المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير



وصية المهدي
03-21-2006, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بحمد الله وفضله تم الانتهاء من كتابة مذكرة عن علاقة اللادينية العربية بالتنصير مدعماً بالشواهد العديدة ، وسيتم طرح البحث على مدار حلقات متواصلة . وأنوه إلى أنه التزاماً بقوانين المنتدى فلن يتم طرح وصلات روابط المواقع اللادينية أو التنصيرية المعادية للإسلام وسيكتفى بذكر أسماء المواضيع والمقالات عند الإشارة إليها .
وأعتذر للأخوة عن التأخير في عرض البحث نظراً لتأخر العديد من المراجع التي كنت بانتظارها .
وأسأل الله أن يكون في هذا الطرح ما ينفع به المسلمين ،


ولله الحمد أولاً وأخيراً ...

وصية المهدي
03-21-2006, 04:29 PM
مقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وبعد
ربما لا يشتهر في تاريخ نشر المعتقدات في العالم على مر التاريخ إلا معتقدين : الإسلام والنصرانية . وقد نتج عن طريق نشرهما التواجه والمجابهة في كثير من الأحيان . والمجابهة بين الإسلام والنصرانية منذ نشأة الإسلام كانت وما تزال تختلف باختلاف الأزمان والأحوال . وكلاهما له من وسائل المواجهة ونشر معتقده ما سطرت به كتب خلال القرون الطويلة . ولطالما كان الإسلام يعمل على مواجهة التنصير من خلال تقوية إيمان متبعيه من خلال التمسك بالقرآن وحفظه والعلم والتمسك بسنن المصطفى عليه الصلاة والسلام . أي أنه كان يعتمد على التربية الداخلية لمعتنقيه بغض النظر عما تدعوا إليه المعتقدات الأخرى . وفي نشره للإسلام كان أيضاً واضحاً بيناً صريحاً ، فكان دعوته إلى هدم الأوثان ليرى عابدوها أنها ليست أرباباً من دون الله ثم ليدركوا من خلال عقولهم أنهم إليهم لا يرجعون . لقد كان الإسلام يطرح المعتقد واضحاً بالأدلة والبراهين على كافة شعوب الأرض وربما هذا ما جعله أكثر الأديان سرعة في الانتشار في تاريخ البشرية ، ولعل في شهادة ريكولدو دي مونت كروتشي وهو أحد الحاقدين على الإسلام في العصور الوسطى أكبر دليل على ذلك عندما شاهد بأم عينه إقبال المغول على الإسلام حيث علل ذلك بأن " الإسلام أسهل في التصديق والتطبيق " (1).
وإن شئنا المقارنة مع النصرانية ولا نعني بها طبعاً ديانة المسيح ، فهو منها براء . وإنما الديانة التي انحرفت عن طريقها فألهت البشر وعبدت أتباعها للصليب وقدست الأفراد بل والصور والتماثيل . فالمقارنة كانت جلية لما سلكه بعض أبناء النصرانية في سبيل نشرها أو حماية أبناءها من الإسلام . لقد كان الإسلام دائماً ومنذ بعث الله محمد عليه الصلاة والسلام مصدر خوف النصرانية وأربابها . فكان موقف القساوسة والأساقفة وأصحاب البابوية فيها هو تشويه صورة الإسلام لدى النصارى ليمنعوا الناس من الدخول فيه . كان هذا الموقف واضحاً منذ انتشار الإسلام في بلاد الشام في القرن الأول الهجري ثم انتقل إلى بيزنطة فأوروبا وكنائسها . لقد كان كره آباء الكنيسة الأوائل للإسلام عظيماً فما تركوا فرية ولا كذبة ولا سيئة إلا وألصقوها في الإسلام ليجعلوا من الإسلام شيطاناً يخافه البسطاء من النصارى فلا يؤمنوا به ولم يتركوا وسيلة لذلك إلا واتبعوها . لقد قامت الكنيسة بإبعاد الإسلام عن تابعيها بطريقة لا تخلو من سيئات الأعمال وبهتان القول وشهادة الزور ، وليس بالتحصين الداخلي من خلال المعتقد النصراني . لقد كان تشويه صورة الإسلام هو الحل في نظر الكنيسة لمنع النصارى من الإيمان به .
أما عن نشر النصرانية بين المسلمين فكانت وللأسف لاتقل سوءاً في طرقها ووسائلها عن طرق الدفع . فما استخدم سابقاً في حماية أبناء النصارى من الإسلام ، استخدم أيضاً لتشويه صورة الإسلام أمام أبنائه ، وركزوا على الأركان التي يرون أن الإسلام قائم عليها وهي القرآن والرسول وجعلوهما هدف من أهداف التنصير الرئيسيين وهما : تنصير المسلم أو جعله بلا دين . ونشأت لذلك مؤسسة كبرى منذ قرون تسمى بالاستشراق ادعت العلمية ولكنها لبست لبوس الكنيسة ، فلم تترك دعوى من دعاوى المنصِّرين على القرآن والرسول والإسلام إلا وجعلت منها أطروحة علمية . حتى أن الأستاذ أنور الجندي يقول " بأن المستشرقين قدموا 60 ألف كتاب عن الإسلام مكتوبة من وجهة نظرهم ، وفيها معاداة للإسلام وتشويه للحقائق كتبت خلال المئة وخمسين عاماً الماضية ، وهي مصدر الغربيين والمسلمين في الغرب عن الإسلام اليوم " (*) . ومن هنا كان التنصير يعتمد على تشويه صورة الإسلام أمام متبعيه أولاً ، وليس من خلال المعتقد النصراني الذي لا تقبله الفطرة الصحيحة .
ولكن هل انتهت بذلك أساليب التنصير وبالأخص في العالم الإسلامي ؟ كلا ، فكلما ظهرت وسيلة افتضح أمرها كالتعليم والمساعدات والتطبيب ورحلات الاستكشاف والاستعمار والحوار ، حتى لقد وضع بعضهم وهما المؤلفان النصرانيين دافيد باريت محرر دائرة المعارف المسيحية و مستشار الفاتيكان لشئون التنصير العالم وجيمز ريبسوم خبير شؤون التنصير كتاباً سمياه ( 700 خطة لتنصير العالم ) . وبطبيعة الحال فإن التنصير بين المسلمين له خطط وطرق خاصة تختلف عن تلك المستخدمة في تنصير أتباع باقي الأديان لدرجة أن المنصِّرين تجرأوا إلى أن يزعموا بأن الإسلام يقول بالدعاوى النصرانية كتأليه المسيح وصلبه والثالوث .... الخ ... بل وصلوا إلى استخدام الإلحاد والزندقة والعلمنة بين المسلمين كوسيلة من وسائل التنصير . ولعل أصدق من يعبر عن هذا ما يقوله الدكتور سلمان العودة في (مذكرة التنصير) بأن التنصير " اليوم يمد يديه ويكشُّر عن أنيابه ويفتل سواعده لحرب ضروس مع العقيدة الإسلامية فكان لابد أن تدق طبول الخطر ليسمع من يسمع ويعي من لم يعي خاصة إذا علمنا أن التنصير اليوم يتلصص بأساليب ماكرة خبيثة هي أحياناً أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء ويرضى ولو باليسير من العمل " (2) .
ولقد عمدت في هذه المذكرة إلى التركيز فقط على الموضوع وهو العلاقة بين اللادينية والتنصير في العالم الإسلامي دون الخروج إلى مواضيع أخرى رغم ارتباطها بالموضوع بصلة وثيقة كعلاقة التنصير بالاستعمار ، واستخدام المال والحاجات في التنصير ، وسواها . وكان منهجي في المذكرة هو الاستشهاد بما قيل عن استخدام اللادينية والعلمنة كوسائل من وسائل التنصير وارتباط التنصير بالفساد الخلقي الذي هو وجهاً آخر للزندقة واللادينية . بالإضافة إلى طرح المشاهدات العديدة التي يتشابه بها أسلوب وموضوع الطرح بين اللادينية والتنصير عند الحديث عن الإسلام وإرجاع المواضيع المطروحة لادينياً ضد الإسلام إلى أصولها التنصيرية تاريخياً بل وحاضراً من أقوال المنصِّرين ومواقع التنصير .
ولا أزعم أن الجميع في المؤسسة التنصيرية يقرون استخدام اللادينية كوسيلة من وسائل التنصير . فقد يوجد بينهم من يتأفف من هذا الأسلوب اللاأخلاقي بل وربما استغرب منه . ولكن ما تكتبه الأقلام اللادينية العربية في تشويه الإسلام هو صورة لما كتبته وألفته الكتابات التنصيرية قديماً وحديثاً . أي أن مصدر التلفيق والكذب على القرآن ومحاولة تشويه رمز الرسالة إنما هو رجل الدين المسيحي ومكان التعليم المسيحي . فكيف إذن تتشابه أقوالهم مع أقوال اللادينيين العرب ؟
إن الإجابة الوحيدة التي أعمل على إثباتها في هذه المذكرة هي : أن كليهما التنصير واللادينية العربية تخرجان من بوتقة واحدة وفم واحد . إن التنصير وبما يحمله من إرث طويل من العداء للإسلام والرسول والقرآن ، وبما أفرزه من كتابات كثيرة خلال تلك القرون الطويلة ، هو مصدر الكتابات اللادينية العربية ضد الإسلام ، مما يجعل هذه الكتابات ذات صلة وثيقة بالتنصير . وهذا ما سنراه مفصلاً في هذه المذكرة . كما لا أقصد في هذه المذكرة الرد على دعاوي المنصِّرين واللادينيين وافتراءاتهم على الإسلام أو القرآن والرسول ، فقد رد على هذه الدعاوى أهل العلم من المسلمين علماء وطلبة علم منذ القديم .
________________________
(1) من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص117
(*) المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي، عقيلة حسين، ص 69
(2) مذكرة التنصير ، د. سلمان بن فهد العودة ، http://www.saaid.net/book/open.php?cat=85&book=443

وصية المهدي
03-21-2006, 04:31 PM
تعريف التنصير واللادينية

يجدر أولاً أن نعرف التنصير وللادينية بصورة موجزة وبسيطة كمدخل لهذه المذكرة .
فالتنصير في اللغة : هو الدعوة إلى اعتناق النصرانية .وجاء في لسان العرب " والتنصر هو الدخول في النصرانية ". وفي الصحيحين ، واللفظ للبخاري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما من مولود يولد إلا على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ " . والفطرة هنا هي الإسلام . أما التنصير اصطلاحاً فهو تحويل البشرية إلى النصرانية باستخدام جميع الوسائل والسبل المتعددة مشروعة كانت أم غير مشروعة . أما مصطلح التنصير كما يعرفه الدكتور سلمان بن فهد العودة فيقصد به " ذلك الجهد الكنسي الذي يقوم به الدعاة من النصارى في الدعوة والعمل ، والذي يهدفون من خلاله إلى إدخال الشعوب في الديانة النصرانية ؛ سواء الشعوب المسلمة ، أو الشعوب الوثنية ، أو غيرها . أو يهدفون إلى تشكيك المسلمين في دينهم، وإخراجهم منه ، أو إلى تثبيت النصارى على ملتهم ، ودعوتهم إلى مزيد من التدين " .وهذا التعريف كما سنرى شامل وافي موجز لقضية التنصير في العالم الإسلامي . ويوضح الدكتور العودة رأيه في أن إطلاق مسمى ( تنصير ) أفضل من مسمى (تبشير) بقوله " لأن لفظة (تبشير) فيه دلالة على أن هؤلاء القوم يدعون إلى البشارة وإلى الخير، ويبشرون الناس بالسلام، وبالرحمة ، وبالبر، وبالجود، وبالسعادة، وهم ليسوا كذلك، والأولى بلفظة (التبشير) هو المسلم؛ فهو المبشر حقاً لأننا أصحاب البشارة وليسوا هم كما يقول تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) الفتح:8 " (3) .
وفي الجهة المقابلة فإن الدكتور عبدالراضي محمد عبدالمحسن يفضل استخدام كلمة( التبشير ) وليس التنصير لعدة أسباب لغوية وسواها . فهو يرى أن التبشير هو إحدى مؤسسات التنصير وليس كل التنصير ؛ مما يجعل من قصر مصطلح التنصير على العمل التبشيري وتخصيصه به تمويهاً على المستهدفين بالتنصير وتحويل أنظارهم بعيداً عن نشاط المؤسسات التنصيرية الأخرى ، التي ربما يفوق تأثيرها الهدَّام تأثير التبشير . بالإضفة إلى أن كل مبشِّر منصِّر ، لكن ليس كلُّ منصِّر مُبشِّراً (4).
أما اللادينية في العالم العربي فتكاد لا تعثر لها على تعريف ، فلكل لاديني تعريف خاص به حولها . إلا أن ما يمكن الإجماع عليه هو أنها عدم الارتباط بأي دين من الأديان . وبذلك يكون اللاديني غير مرتبط بأي ارتباطات دينية كالمعتقد والعبادات أو الأخلاق أو السلوكيات ، ومن هنا يربط العديد من اللادينيين مفهوم اللادينية بالحرية التي تحرره من الضوابط المجتمعية والسلوكية أو الدينية التي قد تميز مجتمعاً ما كالمجتمع الإسلامي على سبيل المثال .
وحيث أن اللادينية هي مسمى للإلحاد ومبادئ الشك واللاأدرية فقد كانت دائماً بمثابة بوابة للشر من وجهة النظر الإسلامية ووجهة نظر المسلمين . فاللادينية والإلحاد – في نظر المسلمين – إنما هي دعوات للتفلت والإنحلال ، ولعل الوصف الذي يوصف به من يقترف الأعمال غير الأخلاقية أو البعيدة عن الدين إنما هو (زنديق) أو (متزندق) تشبيهاً له بالزنادقة أو الملحدين .
_____________________________
(3) مذكرة التنصير ، د. سلمان بن فهد العودة ، http://www.saaid.net/book/open.php?cat=85&book=443
(4) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 15- 16

وصية المهدي
03-21-2006, 04:36 PM
موجز تاريخي لهجمة التشويه التنصيري ضد الإسلام

إن للتنصير طرقاً وخططاً عدة . فمنها العسكري كالحروب الصليبية والاستعمار ، ومنها الذي يلجأ إلى السياسة والمهادنة فيستغل وسائل التعليم والإعلام والطب . وحيث أنني لا أتناول التنصير باستخدام القوة كما هو الحال في الحروب ومحاكم التفتيش والاستعمار ، بل أتناول التنصير باستخدام الخطط غير المباشرة وأحدها هو استخدام اللادينية والإلحاد والعلمنة وتمرير مقولات التنصير عن الإسلام من خلال الكتابات اللادينية لتشكيك المسلمين بدينهم .
ولكي نتفهم أصول المقولة اللادينية ضد الإسلام فلا بد من النظر في التاريخ لكي نرى أصول هذه الأقوال ومن أين نشأت عبر التاريخ الطويل من المواجهة الإسلامية الصليبية وقراءة تاريخ الجدل النصراني مع الإسلام وموضوعاته وأطروحاته في التنصير وتشويه صورة الإسلام لنرى بصورة مبدئية كيف أن حرب الصليبيين ضد الإسلام لا تمانع من استخدام الكذب والتلفيق والتزوير وترويج الإشاعات الملفقة ، فما الذي يمنعها من أن تتخفى وراء اللادينية والإلحاد في هجومها على الإسلام؟ والغرض من هذه المقدمة التاريخية هو عرض لمفتريات التنصير على الإسلام والكذب الملفق على الإسلام على مدى قرون طويلة ، وأن كل تلك المفتريات انتقلت من المنصِّرين إلى اللادينيين . مع التنويه أن ما سيتم عرضه في هذا الموجز التاريخي ليس إلا اليسير جداً مما تحويه حواضر المؤسسات الكنسية في العالم مما كتب ضد الإسلام خلال قرون طويلة منذ ظهور الإسلام وبدء انتشاره إلى يومنا هذا ومما تسنى لي العثور عليه في حواشي الكتب .
إن أوائل الجدل ضد الإسلام بدأت في المشرق حيث احتك المسلمون مع نصارى المشرق منذ وقت مبكر حيث لعب العامل اللغوي دوراً هاماً عند مجادلي التنصير المشرقيين وذلك بالاطلاع بيسر وسرعة على القرآن الكريم في لغته العربية ، والوقوف على ما احتواه من عقائد وشرائع وأخلاق وقصص بخلاف مجادلي الغرب اللاتين الذين احتاجوا إلى عدة قرون كي يتمكنوا من قراءة القرآن في إحدى ترجماته . لقد دشن حملات الإفك والافتراء النصرانية ضد الإسلام والقرآن والرسول عليه الصلاة والسلام ابتداءاً وقبيل الحروب الصليبية بقرون القديس يوحنا الدمشقي (توفي عام 750م) والذي ألف كتاباً جامعاً في اللاهوت أسماه (ينبوع الحكمة) (5) . بالإضافة لذلك فيوحنا الدمشقي يعتبرأحد أكبر آباء الكنيسة الأرثوذكسية وبسبب قيمته الدينية الكبرى نال لقبين ذوي شأن ، فلقِّب بــ (القديس يوحنا ) و ( يوحنا ينبوع الذهب) . وبحكم كونه في خط الصراع الأول ضد الإسلام فإنه سارع بالعكوف على القرآن الكريم تفلية ونبشاً ، مسخِّراً إتقانه العربية ، وموظِّفاً إلمامه بالبيئة الثقافية الإسلامية التي يعيش في رحابها ويُعايش أعلى مستوياتها العلمية والسلطوية حيث كان من كبار موظفي بلاط الخلافة الأموية . ويمكن القول بأنه لا خلاف على ريادة يوحنا الدمشقي للجدل التنصيري ضد الإسلام ، كذلك يمكننا القول بأن جدليات يوحنا ضد القرآن هي الأهم في تاريخ الجدل التنصيري ضد القرآن حيث وضع يوحنا الدمشقي آراءه في قوالب جدلية مكثفة أصبحت ركيزة الجدل التنصيري في كل أدواره ومراحله التالية ، فقد ردد جميع المجادلين بعده بعض أو كلّ قوالب الدمشقي هذه . وكما سبق ، قد وضع يوحنا الدمشقي آراءه ضد الإسلام والقرآن والرسول في كتابه (ينبوع الحكمة) حيث خصص الفصل (100/101) في قسم البدع للجدل ضد الإسلام . وتتلخص رؤية يوحنا الدمشقي للإسلام ونبيه وكتابه فيما يلى :
أ ـ التشكيك في كون الإسلام امتداداً لحنيفية إبراهيم ، لذلك يصف المسلمين على نحو لا يخلو من الخبث ، بالسرازانيين ، ويعد أول كاتب مسيحى يستخدم هذا التشويه لأغراض الجدل العنيف ، كذلك يصف المسلمين بـ (المفسدين ) وهى التسمية التى ستكثر في الجدليات التالية ليوحنا .
ب ـ يعالج الإسلام على أنه هرطقة مسيحية .
جـ ـ يقدم الإسلام على أنه مُؤْذن بالمسيح الدجّال .
د ـ يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أتباع آريوس ، كما يجعله على عقيدة المذهب النسطوري ، وذلك بسبب تأكيده على أن المسيح مخلوق وإنسان مجرد ، وذلك ما قال به آريوس ونسطور .
هـ ـ يحصر ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في أمرين ، أولهما : معرفته الضحلة بما قلَّتْ قيمته من أسفار العهدين القديم والجديد اللذين وقع عليهما النبي صلى الله عليه وسلم مصادفة ، والثاني : ما أخذه النبي صلى الله عليه وسلم عن الراهب الأريوسي ( بحيرا ) .
و ـ القرآن نتاج لأحلام اليقظة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم تلقاه وهو نائم (6) .
ثم يظهر تيودورأبو قرة ويكرر أقوال يوحنا الدمشقي من أن الإسلام هرطقة نسطورية (7) . وتيودور أبو قرة هو أسقف حران الذي كان يجادل المسلمين أمام الخليفة المأمون بصورة مباشرة (8) .
ولا بد من القول أن أسطورة تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم براهب مسيحي تظل مسيطرة على الجدل المسيحي المعادي للإسلام وتلقى التأييد والاحتضان على هذا الجدل سواء كان بيزنطي أو لاتيني كما سنرى لاحقاً . فمثلاًُ تختلف تسميات هذا الراهب الأريوسي الذي يزعم يوحنا الدمشقي بأن الرسول أخذ عنه ، فيسمونه مثلاً : سرجيوس أو سركيس ، ونسطوريوس ، وجيورجيوس ، ونيقولاوس ، ويوحنا . وهذا الراهب في زعمهم لا بد أن يكون نسطورياً ، كما أنه من أصحاب الطبيعة الواحدة ، كما يظهر أيضاً مرتداً ومؤلفاً للقرآن .... الخ (9) . وليس أكثر دلالة على امتداد هذا الزعم على تاريخ الجدل النصراني ضد الإسلام مما قاله فوك هارنَك الذي ذكر في ثلاثينات القرن العشرين نحو الأربعمئة رد من جانب المسيحيين على الإسلام منذ يوحنا الدمشقي في القرن السابع/ الثامن للميلاد وحتى القس بفاندر في أواسط القرن التاسع عشر والردود المذكورة كثيراً ما يكرر بعضُها بعضاً كالأسطورة القائلة أن الإسلام هرطقة مسيحية تتكرر منذ يوحنا وحتى القس زويمر الذي كان يجادل الإسلام والمسلمين في بيروت اثناء الحرب الأولى وبعدها (10) . هذا وتستمر الكتابات اللادينية بتمرير ذات الأسطورة التنصيرية من كون الإسلام هرطقة مسيحية كما سنرى لاحقاً .
وقد بدأ من بعد يوحنا الدمشقي الجدل البيزنطي المليئ بالافتراءات والتلفيق والذي انتقل إلى أوروبا اللاتينية لاحقاً . ومن أوائل هؤلاء الجدليين البيزنطيين المؤرخ البيزنطي ثيوفانوس المعترف (760 - 800م) الذي ألف بدوره كتاباً عن حياة محمد صلى الله عليه وسلم عد مرجعاً معتمداً وموثقاً يستمد منه اللاحقون مادتهم عن الإسلام . جاء فيه عن الرسول أنه " ولما كان محمد المذكور فقيراً ويتيماً فإنه قرر أن يربط نفسه بامرأة ثرية من ذوي قرباه ، هي خديجة ، بأن جعل من نفسه وكيلاً لها لقاء أجر يتناوله ، يتولى شئون إبلها ويقوم بأشغالها في مصر وفلسطين . ولم يمض زمن طويل حتى فاز برضا السيدة ، وكانت أيما ، بفضل طرائقة الصريحة فاتخذها له زوجاً ، وبذلك حصل على إبلها وسائر ممتلكاتها . وقد اختلط في فلسطين باليهود والمسيحيين ، وبواسطتهم حصل على بعض الكتب المنزلة وأصيب كذلك بمرض عصبي" (11) . ثم ينتقل للحديث عن الوحي بأنه مرض أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول " فلما علمت زوجته بأمره ، حز في نفسها أنها وهي العريقة الأصل قد أصبحت اليوم مرتبطة بإنسان لا يقتصر أمره على أنه فقير ، بل هو أيضاً مريض ، فراح يهدئها بقوله : إني تلم بي رؤية ملك من الملائكة ، اسمه جبريل .. " (12) . كما قام ثيوفانوس بصياغة فكرة سلبية عن الإسلام وصورة ذهنية وحشية عن المسلمين . فقد قال عن النبي صلى الله عليه وسلم " وكان يعلم أنصاره أن من قتل عدوا أو قتله عدوه فهو داخل الجنة (13) . إن الأسطورة التي وضعها ثيوفانوس حول الرسول صلى الله عليه وسلم إنما تعد المصدر لتلك الأساطير التي ظهرت في أوروبا بعد ذلك ، فقد خلط ثيوفانوس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعناصر منتزعة من سير الرهبان الذين كانت الكنيسة تعدهم مبتدعة . بل إن من المضحك أن الأساطير المختلقة في أوروبا عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد كانت تزعم أن النبي محمد من أسرة كولونا التي كانت تعادي البابا في روما ، أو أن النبي ولد في بولونيا بإيطاليا ، وأن الإسلام إنما نشأ عن تنازع الكاردينالات بعضهم وبعض وطمعهم في أن يصيروا باباوات (14) . كما قام البيزنطيون بحملة ضد القرآن والهجوم عليه بشكل مفصل في أعمال نيكتياس البيزنطي في مقدمة كتابه (نقد الأكاذيب الموجودة في كتاب العرب المحمديين) ، أما أكبر هجوم جدلي ضد القرآن فهو ما قام به إمبراطور بيزنطة جان كنتا كوزين في كتابيه (ضد تمجيد الملة المحمدية) ، (ضد الصلوات والتراتيل المحمدية) وكان باللغة اليونانية (15) . إن أعمال البيزنطيين وتحريفاتهم ضد القرآن والإسلام ونبيه كانت هي المصادر الأساسية للاوروبيين عن الإسلام حتى مطلع القرن الثالث عشر (16) ، وفيما يتصل بحياة النبي عليه الصلاة والسلام فإن المؤلفين الغربيين ورثوا ما يلي من معلومات مضللة من البيزنطيين : محمد رجل مسيحي الأصل ، تزوج أيماً ثرية ، وكان مصاباً بالصرع ، وتحدد هدفه بسحق السيحية عن طريق اشتراع حرية جنسية واسعة (17) .
_______________________________

(5)دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح ، ص 111
(6)الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 24 - 26
(7)الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 26
(8)أدب الجدل والدفاع في العربية بين المسلمين والمسيحيين واليهود ، موريتس شتينشنيدر ترجمة صلاح إدريس ، ص 112(9)مسيحية ضد الإسلام، لودفيغ هاغمن ، ص 46 – 47
(10)من مقال : حديث المسيحية والإسلام... مواريث المواجهة وفرص التفاهم والمشاركة ، عن دار الحياة 2004/07/3 ، http://www.passia.org/meetings/rsunit/Articles/Daralhayat-03-07-2004.htm
(11)الاستشراق رسالة استعمار ، د . محمد الفيومي ، ص 363
(12)الاستشراق رسالة استعمار ، د . محمد الفيومي ، ص 363
(13)الاستشراق رسالة استعمار ، د . محمد الفيومي ، ص 364
(14)موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 243 – 244
(15)الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 31
(16)من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 17
(17)صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 67

ابو مارية القرشي
03-21-2006, 04:47 PM
أخي الحبيب وصية المهدي،
بالأحضان يا رجل...
جزاكم الله خيرا على هذه السلسلة الرائعة المتعوب عليها..جعلها الله في ميزان حسناتك.
لا تتعجل بوضع حلقات السلسلة دفعة واحدة رجاء ، فالقارئ يمل من قراءة المواضيع الطويلة!
:emrose:

وصية المهدي
03-22-2006, 09:36 AM
أخي الحبيب أبو مارية القرشي حفظك الله

الحقيقة أن المذكرة طويلة بعض الشيئ ، لكن سأكتفي بوضع صفحة ونصف فقط على الأكثر يومياً منذ الآن وبشكل لا ينقطع فيه حبل التواصل بين فقرات المذكرة .
وأشكر لك ترحيبك ومرورك .

ولك خالص محبتي واحترامي

وصية المهدي
03-22-2006, 09:44 AM
تابع ....

وظهر في القرن العاشر الميلادي عبد المسيح بن إسحاق الكندي الذي كان عاملاً في بلاط الخليفة المأمون والذي كتب ردَّاً على رسالة عبدالله الهاشمي التي يدعوه فيها إلى الإسلام (18) . وقد حوت رسالة الكندي الكثير من القدح في النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن . ولهذا تمت ترجمة رسالة عبدالمسيح الكندي من العربية وضمها إلى مجموعة دير كلوني الشهيرة التي تشمل بضعة مؤلفات في الجدل مع المسلمين بأمر من بطرس المحترم في القرن الثاني عشر الميلادي حتى يتعلم منها الرهبان أساليب الرد على المسلمين والطعن في الإسلام . وقد تلقف كتاب القرون الوسطى هذه الرسالة بلهفة وأدرجوها في مؤلفاتهم ضد الإسلام وصارت ما تحويه من تشويه مفاهيم ثابتة في الفكر الأوروبي . وقد جرى نشر هذه الرسالة مرتين في لندن عامي 1880م و 1885م لاستعمال المنصِّرين (19) .

وعبدالمسيح الكندي يخترع قصة أخرى عن مصدر الإسلام ، ففي رده على رسالة عبدالله الهاشمي التي يدعوه فيها للإسلام يقول الكندي عن القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ومصدر القرآن وتحريفه : " وذلك أنه كان رجل من رهبان النصارى يعرف بسرجيوس أحدث حدثاً أنكره عليه أصحابه فحرموه وأخرجوه وقطعوه عن الدخول على الكنيسة وامتنعوا من كلامه ومخاطبته على ما جرت العادة منهم في مثل هذا الضرب . فندم على ما كان منه فأراد أن يفعل فعلاً يكون له به تمحيص ذنبه وحجة عند أصحابه النصارى . فصار على بلد تهامة حتى أفضى على برية مكة فنظر البلد غالباً عليه صنفان من الديانة . وكان الأكثر دين اليهودية والآخر عبادة الأصنام فلم يزل يتلطف ويحتال بصاحبك (يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم) حتى استماله وتُسمي بنسطوريوس وذلك أنه أراد بتغيير اسمه إثبات رأي نسطوريوس الذي كان يعتقده ويتدين به فلم يزل يخلو به ويكثر مجالسته ومحادثته ويلقي إليه الشيء بعد الشيء على أن أزاله من عبادة الأصنام ثم سيره داعية وتلميذا له يدعو إلى دين نسطوريوس . فلما أحست اليهود بذلك ناصبته العداوة ، فطالبته بالسبب القديم الذي بينهم وبين النصارى . فلم يزل يترقى به الأمر إلى أن بلغ به ما بلغ . فهذا سبب ما في كتابه من ذكر المسيح والنصرانية والذب عنها ، وتزكية أهلها والشهادة لهم أنهم أقرب مودة ، وأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون . فلما قوي الأمر بالنصرانية وكاد يتم ، توفي نسطوريوس هذا فوثب عبدالله بن سلام وكعب المعروف بالأحبار اليهوديان بخبثهما ومكرهما فأظهرا له أنهما قد تابعاه على رأيه وقالا بقوله . فلم يزالا على ذلك المكر والدهاء والتدبير عليه ، بكتنان ما في نفسيهما إلى أن وجدا الفرصة بعد موته . فلما توفي وارتد القوم وأفضى الأمر إلى أبي بكر جلس علي بن أبي طالب عن تسليم الأمر لأبي بكر ، علما أنهما قد ظفرا يطلبان ويريدان في نفسيهما . فاندسا إلى علي بن أبي طالب فقالا له : لم لا تدع النبوة ؟ ونحن نوقفك على مثل ما كان يؤدب به صاحبك نسطوريوس النصراني ، فلست بأخص منه . وكان علي بن أبي طالب قد أحس بما كان نسطوريوس الراهب عليه لأن علياً كان صغيراً وقتما صحبه . إلا أنه أوعز إليه ألا يعلم أحداً بموضعه ، ولا يطلع عليه أحداً من أهله . فقبل علي منهما ذلك لصغر سنه وقلة تجربته . فمال علي إلى قولهما بسلامة قلبه ، فلم يتمم الله لهما ذلك ولم يبلغهما إياه . لأنه اتصل بأبي بكر بعض خبرهما فبعث إلى علي فلما صار إليه ، ذكره الحرمة ، ونظر علي إلى أمر أبي بكر وإلى قوته فرجع عما كان عليه ووقع بقلبه . وقد كانا عمدا إلى ما في يد علي بن أبي طالب من الكتاب الذي دفعه إليه صاحبه على معنى الإنجيل فأدخلا فيه أخبار التوراة وشيئاً من أحكامها وأخبار بلدها ، وشنعا فيه ، وزادا ونقصا ، ودسا تلك الشناعات كقولهما ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء ، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ) ومثل تلك الأعاجيب وذلك التناقض الذي لا يخيل على الناظر فيه أن المتكلمين به قوم حتى مختلفون ، كل منهم ينقض صاحبه ، مثل سورة النحل والعنكبوت ومثل هذه وشبهه . ألا ترى أن علياً حيث يئس من الأمر أن يصير إليه صار إلى أبي بكر بعد أربعين يوماً – وقال قوم بعد ستة شهور – فبايعه ووضع يده في يده . فقال له أبو بكر : ما حبسك عنا وعن مبايعتنا يا أبا الحسن ؟ فقال : كنت مشغولاً بجمع كتاب الله لأن النبي كان أوصاني بذلك . فأنظر أيها العاقل في هذا الكلام وتدبر ما معنى شغله بجمع كتاب الله . وأنت تعلم أن الحجاج بن يوسف كان قد جمع المصاحف وأسقط منها أشياء كثيرة " (20) .
كما يقول الكندي عن القرآن في رسالته : " أنه إنما هو كلام منثور لا نظام له ولا تأليف ولا معنى متسق بل هو متناقض كله ينقض بعضه بعضاً " (21) .
ويقول عن الحج : " وأن ما يفعل فيه من فعل الشمسية والبراهمة الذين يسمونه النسك لأصنامهم في الهند ،فإنهم يفعلون في بلدهم هذا الفعل بعينه الذي يفعله المسلمون اليوم ، من الحلق والتعري الذي يسمونه الإحرام، والطواف ببيوت أصنامهم إلى هذا الوقت على هذه الحالة . فلم تزد أنت عليه شيئاً ولا نقصت منه ذرة . فأنت آخذ بذلك الفعل الذي سميته النسك ... " . كما يقول أيضاً للهاشمي : " وأنت وأصحابك عالمون أن العرب كانت تنسك مثل هذه المناسك وتفعل هذه الأفعال منذ قديم الزمان منذ بنت هذا البيت ، فلما جاء صاحبك بالإسلام ، لم نره زاد في هذه الأفعال ولا نقص منها شيئاً ، غير أنه لبعد المشقة وطول المسافة وتخفيف المؤونة جعله حج مرة واحدة في السنة ، وأسقط من التلبية ما كلن فيها شناعة . والقصة هي تلك القصة التي بعينها التي تفعلها الشمسةي والبراهمة ببلاد الهند إلى هذه الغاية وتنسك بها لأصنامها " (22) .

والزعم أن الحج فريضة وثنية أخذها النبي عن الوثنيين العرب وجعلها فريضة في الإسلام يتكرر كثيراً في الكتابات التنصيرية كما تظهر أيضاً في الكتابات اللادينية بشكل واضح . [/size]

يتبع إن شاء الله ........
________________________________

[SIZE=4](18) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 27
(19) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 55 – 56
(20) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام في عهد الخليفة المأمون، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار، ص 107 – 110
(21) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام في عهد الخليفة المأمون، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار، ص 119
(22) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام في عهد الخليفة المأمون ، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار، ص 140 – 141

ابو مارية القرشي
03-22-2006, 01:25 PM
تنبيه:
عبد المسيح الكندي المذكور هنا ليس هو الكندي الفيلسوف الشهير.

الفاروق
03-23-2006, 08:52 AM
أخي الفاضل وصية المهدي
جزيت خيراً على هذا المجهود الرائع
عندي اقتراح لكم, هل بالامكان وضع الكتابة اللاتينية إلى جانب أسماء المستشرقين و غيرهم ؟
ننتظر الحلقات القادمة

وصية المهدي
03-23-2006, 09:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الفاضل أبو مارية القرشي :
تنبيهك في محله . وعبدالمسيح الكندي أسبق في الظهور من الفيلسوف الكندي .

الأخ الفاضل الفاروق :
أحاول ما أقدر عليه في ذلك ، والأسماء السابق ظهورها هي كما يلي :
يوحنا الدمشقي : John of Damascus
ثيوفانوس المعترف : Theophanes Confessor
بطرس المحترم : Peter The Venerable; Petrus Venerabilis
عبدالمسيح الكندي : D'AL-KINDI وذلك بحسب ظهوره في كتاب المستشرق الفرنسي جورج تارتار

ولكم خالص الشكر على تنبيهاتكم الجلية والمفيدة .

وصية المهدي
03-23-2006, 10:22 AM
تابع ....

وعمل الرهبان في غرب العالم الإسلامي ما عمله رهبان الشرق من تناول الإسلام والتلفيق عليه لتشويهه في أعين أهل البلاد من النصارى وبخاصة أن الأندلس ارتفع بها صوت الحرية الدينية والنقاش حول قضايا الأديان والعقائد ، فقد استغل المنصِّرون ذلك فصنفوا مؤلفات جدلية كثيرة ضد الإسلام وتصدى لهم علماء الإسلام رداً وتفنيدا ً، مثل ابن حزم والقرطبي وأبو الوليد الباجي .

وأبرز الأمثلة على كتابات المنصِّرين الأسبان كتاب (نقض الفقهاء) لأحد النصارى الأسبان ، الذي كان له تأثير بالغ فيما بعد في ريكولدو دي مونت كروتشي الحانق على الإسلام . وقد أفاد كروتشي من هذا الكتاب في تصنيف أشهر كتبه (تفنيد القرآن) الذي عُني به مارتن لوثر وسارع إلى ترجمته للألمانية عام 1542م (23) . كما جاء في كتاب لأحد مشاهير اللاهوتيين في الأندلس المدعو إليوجيس القرطبي Eulogius of Cordva (توفي 859م) قوله : " بأن محمداً أخبر قومه قبيل وفاته بأن الملائكة ستهبط من السماء لرفع جسده كي يبعث من جديد هناك ، ولبث القوم ينتظرون نزول الملائكة حتى نفذ صبرهم ، وفاحت ريحة كريهة من جثته الفاسدة ، وهاجمت جموع الكلاب المسعورة تنهش جسده الأفون ، ومن هنا فقد صار تقليداً متبعاً وإلفاً متعارفاً عليه بين قومه من العرب قتل أعداد من الكلاب في عرس سنوي انتقاماً لمحمد من الكلاب " .
وقد استبدل فيما بعد جيوبارت الناجينتي Guibert of Nagent (توفي 1124م) في كتاب له عن الحملة الصليبية الأولى جموع الكلاب المسعورة بحشد من الخنازير معللاً بذلك تحريم المسلمين أكل لحم الخنزير (24) . وهذه القصة الملفقة عن تعلق جسد الرسول صلى الله عليه وسلم بين السماء والأرض عند موته وافتراس الخنازير لجسده كانت أيضاً من التلفيقات البيزنطية الكريهة في الشرق (25) .

كما أن صفة الوثنية التي ألصقها الأوروبيون بالإسلام والمسلمين ترجع إلى عهود الفتح الإسلمي للأندلس فقد كانت تلفق حتى في انجلترا في عام 711م حيث دبجت كتابات عدة في الغرب عن المسلمين الأعداء المتصفين بالقسوة المفرطة . ومن أهم تلك الكتابات ، ما سطره المؤرخ الانكليزي بيديه (673-735م) إذ ساهم في تكريس وصف المسلمين بالأعداء الوثنيين ، الذين يجب محاربتهم لأنهم يكنون كراهية عميقة للرب المسيحي (26) . وبحسب ريتشارد سوذرن فإنه بالإمكان القول بأن أكثر أخبار وأفكار الأوروبيين عن المسلمين في القرون الأولى للعصور الوسطى في أوروبا كان إسباني المنشأ (27) .
وكما نرى فإن التلفيق والكذب من قبل المنصِّرين على الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم كان من القدم في شرق العالم الإسلامي وغربه ، بل الغريب أن يخرج هذا الكذب من أفواه من يفترض أن يتحلوا بالصدق . لقد أشاعت الكنيسة في زمن الحروب الصليبية الأولى في القرن الحادي عشر كل الأكاذيب عن الإسلام بين الجموع وبين مسالك الكهنوت في أوروبا لدرجة أن أحد اللاهوتيين الأوروبيين وهو غيبرت نوغنت Gulbert von Nogent كتب أول تقرير موجز عن سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بما يمكن اعتباره أول سيرة أوروبية له خارج إسبانيا الإسلامية ، ولم يكن في مصادره التي كتب بها تقريره أي مصادر مكتوبة بل كانت مصادره هي الرأي العام السائد آنذاك حتى أنه يقول في ذلك عن الرسول عليه الصلاة والسلام " إن الباحث له الحق في أن يتحدث بشكل سلبي عن رجل فاقت سيئاته كل حد معقول ..... " (28) .

ومما يثير الانتباه أن التنصير بتشويه صورة الإسلام والاعتماد على الروايات الضعيفة والمكذوبة كان مكشوفاً لدى النابهين في العالم الإسلامي آنذاك ، فهذا الجاحظ يظهر لنا في كتاب رسائل الجاحظ مشاهداته بقوله : " على أن هذه الأمة لم تبتل باليهود ولا المجوس ولا الصابئين كما ابتليت بالنصارى ‏.‏ وذلك أنهم يتبعون المتناقض من أحاديثنا والضعيف بالأسناد من روايتنا والمتشابه من آي كتابنا ثم يخلون بضعفائنا ويسألون عنها عوامنا مع ما قد يعلمون من مسائل الملحدين والزنادقة الملاعين وحتى مع ذلك ربما تبرءوا إلى علمائنا وأهل الأقدار منا ويشغبون على القوي ويلبسون على ومن البلاء أن كل إنسان من المسلمين يرى أنه متكلم وأنه ليس أحد أحق بمحاجة الملحدين من أحد‏.‏ وبعد فلولا متكلمو النصارى وأطباؤهم ومنجموهم ما صار إلى أغبيائنا وظرفائنا ومجاننا وأحداثنا شيء من كتب المنانية والديصانية والمرقونية والفلانية ولما عرفوا غير كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولكانت تلك الكتب مستورة عند أهلها ومخلاة في أيدي ورثتها‏ .‏ فكل سخنة عين رأيناها في أحداثنا وأغبيائنا فمن قبلهم كان أولها‏ .‏ وأنت إذا سمعت كلامهم في العفو والصفح وذكرهم للسياحة وزرايتهم على كل من أكل اللحمان ورغبتهم في أكل الحبوب وترك الحيوان وتزهيدهم في النكاح وتركهم لطلب الولد ومديحهم للجاثليق والمطران والأسقف والرهبان بترك النكاح وطلب النسل وتعظيمهم الرؤساء علمت أن بين دينهم وبين الزندقة نسباً وأنهم يحنون إلى ذلك المذهب‏ " .
ويقول الجاحظ أيضاً : " ودينهم - يرحمك الله - يضاهي الزندقة ويناسب في بعض وجوهه قول الدهرية وهم من أسباب كل حيرة وشبهة‏ .‏ والدليل على ذلك أنا لم نر أهل ملة قط أكثر زندقة من النصارى ولا أكثر متحيراً أو مترنحاً منهم‏ .‏ وكذلك شأن كل من نظر في الأمور الغامضة بالعقول الضعيفة ،‏ ألا ترى أن أكثر من قتل في الزندقة ممن كان ينتحل الإسلام ويظهره هم الذين آباؤهم وأمهاتهم نصارى ‏.‏ على أنك لو عددت اليوم أهل الظنة ومواضع التهمة لم تجد أكثرهم إلا كذلك‏ " (29) .

يتبع إن شاء الله .......
_________________________

(23) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 31 - 32
(24) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 113 – 114
(25) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 67
(26) مقال : أوروبا والإسلام في العصور الوسطى: قضايا المجابهة والعلاقات السياسية والانسانية ، حاتم الطحاوي ، دارالحياة ، 2004/07/3 ، http://www.passia.org/meetings/rsunit/Articles/Hatem-03-07-2004.htm
(27) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 55
(28) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 68
(29) موقع الإيمان http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=192&CID=17

وصية المهدي
03-24-2006, 11:16 AM
تابع .......

وقد وصل مدى التشويه على الإسلام من قبل الكنيسة في أوروبا إلى ألمانيا ، حيث نتج عن التصورات الإسلامية الخاصة بالجنة وما فيها من حور العين ذوات البكارة الأبدية ، وكثرة زوجات النبي والحق الشرعي لكل مسلم في الزواج من أربع نساء ، أن القرون الوسطى المسيحية صورت الإسلام على أنه الوليد الشهواني للشيطان ، وصورت النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أنه وحش جنسي آثم .
وهكذا كتب في نهاية القرن الحادي عشر رئيس كاتدرائية مدينة ماينتس في ألمانيا ايمبريخو Embricho يقول " أن المسلمين يحتفلون بجميع أشكال الزواج التي تحرمها الشريعة الإلهية ، ولأنهم جردوك أيتها الطبيعة من حقوقك غصباً ، تسعى المرأة إلى ممارسة السحاق مع نظيرتها ، ويمارس الرجل اللواط مع مثيله . بل وخلافاً للتقاليد يجامع الشقيق شقيقته ولا تمانع الأخت المتزوجة أن يباضعها أخوها الشيطان . الأبناء يهتكون عرض أمهم والبنت تغتصب أباها . وكل ما هو محبب على هذا المنوال كانت الشريعة الجديدة (الإسلام) تحلله " (30) . إن إطلاق الأكاذيب على الإسلام كان الأمر الشائع بين رواد الكنيسة في تلك العصور الأوروبية المظلمة كما نرى .

ومع بدء الحروب الصليبية واحتكاك النصارى اللاتين بالمسلمين بشكل كبير تتجدد هذه الأطروحات حول النبي محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن والإسلام وكيف أنه عليه الصلاة والسلام تأثر بشخص مسيحي فيما تختلف الأطروحات حول هذا الشخص فتارة هو راهب حاول الوصول لمنصب بطرك القدس ، وتارة أخرى هو راهب نسطوري باسم جروجيوس أو سركيس ، وفي مؤلفات أخرى يظهر اسم الكاردينال نيقولاوس النيكولاييني وهو يتبع حركة تحررية غنوصية . وتصل قصة نيكولاوس هذا في مؤلفات لاتينية أخرى إلى درجة الوصول إلى بلاد فارس والتحالف مع محمد وراهب يسمى سيركيس ليتفقوا على نحلة جديدة . وكل هذا إنما كان الغرض من وراءه شيئاً واحداً وهو " تصوير الدين الإسلامي على أنه غير أصيل وغير عريق ، بل أنه صدى لتوجيه مسيحي هرطقي ووصمه بذلك ليتم تجريد القرآن من إدعائه الحق في أن يعد كتاباً من الكتب المنزلة ذات المصدر الإلهي" (31) . وكما سنرى لاحقاً فإن الكتابات اللادينية لا تخرج عن هذه الأطر والأهداف في نقدها للإسلام إذ تستمر في ترديد المقولات التنصيرية عن ورقة بن نوفل وأنه هو معلم النبي ومؤلف القرآن .

وفي القرن الثاني عشر الميلادي وخلال الحروب الصليبية ، ظهرت فكرة ترجمة القرآن الكريم للاتينية حتى يمكن فهم الإسلام ومعرفة تعاليمه ومجادلته وكان السبق في ذلك إلى رئيس دير كلوني بطرس المحترم Peter The Venerable في طليطلة ووكل بها الأنجليزي روبرت الكيتوني Robert von Ketton ، ونشأ بذلك فكر جديد بين الطبقة الكهنوتية المسيحية تفضل "مهاجمة الإسلام بالكلمة والعقل والمحبة بدلاً من الأسلحة والعنف والكراهية" كما يقول بطرس المحترم (32) . وقد استغرق العمل في الترجمة ثلاث سنوات من عام 1141م ، واتصفت هذه الترجمة بالتعليقات على القرآن الكريم بحيث أصبحت لا تنطبق والمعاني الواردة به لما شابها من تصرف وحذف وتغيير . كما اتسمت الترجمة بتعليقات وملاحظات لدحض الآيات القرآنية وتغيير أحكامها وبالتالي لم تكن ترجمة حرفية أو لفظية للقرآن ، كما لم تتناول معانيه طبقاً لما ورد به من أحكام يعتد بها ومعاملات دنيوية سطرها (33) .

وربما كان بطرس المحترم من أوائل من دعا إلى التبشير كوسيلة للهدم بدلاً من الحرب ، خاصة وأنه بحسب ريتشارد سوذرن ربما قرأ كتابات يوحنا الدمشقي عن الإسلام والتي ترجمت إلى اللاتينية في تلك الفترة (34) . وقد أوضح بطرس هدفه من نشر هذه الترجمة التي شحنت بالتعليقات التي رددت التهم على القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " إن القرآن منبع الزندقات وسبب الحركات الهدامة التي تهدد كيان المسيحية فإذا أيد القضاء عليه فلا بد من دراسته والدعوة إلى أنه كتاب تعارض وتضارب وتناقض وأن ما فيه يرفضه العقل " (35) . كما يقول بطرس المحترم أيضاً عن الغرض من هذه الترجمة اللاتينية للقرآن : " إذا بدا أن العمل الذي أدعو له غير ضروري لأن العدو لن يتأثر بهذا السلاح ، أجيب أن بعض الأعمال التي تجري في مجال سلطة الملك الأفخم إنما تتم من أجل ضرورات الدفاع ، أما بعضها الآخر فليس له غير مهمة تزيينية ، والباقي يجري للمستقبل لا للحاضر . فسليمان المحب للسلام كان يصنع سلاحاً لم يستغل في أيامه ، وداود أمر بصنع زخارف للهيكل رغم عدم تبين معاصريه فائدة مثل هذا العمل .. وهذا هو الشأن في العمل الذي أقوم به هنا ، فإذا لم يمكن بهذه الطريقة إعادة المسلمين إلى المسيحية الصحيحة ، فلا أقل من أن يستفيد العلماء المسيحيون من عملنا في مجال دعم المسيحيين السذج الذي يمكن أن تضير هذه الصغائر عقيدتهم " (36) .
إذن فترجمة القرآن للاتينية كان الغرض منها تحريف صورة الإسلام لدى الشعوب الأوروبية وزعزعة صورة القرآن في نفوس المسلمين أيضاً . كما يقول المفكر الألماني هوبرت هيركومر Hubert Herkommer في مقالته (صورة الإسلام في الأدب الألماني الوسيط) عن هذه الترجمة : " كانت معرفة الصليبيين بالقرآن محدودة جداً . صحيح أن أول ترجمة لاتينية لمعاني القرآن ظهرت سنة 1143م بقلم روبرت الكيتوني ، ولكن الاوروبيون كانوا يتطلعون إلى توظيف ترجمة معاني القرآن للطعن في الإسلام " ، ثم يقول : " استغلت ترجمة روبرت الكيتوني اللاتينية لمعاني القرآن كمجرد ينبوع محبب للطعن في الإسلام على مدى قرون طويلة " (37) .

ومن هنا يبدأ تاريخ تشويه صورة القرآن في الترجمات القرآنية أمام الشعوب النصرانية في أوروبا ، ففي ترجمة روبيرت كيتون للآية القرآنية (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (38) قام بترجمتها على النحو التالي : " مجامعة الأبناء ومعانقتهم " !! . وهذه الترجمات المغلوطة يبدو أنها كانت مقصودة للتنفير من الإسلام وإطلاق التهم الشائنة على القرآن بل أنها كانت تنبئ عن حقد عميق في قلوب المنصِّرين والقساوسة (39) .

إن هذا الأسلوب في التهكم على القرآن نرى ما يشابهه الآن في كتابات اللادينيين الموجهة ضد الإسلام ، فقد نشر في أحد المواقع اللادينية العربية مقالاً بعنوان (غلمان في الجنة) حول الآيات القرآنية التي تتحدث عن غلمان الجنة وهي : (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ) (40) ، (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ) (41) ، (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ) (42) . وفي ختام المقال يقول الكاتب ما نصه " يبقى ربط القرآن بما هو متعي مع الغلمان – الولدان احتمالا قائما لا يمكن نسفه " (43) إشارة منه إلى أن القرآن يقول – بزعمه – بأن اللواط في الجنة من متع الجنة ، والهدف من ذلك كما هو عادة المنصِّرين تشويه صورة القرآن في نفس المسلم وبأنه يدعو للشذوذ . كما نجد مثل هذا الطرح يصدر من أحد مواقع التنصير العربية حيث يرد ذات الطرح في كتاب بعنوان (تعليقات على القرآن) في موضوع بعنوان (في القرآن تناقض) (44).

يتبع إن شاء الله ..........

________________________________

(30) مقال (الإسلام والغرب – الجوار المفقود) للمستشرق الألماني جيرنوت روتر ، صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية) ، ترجمة أز ثابت عيد، ص 51 – 52
(31) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 47-48
(32) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 63
(33) نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 258
(34) من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 18
(35) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 140
(36) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 81 - 82
(37) صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية)، ترجمة أز ثابت عيد، ص 19 – 20
(38) سورة آل عمران آية 14
(39) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 68-69
(40) سورة الطور آية 24
(41) سورة الإنسان آية 19
(42) سورة الواقعة آية 17
(43) http://www.####.html
(44) http://####.htm

وصية المهدي
03-25-2006, 11:28 AM
تابع .....

إن ترجمات القرآن الكريم إلى اللاتينية في هذه الأزمنة المتقدمة كانت مشوبة بالتعصب الكنسي ضد الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام . وتميزت هذه الترجمات بالعديد من السقطات كاستنباط العديد من المبادئ الإسلامية التي تخالف الشريعة الإسلامية نتيجة للترجمة الفاسدة ، ومنها أيضاً كثرة التصرف في هذه الترجمات كالحذف والتغيير والتبديل والتقديم والتأخير طبقاً لهوى المترجمين . ومنها تصيد القراءات الشاذة ومحاولة تفسيرها بحجج تتلاءم وما جبلوا عليه من التهجم على الإسلام والرسول ، ومنها أن جل هذه الترجمات أكدت دون أي سند أن القرآن الكريم من وضع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه ليس منزلاً ويشوبه التناقض (45) .
بل أن الكنيسة كانت تصاب بالرعب من وجود طبعات عربية للقرآن لخوفها من أن يطلع الأوروبيون على القرآن كما هو ، ولذلك نراها تسارع بإحراق جميع النسخ لأول طبعة عربية للقرآن التي طبعت في البندقية عام 1530 ، بل لم يعثر حتى الآن لأي أثر لهذه الطبعة (46) ، وهذا يدل على فداحة الجريمة التي اقترفت بحق القرآن من جراء الترجمات اللاتينية والأوروبية التي بدأت من ترجمة بطرس المحترم . فلا نعجب إذن من الكتابات اللادينية عندما يتفتق ذهن أحدهم بأن القرآن يقول بوجود آلهة أخرى عندما يقرأ قوله تعالى ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (47) . فهذا إنما هو إرث كنسي من جراء التعليم التنصيري الذي شوه تعاليم الإسلام بتلك الترجمات الغربية للقرآن الكريم .
ولقد صنف الدكتور إبراهيم عوض كتاباً عن الترجمات الفرنسية للقرآن عنوانه (المستشرقون والقرآن) فضح ما فيها من أخطاء وتلفيقات وتلاعبات كثيرة جداً ، كما ألفت الدكتورة زينب عبدالعزيز كتاباً آخر في فضح ترجمة جان بيرك الفرنسي للقرآن وبيان ما فيها من اخطاء وسقطات مريبة .

وبدءاً من القرن الثاني عشر الميلادي فإن أسطورة الغرب المعروفة ضد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أو تلك التي تضفي عليه صفة الاحتيال قد بدأت تكتسب شكل الإصرار المريض والملح . ونذكر من الأمثلة على ذلك جاك دي فيتري J.de Vitry (توفي 1244) الذي أكد أن الشيطان قد زود الرسول عليه الصلاة والسلام بسادة ومعاونين من الشياطين . ومارتيه بولنكو M. Polonco (توفي 1274) الذي أضفى على النبي صفة رئيس عصابة متحالف مع الشيطان الذي أملاه ديانته ، وفنسان دي بوفيه (1190-1264) V.de Bouvais صاحب موسوعة سبيكولوم Speculum والذي تناول سير النبي بوصفه " ذلك الأفاق واحتيالاته " ، وبيير بسكازيو (1228 – 1300) P. Pascasio الذي ابتدع قصة ذلك الذي حاول أن يصبح كردينالاً وفشل فابتدع عقيدة جديدة انتقاماً ، وهي فرية تناقلتها الأقلام طويلاً . وما أكثر الرهبان الذين تناولوا هذا المعطى السخيف والمبتذل معاً (48) . ونذكر كذلك بارشو لوميو الرهاوي من مدينة الرها (توفي في القرن الثاني عشر الميلادي) والذي تركزت جدليته في أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن عن راهب نسطوري حيث يقول الرهاوى : " فعندما شهد ذلك الراهب الفاسق سذاجة القوم رأى أن يمنحهم عقيدة وشريعة على غرار مذهب أريوس وغيره من ألوان الكفر والزندقة التي حرم من أجلها فراح يسطر كتابا هو الذي يسمونه القرآن ، وهو شريعة الله ناثراً فيه كل ما أودع من مروق .... وعند ذلك أعطى كتابه لتلميذه ( مؤمد ) وأبلغ أولئك البلهاء أن ذلك الكتاب أنزل على محمد من السماء حيث كان في حفظ جبريل الملك فصدقوه فيما قال ، وبذلك مكّن الراهب لذلك القانون الجديد " (49) .
وينضم القديس توما الأكويني (Thomas von Aquin (1226- 1274 وهو أحد أهم رجالات الكنيسة في أوروبا إلى قافلة الملفقين ، فها هو يصف الإسلام في كتاباته بأنه دين زائف وهرطقة ، وأنه يحتوي على الشهوانية ، ويمزج الحقيقة بالأساطير والعقائد الباطلة ، وأن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لم تؤيد بالمعجزات ، وأن أصحابه لم يكونوا على معرفة بالأمور الإلهية ، بل كانوا من الهمج المتوحشين والبدو ساكني الصحراء ، وأنه بالكثرة العددية لأتباعه استطاع أن يفرض الإسلام على الناس بالقوة الحربية (50) . وفي كتابه (الشامل في الرد على الكفرة) الذي مهد الطريق أمام العمل التبشيري في أسبانيا للدفاع عن المسيحية والطعن في الإسلام يقول توماس الأكويني : " أن ماحوميت (محمداً) قد أغوى الشعوب من خلال وعوده لها بالمتع الشهوانية " (51) .

أما أكبر قفزة وتطور في مستوى الجدل التنصيري ضد الإسلام في عهد الحروب الصليبية وانتقاله من مجرد الطعن في أصالة القرآن إلى محاولة المعارضة فكان من خلال الراهب المبشر ريموند مارتيني (1230–1284) Raimundo Martini الذي تخرج من مدرسة الدراسات الشرقية التي أنشئت في طليطلة عام 1250 والتي كانت تختص بإعداد المبشرين بين اليهود والمسلمين ، حيث تبحر ريموند في دراسة القرآن وحفظ البخاري ومسلم ، واجتهد في الجدل ضد الإسلام ، فألف كتاباً بعنوان (الخلاصة ضد القرآن) كما ألف كتاب (خنجر الإيمان في صدور المسلمين واليهود) يرد فيه على المسلمين واليهود . وبلغت به رغبته في تفنيد القرآن أن حاول معارضته بعد أن علم أنه معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ، فوضع كلاماً يعارض فيه القرآن غاية في السخافة والسقامة يقول فيه : " بسم الله الغفور الرحيم ، أعارض قرآن مَنْ آخر اسمه الدال وأوله الميم ، بلسان فصيح عربي مبين ، لا يمنعني منه سيف ولا سكين ، إذ قال لي بلسان الإلهام سيد المرسلين : قل المعجزة لا شريك فيها لرب العالمين وفي الفصاحة يشترك كثير كثيرين يغلب فيها أحيانا الصالح الطالح والكافر المؤمنين ، فليست الفصاحة ولو في النهاية آية ولا معجزة اللهم إلا عند الذين أوطاهم عشوة معلم مجنون حتى قالوا عنه خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، مع أنه بإقراره في سورة الأحقاف لم يدر قط ما يُفْعل به ولا بتباعه أجمعين أكتعين ، فقل يامن اسمه رمند ولقبه مرَتْيِن : آه ، لقومٍ يقبل الباطل والخرافات والترهات كأنها اليقين ، وإن كنتم في شك مما ألهمنا إليه عبدنا يامعاشر المسلمين فأتوا بحلِّ هذه الحجة ، وبمثل هذه السورة وادعوا لذلك إخوانكم من الجن إن كنتم مهتدين . فإن لم تقدروا ، ولن تقدروا فقد زهق الباطل، وانتقام اليقين والحمد والشكر لله آمين ، آمين" (52) .

إن هذين العنصرين الهامين في وسائل المنصِّرين وهما : القول بتحريف القرآن ومعارضة القرآن يعتبران من أساسيات الهجوم على الإسلام التي استخدمها المنصِّرون منذ قديم وما يزالون ، والتي تعتبر أيضاً من أهم الكتابات اللادينية ضد الإسلام أيضاً كما سنرى

يتبع إن شاء الله ............

__________________________

(45) نقد الخطاب الاستشراقي–الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 260
(46) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 438
(47) سورة المؤمنون آية 14
(48) موقف الغرب من الإسلام _ محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص ص 46 – 47
(49) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 27
(50) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 30
(51) مقالة صورة الإسلام في الأدب الالماني الوسيط للمفكر الألماني هوبرت هير كومر من كتاب صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية)، ترجمة أز ثابت عيد، ص 32
(52) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 34 & نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 52

وصية المهدي
03-26-2006, 11:40 AM
تابع ........

وبعد الفشل الذي أصاب الحملات الصليبية انتهاءً بحملة لويس التاسع ملك فرنسا على مصر وأسره في المنصورة عام 1250 ، بدأت مرحلة جديدة من مراحل حرب التنصير ضد المسلمين . وقد جاء هذا التحول بناء على وصية القديس لويس التاسع نفسه ، وتلفت هذه الوصية الأنظار إلى صعوبة قهر المسلمين عن طريق القوة بسبب روح الجهاد لديهم ، وتوصي بتلمس طريق الغزو الفكري الهادف إلى دحض العقائد الإسلامية وتزييفها لقتل واغتيال المنطقة العربية ثقافياً وروحياً .
وكان بطل هذه المرحلة بلا منازع هو ريموند لول Raymundus Lullus (أو ريموندوس لولوس) (1235م – 1316م ) وهو مبشر حانق على الإسلام كان حلم حياته هدم الإسلام ، وصرف حياته لمهمة تنصير المسلمين ، وسعى جاهداً لتحقيق هدفه من طريقين : عن طريق تصنيف الكتب الجدلية ضد الإسلام والقرآن ، وعن طريق إنشاء كلية للثالوث لإعداد المبشرين للعمل ضد الإسلام . وقام بتقديم ثلاث عرائض إلى البابا كليمان الخامس لإنشاء كلية لدراسة العربية ، وعدد من كراسي تعليم اللغة العربية في الجامعات المختلفة لتكون من أهم وسائل الجدل ضد الإسلام والقرآن وأفضل الوسائل لتنصير المسلمين . وبالفعل نجحت مساعي ريموند لول فقد أمر يعقوب الأول ملك ميورقة بإنشاء كلية الثالوث المقدس في بلدة ميرمار عام 1267م لإعداد المبشرين للعمل في مجال التبشير ضد الإسلام وقام لولو بافتتاحها وإعداد المبشرين فيها بنفسه . وفي عام 1294م ظفر ريموند لول بمقابلة البابا سلستين الخامس وقدم له كتابين فيهما خطة للتبشير بين المسلمين ، وكانت خطته ذات شقين : أولهما أن تتخذ الكنيسة العلم والمدارس وسيلة للتبشير ، وثانيهما أن ينصر المسلمين بالقوة إذا لم تنجح فيهم الجهود السلمية . كما قرّر مجمع فيينا الكنسي نتيجية لجهود ريموند لول المتواصلة فيما بعد بين عامي 1311م و 1312م إنشاء خمسة كراسي لتعليم اللغة العربية في أكبر خمس جامعات في أوربا ( باريس ، أكسفورد ـ بولونيا ـ سلمنكا ـ جامعة الإدارة المركزية البابوية) وعين للتدريس فيها مدرسين كاثوليكيين . ويعد هذا القرار الكنسىّ البداية الرسمية للتنصير المؤسَّسي ، إذ أثمر عن ظهور أكبر مؤسستين تنصيريتين للعمل ضد الإسلام حتى اليوم ، وهما : التبشير والاستشراق . كما أنه ليس من شك في أن القصد من إقامة هذه المراكز العلمية المتخصصة تحت رعاية كنسية صارمة وبتوجيه منها لم يكن إلا مواجهة القوة العربية-الإسلامية وذلك عبر أسلوب دعائي اعتمد الإثارة والتحريض والتحريف ونشر المفتريات واختلاق الأكاذيب (53) .
ولا بد أن نشير إلى أهمية ريموند لول في تاريخ التنصير ضد الإسلام . فقد لخص أرنست رينان محاولات ريموند لول الرامية إلى استبدال الصليبية العسكرية بالصليبية الثقافية بقوله : " لا ريب في أن لول بطل هذه الحروب الصليبية ضد الرشدية ، فالرشدية عندهم هي الإسلام في حقل الفلسفة ، ومن المعلوم أن هدم الإسلام كان حلم جميع حياته . وقد قدم سنة 1311م ، وذلك في مجمع فيينا الديني ، ثلاث عرائض إلى كليمانس الخامس لإيجاد منظومة لهدم الإسلام وإنشاء كلية لدراسات العربية " (54) . بل إن أرنست رينان يعتبره (بطل الحرب الصليبية الثقافية) ضد الرشدية – أي فلسفة ابن رشد – التي كانت عند لول هي الإسلام (55) . كما ألف عنه صموئيل زويمر كتاب سماه ( أول منصِّر بين المسلمين ) ، وقال عنه : "وإلى يومنا هذا كل مستشرقي أوروبا وكتاباتهم مدينة لريموند لول لأن الفضل للمتقدم " ، وكان زويمر معجباً به لدرجة أنه سمى ابنه بـ (ريموند لول) إعجاباً به وتخليداً لذكراه (56) . وكما ذكرنا سابقاً فإن المنصِّرين الأوروبيين قد أصبحوا أكثر جرأة في الدعوة إلى النصرانية بين أظهر المسلمين وفي بلاد المسلمين ، وريموند لول كان أحد هؤلاء حيث استطاع في عام 1299م وعام 1300م أن يحصل على إذن من الملك يعقوب صاحب أراغون ليبشر في مساجد برشلونة محتمياً بالسلطة المسيحية في أسبانيا (57) واستمرت محاولاته في التنصير بين المسلمين إلى أن لاقى حتفه في الجزائر نظير استفزازه للمسلمين (58) عام 1316م .

إن مؤسستي التبشير والاستشراق تتفقان وتتحدان فى استلهام التراث التنصيرى وتكراره للمراحل السابقة فى أطروحاته الأساسية حول الإسلام من خلال الأطروحات الرئيسية الثلاثة : الإسلام هرطقة مسيحية ، محمد نبى مزيف لا أخلاقي ، القرآن تلفيق من كتب العهدين القديم والجديد . لذلك فإنه كما يقول إدوارد سعيد ساخراً عن المستشرقين " سيكون مستشرقاً بحاثة ومختصاً ألمعياً ذلقاً فى أيامنا هذه من يشير إلى الإسلام على أنه هرطقة آرية من الدرجة الثانية ، وأن محمداً نبي لا أخلاقي ، وأنه ألّف كتابه معتمداً على كتب التوارة والإنجيل " (59) .
وسنأتي إلى الطرح الاستشراقي التنصيري لاحقاً من هذا القسم .

يتبع إن شاء الله .......

________________________

(53) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 108-110 & الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 35 – 36 & تاريخ حركة الاستشراق – الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا حتى بداية القرن العشرين، يوهان فوك، تعريب عمر العالم، ص 27 & التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 77 & مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 47
(54) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 119
(55) الاستشراق والتاريخ الإسلامي (القرون الإسلامية الأولى) ، أزد فاروق عمر فوزي ، ص 34
(56) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 58
(57) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 115
(58) نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 53
(59) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 41

وصية المهدي
03-27-2006, 01:14 PM
تابع ........

وهكذا بدأت مرحلة جديدة بعد الحروب الصليبية حيث قررت الكنيسة تحويل الصراع إلى صراع فكري وثقافي وتركيز الهجوم على الإسلام . كما شاعت في كتابات اللاهوتيين الأوروبيين من رحالة ومطارنة وباباوات ومنذ نهاية القرن الثالث عشر إمارات اليأس من إمكان حل المسألة الإسلامية عن طريق ضربات عسكرية (60) . ومن هؤلاء الراهب الفرنسيسكانى روجر بيكون Roger Bacon الذي ويعتبر من أحد أوائل من طالب بممارسة العمل التبشيري كوسيلة للاستيلاء على الشرق بديلاً عن الحرب المقدسة ، التي رآى أنها عديمة الجدوى وأن أفضل وسيلة لنشر المسيحية بين المسلمين هي التبشير السلمي والموعظة الحسنة (61) . إلا أنه رآى أن المسيحية عاجزة عن ذلك لأسباب ثلاثة : فلا أحد يعرف لغات الشعوب المراد التبشير بينها ، ولا أحد يعرف ما هية عقائد من يراد التبشير بينهم ، ولا أحد يملك حججاً مؤسسة على المعرفة لدعوة غير المسيحيين إلى الكاثوليكية (62) . فقام بتوجيه رسالة إلى البابا اكليمنص الرابع سنة 1266م ضمَّنها دعوته إلى وجوب إدخال اللغات الأجنبية إلى مناهج الدراسات الجامعية وبخاصة اللغة العربية للإفادة منها كوسيلة للتبشير ضد الإسلام ودراسة أحوال المسلمين للوقوف على الطرق التي يمكن النفاذ منها إلى هدم عقيدتهم وتقويضها (63) .

كما برز في الجانب التبشيري بين المسلمين وبشكل ظاهر المبشرين الدومينيكان حيث أسسوا مدارس لغوية خاصة لهذا الغرض . ثم انتقل النشاط إلى البدء بالتنصير بين المسلمين فنشأت مؤسسة رهبنة الفرنسيسكان الذين جازفوا بالطعن في الإسلام بين المسلمين من غير تكتم مما أدى إلى أن يدفعوا أرواحهم ثمناً لذلك وباءت كل جهودهم بالفشل (64) . ونذكر مثالاً لهؤلاء القساوسة الدومينيكان الذين قادوا حملة ضد القرآن وذلك بتشويه مصدريته والزعم بتحريفه ، فمنهم وليام الطرابلسي Wilhelm von Tripolis المقيم الدومينيكاني بعكا سنة 1273م الذي نشر كتاباً بعنوان (رسائل عن حالة السراسن ونبيهم الكاذب محمد وشريعتهم وعقيدتهم) . جاء في هذا الكتاب : " لقد حرص أتباع محمد على أن يكون لهم كتاب مقدس جمعوا فيه ما أثر عن محمد من تعاليم ، فعهدوا بالأمر إلى أحدهم الذي كشف عن فشله وأبان عن عجزه فانقلبوا إلى اليهود وزنادقة النصارى يسألونهم العون والنصرة ، فجمع هؤلاء نصوصاً متفرقة من العهدين ، ثم التلفيق بينها عشوائياً وكيفما اتفق ، وهكذا جاء الكتاب في مجموعه تحريفاً وتشويهاً للتعاليم اليهودية المسيحية " (65) .
وفي عام 1291م أيضاً زار ريكاردوس دي سانت كروز الدومينيكاني Ricoldus de Santa Cruse بغداد وألف كتاباً في نقض القرآن جاء فيه : " لقد ثبت أن القرآن من صنع محمد ووضعه لأنه كتاب فيه تناقض وتدابر وخلو من النوازع الخلقية السليمة " . كما وصف العقيدة الإسلامية بالغموض واللاعقلانية والتفاهة والإصرار على العنف ، ومن ثم فإنه لا بد أن يكون (أي الإسلام) " من صنع إبليس الذي شاءت الإرادة الإلهية له أن يدون هذا الكتاب ليمهد الطريق لظهور المسيح الدجال . ولما شعر إبليس بعجزه عن إيقاف زخم الهداية المسيحية في المشرق وأنه لا يستطيع معارضة شريعة موسى وإنجيل عيسى قرر إبليس أن يختلق كتاباً ثم بحث عن شخصية شريرة بالطبع والفطرة فوجدها مجسدة في رجل اسمه محمد ، وتثني العقيدة والدين ، إجرامي النشأة والتكوين ، فنسب الكتاب إليه وصار يعرف باسمه ويرتبط به " (66) .
كما قام بارثليمو الأوديسي Bartholomew of Edessa بنشر كتاباً فيه صورة حوار ثنائي بين مسلم ومسيحي جاء فيه : " أن محمداً لم يكن نبياً مرسلاً بل داعراً استهوته الملذات الجسدية ومبشراً بنزعة عدمية في دائرة الأخلاق ، لا تقر عرفاً سائداً أو خلقاً فاضلاً ، وانه كان قاتلاً وسارقاً وقاطع طريق وساحر ، وأنه ملك قلوب المغفلين بالمكر والخديعة والخداع والتضليل " (67) . بل تعدى الأمر إلى أن المسيحيين في أوروبا في القرون الوسطى كانوا يحرفون اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم عمداً فيدعونه (ماهوند) Mahound أي الشيطان (68) .
وقد كان لدور الكهنة المتجولين في الشرق وبعض الفرسان الصليبيين العادين دور في خلق تصور شعبي ملفق عن الرسول عليه الصلاة والسلام والإسلام داخل أوروبا . ويقول هذا التصور بوثنية الإسلام ووجود ثلاثين إلهاً للمسلمين آلهتها الأساسيون فراكوتوس وأوبولو ومحمد ، وقد استمرت هذه الصورة حتى نهايات العصور الوسطى في بعض الأوساط الأوروبية (69) .
وهذا الصورة الملفقة عن الإسلام بأنه ديانة وثنية ما تزال حتى الآن تنشره الكتابات التنصيرية وتنقله بدروها إلى الكتابات اللادينية بالزعم بأن المسلمون يقدسون الحجر الأسود والكعبة وأن هذا التقديس انتقل من وثنية الجاهلية ، وبتقديسهم للقمر الذي كان أحد آلهة العرب قبل الإسلام .

يتبع إن شاء الله .......

_________________________

(60)من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 20
(61)نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 50
(62)صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 101
(63)الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص33
(64)مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 71 - 73
(65)دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 115 – 116 & وأنظر الاستشراق رسالة استعمار ، د. محمد الفيومي ، ص 367 - 368
(66)دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 116 – 117
(67)دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 112 – 113
(68)رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 25
(69)من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 14

وصية المهدي
03-28-2006, 02:43 PM
تابع ...........

إن عصر بعد الحروب الصليبية بالنسبة للكنيسة كان يمثل ذروة الحرب الثقافية على الإسلام . فنتيجة لاحتكاك الصليبيين الأوروبيين مع المسلمين لما يقرب من قرنين من الزمان واطلاعهم على التراث الإسلامي وحصولهم على الكثير من المخطوطات ، فقد كثرت المؤلفات الكنسية التي تهاجم الإسلام . وهذا الموقف الكنسي البغيض من الإسلام ليس نتيجة لقلة المصادر ، فقد كثرت ترجمات المخطوطات الإسلامية في ذلك الوقت كما أن علماء اللاهوت في ذلك الوقت كانوا يتصلون بالمصادر الأولى في تعرفهم على الإسلام ، ولكن كل محاولة لتقييم هذه المصادر على نحو موضوعي نوعاً ما ، كانت تصطدم بحكم سابق يتمثل في أن هذا الدين المعادي للمسيحية لا يمكن أن يكون فيه خير ، وهكذا كان الناس في الغرب لا يولون تصديقهم لتلك المعلومات التي تتفق مع هذا الرأي المتخذ من قبل وكانوا يتلقفون منهم كل الأخبار التي تلوح لهم مسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى دين الإسلام (70) .
وبهذا تستمر حملات التشويه ضد الإسلام ، فقد قدم إلى فلسطين الإيطالي يعقوب الفيروني James of Verona ووضع رسالة وصف فيها القرآن بأنه تشويش مروع ومخيف للمسيحية (71) . وحول تشويه الوحي الإلهي للنبي يصور أندريه دونالدولو (توفي عام 1354م) النبي محمد جالساً وعلى إحدى كتفيه حمامة تعهد تدجينها فصارت تلتقط الحب من جوف أذنية ، وزعم لأتباعه أن الحمامة من الملك المرسل من الرب إليه (72) . وبينما كان اللاهوتيون فيما قبل القرن الرابع عشر يرون في النبي محمد بأنه ساحر ، رآى لاهوتيو القرن الرابع عشر بأنه كاردينال طمح لمنصب البابوية وعندما فشل في الوصول إلى المنصب تحول إلى عدو شرس للمسيحية كلها (73) .
كما أنه من المهم أن نشير هنا إلى ريكولدوس دي مونتي كروتشي (1243م– 1320م)Pennini Ricoldo Da Monte Croce الراهب والمبشر الدومينيكاني الذي كتب كتابه (الجدال ضد المسلمين والقرآن) بعد أن عاش دهراً بين المسلمين واجتمع بعلمائهم وجادلهم (74) . وهذا الكتاب الذي يسمى بعدة أسماء منها (ضد شريعة المسلمين) يحاول على مدى صفحاته أن يثبت أن القرآن خليط متنافر من الهرطقات المسيحية القديمة المدحوضة منذ أبد بعيد وأنه مزيج من أراء تعليمية ذات أصول هي في منتهى التباين والاختلاف . كما يركز على غياب المعجزة عن الرسول محمد النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف عيسى عليه السلام . إلا أن أهم ما نركز عليه في كتابه هو ما يزعمه من وجود تناقضات كثيرة ملازمة للقرآن والمناقضة للعقل أيضاً والتي تتجلى بزعمه في أربعة نقاط :
1) في النبي محمد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في الحقيقة على أساس أطوار حياته المنافية للأخلاق . وهذا مأخذ سيظل يرد المرة بعد الأخرى في الجدل المذهبي للإسلام .
2) في القرآن ذاته ، على قدر ما يتضمن من أقوال لا تفيد شيئاً لأنها أقوال مسهبة مكررة ووجود صياغات بذيئة فاحشة فيه.
3) في الممارسة العقدية للمسلمين كما في عمليات الوضوء وكذلك في فهمه للزواج وممارسة الطلاق .
4) في التصورات القرآنية الخاصة بالجنة وهي التي كانت تمثل مساحة هجوم للكتاب المسيحيين على الإسلام منذ العصور الأولى (75) .

وهكذا نرى استمراراً لذات الأطروحات والأكاذيب التي طرحها يوحنا الدمشقي وعبدالمسيح الكندي والبيزنطيين الأوائل ضد الإسلام والقرآن والرسول النبي صلى الله عليه وسلم . الأمر الذي يدل على ترسيخ هذه المفتريات في العقلية النصرانية الأوروبية ضد الإسلام واستمرار هذه الأطروحات والأكاذيب في الكتابات اللادينية كما سنرى لاحقاً .

يتبع إن شاء الله

__________________________

(70) الاستشراق رسالة استعمار ، د. محمد الفيومي ، ص 189
(71) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 121
(72) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 114
(73) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 121
(74) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 306
(75) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 99 - 101

وصية المهدي
03-29-2006, 03:40 PM
تابع ...........

وفي القرن الخامس عشر وقد أوشكت القسطنطينية على السقوط تحت سنابك خيل محمد الفاتح وقواته ، ازدادت هذه الخيالات المختلفة في أذهان المنصِّرين والكنيسة إسرافاً ورسوخاً . فنقرأ في مؤلف لكتاب مجهول عن مصدر الإسلام قوله : " أن راهباً من النحلة الأريوسية لما تحقق من العرب قوم سخفاء وبسطاء ، قرر في نفسه أن يضع لهم كتاباً في الدين والعقيدة ، كما فعل من قبل آريوس المنشق عن الكنيسة والدين الصحيح فاختلى إلى نفسه واختلق كتاباً أسماه القرآن ضمنه جملة العقائد المخالفة للمسيحية ( أفكار التثليث ، وعقيدة التجسد ، وألوهية عيسى ) . ثم أعطاه لأحد تلاميذه المسمى محمداً الذي زعم لأتباعه أن الكتاب كان محفوظاً في اللوح مع جبريل . فآمنوا بدعواه وصدقوه ، وهكذا تأسس هذا الدين المزعوم " (76).

ونلاحظ في هذه الفترة اهتمام الكنسيون بالقرآن الكريم والتركيز على تشويهه أمام الشعوب الأوروبية . فقد بدأ في عام 1453م الكاردينال يوحنا السيغوفي Johannes von Segovia بترجمة للقرآن الكريم لأنه كان يريد عن طريق دراسة النص القرآن إثبات أنه يتضمن تناقضات وأخطاء وآثار مؤلفين مختلفين ليقنع المسلمين بأن القرآن ليس كتاباً موحى به من عند الله كما يدعون (77) . وهذا اللاهوتي يوحنا الأشقوبي Juan Alfonsi De Segobia (توفي بعد 1456م) لم يجد أمامه غير مقاومة الإسلام إلا بترجمة القرآن إلى اللاتينية بعد أن فتح المسلمون القسطنطينية ، وبعد أن ترجمه إلى اللاتينية صنف كتاباً في الرد على الإسلام سماه (طعن المسلمين بسيف الروح) (78) .
وفي عام 1460م قام الكاردينال والفيلسوف الألماني نيقولاس فون كيس Nicholas of Cusa (أو نيقولاوس الكويسي) بغربلة القرآن لأنه يريد أن يخرج منه ذلك بتأكيد قناعاته بأن الإسلام هو هرطقة مسيحية ثم قام بنشر كتابه المسمى (دراسة تحليلية ونقدية للقرآن) أو (نظرة في القرآن) والتي ألفها عام 1460-1461م ، زاعماً فيه " أن القرآن مركب من هجين من عناصر ثلاثة : تعاليم نسطورية هرطقية المضمون والمحتوى ، وأحاسيس عدوانية للمسيحيين أملاها على محمد مستشاره اليهودي ، وتحريفات إضافية سجلها اليهود الذين استعان بهم في جمع مادة القرآن وترتيبه وتحريره عقب وفاة محمد وفشل أتباعه في إنجاز المهمة بجهودهم الذاتية " . حتى أنه في رسالته إلى البابا بيوس الثاني يشير إلى أن الإسلام مشتق من الهرطقة النسطورية . حيث يظن هؤلاء المنصِّرين والكرادلة أن الراهب بحيرى الذي التقاه الرسول في رحلته إلى الشام مع عمه أبو طالب إنما هو راهب نسطوري إلى درجة بعيدة . ومن هنا أعلن نيقولاس لأتباعه بأن السبيل الوحيد إلى إسقاط الإسلام هو العمل على نفي وجوده الشرعي كدين سماوي وذلك بإثبات القول ببشرية القرآن وأنه كتاب مختلق وموضوع من صنعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام (79) . كما أنه بتوجيه من البابا بيوس الثانى ، قام نيقولاوس بكتابة كتاب ضد الإسلام بعنوان (نقد الإسلام وتفنيده) . كما تظهر كتابات أخرى ضد القرآن وضد الرسول من قبل عدد من الآباء الدومينيكانيين والجزويت ومنها : (حول الخداع المحمدى) و (التحصين الإيمانى) و (بحث للرد على الأخطاء الرئيسية الخادعة لمحمد) وأخيراً وليس آخراً(الإيمان المسيحى الحقيقى ضد المحمديين) (80) .

ثم يظهر مارتن لوثر Martin Luther مؤسس البروتستانتية في زمن السلطنة العثمانية وأثناء دك العثمانيين للمدن الأوروبية مما يثير حنق لوثر حتى أنه يؤيد طبع أحد ترجمات القرآن تحوي العديد من الأغلوطات إلى اللاتينية . فعندما قام السويسري يوحنا أوبورين بذلك عام 1542م حظرت بلدية مدينة بازل نشره ، ولم تسحب هذا الحظر إلا بعد التدخل المكثف لمارتن لوثر . ويقول مارتن في هذا الشأن وعن سبب حماسه لنشر هذه الترجمة اللاتينية للقرآن مظهراً حقده على الإسلام : " لأن المرء لا يستطيع أن يلحق بمحمد أو بالأتراك شيئاً أكثر إثارة للغيظ ، ولا أن ينالهم بضرر وإيذاء هما أشد من كل ما عداهما من الأسلحة كالذي يلحق بهم حين يكشف عن قرآنهم لدى المسيحيين لكي يروا كم هو كتاب ملعون شائن إلى أقصى الدرجات وكم هو حافل بالأكاذيب والخرافات وكل الفظائع " (81) .
ومارتن لوثر برغم انشقاقه عن الكنيسة الكاثوليكية إلا أنه ما يزال يستمر على ذات النهج والهدف في نقده ومهاجمته للإسلام . فهو يرى أن الشيطان هو الذي حرض محمداً وأن القرآن من تأليفه . كما أنه يضع أطروحة جديدة ضد الإسلام سيستمر المنصِّرين اللاحقين باستخدامها في مدى واسع ألا وهي انتشار الإسلام من خلال الأعمال العسكرية فيقول " إنه أمر يوصى به في شريعتهم بصفته عملاً ربانياً مستحسناً أن ينهبوا ويقتلوا ويلتهموا المرة بعد الأخرى كل شيئ من حولهم ويفسدوا كل شيئ كما يقولون هم يحسبون أنهم يسدون به خدمة لله " . كما يتناول التشريع الإسلامي ، فيتحدث عن الزواج في الإسلام فيقول "والمسألة الثالثة هي أن قرآن محمد لا يحترم الحياة الزوجية " ، فيتحدث عن تعدد الزوجات ، والإماء (82) .

لقد قام مارتن لوثر بأكثر من ذلك برغم أنه مؤسس الكنيسة البروتستانتية الإصلاحية فقد أهان نبي الإسلام بلا أدنى حياء واصماً إياه بأنه ######## . وكان يعلن بقوله : " بعد ظهور الأتراك على حقيقتهم أرى أن القساوسة عليهم أن يخطبوا الآن أمام الشعب عن فظائع محمد حتى يزداد المسيحيون عداوة له ..." (83) .
إن الحقد في نفوس هؤلاء الكنسيون الأوروبيون وبالأخص بعد أن فتح المسلمون القسطنطينية لعب دوراً كبيراً في إطلاق الأكاذيب ضد الإسلام وترويجها . ويمكن القول أن صورة الإسلام في العصور الوسطى (التي تمتد منذ 650م إلى 1570م) في أوروبا والعالم النصراني وقرابة تسعة قرون كانت عبارة عن أكاذيب وتلفيقات رسختها الكنيسة ليس داخل إطار الكنيسة فقط وإنما من خلال الشعوب الأوروبية كافة . لقد رأينا كيف أن تلك الأكاذيب التي صاغها الأولون منذ القرون الأولى للإسلام كيوحنا الدمشقي لم تزل هي نفسها في القرن السادس عشرالميلادي ، بل وتطورت لتصبح أكثر درامية .
فالقصص عن مصدر الإسلام تتنوع ، والأكاذيب حول الرسول صلى الله عليه وسلم تختلق . إلا أنه فيما بعد سيبدأ ظهور الأكاذيب في شكل علمي تحت إطار الاستشراق ، حيث الاعتماد ليس فقط عن الأكاذيب الكنسية الموروثة ، وإنما على الروايات الضعيفة في المصادر الإسلامية .

يتبع إن شاء الله ........

_______________________

(76) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح ، ص 113
(77) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 135
(78) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 41
(79) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 121 & مسيحية ضد الإسلام، لودفيغ هاغمن ، ص ص 110 - 112
(80) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37
(81) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 69 & صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية) ، ترجمة أز ثابت عيد، ص 20-21
(82) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 135 - 137
(83) صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية)، ترجمة أ. ثابت عيد، ص 21

حازم
03-30-2006, 04:03 AM
ان كان هذا البحث هو سبب غيابك عنا يا وصية المهدى فقد اصدرنا مرسوم ملكى بالعفو عنك ومسامحتك على غيابك عنا :hearts: :emrose:

وصية المهدي
03-30-2006, 01:13 PM
أخي الكريم حازم

أشكر لك متابعتك للموضوع ، وأعتذر عن طول المقدمة التاريخية التي أراها مهمة لتوضيح جذور الأطروحات اللادينية حول الإسلام وبخاصة الرسول عليه الصلاة والسلام والقرآن .

ولك تحياتي

وصية المهدي
03-30-2006, 02:18 PM
تابع ..............

في القرن السابع عشر يظهر التشويه ضد الإسلام في دوائر المعارف التي يحررها القساوسة . فالأب لويس موريري L. Moreri يذكر في القاموس التاريخي الكبير المنشور عام 1674م عن أصل الإسلام : " ... محمد نبي مزيف عربي الموطن ولد عام 571م وفقاً للتقدير العام ، فقد والديه وهو طفل ، وقام عمه أبو طالب بتربيته . ودفعه الفقر ليخدم عند أحد التجار العرب ، وعند وفاة هذا التاجر قام بإمتاع أرملته المسماة كاديج لدرجة أنه تزوجها وأصبح وريثها الوحيد . فاستخدم أموالها ليزدهر ويخدم طموحاته .. وبعد ذلك شارك كلاً من باتيراس ، وهو هرطقي يعقوبي ، والأب جورجيوس وهو راهب نسطوري وبعض اليهود الذين عاونوه على تجميع قرآنه ، وبذلك أصبح دينه مكوناً جزءاً من اليهودية وجزءاً آخر من أحلام هرطقية ، واستسهالات جنسية لطبيعة منحرفة .." (84) . كما يكتب الراهب فيليب جودانيول Ph. Guadennol عام 1699م في باريس كتابه (حياة محمد المحتال ، كما رآها المؤرخون العرب والفرس واليهود والكدلانيون واليونانيون واللاتينيون مصحوباً بموجز تقويمي يوضح الزمن الذي عاشوا فيه واصًل وطابع كتابتهم) ، وهذا الكتاب استقى المؤلف كل توجيهاته حوله ومعلوماته من خلال البابوات والمجامع الكنسية (85) .
وهذا لاهوتي آخر من المشاهير وهو Humphrey Prideaux همفري بريدو (1648م – 1724م) الذي ألف كتابه عن الرسول صلى الله عليه وسلم عام 1697م والذي عنوانه ( الطبيعة الحقيقية للخداع كما يتجلى كاملاً في حياة محمد ) ، حيث يزعم في مقدمته إلى تبرئة المسيحية من الخداع بزعمه أن الخداع هو الموجود في الإسلام (86) . وهذا ملك أسبانيا فيليب الرابع يطلب إلى أحد المبشرين الألمان وهو Dominicus Germanus De Silesia جيرمانوس السيليزي (1588 – 1670) بتأليف كتب تبشرية تهاجم الإسلام بعد رحلة تبشيرية قام بها هذا الراهب في بلاد المسلمين ، بل قام أيضاً بترجمة القرآن إلى اللاتينية وكتب رداً على القرآن (87) .

وفي العصر الحديث تستمر الحملة على الإسلام والقرآن والرسول على ذات المنوال وذات الهدف والمنهج ولكن تتستر تحت عباءة الاستشراق والعلم ولكن بجسد التبشير والتنصير . بل لقد أصبح موضوع مصادر القرآن و مصادر الإسلام فرعاً مستقلا بذاته في دراسات مؤسّستي التنصير : الاستشراق والتبشير . وقد حرص مجادلو التنصير في هذا المجال على إرجاع كل كبيرة وصغيرة في القرآن إلى مصدر سابق سواء أكان دينياً أم غير ديني، وقد دارت مصادرهم المقترحة للقرآن الكريم حول مصادر ستة : الوسط الوثني في شبه جزيرة العرب ( معتقدات، عادات، عبادات، أشعار) وعلى الأخص شعر أمية ابن أبي الصلت ، الحنفاء ، الصابئة ، الزرادشتية وديانات الهند القديمة ، النصرانية ، واليهودية (88) .
ويشير ريتشارد سوذرن في كتابه صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى إلى أن الصور المشوهة عن الإسلام في أوروبا والتي استمرت عبر العصور الوسطى الأوروبية قد تعرضت للنقد بشكل أو بآخر ، إلا أن هناك أفكاراً ثابتة عن الإسلام والنبي تدخل في التفاصيل وتتجاوز الحقبة الوسيطة إلى عصور الاستشراق ، ومنها الاقتناع بافتقار الإسلام للإخلاقية والتي يمثلوها في سلوك النبي الشخصي عليه الصلاة والسلام (89) . أي أن الاستشراق ورث الطعن في الإسلام من خلال الطعن بالرسول من خلال الصورة المشوهة عن الإسلام التي زرعتها الكنيسة في أوروبا منذ القرون الوسطى .

إن أول استعمال لكلمة (مستشرق) كان حوالي عام 1630م (90) ، ويرى آخرون أنه ظهر كمصطلح في اللغة الاإنجليزية في العام 1779م (91) . ولكن يمكن القول أن الاستشراق نشأ في زمن الحروب الصليبية أو بعدها ، وقد نشأ أول ما نشأ كنسياً ولهدف واحد هو الرد على الإسلام وتشويه صورته . وهكذا فإن الحديث عن طروحات الاستشراق فيما يختص بالإسلاميات لا يخرج عن الحديث عن الافتراءات النصرانية طوال قرون عديدة على الإسلام . فلقد نشأ الاستشراق على أيدي رجال الكهنوت بغرض تشويه حقائق الإسلام ، وإعاقة نشره بين الغربيين ، وتكثيف الجهود التبشيرية ليس فقط من اجل الانتصار للنصرانية فقط ولكن كما ذهب إلى ذلك ردوي بارت Rudi Paret بدافع التبشير الذي عرفه بأنه " إقناع المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام واجتذابهم إلى الدين المسيحي " (92) .

ويقسم العديد من الباحثين الاستشراق إلى عدة فروع . ولكن من حيث الأغراض فقد انقسمت الدراسات الاستشراقية إلى مدارس مطابقة لأغراض ودوافع عدة إلى ما يلي : فهناك المدرسة النصرانية ولها نزعتان : كاثوليكية وبروتستانتية . وهناك المدرسة اليهودية ، وهناك المدرسة الإلحادية العامة ، وأخيراً المدرسة الإلحادية الشيوعية ، إلا أن الجانب الأكبر في هذه الدراسات كان للمدرسة النصرانية كما يقول المستشرق سنوك هورخروني Christian Snouck Hurgronje : " وبالتدريج توصلنا إلى اليقين بأن دراسة اللغات والحضارات والتاريخ السياسي والأدبي ضرورية ، وكذلك دراسة المؤسسات الاجتماعية والدينية لكل الشعوب الشرقية الأخرى ، التي لم نهتم بها حتى اللآن إلا للمصالح التجارية العلمية ، أو بدرجة أعمق من أجل المصلحة التنصيرية (93) . كما يقول أحد الباحثين : " كان الباعث الديني للاستشراق في بداية الأمر عرقلة تيار التحول من المسيحية إلى الإسلام ، ثم تطور هذا الباعث فيما بعد إلى محاولة تشكيك المسلمين أنفسهم في عقيدتهم بزعزعة المثل العليا للإسلام في نفوس أبنائه من ناحية وإثبات تفوق الحضارة الغربية وعظمتها من ناحية أخرى " (94) .

ويعترف المستشرقون أنفسهم بتأثرهم بتلك النعرة الكنسية تجاه الإسلام حيث تضافر الخوف من الإسلام مع الجهل به والحقد عليه في تكوين صورة مشوهة عنه في أوروبا في القرون الوسطى . واستمرت هذه الصورة لم تتغير في جوهرها حتى العصر الحاضر في الدراسات الاستشراقية والإعلام الغربية . وهذه الصورة المشوهة للإسلام هي بداية الاستشراق . ويشير المستشرق مونتجمري وات William Montgomery Watt وهو أحد كبار المستشرقين في العصر الحديث إلى أهم العناصر التي كونت هذه الصورة وهي : " أن العقيدة الإسلامية تحتوي على انحرافات (عن العقيدة المسيحية) وأن الإسلام دين العنف وأنه انتشر بالسيف وأنه دين يدعو إلى الانغماس في الشهوات وبخاصة الشهوات الجنسية . وأن في شخصية محمد ضعفاً أخلاقياً ، وأنه مؤلف دين زائف " (95) ، كما يقول أيضاً عن هذا الإرث الكنسي : " جد الباحثون منذ القن الثاني عشر في تعديل الصورة المشوهة التي تولدت في أوروبا عن الإسلام . وعلى رغم الجهد العلمي الذي بذل في هذا السبيل ، فإن آثار هذا الموقف المجافي للحقيقة التي أحدثتها كتابات القرون المتوسطة في أوروبا لا تزال قائمة فالبحوث والدراسات الموضوعية لم تقدر بعد على اجتنابها " (96) .
وبالطبع لا تخرج هذه الإدعاءات عن كل ما أوردناه سابقاً في تاريخ الجدل النصراني مع الإسلام خلال قرون طويلة حيث نرى بشكل واضح كيف أن مستشرق من القرن العشرين يوجز لنا أطروحات المستشرقين في العصر الحديث ، والتي لا تخرج عن أطروحات القساوسة والكهنة والرهبان في العصور الوسطى وما بعدها. ويعترف المستشرقون أو من أرخوا لهم بأن الجانب الديني في تناولهم للإسلام كان له أثر في كتاباتهم عن الإسلام وأنه من الصعوبة بمكان التخلي عن هذه النعرة في كتاباتهم ، فيقول المستشرق الأمريكي برنار لويس : " لا تزال آثار التعصب الديني الغربي ظاهرة في مؤلفات عدد من العلماء المعاصرين ومستترة في الغالب وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية " . ويقول المؤرخ البريطاني نورمان دانييل Norman Daniel : " على الرغم من المحاولات الجدية المخلصة التي بذلها بعض الباحثين في العصور الحديثة للتحرر من المواقف التقليدية للكتاب النصارى من الإسلام فإنهم لم يتمكنوا أن يتجردوا منها تجرداً تاماً " (97) .
وهذا الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبونGustav LeBon يؤكد هذه النزعة الكنسية ضد الإسلام فيقول : " إننا لسنا أحرار في بعض الموضوعات ، والمرء عندنا ذا شخصيتين : الشخصية العصرية التي كونتها الدراسات الخاصة والبيئة الخلقية والثقافية والشخصية اللاشعورية التي استقرت وتبلورت بفعل الماضي الطويل وتأثير الأجداد والسلف .. وهكذا فإن أوهامنا الموروثة والمستقرة في اللاوعي عن الإسلام والمسلمين قد تراكمت عبر قرون كثيرة وصارت جزء من مزاجنا وطبيعة متأصلة فينا " (98) .
ويقول جان برو فيلارد Jean Beraud Villard في مضمار الحديث عن المخاطر المنهجية في دراسة الإسلام : " إذا كنا نخوض في هذه الدراسة الخطيرة بشيئ من الجرأة (وربما بشجاعة اللاوعي ) فعلينا أن نعلم سلفاً أن تجردنا سوف يصطدم باستمرار في داخل أعماقنا ، بأحكامنا المسبقة وعاداتنا في التفكير والشعور التي نخضع إليها وتأسر قلوبنا منذ أربعين جيلاً " (99) . ويؤكد المفكر الإسلامي د. محمود حمدي زقزوق المتخصص في الاستشراق أن الهدف الديني في الاستشراق " لا يزال يعمل من وراء ستار بوعي أو بغير وعي " معللاً ذلك بقوله : " لإنه من الصعب على معظم المستشرقين النصارى وأكثرهم متدينون أن ينسوا أنهم يدرسون ديناً ينكر عقائد أساسية في النصرانية ويهاجمها ويفندها كالتثليث والصلب والفداء " كما أنه من الصعب عليهم أن ينسوا أن الإسلام قد قضى على النصرانية في كثير من بلاد الشرق وحل محلها (100) . وهذه النظرة المسيحية نحو الإسلام لم تتغير إلا قليلاً كما يقول مارسيل بوازار في كتابه (الإسلام اليوم) منذ 15 قرناً . فهذه النظرة تظهر شيئاً من التسامح العقائدي إزاء الأديان السابقة ، لكنا في حالة الإسلام قد قابلته بالرفض المطلق . وبدا الإسلام منذ البيزنطيين كانحراف للنصرانية ، فقد ألصقت بالنبي محمد أوصاف وقحة ، وفي النهاية عبثية ، فقد صور في صورة راهب مرتد أو في أي صورة مشابهة . فقد كان النصارى آنذاك يظنون أن بوسعهم تشويه الإسلام بتشويه رسوله محمد بمقارنة ساذجة مع المسيحية . ولقد تغيرت الأزمان ولكن صورة النبي الزائفة على نحو مضحك لم تتغير ، رغم أن البحث التاريخي برهن مراراً على أن هذه المزاعم التقليدية كانت خاطئة (101) .

يتبع إن شاء الله ..........
___________________________

(84) موقف الغرب من الإسلام - محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص 42 – 43
(85) موقف الغرب من الإسلام _ محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص 47
(86) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 107
(87) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 180
(88) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 50
(89) من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 14
(90) الاستشراق رسالة استعمار ، د محمد الفيومي ، ص 142
(91) الاستشراق رسالة استعمار ، د محمد الفيومي ، ص 146
(92) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 44
(93) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 30-31
(94) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 38
(95) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 25
(96) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 136
(97) الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، د. محمود حمدي زقزوق، ص 88
(98) الاستشراق والتاريخ الإسلامي (القرون الإسلامية الأولى) ، أ.د فاروق عمر فوزي ، ص 65
(99) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 315
(100) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 56
(101) الاستشراق رسالة استعمار ، د. محمد الفيومي ، ص 192

وصية المهدي
03-31-2006, 06:01 PM
تابع .............

والأمثلة على المستشرقين المنصِّرين كثيرة وقد ترجم نجيب العقيقي في كتابه المستشرقون عن ما يربو ستين راهباً من كبار المستشرقين (102) . فها هو الأب هنرى لامانس Henri Lammens المستشرق المبشر اليسوعي والراهب المتعصب يكتب جدليته ضد القرآن في مقاله ( هل كان محمد أميناً؟ ) ، وفى كتابه الآخر (الإسلام : عقائد ونظم) (103) . وللمعلومية فقد عرف عن الأب لامنس الكاثوليكي أنه مثل بطرس المحترم في عصر الحروب الصليبية لما في كتاباته من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى أنه إذا ذكرت الأحاديث والأخبار خلة حسنة ممدوحة في النبي وأصحابه فإن لامنس يؤكد أنهم كانوا مصابين بالعيوب المناقضة لتلك الخلال الحسنة (104) ، بل ويصفه الدكتور عبدالرحمن بدوي بقوله " مستشرق بلجيكي وراهب يسوعي شديد التعصب ضد الإسلام ويفتقر افتقاراً تاماً إلى النزاهة في البحث والأمانة في نقل النصوص وفهمها " ويصفه الدكتور بدوي بقوله أيضاً " لا أعرف باحثاً من بين المستشرقين المحدثين قد بلغ هذه المرتبة من التضليل وفساد النية " . وهو من الأمثلة الواضحة عن التعليم الكنسي المعادي للإسلام داخل بلاد الإسلام ، بل وأحد ممن بث سمومهم حول الإسلام بين المسلمين ، حيث جاء في صباه إلى بيروت وتعلم في الكلية اليسوعية وبدأ حياة الرهبنة في سنة 1878م فأمضى المرحلة الأولى في دير لليسوعيين في قرية غزير في جبل لبنان . وامتد تاريخه في لبنان ليصبح أستاذاً للتاريخ الإسلامي في كلية اليسوعيين ببيروت عام 1907م (105) .
كما يكتب William Muir وليم موير (1819م – 1905م ) المبشر والمستشرق الإنجليزي بتحامل شديد على الإسلام جدليتين ضد القرآن وهما (القرآن : تأليفه وتعاليمه) و (الجدال مع الإسلام) . وهذا ريتشارد بل Richard Bell أحد رجال الدين المسيحي صرف سنين كثيرة في دراسة القرآن وله في الجدل ضد القرآن عدة كتب ومقالات تبرز التأثير المسيحي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأهمها مقدمته لترجمة القرآن التي ضمّنها جدليته الأساسية ضد أصالة القرآن الكريم (106) . حيث يرى ريتشارد بل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمد في كتابته للقرآن على الكتاب المقدس ، وخاصة على العهد القديم في قسم القصص . فبعض قصص العقاب كقصص عاد وثمود مستمد من مصادر عربية ولكن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمد ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمده من مصادر يهودية ونصرانية . وقد كانت فرصته (أي النبي) في المدينة للتعرف على ما في العهد القديم أفضل من وضعه السابق في مكة حيث كان على اتصال بالجاليات اليهودية في المدينة ، وعن طريقها حصل على قسط غير قليل من المعرفة بكتب موسى على الأقل (107) . وهذا كلير تسدال William St. Clair-Tisdall قسيس مبشر في إيران ، صنف أعنف وأخطر جدلية ضد أصالة القرآن الكريم وهي ( المصادر الأصلية للقرآن ) - عدا عن كتابه الآخر (مصادر الإسلام) - . كما يكرر ذات العمل آرثر جيفرى وهو من محرري مجلة العالم الإسلامي التبشيرية وأبرز كتّابها وله عدة جدليات ضد القرآن الكريم وأصالته نشر بعضها فى مجلة العالم الإسلامي 1935م ، ونشر بعضها في كتابه (مصادر تاريخ القرآن) .
كما أن المبشر آرينز يكتب كتاباً بعنوان (عناصر نصرانية في القرآن) . وهذا كينث كراج وهو خليـفة صموئيل زويـمر في توجيه النـشاط التبشيري في منطـقة الشرق الأوسط ، ورئيس تـحرير مجلة العالم الإسلامي التبشيرية ، ورئيس مؤتمر التبشير المنعقد في أكسفورد عام 1986م ، له جدليتان ضد أصالة القرآن ، طبعتا أكثر من مرة لمساعدة وعاظ التنصير، وهما (نداء المئذنة) و (القبة والصخرة) (108) .
وهكذا نرى أن هؤلاء المستشرقين المنصرين القائمون على الكتابة فيما يخص القرآن والإسلام والرسول قد رددوا الافتراءات القديمة نفسها التي أسسها الكتاب البيزنطيون وقساوسة القرون الوسطى .

وحيث أن الاستشراق والتبشير إنما هما فرعا التنصير فإن جدليات الاستشراق عن الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحديث لم تتجاوز جدليات الكنيسة والرهبان والقساوسة والكرادلة في العصر السابق والقرون الوسطى . فمن الكتابات الاستشراقية العديدة التي ترجع الإسلام إلى منشأ يهودي أو نصراني نرصد ما يلي من كتب :
مـاذا أخذ محمد مـن النصوص اليهودية - العناصر اليهودية فى القرآن - أصل الأساطير الإسلامية فى القرآن - الحكايات التوراتية فى أجزاء القرآن - عناصر من الهجادة فى قصص القرآن - التوارة فى القرآن - عناصر يهودية فى مصطلحات - القرآن الدينية - السامريون فى القرآن - محمد والقرآن : تاريخ النبى العربى ودعوته - توافق القرآن والإنجيل - راهب بحيرا والقرآن - صلة القرآن باليهودية والمسيحية - جمع القرآن - طابع الإنجيل فى القرآن - مذهب الطبيعة الواحدة في القرآن - القرآن : الإنجيل المحمدي - أصل القرآن فى بيئته المسيحية - أصل الإسلام والمسيحية (109) - المصادر الأصلية للقرآن - مصادر القصص الإسلامية في القرآن وقصص الأنبياء - تاريخ الإسلام - مصادر القص الكتابي في القرآن - مصادر تاريخ القرآن - القرآن والكتاب - مصادر الإسلام (110) .

يتبع إن شاء الله .............

_______________________

(102) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 50
(103) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37
(104) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 122
(105) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 503 - 504
(106) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37 - 39
(107) الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، د. محمود حمدي زقزوق، ص 102
(108) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 38 - 39
(109) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 41 - 43
(110) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 50 – 51

وصية المهدي
04-01-2006, 01:25 PM
تابع ........

ونظرأ لارتباط منظمات التنصير حول العالم فلقد قامت مواقع للتنصير عربية اللسان غربية التوجه بالسير على منوال خطة التنصير العالمية في الهجوم على الإسلام .فلقد انتشرت الكتب العربية الموجهة ضد الإسلام في هذه المواقع تحمل نفس المواضيع حول مصادر الإسلام والقرآن وتشويه صورة الرسول والإسلام والتعريض بالقرآن الكريم من قبل كتاب عرب وأوروبيين وبشكل كبير وتعمل هذه المواقع على نشرها أولاً بأول . ونظراً لعدم وجود رقابة أو سيطرة على هذه المواقع من قبل الكثير من الحكومات العربية فهذا يجعل نشر الكتب التنصيرية الموجهة ضد الإسلام ميسراً بل وغير مكلف . ونذكر لذلك عدة أمثلة لكتب تتناول الإسلام والقرآن والرسول لمؤلفين قساوسة عرب أو أجانب مترجمة تقوم هذه المواقع بنشرها : المجهول في حياة الرسول - قس ونبي - مصادر الإسلام - القرآن دعوة نصرانية - الإتقان في تحريف القرآن - تطور القرآن التاريخي .
ولعل الأب يوسف درة الحداد يعد من أشهر المنصِّرين العرب في تصنيفه الكتب ضد الإسلام ، إلا أننا نذكر مثالاً آخر من الأمثلة على أن بعضاً من القساوسة العرب ما يزالون مستمرون في تشويه صورة الإسلام ، ما جاء في كتاب (الحق) الذي ألفه أحد الكهنة الأقباط في مصر في ستينيات القرن الماضي ورد عليه العالم (ابن الخطيب) في كتاب باسم (هذا هو الحق! رد على مفتريات كاهن كنيسة) .
ففي كتاب الكاهن القبطي (الحق) جاء ما يلي :
صرح بأن الرسول كان يقبل الحجر الأسود اتباعاً للوثنيين ، كما زعم أن محمداَ قد أخذ طقوس العبادات الإسلامية عن اليهود والمسيحيين وذكر منها :
• أن اليهود والمسيحيين يصلون سبع مرات كل يوم ومحمد خفضها إلى خمس.
• أن الرسول أخذ شريعة الوضوء عن اليهود
• أن الرسول أخذ شريعة القبلة عند الصلاة عن اليهود
• أن الرسول أخذ شريعة الأضحية عن اليهود
• أن الرسول أخذ فكرة الأعياد عن اليهود والمسيحيين
• كما أخذ فكرة التحية عنهما
• كما أخذ فكرة الركوع عن اليهودية
• زعم أن الكتاب المقدس هو المصدر الأصلي للقرآن .
• غمز كيفية حفظ القرآن ، وأشار بوجود تناقض بين أقوال أئمة المسلمين وتساءل : هل نضمن أن حفاظ القرآن لم ينسوا منه شيئاً
• زعم أن القرآن يقول بتعدد الآلهة كما كان عند قدماء الإغريق .
• زعم أن محمداً كان وثنياً قبل الإسلام
• زعم أن المسلمين يقولون بمبدأ أريوس وتعدد الآلهة لمناداتهم على المآذن (الله أكبر) وهذا يقتضي بقوله إلى وجود آلهة أصغر من الأكبر .
• زعم أن الدين الإسلامي ما شاع وذاع إلا عن سبيل جهاد الذي لا يكون إلا عن طريق السيف وسفك دماء الأبرياء وإخراج الناس من ديارهم وسلب أموالهم (111) .
وهكذا نرى أن كل ما افتراه المنصِّرون شرقيون ولاتينيون وبيزنطيون خلال قرون طويلة يختزله كاهن قبطي في كتاب واحد ، لما في ذلك من دلالة على أن نشر الافتراءات على الإسلام داخل الكنيسة في العالم كله ممنهج ومرتب . ولعل أكثر ما يدل على ذلك ما ذكره الأستاذ إبراهيم خليل أحمد وهو المنصِّر القبطي الذي أسلم ، من أنه في فترة تدريبه على التنصير التحق بكلية اللاهوت الانجيلية بمصر وهي كلية لتدريب المنصِّرين تابعة لجامعة برنستون في أمريكا ولا تخضع للإشراف من قبل وزارة التربية والتعليم أو التعليم العالي في مصر ، وكان من أهم المواد التي تدرس فيها بالإضافة إلى اللغة العربية والإسلام هي الردود على الإسلام بدراسة كتب المستشرقين (112) .
بل أن الهدف الرئيسي أيضاً من هذه الأكاذيب والفتراءات الملفقة على الإسلام والرسول والقرآن إنما هدفها تشويه صورة الإسلام أمام النصارى أنفسهم بشكل أو آخر . وأحد من اكتشفوا هذا الأمر هو معلمة اللاهوت السابقة الأمريكية ماري واتسون والتي تقول عقب قراءتها كتباً عن الإسلام لكتاب مسلمين : " والنتيجة أنني اكتشفت أن الكتب التي قد كنت قرأتها من قبل لمؤلفين نصارى ممتلئة بسوء الفهم والمغالطات عن الإسلام والمسلمين ، لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكريم وهذه الكلمات التي تقال في الصلاة " . لقد كان لنتيجة قراءتها عن الإسلام من مصادره أن أعلنت إسلامها برغم أنها درست اللاهوت ثماني سنوات (113) . لهذا كانت الكنيسة في أوروبا تخشى من أن يقرأ الأوروبيون القرآن الكريم كما هو دون أن يخالطوه قساوستهم بالأكاذيب والترجمات المغلوطة . وهذا الدور يقوم به اللادينيون وعلى مدى واسع من خلال ارتباطهم بالمصادر الكنسية عن الإسلام وعلى هذا تشهد كتاباتهم التي لا تختلف عن الكتابات التنصيرية الموجهة ضد الإسلام .

وفي خلاصة هذا الموجز التاريخي حول موقف النصرانية من الإسلام ومحاولات التنصير المستمرة منذ قرون طويلة بتشويه صورة الإسلام ، فقد أردت عرض أبرز عناصر تلك الأطروحات . وكما يرى القارئ فإنها تتناول الهجوم على الإسلام من خلال عدة أمور وهي :
التهجم على أخلاق وشخص الرسول
وضع مصادر للإسلام لنفي مصدريته الربانية
الافتراءات الموجهة ضد القرآن (مصادره – بشريته – الوحي - تشويهه)
مواضيع متنوعة حول تعدد الزوجات ، وأن الإسلام انتشر بالسيف .
وهذه المواضيع هي تماماً ما يكرره اللادينيون في كتاباتهم عن الإسلام وهجومهم عليه . الأمر الذي لا يسعنا أن نستنتج من خلاله إلا أحد أمرين :
الأول : أن اللادينية العربية إنما تصدر من ذات البوق الذي تصدر من خلاله الكتابات التنصيرية ضد الإسلام .
الثاني : أن اللادينية العربية إنما هي "فرخ" من فراخ التنصير والموجهة ضد الإسلام .

يتبع إن شاء الله ...........

_______________________

(111) هذا هو الحق! رد على مفتريات كاهن كنيسة، ابن الخطيب، ص25 ، 26 ، 33
(112) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 51-52
(113) نماذج حية للمهتدين إلى الحق – قساوسة ومبشرون ومنصِّرون وأحبار أسلموا ، الحسيني الحسيني معدي ، ص 149

كمال
04-02-2006, 04:53 PM
الا قلي ولا مؤاخذة يا عم الوصية : ايه علاقة اللادينية بالتنصير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ما تخش في الموضوع بقا ..

وصية المهدي
04-02-2006, 07:12 PM
شواهد حول ارتباط التنصير باللادينية والعلمنة

كما سبق وذكرنا عند تعريف التنصير بأن الهدف الأول له هو إخراج المسلم من دينه أولاً حتى وإن لم يتنصر . وقد ذكرنا أقوال تاريخية لكنسيين كبار من أمثال بطرس المحترم عن أن الأهداف الإضافية لتشويه صورة الإسلام هو محاولة تنصير المسلمين . ولذلك فالهدف مشترك بين التنصير واللادينية وهو إخراج المسلم من دينه . إن أبرزوأوضح من يشهد على علاقة اللادينية والزندقة بالتنصير هو صاموئيل زويمر Samuel Zwemmer زعيم التنصير في العالم الإسلامي .

هذا الرجل الذي بشهادة المنصِّرين يحظى بأعلى تقدير في العالم النصراني لمجهوداته الكبيرة في تنصير المسلمين . ولكن الذي يميز أساليبه عن غيره من المنصِّرين أنه يستخدم الأساليب الملتوية ، وليس أدل على التحايل في أساليب تنصيره وزملاؤه للدخول من الأبواب الخلفية هو أنه عندما أسست البعثة التبشيرية في الخليج العربي بواسطة صموئيل زويمر وزملائه الدكتور لانسنج Dr. Lansing وجيمس كانتين Lames Contine وفيليب فيلبس Philip Phelps في أواخر القرن التاسع عشر ، كان اسم البعثة الاول هو (العجلة) ، إلا أنهم قاموا لاحقاً بتغييره إلى (الارسالية الاجنبية) للسماح بقيام عمل تبشيري في البلاد الناطقة باللغة العربية ، ثم قاموا بتغيير الإسم إلى (الإرسالية العربية) ويرجع ذلك أساساً إلى ان اختيار هذا الاسم يهدف إلى التغلب على الشكوك التي يحملها العرب نحو أنشطة الأجانب في وقت كانت تتصارع فيه المصالح الغربية في المنطقة (114) . لقد أتقن صموئيل زويمر اللغة العربية وكان محترفاً في الإسلاميات ، عمل 23 عاماً منصِّراً في الجزيرة العربية و 16 عاماً مديراً لمركز الدراسات الإسلامية والمطبوعات في القاهرة ، وأشرف على تحرير أهم مجلة نصرانية عن الإسلام لمدة 36 سنة وهي مجلة العالم الإسلامي (115) . وقد كتب صموئيل زويمر عدة كتب عن الإسلام منها : الإسلام تحد لعقيدة ، تفكك الإسلام ، دراسات في الإسلام الشعبي ، كتاب عن تأصير الخرافات الشعبية بين المسلمين بعنوان The Influence Of Animism On Islam : An Account Of Poplular Superstitions . وهذا الكتاب أوصى به مؤتمر كولورادو التنصيري عام 1978 كأحد المراجع الأساسية للمنصِّرين (116) . وحيث جئنا في ذكر مؤتمر كولورادو 1978 لتنصير المسلمين ، فقد تمخض عن ذلك المؤتمر إنشاء معهد لتنفيذ قرارات المؤتمر وتم تسمية هذا المعهد باسم معهد زويمر أو Samuel Zwemer Institute of Muslim Studies .

إن ما سيتم قراءته الآن من كلام صاموئيل زويمر في خطاباته في المؤتمرات التنصيرية التي عقدت في العالم الإسلامي أوائل القرن الماضي لخطيرة كل الخطورة . فمثلاً في عام 1910 أي بعد مؤتمر القاهرة التبشيري الذي رأسه زويمر بأربع سنوات يقول صموئيل زويمر : " لقد جربت الدعوة إلى النصرانية في أنحاء الكرة من الوطن الإسلامي ، وأن تجاربي تخولني أن أعلن بينكم على رؤوس الأشهاد أن الطريقة التي سرنا عليها إلى الآن لا توصلنا إلى الغاية التي ننشدها ، فقد صرفنا من الوقت شيئاً كثيراً وأنفقنا من الذهب قناطير مقنطرة ، وألفنا ما استطعنا أن نؤلف ، وخطبنا ما شاء الله أن نخطب ، ومع ذلك فإننا لم ننقل من الإسلام إلى النصرانية إلا عاشقاً بنى دينه الجديد على أساس من الهوى أو نصاباً سافلاً لم يكن داخلاً في دينه من قبل حتى نعده قد خرج عنه بعد ذلك ، ولا محل لديننا في قلبه حتى نقول : إنه دخل فيه . ومع ذلك فالذين تنصروا لو بيعوا بالمزاد لا يساوون ثمن أحذيتهم . فالذي نحاوله من نقل المسلمين إلى النصرانية هو اللعب أشبه منه بالجد ، فلتكن عندنا الشجاعة الكافية لإعلان أن هذه المحاولة قد فشلت وأفلست ، وعندئذ يجب علينا قبل أن نبني النصرانية في قلوب المسلمين أن نهدم الإسلام من نفوسهم حتى إذا أصبحوا غير مسلمين سهل علينا أو على من يأتي بعدنا أن يبنوا النصرانية في نفوسهم أو في نفوس من يتربون على أيديهم " . ويقول أيضاً : " إن عملية الهدم أسهل من عملية البناء في كل شيئ إلا في موضوعنا .. لأن هدم الإسلام في نفس المسلم معناه هدم الدين على العموم ، وهي خطة مخالفة لما ندعو إليه لأنها خطة إلحاد وإنكار للأديان جميعاً ، ولكن لا سبيل إلى تخليص المسلمين من الإسلام غير هذا السبيل " (117) .
كما يشير بعد أكثر من عشرين عاماً على هذا الخطاب إلى نجاح استراتيجيته في نزع المسلم من دينه وذلك في مؤتمر القدس عام 1935م حيث أعلن صموئيل زويمر عن الأهداف الخبيثة للتنصير بقوله للمنصِّرين في المؤتمر : " إنكم أعددتم نشئاً (في بلاد المسلمين) لا يعرف الصلة بالله ، ولا يريد أن يعرفها ، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراده الاستعمار المسيحي لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات. فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء". ثم يقول مهنئاً : "إن مهمتكم تمت على أكمل الوجوه وانتهيتم إلى خير النتائج وباركتكم المسيحية ، ورضي عنكم الاستعمار، فاستمروا في أداء رسالتكم فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضوع بركات الرب " (118) .

إن التنصير في نظر زويمر هو باختصار : إخراج المسلم من دينه أولاً وقبل كل شيئ سواء أدى ذلك ليصبح نصرانياً أو يبقى زنديقاً ملحداً . ولنا أن نتصور خطورة مثل هذه الاستراتيجيات على الفرد قبل أن تكون خطراً على المجتمعات . إن أول ما ينبري إلى أذهاننا من جراء هذا الطرح التنصيري هو أن إفساد أخلاق المسلمين هي خير وسيلة لتنصيرهم . ولكي يتم هذا فلا بد من استخدام وسائل الزندقة والإلحاد ومبادئ الشك . وبصورة مبسطة : استخدام اللادينية لتنصير المسلمين . وما يجعل هذه الاستراتيجية التنصيرية حقيقة وواقعاً ما ينقله لنا العلامة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه (قذائف الحق) حيث ينقل لنا من خلال تقرير رهيب عن خطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقسية الكبرى بالاسكندرية في اجتماع سري . وقد تم رفع هذا التقرير للجهات المختصة واطلع عليه الشيخ عام 1973 . يقول التقرير المرفوع للجهات المختصة : " بسم الله الرحمن الرحيم ..... نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع ، بعد أداء الصلاة و التراتيل طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الانصراف ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثريائهم الإسكندرية ، وبدأ كلمته قائلاً : إن كل شيء على ما يرام و يجري حسب الخطة الموضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد" . ثم يتكلم التقرير عن عدد من الموضوعات تحدث بها البابا شنودة ومنها (التبشير) حيث يقول البابا شنودة : " كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّـفق عليه للمرحلة القادمة ، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم و التمسك به ، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية ، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم ، و تشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم و صدق .. و من ثم يجب عمل كل الطرق و استغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن و إثبات بطلانه و تكذيب محمد . وإذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا ، و إن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا .
غير أنه ينبغي أن يُـراعَي في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة وذكية ، حتى لا يكون سببًـا في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم " (119) .

يتبع إن شاء الله .............

________________________

(114) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص 40-42
(115) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 72
(116) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 63
(117) الإسلام والمسلمون بين أحقاد التبشير وضلال المستشرقين ، د. عبدالرحمن عميرة ، ص 35 – 36
(118) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 63
(119) قذائف الحق، محمد الغزالي، ص 70-74

وصية المهدي
04-03-2006, 08:49 PM
تابع .............

والذي يظهر أن استراتيجية إخراج المسلم من دينه لها حضور واسع في العمل الكنسي سواء كان المنصِّر بروتستانتي أو أرثوذكسي . إلا أن أهم شهادة يمكن أن نأخذها هي ممن مارسوا العمل التنصيري ومن هؤلاء المنصِّر العالمي السابق "أشوك كولن يانق" الذي أعلن إسلامه عام 2002 وانضم إلى قافلة الدعاة المسلمين في القارة الأفريقية . وفي إلقاء الضوء على تاريخ حياته يتضح لنا ثقل الحقيقة التي توضح ارتباط الكنيسة بالعلمنة واتباعها لاستراتيجية صموئيل زويمر في التنصير .
فأشوك كولن يانق هو من أبناء جنوب االسودان ، درس اللاهوت في ولاية تكساس الأمريكية ، وحصل على عدة دبلومات في مجالات التخطيط وإدارة التعليم الكنسي ، والتنصير، وتنمية المجتمع من النرويج وكينيا والخرطوم . كما حصل على ماجستير في مقارنة الأديان جامعة أكسفورد بريطانيا . تقلد العديد من المناصب الكنسية منها : مدير المنظمة النرويجية للعون الكنسي ، مدير المنظمة النرويجية لرعاية الطفولة ، مدير منظمة درء الكوارث عن السودان وهي منظمة سويدية دانماركية هولندية ، قسيس في الكنيسة الأسقفية بالخرطوم ، مدير برامج الإنماء في الصومال وهي تابعة للأمم المتحدة ، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي بشرق ووسط إفريقيا (1992 1993م) ، مسؤول التعليم الكنسي العالمي في وسط وشرق إفريقيا ، مدير كلية النيل للاهوت في السودان ، أمين عام منظمة الشباب المسيحي عام 1987 - 1988م ، أمين عام منظمة التضامن المسيحي في إفريقيا . ويتضح لنا من هذه المناصب المرموقة التي تولاها اطلاع الرجل على خفايا العمل التنصيري التي أوضح جانباً منها في اللقاء الصحفي التي أجرته معه مجلة المجتمع الكويتية ، ونقتطف بعض إجابات أشوك .
ففي سؤال عن كيفية قيام المنظمات الكنسية بأعمال التنصير ، يجيب أشوك : " المنظمات الكنسية أو بالأحرى التنصيرية لا تعمل عشوائياً ، وإنما وفق دراسات وأبحاث دقيقة ، فهي تدرس الدولة أو المنطقة المرشحة للتنصير من حيث خريطة أديانها وعددها ، ومدى تمسك الناس بدينهم ، ونوعية الأجناس ، وتحديد احتياجات المنطقة من مال وغذاء ، وتعليم وخدمات صحية وغيرها . وأساليب التنصير كثيرة ، وهي تختلف حسب دين الشخص المستهدف، ومدى تمسكه به ، ومدى احتياجه إلى المال والصحة والتعليم وغير ذلك ، فاللادينيون تدفعهم الحاجة إلى اعتناق المسيحية دون عناء إذا ما توافرت لهم احتياجاتهم ، أما المسلمون فالمنظمات الكنسية تعمل في اتجاهين: إما تنصيرهم، أو إبعادهم عن دينهم ، وأساليب تنصير المسلمين تقوم على الترغيب والتدرج والمرحلية " .
وفي سؤاله عن بعض الممارسات الكنسية التي شارك فيها هو ضد الإسلام والمسلمين ، يقول أشوك : " في عام 1981م عقد مؤتمر سري في مركز الأبحاث الاستراتيجية بولاية تكساس ، وكنت أحد المشاركين الفاعلين في هذا المؤتمر، وكان شعاره كيف نواجه المد الإسلامي؟ وتم تقسيم الدول الإسلامية إلى دول أكثر فاعلية ، وأكثر تطوراً مثل: مصر والعراق وباكستان ، ودول أكثر حباً للإسلام مثل: إيران وأفغانستان وطاجيكستان والشيشان والسودان وتشاد وتركيا.... " .
وفي سؤال عن الدور الذي اضطلع به شخصياً والجهات التي كان يتعامل معها ، يقول أشوك : " لقد أوصى المؤتمر بضرورة استخدام العلمانيين في ضرب الحركة الإسلامية عن طريق دعم المجموعات العلمانية ، والضغط على إحدى الحكومات العربية للزج بأعضاء الحركة الإسلامية في السجون والمعتقلات، ولو وصل الأمر إلى تصفية رموزها . وانحصر دوري في هذا الشأن في تسلم وتوصيل مبلغ مليون و800 ألف دولار من الكنيسة في أمستردام (هولندا) إلى الكنيسة في هذا البلد العربي ، بهدف إنفاقه على بعض الأفراد في جهاز أمني رفيع ، وعلى الحركات العلمانية ، لضرب حركة الإخوان المسلمين على وجه التحديد ، وكان ذلك خلال عامي (1996م 1998م) وكانت ترد إلينا تقارير أولاً بأول ، وكانت الجهات التي شاركت في هذا المخطط لا تعرف بعضها البعض " (120) .
وكما نرى من هذا الشاهد بأن أهداف التنصير ليست في إدخال المسلم إلى النصرانية وإنما أيضاً إخراجه من دينه الأمر الذي يتكرر ذكره في كل مرة عند الحديث عن أهداف التنصير ، كما يظهر أن اللادينيين أسهل تنصيراً ممن المسلمين واعتماد الكنيسة في أعمال التنصير على العلمانيين ودفع الأموال لهم .

وحيث تحدثنا عن شاهد مهم من داخل الكنيسة فهناك شاهد آخر مصري وهو أستاذ اللاهوت المصري السابق إبراهيم خليل فلوبوس (والذي أصبح اسمه بعد إسلامه إبراهيم خليل أحمد) الذي كان قبل إسلامه يكيل التهم للإسلام كذباً وزوراً إلى أن هداه الله للإسلام عام 1959م فأصدر كتابه (المستشرقون والمنصِّرون في العالم العربي والإسلامي) . وقد كان قبل إسلامه يشغل منصب استاذ بكلية اللاهوت الإنجيلية وراعياً للكنيسة الإنجيلية الأمريكية بل وكانت رسالته لنيل شهادة الماجستير هي (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين؟) . وعن فترة دراسته في كلية اللاهوت حيث درس القرآن والأحاديث النبوية مع التركيز على الفرق التي خرجت من الإسلام كالإسماعيلية والعلوية والبهائية والقاديانية ، يقول الأستاذ إبراهيم : " كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن .. والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين ! كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص ، ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا . وهناك كتب لدينا في هذا الموضوع أهمها كتاب (الهداية) من أربعة أجزاء وكتاب (مصدر الإسلام) ...." ويقول : " وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين؟) عام 1952م والتي أمضيت أربعة سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتنصير بين المسلمين من بعد تخرجي عام 1948 " (121) . ألا نلاحظ أن هذا تماماً هو النمط الذي يسلكه العديد من الكتاب اللادينيون !! هل هم أيضاً خريجوا مدارس اللاهوت وكليات التنصير !!

يتبع إن شاء الله ...........

_______________________________

(120) موقع المختار الإسلامي http://islamselect.com/index.php?ref=14545&pg=mat&CR=161&ln=1
(121) نماذج حية للمهتدين إلى الحق – قساوسة ومبشرون ومنصِّرون وأحبار أسلموا ، الحسيني الحسيني معدي ، ص 17 – 20

وصية المهدي
04-04-2006, 10:00 PM
تابع .............

وممن لاحظوا ارتباط التنصير باستخدام أساليب تخريب الأخلاق هو العلامة المودودي في باكستان في رده على رسالة من البابا بولس السادس الراحل حول إمكان التقارب بين الإسلام والنصرانية وإزالة أسباب التوتر . فكان من ضمن رد الشيخ المودودي ما يلي : " وهناك جانب آخر للمشكلة عظيم الأهمية فالمؤسسات التعليمية للمبشرين تخرج طبقة جديدة من الناس ، طبقة لا تتمسك بالنصرانية ولا تظل على دين الإسلام وإنما تفصل نفسها عن تراثها ولا تطبق أي تراث أخلاقي آخر . والنتيجة أن تصبح نموذجاً غريباً من الجنس البشري في مواقفها الأخلاقية ومعاييرها الثقافية وكذلك في أخلاقها وتصرفاتها وفي لغتها وعاداتها الاجتماعية . فمن وجهة النظر الدينية الصرفة لا تظل هذه الفئة متمسكة بالإسلام كما لا تنجذب نحو المسيحية وإنما تنساق بدلاً عن ذلك في أحضان العلمانية والإلحاد وإنحلال الدين والخلق . فهل بوسع أي رجل عاقل أن يعتبر هذه الأنشطة من قبل بعثات التبشير النصرانية ، خدمة حقيقية للدين من أي وجه من الوجوه ؟ وهذه هي الأسباب الحقيقية التي تجعل المسلمين ينظرون نظرة ارتياب شديدة تجاه هذه البعثات ، ويشعرون أنها لا تعمل من أجل نشر الدين وإنما تحيك المؤامرات ضد الإسلام والمجتمع المسلم " (122) .

وقد سبق الحديث عن مؤتمر كولورادو عام 1978 لتنصير المسلمين والذي انعقد في مدينة (كلن إير) في ولاية كولارادو الأمريكية في 15 مايو 1978م . والذي خصص لمناقشة استراتيجيات تنصير المسلمين . وقد خرجت قرارات هذا المؤتمر والدراسات التي عرضت فيه في كتاب تحت عنوان باسم (The Gospel and Islam) وترجم للعربية تحت عنوان (التنصير خطوة لغزو العالم الإسلامي) وبلغت صفحاته الألف (123) . وقد اجتمع في هذا المؤتمر الرءوس والخبراء في الكنائس الغربية وامتداداتها لتدارس خطة "أكثر فاعلية" في تنصير جميع المسلمين ، وطي صفحة الإسلام من الوجود . وقد شملت كتابات الدكتور محمد عمارة الكثير عن هذا المؤتمر الذي خصص لتنصير المسلمين . وليس أدل من صراحة هذا المؤتمر في تنصير المسلمين مما جاء في أبحاث ومقررات هذا المؤتمر حيث قالوا : " إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية ، والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعيا وسياسيا.. ونحن بحاجة إلي مئات المراكز لفهم الإسلام ، ولاختراقه في صدق ودهاء ، ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين ، فعلي مديري إرساليات أمريكا الشمالية والقادة المنصِّرين الآخرين أن يكتشفوا ويوطدوا أساليب جديدة للتعاون والمشاركة مع كنائس العالم الثالث وعملها المنظم للوصول إلي المسلمين . لقد وطدنا العزم علي العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصاري والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي . إن نصاري البروتستانت -في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا- منهمكون بصورة عميقة في عملية تنصير المسلمين ، ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثفاقات ومجتمعات المسلمين الذين تسعي إلي تنصيرهم.. وعلي المواطنين النصاري في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية العمل معا من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصير المسلمين . إذ يجب أن يتم كسب المسلمين عن طريق منصِّرين مقبولين من داخل مجتمعاتهم.. ويفضل النصارى العرب في عملية التنصير ..." (124) . وهكذا نفهم من هذه السطور أن نصارى البروتستانت في الشرق بدعم من نصارى بروتستانت الغرب الذين من أمثلتهم صموئيل زويمر يتعاونون لتنصير المسلمين . فماذا عن الوسائل ؟
يقول و.ستانلي مونيهام رئيس مؤتمر كولورادو لتنصير المسلمين في الخطبة الافتتاحية للمؤتمر : " إنني أشعر بأن هذا المؤتمر سيكون تاريخياً ، فهو واحد من سلسلة لقاءات يجري عقدها للتشاور في أماكن متعددة من أرجاء العالم ، كما أنها المرة الأولى خلال جيلين يعقد فيها مؤتمر يضم هذا العدد من قادة النصارى جاءوا ليناقشوا معالجة حالة عملية تنصير المسلمين ففي بداية هذا القرن قام صموئيل زويمر عام 1906م بتنظيم مؤتمر في القاهرة وصف بأنه يمثل بداية عهد جديد لإرساليات التنصير بين المسلمين وقد ضم ذلك المؤتمر 60 ممثلاً لثلاثين كنيسة وإرسالية للتنصير ، وكان هذا المؤتمر هو الذي هيأ الجو لعقد مؤتمر أدنبرة للإرساليات العالمية عام 1910م ، ومؤتمر لكناو في الهند عام 1911م ، واللذين ركزا على حاجات العالم الإسلامي . ولكن قبل سبعين سنة حضارية حدثت خلالها تغيرات واسعة في شتى المجالات ، ولهذا يدعو الوقت الحاضر إلى تفهم جديد وطرق جديدة . أنا لا أؤمن بأن الوقت مناسب تماماً تاريخياً فحسب ، بل إن من الضرورة الملحة أن نلتقي ونناقش ونصلي من أجل الواجب الملقى على عاتق الكنيسة النصرانية تجاه 720 مليوناً من البشر يؤمنون بالإسلام ، وهذه الضرورة الملحة هي الإحساس الذي أشعر به تجاه هذا المؤتمر ، فلا يمكننا بعد اليوم أن نعتمد الأساليب القديمة في مواجهة الإسلام الذي يتغير بسرعة وبصورة جوهرية ، فالحصاد الذي حان قطافه لا يسمح لنا بتأخير جني الثمار بانتظار الوقت الذي يلائمنا " (125) .
ترى ما الذي يقصده المؤتمر من التجديد وما الذي يقصده رئيس المؤتمر من قوله طرق جديدة وطرق قديمة في التنصير !!
فمن خطابات مؤتمر كلورادو التنبيه على الثغرات التي يدعون إلى اختراق الإسلام منها . وهذا الاختراق يمثل لهم أحد الشعارات الرئيسية للمؤتمر حيث يقولون : " لنعمل ليس فقط على خلق فهم أفضل للإسلام ، والتعامل النصراني مع الإسلام ، وإنما لتحويل ذلك الفهم إلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام " . ومن هذه الثغرات ما يسمونه الثغرات الخارجية وهي التي فتحتها في جدار الإسلام الضغوط الخارجية التي تعرض ويتعرض لها ، من مثل ثغرة التقليد للغرب ، وثغرة العلمانية التي قالوا أنها تسهل لهم تنصير المسلمين ، وثغرة التغييرات الاجتماعية في بعض المجتمعات الإسلامية الثرية التي نقلتهم من مجتمع تقليدي مسلم إلى مجتمع ذو نمط استهلاكي ترفيهي غربي مما خلخل حياتها المرتبطة بقيم الإسلام وفتح فيها ثغرات للتنصير . ومن تلك الثغرات أيضاً ثغرة اغتراب المسلمين في المجتمعات الغربية وذلك وفق ما لاحظه ماكس شيركو وقدمه في أحد أبحاثه في المؤتمر حيث كتب يقول " يبدو أن عقيدة الغالبية العظمى من المسلمين في الغرب سواء كانوا مهاجرين أم طلاباً أم زواراً تتعرض للتأثير " . ومن خلال هذه الثغرات التي يرونها فإنهم يرون تفاؤلاً في نجاح التنصير بين المسلمين (126) . ولعل أفضل من يفسر ويوجز لنا هذه الثغرات وهذا الاختراق ما جاء في كتاب Eastethpropto Plemtodoth حيث يقول الكاتب: " لا شك أن المبشرين فيما يتعلق بتخريب وتشويه عقيدة المسلمين قد فشلوا تماماً ، ولكن هذه الغاية يمكن الوصول إليها من خلال الجامعات الغربية ، فيجب أن تختار من ذوي الطبائع الضعيفة ، والشخصية الممزقة ، والسلوك المنحل من أبناء الشرق ولا سيما البلاد الإسلامية المنح الدراسية وتبيع لهم الشهادات بأي سعر . . ليكونوا المبشرين المجهولين لنا . . لتأسيس السلوك الاجتماعي والسياسي الذي نصبو إليه في البلاد الإسلامية ) (127) . بل ويؤكد على ذلك أحد وثائق مؤتمر كولورادو 1978م لتنصير المسلمين والذي يشير إلى التركيز على المسلمين المغتربين في بلاد الغرب والذين هم فريسة سهلة للتنصير في ظل الثقافة العلمانية حيث تقول الوثيقة : " وإذا كانت تربة المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير أرض صلبة ووعرة ، أفليس بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارج بلادهم حيث يتم الزرع والسقي والتهيئة لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهم كمنصِّرين .." (128) . كما كتب أحد الباحثين في المؤتمر واسمه ماكس كيرشو في بحثه المقدم للمؤتمر يقول فيه : " يبدو أن عقيدة الغالبية العظمى من المسلمين في الغرب تتعرض للتأثير " (129) .

إذن فالتأثير على أخلاق المسلم يخدم أحد أهداف التنصير وهو إخراج المسلم من دينه ليكون فيما بعد مبشراً مجهولاً لهيئات التنصير ، سواء أصبح هذا المنحل أخلاقياً نصرانياً أم لا ، فهو في كلتا الحالتين قد حقق هدف التنصير ألا وهو : إخراج المسلم من دينه ليصبح كائناً لا أخلاق له ، وهذا هو السلوك الاجتماعي الذي تصبو إليه هيئات التنصير بين المسلمين .

يتبع إن شاء الله ..............

__________________________

(122) الزحف إلى مكة .. حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ، د.عبدالودود شلبي، ص46
(123) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 46 و ص 52
(124) مقال الإسلام والمستقبل لدكتور محمد عمارة ، جريدة آفاق عربية - العدد 679 - 07/10/2004
(125) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 52- 53
(126) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 87 – 89
(127) الإسلام والمسلمون بين أحقاد التبشير وضلال المستشرقين ، د. عبدالرحمن عميرة ، ص12 – 13
(128) الغرب والإسلام ، د. محمد عمارة ، ص 54
(129) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 89

وصية المهدي
04-05-2006, 10:05 PM
تابع ............

ومن أفضل الشواهد على علاقة اللادين والإلحاد بالتنصير ، حيث يسهل تحويل اللاديني إلى نصراني بشكل كبير عما هو الحال في تحويل المسلم إلى نصراني ، هو الشواهد الفردية التي نقلها لنا من اطلعوا عن قرب على هذه الحالة . فمثلاً تروي لنا مريم جميلة الأمريكية المسلمة في كتابها (رحلتي من الكفر إلى الإيمان ) تقول : " ثم نرى كيف يضع المبشرون أساطيرهم حول مهارتهم في التنصير لنقرأ ما كتبه أحدهم عن شاب دمشقي من عائلة مسلمة كفر بالدين بعد اطلاعه على العلم الحديث ، لكنه عاد وآمن بالمسيحية عندما أخبره صديق نصراني أن المسيحية لا تحرم الموسيقى والرسم كما يفعل الإسلام المتعصب ". وتقف مريم جميلة عند نشاط المبشرين في مجال العلاقات الاجتماعية في البلاد الإسلامية لتلاحظ أنهم يهتمون كثيراً بما يسمونه تحرير المرأة أو تنفيرها من الإسلام وتعويدها العادات الغربية لهز الإيمان في نفسها وزعزعته أو وأده في أطفال المستقبل ، ويركز المبشرون في العديد من المناطق على ضرورة تخلي المرأة المسلمة عن الزي المحتشم وتمردها على الأسرة وخروجها إلى المراقص والملاهي ، حتى وإن لم يؤد ذلك في النهاية إلى اعتناق المسيحية (130) .

وإن تكلمنا عن تحويل المسلم إلى لاديني ومن ثم تنصيره فإن أكبر مثال على نجاح هذه الفكرة هو استهداف المسلمين في البلاد التي خضعت للشيوعية والإلحاد ردحاً من الزمن لتنصيرهم . ففي تقرير صحفي من كوالالمبور لصهيب جاسم لموقع إسلام أون لاين في 11-5-2001 يقول : " كان الاحتفاء بممثل ألبانيا في مؤتمر "الزمالة التنصيرية الدولية" والذي اختتم أعماله في كوالالمبور الخميس 10/5/2001 مختلفا.. فالسكرتير العام للتحالف الإنجيلي الألباني، ويدعى (غني) أصغر من حضر - ممن يترأس تحالفا إنجيليا في بلاده - اجتماعات الجمعية العمومية الدولية لمنظمة الزمالة حتى الآن؛ حيث يبلغ من العمر 28 عاما. وقد تحول (غني) من الإسلام الحنيف الذي اتبعه آباؤه وأجداده ليؤمن بالمسيحية في عام 1991، وذلك بعد الانفتاح الذي شهدته ألبانيا إثر سقوط الحكم الشيوعي ذي السياسات المتشددة تجاه الأديان جميعا ، والتي تسببت في إبعاد الكثيرين كليا عن دينهم ، واستغلت الإرساليات الإنجيلية الوضع السياسي الجديد من البداية لتتوجه إلى من يجهل الإسلام ، وكان أول ما لفت نظر (غني) وأصحابه لافتة كبيرة معلقة في العاصمة تيرانا وكتب عليها (الرب يحب ألبانيا) ، الأمر الذي أثار فضولهم، ودفعهم إلى حضور جلسات نظمتها الإرسالية الإنجيلية.. وخلال أيام أعلن هؤلاء الشباب ذوو الأصول المسلمة والأعمار التي تقارب العشرين عاما تنصرهم، وبعد 3 سنوات من عمل (غني) مع منظمة شبابية مسيحية عُين سكرتيرا عاما للتحالف الإنجيلي الألباني في عام 1997. وكان التحالف الإنجيلي الألباني قد أعيد تأسيسه في عام 1992 بعد 100 عام من الغياب عن البلاد؛ حيث لم يكن له وجود بين الألبان منذ عام 1892، وفي عام 1993 صار الإنجيليون الألبان جزءا من التحالف الإنجيلي الأوروبي. وحسبما ذكر غني في المؤتمر؛ فإنه لم يكن هناك إلا 5 ألبان نصارى في عام 1991، لكن الإرساليات التنصيرية أسست حتى الآن 160 كنيسة، يتبع التحالف الإنجيلي منها 76 كنيسة ومنظمة كنسية ، ذات خدمات وأهداف متنوعة غير أنه لم يذكر عدد النصارى الذين تخدمهم هذه الكنائس . أما تشكيل الألبان المتنصرين الجدد فإن غالبيتهم الساحقة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 35 عاما؛ حيث أكد غني أن "الشباب أكثر تقبلا للإنجيل من كبار السن" (131) انتهى التقرير ، ومنه نرى كيف أن التنصير لا يمكنه تنصير المسلمين المتمسكين بدينهم ، وإنما يتوجه إلى أولئك الذين لا يحملون من الإسلام إلا اسمه فنسوا الإسلام تحت ظل الحكومات الشيوعية أو تحت ظروف مختلفة ، فيكونون بذلك الفريسة الأهم للتنصير.

يتبع إن شاء الله ...........

_____________________________

(130) الزحف إلى مكة .. حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ، د.عبدالودود شلبي، ص68
(131) موقع إسلام أون لاين http://www.islamonline.net/arabic/news/2001-05/12/article8.shtml

وصية المهدي
04-06-2006, 10:40 PM
تابع ..............

وعند الحديث عن الظواهر الفردية في التأثير التنصيري على دين المسلم ، وأن التنصير إنما يهمه في المقام الأول هدم الإسلام في نفس وشخص الإنسان المسلم فلا بد أن نذكر شخصية معروفة لها كامل الدلالة على هذا التأثير التنصيري . إن (نبيل فياض) يعتبر أوضح الأمثلة على هذا التأثير التنصيري . وسنعتمد على مقالات نبيل فياض التي سبق وطرحها في موقع الناقد قبل أن تتم إزالتها في تموز 2005 .

نبيل فياض تربى منذ نشأته داخل مدارس الإرساليات التنصيرية وهو يقول ذلك عن نفسه ، ففي مقاله ( تعلّم الإسلام في خمسة أيام) في 14 يناير 2004 يقول : " حين كنّا صغاراً ، وكانت الثقافة ، لا الدين وشراشيبه كما هي الحال اليوم، من أساسيّات التربيّة التي كنّا نتلقّاها في المنزل والمدرسة التبشيرية الدانماركيّة " . لقد أثرت هذه التربية (التنصيرية) في النمو العقلي لنبيل فياض ، فكره الإسلام والعداء له أصبح يمثل ناحية عقلية في فكر نبيل فياض . وهو يقر بتأثير التعليم التنصيري عليه بقوله في مقال بعنوان (رسالة مفتوحة إلى قداسة البطريرك صفير) في 1 مارس 2005 ، فيقول : " قد لا يعرف كثيرون أنّ علاقتي العضويّة بالطائفة المارونيّة تجاوزت حدود الانتماء الثقافي-الحضاري ، لتصل مرحلة التبنّي المطلق ، غير المناقش ، لما يطرحه هذا الصرح العظيم ، المسمّى "بكركي"، من قرارات. وقد لا يعرف كثيرون أيضاً أن تبلور نظرتي للكون وفهمي للحياة ومقاربتي للأديان بدأت في الكسليك! " .
لقد نشأ فياض في وسط تنصيري زرع فيه كره الإسلام ومهد له سبيل اللادينية . إن مناهج التعليم في هذه الإرساليات تزرع السموم في كل ما يتعلق بالإسلام . ولقد قدم لنا الأستاذين الفاضلين عمر فروخ ومصطفى الخالدي شهادة حاضرة لذلك في زمانهما وعما كان يدرس في هذه المدارس في لبنان وخارجها . فمن أحد الكتب التي كانت تدرس في هذه المدارس كتاب بعنوان (البحث عن الدين الحقيقي) وهو محاضرات في التعليم الديني تأليف المنسنيور كولي وقد صدر عن اتحاد مؤسسات التعليم المسيحي في باريس (طبعة 1928) كما نال رضا البابا ليون الثالث عشر عام 1887 ، جاء في الصفحة 220 من الكتاب ما يلي : " الإسلام : في القرن السابع برز في الشرق عدو جديد ، ذلك هو الإسلام الذي أسس على القوة ، وقام على أشد أنواع التعصب . لقد وضع محمد السيف في أيدي الذين أتبعوه ، وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق ، ثم سمح لأتباعه بالفجور والسلب ، ووعد الذيت يهلكون في القتال بالاستمتاع بالملذات ، وبعد قليل أصبحت آسية الصغرى وأفريقية وأسبانيا فريسة له ، حتى أن إيطاليا هددها الخطر ، وتناول الاجتياح نصف فرنسا . لقد أصيبت المدنية ، ولكن هياج هؤلاء الأشياع تناول في الأكثر كلاب النصارى .. ولكن أنظر ، هاهي النصرانية تضع بسيف شارل مارتل سدا في وجه سير الإسلام المنتصر عند تور بواتييه 752م . ثم تعمل الحروب الصليبية في مدى قرنين (1099 – 1254) في سبيل الدين فتدجج أوروبا بالسلاح وتنجى النصرانية ، وهكذا تقهقرت قوة الهلال أمام راية الصليب وانتصر الإنجيل على القرآن وعلى ما فيه من قوانين الأخلاق السهلة .." . وهذا الكتاب كما يذكر المؤلفان عمر فروخ ومصطفى الخالدي كان يدرس في المدارس التبشيرية العربية كمدارس الأخوة المسيحية (الفرير) في بيروت وجميع المدارس التابعة لهذه الرهبنة في غير بيروت (منتصف القرن العشرين) (132) . وهذا كتاب آخر كان يدرس في الصف الرابع من المدرسة البطريريكية في بيروت وهو بعنوان (تاريخ محاضرات ج . ايزاك . حررها أ . ألبا للشرق الأدنى لطلبة الصف الخامس – العصور الوسطى ) وجاء في هذا الكتاب :
- واتفق لمحمد في أثناء رحلاته أن يعرف شيئاً قليلاً من عقائد اليهود والنصارى . ولما أشرف على الأربعين أخذت تتراءى له رؤى أقنعته بأن الله اختاره رسولاً .
- والقرآن مجموع ملاحظات كان تلاميذه يدونونها بينما كان هو يتكلم ، وقد أمر محمد أتباعه أن يحملوا العالم كله على الإسلام بالسيف إذا اقتضت الضرورة .

وهناك أيضاً كتاب آخر يستحق اهتمامنا اسمه ( تاريخ فرنسا) تأليف هـ . غيومان و ف . لو ستير لصفوف الشهادة الابتدائية . وهذا الكتاب كما يذكر مؤلفا كتاب (التبشير والاستعمار في البلاد العربية) كان يدرس في مدرسة القديس يوسف للبنات في بيروت وفي مدارسها الأخرى خارج بيروت ومما جاء في الكتاب : " أن محمداً مؤسس دين المسلمين قد أمر أتباعه أن يخضعوا العالم وأن يبدلوا جميع الأديان بدينه هو . ما أعظم الفرق بين هؤلاء الوثنيين وبين النصارى . إن هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوة وقالوا للناس : أسلموا أو تموتوا ، بينما أتباع المسيح ربحوا النفوس ببرهم وإحسانهم . ماذا كانت حال العالم لو أن العرب انتصروا علينا ؟ إذن لكنا نحن اليوم مسلمين كالجزائريين والمراكشيين " (133) . بل إن من كبار اللاهوتيين المستشرقين كان يتواجد في لبنان أوائل القرن الماضي في سبيل نشر وتوريج الأكاذيب عتن الإسلام داخل بلاد الإسلام نفسها . فهذا Arthur Stanley Triton آرثر ستانلي ترتون (1881 – 1973) وهو لاهوتي إنجليزي كان يُدرس في مدرسة البعثة التبشيرية في برمانا بلبنان (134) يتحدث عن الصوم والصلاة في الإسلام ويقول أن " الصوم أول ما شرع كان تقليداً لما عند اليهود ، ثم بدل وغير وصار أشبه بصوم النصارى مع شيئ من التغاير" ويقول : " إن فكرة صلاة الجمعة اقتبسها الرسول من الزرادشتية" (135). كما سبق وأشرنا إلى الأب هنري لامنس Henri Lammensالذي كان يعيش في لبنان في أوائل القرن العشرين ويُدرس أفكاره عن الإسلام بطرق غير نزيهة لتشويه صورة الإسلام .
ونبيل فياض يقر بأن للتعليم الديني في كليات اللاهوت دور في نشر الإلحاد ، ففي مقال (المارونية الحضارية) لنبيل فياض في 24 أبريل 2004 يقول : " لقد أنشأ الموارنة رهبنات قويّة ، كالبلديّة والأنطونيّة والمريميّة والكريم، إضافة إلى هيكليّة بكركي ومجموعات الإكليروس من خارج الرهبنات، الأمر الذي أدّى، مع توزّع العمل، إلى التغطية الرهبانيّة المارونيّة للمجتمع الماروني أوّلاً ولجزء غير ضئيل من اللبناني ثانياً، بكلّ أوجه نشاطاته. ضمن الرهبانيّات المارونيّة، كأي منظومة ليبراليّة، مغرقة في ليبراليتها، يمكن أن نصادف من هو مسيّس، يساراً أو يميناً؛ من هو رافض للتسيّس من منظور نسكي؛ من هو منهمك في العمل الاجتماعي؛ من يقدّم التبشير الديني على النشاط الاجتماعي؛ من هو مرجعيّة فلسفيّة؛ من هو مؤرّخ أو أركيولوجي؛ بكلمة واحدة: الرهبانيّات المارونيّة جامعة ضخمة تغطّي كل الاختصاصات. ومن معرفتي الذاتيّة غير المتحيّزة، فالرهبانيّات المارونيّة تتميّز، في اعتقادنا ، عن أية رهبنة أخرى في الشرق، وربما في الغرب. فهذه الرهبنة الكاثوليكيّة العقيدة، المنفتحة بما لا يقارن على روافد الفكر المعاصر ـ أتحدّث هنا عن البلديّة تحديداً ـ ( في الكسليك ، قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، كانوا يدرّسون لطلاب اللاهوت الإلحاد المعاصر دون أدنى حرج أو عدائيّة) ، كانت النافذة التي يطلّ منها باستمرار الغرب الأوروبي وبعض الأمريكي على الشرق؛ بالمقابل، ثمّة أرضيّة وطنيّة، بالمعنى الحضاري غير الشوفيني للكلمة، نجده في الليتورجيا السريانيّة السوريّة الجذور، التي تحافظ عليها المارونيّة بالتزام نادر . من هنا ، فالكنيسة المارونيّة تتميّز للغاية عن غيرها من كنائس الشرق بأنها عقل غربي ، مغرق في انفتاحه ، وقلب شرقي ، مغرق في عاطفيته " .
فهذه هي كليات اللاهوت النصرانية التي تدرس الإلحاد والزندقة لطلاب من المسلمين في بلاد الإسلام لتخرج لادينيين !! إن النمو الفكري لنبيل فياض بين أحضان الإرساليات والكسليك النصراني ، والاستماع لكل تلفيق على الإسلام جعل نبيل فياض يتقبل فكرة اللادين ، لدرجة أنه يتأثر بالفكر اللاديني سريعاً كما يقول في إجابته على سؤال من محرر في منتتدى اللادينيين العرب عندما سأله المحرر السؤال التالي : " القارئ للكتابات التي تحمل توقيعك سواء المترجمة منها أو التي حمّلتها فكرك الخاص يستشف بوضوح أنك تتبنى فهماً شخصياً للإله يختلف جذرياً عن المفاهيم التي تتبناها وتسّوقها الأديان . ما الظروف التي شجّعت الباحث نبيل فياض على الخروج من الاسلام بشكل خاص ومن الأديان بشكل عام وكيف تشّكل هذا المفهوم الخاص للإله لديه ؟ " . وقد أجاب نبيل فياض على ذلك بقوله : " لم أنشأ في وسط متديّن، بالمعنى التقليدي للمصطلح ؛ لكن الأهم من ذلك كلّه التقائي في مرحلتي التكوينيّة في القاهرة بشخص عشت معه ثلاث سنوات تقريباً ، لا علاقة له بالإسلام ولا بالعروبة ، اسمه فيليب ؛ هذا الشخص، الماوي ، الذي كان يكبرني بخمس عشرة سنة تقريباً، أشفاني بالكامل من شعور العروبة، لكنه فشل في تلويث عقلي بالماركسيّة، التي أثّر بي من انتقدها، مثل جان-إيف كالفيز وسارتر، أكثر مما أثّر بي من دافع عنها! من هنا، افتقدت على الدوام شعور الإيمان بشيء اسمه الإسلام والدين عموماً! حاولت باستمرار البحث عن شكل إيمان جديد خارج إطار الإسلام، في المسيحيّة أولاً ثم في البوذيّة واليهوديّة ثانياً، لكني لم أنجح! أعيش الآن تجربة غير عاديّة لا أستطيع الحديث عنها قبل خروجي الشعوري منها! " (136) .

ومن هنا يتضح لنا عمق التأثير للتعليم التنصيري الذي تلقاه فياض في صغره وشبابه . لقد أصبح كما يريده المنصِّرون أن يصبح ، نصرانياً أو لادينياً . وكلاهما مكسب للتنصير . ويمكن اختصار التكوين الفكري لنبيل فياض في موقفه من الإسلام كما يلي : التنشأة في الإرساليات حيث يتم إرضاعه كره الإسلام وتكوين صورة مشوهة عن الإسلام منذ صغره والتقرب من النصرانية ، ثم قبول فكرة اللادين في شبابه مع استمرار التعلق بالنصرانية .
وإن أردنا مثالاُ بسيطاً فقط عن تأثر نبيل فياض بالمقولة الكنسية عن الإسلام رغم العديد من الأمثلة على ذلك ، ففي مقال ( ما هو الإسلام ) يقول : " لقد خرج الإسلام من رحم اليهودية ـ التلمودية ـ الحاخامية! فرغم كل ما قيل أو يقال حول العلاقة بين الإسلام والنصرانية ـ وليس المسيحية ـ فالإسلام، في نهاية الأمر، لم يخرج إلا من الرحم الآنف الذكر . لقد أشار غنزبرغ في عمله الشهير ( أساطير اليهود ) إلى أن القرآن يعرف الهاغاداه أكثر مما يعرف التوراة ـ إنه ينظر إلى التوراة في الواقع في ضوء الهاغاداه . من الجانب الألماني، يطالعنا عمل أ. غايغر الطليعي، ماذا أخذ محمّد من اليهودية Was hat Mohammeds aus dem Judenthume aufgenomen؟ الذي قد يعتبر الأول من نوعه في حقل العلاقة الجوهرية بين الإسلام الأرثوذكسي واليهودية التلمودية الحاخامية . مع ذلك، ففي اعتقادنا أن هـ. شباير هو أفضل من كتب، بتفاصيل وافية، في ذلك الحقل حتى الآن: الحكايا الكتابية في القرآن Die biblischen Erz hlungen im Quran، هو عمل شباير المحوري ، الذي نقدّمه أيضاً، ضمن هذه السلسلة."
فكما نرى تأثر نبيل فياض بالمقولة والزعم التنصيري بأن الإسلام اشتق من النصرانية المهرطقة واليهودية ، كما تقدم سابقاً في الموجز التاريخي . ونبيل فياض باعتبار نشأته التنصيرية في أحضان الإرساليات الكنسية طويلاً فلا بد له من استيعاب هذه المقولة وحملها معه وحتى بين كتاباته . وفي مثال آخر يدل على عمق التأثير التنصيري في فكر نبيل فياض تجاه الإسلام ، تلك المقولة التنصيرية التي تزعم أن المسلمون وثنيون ولهم إلههم الخاص بهم وأن إله النصارى هو إله المحبة وذلك من مقال (رحيل إله الفرح:إلى العيد) لنبيل فياض في 2 مايو 2004 بمناسبة موت أستاذه الماروني أمبروسيوس حاج ، يقول فياض : " إله الموارنة ، كما عرفناه في عينيّ أمبروسيوس ، ليس إلهاً طالبانيّاً بحاجة إلى بن لادن لحمايته: إله الموارنة ، الثالوث المنسوج بالمحبّة ، ينفر من طعم الدم ورائحة صليل السيوف وموسيقى الرماح المتعاركة! إله الموارنة ، كما بعثره أمبروسيوس في خلايانا، ليس إلهاً حريريّاً طالبانيّاً يتغذّى على الكراهية والحقد والطائفيّة ؛ إله الموارنة ، وجود حب يلفّ الكون بغلالات من غيريّة وانمحاق في الآخر؛ مطلق آخر! الذي تجسّد مرّة في بشر ليؤلّه البشر، ـ كما أعشقناه أمبروسيوس ـ إله الموارنة يفتح الأبواب والاحتمالات أمام الأنا لتحلّق في عوالم المطلق، وتخرج من قيود الجسد الراحل نحو عدن الألوهة التي لا تزول!" . ألا يشابه ذلك القول ما يدرس في مدارس الإرساليات اللبنانية لصفوف الشهادة الابتدائية ككتاب ( تاريخ فرنسا) كما مر معنا سابقاً . أو ما يتم نشره في المواقع النصرانية عن أن الإسلام دين وثني كما جاء في موقع تاريخ القبط فيقولون " يعتقد المسلمين أن إلاه اليهودية والمسيحية هو الله ولكن اليهود والمسيحيين يؤمنون بإيلوهيم الذى هو إله إبراهيم وإسحق ويعقوب ، وقد سأل موسى كليم الرب الإله الإله نفسه فقال إسمى يهوه ، ونحن هنا نسرد ما أخذه القرآن مما فعله الإله الحقيقى إيلوهيم الذى هو يهوه وألصقه بالله والله كما نعلم كان رئيس أو زعبم أو كبير الآلهه الوثنية وكان متزوج من الشمس وأن الات والعزى ومناة الثالثة التى قال محمد فى سورة النجم أن شفاعة الآلهه الونية لترتجى وسجد " (137) .

إن نبيل فياض يعد بحق أحد ثمرات التنصير بدون أدنى شك ، فالرجل إن لم يكن قد تنصر ، فقد ألحد من جراء التربية التنصيرية في الإرساليات والعلاقة الوثيقة بالكنيسة المارونية . ألا يذكرنا هذا بخطابات زويمر السابقة عن أهداف التنصير بين المسلمين !

_________________________

(132) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 72-73
(133) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 74-75
(134) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 156
(135) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 149
(136) لقاء ####### مع نبيل فياض في 3 سبتمبر 2004 http://######/pn/PrintArticle97.html
(137) http://#######/new_page_228.htm

وصية المهدي
04-07-2006, 02:08 PM
أمثلة على الاقتباسات اللادينية - التنصيرية


لا تخلو الكثير من الكتابات اللادينية حول الإسلام من آثار أو اقتباسات تنصيرية مصدرها بالطبع التاريخ التنصيري الطويل من 700 للميلاد وحتى القرن الواحد والعشرين . بل لا يمكن للمدقق في الطرح اللاديني إلا أن يخرج بهذه النتيجية وهي أن الطرح اللاديني يماثل الطرح التنصيري فيما يختص بالإسلام . فمن بدء الطرح يعلن اللادينيون أن الإسلام هو سبب تخلف بلاد العرب كما في قول أحد القيمين في أحد المواقع اللادينية العربية حول رسالة هذا الموقع بقوله : " مقياس الرقي الانساني والنضج السياسي والحضاري يتلخص في قدرة الانسان على التعبير عن افكاره والعمل من أجلها بحرية دون خوف من الملاحقة أو الاضطهاد ، فعندما يمتلك الانسان القدرة على المجاهرة بأفكاره والعمل من أجلها عندها فقط يمكننا الحديث عن مجتمع ديمقراطي حقيقي يفسح المجال للمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار .. وضمن هذا الفهم تحديدا أنظر الى رسالة هذا الموقع : رسالة حرية الرأي والتعبير وحق اللاديني في الوجود والعيش الكريم والتعبير الفكري .. فما بالك اذا كان الفكر الذي ننقده هو فكر يتحمل جانبا من المسؤولية عن تخلفنا الانساني والحضاري – وأعني به الفكر الديني - ؟؟؟!!!! .. أي أن رسالة الموقع – في رأيي – رسالة فكرية ذات مضامين حضارية ديمقراطية ليبرالية " (138) .
ويماثل هذا الطرح اللاديني الطرح التنصيري حتى قبل مئة عام عندما يقول وليم جيفورد بالكراف في (العالم الإسلامي اليوم) الكتاب الذي صنفه صموئيل زويمر قبل أكثر من مائة عام" متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه " (139) . فبداية يرى كلاً من اللاديني والتنصيري أن الإسلام هو سبب تخلف بلاد العرب والإسلام . ولن يتوقف التشابه في الطروحات بينهما عند هذا الحد بل يمتد ليشمل كل ما جاء به الإسلام .

وطالما كانت المصادر التنصيرية هي الأساس لبحوث للاستشراق في الإسلاميات ، فأصبحت أخيراً مصدراً للكتابات اللادينية والإلحاد عن الإسلام . وسنتناول في مذكرتنا هذه أحد المواقع اللادينية العربية بقسمها اللاديني مثالاً صارخاً على ذلك كما سنرى ، حيث يختلف تأثير المصادر التنصيرية على هذا الموقع . فتارة يتم اقتباس المقالات التنصيرية بحذافيرها ، وتارة يتم اقتباس الأفكار أو العناوين الرئيسية ومن ثم يتم بناء الموضوعات التي تتشابه في طرحها للطرح التنصيري كما سنرى لاحقاً. ويمكن القول أن هذه القاعدة تشمل أغلب المواضيع اللادينية التي تكتب عن الإسلام من ناحية نقدية . وكنا فيما سبق قد شرحنا المواضيع والعناوين التي عمل التنصير على تلفيقها ضد الإسلام خلال 14 قرنأ ، ولا تخرج الكتابات اللادينية ضد الإسلام عن هذه الأطروحات والتي أعيد توضيحها هنا :
أخلاق وأفعال الرسول - مصادر التشريع في الإسلام - تحريف القرآن - مصادر القرآن – الوحي - تشويه صورة القرآن -معارضة القرآن بمثله ..... وتحت كل من هذه الأطروحات والتلفيقات العديد من العناصر الفرعية .

وسأتناول في هذا الجزء الموضوعات الثلاثة الرئيسية في الهجوم التنصيري على الإسلام ألا وهي : شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، مصادر الإسلام ، والقرآن الكريم ، وتوضيح كيف أن الطرح اللاديني إنما هو تابع للطرح التنصيري في هذه الموضوعات بالأدلة القاطعة في هذا الموقع اللاديني العربي .

يتبع إن شاء الله .......

_________________________

(138) http://#####/forum/viewtopic.php?t=3015
(139) الغارة على العالم الإسلامي ، أ.ل شاتلييه ، ص 35

مهموم
04-07-2006, 05:40 PM
شكرًا لك وصية المهدي

انا اشهد ان مواقع اللادينيين مخترق من المنصريين, حيث يمكن لاي شخص ان يلاحظ التنصير المتخفي بلا تعب.... وهناك منصر ينصر علانية ويدعي انه مجدد للفكر المسيحي, ومما قاله : "ان الاب والابن يتناقشان في ادارة الكون".
والله لو لم يكن في المسيحية الا نقاش الاب والابن لكفاني ان انفر منه ومن خزعبلاته

وصية المهدي
04-08-2006, 08:15 AM
أولاً : شخص الرسول ( ص ) وأخلاقه وأفعاله :

من أهم المواضيع الي يطرحها المنصِّرون ضد الإسلام ، لأنهم يرون في هدم مثالية شخصه وأفعاله عليه الصلاة والسلام في نفس المسلم أهم ما يمكن به التأثير على المسلم وهز صورة الرسول ( ص ) في نفسه ومن ثم إخراجه من دينه أو تنصيره . وتتنوع الدعاية التنصيرية عبر التاريخ في التلفيق وإطلاق الأكاذيب على الرسول الكريم ( ص ) ، فهم يصفونه بالشهواني ، والكاذب ، والممارس لأعمال السفك والقتل كما رأينا سابقاً في الموجز التارخي . ولعل موضوع زواجه عليه الصلاة والسلام كان من أكثر المواضيع تناولاً من المنصِّرين . وقد تابع اللادينيون السير على هذا المنوال ، وزواج الرسول ( ص ) من زينب بنت جحش أم المؤمنين كان من أهم ما تناوله المنصِّرون قديماً وحديثاً وتبعهم في ذلك المستشرقون واللادينيون . ففي موضوع (محمد والنساء) للكاتب شهاب الدمشقي في الموقع اللاديني (140) يتناول الكاتب زواج الرسول ( ص ) من أمهات المؤمنين بأنه زواج شهواني ومن أجل جمالهن ، بل ويشير إلى ذلك صراحة في بدء موضوعه فيقول " في الحقيقة هناك نقطة هامة يصر الاسلاميون على تجاهلها بل والتعتيم عليها عمدا وهي : ان القاسم المشترك الذي يجمع اغلب زوجات الرسول هو الجمال ... فمحمد انسان اولا واخيرا .. وينجذب الى الجمل كباقي الرجال " . ولعلنا نخص بموضوعه هنا زواج الرسول ( ص ) من السيدة زينب بنت جحش لما له من أهمية تنصيرية . حيث يرجع الكثير من الباحثين تصوير زواجه عليه الصلاة والسلام من زينب بنت جحش وأسباب هذا الزواج إلى أول من قال بذلك من النصارى ألا وهو يوحنا الدمشقي الذي كان يعيش في عهد عبدالملك بن مروان والذي سبق الحديث عنه في الموجز التاريخي . فهو أول من دس فرية تناقلها من بعده الناس من أن النبي ( ص ) عشق زينب بنت جحش فقد ذهب إلى تأويل قوله تعالى ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ) (141) ، أن معنى الآية أن النبي ( ص ) رآى زينب زوج زيد في حال أثارت عشقه فعشقها وأراد زواجها . وقد دس هذا النصراني هذه الفرية وراجت بين تابعي التابعيين أنفسهم حتى جاءت على لسان قتادة منسوبة إليه ، وقبلها ابن جرير الطبري ونقلها عنه غيره . ولم يثبت في الصحاح شيئ من هذا ولم ينسب هذا التخريج لأحد من الصحابة بطريق مقبول (142) . ويوضح الدكتور الألمعي هذه النقطة فيقول : " كان يوحنا الدمشقي وأمثاله يجادلون بحرارة ويستدلون بالإسرائليات ، فإذا وجدوا فرصة سانحة دسوا ما يريدون دسه على المسلمين وربما اتخذوا من الروايات الاسرائيلية التي تقول أن داود عليه السلام أحب زوجة قائده (أوريا) وأنه عمل على التخلص منه حتى قتل فتزوجها داود بعده ، ربما عملوا مقارنات ومعادلات بينها وبين ما زعموه في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب " (143) . ومن المستشرقين المحدثين معاصرين أو سابقين ممن استغلوا هذه الروايات الضعيفة أميل درمنغم ، ومونتجمري وات ، وغوستاف لوبون ، وموير ، ومرجليوث ، وأرفنج واشنطون ، وسبرنجر وغيرهم . واخيراً تنتقل هذه الفرية إلى كتابات اللادينيين حسب التسلسل المعروف : الكتابات التنصيرية ، فالكتابات الاستشراقية ، فالكتابات اللادينية . ونجد هذا الطرح أيضاً ضمن الكتابات التنصيرية في مواقع الانترنت فهو موجود في أحد مواقع التنصير العربية المعروفة ضمن كتاب (المجهول في حياة الرسول) الذي تنشره المواقع التنصيرية العربية وهو يشمل التشنيع على الرسول صلى لله عليه وسلم والتهجم عليه (144) .

وكذلك الأمر مع زواجه عليه الصلاة والسلام بجويرية بنت الحارث ، فهو أيضاً من مواضيع المنصِّرين للتشكيك بسيرة الرسول ( ص ) حيث ينسبون للرسول ( ص ) أنه استغل وضعها في غزوة بني المصطلق وساومها . ومن النصارى الذين كتبوا بذلك جرجس سال في كتابه مقالة في الإسلام (145) كما نقرأ ذلك أيضاً في أحد مواقع التنصير العربية عن زواجه عليه الصلاة والسلام من جويرية بنت الحارث في الكتاب المسمى (المجهول في حياة الرسول) (146) . ومن ثم يتم كتابة الطرح اللاديني على نفس المنوال في سبيل القدح في خلق الرسول ( ص ) حيث يكتب أحدهم في الموقع اللاديني العربي بذات الطرح في موضوع بعنوان (محمد وجويرية وغزوة بني المصطلق) (147) .

وزواج الرسول ( ص ) من عائشة رضي الله عنها من المواضيع المفضلة لدى المنصِّرين في الطعن بأخلاقه عليه الصلاة والسلام حيث تزوج عائشة في سن مبكرة . ففي موضوع بعنوان (النبي محمد بيدوفيلي) في الموقع اللاديني العربي (148) قام الكاتب باقتباس الموضوع بكامله وحتى بالعنوان الذي سطر فيه موضوعه في المقال وهو (الطفلة الزوجة في الأرجوحة) من أحد مواقع التنصير العربية (149) .
http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-10.jpg

وهكذا نرى أن القدح في شخص الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يصدر من أفواه التنصير وتردده أبواق اللادينية على طول خط التلفيق والكذب ضد الإسلام . ولن نعجب إذا رأينا أن الكتاب اللادينيون لا يبالون في أحيان كثيرة من نسخ المقالات التنصيرية كما هي وبعناوينها من مواقع التنصير العربية المنتشرة على الشبكة العالمية .

وإن أردنا أن نرى التأثير التنصيري واضحاً في الكتابات اللادينية ضد شخص الرسول ( ص ) فسنجد موضوعاً غريباً . فقد نسبوا زواجه عليه الصلاة والسلام من خديجة رضي الله عنها إلى أنه زواج كنسي على الديانة النصرانية ، فنرى ذلك واضحاً في مقالة بعنوان (هل كان محمد نصرانياً؟) في موقع تنصيري عربي (150) .. ونفس هذه الفكرة الغريبة ينقلها كاتب لاديني في الموقع اللاديني العربي ، ففي موضوع زواج الرسول ( ص ) من خديجة بمكة يقول أحد اللادينيين في موضوع بعنوان (زواجات محمد المثيرة للجدل) في الموقع اللاديني (151) ما يلي : " ولماذا لم يتزوج خلال فترة حياة خديجة؟ هل لانه فعلا قد تزوجها بكنيسة مكة على الشرع المسيحي الذي لا يبيح للزوج بالزواج بأخرى مادامت زوجته على قيد الحياة ؟؟ أم أن هناك تفسير ديني يبرر هذا الفعل؟ " .
وموضوع تأثر الرسول بالنصرانية ونصرانية الإسلام سنتناوله أيضاً لاحقاً .

وأخيراً وليس آخراً ، فلم تسلم ماريا القبطية رضي الله عنها من طعن الطاعنين من المنصِّرين واللادينين . وقصة مارية القبطية ومابور القبطي من أحد تلك المحاولات التنصيرية . فالكاتب اللاديني شهاب الدمشقي في الموقع اللاديني العربي كتب موضوعاً كاملاً حول هذا الموضوع بعنوان (هل كانت مارية القبطية خائنة؟) (152) ، ويقول في ختامه : " وتبقى بالطبع الاشكالات الشرعية التي تثيرها الرواية : هل تقبل هذه الرواية التي تطعن بطهر بيت النبوة ؟ وهل يعقل ان يصدر الرسول (ص) امرا بقتل زان دون شهادة شهود ؟ بل دون ان يسمع دفاع المتهم ذاته ؟ وماذا لو لم يكن الرجل مجبوبا ؟ " . وهذا الموضوع مطروح أيضاً في المواقع التنصيرية ، حيث يوجد ضمن كتاب(المجهول في حياة الرسول) (153) . والغريب في الأمر أن كلا الموضوعين اللاديني والتنصيري يطرحان في نهاية الموضوع سؤالاً لم يكن أحد ليطرحه لو لم يخرج من فم واحد ، وهذا السؤال هو (لكن يا عليّ هل كان مابور مجبوب) في المقال التنصيري ، و (وماذا لو لم يكن الرجل مجبوبا ؟) في المقال اللاديني . كما يتناول كاتب لاديني آخر نفس التلفيق في موضوع بعنوان (محمد وخديجة والأكاذيب الكبيرة) (154) في ذات الموقع اللاديني العربي ضمن أطروحات أخرى عن الرسول ( ص ) . كما تتكرر محاولة التشنيع هذه في مواقع تنصيرية أخرى كموقع #### التنصيري (155) في مقالة بعنوان (تساؤلات محيرة) .

يتبع إن شاء الله ..........

_______________________________

(140) http://####/islam/islam7.htm
(141) سورة الأحزاب آية37
(142) مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبي بزينب بنت جحش دراسة تحليلية، د. زاهر عواض الألمعي، ص 29 & المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي، عقيلة حسين، ص 202
(143) مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبي بزينب بنت جحش دراسة تحليلية، د. زاهر عواض الألمعي، ص 30
(144) http://####/maghol/maghol25.htm
(145) مقالة في الاسلام ج3 أسرار عن القرآن، جرجس سال، تعريب وتذييل هاشم العربي، ص 60
(146) http://####/maghol/maghol34.htm
(147) http://####/forum/viewtopic.php?t=2148
(148) http://####/forum/viewtopic.php?t=6145
(149) http://####/maghol/maghol46.htm
(150) http://####/meracl/meracl56.htm
(151) http://####/forum/viewtopic.php?t=10784
(152) http://####/forum/viewtopic.php?t=898
(153) http://####/maghol/maghol43.htm
(154) http://####/forum/printview.php?t=2985&p=31935
(155) http://####/question_islam.htm

وصية المهدي
04-09-2006, 08:53 AM
تابع ..........

أما عن أفعاله وتصرفاته عليه الصلاة والسلام خارج منزله وأسرته فنجد الكثير من الأمثلة المشتركة بين الطرح التنصيري (وهو الأسبق) وبين الطرح اللاديني (وهو اللاحق) . ولنعطي بعض الأمثلة لذلك في حادثة أم قرفة . فمن المزاعم التي يطلقها المنصِّرين وأذنابهم من اللادينيين أن الرسول ( ص ) كان قاسياً ، والقصة التي طالما يرددونها في منتديات التنصير هي حادثة أم قرفة والتي وردت في موقع #### التنصيري (156) . وبالتالي وكما جرت العادة فيما يختص بالتهجم على الرسول ( ص ) ، يقوم اللادينيون بقص هذه المقالات إلى منتدى اللادينيين العرب ، حيث تم نسخ المقالة بأكملها من الموقع التنصيري إلى الموقع اللاديني العربي تحت موضوع بعنوان ( هل هذه أفعال رسول؟) (157) .
http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-13.jpg

ونجد أيضاً إطلاق التهم على الرسول ( ص ) بأنه يقتل غدراً ، وهذا من الأطروحات المهمة للمنصِّرين وفي ذات الوقت للكتابات اللادينية . فمنذ بدأ بهذا الزعم عبدالمسيح الكندي في القرن الثامن الميلادي وما زال مستمرا حتى الوقت الحاضر . ففي الموقع اللاديني العربي موضوع اسمه (هل الإغتيال سنة نبوية؟!) (158) وفيه يتناول الكاتب إرسال الرسول ( ص ) لبعوث من أصحابه لقتل عدد ممن حاربوا الإسلام وألبوا على الإسلام والمسلمين . ويذكر الكاتب سبعة أمثلة على ذلك . الموضوع هو من أحد الكتاب العلمانيين وربما اللادينيين في موقع #### واسمه (محمد عبدالله ناب) (159) . إلا أن الموضوع بشكل أساسي كان موجوداً على موقع #### التنصيري (160) تحت عنوان (قتل الخصوم) . ومن ثم فقد قام المدعو محمد ناب باختصار الموضوع في مقاله المسمى (هل الاغتيال سنة نبوية) وقدمه لنا مع بعض الاختصارات واستبدال اسم (رسول الله) إلى (محمد) .

ولا يغيب علينا ذكر موضوع هام يمس أخلاقه عليه الصلاة والسلام بأنه كان (دعياً) كما يلفق لذلك ويزعم المنصِّرون . حيث من أحد ادعائاتهم المثيرة للعجب هو أن الرسول ( ص ) قبل البعثة قام بتغيير اسمه إلى محمد لكي يحقق ذلك مع نبوءة عربية عن أن نبي باسم محمد سيظهر في أرض العرب . وهذا هو نص الكلام من الموقع التنصيري التاريخ القبطي : " .. ويعتقد أن محمد ليس هو الإسم الحقيقى لصاحب الشريعة ألإسلامية لسببين أولاً أن أسم محمد لم يكن شائعا بين العرب , وثانياً : أنه ما أن قويت شوكته حتى قام بتغيير كثير من أسماء الناس والأماكن فلماذا لا يغير أسمه إلى صفات حميدة مثل أحمد ومحمد ومصطفى وغيرها .. ولكن كل هذه الأسماء ليست أسم صاحب الشريعة الإسلامية الحقيقى ولكنها اسماء مستعارة " (161) . وفي الموقع اللاديني العربي يتم تقليد هذا الزعم والتلفيق في موضوع هو أشبه بالمسرحية . ففي موضوع بعنوان (اللقثم) للكاتب أريدو ، وفيه يطرح سؤال بقوله : " اريد ان اعرف و اتعرف على كلمه او اسم القثم " (162). ثم يجيبه المدعو شهاب الدمشقي (اللاديني) بقوله : " تتحدث عن الاسم القديم لمحمد قبل الاسلام " . ومن المهم هنا ما نلاحظه من إجابة الدمشقي الملازمة لقول دعاة التنصير بقوله أن تغيير الاسم من قثم إلى محمد تم قبل الإسلام . كما أن طارح الموضوع يشير إلى أن تغيير الاسم هو سرقة للنبوة فهو يقول : " أن تقيسو الأمر على أن ما قام به سيد البشر والمعصوم ما قام من تغير الاسم أو تحويل الكنيه كما فعلو أجداده أو أعمامه هي جريمة هي عملية تحريف وانتحال وخدعة وتزوير من قبل احدهم وتطاول على السير الطبيعي للكون وسرق النبوه بعد تغير الاسم من (قيثم) الى (محمد) او احمد او حامد " . ثم يبادر المدعو (أريدو) بتبهير المقال بأن النبي محمد ( ص ) قد تم تغيير اسمه من قثم إلى محمد في سن متأخرة . فهو يجيب عند سؤاله من قبل أحد المتداخلين (اللادينيين طبعاً) حول " أن تغيير اسم محمد أمر خطير ، بل خطير جدا وذلك لكثرة الاستدلال على نبوته من التبشير به في الكتب القديمة وذكر اسم احمد وما شابه ". فيجيب المدعو أريد بقوله : " لم يكن السيد محمد او السيد الامين نبيا خلال ثلاث عشر من السنين بل رسولا ومبشرا ونذيراو النبوه منحت له بعد ان قوى عوده المدني الطري الذي خلفه في ام القرى وبعد ان اصبحت الدروب اوسع من ان تغلق بالحجر وازداد التعداد والعده وفتحت القريحه النكاحيه على طولها ... كما قلت ان التناسخ البشري في الاسماء يبدو لي مرضا عضال في سادتنا القريشيون او القريشين وتفضل مرفوعه حتى في حالات النصب والجر الذي قاد هذه الامه الى اعالي السماء السابعه من الغباء و الخمول و العلم الوفير في اللغو والفقه والفتاوي والتشريع والتشريح الخ من علم الكلام الكيمياوي وعلم الكلام الجنيني "
وهكذا نجد أن الطعن في اسم الرسول ( ص ) إنما هو مطلب تنصيري أولاً وأخيراً للطعن في شخصه عليه الصلاة والسلام أولاً ، ومن ثم الطعن في الرسالة ككل . ولا يخفى على القارئ ما في هذا الطرح من تلفيق وكذب تشاطرته الأيادي التنصيرية واللادينية .

يتبع إن شاء الله ...........

___________________________

(156) http://####/pal/aldalil/nabi_alra7ma/nabi_alra7ma.htm#14a
(157) http://####/forum/viewtopic.php?t=8477
(158) http://####/forum/viewtopic.php?t=2750
(159) http://####/ElaphWriter/2004/8/6270.htm
(160) http://####/koran/koran36.htm
(161) http://####/new_page_214.htm
(162) http://####/forum/viewtopic.php?t=1181

وصية المهدي
04-10-2006, 09:16 AM
تابع ...........

ومادام الحديث حول شخصه عليه الصلاة والسلام وعلاقة ذلك بالوحي ، فستظل دائماً الكتابات التنصيرية هي المصدر والمنبع لهذا الطرح . ففي موضوع بعنوان (أسئلة محيرة في الإسلام أريد ردود من المؤمنين رجاء) في الموقع اللاديني العربي (163) يضع الكاتب ثلاثة نقاط حول النبي ( ص ) وهي : حالة الرسول عند نزول الوحي عليه ، وما نطق به الشيطان على لسان الرسول ، والسحر الذي تعرض له النبي ( ص ) . وهذه المواضيع من المواضيع التي كثيراً ما يطرحها المنصِّرين في كتاباتهم والمستشرقين الذين ينهلون من التعليم الكنسي . وكاتب الموضوع لم يخرج عن الاستعانة بالمنصِّرين في موضوعه فهو منسوخ من أحد مواقع التنصير العربية بالكامل (164) .
http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-11.jpg

وهكذا نجد أن الطرح اللاديني إنما هو تقليد لكل ما يطرحه التلفيق التنصيري وتكراراً له ، هذا عدا عن الكثير من المواضيع التي تنال من الرسول ( ص ) والتي لا تنفك تجد فيها التأثير التنصيري في الطرح فمثلاً تعدد الزوجات كان دائماً ومنذ القدم مما يتهجم به المنصِّرون على الإسلام وقد رأينا أمثلة على ذلك في الموجز التاريخي ، وتجد ذات الطرح يطرحه اللادينيون ضمن مواضيع مثل (تعدد الزوجات .. الهم الحاضر الغائب) (165) الذي أيضاً يرجعه كاتبه إلى العادات العربية بل ويرفضه بطريقة النصارى قديماً وحديثاً من أنه عدم عدالة . فهذا عبدالمسيح الكندي النصراني المجادل مع المسلمين يعيب على الإسلام والرسول ( ص ) تعدد الزوجات في رسالته إلى عبدالله الهاشمي (166) . وكذلك يكرر أو يقلد اللادينيون المنصِّرين في الزعم بأن الرسول ( ص ) يقتل غيلة دون سبب . فنرى عدة مواضيع حول هذا الزعم والتلفيق في الموقع اللاديني العربي ، منها (غدر واغتيالات مؤسس الإسلام) عن كعب بن الأشرف (167) ، وموضوع (قصة أم قرفة .. هل سمعت بها ؟) (168) وموضوع (علاقة النفاق بالإسلام) (169) وسواها من المواضيع الأخرى . وهذا إنما هو تكرار للقذف النصراني القديم على الإسلام فقد قال هذا القول من النصارى القدماء عبدالمسيح الكندي في رسالته للهاشمي (170) ، ويستمر المنصِّرون بنفس الطرح المعادي للإسلام إلى الوقت الحديث فهذا مقال بعنوان (قتل الخصوم) في موقع تنصيري عربي يتناول ذات الطرح (171) . كما يكرر اللادينيون في الموقع اللاديني العربي أن الرسول ( ص ) يريد الانتحار في موضوع بعنوان (هل يعلم أتباع النبي محمد أنه حاول الانتحار) (172) وهو القدح الذي نجده دائماً وأبداً في كتب المنصِّرين ويحمل أيضاً في حواشيه أطروحات مضحكة كمحاولة النبي ( ص ) الانتحار لأن ورقة بن نوفل توفي وأنه كان مصدر القرآن والوحي للنبي كما في كتاب (المجهول في حياة الرسول) تحت موضوع (القول الفصل والاختبار الأخير) في أحد مواقع التنصير العربية(173) .

يتبع إن شاء الله ............

____________________________

(163) http://####/forum/viewtopic.php?t=615
(164) http://####/asela/asela1.html
(165) http://####/pn/Article14.html
(166) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام ، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار ، ص77– 78
(167) http://####/forum/viewtopic.php?t=1071
(168) http://####/forum/viewtopic.php?t=1185
(169) http://####/forum/viewtopic.php?t=5087
(170) أنظر رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام ، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار ، ص 69 –70
(171) http://####/koran/koran36.htm
(172) http://####/forum/viewtopic.php?t=9062
(173) http://####/maghol/maghol21.htm

وصية المهدي
04-11-2006, 10:19 AM
ثانياً : مصادر الإسلام

من أهم المواضيع في الطرح التنصيري ضد أصالة الإسلام . فهو يرمي إلى نزع المصدر الإلهي للإسلام ، وبأن الإسلام ذو مصادر بشرية متنوعة بل ومتضاربة . حيث يزعم المنصِّرون منذ القدم بأن الإسلام أخذ عقائده وتشريعاته من الأديان والمذاهب التي تحيط به عند نشوءه ، كالنصرانية واليهودية والوثنية والفارسية .... الخ . ولا يخرج الطرح اللادينيي عن الطرح التنصيري كثيراً في هذا الشأن .
ولعل أقدم التلفيقات التنصيرية بذلك هي أن الإسلام هرطقة مسيحية والتي سبق أن أشرنا إليها في الموجز التاريخي سابقاً ، وأن أول من ذكر ذلك هو يوحنا الدمشقي ثم انسحبت آرائه على جميع من تبعوه من منصِّرين من أتباع الكنائس في العالم وبخاصة اللاتينية . وقد استمر هذا الموضوع في مقدمة الموضوعات التي يقدح ويشنع بها المنصِّرون على الإسلام وذلك لإظهار عدم أصالة الإسلام وأن مصادر الإسلام إنما هي مسيحية أو يهودية محرفة . ومن ثم فقد مرر المنصِّرون هذه الأطروحة (الأصول المسيحية للإسلام) من خلال اللادينيين . فقد جاء في موضوع بعنوان (مذهب الدوسيتية الغنوصى "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه" ) للكاتب (سواح) في الموقع اللاديني العربي (174) نقلاً مماثلاً لما يقوله المنصِّرون في كتاباتهم . ففي بدء مقاله يذكر الكاتب أن " هدفي البحث عن اصل الاعتقاد الإسلامي وموقفه الرافض لصلب المسيح وهل الإسلام هو الوحيد الذي قال بذلك ؟ وإذا قال بذلك من سبق الإسلام بمئات السنين , فأليس من العقل والمنطق أن نزعم أن هذه الفكرة الإسلامية مقتبسة ومنقحة ومن صناعة بشرية ؟ أم سيتجاهل إخواننا المسلمين العقل والمنطق والتاريخ والمراجع التي دون فيها ذلك من قبل ظهور الإسلام ويظلوا يتمسكون باعتقادهم أن الله أوحى لمحمد هذه العقيدة ؟ "
وبالطبع فهو من البدء يريد أن يطعن بألوهية دين الإسلام وأنه إنما هو صناعة بشرية على عادة القساوسة والمنصِّرين .
ثم يذكر كاتب المقال أن من بعض فرق النصرانية تلك الفرق الغنوضية التي أنكرت صلب المسيح وقالت أن المسيح من الروح الإلهية ...... ثم يذكر الكاتب مرة أخرى ومكرراً أن الإسلام أخذ فكرتي عدم الصلب وعدم ألوهية المسيح من قبل هؤلاء الهراطقة المسيحيين ، فيقول مرة أخرى : " ومن خلال هذا البحث نحاول ان نبرهن ان هذه الفكرة الاسلامية لم تأت من عالم آخر او من وحى الهى مزعوم , وانما ما قاله الاسلام ما هو الا تكرار واقتباس بعد تنقيح لعقيدة كثير من الحركات الدينية التى انشقت عن المسيحية وخاصة فرقة الدوسيتية . فلقد قالت هذه الفرقة أن المسيح لم يصلب فعليا وإنما كان يبدو لمن ينظر اليه حينئذ انه كان يصلب ، تماما كما جاء الإسلام وزعم أن الله أوحى هذه الفكرة الموجودة في الآية ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) (175) . لكن الباحث المطلع على تاريخ وفكر هذه الفرقة لا يرى فى هذه الايات القرآنية إلا إعادة صياغة لفكرة سبقت الإسلام بمئات السنين , وليس في الأمر وحى ولا علم للغيب ، وإنما اقتباس وتغليب لوجهة نظر على وجهات نظر اخرى وعملية انتقائية ".

ويتبع هذا المقال مقال آخر في نفس الموقع اللاديني بعنوان (الجذور الأبيونية لنفي ألوهية المسيح في الإسلام) للكاتب الغريب المنسي (176) وهو يفصل المقال السابق ولكن يركز على أن ورقة بن نوفل كان على مذهب هؤلاء الهراطقة وينسبه إلى الأبيونيون . وهو يريد أن يصل إلى أن معتقد ورقة بن نوفل كان أبيونياً وأن الرسول ( ص ) أخذ معتقدات الأبيونيين عن ورقة . ولننظر إلى بعض محاولاته ليصل إلى النتيجة التي يريدها .
ففي مقاله هذا يحاول الكاتب القيام بربط بين إنجيل الأبيونيين المسمى بإنجيل العبرانيين وبين الكتاب الذي كان يكتب به ورقة بن نوفل كما ورد في فتح الباري وهو (الكتاب العبراني) فهو يقول أولاً : " هذا الإنجيل الأبيوني الخاص هو ما يسمى بإنجيل العبرانيين ..وهو الذي تمسك به الأبيونيون به كإنجيل خاص بهم مهملين باقي الأناجيل" ثم يورد نص شرح حديث بدء الوحي في فتح الباري وهو : " ويكتب (يعني ورقة) من الإنجيل بالعربية ..لأن ورقة تعلم اللسان العبراني والكتاب العبراني , فكان يكتب الكتاب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي لتمكنه من الكتابين واللسانين " . وهذا التلفيق التنصيري عن أن الكتاب الذي يقرأ به ورقة بن نوفل هو أنجيل العبرانيين الأبيونيين من تلفيقات التنصير المعروفة ، وأوضح من يوردها لنا هو الأب يوسف درة الحداد النصراني الذي كثيراً ما يكتب عن الإسلام من تحت نافذة الحوار ودائماً ما يعمل على إعادة الإسلام للنصرانية . فلننظر ما يقوله في كتابه (القرآن دعوة نصرانية) حيث يقول : " عن عائشة في قصة بدء الوحي أن (ورقة بن نوفل – وهو ابن عم خديجة – كان امرءاً تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ) . وقوله (يكتب الكتاب العبراني) هو مصدر كالكتابة ، أي الكتابة العبرانية . وشهادة الحديث الصحيح أو ورقة يكتب الإنجيل بالعبرانية ، ويترجمه إلى العربية . فالإنجيل الذي بيد ورقة بن نوفل (رئيس النصارى) بمكة هو الإنجيل بالحرف العبراني . ولا نعرف من الأناجيل القانونية إنجيلاً دون بالعبرانية إلا الإنجيل بحسب متى الذي ترجم إلى اليونانية " ثم يقول : " وهذه هي الشهادة التاريخية التي لا ترد بأن أهل الإنجيل بمكة كانوا من النصارى من بني إسرائيل " . وبعد كلام طويل عن إنجيل العبرانيين يخرج يوسف الحداد بعدة استنتاجات منها أن : " للنصارى من بني إسرائيل إنجيل خاص بهم يسميه جيروم الإنجيل العبراني ، بحسب حرفه أو الإنجيل السرياني بحسب لغته أو الإنجيل بحسب العبرانيين بسبب أهله . وهذه هي صفة الإنجيل الذي يترجمه ورقة بن نوفل ، كما في الحديث " (177) .

كما أن الإدعاء بأن ورقة بن نوفل من الأبيونيين وأن الرسول ( ص ) تلقى منه المعتقدات حول المسيح معروفة في أحد كتب التنصير المنتشرة بشكل واسع وهو كتاب (قس ونبي) الذي تنشره مواقع التنصير العربية . والمؤلف النصراني أبو موسى الحريري يقول في الكتاب أن ورقة بن نوفل أنكر صلب المسيح !! وأن ورقة بن نوفل على مذهب الأبيونيين الذين يأتي على تعريفهم بشكل موجز . وللعجب الشديد فلنا أن نتساءل : من أين عرف أبو موسى الحريري أن ورقة بن نوفل أنكر صلب المسيح !! وفي أي من المؤلفات التاريخية ذكر ذلك (178) ؟
بل ويذكر في كتاب (قس ونبي) أن ورقة بن نوفل هو معلم الرسول ( ص ) خلال سنوات عمره كلها ، فيقول : " أما العلم الذي كان محمد يجهله ، وقد تكفل القس ورقة بإعطائه لتلميذه الروحي فهو علم الكتاب المنزل ، الذي كان القس ينقله في حضور محمد ، طوال 44 وسنة . هذا العلم درسه النبي على القس في الإنجيل العبراني " (179) .

وهكذا نرى أن التلفيقات اللادينية هي في أساسها تلفيقات تنصيرية يعاد تكرارها من خلال الكتابات اللادينية . كما ينكرر طرح هذا التلفيق في موضوع آخر بعنوان (النبي محمد تعلم من ورقة بن نوفل) في نفس الموقع اللاديني العربي .

يتبع إن شاء الله ..................

_______________________________

(174) http://####/forum/viewtopic.php?t=1719
(175) سورة النساء آية 157
(176) http://####/forum/viewtopic.php?t=1731
(177) القرآن دعوة نصرانية، يوسف درة الحداد، ص 117 – 124
(178) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 188 – 189
(179) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 204

وصية المهدي
04-12-2006, 09:29 AM
تابع ..............

ويلحق بهذا الطرح التنصيري عن مصادر الإسلام الزعم بأن التشريعات الإسلامية ومنا العبادات متنوعة المصادر ومنها المصادر الوثنية . وسبق أن مثلنا لذلك بافتراءات عبدالمسيح الكندي النصراني في عهد المأمون الذي أطلق مثل هذه التهم حول بعض شرائع الإسلام كالحج وتقبيل الحجر الأسود . وتلقفت الأيادي النصرانية الأوروبية فيما بعد هذه المزاعم وعدوها مغانم ليتهجموا بها على أصالة الإسلام . حيث ترد هذه المزاعم بحرفها مرة أخرى في طبعة تنصيرية حديثة في كتيب صغير بعنوان (محمد والوثنية) لكاتبه سام شمعون النصراني والذي يتم نشره من خلال المواقع التنصيرية أيضاً . وبالطبع لا يمكن أن تكون المصادفة هي وراء تكرار هذه التلفيقات والأكاذيب التنصيرية في موضوع لاديني بعنوان (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية - الشعائر التعبدية) في الموقع اللاديني العربي (180) . فكاتب الموضوع يذكر في هذا الموضوع أن عبادة الحج وشعيرة العمرة وصوم رمضان وصلاة الجمعة إنما هي عبادات نقلها الرسول ( ص ) من القبائل العربية الوثنية وجعلها ضمن الإسلام .

كما يتبع الطرح التنصيري حول مصادر الإسلام ، طرح آخر غاية في الأهمية هو حول أمية الرسول ( ص ) . إذ طالما عمل المنصِّرون على التشكيك بأمية الرسول ( ص ) قبل البعثة لأنهم يريدوا أن يلفقوا زعماً بأن الرسول ( ص ) اطلع على كتب أهل الكتاب قبل البعثة وقرأها ومنها كون عناصر رسالته . فنقرأ في هذا الشأن في الموقع اللاديني العربي موضوعاً بعنوان (أمية محمد في ميزان العقل والنقل) (181) . وبالطبع فإن موضوعاً على مثل هذه الأهمية والطعن بالإسلام لا بد من أن نجده بنصه وأحرفه وسطوره في أحد كتب التنصير كما تعودنا دائماً . هذا الموضوع بنصه وحرفه منقول عن أحد مواقع التنصير العربية في موضوع تحت نفس العنوان (182) وفي الصفحات الملحقة بهذا الموضوع .
http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-8.jpg

بل أن الموضوع بدرجة كبيرة معروض في كتاب الأب يوسف درة الحداد (القرآن والكتاب) والذي كالعادة يحاول أن يرجع فيه الإسلام إلى النصرانية (183) . كما يطرح هذه الأكاذيب حول معرفة الرسول بالقراءة والكتابة منذ صغره أيضاً مؤلف كتاب (قس ونبي) فيقول : " لذلك نميز بين أمرين : ما كان يعلمه محمد وبين ما كان لا يعلمه ثم تعلمه بعد حين . أما العلم الذي كان يعلمه فهو علم القراءة والكتابة الذي اكتسبه في صغره " (184) . بالطبع لا يمكن لأي لاديني أن ينفي أن موضوع أمية النبي ( ص ) لم يكن موضوعاً مطروحاً من قبل المنصِّرين ومنذ قديم . فمثلاً القس جورج بوش (1796 – 1859) وعبر مصادره الكنسية يذكر ذلك في كتابه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو يقول حول أمية الرسول : " وليس لدينا معلومات عما إذا كان أبو طالب قد وعى الوصية بمضامينها الجليلة التي بثها أبوه في كلماته – يقصد عندما وصى عبدالمطلب أبوطالب بالنبي – ، لكن الأدلة تشير بشكل جيد إلى أنه كان بالنسبة لابن أخيه صديقاً وحامياً ، إذ علمه تعليماً لا يقل على التعليم الذي اعتاد عليه الناس في هذه الأنحاء . أنه قدر قليل من التعليم ولمنه لا يقل عن التعليم الذي أتيح لغيره " . ثم يقول عن الآيتين ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) (185) ، والآية ( ... فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (186) ، ما يلي: " لكن آخر ما نتوقعه من القرآن – وهو إدعاء بكل ما في الكلمة من معنى – أن يكون صادقاً دالاً على الحقيقة ، فهناك أدلة كثيرة من هذا الوحي الزائف نفسه تدلنا على أن الكتابة كانت شائعة بين العرب في تلك الأيام " . ثم يقول : " كيف يعقل إذن أن أبا طالب علم ابنه علي الكتابة ولم يعلم ابن أخيه ؟ وأكثر من هذا فقد كانت مكة ملتقى حركة تجارية ، ولا بد ان التجار كانوا يحسون كل ساعة بحاجتهم إلى تسجيل صفقاتهم ومعاملاتهم المالية ، ونعلم أن محمداً ظل لعدة سنوات يعمل في التجارة قبل أن يبدأ دعوته إلى الدين الجديد فمن غير المحتمل ألا يكون عارفاً باستخدام الحروف " (187) . وهذا الكلام نجد ما يشابهه في الموضوع اللاديني (أمية محمد في ميزان العقل والنقل) السابق . كما نجد أيضاً موضوعاً آخر في الموقع اللاديني العربي حول نفس الموضوع وهو بعنوان (هل كان محمد أمياً؟) (188) ، ففي منتصف الموضوع فإذا بالكاتب يقتبس فقرة من موقع تنصيري وهي قوله : " لقد لعبت خديجة دورا رئيسيا في ظهور نبي الإسلام ؛ فخديجة كان أبن عمها ورقة بن نوفل قس مكة الذي ترجم الإنجيل العبراني إلى العربية ، وعاش محمد في كنفها وتعلم طيلة خمسة عشر عاما معها ينهل من تعاليم القس قبل أن يدعي النبوة وهي التي كانت وراء تحديد ذلك التابع الذي كان يأتي محمدا وكان لقولها الفصل بين النبوة والكهانة " وهذه الفقرة بالحرف مقتبسة من أحد المواقع التنصيرية من كتاب بعنوان (المجهول في حياة الرسول) في موضوع بعنوان (القول الفصل والاختبار الأخير) (189) .

يتبع إن شاء الله ..............

_________________________________

(180) http://####/forum/viewtopic.php?t=3955
(181) http://####/forum/viewtopic.php?t=526
(182) http://####/omiah/omiah1.htm
(183) أنظر : القرآن والكتاب ، يوسف درة الحداد ، ص 1060 – 1065
(184) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 204
(185) سورة العنكبوت آية 48
(186) سورة الأعراف آية 158
(187) محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس امبراطورية المسلمين ، جورج بوش، ترجمة وتحقيق د. عبدالرحمن عبدالله الشيخ، ص 141-142
(188) http://####/forum/viewtopic.php?t=8061
(189) http://####/maghol/maghol21.htm

وصية المهدي
04-13-2006, 09:42 AM
تابع ..............

وعند الحديث عن فرية مصادر الإسلام التي يعزوها المنصِّرون إلى البيئة الجاهلية واليهود والنصارى ، لا بد أن نذكر فرية أخرى من افتراءات المنصِّرين على الإسلام وهي أن من مصادر الإسلام زيد بن عمرو بن نفيل الذي مات قبل البعثة النبوية الشريفة . فالمنصِّرون يزعمون أن من بين الأمور التي أخذها الرسول ( ص ) من زيد بن عمرو بن نفيل : منع الوأد ، رفض عبادة الأصنام ، الإقرار بوحدانية الله ، الوعد بالجنان ، الوعيد بالعقاب في سعير وجهنم ، اختصاص الله سبحانه بأسماء: الرحمن. الرب. الغفور ... ويمكن قراءة ذلك في الكتب والمقاللات التنصيرية كموقع #### التنصيري (190) ، أو كتاب القس كلير تيسدال (مصادر الإسلام) . وبالطبع لا بد أن نجد التأثير التنصيري على الكتابات اللادينية كما عهدنا ، فبذات الموضوع والتلفيق يطرح أحد الكتاب اللادينيون موضوعه (أثر زيد بن عمرو بن نفيل في فكر محمد) في الموقع اللاديني العربي (191) .
وهكذا فموضوع مصادر الإسلام كما هو طرح تنصيري مهم للمنصِّرين ، فهو بالتالي طرح مهم أيضاً للادينيين العرب حيث كما رأينا يقتبس اللادينيون العرب النصوص التنصيرية حول هذا الطرح أو يكتبون بذات الطرح التي سبقهم بها المنصِّرون . إن استراتيجية التشكيك بالإسلام هي استراتيجية تنصيرية أولاً وأخيراً وتمريرها من خلال الأقلام اللادينية إنما هو وسيلة وآلية لهذه الاستراتيجية لا أكثر ولا أقل .


ثالثاً : القرآن

الطرح التنصيري ضد القرآن هو أيضاً من أكثر ما يطرحه المنصِّرون ضد الإسلام عبر التاريخ ويستمر بذلك المستشرقون واللادينيون . يقول المنصِّر جون تاكلى حول الباعث التنصيري لهذه الأعمال ضد أصالة القرآن الكريم : " يجب أن نستخدم كتابهم وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه لنقضي عليه تماماً . يجب أن ترى الناس أن الصحيح في القرآن ليس جديداً وأن الجديد فيه ليس صحيحاً " (192) . إن هذه العبارة " أن الصحيح في القرآن ليس جديداً وأن الجديد فيه ليس صحيحاً " توجز كل ما يقوم به المنصِّرون في هجمتهم على القرآن الكريم . فالزعم الكاذب عن بشرية القرآن وأن مصادره هي اليهودية والنصرانية والزرادشتية والفارسية وأشعار العرب وصولاً إلى الطعن في الإعجاز العلمي للقرآن تمثل أطروحات لا تحصى من قبل المنصِّرين وهي توجز عبارة " أن الصحيح في القرآن ليس جديداً " . والزعم بوجود متناقضات وأخطاء في القرآن ومحاولات معارضة القرآن والمحاولات الكثيرة في ذلك توضع ضمن العبارة " أن الجديد فيه ليس صحيحاً " . إن مواقع التنصير العربية لا تخلو من الكثير من هذه الأطروحات الملفقة ، وهي تنتقل بدورها إلى المواقع اللادينية العربية كالموقع اللاديني العربي الذي نتناوله هنا والذي عددنا في أحد أقسامه (القسم الديني) أكثر من خمسين موضوعاً يمكن تصنيفها تحت الزعم " وأن ما فيه ليس صحيحاً " . واما عن الزعم بأن ما في القرآن ليس جديداً ، فالمقصود الأول به أن للقرآن مصادر بشرية متنوعة فقد عددنا قرابة خمس عشرة موضوعاً حول هذا الطرح في نفس القسم من المنتدى .
فلماذا يركز المنصِّرون على هذه الناحية ويبذلون كل جهدهم في إثبات عدم ألوهية القرآن الكريم ؟
يمكن القول بأن افتراض نجاح الجهد التنصيري في فك التلازم الضروري في الإسلام بين القرآن والوحي والرسول المبلِّغ ، ذلك التلازم المستند إلى إلهية مصدر القرآن ، لسوف يؤدى إلى الضعف التدريجي في الاعتقاد بالفكرة الإسلامية وما يتبع هذا الضعف من الانتقاص والاضمحلال الملازم له ، وسوف يفضي بعد انتشاره في كل الجهات إلى انحلال الروح الدينية من أساسها (193) . أي أن المقصود هو هز قدسية القرآن في نفس المسلم وبخاصة فيما يتعلق بالجرأة عليه وأنه عبارة عن قول كأي قول بشري .

وأول ما يواجهنا في هذا الطرح التنصيري هو الزعم بأن الرسول ( ص ) قد جمع القرآن من الشعر الجاهلي وأقوال الجاهليين كامرؤ القيس وأمية بن أبي الصلت . فقد ذهب الفرنسي كليمان هوار في عام 1940م إلى أن المصدر الرئيسي للقرآن هو شعر أمية بن أبي الصلت للتشابه الكبير بينهما في الوحدانية ، وزعم أن المسلمين قد محو شعر أمية وحرموا إنشاده ليستأثر القرآن بالجدة وليصبح النبي هو المنفرد بالوحي الإلهي . كما أورد القس المبشر تسدال في أوائل القرن العشرين شبهات الناقدين لمصدر القرآن الكريم واتهامه في مصدره الإلهي ، ومنها أبيات منسوبة إلى امرئ القيس وتحتوي على بعض التعبيرات القرآنية مثل :

دنت الساعة وانشق القمر ........ عن غزال صاد قلبي ونفر (194) .
وبطبيعة الحال لا بد أن تتلقف الكتابات اللادينية الدعاوي النصرانية حول (مصادر القرآن) إذ أنه يمثل مع موضوع (أخلاق النبي ( ص ) ) ثنائية مهمة لتشويه صورة الإسلام لدى المنصِّرين وبطبيعة الحال لدى اللادينيين أيضاً . فالكاتب سواح في الموقع اللاديني العربي يضع موضوعاً بعنوان (دعوى اشعار امرؤ القيس التى صارت قرآنا بين مؤيد ومعارض) (195) . والكاتب في موضوعه هذا يعتمد على كتاب د. تيسدال (مصادر الإسلام) . ود. تيسدال ليس فقط مسيحي بل هو مبشر وكتاباته ضد الإسلام وأصالة الإسلام معروفة . وهذه ليست المرة الوحيدة التي يعتمد فيها الكتاب اللادينيين للقص واللصق من كتاب (مصادر الإسلام) للمبشر النصراني د. تيسدال .

ومن أحد الأمثلة الملفقة التي يطرحها المنصِّرون ضد أصالة القرآن الكريم وضد المعجزات التي أيد الله بها نبيه ، آيات الإسراء والمعراج في القرآن الكريم التي يزعمون انها من أصل فارسي زرادشتي . فعن الزرادشتية نقرأ في كتاب المبشر النصراني د. كلير تسدال (مصادر الإسلام) في الصفحات من 55 وحتى 61 عن أن حادثة الإسراء والمعراج هي قصة زرادشتية فارسية أخذها النبي عنها وسطرها في القرآن . ونظراً لطول النص فإني أحيل القارئ لكتاب (مصادر الإسلام) ، ثم ليقرأ الموضوع التالي بعنوان (خرافة الإسراء والمعراج) في الموقع اللاديني العربي(196) ليرى التشابه الكبير بين الموضوعين . عدا عن ذلك ، فقد سرق الكاتب الموضوع من موقع قبطي وأقر بذلك عندما افتضح أمره ، إلا أن الأسبقية في الطرح التنصيري حول حادثة معراج النبي ( ص ) ترجع إلى كتاب المبشر النصراني كلير تسدال (مصادر الإسلام) .

يتبع إن شاء الله ..........

________________________________

(190) http://####/arb/asources/chapter6.htm
(191) http://####/forum/viewtopic.php?t=175
(192) التبشير والاستعمار في البلاد الإسلامية ، مصطفى خالدي ـ عمر فروخ ، ص 40
(193) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 23
(194) نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1 ، د. ساسي سالم الحاج ، ص 269-270
(195) http://####/forum/viewtopic.php?t=3411
(196) http://####/forum/viewtopic.php?t=9262

وصية المهدي
04-14-2006, 09:33 AM
تابع .............

وطرح تحريف القرآن وأن الأيادي نالته بالزيادة والنقصان طرح تنصيري قديم أيضاً سبق أن أعطينا عنه أمثلة في الموجز التاريخي . ففي موضوع بعنوان (هل القرآن معصوم تعالوا وانظروا) في الموقع اللاديني العربي (197) يتحدث الكاتب عن وجود مخطوطة من مصحف عثمان بسمرقند وهي تختلف عما هو موجود في المصاحف الحالية ويعطي أمثلة عليها . وبالطبع لا بد أن نجد أصلاً تنصيرياً في هذا الموضوع ، حيث أن كامل الموضوع بنصه وحرفه منقول عن موقع #### التنصيري تحت عنوان (هل القرآن معصوم) (198) وموقع #### التنصيري أيضاً تحت نفس العنوان (199) . ويلي هذا موضوع آخر حول آية الرجم (المنسوخة كتابة والمثبتة حكماً) والتي هي واحدة من هذه الأطروحات التنصيرية . ففي موضوع بعنوان (وإنا له لحافظون! كيف ضاعت آية الرجم) في الموقع اللاديني العربي (200) يضع كاتب الموضوع مقالاً عن أن هذه الآية أسقطت من المصحف وبالتالي فقد نالت الأيدي البشرية من المصحف . أما مقاله فهو باعترافه منسوخ من موقع تنصيري عربي .
إن موضوع الآيات المفقودة من القرآن كآية الحفد والخلع وسوى ذلك مما يجده المنصِّرين في الروايات والآثار الضعيفة في بطون الكتب فيقومون بإخراجها وتأليف كتب عليها قدحاً في القرآن الكريم هو مما برع به المستشرقون . إذ يندر أن لا تجد فيهم من لا يذكر هذا التلفيق عند حديثه عن القرآن الكريم . وبطبيعة الحال يستمر اللادينيون على نفس النمط والخط والنهج طالما مصادرهم هي المصادر التنصيرية .

وعند حديث المنصِّرين حول مزاعم التحريف في القرآن فلا يكاد يخلو موقع تنصيري من قصة (الغرانيق) أو ما يسمونه (بالآيات الشيطانية) التي يزعمون أن هناك آيات تمجد الأصنام قالها الرسول ( ص ) في سورة النجم ليتذلف بها إلى مشركي قريش ثم عاد وأنكرها . وهذه القصة التي استخرجها المنصِّرون من بطون الروايات الموضوعة وصاروا يكررونها كما في كتاب (مقالة في الإسلام) لجرس سال الإنجليزي (201) ، أو (كتاب نبي الإسلام تحت المجهر ) الذي تروجه مواقع التنصير العربية ، وكان من اللازم على الكتابات اللادينية أن تكررها أيضاً ، كما في موضوع (الشيطان يتحدى الله وياتي بسوره قران اعجازيه) في الموقع اللاديني العربي(202) .

ومن الطروحات التنصيرية حول أصالة القرآن موضوع جمع القرآن الكريم ، والذي يزعمون فيه أن الأيادي طالت القرآن عند جمعه في عهد أبو بكر وفي عهد عثمان رضي الله عنهما . وهذا الطرح كما سبق وقدمنا له في الموجز التاريخي قديم جداً وتلقفته أيادي الكنيسة في أوروبا وأسست له للمستشرقين ومن ثم انتقل إلى اللادينيين . فهذا موضوع في الموقع اللاديني العربي بعنوان (قُبض محمد ولم يُجمع القرآن في صحف ولا في مصحف. اود رد مقنع) (203) . ونفس الموضوع بجميع كلماته مطروح في أحد مواقع التنصير العربية (204) .

ومن الطروحات التنصيرية الأخرى التي يسعى المنصِّرون لتلفيقها ليزعموا بذلك أن القرآن إنما هو قول بشر ، الزعم بوجود أخطاء ومتناقضات في القرآن . ففي موضوع (أخطاء لغويه ونحويه في القران) في الموقع اللاديني العربي (205) يسرد فيه ما يزعم أنه أخطاء لغوية في القرآن ، وجميع الموضوع منسوخ بالكامل من موقع #### التنصيري تحت موضوع (هل القرآن معصوم؟) (206) .

كما يتكرر الاقتباس من المواقع التنصيرية حول ذات الموضوع وهو الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن . ففي موضوع آخر في نفس المنتدى بعنوان (في القرآن أخطاء لغوية) لكاتب لاديني آخر (207) نجد الموضوع بنصه الكامل موجود في أحد مواقع التنصير العربية تحت نفس العنوان (208) .
http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-3.jpg

ومرة أخرى يتكرر في ذات المنتدى اللاديني العربي الاقتباس حول نفس الموضوع من مواقع التنصير ، فأحد الكتاب اللادينيين في الموقع اللاديني العربي وفي أحد مداخلاته يضع قائمة بأخطاء لغوية مزعومة في القرآن (209) . وبالطبع فإن مصدر القائمة بنصها وحرفها هو من أحد مواقع التنصير العربية تحت عنوان (أخطاء لغوية في القرآن) (210) .

ومن الأمثلة على الزعم بوجود متناقضات في القرآن نجد موضوعاً حول خلق السموات والأرض كما جاء في القرآن الكريم . ففي موضوع بعنوان (لنرى هذا التناقض) لكاتب لاديني في الموقع اللاديني العربي (211) حيث يتحدث الكاتب عن تعارض آيات القرآن في ترتيب خلق الأرض والسماء في آية سورة البقرة رقم 29 ، وآيات سورة النازعات من 27 إلى 33 وآيات سورة فصلت من 9 إلى 11 . وهذا الموضوع بنصه وحرفه أيضاً مأخوذ من الموقع #### التنصيري (212) تحت عنوان (المتناقضات في القرآن) .
http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-7.jpg

بل أنه وكما هو المعتاد يتم تكرار هذه المواضيع للقدح في القرآن ، فذات الموضوع وبنفس النص تم طرحه مرة أخرى من قبل كاتب لاديني آخر تحت عنوان (التناقضات في القرآن) في ذات الموقع اللاديني العربي (213) .

ومثال آخر على النسخ اللاديني من مواقع التنصير حول المزاعم بوجود متناقضات في القرآن هو في موضوع بعنوان (في القرآن تناقض) لكاتب لاديني في الموقع اللاديني العربي (214) يزعم بوجود متناقضات في القرآن أي آيات تخالف بعضها البعض . والموضوع بكامله مأخوذ عن موقع #### التنصيري في مقال تحت نفس العنوان (215) .

يتبع إن شاء الله ...........

_____________________________

(197) http://####/forum/viewtopic.php?t=474
(198) http://####/sharia/quran_falability/
(199) http://www.geocities.com/####/samarkand/
(200) http://####/forum/viewtopic.php?t=1505
(201) مقالة في الاسلام ج3 أسرار عن القرآن، جرجس سال، تعريب وتذييل هاشم العربي، ص 48
(202) http://####/forum/viewtopic.php?t=768
(203) http://####/forum/viewtopic.php?t=592
(204) http://####/kuran/kuran14.htm
(205) http://####/forum/viewtopic.php?t=1781
(206) http://####/koran/koran6.htm
(207) http://####/forum/viewtopic.php?t=3203
(208) http://####/kuran/kuran27.htm
(209) http://####/forum/viewtopic.php?p=52432
(210) http://####/Main/Arabic/Quran/errors.html
(211) http://####/forum/viewtopic.php?t=12040
(212)http://####/pal/aldalil/ta7rif/books/motanakedat/motanakedat.htm
(213) http://####/forum/viewtopic.php?t=10033
(214) http://####/forum/viewtopic.php?t=3285
(215) http://####/kuran/kuran25.htm

وصية المهدي
04-15-2006, 09:48 AM
تابع ...............

ننتقل الآن إلى طرح آخر حول أصالة القرآن الكريم ذو مصدرية نصرانية قديمة تعود إلى القرون الوسطى ألا وهو الزعم بأن القرآن يدعو للفحش والمنكر وذلك من أجل تشكيك الناس بأن القرآن هو كلام الله ، والقرآن بريئ منه . ففي الموقع اللاديني العربي موضوع عن أن القرآن يحث على البغاء وهو بعنوان (تشريع البغاء في الإسلام – فقه الأمر الواقع) والذي يتحدث فيه الكاتب عن الآية (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌِ) (216) فيخرج بنتيجة أن الرسول ( ص ) شرع للبغاء تحرجاً من أن يخسر قيادته في المدينة وترك الأمر معلقاً (217) .
إن هذا الموضوع كما ذكرنا مهم للمنصِّرين فهو من نوابع أهوائهم بالتشهير ضد القرآن . هذا الموضوع نفسه نجده يتردد بين أكثر من موقع تنصيري مخصصة لتلفيق الكذبا على الإسلام كموقع #### التنصيري تحت موضوع بعنوان (يوم قبل وفاة محمد) (218) أو موقع #### التنصيري (219) وسواها ... كما نجد ذلك أيضاً في كتاب مؤلف من قبل الكنيسة القبطية بعنوان ( المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام ) حيث يقول المؤلف القمص مرقس في حديثه عن المرأة في الإسلام عند حديثه عن آية سورة النور" أن الله قد يغفر لمن يجبر جاريته على البغاء " (220) .
إن مما يثير الغرابة في الطرح اللاديني أنه لا ينظر إلى البغاء بأي نظرة سوء . كما أنه لا يرى في البغاء ضرراً ، فما الذي يجعله ينسب البغاء إلى تشريع الإسلام ثم ينتقده ؟ إن الموضوع مهم للمنصِّرين الذين يودون تشويه صورة الإسلام وإظهاره كدين مليئ بالشرور . لكن كون النصرانية تحفل بالكثير من المخازي في نصوصها غير المقدسة ، فإنها لا تجرؤ على مواجهة الإسلام بمثل هذا الطرح (البغاء) . لذلك يتم تمرير هذه المقولة إلى اللادينيين .

ومن المواضيع التي يطرحها المنصِّرون حول القرآن موضوع الناسخ والمنسوخ . وبالطبع لا بد أن يستمد اللادينيون مواضيعهه ضد القرآن من المواقع التنصيرية . ففي الموقع اللاديني العربي يقوم الكاتب بوضع موضوع بعنوان (الناسخ والمنسوخ ونظرية النسخ) (221) حيث يقوم بنقل مقالة كاملة عن الناسخ والمنسوخ من موقع #### التنصيري باعترافه هو (222) .

كما تنال الأقلام اللادينية موضوع المحكم والمتشابه في القرآن كبوق عن الأقلام التنصيرية . حيث يضعها أحد اللادينيين في موضوع بعنوان (وفي دينه محمد اختلافاً كثيراً) (223) . وهذا نص كلامه : " يقول القرآن في الآية الأولى من سورة هود (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: قوله " أحكمت آياته ثم فصلت " أي هي محكمة في لفظها مفصلة في معناها فهو كامل صورة ومعنى ; هذا معنى ما روي عن مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير ولكنا نجده يتراجع عن وصفه (بالإحكام) هذا لكتابه، فيقول في مكان آخر من كتابه وتحديدا في اللآية السابعة من سورة آل عمران (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) ها قد تراجع وقال أن في كتابه آيات أخر متشابهات " انتهى ..
وهذا الطرح يطرح من قبل المنصِّرين أيضاً في المواقع التنصيرية كما في موقع #### التنصيري في موضوع بعنوان (دعوة للتفكير – القرآن المتناقض المطاط) (224) . وكذلك في موقع #### التنصيري تحت نفس العنوان (225) .

ويلحق بالطرح التنصيري عن القرآن الحديث عن إعجازه كما في الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن ، فنرى ما يمارسه المنصرون في محاولة تجاوز حقيقة ذكر القرآن لبعض الحقائق العملية كموضوع ضيق الصدر عند الصعود في السماء . فقد جاء في الكتاب الذي تنشره المواقع التنصيرية العربية بعنوان ( الإعجاز العلمي في القرآن حقيقة أو وهم) عند الحديث عن معنى كلمة (يَصَّعَّدُ) في الآية القرآنية (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) (226) . فيحاول الكتاب التنصيري إثبات أن معنى (يَصَّعَّدُ) ليس الصعود في السماء إلى الأعلى . وبنفس المنهج الموجود في الكتاب بل وبالتشابهات الكثيرة يطرح الموقع اللاديني العربي ذات الطرح اللغوي حول الآية القرآنية في موضوع بعنوان (التدليس اللغوي عند دعاة الإعجاز العلمي) (227) ، ومن العجيب أن يتشابه الطرح اللغوي بين اللادين والتنصير حول تفسير كلمة (يَصَّعَّدُ) !!! .

كما يتناول الحديث عن الإعجاز القرآني التحدي الذي تحدى به الله البشر بأن يأتوا بمثل القرآن أو بما يسمى معارضة القرآن . وقد بينا سابقاً كيف كان الرد التنصيري على هذا التحدي ، بل ومن المستشرقين المنصِّرين القدماء ريموند مارتيني الذي سبق الحديث عنه في الموجز التاريخي . إن معارضة القرآن من المحاولات التنصيرية المستمرة لإثبات الزعم ببشرية القرآن . إلا أنها تحمل في طياتها مطلباً تنصيرياً آخر وهو إظهار التجرؤ على القرآن أمام المسلمين . فالمسلم لم يعتد مثل هذه الجرأة الفجة تجاه القرآن الكريم وهذا ما يحاول المنصِّرون ترسيخه في نفس المسلم ، لكي يخرجونه عن الاعتقاد بقدسية وإعجاز القرآن . والمواقع التنصيرية العربية لا تخلو من طرح محاولات لمعارضة القرآن ، التي تجد لمثلها في المواقع اللادينية العربية ، حيث عددنا أكثر من عشرة معارضات للقرآن الكريم في الموقع اللاديني العربي كزكريا والعنزة والشجرة وسواها وبعض المعارضات هذه منشورة في مواقع تنصيرية عدة . بل يكاد الإعلان عن نصرانية هذا الطرح أن يكون صارخاً عندما يقوم أحد اللادينيين في الموقع اللاديني العربي (شهاب الدمشقي) بالإتيان بمعارضة للقرآن باسم (سورة المسلمون) ويذكر أنها من ( مصدر مسيحي ) (228) .
إن التبادل بين المواقع اللادينية العربية والتنصيرية في هذا المجال واضحة ، وهذا يطرح تساؤلاً كبيراً وهو : كيف يتم التعاون بين فكرتين متعارضتين تماماً (الدين واللادين) بأن يكونا في خندق واحد ضد (دين) آخر !!! بالطبع فإن العجب والاستغراب يزولان بسبب واضح للغاية وهو أن كلاً من هذا الطرح الديني واللاديني حول الإسلام إنما يخرجان من بوتقة واحدة هي : التنصير ..

وكما يتكرر الطرح التنصيري عبر موضوعاته في أطروحات حول الرسول عليه الصلاة والسلام ، يكرر اللادينيون أيضاً ذات الأطروحات حول الوحي والقرآن . ومن الأمثلة على ذلك الطرح اللاديني حول التكرار في القرآن . فهذا الطرح التنصيري يتكرر منذ القديم منذ أيام ريكولدو دي مونت كروتشي السابق ذكره في الموجز التاريخي ، فنجد في الموقع اللاديني العربي عدة مواضيع تطرح الطرح التنصيري يذاته في مواضيع مثل (التكرار في علوم القرآن) (229) ، وموضوع (له ما في السموات والأرض) (230) ، وموضوع (مثال بسيط على إفلاس القرآن اللغوي) (231) .

كما أن موضوع وجود تحريف في القرآن من المواضيع المفضلة لدى المنصِّرين كما بينا سابقاً قديماً وحديثاً . ويستمر اللادينيون بذات الطرح فعلى الأقل توجد عشرة مواضيع تطرح أكذوبة تحريف القرآن التنصيرية في القسم الديني من الموقع اللاديني العربي ، كموضوعات ( الله ينزل قرآنا ثم يتركه عرضة للضياع ؟؟) (232) و (دليل نقصان القرآن..وبالتالي عدم تمام حفظه ) (233) وسواها من المواضيع التي تعتمد الطرح التنصيري مما يجده المنصِّرون في ضعاف الروايات منذ قرون .

يتبع إن شاء الله .................

______________________________

(216) سورة النور آية 33
(217) http://####/forum/viewtopic.php?t=7209
(218) http://####/wafat/wafat20.htm
(219) http://####/massader/kalimat/Kalimat-11.htm
(220) المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام، القمص مرقس عزيز خليل، ص98
(221) http://####/forum/viewtopic.php?t=5245
(222) http://####/Main/Arabic/Gilchrist/Jam/jam4-2.html
(223) http://####/forum/viewtopic.php?t=1945
(224) http://####/dawa.htm#القرآن%20المتناقض%20المطاط
(225) http://####/da3wa/dawa11.htm
(226) سورة الأنعام آية 125
(227) http://####/islam/islam6.htm
(228) http://####/forum/viewtopic.php?p=2472
(229) http://####/forum/viewtopic.php?t=1448
(230) http://####/forum/viewtopic.php?t=10367
(231) http://####/forum/viewtopic.php?t=4503
(232) http://####/forum/viewtopic.php?t=8540
(233) http://####/forum/viewtopic.php?t=8362

وصية المهدي
04-16-2006, 09:51 AM
تابع ..........

لقد وضحنا سابقاً بالأدلة والبراهين أن الطرح اللاديني حول الإسلام ليس طرحاً مستقلاً يخرج من العقلية اللادينية التي تزعم أنها تتسم بالعقلانية والبحث . وإنما هو طرح تابع للطرح التنصيري ضد الإسلام مما يجعلنا لا نشك للحظة أن الطرح اللاديني ضد الإسلام إنما هو طرح تنصيري هدفه تشويه صورة الإسلام وإلصاق الأكاذيب به لزعزعة إيمان المسلمين بدينهم وتشكيكهم بإيمانهم بأعظم ما يملكونه ألا وهو القرآن ، ومحاولة هز صورة الرسول الكريم في أعماق المسلم . إن هذا الطرح التنصيري القديم قدم العداء للإسلام يتبناه الطرح اللاديني بقوة بل ويعتمد عليه كلياً . الأمر الغريب كل الغرابة ، إذ يعتمد هؤلاء اللادينيون المزعومون على المصادر التنصيرية (الدينية) في التهجم على الإسلام . فهل عقمت عقولهم عن نقد الإسلام من باب البحث !! أم عجزت أقلامهم على نقد القرآن دون الاعتماد على مصادر التنصير !!

ولا يكاد الاقتباس من المواقع التنصيرية بالحرف والكلمة يقتصر على الموضوعات التي طرحناها ، وإنما يتجاوز أيضاً في مواضيع أخرى كالاستهزاء بالحديث النبوي و الإسلام . فعلى سبيل المثال في موضوع (خزعبلات الصحيحين للبخاري ومسلم) لكاتب لاديني فيالموقع اللاديني العربي (234) يسرد فيه ما يزعم أنه تخاريف في الحديث الشريف ، وجميع الموضوع منسوخ بالكامل من موقع #### التنصيري تحت نفس العنوان (خرافات الإسلام) (235) .
http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-1.jpg

وكذلك يقوم كاتب لاديني آخر يزعم أنه كان مسلماً ويبرر سبب تركه الإسلام لأن به خرافات في موضوع بعنوان (لأجل هذا وغيره ، سوف اترك الإسلام) في الموقع اللاديني العربي (236) ، وعندما يسرد الخرافات التي يزعمها يأتي بقائمة من 90 موضوعاً منقولة بالحرف والكلمة من موضوع بعنوان (خرافات الإسلام) من موقع #### التنصيري العربي (237) .
http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-5.jpg
كما يعيد تكرار نفس الموضوع مرة أخرى بعد فترة وجيزة في الموقع اللاديني العربي تحت عنوان (لو قرأ المسلمون هذا ، لتركوا الإسلام فوراً ) .

والواضح أن مصادر الكتاب اللادينيين عن الإسلام لا تبارح مواقع التنصير العربية . فعلى سبيل المثال لا الحصر إحدى الكاتبات في الموقع اللاديني العربي تتكلم عن رحلة بحث طويلة حول الإسلام وعندما تعرض مصادرها تجدها كلها من موقع #### التنصيري (238) . ولا أدري ما السبب الذي يجعلها (كمسلمة) عندما تريد أن تبحث عن الإسلام وعن الحق وعن التاريخ تبادر بالذهاب إلى مواقع التنصير !!

وبهذا نرى أن الارتكاز على المواقع والكتابات التنصيرية والنسخ والاقتباس منها سواء بالكلمة أو بالطرح لا يتوقف عند حد ما بل ويركز كل التركيز على تلك المواضيع التي تبناها الطرح التنصيري خلال قرون طويلة لصد الناس عن الدخول في الإسلام أو تشكيك المسلمين بدينهم وهي موضوعات شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، والقرآن الكريم ، ومصادر الإسلام . وهذا ما يؤكد أن المواقع اللادينية العربية وكمثال لدينا هنا الموثع الذي اعتمدنا عليه في هذه المذكرة ، إنما هي مواقع للتنصير الغرض منها هو تشكيك المسلم بدينه وزعزعة عقيدته الصحيحة بأطروحات تنصيرية عف على بعضها الزمن .

إن من يدقق في الطرح اللاديني الموجه ضد الإسلام لا يراه يخرج كثيراً عن الطرح التنصيري ، أي أنه في المقام الأول طرح ديني ضد الإسلام وليس طرحاً لادينياً . فهل خلى وفاض اللادينيين من طرح مقولات ضد الإسلام لا تستند على المنظومة التنصيرية ؟

_____________________________

(234) http://####/forum/viewtopic.php?t=4064
(235) http://####/pal/aldalil/khorafat_alislam/khorafat_alislam.htm
(236) http://####/forum/viewtopic.php?t=561
(237) http://####/aldalil/khorafat_alislam/khorafat_alislam.htm
(238) http://####/forum/viewtopic.php?t=4285

وصية المهدي
04-17-2006, 09:37 AM
لماذا يلجأ المنصِّرون إلى اللادينية ؟

ذكرنا سابقاً في تعريف التنصير أنه عملية هدم أولاً قبل أن يكون عملية للبناء كما في خطابات صموئيل زويمر حيث عملية الهدم هي إخراج المسلم من دينه ، ولهذا يجب أن لا ننسى دائماً أن تنصير المسلم لا يعني فقط تحويله للنصرانية ، بل يعني أولاً وقبل كل شيئ نزعه من دينه ، ثم تأتي مسألة تحويله إلى النصرانية بشكل تالي . وحيث كانت مسألة نزع المسلم من دينه أهمية قصوى للمنصِّرين منذ القديم ، فلهذا كانت مسألة تشويه صورة الإسلام وإفساد الأخلاق تأتي في المرتبة الأولى لديهم .
وقد جرب المنصِّرون الاوائل في القرنين التاسع عشر والعشرين تنصير المسلمين في بلاد العرب بالطرق المباشرة والمخاطبة وبالتمريض وبالتعليم . فالقس لويس سكدر الابن يقول بإيجاز عن تنصير العرب " إن العمل التبشيري يجب أن يتوجه بشكل مباشر للتأثير على الناس من خلال جميع مؤسسات الإرسالية وقد كانوا يعتقدون على سبيل المثال أن المريض لا يجب أن يترك المستشفى دون التأثير على عقيدته الدينية " (239) . وهذا بالفعل ما كان يتم القيام به في أرجاء الجزيرة العربية والعراق . فتوزيع النشرات التنصيرية والكتب من خلال العيادة أو من خلال مكتبات متنقلة كان هو الوسيلة الوحيدة . وقد أثبتت هذه الوسيلة المباشرة فشلها كما يقول السير ريدر بولارد الذي كان مفوضاً ثم سفيراً لبريطانيا في إيران من عام 1939م إلى عام 1946م " أن مسلمين كثاراً يقدرون أعمال الجمعيات التبشيرية في التعليم والتطبيب ، ولكنهم يصمون آذانهم عن دعوتها الدينية " (240) . فقد كانت الشعوب المحلية تقابل هذه الأعمال بالرفض وتقوم بتقديم الاحتجاجات للأمراء والولاة . بل لقد عمل الأهالي إلى إنشاء مدارس تنافس مدارس الإرساليات كما في الكويت على سبيل المثال . وفي أقل من ثمانين عاماً على بدء عمل الإرسالية الأمريكية في الجزيرة العربية خرجت وهي تجر أذيال الفشل بعد أن كانت تحبوهم الآمال في تنصير أهالي الجزيرة العربية والقضاء على الإسلام كما يشير إلى ذلك أحد رواد التبشير في الجزيرة وهو ستون الذي عمل في مسقط في سنة 1899م حيث يقول " إن الحاجة الى المسيحية ليست أمرا مبالغا به ، فالعقيدة المحمدية لا تقل سوءا عن الصورة التي نحملها عنها ، وانني أعتقد جازما بان الإسلام ليس بالقوة التي نتصورها ، وأن الكنيسة إن اقتنعت بأن تلقي بثقلها ضده فان المعركة ستكون اسهل مما نظن. وأنني اعتقد أن نهاية الإسلام قد أصبحت محتومة" (241) . إلا أن النتائج بعد ثمانين عاماً كانت مخيبة للآمال حتى باعتراف قادة هذه الإرساليات التنصيرية . وهم يعزون أسباب فشلهم إلى العديد من العوامل فمنها " أن المسلمين شديدو التمسك بعقيدتهم " كما يقول الدكتور بنينجز المسؤول عن الخدمات الطبية للإرسالية في البحرين (242) . وهذا الدكتور كريستان سنوك هرجونيه الهولندي الذي أمضى سنين طويلة في الهند الشرقية مستشاراً لحكومة هولندا ، واستطاع أن يدرس قضايا الإسلام من خلال إقامته في الهند الشرقية وسياحته في البلاد الإسلامية خلال ربع قرن يقول : " إن المبشرين لا يزالون يتوقعون انضمام كل الأديان إليهم ، أما بالنسبة للإسلام فلا تتحقق أحلامهم ، لأن الدين الإسلامي سيظل ديناً قوياً نشيطاً ، ذلك لأن للإسلام شرائع تتعلق بالحياة في كل أطوارها ، شخصية ، عمومية ، فردية ، لجتماعية ... " (243) .

ولقد نتج عن دراسة التجربة التي خاضتها الإرسالية العربية وغيرها من الارساليات في المنطقة شعور لدى بعض الزعماء النصارى بأن عليهم أن يعيدوا النظر في الأساليب التبشيرية المستخدمة في التعامل مع المسلمين العرب (244) . ومن أهم الدروس التي نتجت عنها هذه التجربة (الإرسالية العربية) هي ان العمل التبشيري قد أخفق في تحويل الناس عن دينهم في جميع الظروف ، والدرس الثاني هو أن السبب الاساسي في هذا الفشل كان المعارضة التي نشأت بسبب الشعور الديني والتماسك القبلي والظروف السياسية . وقد ظهرت نتيجة لهذين الدرسين الحاجة إلى أفكار جديدة والأهم من ذلك كله أن الزعماء النصارى قد بدأوا يدركون أن العمل التبشيري المباشر والمواجهة مع الدين الإسلامي لا يجديان . كما انهم قد أدركوا أن التعايش مع الإسلام بدلا من الاصطدام معه قد يؤدي إلى نتائج افضل (245) . كما يعترف المبشرون بأن التبشير الرسمي واكتساب المسلمين إلى صفوف النصرانية قد خاب . ومن أجل ذلك قنع هؤلاء المبشرون أن يكون عملهم الإنساني قاصراً على زعزعة عقيدة المسلمين على الأقل (246) . ولا شك أن خطابات صاموئيل زويمر أحد قادة الإرسالية عن هدم الإسلام في كيان المسلم لهي إحدى نتائج هذه الدراسات .

يتبع إن شاء الله ..................

______________________________________

(239) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص69
(240) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 50
(241) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص45
(242) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص 230
(243) المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي، عقيلة حسين، ص 64
(244) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص287
(245) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص292
(246) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 46 عن كتابي Re-Thinking Missions و Islam and Missions

وصية المهدي
04-18-2006, 10:26 AM
تابع ..............

لقد فشلت حملات التنصير المباشر وشعرت الإرساليات العربية بأنه أصبح من اللاجدوى استمرارها على نفس النمط والمنوال (247) ، وفضل المنصِّرون استخدام أساليب الأبواب الخلفية ، ولهذا السبب كان الدخول من بوابة اللادينية يمثل أحد الحلول لهم . وكما فشلت الحروب الصليبية في ثني المسلمين عن دينهم ، فشل التبشير المباشر منذ بدء استخدامه كما رأينا من تجارب القدماء . إن فكرة التبشير في وسط المسلمين قد منيت بخيبة أمل كبرى منذ بدأ في القرون الوسطى وإلى الآن ، حتى أن الجنرال الدومينيكاني هوما بيرتوس ، وهو أحد الخبراء المسئولين عن التبشير في القرن الثالث عشر الميلادي ألف كتاباً بعنوان (نبذة من التبشير الصليبي في الوسط الإسلامي) وقد أكد في هذا الكتاب أنه نادراً ما جرى تعميد أحد المسلمين ، فإذا ما وقع فعلاً وهو شيئ نادر الحدوث ، فزوج من أسرى الحرب ، ونادراً ما أصبح أحدهما مسيحياً مخلصاً (248) . كما يقول أدريان ريلانت المستشرق الهولندي في القرن السابع عشر عن تلك الأكاذيب التي روجت عن الإسلام منذ القرون الأولى " إن معظم هذه المؤلفات التي حاربت الإسلام لم تحارب سوى الأشباح التي خلقوها ، فهي أشبه بالانتصار على العدم " (249) . وقد دفع بعض المنصِّرين حياتهم ثمناً لجرأتهم في التعرض للإسلام في القرون الوسطى في أرض المسلمين ، فلم يكتفوا بالدعوة إلى النصرانية ولكنهم عمدوا إلى تشويه صورة القرآن والرسول ( ص ) من خلال حملاتهم ، ومن هؤلاء ريموند لول الذي قتله المسلمون في الجزائر عندما بالغ في إسائته للإسلام . ومن تلك المحاولات أيضاً ما قام به بعض المنصِّرين الأمريكيين ضمن الإرسالية العربية الأمريكية ، ففي واحدة من المنشورات التي قاموا بتوزيعها في الجزيرة العربية ترجمة لمقالة مناوئه للاسلام بعنوان " المسيح أو محمد وبأيهما تثق" ، الأمر الذي جلب على هؤلاء المنصِّرون نقمة السكان المسلمون (250) .
لهذا السبب رأى هؤلاء المنصِّرون أن عملية المباشرة وجهاً لوجه مع الإسلام لن تجدي أي نفع ولا أي نجاح ، فكان استخدام اللادينية ليكون في مواجهة الإسلام هو أحد الحلول للمواجهة غير المباشرة مع الإسلام . وكان التوجه للادينية لكي تقوم بنشر المقولات التنصيرية عن الإسلام كجهة عقلانية مستقلة لا علاقة لها بالتنصير . لكننا وجدنا أن المقولة اللادينية مرتبطة حتى النخاع بالخطاب التنصيري الموجه ضد الإسلام ، مما يعني انفضاح هذه الوسيلة .

والأمر الثاني الذي يدعو الكنيسة للجوء إلى اللادينية هو أن النصرانية بما تحويه من انحرافات ومعتقدات وثنية وأفكار مرفوضة لا يمكن لها مقابلة الإسلام بما يحويه من الوضوح والبيان والبعد عن الإنحرافات . ولهذا كان خوف قدامى الرهبان ورجال الكنيسة من دخول الإسلام في نفوس مسيحيي أوروبا بعدما رأوا بأم أعينهم أنه وفي خلال أقل من قرن قد دخل الناس في أرض العرب وبلاد الشام وفارس وشمال أفريقيا في الإسلام أفواجاً ، بل ودخول المغول في الإسلام الأمر الذي كانت تحسب له الكنيسة ألف حساب . ونتيجة لهذا الخوف من انتشار الإسلام في أوروبا عمدت الكنيسة لتشويه صورة الإسلام أمام شعوبها . ولذلك فإن استخدام اللادينية كقناع للتنصير يتم من خلال تشويه صورة الإسلام و/أو إخراج المسلم من دينه .ولقد قدمت الهيئات التنصيرية كل ما يلزم للقيام بهذا الدور اللاديني ، فكل الكتابات التنصيرية قديماً وحديثاً في ذم الإسلام وتشويه حقائقه يقال الآن من خلال اللادينية وقد قدمنا أمثلة عدة على ذلك فيما سبق .

وبذلك نرى أن التنصير يستخدم اللادينية لتكون اللسان الناطق بها في زعزعة الإسلام بين أتباعه ، لأن من الصعوبة بل والإستحالة بمكان أن يستخدم التنصير مفهوم (العقلنة) بشكل مباشر مع المسلمين في دحض القرآن . فمن الصعوبة أن يأتي القس النصراني ليقول للمسلم أن الإسراء والمعراج خرافة ، بينما في الإنجيل أن دانيال صعد للسماء ، وأن الله صارع يعقوب ، وسوى ذلك . فلهذا كان توجيه تهمة (اللاعقلنة) للإسلام ستكون أفضل من خلال (اللادينية) كفكر عقلاني ، بالرغم من مواقع التنصير العربية تمارس ذات الدور ولكن بطريقة تقديم العون للادينية . فقد رأينا مما سبق كيف أن موضوع كخرافات الإسلام إنما يصدر في الأساس عن موقع تنصيري لينقله الموقع اللاديني فيما بعد .

لقد اقتنع المنصِّرون من خلال تاريخ وجودهم الطويل في العالم الإسلامي والعربي أن زلزلة عقيدة الإسلام في نفوس المسلمين أو كما يسميها زويمر بعملية الهدم هي أفضل وسائل تحويل المسلم إلى نصراني . وتشهد على ذلك العديد من شهادات المنصِّرين أنفسهم . فمثلاً يذكر الدكتور محمد رشيدي والذي عمل وزيراً للشئون الدينية في أندونيسيا في مؤتمر حواري يدور حول بحث سبل تحقيق التفاهم والتصالح بين المسلمين والأقليات الدينية في أندونيسيا ومنهم الكاثوليك والبروتستانت أنه " قبل 60 عاماً حاول المبشرون الهولنديون أيام سيطرة هولندا على أندونيسيا أن ينصروا الأندونيسيين ، ولكن الحكومة الاستعمارية الهولندية رفضت ذلك بشدة فثارت ثائرة المبشرين وهاجموا الحكومة الهولندية في البرلمان الهولندي واتهموها بأنها تحمي الإسلام في أندونيسيا والحكومة لم تكن تحمي الإسلام ولكنها تحمي مصالحها في أندونيسيا من استفزاز حماقة التبشير مع المسلمين في أندونيسيا . وقد سألتهم الحكومة الهولندية : لماذا تريدون تنصير الأندونيسيين مع أنهم مسلمون ؟ فأجابوا : إننا لا نريد تنصير المسلمين ولكننا نريد تنصير أولئك الذين يدعون أنهم مسلمون ولكنهم لا يعرفون الكثير عن الإسلام ولا يعرفون اللغة العربية ولا يؤدون فرائض دينهم على الوجه المنشود " (251) . كما أن الطوائف المنحرفة عن الإسلام تمثل للإرساليات التنصيرية بيئة خصبة للتنصير كما جاء في المؤتمر الثامن لعلماء المسلمين بالأزهر الشريف حيث عرضت وثيقة تقرير تنصيري لمؤتمر عقد في هيون بي كورت في بريطانيا عام 1969م يعرض مخططات ونتائج لحملات تنصيرية في العالم الإسلامي وجاء في أحد نقاط الوثيقة ما ذكره المدعو باكنجهام حول بعض الأقاليم الإسلامية ومنها زنجبار التي يقول عنها " تعاني الجمعية التبشيرية صعوبات سياسية وخاصة في إدخال الإنجيل إلى المنطقة ومن الملاحظ أنه من السهل قلب الإسماعيليين إلى مسيحيين " (252) . ويذكر أحد تقارير الإرسالية الأمريكية العربية عن سبب اختيارهم للتنصير بين الدروز في لبنان والشام واختيارهم مدرسة عبية التي تقع في قلب جبل الدروز بقولهم " إننا هنا لدينا إلى حد بعيد أهم الوسائل لاكتساب مدخل لعقل الدروز" وذلك لأن الإرسالية عملت على التقرب من الدروز واستغلال بعض التشابه بين المعتقدات الدرزية والمسيحية في بعض الجوانب ..... (253) . كما تمكن الرهبان اليسوعيين بتنصير اثنتين وعشرين أسرة نصيرية (أو نحو ثمانين شخصاً) عام 1930م وذلك بحسب رسالة بعث بها الرهبان اليسوعيون إلى البابا قالوا فيها " أن النصيرية من أحفاد الصليبيين ، وأن التعليم الديني عند الرهبان جعلهم يرون أن النصرانية خير الأديان " . وقد أدى ذلك الحادث المثير إلى أن يؤسس اليسوعيون مركزاً للتبشير في بلاد العلويين وفي قرق خان (254) . كما جاء في التقرير الذي أصدرته لجنة التنصير بكنيسة كليفلاند البروتستانتية في أمريكا والمكون من 94 صفحة حول تجربة التنصير في عدد من قرى ومدن الجرزائر على مدى خمس سنوات (إلى عام 1993م) . فقد اعترف التقرير في صفحاته الأولى بصعوبة التنصير بين المسلمين إلا إذا كانوا طائفة من ثلاث على وجه التحديد . أن يكونوا من جماعات الصوفية ، أو يكونوا تابعين لمذهب شيعي أو تابعين لطائفة القاديانية ، إذ أن هذه الطوائف الثلاث تشترك مع عقيدة النصارى بقبول ما يعرف بالحلول الإلهي في الإنسان ، وهو ما يمهد الطريق أمام المنصِّر لقبول عيسى المسيح كإبناً لله (255) .

يتبع إن شاء الله ........

___________________________

(247) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص63
(248) تاريخ حركة الاستشراق – الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا حتى بداية القرن العشرين، يوهان فوك، تعريب عمر العالم، ص 28
(249) موقف الغرب من الإسلام _ محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص 48
(250) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص235
(251) حقائق ووثائق .. دراسة ميدانية عن الحركات التنصيرية في العالم الإسلامي ، د. عبدالودود شلبي ، ص 43
(252) الإسلام والمسلمون بين أحقاد التبشير وضلال المستشرقين ، د. عبدالرحمن عميرة ، ص 50
(253) التنصير الأمريكي في بلاد الشام 1834-1914 ، د. عبدالرازق عبدالرازق عيسى ، ص 145
(254) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 50-54
(255) من الإرسالية العالمية للتنصير ..37 نصيحة للمنصِّرين في بلاد المسلمين ، أحمد عبدالله ، ص 6

وصية المهدي
04-19-2006, 09:49 AM
تابع ..............

ومما سبق يتضح لنا أن القاعدة التي يتبعها المنصِّرين هي " أن تنصير المسلمين مستحيل " – أي تحويلهم من الإسلام إلى النصرانية – كما يقول المستشرق الألماني كامبفماير ، وأن المبشرين المسيحيين يعلمون جيداً " أنهم لا يقدرون على تغيير عقيدة المسلم " كما يؤكد المستشرق الفرنسي كلود كاهن ، وأن الإسلام كما يلحظ ليندون هاريس " هو الديانة الوحيدة التي تعد على الدوام تحدياً أو مناجزة لجهود التبشير والمبشرين " . ومن قبل لاحظ الباحث الفرنسي هنري دي كاستري " أن استعصاء المسلمين على التنصر بواسطة المرسلين واستحالة إخضاعهم بالقوة هما السببان اللذان يعترضان تنصرهم " ، الأمر الذي دفع المبشرين إلى " الاعتراف بوجوب العدول عن الوعظ مباشرة " رغم أنهم متمسكون برسالتهم ولم يملوا من الجهاد في سبيلها أمام صلابة الإسلام . . وهم من أجل ذلك سعوا لاعتماد طرق وأساليب أكثر التواءً وبعداً عن الاصطراع الديني المكشوف " فلم يحاولوا أن يحوموا حول مسألة الدين مطلقاً وإنما زرعوا البعد عن الدين مع كونهم من الأحبار " وفق المبدأ النصراني المعروف إزاء الإسلام المتفوق " اقتلوني واقتلوا مالكاً معي " (256) . ويعترف بذلك أيضاً أحد المستشرقين الهولنديين في مقال بعنوان (أثر القرآن في صياغة الحياة الإسلامية) منشور في الدورية الإستشراقية السنوية المسماة (الإسلام) عدد عام 1963 حيث يقول في نهاية مقاله : " أنه لا فائدة ترجى من محاولة تغيير أفكار المسلمين عن طريق تغيير فهمهم لحقائق القرآن وحقائق الإسلام ! فهي أرسخ من أن تقبل التغيير ! وإنما يكون التغيير عن طريق إدخال المفاهيم الأوروبية في حياة المسلمين كواقع لا علاقة له بالإسلام ولا بالدين " (257) . ألا يلعب اللادينيون هذا الدور !!

لقد أخذت خلال هذه المذكرة البسيطة عن التنصير من خلال اللادينية موقعاً واحداً من مواقع اللادينية العربية وهو منتدى اللادينيين العرب كمثال فقط . ولكن التعجب الذي قد يصدر عن البعض تجاه هذا الطرح هو أن مثل هذه المواقع تهاجم أيضاً النصرانية وغيرها من الأديان .
ومن هنا يجب التأكيد عن أمرين :
الأول : إن تركيز هذه المواقع هو تجاه الإسلام فقط وأن المواضيع المطروحة ضد باقي الأديان لا تكاد تذكر مقارنة بالمواضيع المطروحة ضد الإسلام . وهذا باعتراف محرري هذه المواقع من قولهم أن الإسلام هو المسيطر على العالمين العربي والإسلامي ومن ثم كان هو المستهدف بالحملة اللادينية . وإن أي نظرة سريعة لهذا المواقع – ومنتدى اللادينيين العرب كمثال – فسنجد الحملة مركز على الإسلام وأخلاق الرسول والقرآن بشكل مفضوح للجميع . ومن هنا كان لطرح بضعة مواضيع لا تكاد تعد عن النصرانية لا يكاد يمثل أي أهمية تذكر . إن مشكلة هذه المواقع هي مع الإسلام وهذا ما بقولونه بكل واضح من أن الإسلام هو الدين الطاغي على المنطقة العربية .

الثاني : إن تخفي التنصير من وراء اللادينية لتشويه صورة الإسلام هو أولاً وأخيراً عمل أقل ما يقال فيه أنه عديم الأخلاق ، فاقد للمصداقية . ويمكننا أن نعتبره فاقد لكل معايير الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها من يريد دعوة الناس لدينه . وبالتالي فإن التهجم ببعض المواضيع على النصرانية لن يزيد أي شيئ في الانحطاط الخلقي للتنصير المتخفي باللادينية . فإن كان الطرح نفسه لا أخلاقياً من أساسه فكيف ستكون وسائله !! إن صامويل زويمر عميد التنصير في العالم الإسلامي يقول للمنصِّرين " لتكن لكم نعومة الأفعى في الزحف إلى قلوب المسلمين . إن المسلم لا يغير دينه بسهولة لذلك كان لا بد من تخديره قبل فتح بطنه كما يفعل الجراحون " (258) . أليس التمويه بطرح بعض المواضيع ضد النصرانية هو من باب التخدير !!

_____________________________

(256) نظرة الغرب إلى حاضر الإسلام ومستقبله ، عماد الدين خليلي ، ص 26-27
(257) المستشرقون والإسلام ، محمد قطب ، ص 131
(258) الزحف إلى مكة .. حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ، د.عبدالودود شلبي ، ص29

وصية المهدي
04-20-2006, 09:46 AM
خاتمة

إن الحمدلله على ما أتم به علينا من فضله في الانتهاء من هذه المذكرة المبسطة حول اللادينية والتنصير .

لقد ذكرت في مقدمة المذكرة أنه ليس من أهداف هذه المذكرة الرد على دعاوي المنصِّرين وأذيالهم من اللادينيين في دعاويهم ضد الإسلام . فلقد قامت بالرد عليها الكثير من الأقلام قديماً وحديثاً . فمن ذلك قديماً كتاب (الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة) الذي ألفه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي القرافي المتوفي سنة 684هـ (1285 أو 1286م) . وقد ألفه في الرد على بعض النصارى الذين ألفوا رسالة " مشتملة على الاحتجاج بالقرآن الكريم وعلى صحة مذهب النصرانية ولا يقبلوا ما فيها من الدلالة على نبوة محمد ( ص ) " . كما يعالج الكتاب قضية النسخ في القرآن (259) . وكذلك كتاب (حجج الملة الحنيفية وجواب لكل سؤال) الذي صنفه مجهول عاش في القرن الخامس عشر الميلادي . وهو دفاع عن الإسلام ضد النصارى وهو موجه إلى الملك محمد الثاني عام 1455م (260) . وكذلك كتاب الانتصارات الإسلامية في دفع شبه النصرانية للشيخ نجم الدين سليمان القوزي الطوفي الحنبلي (المتوفى سنة 710 هـ) حيث ذكر مصنِفه أنه رأى كتابا لبعض النصارى طعن به في دين الإسلام فصنف في الرد عليه هذا الكتاب (261) . وحديثاً كتاب (حوار مع أهل الكتاب – الرد على شبهات حول الإسلام) للمؤلف محمد أبو الوفا وقدم له الدكتور يوسف العظم حول الردود على أسئلة يوجهها مجموعة مبشرين مهمتهم الترويج لمعتقدات الكتاب المقدس خاصة بين المسلمين بادعاءات وأسئلة في صلب الإسلام مفادها التشكيك بالمعتقدات . وكذلك العديد من الكتب التي أستعنت فيها في هذا البحث الموجز حيث قام المؤلفون بالرد على الشبهات التنصيرية والاستشراقية . بالإضافة إلى العديد من المواقع الإسلامية المتخصصة في الردود على الشبه والتلفيقات التنصيرية ضد الإسلام .

إن مما نقرأه أو نسمعه كل يوم حول الأكاذيب الشائعة عن الإسلام في الإعلام الغربي ومن قبل اللاهوتيين الغربيين ليس إلا نتاج التعليم الكنسي المشوه عن الإسلام والضارب في جذوره إلى القرون الوسطى . إن تعدي بعض الصحف على الرسول ( ص ) وتصويره بما لا يليق به عليه الصلاة والسلام في صحف دانماركية ونرويجية وفرنسية وسواها ، إنما هو نتاج الصورة المشوهة عن الإسلام والتي يتم تقديمها للصغار قبل الكبار من قبل الكنيسة في هذا العالم الغربي . إن أصول المشكلة لا تزال موجودة وراسخة في الفكر الكنسي الغربي عن الإسلام وتعديلها أو تصحيحها إنما هو من المستحيلات كما سبق وأشرنا لأقوال عدد من كبار المستشرقين أنفسهم .

إن أسئلة كثيرة تثار في ختام هذه المذكرة : هل مواقع اللادينية العربي تم إنشائها من قبل مؤسسات كنسية ؟ أم أنشأها أفراد نصارى امتلؤا حقداً على الإسلام ؟ هل تم تدريبهم في مراكز كنسية تعنى بالتنصير بين المسلمين ؟ هل هذه المواقع هي تجارب حية يقوم بها هؤلاء المنصِّرون ليروا نتيجتها كخطة من كثير من الخطط التي تناوبوا في تطبيقها على المسلمين من أجل إخراجهم مندينهم أو تنصيرهم ؟ هل هذه المواقع متعلقة بنتائج مؤتمر كولورادو 1978 لتنصير المسلمين ؟

وأخيراً : هل يمكن لنا كمسلمين إيقاف هذه المواقع عن طريق آلاف من رسائل الطلب إلى الحكومات الإسلامية بإيقافها لما بها من تعدي على الله ورسوله والقرآن ؟ ألا يمكن طرح طلب منع هذه المواقع عن طريق البرلمانات العربية ؟
لقد ثار المسلمون للإساءة للرسول ( ص ) والقرآن في صحف غربية أو شركات تجارية وأدى ذلك لحملات مقاطعة ، أفلا يمكن القيام بالمثل تجاه هذه المواقع بتشديد الحملة عليها لمنعها من الظهور في بلدان كمصر وبعض دول الخليج وسوريا والأردن ؟
ربما .......

وآخر كلامنا أن الحمد لله رب العالمين .....

__________________________________

(259) أدب الجدل والدفاع في العربية بين المسلمين والمسيحيين واليهود ، موريتس شتينشنيدر ترجمة صلاح إدريس ، ص 22 – 23
(260) أدب الجدل والدفاع في العربية بين المسلمين والمسيحيين واليهود ، موريتس شتينشنيدر ترجمة صلاح إدريس ، ص 58
(261) كشف الظنون ج:1 ص:174

ابو مارية القرشي
04-20-2006, 01:17 PM
إن مما نقرأه أو نسمعه كل يوم حول الأكاذيب الشائعة عن الإسلام في الإعلام الغربي ومن قبل اللاهوتيين الغربيين ليس إلا نتاج التعليم الكنسي المشوه عن الإسلام والضارب في جذوره إلى القرون الوسطى . إن تعدي بعض الصحف على الرسول وتصويره بما لا يليق به عليه الصلاة والسلام في صحف دانماركية ونرويجية وفرنسية وسواها ، إنما هو نتاج الصورة المشوهة عن الإسلام والتي يتم تقديمها للصغار قبل الكبار من قبل الكنيسة في هذا العالم الغربي . إن أصول المشكلة لا تزال موجودة وراسخة في الفكر الكنسي الغربي عن الإسلام وتعديلها أو تصحيحها إنما هو من المستحيلات كما سبق وأشرنا لأقوال عدد من كبار المستشرقين أنفسهم

صدفت أخي الحبيب ...نتيجة مهمة جداً تغيب عن بال الكثير من أبناء أمتنا ، بل ربما استبعدها البعض تماماً!!

أخي الحبيب، أرجو إرسال هذا البحث القيم الى أهم المكتبات على النت كالمشكاة وصيد الفوائد وملتقى أهل الحديث والعمل على نشره.
حمل لي المذكرة على ملف ورد وسأساعد في نشرها بإذن الله.

وصية المهدي
04-22-2006, 01:56 PM
السلام عليكم

أود التنبيه إلى خطأ في التاريخ ورد في المداخلة السابعة أثناء الحديث عن عبدالمسيح الكندي ، حيث ورد خطأً أنه ظهر في القرن العاشر الميلادي ، والصحيح أنه ظهر في القرن التاسع الميلادي . لذا وجب التنويه .



وظهر في القرن العاشر الميلادي عبد المسيح بن إسحاق الكندي الذي كان عاملاً في بلاط الخليفة المأمون والذي كتب ردَّاً على رسالة عبدالله الهاشمي التي يدعوه فيها إلى الإسلام

ParadoX
04-23-2006, 12:47 PM
الزميل وصية المهدي،

مجهود كبير بالفعل،
ولكنه للأسف مبني على أساس خاطئ:
"الأخذ بجزئية صغيرة واستخراج قاعدة عامة منها".

إن ظننتَ أن هدف اللاديني هو إخراج المسلمين من دينهم، فأنت مُخطئ زميلي.
والأخذ بمداخلات بعض الأعضاء، وربط ذلك بالنتصير هو أمر غير صحيح منطقياً.
بالتأكيد، سيعتقد بعض المسلمين أن هدف اللاديني هو التنصير عندما يرى نقداً لدينه قد قرأ ما يُشبهه عند مسيحي.
تماماً كما سيظن المسيحي أن اللاديني ما هو إلا يهودي يريد تهويد العالم.

ولكن للأسف الأمر ليس كذلك، فأنا شخصياً والكثير ممن أعرفهم، لادينيون من أصول إسلامية!.، أما منتحلي الشخصية، فلا قيمة لهم ولا يصح اعتبارهم إلا منتحلين.

عليك إدراك أن تركك للدين X أو Y ليس دخول في دينٍ جديد، ولا دعوةً لشيء. ببساطة؛ تركك لذلك الدين، يجعل منك -من المنظور الديني- لادينياً.

ويجعل مني -من منظوري أنا- إنساناً يرفض التصديق بكل خرافة.

وصية المهدي
04-23-2006, 03:02 PM
الزميل بارادوكس
تحية طيبة


الزميل وصية المهدي،
مجهود كبير بالفعل،
ولكنه للأسف مبني على أساس خاطئ:
"الأخذ بجزئية صغيرة واستخراج قاعدة عامة منها".
ما هي القاعدة التي تقول أنني أردت أن أخرج بها ؟
كبار المنصرين يقولون أنه لكي ينجح تنصير المسلم فلا بد إخراجه من دينه (عملية الهدم) .
اللادينيون يتهجمون على الإسلام بذات الطريقة والنهج بل وبنفس الكلام الذي يستخدمه المنصرون منذ قرون . ثم تأتي بتقول لي أن :


سيعتقد بعض المسلمين أن هدف اللاديني هو التنصير عندما يرى نقداً لدينه قد قرأ ما يُشبهه عند مسيحي.

ما يثير الغرابة أن اللاديني يستخدم منهج (التشابه) لكي يثبت أن الإسلام ديانة مصدرها بشري . لكننا عندما نستخدم نفس أسلوبه (التشابه) لكي نثبت أن أسلوب (اللاديني) هو ذاته الأسلوب (التنصيري) في مهاجمة الإسلام تراه يشكك في هذا الطرح !!
هل هي انتقائية أم تهرب ؟

المذكرة يا عزيزي في إحدى جوانبها تضع كلام المنصرين ضد الإسلام على مدى قرون طويلة وتقارن به كلام اللادينيين ، لنخرج بنتيجة واضحة أن اللادينيين العرب يرتكزون على المقولة التنصيرية في التهجم على الإسلام . هل تستطيع أن تنكر ذلك بعد عشرات الأمثلة الموضحة في المذكرة ؟

هل تستطيع أن تنكر أن المنصرين يتخفون برداء اللادينية لتشكيك المسلم بالإسلام والرسول ( ص ) والقرآن ؟
لقد أثبتنا ذلك في هذه المذكرة ،
وأوردنا فوق ذلك أقوال كبار المنصرين وشهاداتهم التي تدعم أفعالهم .

وأعيد وأكرر مرة أخرى أن المقصد التنصيري ليس في تحويل المسلم إلى النصرانية . كلا .. التنصير أولاً وقبل كل شيئ هو إخراج المسلم من دينه ، وهذا قد أوضحناه من كلام زويمر نفسه وهو عميد التنصير في العالم الإسلامي وسواه من المنصرين . التنصير أولاً وقبل كل شيئ هدفه جعل المسلم بلا دين ، سواء أدى ذلك فيما بعد لكي يصبح نصرانياً أم لا .

ParadoX
04-24-2006, 02:40 AM
الزميل الكريم وصية المهدي،

تحية طيبة،

ما هي القاعدة التي تقول أنني أردت أن أخرج بها ؟
كبار المنصرين يقولون أنه لكي ينجح تنصير المسلم فلا بد إخراجه من دينه (عملية الهدم) .
اللادينيون يتهجمون على الإسلام بذات الطريقة والنهج بل وبنفس الكلام الذي يستخدمه المنصرون منذ قرون .

الاختلاف بين الفكر اللاديني والتنصيري، هو أن المنصر فعلاً يريد إخراج المُسلم من دينه، أما اللاديني فلا.
زميلي الكريم، ليس لي مصلحة بأن أخرج المسلمين من دينهم، فلا يهمني في الحقيقة إن تركوا دينهم أم لا، وليس لدي أصلاً ما أدعوهم إليه، ليس أكثر من التفكر وإعادة التفكر.

وهناك حقيقة مهمة، تجدها في الكثير من الموضوعات اللادينية، وهي نقد "الأديان" ككل، وليس نقد الإسلام فحسب، نعم الكثير من المواضيع هي نقدٌ للإسلام، وهذا طبيعي لأن حيز الإسلام في مجتمعاتنا العربية لهو كبير للغاية، وبشكل طبيعي إن معظم اللادينيين هم من أصول إٍسلامية عارفين به من الداخل أكثر بكثير من معرفتهم بالمسيحية مثلاً لنقدها.. أليس كذلك؟

ومن غير المُشرِّف لي أن يظنني البعض منصِّراً، كنتُ مسلماً يوماً، وتركتُ الإسلام لعدم اعتقادي بصحته ولا بصحة دينٍ آخر.

وصية المهدي
04-24-2006, 01:44 PM
الزميل بارادوكس

لماذا لا تجيب على سؤالي المباشر . أنت قلت أنني أريد أن أخرج بقاعدة من هذه المذكرة . فهلا تفضلت بتبيان هذه القاعدة التي تزعم أنني أردت أن أخرج بها ؟
لأني من كلامك أشك في قرائتك للمذكرة ، وربما ردودك هي من جراء قرائتك لعنوان المذكرة فقط .

أما خوفك من أن يعتبرك اللآخرون منصراً ، فهو خوف محقوق ، وبخاصة أنك أقررت في مداخلتك الأولى بأن هناك منصرين ينتحلون اللادينية عندما قلت :

أما منتحلي الشخصية، فلا قيمة لهم ولا يصح اعتبارهم إلا منتحلين
والسؤال الآن : لماذا ينتحل المنصر صفة اللاديني عندما يريد أن يتهجم على الإسلام ؟
هذا سؤال مشروع وخاصة إن كنت قرأت المذكرة بتفاصيلها .

شكراً لك .

ahmedmuslimengineer
07-30-2006, 02:39 PM
جزاك الله خيرا على هذا البحث الرائع اخ وصية المهدى

Doctosienz
08-13-2006, 09:23 AM
إن أسئلة كثيرة تثار في ختام هذه المذكرة : هل مواقع اللادينية العربي تم إنشائها من قبل مؤسسات كنسية ؟ أم أنشأها أفراد نصارى امتلؤا حقداً على الإسلام ؟ هل تم تدريبهم في مراكز كنسية تعنى بالتنصير بين المسلمين ؟ هل هذه المواقع هي تجارب حية يقوم بها هؤلاء المنصِّرون ليروا نتيجتها كخطة من كثير من الخطط التي تناوبوا في تطبيقها على المسلمين من أجل إخراجهم مندينهم أو تنصيرهم ؟ هل هذه المواقع متعلقة بنتائج مؤتمر كولورادو 1978 لتنصير المسلمين ؟

(ده كلام) ......
أشكرك على هذا المجهود ..

لكن انتظر مني موضوع يحكي عن تجربة أحد أصدقائي في ذلك المنتدى .... وهو أحد الأعضاء الـ 24 الذي صنفتهم إدارة ذلك المنتدى ولا أدري ما وضيفتهم بالضبط .. ولا تظهر تلك القائمة إلا لهم فقط .. وذلك بضغطهم على كلمة مجموعات ..
المهم ذلك العضو تعرض لدعوة تنصيرية من خلال جماعة تنصيرية في مصر وتعرف عليهم من خلال صديق عن طريق الماسينجر وذلك الصديق يعيش في المانيا ... المهم دله على الجماعة وتعرف على الرأس الكبيرة - بتاعة - التنصير في مصر ... والمهم بعد تعرضه لهم ... وجد أن هناك أعضاء في منتدى (...) يحدثونه عن أنه الآن على صواب أي أن المسيحيية هي الحق (على الرغم من أن الأعضاء في ذلك المنتدى على أساس أنهم مسلمين أصبحوا لادينيين _ مجموعة من الأعضاء- .. وعلى الرغم من أنه لم يخبر أحدا أصلا على موضوع تعرضة لهذه العصابة بل طبعا اتصالاتهم تجري مع بعضهم على قدم وساق. يعني أن هناك في منتدى (...) أعضاء هم مسيحيين يعملون من أجل التنصير .. والمنتدى أيضا برمته مسيحيي والإداريون مسيحيون بأدلة دامغة .
لا أريد أن أحرق الفيلم .... لكن هذا غلاف القصة الخلفي. سأكتبها فيشريط خاص .


متابعة إشرافية
مراقب 1

وصية المهدي
08-16-2006, 02:31 AM
لا أريد أن أحرق الفيلم .... لكن هذا غلاف القصة الخلفي. سأكتبها فيشريط خاص .


أخي الكريم

نحن بانتظارك على أحر من الجمر ....

ولا أشك في قرارة نفسي لحظة واحدة بما تقول ،

ولكن أرجوا منك التوثيق قدر ما تستطيع كذكر حوادث معينة أو حالات محددة

وفقك الله وسدد خطاك في فضحهم والتشهير بهم .

رباني
09-22-2006, 12:19 PM
قصة الاسراء والمعراج الاسلامية :- هل اقتبسها رسول الاسلام من مصادر فارسية ؟![/SIZE]

دائما تتحدث المجادلات الانفعالية المسيحية عن الاسلام باعتباره خليط من أدبيات الحضارات القديمة صاغه رسول الاسلام بشكل جديد لينسبه في النهاية للسماء أو الوحي الالهي .
ومن ضمن هذه المجادلات قصة معراج النبي محمد إلى السماء .
كثير من المبشرين والمستشرقين زعموا أن رسول الاسلام اقتبس هذه القصة ( يقصدون التفاصيل في السنة تحديدا باعتبار القرآن لم يذكر تفاصيل كثيرة ) من الأدب الزاردشتي ونسبها لنفسه .

الجديد في الموضوع هو انسياق الكثير من الكتابات اللادينية وراء هذه المزاعم المسيحية الأصل فتجد كاتبا ملحدا مثل ( كامل النجار) ينقل هذه المزاعم من كتاب ( لماذا أنا لست مسلما ) لمؤلف يكتب تحت الإسم المستعار ( ابن وراق ) .
يقول كامل النجار أن القصة الفارسية كتبت اربع قرون قبل الاسلام !!!!!
ونحن نسأل ما هو مصدر كامل النجار ؟
لم يذكر لنا مصدره ولكن نفس الشيء تجده مذكورا في كتاب
ابن وراق ( لماذا أنا لست مسلما ) !!
نعود ونسأل :- ما هو مصدر ابن وراق ؟ مصدره هو كتاب القس كلير تسدال
( المصادر الأصلية للقرآن ) .
نستمر في تتبع السلسلة ونسأل من جديد عن مصدر كلير تسدال ؟
( تسدال ) في الحقيقة يتبنى قول جولدزيهير في كتابه ( الاسلام والفارسية ) .

لا يفوتني أيضا أن أشير إلى أن القس ( أنيس شروش ) يشير في كتابه
(Islam Revealed: A Christian Arab's View Of Islam)
( كشف الاسلام :- رؤية مسيحية عربية للإسلام ) أن الاسلام اقتبس هذه القصة من المصادر الهندوسية !!!!
لا أحد يحاول أن يتأكد من صحة الخبر . فالكل يسارع في النقل كالأعمى .


هل حقا هذه القصة كتبت قبل الإسلام بأربع قرون ؟
هل يوجد تشابه بين هذه القصة وحادث معراج النبي محمد عليه الصلاة والسلام ؟
تعالوا لنرى :-
القصة كما ترجمها د- فريدان فاهمان في كتاب
(Arda Wiraz Namag by Fereydun Vahman)
تحكي فترة انهيار الديانة المازيدية فاجتمعت الكهنة واجروا قرعة لاختيار رجل يرسلونه للمملكة الروحية فيأتي لهم بالحل المنقذ . ووقعت القرعة على البطل الذي اسمه في حكاية (ويراذ ) وفي حكاية أخرى ( أدربادي ).
ثم يسقونه خمرا ويعطوه مادة مخدرة اسمها ( هوما ) فيغط في نوم عميق
وبعد سبعة أيام يستيقظ ليحكي لهم ما رآه في المملكة الروحية .
ما يراه المبشرون متشابها مع قصة المعراج هو الآتي :-
- البطل كان يمشي على جسر اسمه ( شين واد ) وهو طريق آمن كان ينتقل عليه مع الآلهة ليرى الجنة وفيها الأرواح الطيبة أو الجحيم وفيها الأرواح الشريرة . قال المبشرون أن النبي محمد اقتبس فكرة الصراط من الشين واد .

- قالوا أيضا أن ( ويراذ ) رأى نساء معلقة من أرجلها وتفقأ أعينها بمسامير وتمشط صدورها بأمشاط حديدية وهذا مشابه للقصة الإسلامية حسب قولهم !

تعالوا الآن لنرى ما هو التاريخ الحقيقي لهذه القصة :-
تقول encyclopedia Iranica الموسوعة الإيرانية :-
The Arda@ W^ra@z-na@mag, like many of the Zoroastrian works, underwent successive redactions. It assumed its definitive form in the 9th-10th centuries A.D., as may be seen in the text's frequent Persianisms, usages known to be characteristic of early Persian literature (e.g., generalized use of the durative particle hame@). This book has become comparatively well known to the Iranian public, thanks to its numerous versions in modern Persian (often versified and with illustrations). It was early made available in Western languages by M. Haug and E. W. West (The Book of Arda Viraf, Bombay and London, 1872 [repr. Amsterdam, 1971]; Glossary and Index of the Pahlavi Text of the Book of Arda Viraf; Bombay and London, 1874) and by M. A. Barthe lemy (Artâ Vîrâf Nâmak ou Livre d'Ardâ Vîrâf; Paris, 1887). A recent edition and translation is by Ph. Gignoux (Le livre d'Arda@ Vira@z, Paris, 1984). Inevitably this work has been compared with Dante's Divine Comedy (see the bibliography). Some influences, transmitted through Islam, may have been exerted on the latter, but these remain to be fully demonstrated.

http://www.iranica.com/newsite/index.isc

( اردا ويراذ ناماك مثل باقي الأدب الزاردشتي مرت بتنقيحات كثيرة والصورة الأخيرة لها التي بين أيدينا الآن كتبت بين القرن التاسع والعاشر الميلادي )

مترجم القصة للانجليزية السيد فاهمان يقول في كتابه السابق ذكره :-
( مقدمة القصة ترجح زمن بعد الفتح الإسلامي لفارس .إنها تبدو انتاج أدبي فيما بين القرنين التاسع والعاشر الميلادي . التحليل اللغوي للقصة يؤيد هذا الرأي ) .

إذن الثابت أن النص الحالي للقصة الذي يرى الجميع أن التقليد الإسلامي اقتبسه كتب بعد الإسلام بحوالي مائتي عام .

ولكن ماذا كان يقول النص الأصلي للقصة قبل أن تتعرض للتغيير أكثر من مرة
ومتي خرجت القصة للوجود لاول مرة ؟

لا أحد يعرف تحديدا . وإن كان السيد( فاهمان ) يستنتج من المقدمة أنه ربما بدأت الصياغة الأولى لهذه القصة وقت انهيار الإمبراطورية الفارسية على أيدي المسلمين .
وعلى هذا فتأثر القصة الفارسية بالاسلام في بعض تفاصيلها هو الرأي الصحيح وليس العكس .

بقي أن أقول انه هناك ثلاث مخطوطات للقصة موجودة بين كوبنهجن وميونخ جميعهم تاريخه بعد القرن الرابع عشر الميلادي .
كما هو واضح لنا فالقصة الفارسية هي فولكلور شعبي تعرض للتغيير في محتواه بمرور الزمن كعادة هذا النوع من الفنون والراجح أن القصة تأثرت بحادث معراج رسولنا الكريم في بعض تفاصيلها تماما مثل الكوميديا الالهية لدانتي التي تعتبر إقتباسا لقصة المعراج ( رغم أن هذا القول يغضب أصدقاءنا الإيطاليين ) .

اختم بقول السيدة ماري بويس ( باحثة أدب شرقي ) التي تقول في كتابها :-

Boyce, Mary. ed. Textual Sources for the Study of Zoroastrianism, 1984

( لقد ظل سائدا أن قصة ( آردا ويراذ ناماك ) أثرت في قصة المعراج الإسلامية حتى تبين أن الصورة الأخيرة للقصة الفارسية حديثة العهد بالنسبة للإسلام ) .

وهنا نندهش من الانسياق الالحادي وراء الوهم التنصيري في نقد الاسلام .
كيف يرضى من يزعم أنه تابع للمدرسة العقلية أن يكون تابعا لمدرسة مشهورة بالتدليس .

هذا يجرنا لمقالة أخونا وصية المهدي ( اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير ) .
قليل من العقل لن يضر أحدا يا أصدقاؤنا الملاحدة .

Doctosienz
09-24-2006, 12:52 PM
أخي الكريم

نحن بانتظارك على أحر من الجمر ....

ولا أشك في قرارة نفسي لحظة واحدة بما تقول ،

ولكن أرجوا منك التوثيق قدر ما تستطيع كذكر حوادث معينة أو حالات محددة

وفقك الله وسدد خطاك في فضحهم والتشهير بهم .

الأخ وصية المهدي :

سأعدل (أتراجع) عن كتابة القصة
و السبب أنه ليس هناك ما يمكن الرجوع اليه هناك (أنت تعرف ماذا أقصد بهناك) لمسات واضحة ترجع اليها أنت أو أي أحد غيرك لكي يتأكد لكن كل الذي حدث هو عبر الرسائل الخاصة بينه وبين الأعضاء أو على الماسينجر لذلك لا فائدة تفصيل القصة (لا يوجد تفاصيل مهمه) ولكن تبقى العناوين الرئيسية وافية بالغرض يعني ما كتبته فى ردي السابق هو المجمل والخلاصة الوافية .

وليس همي يا أخي وصية المهدي أن تعرف أنت أو غيرك من الموحدين القصة بقدر ما همي هو ايصال حقيقة وهي أن ذلك المنتدى (...) نصراني (مسيحي) ويعمل من أجل النصرانية وإدارته نصرانية.

ولكن
إذا أراد أي أحد من الموحدين أن يتأكد أن منتدى (...) نصراني (مسيحي) فعلية بكل بساطة أن يشترك (يسجل) فيه وينتقد المسيحية من أبشع وأفضع ما فيها من جرائم وفسق وفجور إلى أصغر التوافه .. ولينتظر. بعدها مضايقة الإدارة فتجدهم يعطلون عليك خصائص معينة ليجعلوك تشعر بالضجر مثلا يمنعوك من التوقيع أو وضع صورة أو ارسال رسائل خاصة أو نوع من المضايقات واذا استفسرت عنها لا تجد رد.

وأهم ما في الأمر أنك ستلاحظ أنهم ما أن يجدوا (غلطة تافة بسيطة) إلا ويقومون بإيقافك ثلاثة أيام (وليس إنذار كباقي الأعضاء) واذا تظلمت للقاضي لن تجد ردا .. ويبحثون عن غلطة أخرى تافهة كل يقيموا الإياقف الثاني ثم الثالث ثم الطرد النهائي أشبة بعملية اغتيال سرية .. هكذا وبكل برود.

المهم أنهم يريدون التخلص منك وبأي طريقة كانت (منطقية أو غير منطقية ، بأسباب أو بدون أسباب ) المهم أنهم لا يريدون ]لمنتدى (...) أن ينتقد المسيحية إلا ما نسبته 1% والواحدفي المئة هذا ما هو إلا لإزالة الشك عنهم.

ولا يريدون أن يتحول من ناقد للإسلام إلى ناقد للمسيحية .

كل هذه المُضايقات كفيلة وكافية بأن تقودنا الى التأكد بانهم مسيحيين وليسوا ملحدين أو لادينيين كما يزعمون . كما أن هناك أعضاء يدعون انهم ملحدين من أصول مسلمة إلا انهم في الحقيقة نصارى هدفهم نقد الإسلام من وراء العبائة اللادينيية وأشهرهم (microwave) و (seek'n find) إلا أن الأخير يعترف بأنه مسيحي وينتقد الإسلام في مواضيع ويدافع عن المسيحيية في مواضيع أخرى ورغم ذلك الحوار (الديني الديني ) إلا إن الإدارة تغض بصرها عن ذلك.

أعتقد أن الأمر واضح الآن.







وهنا نندهش من الانسياق الالحادي وراء الوهم التنصيري في نقد الاسلام .
كيف يرضى من يزعم أنه تابع للمدرسة العقلية أن يكون تابعا لمدرسة مشهورة بالتدليس .

لا تندهش الآن ... هل عرفت أنهم مجرد مسيحيين يتخفون بالعبائة اللادينيية.

هل عرفت الآن أن أصحاب مدرسة التدليس هم نفسهم من يدعي أنه صاحب مدرسة عقلية .. وليس يتبعون بل هم أنفسهم.

وصية المهدي
08-25-2008, 12:37 PM
السلام عليكم ،

للتنبيه : في المداخلة رقم 7 ورد ذكر مناظرة الهاشمي والكندي ، والتي علق عليها الدكتور إبراهيم عوض في مقالة كاملة ، ونبه إلى أنها قد تكون من (مؤلفات) النصارى ولم تحدث على أرض الواقع ، في قوله حفظه الله :


30- ويذهب أحد الدارسين خطوة أخرى فيحدد كاتب الرسالتين بأنه يحيى بن عدى، وهذا الدارس هو د. علي بن محمد عودة، الذى خصص لدراسة هذه النقطة بضع فقرات من مقال مهم له على المشباك بعنوان "العدوان الفكري الغربي على الإسلام وعلى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام" أعطاها المؤلف عنوانا جانبيا هو: "رسالة النصراني الشرقي". وها هى ذى الفقرات المذكورة، والكلام فيها عن الرسالة المنسوبة إلى عبد المسيح بن إسحاق الكندى: "وهي الأخيرة في المجموعة الطليطلية، وتُعْرَف باسم "الرسالة الإسلامية والجواب المسيحي"، وهي التي أحدثت المشروع الكلوني برمته. وهي عبارة عن رسالة وجواب على الرسالة. الرسالة مرسلة من رجل مسلم يُدْعَى: عبد الله بن إسماعيل الهاشمي إلى صديق له نصراني يدعى: عبد المسيح بن إسحاق الكندي، وقد صيغت رسالة الهاشمي المزعومة بحيث يبدو قريبًا للخليفة المأمون، بينما صيغ الجواب وكأن الكندي المزعوم يعمل في بلاط الخليفة نفسه. ومن الواضح أن كلا الاسمين مستعاران وأن كاتب النصين عالم عربي نصراني عاش في العراق في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، والراجح أنه الطبيب والفيلسوف النصراني يحيى بن عدي المتوفى سنة 364هـ/ 975م. ولا نجد لهذه المصنفة ذكرًا في المصادر الإسلامية إلا عند البيروني المتوفَّى سنة 440هـ/ 1048م الذي اقتبس منها نصًا في حديثه عن الصابئة

رابط مقالة د.إبراهيم عوض : هنا على هذا الرابط (http://www.sbeelalislam.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2530&Itemid=83)

وأنوه أنه بسبب خطأ التاريخ بين القرن التاسع والعاشر الميلادي في المداخلة رقم 7 والتي جرى تصحيحها سابقاً ، فقد حدث أن أجبت الأخ الدكتور أبو مارية القرشي في مداخلة لاحقة بشكل غير صحيح عند المقارنة بين الكندي النصراني ، والكندي الفيلسوف المسلم .

لذا وجب التنويه والتصحيح ،

واسطة العقد
12-20-2012, 02:59 PM
بارك الله بالكاتب، و اعاده.