المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدليل الذي افحم به ابن القيم حبرا من احبار اليهود



عبدالرحمن الحنبلي
07-19-2012, 10:09 PM
وقد جرت لى مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة،فقلت له فى أثناء الكلام :أنتم بتكذيبكم محمداً قد شتمتم الله أعظم شتيمة.فعجب من ذلك،وقال :مثلك يقول هذا الكلام!فقلت له:اسمع الآن تقريره،إذا قلتم :إن محمداً ملك ظالم قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله ،وقد أقام ثلاثاًوعشرين سنة يدَّعى أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة ،ويقول :أمرني الله بكذا ونهانى عن كذا واوحى إلى بكذا،ولم يكن من ذلك شئ،ويقول :أنه أباح لى سبي ذراري من كذبني وخالفني ونساءهم وغنيمة أموالهم وقتل رجالهم ،ولم يكن من ذلك شئ ،وهو يدأب فى تغيير دين الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم ،فلا يخلو إما أن تقولوا إن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه.أو تقولوا إنه خفى عنه ولم يعلم به،فإن قلتم لم يعلم به نسبتموه إلى أقبح الجهل وكان من علم ذلك أعلم منه ،وإن قلتم بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليه فلا يخلو إما أن يكون قادراً على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا،فإن لم يكن قادراً فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافى للربوبية ،وإن كان قادراً وهو مع ذلك يُعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلى كلمته،ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له هذا من أعظم الظلم والسفه الذى لا يليق نسبته إلى اَحاد العقلاء فضلاً عن رب الأرض والسماء ،فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه وهذه عندكم شهادة زور وكذب.
فلما سمع ذلك قال:معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفترٍ بل هو نبي صادق من اتبعه أفلح وسعد.قلت :فما لك لا تدخل فى دينه ؟،قال:إنما بعث إلى الأميين الذين لا كتاب لهم ،وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه ،قلت له:غلبت كل الغلب ،فإنه قد علم الخاص والعام أنه أخبر أنه رسول الله إلى جميع الخلق ،وأن من لم يتبعه فهو كافر من أهل الجحيم،وقاتل اليهود والنصارى وهم أهل كتاب ،وإذا صحت رسالته وجب تصديقه فى كل ما أخبر به ؛فأمسك ولم يحر جواباً"أهــــ كلامه -رحمه الله.

جُنيد الله
07-19-2012, 10:47 PM
رحِم الله إبن القيٍم

هذا أيضا يوافق تفسير الشيخ السعدي رحمه الله للاية"قل أنزله الذي يعلم السر في السموات و الأرض"سورة الفرقان
حيث فسرها بالاتي:
" وجه اقامة الحجة عليهم أن الذي أنزله هو المحيط علمه بكل شئ فيستحيل و يمتنع أن يقول مخلوق و يتقول عليه هذا القران,و يقول:هو من عند الله و ما هو من عنده!
و يستحل دماء من خالفه و أموالهم و يزعم أن الله قال له ذلك.و الله يعلم كل شئ,و مع ذلك يؤيده و ينصره على أعدائه و يمكنه من رقابهم و بلادهم,فلا يمكن أن ينكر أحد هذا
القران الا بعد انكار علم الله.و هذا لا تقول به الا طائفة من بني ادم,سوى الفلاسفة الدهرية.
و أيضا,فان ذكر علمه تعالى العام ينبههم و يحضهم على تدبر القران و أنهم لو تدبروا فيه لرأوا فيه من علمه و أحكامه,ما يدل دلالة قاطعة على أنه لا يكون الا من عالم الغيب و الشهادة"

و السؤال الان استاذ عبد الرحمن الحنبلي
هل اليهود و النصارى ملاحدة لطعنهم في قُدرة الله؟و إنتقاصهم من قدره؟