المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاجة البشر الى الرسل(الى كل الملحدين و اللادينيين)



فخر الدين المناظر
03-20-2006, 12:43 PM
{مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا }

نشأت العاطفة الدينية غريزية مع الانسان..وكانت هذه العاطفة انعكاسا لاحساساته الغامضة مثل القلق-الخوف-الضعف....
وجاء الرسل والأنبياء منذ البداية يشبعون حاجاته الى اليقين ويؤكدون وجوده الروحي ويبنون مجتمعه البشري على أساس التوازن بين مطلبي الجسد والروح..وما كان الله ليعذب أحدا من خلقه حتى يقيم عليه الحجة ويبعث اليه رسولا يهديه.
وما هؤلاء الرسل الا شهداء على قومهم يوم القيامة..يدعون الى الله باذنه غير مدعين ولا متقولين وكل واحد منهم يوضح لقومه الشريعة التي أتى بها باللغة المألوفة لديهم.
ولكل رسول معجزة تدل على صدقه..واذا كانت سائر المعجزات قد ذهبت ولم يشاهدها الا الحاضر لها فان المسلمين يشاهدون المعجزة التي أعطيها الرسول محمد (ص) الباقية الخالدة تتحدى كل منكر جاحد على مر العصور وهي معجزة القرآن الكريم.
الرسالة السماوية من اعظم العنايات التي حبا الله بها الجنس البشري لأنها تشبع حاجته الى اليقين من جهة وحاجته الى تنظيم مجتمعه والتزود للآخرته من جهة أخرى كما أن الرسل هم صفوة الخلق ونخبتهم يتحلون بأعلى الصفات وأكملها.
شعور الانسان بحياة أخرى
الانسان بطبيعته واع ومتفكر..يتصرف بعقله ولا يعيش بغرائزه فقط كبقية الحيوانات ..فهو ينشد السعادة ويهيم بالحقيقة واذا تألقت في ذهنه ومضة معرفة وأشرقت في قلبه جذوة فهم ..وجدته يرقص طربا. فهو يتساءل ويستفهم دائما..ويستهدف حل معضلاته التي تتعرض سبيله..وكانت المعضلة الأولى التي واجهها هي مشكلة وجوده نفسها فمن أين أتى؟وهذه المعاناة والمكابدة التي يواجهها في صراعه مع الطبيعة ما نهايتها؟وماذا بعد الموت؟هل من حياة أخرى؟ واهتدى الانسان بواسطة الرسل والعقل الى وجود حياة أخرى يجازى فيها المحسن على احسانه والمسيء على اساءته لأن هذا الكون منتظم في أبدع نظام.. ومصوغ في قالب سليم يستحيل أن يكون وجد بنفسه فلابد له من صانع مبدع هو الله..ولاشك أن هذا الصانع يرقب أعمالنا ليجازينا عليها في حياة خالدة أبدية.. قال رب العزة {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }
ولكن هذه الفكرة التي تجلجلت في صدور الناس وأفئدتهم عن منطقية البعث وضرورته كان يعوزها الوضوح..وتفتقر الى البرهان الذي يبدد الحيرة وذلك ما جاءت به الرسل.
احتياج الانسان الى غيره حسب طبيعته البشرية لتحقيق مطالبه الاجتماعية
لم تكن حاجة الناس الى الرسل لتنظيف اعتقادهم وتبشيرهم بالحياة الأخرى وطمأنتهم على مصيرهم الأخروي فحسب بل كانت هناك دواع وأسباب ترتبطترتبط بحياتهم الدنيوية وتلح عليهم في التماس الرسالة السماوية..فالانسان اجتماعي بطبعه لا غنى له عن غيره فهو يحتاج الى غيره محتاج اليه على حد قول الشاعر المتنبي:
الناس للناس من بدو وحضر بعض لبعض وان لم يشعروا خدم
وبطبيعة الحال فان العلاقات الاجتماعية يشوبها الصراع بين المصالح..وتطبعها الأنانية وتتحكم فيها الغرائز..ويعلو فيها صوت القوة مجلجلا.. فالانسان في حاجة الى المأكل والمشرب والملبس..وهو ينشد ارواء غرائزه..كغريزة الجنس..وغريزة حب التملك وغريزة السيطرة..وكل هذه المتطلبات انما يتم تحقيقها داخل المجتمع..وفي اطار الجماعة وهنا يبدأ الصراع..ويرتفع نداء العواطف المهتاجة..ويخفت صوت الضمير والعقل..وقديما قتل قابيل هابيل على مذبح الشهوة والنزوة..وقد تكونت الشرائع الوضعية لتنظيم العلاقات في المجتمع على أساس العدل والانصاف..غير أن هذه القوانين قد تتحيز لأصحاب السلطة وتحمس مصالحهم..وقد تجور..وقد يكون الغرض من وضعها اضفاء صفة المشروعية على نظام غير مشروع كنظام الرق وتصنيف المجتمعات الى كبقات السادة والعبيد..فقد سئم الناس هذه الشرائع التي يضعها الانسان للانسان..وأخذوا يتطلعون الى شرائع أكثر انصافا وعدلا يحملها رسل مصلحون ويبلغونها للناس بوحي من رب العالمين..لا ينطقون عن الهوى.تحقق سعادة الانسان في الدنيا والأخرى..وتوازن بين متطلبات الروح والجسد وتسوي بين الناس في الحقوق والواجبات..وتلغي الفارق بين طبقات المجتمع وتحمل الناس على الطريق السوي وتوفر لهم الأمن والعدل والاستقرار..وهكذا يومض النور السماوي من جديد لينقذ البشرية من ويلاتها ويصحح الأوضاع التي فسدت من جراء التقنينات الوضعية.
التوازن الاجتماعي المبني على الرسالة الالاهية
وهكذا جاء الرسل المصلحون برسالة الله الى الخلق..تلك الرسالة التي تقتصر على توحيد الله والاخبار بالبعث..ولكنها تتضمن التشريعات الدنيوية الكفيلة بتحقيق التوازن الاجتماعي..واقامة عالم يسوده العدل وتحوطه المحبة والألفة..وتعمر قلوب أفراده الأخوة الصادقة.. ان هذه التشريعات جاءت لتوازن بين مصالح الأغنياء والفقراء وبين سلطة الراعي ومصالح الرعية..وبين حقوق الرجل وحقوق المرأة..وبين طغيان المادة وشفافية الروح.. جاءت لتقيم الأسس الثابتة بين غلبة القوي وعجز الضعيف..وبين ظلم الظالمين وضعف المظلومين..ومحت الفوارق المصطنعة فوارق المال والجاه واللقب والحسب والنسب..وجعلت الكرانة للأتقياء الأصفياء قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}
جاءت التشريعات الإلاهية فعالجت كل كل شؤون الحياة الانسانية وتدخلت في هذه الحياة وما يتعلق بها من نظام وأخلاق..ومعاملة وجوار وسياسة واقتصاد..حمت المجتمع البشري من كل ما يعكر صفو هذه الحياة أو يفسدها أو يهدد أمنها أو يضر بمصالحها ..بما شرعت من أحكام وقننت من قوانين حققت بها تلك السعادة التي كان يحلم بها البشر فتوفرت المحبة وخفت الخصومات..وشاع العدل وساد الامن في كل رحاب المجتمع البشري .. تلك هي السعادة التي افتقدتها البشرية في ظل القوانين الوضعية ..

samy noor
04-06-2006, 02:59 PM
أكرمك الله ..
والله ان للايمان لذة وحلاوة ما بعدها حلاوة..
فبه تحيا القلوب..
وهل يحييها الا اتصالها بمن خلقها؟؟
وهل يكون ذلك الا عن طريق الرسل الذين أرسلهم الله لبيان مراده من خلقه..
والحمد لله على نعمة الاسلام والقران..
اخر وحى من الله للبشر..
<فبأى حديث بعده يؤمنون>
حقا ان الاسلام دين الفطرة..فبه تتوازن مطالب الروح والجسد ..
وتقوم عليه عمارة الكون..
يجادل الملحدون كجدال قوم نوح حين لبث يدعوهم ألف سنة الا خمسين عاما.. ثم جاءهم الطوفان..
واليوم .. كأيام نوح عليه السلام..
القران يدعوهم للايمان لأكثر من ألف وأربعمائة عام.. فمنهم من اهتدى ..
وكثير منهم يأبون الا الضلال .. وقد أنذرهم الله فى القران بالعذاب.. <وفى التوراة وفى الانجيل> ..
ان لم يؤمنوا بمحمد ( ص ).. النبى الخاتم
<ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون>
نسأل الله لنا ولهم الهدايه
فلن يعود سالف مجد وعز لهذه الأمة الا بما صلح عليه أولها
وأسأل الله أن يكون ذلك قريبا..
انه ولى ذلك والقادر عليه.
وشكرا لك كلماتك الطيبة

فخر الدين المناظر
09-03-2006, 06:01 PM
بارك الله فيكم وحفظكم الرحمان ورعاكم ،، وشكرا لمرورك اخي الكريم ومعذرة لأني لم انتبه لمشاركتك من قبل لأني كنت متغيبا عن المنتدى.