المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن الـ(بدون) المصريين - د. دسوقي أحمد



د. هشام عزمي
08-03-2012, 03:26 AM
عن الـ(بدون) المصريين
د. دسوقي أحمد

قطار برلين السريع - محطة هانوفر الرئيسية
أستعد لبدء رحلتي إلي مدينة (دورتموند) الالمانية , أجلس في مقعدي وقد أنهكتني حرارة الجو مع الصيام.
يرن هاتفي برقم لاأعرفه فأجيب :
- عبدالعاطي (اسم العائلة كماتقتضي التقاليد الالمانية)
يرد الطرف الاخر
- سكرتارية بروفيسور دكتور شميدت - مركز القلب والسكر باد أوينهاوزن , سوف يتم توصيلك بالبروفيسور دكتور كورنيليا بيبر نائبة رئيس القسم.
تنتهي السكرتيرة من بروتوكول المحادثات الرسمية دون أن أقاطعها وتبدأ الدكتورة (بيبر) مكالمتها :
- مساء الخير هر عبدالعاطي , تتحدث إليك البروفيسور دكتور كورنيليا بيبر من مركز القلب والسكر بـ(باد أوينهاوزن) بخصوص طلب التوظيف والسيرة الذاتية والاوراق التي أرسلتها إلينا , ثم تبدأ السيدة (بيبر) في مجموعة من الاسئلة الغرض منها هو التاكد من المقدرة اللغوية لي وبعض الاسئلة عن طبيعة العمل, أنتهي من كلامي فتستأنف هي كلامها :
- الحقيقة التي لابد أن أذكرها هو أن ألمانيتك جيدة جدا وأؤكد لك أن طلبك هذا لو تم إرساله منذ شهرين أعتقد أنك كنت ستنال الوظيفة علي الفور , للأسف الوظيفة الحالية تتطلب خبرة في مجال الباطنة سنتين علي الاقل وهو مالايتوافر لديك , حسنا أنا أعدك أنك إذا تقدمت لدينا بطلب بعد ستة أشهر فسوف تجد حتما لدينا فرصة جيدة.
تبدأ السيدة (بيبر) في وصلة اعتذار ... وتعيد التأكيد علي إمكانية قبولي عندهم بعد حصولي علي الخبرة اللازمة
أشكر السيدة بيبر وأنهي معها المكالمة . مركز القلب والسكر في (باد أوينهاوزن) هو أحد أهم مراكزعلاج القلب والسكر في العالم وقياداته من مشاهير أطباء علاج السكر والقلب.
يبدأ القطار رحلته , أواصل قراءتي لعاصفة الاحتجاج من الاشاعرة علي احتمالية تعيين سلفي في منصب وزير الاوقاف وتعيد لي مكالمة الدكتورة بيبر ذكري حادثة لم يمر علي ذكراها سنة
قبل عام كنت قد استقلت من وزارة الصحة المصرية كطبيب بشري وبذلت كل جهدي في محاولة السفر للعمل بالمانيا والالتحاق ببرنامج الزمالة هناك .ولأن الأمر يطول فقد سألت واحدا من الاصدقاء أن يحاول البحث لي عن أي وظيفة مؤقتة في أحد مستشفيات القاهرة الكبري وبالفعل كان هناك مكان شاغر بمستشفي السلام الدولي في وحدة جراحة الأورام.
ولأن خبرتي الطبية في مصر كانت في مجال جراحة الاورام ,أعددت سيرتي الذاتية والأوراق المطلوبة وذهبت لمقابلة رئيس الوحدة والمشرف الاداري علي أقسام الجراحة بالمستشفي وهو أستاذ جراحة مناظير بالقصر العيني.
الوظيفة شاغرة وليس هناك من شخص ما لتغطية العجز الحاصل والخبرة المطلوبة هي في مجال جراحة الاورام والمقابلة أمر شكلي تماما ... هكذا أخبرني الصديق
في تمام الساعة الثالثة عصرا كنت أنتظر في أحد مكاتب المستشفي بعد مكالمة مع المسئول .. كان فيها ودودا للغاية مما جعلني اوقن أن المقابلة شكلية بالفعل .. كنت قد استعددت للمقابلة :) بدلة وكرافتة وجيل :) وهندام لاأهتم به في العادة :)
دلف السيد الأستاذ الدكتور إلي الغرفة , جلس علي كرسيه , وسرعان ماتغيرت ملامحه وتقطب وجهه ثم سألني بصورة مباغتة :
- هي الدقن دي بأة موضة ولا تدين ؟
- لأ تدين , أنا الحمد لله طول عمري ملتحي
- طيب . إنت بأة ياعم الشيخ بتعرف تتكلم ألماني وإنجليزي زي مانت كاتب ؟! خد بالك الكذاب بيروح النار
استفزني للغاية أن يناديني بالـ(شيخ) , ليس هذا لائقا علي الاطلاق , اسم محمد رائع للغاية ومن أحب الاسماء الي الله لكنك حين تنادي إبراهيم به سوف يكون أمرا سخيفا للغاية , كما أنه ليس من اللائق علي الاطلاق أن ينادي طبيب زميلا له يراه لأول مرة بالـ(شيخ).
حسنا ... لم اعد أطمع بهذه الوظيفة ,يبدو لي أن ثمة استهزاء في خطاب (الأستاذ الدكتور) لي .. الرجل يقلب الأوراق أمامه باستخفاف واضح ويحدثني دون أن ينظر إلي متشاغلا بأشياء كثيرة .. رددت عليه بسرعة وبحزم واضح :
- مالذي يستحق أن أكذب من أجله ؟
رفع رأسه إلي متسائلا دون أن يتكلم فأجبته بالانجليزية :
You can try !
باغتني هو :
- انت بأة تبع حزب إيه ؟ سلفي بأة من بتوع النور ولا إخوان من الحرية والعدالة ؟
كان الحوار يسير في طريق هزلي ساخر وأبعد مايكون عن الموضوعية التي ينبغي أن تكون عليها مقابلة العمل في مستشفي محترم ... فأجبت الرجل بسخرية طافحة وقد ساءتني سخريته :
- لأ حضرتك أنا يساري ليبرالي في حزب التجمع
نظر إلي برهة ... فاستأنفت حديثي :
- عضو مؤسس بحزب النور وأمين اللجنة السياسية بأمانة الشرقية.
وبعد قليل من الهرتلة التي يجيدها سفهاء القصر العيني مع كثير من السخرية واللاعقلانية والتخلف العقلي أجابني الطبيب المحترم والاستاذ الجامعي :
- طيب ياشيخ أنا هشوف كده الادارة هتقول ايه وهرد عليك.
قابلته بابتسامة واسعة وانطلقت خارجا وأنا أعلم قراره بعد المقابلة الرائعة التي حظيت بها ... الذي حصلت عليه بعدها بساعات عبر اعتذار من الصديق نفسه الذي أخبرني بأن (الأستاذ الدكتور) لم يقبلني في الوظيفة ... الصديق سالني :
هو انتو اتكلمتوا في السياسة وانت قلتلو انك سلفي .!
تذكرت وانا أفتح بريدي الالكتروني لاستقبل رسالتين من (مركز القلب والسكر بمدينة باد أوينهاوزن) إحداهما من شئون العاملين والاخري من الدكتورة بيبر يخبرانني فيها بأسباب عدم إمكانية التوظيف بكل شفافية , هي نفسها الاسباب التي أخبرتني بها تليفونيا وهي كذلك ماوصلني بالبريد مع خطاب شكر ونموذج توظيف لإمكانية المراسلة المستقبلية.

---------------------------------------------
التاسعة مساءا - محطة هام - قطار برلين السريع
يستطيع الأخ (إبراهيم الهضيبي) وهو من الأغلبية الأشعرية الوسطية المصرية الثورية المزعومة أن يدافع عن رأيه في كبريات الصحف المصرية وأن ينتقد بكل عنف (احتمالية) تولي سلفي مصري يحمل الدكتوراة من الأزهر مسئولية وزارة الاوقاف وذلك لاختلافه فكريا مع (الأشعرة) المزعومة للازهر الشريف ... ويستطيع الهضيبي كذلك أن يكتب في نفس الصحف عن الاراء الرجعية المتشددة للسلفيين الذين يرفضون تولي مسيحي رئاسة الجمهورية ويهاجم وهابيتهم المتطرفة ... ويستطيع بعد كل هذا أن يتحدث عن المحاصصات السياسية التي تقصي الكفاءات بزعم التوافق الوطني ويحذر من سيناريو (لبننة مصر) ... ويستطيع بعد ذلك أن ينادي بالديموقراطية وينام قرير العين مستريح الضمير وهو من أنصار الحرية والكفاءة والنسيج الوطني .
بينما لايستطيع (البدون المصريون) من السلفيين امثالي أن يفعلوا نفس الشيء .. (البدون) لمعلوماتك هم مواطنون كويتيون لاتعترف بهم الحكومة الكويتية ولاتعطيهم الجنسية منذ أكثر من ثلاثين عاما هناك.
البدون المصريون هم سلفيوها الذين لايعترف بهم الاعلام المصري الا في مقامات التخويف والارهاب والاتهامات المعلبة.
يستطيع السيد أنس السلطان أن يلقب نفسه بـ(تلميذ الشيخ الشهيد عماد عفت) ويبارز الجميع بزيه ومظهره الأزهري بعمامة الازهر و(الجبة والقفطان) وهو يشجب بقوة أولئك الوهابيون الذين يهتمون بالمظهر لاالجوهر ويأصلون لفقه القشور وينسون جوهر اللباب ... بل يستطيع السيد أنس السلطان (أدام الله ظله) أن ينصب نفسه كاهنا في (كنيسة الأزهر الجديدة) ويعطي صكوك الحرمان الأزهرية ويختمها بخاتم (ثوري) لكل من لايتبني عقيدة الأشاعرة ويخالفها.
أمضي ست سنوات من الدراسة الابتدائية في (معهد شرشيمة الابتدائي) وثلاث سنوات من الدراسة الاعدادية في (معهد شرشيمة الاعدادي) ... تسع سنوات يمضيها طفل يسير يوميا خمسة كيلومترات صباحا وربما وسط شتاء قارس أو صيف حار .. أحيانا يمر (عم جودة) فيقلنا بـ(جراره الزراعي) إلي المعهد رغبة في التخفيف عن (المشايخ الصغار) كما يسميهم وهو سعيد بلباس الاطفال من (جلابية سماوي) و(طاقية بيضاء) .. هذه الـ(تسع سنوات) ليست كافية لتحصل علي صك الأزهرية من كهنة الكنيسة الجديدة لكن غدوات الأخ الهضيبي من الفلكي حيث يدرس بالجامعة الامريكية إلي الجامع الأزهر كافية تماما ليتغير دمه إلي الدم الأزهري المقدس وينال (حق الاعتراف) و (الجنسية الأشعرية الوسطية الازهرية المصرية الثورية) بينما يبقي كل (وهابي متطرف) مثلي (بدون) ليس له اية حقوق.
أمضي ثلاثة سنوات من الدراسة الثانوية في (معهد أبوكبير الثانوي الأزهري) تدرس أربعة عشرة مادة تسعة منها علوم لغوية وشرعية وتحصل علي مجموع يؤهلك لتدخل كلية الطب حيث تدرس إلي جانب العلوم الطبية بالانجليزية ... القرءان الكريم ومواد شرعية ..وتقضي من عمرك عشر سنين أخري وسط مؤسسات الأزهر لتتخرج بعدها تحمل كل شهاداتك اسم (الأزهر الشريف) لكن لايكفي هذا لدي سدنة المعبد لكي تنال حق الاعتراف .. وتظل (وهابيا متطرفا) و (بدون) ليس له أية حقوق.

-----------------------------------
الحادية عشرة مساءا - فندق آشوك 135 شارع شتاين هامر - دورتموند الغربية
لن يشفع لك (كتاب الشيخ الشلبي) ولا سنوات العمر الطويلة ولا الغربة في بلاد المسلمين والكفار ... أنت في كل الاحوال غير كفء مهما نلت من الشهادات العلمية .. أنت في كل الاحوال دخيل مهما تشابهت ملامحك مع ملامح المصريين .. أنت في كل الأحوال إرهابي وظلامي ومتطرف ورجعي ومتخلف وانت خطر في كل المجالات في الصحة والتعليم والبيئة والخارجية والداخلية والاعلام والزراعة .. والاوقاف والازهر.
أنت كنت ذيلا لمبارك وان اعتقلت .. وعميل لامن الدولة وان تم تعذيبك هناك .. وضد الثورة حتي لو كنت من اقوي مناصريها
لن يشفع لك أي شيء ياعزيزي السلفي .. كل ماتفعله هباء .. بحثك عن التوافق ومرونتك السياسية لاداعي لها .. أنت أصلا مبتديء سياسة , جاهل سياسة أو حرامي ثورة .
مالم تقل بأقوال القوم وتعتقد مايعتقدون وتنطق بما ينطقون وتلهث بمايلهثون ... فلن يرضي عنك الاشاعرة ولاالعلمانيون .. ستظل دائما (بدون)
تعيش وسط الناس , مثلهم تماما , يصيبك مايصيبهم , يسوؤك مايسوؤهم , تضحك معهم , وتبكي معهم , تثور معهم , تموت معهم , تحرس معهم , تلعب معهم ثم يأتي السيد (خالد يوسف) والمناضل (حمدين صباحي) ليتهموك بأنك (تيار دخيل).
يصر الاعلام علي تسمية مظاهراتك (جمعة قندهار) وعلي وصف لحيتك بالـ(مظهر الشاذ) وعلي وصم امرأتك المنتقبة بنساء الوهابية ... ثم يطالبك الجميع بالتوقف عن إشعال الحرائق الطائفية والتوقف عن (التمييز) بين المواطنين.
أنت المتهم الأول والأخير .. السلفي متهم حتي تثبت إدانته .. فإذا استحال اتهامه وعجزوا عن ادانته ... فلاأقل من أسطوانة سرقوا الثورة .. ركبوا الثورة .. نفخوا الثورة ... قتلوا الثورة
وأنت تعلم ياعزيزي السلفي أن أختام (الثورية) و(الاعتدال) و (النضال) حرام علي (البدون)
مازلت اذكر صديق طفولة .. وزميل مهنة .. يعلم يقينا أبعاد فكري وحدوده وقناعاته ورغم اني أنكر ما أنكره ولم أتخل يوما عن موضوعيتي في نقاشه إلا أن اتهاماته لي بالظلامية والوهابية والثيوقراطية لم تتوقف
عشت سنين عمري منفتحا علي كل التيارات الفكرية مستعدا للحوار وللتوافق .. تبنيت في حزب النور وأخذت علي عاتقي مهمة تثقيف سياسي عميق وبناء توافق فكري وزرع امكانية التعايش مع القوي السياسية بأطيافها المختلفة وبدا لي أولئك (البدون) السلفيون مستعدون للغاية .. وكنت أعزي الشباب الصغير المتحمس الذي يلقي كل يوم من الافك الاعلامي والبهتان مايفت في عضده ويؤذيه ويكفه عن جهده السياسي السلمي.
مهما فعل السلفيون فلن يرضي عنهم الاعلام .. حتي لو تحولوا جميعا الي (محمد يسري سلامة) جديد .. حتي لو اعتنقوا الديانة البرادعاوية الجديدة .. حتي لو تم تعميدهم في كنيسة (الأزهر الأشعري) بيد السيد السلطان والأخ الهضيبي ... حتي لو أثني عليهم المناضل صباحي أو الراقصة دينا أو الممثلة هالة فاخر ... حتي لو دافعت عنهم يسرا وهيفاء وهبي ومريام فارس
مهما فعل السلفيون فلن ترضي عنهم النخب السياسية ... نحن في حرب فكرية ياسادة ... كل مانسمعه عن التوافق هو مجرد مظلة للإقصاء .. كل ماتراه من الحديث عن الديموقراطية هو طريق النخب للاستبداد
مالم تؤمن بأنبياء القوم وتصلي صلواتهم وتجلس في (حضرات) الذكر النخبوية ... لتردد أحاديث البرادعي وآثار صباحي وتتبع السيد خالد يوسف وتؤمن بعبقرية السيدة دينا .. فستظل في كل الأحوال إرهابي وظلامي ومتطرف ورجعي ومتخلف

-----------------------------------
الثانية صباحا - باد بيرمونت (بالقرب من هانوفر) - ألمانيا
قناعتي الآن بوجوب اتخاذ مواقف متشددة للغاية من قبلنا نحن السلفيين .. أن نختار الأكثر تشددا في المواقف السياسية .. الأكثر راديكالية وأن يكون آخر أهدافنا هو البحث عن التوافق الذي لاسبيل إليه ولا إمكانية له .. ولا هدف له
والله لو أن الأمر بيدي لنظمت من شباب السلفيين حركة سلمية تتبني مايقتنعون به ولايهمها أي من الاعلام أو النخب السياسية إسلاميها وعلمانيها
المجد للراديكالية ... المجد للراديكالية ... المجد للـ(البدون) السلفيين المصريين

متروي
08-03-2012, 03:46 AM
السلفيون غير معترف بهم في أي بلد فأنتم على الأقل عرضوا عليكم وزارة البيئة ؟؟؟ و طمأنوكم بأن الحكومة إنتقالية ؟؟؟

أبو الحسام
08-03-2012, 07:46 AM
لهم الدنيا ولنا الآخرة :)

مقال رائع ما شاء الله

ابن عبد البر الصغير
08-03-2012, 08:40 AM
بل الأشياء أراها مترابطة وما يعيش حزب النور إلا نتائج الأخطاء السياسية التي راكمها منذ تأسيسه إلى وقت الانتخابات، والإخوان أيضا سيعانون من صدى أخطائهم السياسية، فالمرحلة أيها الكرام مرحلة إفشال التجربة الإسلامية المعاصرة في الحكم، - المغرب، تونس، ليبيا، مصر - ولا يهمهم كون الحركة الإسلامية الحاكمة على معتقد السنة أو على معتقد الأشاعرة أو الصوفية، إنما يهمهم أن يفشل الإسلاميون .. كل الإسلاميين . فهاهو حزب العدالة والتنمية المغربي الحاكم على معتقد أهل السنة والجماعة وأغلب أعضاءه هكذا فماذا صنع ؟ لا زال متعثرا في مسيرة الإصلاح يحارب المفسدين النافذين في الدولة والوقت يداهمه والشعب ينتظر أن يرى نتائج اختياره .

وقد سبق أن ذكرنا طرفاً من ذلك هنا :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?37609-%E3%C8%C7%D1%DF-%DA%E1%EC-%C3%E5%E1-%E3%D5%D1-%D5%DA%E6%CF-%E3%D1%D3%ED-%E6%E1%DF%E4

فالإسلاميون يدخلون المحيط السياسي دونما مشاركة في وضع قواعده، بل قواعده محددة سلفا من الغرب وأذنابه، والحقيقة أن الحركة الإسلامية تتوهم التمكين، وليس هو بتمكين حقيقي . لأن هذا الأخير لا يأتي بثورة يسقط بها الرأس دون الجذر، أو بإصلاح من الداخل، بل له مقتضيات وأصول أخرى .

لهذا فنصيحتي التعاون ومحاربة الفساد والحفاظ على الصف قدر الإمكان، على الأقل بعض الشر أهون من بعض . والله المستعان