المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماحكم الالفاظ التاليه



عبدالرحمن الحنبلي
09-07-2012, 08:41 PM
عندما يركز عليك شخص ما بالايذاء ويوميا يؤذيك ....يقول فلان مركز علي عبدني عباده (هذا لفظ دارج عند العوام ).....هل ياثم من كان لسانه متعودا على هذا اللفظ ويصعب تغييره ....خصوصا انه لفظ دارج بين العوام ؟

كذلك ماحكم اللفظ التالي ......عندما تبحث عن شيء ضائع وتقول لشخص هل رايت هذا الشي ؟ يرد عليك ويقول لم ارى حاجتك ...هل تريدني ان اخلقها لك ؟......هل ياثم من يقول هذا ...مع التفصيل ؟
وجزاكم الله خيرا

اخت مسلمة
09-08-2012, 12:42 AM
إجابة وشرح : فتح المجيد لفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ


(4) قَالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (بابُ لا يَقولُ: عَبْدِي وأَمَتِي).
(5) في (الصَّحيحِ) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قالَ: ((لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ. وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي)).


قولُهُ: (بَابُ لاَ يَقُولُ: عَبْدِي وأَمَتِي) ذَكَرَ الحديثَ الذي في

(الصحيحِ) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ.
وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي)).
هذهِ الألفاظُ الْمَنْهِيُّ عنها وإنْ كانتْ تُطْلَقُ لُغةً، فالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عنها؛ تَحقيقًا للتوحيدِ وسدًّا لذرائعِ الشِّرْكِ، لِمَا فيها من التشريكِ في اللَّفْظِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى هوَ رَبُّ العِبادِ جَمِيعِهم، فإذا أُطْلِقَ على غيرِهِ شَارَكَهُ في هذا الاسمِ، فيُنْهَى عنهُ لذلكَ وإنْ لمْ يَقْصِدْ بذلكَ التشريكَ في الرُّبوبيَّةِ التي هيَ وَصْفُ اللهِ تعالى.
وإنَّما المعنى أنَّ هذا مالِكٌ لهُ، فيُطْلَقُ عليهِ هذا اللفظُ بهذا الاعتبارِ.
فالنهيُ عنهُ حَسْمًا لِمَادَّةِ التشريكِ بينَ الخالقِ والمخلوقِ، وتَحقيقًا للتوحيدِ، وبُعدًا عن الشرْكِ حتَّى في اللَّفْظ، وهذا منْ أَحْسَنِ مَقاصِدِ الشريعةِ؛ لِمَا فيهِ منْ تَعظيمِ الربِّ تَعَالَى، وبُعْدِهِ عنْ مُشابَهَةِ المخلوقِينَ.
فأَرْشَدَهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ما يَقومُ مَقامَ هذهِ الألفاظِ، وهوَ قولُهُ: ((سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ))، وكذلكَ قولُهُ: ((وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي)) لأنَّ العَبيدَ عَبيدُ اللهِ، والإِماءَ إماءُ اللهِ، قالَ اللهُ تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}[مريم:93]، ففي إطلاقِ هاتيْنِ الكَلِمَتَيْنِ على غيرِ اللهِ تَشريكٌ في اللفظِ، فنَهَاهُم عنْ ذلكَ؛ تَعظيمًا للهِ تعالى وأَدَبًا، وإبْعادًا عن الشِّرْكِ، وتَحقيقًا للتوحيدِ، وأَرْشَدَهم إلى أنْ يَقُولُوا: ((فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي)) وهذا منْ بابِ حِمايَةِ الْمُصطفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنابَ التوحيدِ، فقدْ بَلَّغَ أُمَّتَهُ كلَّ ما فيهِ لهم نَفْعٌ، ونَهاهُمْ عنْ كلِّ ما فيهِ نَقْصٌ في الدِّينِ، فلا خَيرَ إلاَّ دَلَّهُمْ عليهِ، خُصوصًا في تحقيقِ التوحيد، ولا شَرَّ إلاَّ حَذَّرَهم عَنْهُ صَلَوَاتُ اللهِ وسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، خُصوصًا ما يُقَرِّبُ من الشرْكِ لَفْظًا وإنْ لم يُقْصَدْ.
وباللهِ التوفيقُ.

شرح فضيلة الشيخ :صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ



باب لا يقول: عبدي وأمتي
هذا الباب مع الأبواب قبله وما بعده، كلها في تعظيم ربوبية الله جل وعلا، وتعظيم أسماء الله -جل وعلا- وصفاته؛ لأن تعظيم ذلك من كمال التوحيد؛ وتحقيق التوحيد لا يكون إلا بأن يُعظَّم الله -جل وعلا- في ربوبيته، وفي إلهيته، وفي أسمائه وصفاته؛ فتحقيق التوحيد لا يكون إلا بالاحتراس من الألفاظ التي يكون فيها إساءة أدب مع ربوبية الله -جل وعلا- على خلقه، أو مع أسماء الله -جل وعلا- وصفاته.
ولهذا عقد هذا الباب فقال: (باب لا يقول: عبدي وأمَتي) العبودية؛ عبودية البشر لله جلا وعلا عبودية حقيقية.
وإذا قيل: هذا عبد الله، فهو عبدٌ لله -جل وعلا- إمَّا قهراً أو اختيارًا؛ فكلُّ منْ في السماوات والأرض عبدٌ لله جل؛ وعلا كما قال جل وعلا: {إنْ كل مَنْ في السماوات والأرض إلاَّ آتي الرحمن عبداً، لقد أحصاهم وعدَّهم عدّاً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
فعبودية الخلق لله -جل وعلا- ظاهرة:
- لأنه هو الربّ.
- وهو المتصرِّف.
- وهو سيد الخلق.
- وهو المدبِّر لشؤونهم.
فالله -جل وعلا- هو المتفرِّدُ بذلك سبحانه؛ فإذا قال الرجل لرفيقه: هذا عبدي، وهذه أَمَتي، كان في نسبة العبودية عبودية أولئك له؛ وهذا فيه منافاة لكمال الأدب الواجب مع الله جل وعلا، ولهذا كان هذا اللفظ غير جائز عند كثيرٍ من أهلِ العِلم، ومكروه عند طوائف آخرين.
فإذاً: سبب النهي عن لفظ (عبدي وأمتي) ما ذكرنا مِنْ تعظيم الربوبية، وعدم اهتضام عبودية الخلق لله جل وعلا.
قال: (في (الصحيح) عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((لا يقُل أحدكم: أطعم ربك، وضِّئ ربك، وليقل: سيّدي ومولاي؛ ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتايَ وفتاتي وغلامي))

هذا النهي في هذا الحديث اختلف فيه أهل العلم على قولين:

الأول: أنه للتحريم؛ لأن النهي، الأصل فيه للتحريم، إلاَّ إذا صرفه عن ذلك الأصل صارِف.
وقال آخرون: النهي هنا للكراهة ؛ وذلك لأنه من جهة الأدب، ولأنه جاء في القرآن من قول يوسف عليه السلام: {اذكرني عند ربِّك فأنساه الشيطان ذكرَ ربِّه فلبثَ في السجن بضع سنين} ولأن الربوبية هنا المقصود بما يناسب البشر؛ فرب الدار، ورب العبد، هو الذي يملك أمره في هذه الدنيا؛ فلهذا قالوا: (النهي للكراهة وليس للتحريم) مع ما جاء في بعض الأحاديث من جواز، أو من تجويز إطلاق بعض تلك الألفاظ.
قال: ((وليقُل: سيدي ومولاي)) السيادة مع كون الله -جل وعلا- هو السيد؛ لكن السيادة بالإضافة لا بأس بها؛ لأن للبشر سيادة تناسبه.

(ومولاي) المولى يأتي على معانٍ كثيرة، أن يخاطب البشر بقوله:
(مولاي) أجازه طائفة من أهل العلم بناءً على هذا الحديث؛ قال: ((وليقل سيدي ومولاي)).
وقد جاء في (صحيح مسلم) النهي عن أنْ يقول: ((مولاي)) (لا تقولوا: مولايَ، إنما مولاكم الله) أو نحو ذلك.

وهذا الحديث أعلَّهُ بعض أهل العلم بأنه نُقل بالمعنى؛ فهو شاذٌّ من جهة اللفظ، وهو مُعارِضٌ لهذا الحديث الذي هو نصّ في إجازة ذلك.
فيكون إذاً الصحيح: جواز إطلاق لفظ (مولاي) هنا سيدي، مولاي، ونحو ذلك… لأن السيادة هناك سيادة تناسب البشر، وقول: (مولاي) هناك ما يناسب البشر من ذلك.
فليست في مقام (ربِّك) أو (عبدي وأمَتي) لأن ذاك أعظم درجة؛ وواضح أنَّ فيها اختصاص العبودية بالله جل وعلا، وإطلاق ذلك على البشر لا يجوز.
قال: ((ولا يقل أحدكم عبدي وأمَتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي)) لأجل ما ذكرنا.
فتحصَّل من ذلك أنَّ هذه الألفاظ يجب -كما ذكرنا- أن يُحترز فيها ما لا يكون معه الأدب مع مقام ربوبية الله جل وعلا، وأسمائه سبحانه وتعالى؛ وعليه فلا يكون جائزاً أن يقول: ((عبدي وأمتي)) أو أن يقول: ((أطِعم ربك، وضِّئ ربك)) ونحو ذلك؛ هذا كله مختص بالتعبيد، أو الربوبية للمكلفين.
أما إضافة الربوبية إلى غير المكلّف فلا بأس بها؛ لأن حقيقة العبودية لا تتصوَّر فيها، كأن تقول: (رب الدار، ورب المنزل، ورب المال) ونحو ذلك فإن الدار، والمنزل، والمال: ليست بأشياء مكلفة بالأمر والنهي؛ فلهذا لا تنصرف الأذهان، أو يذهب القلب إلى أن ثمة نوع مِنْ عبودية هذه الأشياء لمن أضيفتْ إليه؛ بل إنَّ ذلك معروف أنه إضافة مِلك؛ لأنها ليست مخاطبة بالأمر والنهي، وليس يحصل منها خضوعٌ أو تذلل.
فإذاً: يُقيّد النهي الوارد في ذلك بتعبيد المكلَّف، أو أن يُقال لمكلفٍ: ((وضئ ربك، أو أنا ربُّ هذا الغلام)) أو نحو ذلك من الألفاظ التي لا تناسب الأدب

على هذه الشروحات قس !
وفقك الله