المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اريد مساعده



خود
03-13-2006, 07:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد اسعدني الانضمام الى منتداكم الرائع...
واسعدني اكثر ان هناك من ابناء الامه منهم بهذه العقلية والفكر الراقي..
جزاكم الله الف خير

اريد منكم مساعده وهي كيف نرد على السوفسطائين
او على مقولتهم ان الانسان مقياس كل شيء


افادوني افادكم الله


وتقبلوا تحياتي

ناصر التوحيد
03-14-2006, 06:08 PM
الرد على السوفسطائين ومقولتهم ان الانسان مقياس كل شيء
مقولة بروتاغولاس الانسان مقياس كل شيء مقولة سفسطائية ..
وهذه المقولة تتحدث هم الشخصية والاختلافات فيها وبينها بين الناس وبين العصور ..
جاعلة من الانسان هو صاحب القرار فيما يتعلق بطرق ووسائل تحديد الشخصية ..
والصحيح هو , ان العمل هو مقياس الثواب والعقاب، وان النص الديني هو مقياس كل شيء .
لأن المنظور الديني الاسلامي أكثر اتساعاً وشمولاً من الإطار الافلسفي والمادي الضيق , كما أن الغايات الاسلامية تتجاوز الغايات المادية إلى غايات أرحب تواصل الدنيا بالآخرة وتستوعب الأبعاد المختلفة للانسان المادية والروحية معاً.
ولا تتشكل الشخصية الا حسب النوعية والكيفية , اي بحسب العقلية والنفسية , اي بحسب السلوك ورد الفعل التأثري . وهذه تعني الاطار الشمولي الفردي والجماعي , وليس مجرد النظرة الفردية و لان هذه النظرات الفردية متفاوتة ,ولان الخلفية الفكرية البشرية لا تتساوى في النظر الى الامور والحكم عليها , بالاضافة الى تباين الرغبات والنزعات واختلاف المصالح عند البشر ..
وهذا الالتزام لا ينفي حرية الخيار والاختيار للانسان , بل يؤكدها , وهذا هو مجال الثواب والعقاب , لان الامر متعلق بالالتزام من عدمه , او مقدار قوته من ضعفه .
ان مقولة ان الانسان مقياس كل شيء , تؤدي الى تاليه الانسان , وتعني نفي مكانة الاله , لانها تجعل مقررات وكلمة الانسان هي العليا , وليس جعل كلمة الله هي العليا .

وهذه المقولة هي التي اوصلت الغرب المادي الى القول بالوجودية والعبثية والى القول بالليبرالية والديمقراطية والعلمانية لانها تجعل الانسان هو المقياس , غير آبهة بقصور العقل الانساني , ومحدودية الانسان , كونه كيان بشري , تتنازعه عدة نوازع , وتتصارع داخله دوافع الخير والشر , بما لا يستطيع بدون المقياس الالهي , ان يحدد حقيقة مصالحه الدنيوية , لعدم ربطها بالخالق , وعدم ربطها بمفهوم الثواب والعقاب الاخروي ..
فالحضارة الغربية منذ عصر النهضة تتشكل في إطار الفكر العلماني الذي ينطلق من الأسس المعرفية الأغريقية التي تقتصر على العقل وخبراته في إدراك الحقائق وتصريف شؤون الحياة وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر بلغ الصراع مداه بين الفلسفات المادية والمثالية ((والتي تشترك في أسسها العلمانية)) دون الوصول إلى أي يقين معرفي مما سبب حالة من القلق الانساني وبعد أن حاول الماديون طرد الدين من العالم بينما أراد المثاليون أن يحددوا له مكان إقامته جاء نيتشة وأعلن عن موت الإله بل وطالب بالقضاء على ظلال الإله الكامنة في المشروعات الفكرية المادية والمتمثلة في المنظومات العقلانية والأخلاقية لتلك المشروعات المادية وكذلك في الوعود الانسانية التي تبشر بها تلك المشروعات وجاءت المشروعات الحداثية كانعتاق ضد الرؤى الدينية والمشروعات الهيجلية حتى توج القرن التاسع عشر بأفكار وليم جُيمس البراجماتية التي أسقطت الحقيقة وعملت على اختزالها في مفهوم المصلحة أما شلر الذي ينتمي إلى نفس المدرسة البراجماتية فكان أكثر صراحة حيث أعلن استناد فكره إلى مقولة بروتاجوراس السفسطائي: ((الانسان مقياس كل شيء)).
وعلى ذلك فالبراجماتية لا تعتقد بصحة الأفكار إلا بمدى ما تحققه من منفعة عملية والحقيقة لديها هو كل ما يأتي عن تجريبه أو تطبيقه تلك المنفعة فليس مهماً مثلاً أن يكون الله موجوداً أو غير موجود وإنما المهم على حد قول وليم جيمس الأمريكي (أهم منظري البراجماتية): ((أن نتمتع بإله إذا كان لدينا إله)).
فالبراجماتية هي عملية انتقال من المذهبية الفلسفية الملتزمة إلى التبرير الفلسفي لما تفرضه الاحتياجات الانسانية في أقصى نموها المادي. ومن هنا كان التركيز على اللذة والاستهلاك المادي بالإلهاء الحسي المتواصل وباعتماد النفعية كمقياس للحقائق لتبرير الانتهازية , لتصنع إطاراً إلهائياً لمضمون عبثي فهي تقول لك أبحث عن المصلحة والمتعة واللذة , والته بها إلتهاءً متواصلاً بدلاً من أن ترهق نفسك في البحث عن الإجابة على الأسئلة المصيرية في الحياة مثل: من أين جئنا؟ وإلى أين نذهب؟ وهل الله موجود أم غير موجود؟ وما هي العدالة؟ وما هي القواعد التي يجب أن تحكم علاقتنا بالآخرين؟. فلن يبقى معنى لها غير العبث.. بعد تفكيك كل التصورات والأفكار وستؤدي الى تفكيك الانسان ذاته في النهاية.

فعندما أخذ السوفسطائيون يشككون في قوانين المجتمع، وفي ثباتها وعموميتها، ويلحون على كونها نسبية تختلف من مجتمع لآخر ومن عصر لآخر، انطلاقا من مبدأ أن "الإنسان مقياس كل شيء"، وأن القانون الحقيقي الذي يحكم شؤون المجتمع البشري هو نفسه "قانون الغاب"، أعني "رأي الأقوى"، جاء الرد على لسان سقراط أولا، ثم أفلاطون وأرسطو من بعده وقد اعتمدوا في ردهم على التمييز بين القانون الوضعي، الذي تطبقه المحاكم والقانون الطبيعي الذي يتميز بالثبات والاطراد، والذي قوامه نظام الكون؛ والنظام في الطبيعة معناه أن كل شيء من أشياء الكون وكل ظاهرة من ظواهره يحتل المكان المناسب له وللنظام ككل .
ومن هنا فقد استطاع الناس القدرة على التمييز بتصنيف السلوك البشري إلى قسمين: قسم ينتمي إلى "الحق" وقسم ينتمي إلى "الواجب" , والميدان الديني فهو ميدان الحق والواجب بامتياز , لان كل واحد يرى ويلاحظ اختلاف الناس في "الحق" المعرفي والسلوكي, وقبولهم لفكرة التمييز بين الحقوق .

فلا الانسان هو مقياس كل شيء , ولا العقل هو المقياس الاوحد ..
فمثل هذه المقولات الهاء وعبث وزيغان عن الحق وتوهان وابتعاد عن الحقيقة .

خود
03-14-2006, 07:31 PM
اخي ناصر التوحيد


جزاك الله خير وجعل هذه المساعده في ميزان حسناتك..
فرجت عني كربه فرج الله عنك مثلها يوم القيامه...




تحياتي