المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مامعنى يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك



ابن المصرى
03-15-2006, 03:00 PM
الأخوة الكرام:
ماهو المفهوم العام للدعاء اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك؟
وما المقصود بالقلب هنا؟
هل هو القلب الذى يتكون من عضلات ويضخ الدم؟ أم هناك مفهوم آخر للقلب؟
جزاكم الله خير

ناصر التوحيد
03-15-2006, 06:11 PM
ماهو المفهوم العام للدعاء اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك؟
وما المقصود بالقلب هنا؟ هل هو القلب الذى يتكون من عضلات ويضخ الدم؟ أم هناك مفهوم آخر للقلب؟
القلب ..
الدماغ ... و.... العقل ......
ما المقصود بالعقل ؟ هل هو الدماغ الذي داخل جمجمة الرأس ؟؟؟أم هناك مفهوم آخر للعقل ؟

ناصر التوحيد
03-15-2006, 06:50 PM
القلب ...
التقلب ....

قال الله تعالى :
" فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ" (آل عمران)


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ للشيطان لـمَّة بابن آدم".
قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (الأعراف :200-201 ).

تقلب القلوب ...
كان النبي ( ص ) اذا نظر الى السماء قال :
ربنا ماخلقت هذا باطلا يامصرف القلوب ثبت قلبي على دينك
وقد كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) ...
فرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الذي غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، والمؤيد بوحي من الله، والذي لا ينطق عن الهوى، كان يدعوا الله بأن يثبت قلبه على دينه، وعلى طاعته.
فما أحوجنا للدعاء الذي كان يدعوا به نبينا صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقول: ((اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك))
---------
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك
اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلبي على طاعتك

--------
كيف ينزلق الإنسان ؟
ولماذا قد ينتكس ؟
وكيف يمكن ان يمرق من الدين مروق السهم من الرمية؟
وكيف يمكن ان يثبت على الالتزام[ الاستقامة] ؟؟؟

-------
بهذا التدرج بالكلام ستفهم معنى تقليب القلوب ...
-------
قال - تعالى -: ((يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ))إبراهيم27
وقدوتنا في ذلك هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد لاقى ما لاقى ومع ذلك كان أشد ثباتًا حتى بلغ رسالة ربه على أتم وجه.

إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)) رواه مسلم
وهذه أمُّ سلمة رضي الله عنها تحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن يقول: ((اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك))، قالت: قلت: يا رسول الله، وإنَّ القلوب لتتقلب؟! قال: ((نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا إن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عز وجل أقامه، وإن شاء الله أزاغه)) أخرجه أحمد في مسنده الترمذي في جامعه بإسناد صحيح
وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك))، قال: فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، هل تخاف علينا؟ قال: ((نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله، يقلّبها كيف يشاء)) أخرجه الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه بإسناد صحيح
وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ *** ولا القلب إلا أنه يتقلب

ومصداق هذا كله مشاهد ملموس في واقع الناس فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم أصبحت وزهرها يابس هشيم فبينا ترى الرجل من أهل الخير والصلاح ومن أرباب التقى والفلاح قلبه بطاعة ربه مشرق سليم إذا به انقلب على وجهه فترك الطاعة وتقاعس عن الهدى. وبينا ترى الرجل من أهل الخنا والفساد أو الكفر والإلحاد قلبه بمعصية الله مظلم سقيم إذا به أقبل على الطاعة والإحسان وسلك سبيل التقى والإيمان.

إن تذكر هذا الأمر لتطير له ألباب العقلاء وتنفطر منه قلوب الأتقياء وتنصدع له أكباد الأولياء كيف لا والخاتمة مغيّبة والعاقبة مستورة والله غالب على أمره والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد قال: ((فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)) متفق عليه.

فعلى المرء أن يجتهد في أخذ أسباب الثبات وأن يحتفي بها علماً بأن المقام جد خطير والنتائج لا تخالف مقدماتها والمسببات مربوطة بأسبابها وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى
أولاً الشعور بالفقر إلى تثبيت الله - تعالى - وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين فإن لم يثبتنا الله وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها وقد قال مخاطباً خير خلقه وأكرمهم عليه: ((وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً")) وقال - تعالى -: ((إذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا))وكان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قوله: ((لا ومصرف القلوب)) كما روى ابن ماجه بسند جيد مما يؤكد أهمية استشعار هذا الأمر واستحضاره.

ثانيا ًومن أسباب الثبات على الخير والصلاح الإيمان بالله تعالى
قال عز وجل -: ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة")). إبراهيم 27 والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب وينطق به اللسان وتصدقه الجوارح والأركان فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل فالالتزام الصادق في الظاهر والباطن والمنشط والمكره هو أعظم أسباب التثبيت على الصالحات
قال الله تعالى -: ((وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)). فالمثابرة على الطاعة المداوم عليها المبتغى وجه الله بها موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها.

ثالثاً من أسباب الثبات ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب فقد قال - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن))

رابعاً من أسباب الثبات على الإسلام والإيمان الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلماً وعملاً وتدبراً فإن الله - سبحانه و تعالى - أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتاً للمؤمنين وهداية لهم وبشرى قال الله تعالى -:
((قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ")) فكتاب الله هو الحبل المتين والصراط المستقيم والضياء المبين لمن تمسك به وعمل.

خامساً ومن أسباب الثبات على الصالحات عدم الأمن من مكر الله
فإن الله - سبحانه و تعالى - قد حذر عباده مكره فقال عز وجل -:
((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) وقد قطع خوف مكر الله - تعالى - ظهور المتقين المحسنين وغفل عنه الظالمون المسيئون كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعاً بالأمان وقال الله تعالى -: ((أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ` سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ))
أما المحسنون من السلف والخلف فعلى جلالة أقدارهم وعمق إيمانهم ورسوخ علمهم وحسن أعمالهم فقد سلكوا درب المخاوف يخافون سلب الإيمان وانسلاخ القلب من تحكيم الوحي والقرآن
فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس فإنه مادام نَفَسُك يتردد فإنك على خطر
قال ابن القيم رحمه الله: ((إن العبد إذا علم أن الله - سبحانه و تعالى - مقلب القلوب وأنه يحول بين المرء وقلبه وأنه - تعالى - كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء فما يؤمّنه أن يقلب الله قلبه ويحول بينه وبينه ويزيغه بعد إقامته وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: ((رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)) فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

سادساً من أسباب الثبات على الهدى والحق سؤال الله التثبيت
فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك -: فألحوا على الله - تعالى - بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة والشيطان قاعد لك بالمرصاد ولك فيمن تقدمك من المؤمنين أسوة حسنة فإن من دعائهم: ((رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)). وما ذكره الله - تعالى - عنهم: ((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)). وقد كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))

سابعاً من أسباب الثبات على الإيمان نصر دين الله الواحد الديان ونصر أوليائه المتقين قال الله تعالى -: ((إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))
ونصر دين الله - تعالى - وأوليائه يكون بطرائق عديدة لا يحدها حد ولا تقف عند رسم فالدعوة إلى الله بجميع صورها نصر لدين الله وطلب العلم نصر لدين الله والعمل بالعلم نصر لدين الله وجهاد الكفار والمنافقين والعصاة نصر لدين الله والرد على خصوم الإسلام وكشف مخططاتهم نصر لدين الله والبذل في سبيل الله والإنفاق في وجوه البر نصر لدين الله والذب عن أهل العلم والدعوة وأهل الخير والصحوة نصر لدين الله وطرائق نصر دين الله وأوليائه كثيرة جعلنا الله وإياكم منهم من أوليائه وأنصار دينه ولا تحقرن من هذه الأعمال شيئاً فقاعدة الطريق اتق النار ولو بشق تمرة قال ابن القيم - رحمه الله -:
هذا ونصر الدين فرض لازم *** لا للكفاية بل على الأعيان
بيد وإما باللسان فإن *** عجز ت فبالتوجه والدعاء بجنان.

ثامناً من أسباب الثبات على الهدى الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة فهم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك
قال ابن القيم - رحمه الله - حاكياً عن نفسه وأصحابه: (وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه – أي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة).

عاشراً من أسباب الثبات على الحق والتقى الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي
فإنه لن يحصل العبد الخيرات إلا بهذا وقد أمر الله - تعالى - نبيه بالصبر فقال: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا")) وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وما أعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر))

الحادي عشر من أسباب الثبات على الحق والهدى ترك الظلم
فالظلم عاقبته وخيمة وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين والإضلال حظ الظالمين فقال جل ذكره: ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ))إبراهيم 27
. فاتقوا الظلم أيها المؤمنون اتقوا ظلم أنفسكم بالمعاصي والذنوب واتقوا ظلم أهليكم بالتفريط في حقوقهم والتضييع لهم واتقوا ظلم من استرعاكم الله إياهم من العمال ونحوهم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
وقال - صلى الله عليه وسلم –(( تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين، قلب أبيض كالصفا، وقلب أسود مربادا كالكوز مجخيا (أي مقلوبًا) لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرًا.))
وهذه صفة أهل النار ويقول - صلى الله عليه وسلم ((تعس عبد الدينار. تعس عبد الدرهم. تعس عبد الخميصة. تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))
ومن المعروف أن الدينار مملوك والعبد مالك للدينار فكيف يكون الدينار هو المالك والعبد هو المملوك؟ من ذلك يتبين لنا أن العبد إذا انشغل بجمع الدينار وتركَ عبادة الله كان عبدًا للدينار من دون الله ولذلك يدعو الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذا الصنف فيقول "تعس وانتكس".
وأعجب من ذلك أن يكون المال سببًا في الانتكاس الكلي وهو الردة، فقد ثبت عند الإمام مسلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرسل عمر رضي الله عنه لجمع الزكاة فذهب إلى ابن جميل وكان فقيرًا فأغناه الله فطلب عمر منه الزكاة فمنع ولم يعترف بها قال - تعالى -: (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين (75) فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون (76) فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) التوبة: 55-57

الحادي عشر ومن أسباب الثبات على الدين والصلاح كثرة ذكر الله - تعالى
كيف لا وقد قال جل شأنه : ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت))
وقد أمر الله - تعالى - عباده بالإكثار من ذكره فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا ` وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ` هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)))
فذكر الله كثيراً وتسبيحه كثيراً سبب لصلاته سبحانه وصلاة ملائكته التي يخرج بها العبد من الظلمات إلى النور
فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله وإحسانه.
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة
اللهم ثبتنا على الطاعة يارب العالمين

ابن المصرى
03-15-2006, 10:05 PM
الاخ ناصر:
من خلال قرائتى لردك استنتجت ان الله يقلب القلوب نتيجة لأسباب متعلقه بعمل الانسان نفسه وليس التقليب أو تغيير القلوب ياتى من الله بلاسبب أو لمشيئة مجهوله ولكن مشيئته فى تغيير القلب كما قلت وفهمت أنها تأتى من عمل الانسان نفسه فكلما تمادى الانسان فى المعصية اسود قلبه أو تحجر أو ذادت قساوته وكلما اقترب المؤمن الى الله بالعمل الصالح والطاعة ذاد يقينه وتقواه
ولكن هناك بعض الاحاديث التى أسردتها تبين أن الموضوع كأنه غير مضمون أو لنقل كأننا غير واثقين من نتيجة عملنا أو موقف الله منا وفهمنا أن الموضوع يأتى من خلال القدر وليس من خلال العمل نفسه وهنا الخطا الكبير
اقتباس:
وهذه أمُّ سلمة رضي الله عنها تحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن يقول: ((اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك))، قالت: قلت: يا رسول الله، وإنَّ القلوب لتتقلب؟! قال: ((نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا إن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عز وجل أقامه، وإن شاء الله أزاغه))هنا تلاحظ فى الحديث أن تغيير القلب من الغيبيات وكأن العمل لاعلاقه له بتغيير القلب وأن التغيير نابع من أسباب خاصة بالانسان نفسه
ونلاحظ أيضا من خلال قراءتنا للقرءان الكريم أن الله لايضل مؤمن اطلاقا ولايمكر على مؤمن اطلاقا وانما يحدث هذا مع الظالم أو الكافر المعاند فى الكفر
أما المؤمنين فالله يزيدهم هدى على هداهم وحتى اذا قابلتهم فتنة نجد الله يثبتهم أمام تلك الفتنة ويصرفها عنهم كما فعل مع سيدنا يوسف
اذن التثبيت امام الفتن ونزغ الشيطان يتأتى للمؤمن المخلص فى ايمانه ويستحيل أن يتحول قلبه فجأة من مؤمن الى كافر بدون أسباب
اقتباس:
ومصداق هذا كله مشاهد ملموس في واقع الناس فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم أصبحت وزهرها يابس هشيم فبينا ترى الرجل من أهل الخير والصلاح ومن أرباب التقى والفلاح قلبه بطاعة ربه مشرق سليم إذا به انقلب على وجهه فترك الطاعة وتقاعس عن الهدى. وبينا ترى الرجل من أهل الخنا والفساد أو الكفر والإلحاد قلبه بمعصية الله مظلم سقيم إذا به أقبل على الطاعة والإحسان وسلك سبيل التقى والإيمان
هذا الكلام غير سليم اطلاقا فالذى تراه كان من أهل الطاعة والخير والصلاح يستحيل أن ينقلب فجاة الى فاجر ولو دخلت الى قلبه لوجدته من الاساس منافق أو مرائى ولم تدخل طاعته الايمان واليقين الى قلبه لأنها لو دخلت لثبتها الله وثبته أمام أى فتنه
أما هذا الفاسد أو الكافر لو دخلت قلبه لوجدته يعمل الفساد بكراهية أو هو فى الكفر ويتمنى أن يتغير ويبحث عن الايمان ولذلك تجد نور الله ينير قلبه عند أول اشارة نورانية تصله من الله
من هذا نتيقن أن نور الله يقسمه الله على عباده بمنتهى العدل نتيجة لاسباب خاصة بهذا العبد وحالته الايمانية وسعيه للبحث عن طريق النجاة
اقتباس:
كيف لا والخاتمة مغيّبة والعاقبة مستورة والله غالب على أمره والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد قال: ((فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)) متفق عليه.
هناك شئ مهم وهو قضية الخوف الشديد من الخاتمة وكأننا فى بحر هائج لانعرف مصرينا وهذا منافى تماما لآيات التبشير والطمأنينة فى القرءان الكريم فلا نجد آية واحدة تتحدث عن تضليل المؤمن أو توقع سوء خاتمه له فهو بيده من يصنع سوء خاتمته اذا فقد ايمانه بالله ووقف عن الاستعانة به أمام الشدائد والفتن
وهذا الحديث بالذات اجده غريب الفهم فهو يشير الى أن موضوع العمل لاعلاقه له بالهداية أو التقرب من الجنة وكيف يعمل الانسان بعمل أهل الجنة ولايدخلها ؟لأن الكتاب انقلب عليه؟
ماهو مفهوم انقلب عليه الكتاب هنا؟
لاتقلى أن عمله هذا كان رياء فلم يقبل منه لانه لو كان رياء ماقربه الى الجنة
اقتباس:
فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى
أولاً الشعور بالفقر إلى تثبيت الله
ثانيا ًومن أسباب الثبات على الخير والصلاح الإيمان بالله تعالى
ثالثاً من أسباب الثبات ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب
رابعاً من أسباب الثبات على الإسلام والإيمان الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلماً وعملاً وتدبراً
خامساً ومن أسباب الثبات على الصالحات عدم الأمن من مكر الله
هنا اختلف معك فى نقطة مكر الله على المؤمن فهو لايمكر على مؤمن
سادساً من أسباب الثبات على الهدى والحق سؤال الله التثبيت
سابعاً من أسباب الثبات على الإيمان نصر دين الله الواحد الديان
الى آخر الأسباب وهنا رجعت أنت تقليب القلوب الى اسباب وليس الى أمر مخفى

ابن المصرى
03-17-2006, 05:28 PM
لماذا لم تعلق ياناصر على أسألتى وترد عليها لأنها أسألة مهمة جدا ومعظم الناس يفهم الاحاديث التى سردتها أنت بمفهوم خاطئ
فهل فعلا أعمالنا لاعلاقة لها بالهداية أو بدخول الجنة ؟
وهل يمكن أن يصبح الانسان مؤمننا ويمسى كافرا؟
ومامعنى يسبق عليه الكتاب ياناصر؟
أراها قضية فى منتهى الاهمية وتستحق منك التعليق

ناصر التوحيد
03-17-2006, 06:44 PM
لماذا لم تعلق ياناصر على أسألتى وترد عليها لأنها أسألة مهمة جدا ومعظم الناس يفهم الاحاديث التى سردتها أنت بمفهوم خاطئ
فهل فعلا أعمالنا لاعلاقة لها بالهداية أو بدخول الجنة ؟
وهل يمكن أن يصبح الانسان مؤمنا ويمسى كافرا؟
وما معنى يسبق عليه الكتاب ياناصر؟
أراها قضية فى منتهى الاهمية وتستحق منك التعليق

القضية مهمة , وهي سهلة لمن يفهم النصوص القرانية والحديثية ..

نعم , أعمالنا لها علاقة بالهداية وبدخول الجنة ...
ويضاف عليها رحمة الله بنا ..
ففي البخاري ومسلم "ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى" قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته".


نعم , يمكن أن يصبح الانسان مؤمنا ويمسى كافرا .. والكلام هنا عن ضعيفي الايمان , وعن الذين يعبدون الله على شرف جرف هاو ..
اما المؤمن القوي فلا يهتز ايمانه ..

ومعنى يسبق عليه الكتاب و حيث نرى الرجل يعمل , ولكنه لم يكن يعمل في الحقيقة بإخلاص لله تعالى، وإنما كان يعمل من أجل رياء وسمعة ومال ومنصب وألقاب، وغيرها.. حتى يسبق عليه الكتاب بما هو أهله فيعمل بعمل أهل النار، أي يظهر على حقيقته، فيدخلها.
وكذلك الذي يعمل بعمل أهل النار، ويدخل الجنة؛ إنه ربما عمل بذلك عن جهل، وعدم دراية، والله تعالى يقول: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً". وبمجرد أن يتبين له الحق يعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. سبحان الله العظيم.

قال ابن كثير رحمه الله : الْمُؤْمِن يَعْمَل بِالطَّاعَاتِ وَهُوَ مُشْفِق وَجِل خَائِف وَالْفَاجِر يَعْمَل بِالْمَعَاصِي وَهُوَ آمِن.

ابن المصرى
03-17-2006, 07:35 PM
اقتباس:
ففي البخاري ومسلم "ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى" قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته".
هنا المفهوم العام للحديث أن لولا رحمة الله المتمثلة فى قبوله التوبة عن عباده لدخل كل الناس النار
ولكن من صفاته أنه الغفور الرحيم فتقبل توبة التائب فى الدنيا ومسح عمله السئ من صحيفة أعماله بل وحتى قلب سيئاته الى حسنات اذا أخلص التوبة والتزم الطريق المستقيم
وعليه فرحمة الله هى من ناموسه السماوى أى يعطيها بفضله وعدله لكل البشر الذى يستحقها –
فمن هذا الذى يستحق رحمة الله؟
بالتأكيد هو من عمل عملا صالحا او من تاب توبة صادقة ومن هنا يرجع بنا المسار الى العمل
حتى أنك تقرا آيات القرءان كلها تجدها كلها تتحدث عن دخول الجنة أو النار عن طريق العمل فمن دخل النار دخل لسوء عمله الذى منعه من استحقاق الرحمة ومن دخل الجنة دخلها لحسن عمله الذى استحق عليه فضل الله برحمته
اقتباس:
ومعنى يسبق عليه الكتاب و حيث نرى الرجل يعمل , ولكنه لم يكن يعمل في الحقيقة بإخلاص لله تعالى، وإنما كان يعمل من أجل رياء وسمعة ومال ومنصب وألقاب، وغيرها.. حتى يسبق عليه الكتاب بما هو أهله فيعمل بعمل أهل النار، أي يظهر على حقيقته، فيدخلها.
لو كان عمله هذا رياء كما تقول وبدون اخلاص لله ماقربه للجنة حتى يصبح مابينه وبينها شبرا او زراع لأنه من المعلوم أن العمل الذى يدخل فيه الرياء لايقبله الله ولاتكتبه الملائكة اصلا فى صحيفته
مفهوم يسبق عليه الكتاب هو مفهوم غامض ويعطى دلالة أن مافى الكتاب هو الذى يتحكم فى مصير البشر والعكس صحيح أن البشر هم أنفسهم المتحكمون فى مصيرهم وكل مافى الكتاب ماكتب الا بناء على علم الله ولادخل لعلم الله بما يفعله الانسان بتصرف الانسان نفسه
كمثال بسيط ولله المثل الاعلى عندما يخبرنا رجل الارصاد الجوية أن المطر سوف يمطر بعد اسبوع مثلا نتيجة لعلمة الدنيوى واجهزته التى تساعده فليس معنى انه علم ماسيحدث فى الجو نتيجة لعلم دنيوى بسيط أنه هو مسبب المطر أو مسيره
اقتباس:
قال ابن كثير رحمه الله : الْمُؤْمِن يَعْمَل بِالطَّاعَاتِ وَهُوَ مُشْفِق وَجِل خَائِف وَالْفَاجِر يَعْمَل بِالْمَعَاصِي وَهُوَ آمِن
وما المانع أن تعمل الطاعات وأنت مطمئن لوعد الله لك أنه دائما معك ويثبتك على الطريق المستقيم مع الأخذ فى الاعتبار عدم الغرور من طاعتك وأنك وحدك مسببها
ماالمانع أن تعبد الله بكل طمئنينة وحب لانه يستحق العبادة وليس فقط خوفا من ناره أو طمعا فى جنته؟