المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان شرك الملحد



أبو القـاسم
09-06-2012, 06:08 PM
قال ابن عباس رضي الله عنهما عن شرك قوم نوح عليه السلام وأسماء معبوداتهم : (أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم : عبدت ) هذه هي الحكاية مع الشرك ..وحقيقة الدافع لوقوع الناس فيه أن الناس تدين بالخوف أو الرجاء أو العظمة فيمن تظن أنها يصلهم منها نفع أو ضرر فاعتقدوا في هؤلاء وسائط يقرّبونهم إلى الله تعالى..وهو ما يفسر لك عبادة أشياء غريبة من الفئران إلى الكواكب ،مدار الأمر : اعتقاد تأثيرها ، بنحوٍ أو بآخر ..إذًا :-

المشرك المألوف: عبد مع الله تبارك وتعالى غيره ، حين شرّك مع الله غيره من المخلوقات في بعض ما حقه أن يفرد به الله عز وجل
المشرك الملحد: عبد الطبيعة دون الله ، حين أضفى عليها بعض صفات الله عز وجل ، ثم زعم كونها خالقة لنفسها بنفسها ..
معتقدا تأثيرها الخفي المنظم في الخلق الذي أنشأ هذه المنظومة الكونية ..ولكن : نسبة الخلق الإبداعي الذي في الطبيعة إلى ذات الطبيعة --> جملة متناقضة = نسبة الإيجاد إلى العدم

الموجودات بعامة تأتلف من مجموعة مفردات = {أ ، ب ، ج...إلخ }..فلا تحتمل القسمة سوى أمرين :-
إما أن (أ) كون نفسه بنفسه وكذلك (ب) إلخ ، وهذه جملة ظاهرة البطلان ،ولا أحد مثلا يقول الإنسان صنع نفسه بنفسه
وإما أن (أ) انبثقت من (ب) ، و(ج) من (ب)..وهكذا ..وفي النهاية ستصل إلى آخر مفردة في الطبيعة بإحصاء دقيق حاصر : من الذرة إلى المجرة ، ولتكن (ي) : هذه الـ(ي) : إما أنها :

1-وجدت بعد أن لم تكن دون شيء فهذا باطل بداهة
2-وإما أنها أزلية ، ولكن هذا يحتمل في قصد المتكلم :
1-إما أنها تحولت إلى (هـ) مثلا أثناء عمليات الانبثاق ، ففي اللحظة التي تحولت فيها زال عنها وصف الأزلية ،
2-وإما أنها يصدر عنها المفردات المختلفة وتبقى كما هي ، فهذه أزلية ..

الملحد يناضل عن أن هذا الكائن الازلي : لا يفهم ولا يعي ولا يعلم ولا ولا حتى يفعل ما يحلو له وهو مرتاح الضمير (بعد أن اغتال ضميره من زمان )..وهنا يتجلى سوء الظن برب العالمين مع إحسان الظن المفرط بالعدميّات ..وكلامه صار باطلا سفسطيا من وجوه كثيرة أذكر منها :-

-مع كونه يصف نفسه بأنه يعقل ويفهم ويتبجح بالعقل كثيرا ، ينفي هذا عمن كان السبب الأعظم في إيجاد عقله ،من جديد نسبة الإيجاد للمعدوم! ولهذا لو اعتذر المسلم عن حوار الملحد كان محقا ..بمثابة شخص مجنون جاء يتحدى عاقلا ، فقال العاقل كيف أحاورك وأنت مجنون كافر بعقلك ؟ يعني لن تكون هناك أرضية صالحة لانطلاق الحوار ..لأن الحوار مبناه العقل في حين كفَر هو بمرجعيته المطلقة التي تكسبه الموثوقية

-لم يجد ممانعا في إثبات الأزلية لشيء ، وكل نضاله نفي أن يكون عليما خبيرا ، فأثبت على نفسه أنه أجهل الناس ، والدليل أنك تجد الناس كلهم يقولون :علم الطب-مثلا- ..وحقيقة قوله : عبث الطب ..أما الأول فناتج عن دراسة بدن الإنسان ،ولو لم يكن وفق قواعد محسوبة ما أمكن أن يدرس في إطار "العلم" ..

-أنه لم يعسر عليه تصور الازلية للمخلوق ، الذي يشهد تغير طبيعته لو خضع لظروف مما ينفي ازليته، ولكن يأبى أن يطلق الأزلية على شيء فوق المخلوق لمجرد أنه لا يراه ..(المادة يرى ما ينفي أزليتها ويثبت الأزلية بكل قوة ، والله عز وجل لم يره فينفيه أو أزليته !!)

-أن الأزلي القائم بنفسه إذا لم يكن عليما حكيما ، لم يزد أن يكون كقطعة خشبة لا أول لها ..وأنى لها أن تنتج الحديد ، دون شرارة قرار ؟ وهب أنها أنتجت الحديد دون قصد واع ، من أين جاءت به ومادتها تختلف عنه ؟ ..! ولهذا قال الله مبينا كل ما سبق بأبهى حلة (أم خُلِقوا من غير شيء أم هم الخالقون* أم خلَقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون )

الموحد :عرف أن المخلوقات تشركه في كونها مخلوقة ،وعرف ربه وأنه منزه عن افتقار المخلوقات ونقصها، فتوجه بعقله وقلبه إلى خالقها وخالقه ، لم يعبد عدمًا -كالملحد- ولم يعبد صنما -كالمشرك واللاديني-..ولكن عبد : ربًا صمدًا عليمًا قديرًا ، (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )

أخوكم
09-06-2012, 08:02 PM
جزاك الله خيرا