وبان لك أيضاً أن المسلم غير منهى أن يدعو لنفسه إلى جوار دعائه للنبى ، بل قد رغب صلى الله عليه وسلم فى الدعاء عامة فى هذا الموطن ، كما رغب فى الصلاة بما تشمله من أدعية كثيرة .

-----***-----
تقول : فالرسول علي حد علمي وصل الي مكانة رفيعة جدا
حتي ان الله خلق العرش من نور محمد كما تقولون اليس كذلك؟!

بل لا نقول بذلك ، وإنما يقول ذلك بعض غلاة الصوفية المنحرفة !

ومحمد وصل الي سدرة المنتهي كما يقول هو عن نفسه اليس كذلك ايضا؟!

وأخبر أيضاً بأنه نزل ولم يبقَ هناك !

وهو الان بجوار ربه كما تقولون انتم عنه اليس كذلك

يعرف غير المسلمين أن جسده الشريف يضمه القبر الذى يوجد بالمدينة المنورة !

فبعد كل هذا تدعي له ان يهديه الله الوسيلة والفضيلة اليس في ذلك عجبا!

وكأنى بك تستنكر أن ندعو للنبى بأى شرف آخر ، مع أنه قد حاز الشرف كله .. ولم تذكر من صحيح هذا الشرف إلا وصوله إلى سدرة المنتهى !

ما المانع عندك يا عزيزى أن ندعو له بنيل المقام المحمود بعد أن نال شرف الصعود لسدرة المنتهى ؟

لقد كان صعوده لسدرة المنتهى فى الدنيا ، وسيكون مقامه المحمود فى الآخرة بإذن الله .

هل استوعبت الفرق ؟

ومرة أخرى : ما المانع أن يحوز النبى عليه الصلاة والسلام شرفاً بعد آخر ومجداً بعد الثانى ؟ .. خاصة أن كل مجد له وشرف يعود بالنفع على المسلم فى جميع أمره .

على أية حال .. أرى أن هذه النقطة لا تحتاج إلى مزيد بيان .. لكن لا يفوتنى تنبيهك على أمر علمه النبى عليه الصلاة والسلام للمسلمين .. ذاك هو : علو الهمة ! .. حضهم على علو الهمة فى العمل ، وعلو الهمة فى الدعاء والطلب .

فمن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم يطلب الدرجة التى لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله ، وهى الوسيلة ، ولا يكتفى بذلك ، بل يأمر المسلمين بأن يسألوا الله له ذلك ، فلما كان أشرف الخلق على الله ، طمح إلى أشرف منزلة عنده ، ولم يدخر وسعاً فى طلب ذلك .

ومن ذلك أنه أرشد المسلمين إلى أعلى الجنة ، وحثهم على طلبها من الله .. عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الجنة مائة درجة ، كل درجة منها ما بين السماء والأرض ، وإن أعلاها الفردوس ، وإن أوسطها الفردوس ، وإن العرش على الفردوس ، منها تفجر أنهار الجنة ، فإذا ما سألتم الله فسلوه الفردوس " [صحيح ابن ماجة للألبانى]

والمقصود : أنه صلى الله عليه وسلم كانت نفسه على أعلى درجة من الهمة والطموح ، وقد رغب المسلمين فى الاقتداء به فى ذلك دائماً .

-----***-----
تقول : ثم اطلب من هذا الرسول المعجز الجالس الان بجوار الله كما تقولون ان يدعوا لي اليس كذلك؟

أولاً :
لا يقول أهل السنة بأن الرسول جالساً بجوار الله الآن ، ولا فى أى وقت !

ثانياً :
طلب المسلم من النبى بأن يدعو له ممتنع بعد موت النبى عليه الصلاة والسلام ، وإنما يكون ذلك فى حياته صلى الله عليه وسلم ، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على ذلك ، ولم يرد عن واحد منهم أنه طلب من النبى أن يدعو له بعد موته ، بل إن عمر بن الخطاب رضى الله عنه توسل بدعاء عم النبى فى الاستسقاء .

ثالثاً :
عندنا فى الإسلام : الأمر كله لله .. وليس للنبى عليه الصلاة والسلام من أمر تدبير الكون شىء ، ولا مثقال ذرة .. بل ليس له ـ صلوات ربى وسلامه عليه ـ أمر هداية إنسان ولو أحبه وتمنى هداه ! .. فليس له ولا لغيره من الأمر شىء ، وإنما الأمر كله لله .. وعلى ذلك فالمسلم لا يتوجه بدعائه إلا إلى الله وحده ، فالله وحده ـ دون النبى وغيره ـ يستطيع تدبير أمر هذا الكون .. وأما دعاء المسلم لأخيه وكذلك دعاء النبى فى حياته للمسلم ، فهى مجرد أسباب شرعها الله بين عباده .. والنبى نفسه عليه الصلاة والسلام يطلب من المسلمين أن يدعو الله له لينال المقام المحمود .. فالجميع وعلى رأسهم النبى محتاجون إلى الله ، فقيرون إليه ، فى دينه ودنياهم وآخرتهم وجميع أمرهم .. هذا ما أتى به محمد عليه الصلاة والسلام : " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ، والله هو الغنى الحميد " .

-----***-----
تقول : حتي الان المسلمون مازالوا غير واثقين من مكانة الرسول ووضعه في السماء ام تحت الارض فيدعون له باستمرار بعد كل اذان

بان لك الآن بطلان ذلك الكلام ، فالمسلمون يعلمون أن جسده الشريف فى قبره المعروف ، والدليل على ذلك ـ [ !! ] ـ أنهم يزورون قبره كل عام ، وكذلك غير المسلمين يعلمون ذلك ! والدليل [!] أن سفهاء النصارى يطالبون المسلمين بنبش القبر ليؤمنوا بالنبى !

-----***-----
تقول : الا يتفق هذا مع كلام المسيح عيسى حينما قال " الذي يأتي من الله يطلب مجد الله والذي ياتي من نفسه يطلب مجد نفسه "
-----يتبع (2)-----

احمد المنصور
12-12-2004, 11:55 AM
سأتنازل معك مفترضاً أن المسيح عليه السلام قد قال ذلك ..
فتعال بنا لنرَ أولاً : هل طلب محمد عليه الصلاة والسلام مجد نفسه ؟ ..
ثم تعال لنرَ ثانياً : هل خلت رسالة النبى من طلب مجد الله ؟

لو وجدنا أن النبى قد خلت رسالته من طلب مجد الله ، أو لم تركز على ذلك ، أو لم تعطه الأهمية الكافية ، وأنه ما فتئ يطلب لمجده الشخصى فقط دون الله .. لكان فى الأمر أمور !!

-----***-----
السؤال الأول : هل طلب النبى مجد نفسه ؟


طلب النبى عليه الصلاة والسلام لنفسه الخير كله .. فى الآخرة ! .. وليس فى هذا ما يعيب ، بل على كل إنسان أن يطلب لنفسه الخير فى الآخرة ما استطاع .. وعندكم أن المسيح أمر بقلع العين إذا كانت ستمنعك عن ملكوت الله ! .. وكثيراً ما كان المسيح يدل الناس على ما ينفعهم فى آخرتهم ، ويحضهم على طلب ملكوت الله الأخروى الأبدى ، ليس طلبه بالقول فقط ، بل كان يحضهم على طلبه بالعمل والجد فى ذلك .. وما فعله المسيح ليس بدعاً من الرسل ، فما أرسل الله رسولاً إلا بمثل ذلك .. كل رسول يرشد قومه إلى ما فيه الخير فى آخرتهم ، ويحضهم على طلب ذلك ، والعمل له ، والحرص على ذلك كل الحرص .. وفى رسالة النبى عليه الصلاة والسلام من هذا الأمر ما ليس فى رسالة أى نبى آخر .. والتفصيل عند الطلب !

والمقصود أن حرص النبى على الخير لنفسه فى الآخرة ليس فيه ما يعيب ، بل فيه دلالة على صدق نبوته لو تابعت معى .

-----***-----
نأتى الآن إلى طلب النبى لنفسه المجد فى الدنيا ..

عزيزى : عبد الهادى .. تخيل نفسك نبياً كذاباً ! .. واسأل نفسك : لماذا تريد ارتكاب هذه الحماقة ؟ .. لا شك أن لك غرضاً تريده فى الدنيا ، أما فى الآخرة فلا شأن لك بها ، فحتى إن كنت تعتقد بوجودها فأنت ـ النبى الكذاب ـ خير من يعلم ألا نصيب له فيها ساعتها !

والآن .. ماذا تريد من الدنيا ؟ .. لا شك أن أعظم ما يتهافت عليه البشر فى الدنيا لا يخلو من المال أو النساء أو الملك والحكم !

والمشهور عند الجميع من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أن قومه عرضوا عليه بعد مبعثه هاتيك الثلاثة : المال والنساء والملك ! .. فلو كان النبى كاذباً فى دعواه ، لاستجاب لقومه ، وماذا يريد النبى الكذاب غير هاتيك الثلاثة ؟ .. وستجمع له بدون جهد أو عناء ، وبدون حرب أو قتال ، وبدون أذى له أو لأهل بيته .

أفلو كنت مكانه عزيزى عبد الهادى ، وكنت نبياً كذاباً ـ أعاذك الله ـ أكنت ترفض ما يعرضه عليك قومك هنيئاً مريئاً ؟

لقد رفض النبى ـ بأبى هو وأمى ـ ذلك كله ، ولم يتردد فى هذا الرفض جزءاً من الثانية أو أقل !

أعتقد أن هذا يجيب عن السؤال : هل طلب النبى مجد نفسه فى الدنيا ؟

-----***-----
واستمر على ذلك إلى نهاية حياته صلوات ربى وسلامه عليه ، فكان من أفقر الناس ، وكان من أزهد الناس ، وتمر الشهور وليس فى بيته ما يطبخ ، بل لقد مات ودرعه مرهونة عند يهودى !

أحقاً كان هذا النبى يطلب مجداً لنفسه ؟!

-----***-----
السؤال الثانى : هل خلت رسالة النبى من طلب مجد الله ؟

لن تجد حديثاً واحداً عن النبى عليه الصلاة والسلام يقول للناس : مجدونى ، أو احمدونى ، أو سبحونى ، أو ادعونى .. بل ستجده دائماً وأبداً يدعو الناس إلى تسبيح الله وحمده وتمجيده ودعائه ، ويعلمهم ذلك ، ويحضهم عليه ، ويرغبهم فيه بكل السبل ، ويرشدهم إلى أفضل الصيغ فى ذلك .. صلوات ربى وسلامه عليه .

فهل بعد ذلك يقال إنه كان يمجد نفسه ولا يطلب مجد الله ؟!

-----***-----
وفى الصحيح أن ( ابنة الجون ) لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدنا منها ، قالت : أعوذ بالله منك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عذت بعظيم ! الحقي بأهلك .

فتأمل كيف كان تعظيمه لله عز وجل ، فترك زوجته تعظيماً لله عز وجل لما استعاذت به ولو فى غير حق .

-----***-----
وعن ابن عباس : " ‏كنت خلف رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوما ، فقال : يا غلام ،‏ ‏إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ‏، ‏رفعت الأقلام ،‏ ‏وجفت الصحف "

فتأمل كيف يعلق الحفظ والسؤال والاستعانة والنفع والضر على الله وحده ، ويرشد أمته إلى توحيد الله فى هذه الأمور ، فيحفظون الله كى يحفظهم ، ولا يسألون إلا الله ، ولا يستعينون إلا به ، ولا يعتقدون أن بيد أحد نفعاً أو ضراً إلا الملك الجبار وحده .. ثم يبين أن هذا من آكد العقائد ، وأصدق الأخبار ، وأثبت الأمور رسوخاً ، وألا سيتغير ذلك أبداً ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .

أفهذا كلام من يريد مجد نفسه ، ولا يطلب من الناس أن تمجد الله ؟

-----***-----
وهل من يطلب مجد نفسه يخبر عن ربه قوله " ليس لك من الأمر شىء " ، وقوله " إن عليك إلا البلاغ " ، وقوله " إنك لا تهدى من أحببت " ، وقوله " عفا الله عنك لم أذنت لهم " ، وقوله " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " ، وقوله " يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك " ؟!

-----***-----
فى نهاية رسالتى ستجد هدية لك ، عبارة عن ملف مرفق ، هو كتيب ( حصن المسلم ، من أذكار الكتاب والسنة ) ، تأليف سعيد بن علي بن وهف القحطاني .. وهذا الكتيب ـ على صغره ـ لا يكاد يخلو منها بيت مسلم .

ستجد كثيراً من أذكار نبينا عليه الصلاة والسلام ، فى كثير من أحواله ، اقرأها وتأملها جيداً ، ثم اسأل نفسك : أفمن كان هذا حاله وكلامه .. أفكان يريد مجد نفسه ويلهى الناس عن تمجيد الله ؟!

وأسوق إليك هنا طرفاً من ذلك .. تأمل عزيزى ..

هل من يمجد نفسه ويترك تمجيد الله يخبر عن ربه قوله { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }
وقوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً}
وقوله { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}
وقوله { وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ }

-----***-----
وهل من يمجد نفسه ويترك مجد الله يقول : " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت "

ويقول : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم ،وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟" قالوا بلى .قال : "ذكر الله تعالى "

ويقول : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرتهُ في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ،وإن تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً ،وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيتهُ هرولة "

وجاءه رجل قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيءٍ أتشبث به. قال :" لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله "

وقال :" من قعد مقعداً لك يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة ومن اضطجع مضجعاً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة"

وقال صلى الله عليه وسلم :" ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة "

فهل تجد هذا كلام من يطلب مجد نفسه ويهمل مجد الله ؟

هل من يحث الناس كل هذا الحث ، ويحضهم كل هذا الحض ، على ذكر الله ، وما ينطوى عليه من تحميد وتمجيد وتسبيح وتوحيد .. أفهذا يريد مجد نفسه ويريد من الناس أن يعرضوا عن تمجيد الله ؟!

-----***-----
ثم إن هذا النبى إذا استيقظ من نومه قال : "الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور " " الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ"

وإذا لبس ثوبه قال : الحَمْدُ لله الذِي كَساني هذا( الثوب ) ورَزَقَنِيه مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنّي ولا قُوةٍ"

وإذا وضع ثوبه قال : " بِسم الله "

وإذا دخل الخلاء قال : {بسم الله}، اللهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ والخبائِثِ"

وإذا خرج منه قال : " غُفْرانَكَ"

وقبل وضوئه يقول : " بسم الله"

وبعد الفراغ منه يقول : "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين" "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"

فإذا خرج من منزله قال : " اللهُمَ إني أعُوذُ بِكَ أن أَضلَّ أوْ أُضَلَّ أَوْ أزلَّ، أو أُزلَّ، أوْ أظلِم أوْ أُظْلَم، أوْ أَجْهَلَ أوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ" "بسم الله، توكَّلْتُ على الله، لا حَوْلَ ولا قُوةَ إلا بالله "

وإذا دخله قال : " بسم الله ولجنا ،وبسم الله خرجنا ، وعلى ربنا توكلنا " ثم ليسلم على أهله

فإذا ذهب إلى المسجد قال : " اللهم اجعل في قلبي نوراً ، وفي لساني نوراً ، واجعل في سمعي نوراً ، واجعل في بصري نوراً ، من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً ،وعن يميني نوراً ،وعن شمالي نوراً ، ومن أمامي نوراً ، و في خلفي نوراً ،واجعل ،و اجعل في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً ، وعظم نوراً ، واجعل لي نوراً ، واجعلني نوراً ،اللهم أعطني نوراً ، واجعل في عصبي نوراً ، وفي لحمي نوراً ، وفي دمي نوراً ، وفي شعري نوراً ، وفي بشري نوراً " " اللهم اجعل لي نوراً في قبري .. ونوراً في عظامي " " وزدني نوراً ، وزدني نوراً ، وزدني نوراً " " وهب لي نوراً على نوراً "]

فإذا دخل المسجد قال : " أعوذ بالله العظيم ،وبوجهه الكريم ،وسلطانه القديم ،من الشيطان الرجيم " " اللهم افتح لي أبواب رحمتك"

وإذا خرج منه قال : " اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم "

فتأمل كيف كان فى مدخله ومخرجه وذهابه وإيابه وجميع أحواله مسبحاً لله ، موحداً له ، حامداً له ، شاكراً لأنعمه ، ممجداً لملكه وعظمته ، مجاهراً بذلك ومواظباً عليه ، مرغباً فيه من حوله ليتبعوه فى هذا ، ويرشدهم إلى أجر ذلك وخيره لهم فى جميع أمرهم ..

أفهذا حال من يمجد نفسه ، ويهمل تمجيد الله ؟

-----***-----
وكان يقول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كل صباح .

وكان يقول فى صباحه ومسائه : " اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا ، وبك نحيا وبك نموت ، وإليك النشور"

ويقول : " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت وأعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"

ويقول : " اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر "

ويقول : " بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"

ويقول : " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كُله ولا تَكِلْني إلى نفيس طرفة عين"

ويقول : "سبحان الله وبحمده عدد خلقهِ ورِضَا نفسِهِ وزِنُة عَرشِهِ ومِداد كلماته"

فتأمل كيف يواظب على توحيد الله وتسبيحه وحمده وتمجيده صباح مساء ، ويكرر ذلك كل يوم ، ويعلم ذلك لأمته ليتبعوه ، فلا عجب أن كان " الحمادون " لقب أمة " أحمد " صلوات ربى وسلامه عليه .

-----***-----
فإذا أراد النوم كان من كلامه : " باسمِكَ اللهم أموت أحيا "

ويقول " سبحان الله ( ثلاثاً وثلاثين ) والحمد لله ( ثلاثاً وثلاثين )والله أكبر(أربعاً وثلاثين )

ويقول : " اللهم ربَّ السموات السبع،ورب العرش العظيم،ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومُنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذٌ بناصيته،اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء،وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدَّيْنَ واغننا من الفقر"

ويقول : " "اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجرَّه إلى مسلم" .

-----***-----
وأختم بهذه الآية العظيمة ، آية الكرسى ، والتى كان عليه الصلاة والسلام يواظب عليها فى صباحه ومسائه ..

" اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ، لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ، مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ، وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

فتأمل كلام العلى الجليل ، وتأمل حب النبى لهذه الآية ، ومواظبته عليها .. لتعرف إجابة سؤالك .

والتمجيد هو إثبات الملك الواسع لله عز وجل .. ولذلك إذا قال المصلى " مالك يوم الدين " قال الله " مجدنى عبدى " ؛ لأن يوم القيامة يحضر كل مخلوق منذ بدء الخليقة من بشر وغيرهم ، ويقضى الله ما يشاء فى هذا اليوم .

تأمل كيف بدأت الآية بإفراد الله بالألوهية دون سواه .. وكيف مجدت الله بذكر صفتين جامعتين لكل أسمائه الحسنى " الحى القيوم " ، ثم أتبعت ذلك بنفى ضدهما وإن قل .. ثم تأمل كيف مجدت الله بنسبة كل الملك له سبحانه " له ما فى السموات وما فى الأرض " .. ثم أتبعت ذلك بنفى أن يكون لأحد ذرة من ملكه ولو بالشفاعة .. ثم تأمل كيف أثبتت علم الله الواسع لكل المخلوقات .. وتأمل كيف أن كرسيه ـ وهو من مخلوقاته ـ وسع السموات والأرض ومن فيهن كلهن .. فكيف بالملك الجبار العلى العظيم ؟

-----***-----

أرجو من الله أن يكون فيما قدمت ما يزيل الإشكال عنك .

والله أسأل أن يوفقنا وإياك إلى ما يحب ويرضى .

-----*انتهى*-----

عبد الله
12-12-2004, 11:10 PM
اخي الفاضل احمد

شكرا جزيلا لك

احمد المنصور
12-13-2004, 12:52 AM
العزيز بسام,
بعـــد التحية,

ان ما نقلته لك هو كلام اعجبني فأحببت ان اتقاسمه معك. ولكن ايضا لي فى هذا غرض وغرضى هو ما لمسته من رقة طبعك ووفرة ادبك. وهذه الميزة بالذات هى احسن واكثر شئ يعجبني فى الناس. دائما انظر الى ادب الشخص فإن وجدته حسن اطمئن قلبي. وفي ديننا الحنيف يقول الرسول الكريم - صلوات ربي وسلامه عليه - إن اثقل شئ فى الميزان حُسن الخُلق.

وهذا نفس الشئ الذي يجعلني أحب طيب الذكر عليه الصلوات والسلام. حتى اعداءه الذين كانوا يتمنوا موته لم يجرؤوا على الطعن فى اخلاقه. وهذا ليس امر طبيعي اعتبره شخصيا فى مصاف المعجزات. رجل كهذا -والحديث على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) - يؤسرني بأدبه قبل كل شئ.

على العموم ايها الفاضل اتمنى ان يدوم بيننا الحوار. فسؤالك هو عبارة عن سؤالين:

- ما هو الايمان
- وما الطريق اليه (بناء على تجربة شخصية)

ويسعدني جدا ان اتحدث معك فى هذا الموضوع. فإن كانت لديك الرغبة فلا يسعني الا ان اشكرك على حسن صنيعك.

مع فائق احترامي.

عبد الله
12-13-2004, 09:10 AM
الحبيب احمد المنصور

سيكون لنا حديث بهذا الخصوص ... ولكن لو تسمح تأجيله لغد او بعد غد

مع فائق التحيات والسلام

الفرصة الأخيرة
11-28-2005, 12:45 AM
هل لا زال الحديث متوقفًا؟
ألم يأت الغد المذكور بعدُ؟


جزيتم خيرًا.