المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين التحرر و التقدم



The-Don
10-04-2012, 06:06 PM
السلام عليكم
هناك الكثير من الناس حولنا سواء من الليبراليين او غيرهم الذين يعتمدون اعتمادا كليا على الثورة الصناعية التي قامت في اوروبا و التقدم السريع الذي حصلوا عليه و الكثيرين يعزون هذا لسبب انهم ( تحرروا ) من قيودهم الدينية و هنا موضوعي يقوم
نعم لقد تحرروا ... و نعم لقد تحرروا من قيودهم و لكن ما بال قيود دينية .... و هناك فرق كبير في الفهم يا سادة
ان الناظر الى احوال الغرب في هذه الايام و في القرن الماضي لوجدهم اكثر التزاما بدينهم من الكثيرين منا - ما خلا التفسخ و الزنا - و الكثيرين يتكلمون عن شربهم للخمر و لكن دينهم يحلله فلا حاجة لكم للومهم عليه و لكن انظروا بشكل اكبر
هل يكذب الغربيين ؟؟؟
اذا كنتم تذكرون نهاية حكم بيل كلينتون و لماذا تم عزله - مثال سمعناه كثيرا - هم عزلوه لانه كذب هم لا يمانعون وجود علاقة بينه و بين غير زوجته و لكن السؤال الذي قوضي عليه و اتهم و عزل بعده هو لماذا كذبت .... نعم هذا هو السؤال الذي ادين به
و لا حاجة لي لذكر اخلاصهم في العمل و لا حاجة لي لاعطاء مثال احترام الوقت و احترام القيم الانسانية
ثم هناك شئ لا اعتقد انكم تنتبهون اليه و هو عدم تشجيع العادات السيئة
لا يشجعونها ابدا
فتجد الغربي مستعد لعلاج كلب مصاب في الشارع و اطعام قطة مشردة و لكنه يحسب الف حساب قبل اعطاء سنتا واحدا لشخص مشرد او ( شحاد ) كما نسميه و هذه الحقائق اقولها و انا واثق بها لاني عاينتها بنفسي
هناك الكثير من العادات الموجودة عندهم التي اصلها من الدين و قلما تجد غربيا ينام او يأكل قبل ان " يصلي " و عيد الشكر مقدس عندهم و قداسته من دينهم حتى انهم ليسافرون الاف الاميال ليكونوا مع اهلهم في عيد الشكر او عيد الفصح و كل هذا من الدين .... فأين من يقول ان الغرب تحرر من دينه
و لكن لنعد للكلمة الاول
القيود
القيود التي تحرر منها الغرب كانت القيود الفكرية و ليست القيود الدينية
نعم يا اخواني و يا اخواتي انها القيود الفكرية فقط
و برأيي الذي فرض علينا نحن الشرق القيود الفكرية هي الحكومات الموجودة لا أستثني أحد
نعم لقد وضعوا قيودا على كل شئ
حتى ديننا فصلوه على مقاسهم و رفعوا بعض الفرق التي تضمن بقائهم بتحريم الخروج و تحريم الدخول في السياسة و تحريم الاعتراض و نشر احاديث معينة ( حتى لو كانت موضوعة ) و اخفاء بعضها ( حتى لو كانت متواترة ) بما يوافق هواهم و التركيز على القضايا " الروحية " فقط و اعدام روح المبادرة و البحث في قلوب الشعب و اعدام روح التفكير و فعليا اعدام المفكرين حتى لو استطاعوا تحريم الاحلام لفعلوا
فهنا يجب ان نركز يا زملاء
يجب ان نقام الفساد بنفس القوة الظاهر فيها
يجب ان نصل الى اسباب هذا الفساد و ان نتحرر من القيود الفكرية الموجودة عندنا و ان نعرف ما هي بالتحديد و ان نقاومها في انفسنا قبل ان نحاول ان نحاربها في المجتمع

و نقطة اخيرة الى كل من يستغرب تقدم الغرب
قال المستورد القرسي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك

جُنيد الله
10-04-2012, 11:50 PM
جزاك الله خيرا استاذ "دون"

هناك الكثير من الناس حولنا سواء من الليبراليين او غيرهم الذين يعتمدون اعتمادا كليا على الثورة الصناعية التي قامت في اوروبا و التقدم السريع الذي حصلوا عليه
نعم..فهم لديهم عقيدة راسخة ان التطور و التقدم العِلمي لن يتم إلا إذا تحررنا من الدين مثل الغرب،طبعا هناك مرحلة سابقة لهذا التحرر هي مسالة تمييع و تحديث الدين(لبرلة الدين)
حتى يوافق اهواءهم يساعدهم طبعا في هذا العلماء المميعين مثل جمال البنا و سعد الدين الهلالي و حتى عمرو خالد ! ،و هؤلاء مهمتهم فرش البساط الأحمر لدخول العلمانية عن قصد أو عن غير قصد..

كما ان المغالطة هنا انه عندما كانت أوروبا في عصورها الظلامية..كانت حضارة الإسلام في أوج تألقها و كان كل ذلك تحت ظلال الشريعة الإسلامية،فنحن المسلمون نستطيع التقدم في ظل شريعتنا ..في هذا يقول مكسيم رودسن "لا يوجد هناك ما يدل بطريقة مقنعة على ان الدين الإسلامي منع العالم الإسلامي من التقدم على الطريق نحو الرأسمالية الحديثة"
و يقول هنتجنتون في صراع الحضارات "و الدولة الإسلامية ليست رفضا للحداثة و إنما رفض للغرب و رفض للثقافة العلمانية النسبية المرتبطة بالغرب"

في الحقيقة يجب علينا ان نعرف أولا التقدم حتى نحكم على الغرب؟
لاني لا أراهم سوى وحوش جائعة !!
ما هو التقدم :- هل لأنه إذا كنت ادير تجارة بيني و بين شخص بالمقايضة قديما اخر فلا يغشني و لا أغشه . هل هذا يعتبر تخلف؟
و إذا ما كانت التجارة إلكترونية ب"اللابتوب" فيخدعني و أخدعه..هل هذا تقدم؟
يقول ارى ألمز بنز "و عامة المؤرخون اليوم ان ما يسمى بالتقدم و مسيرة التاريخ و الحضارة إلى الأمام أو إلى الأحسن إنما هو وهم ،لأن غرائز الانسان و أخلاقياته المركبة
في طبعة باقية كما هي ،بل زادت حدة و ضراوة و لا زال الوحش راقدا تحت جلد الانسان المتحضر ،بل ان لفظ الوحش فيه تجمل في وصف خلفية الإنسان المتحضر
اليوم ،فان الوحش يهاجم ليأكل أو ليدافع عن نفسه ،فيما عدا ذلك هو ساكن أو وسنان ،اما الانسان فيدبر لإبادة الألوف أو الملايين و هو راقد في فراش وثير في
غرفة مكيفة الهواء تضم اخر مبتكرات التقدم المادي..فأيهما الوحش؟"

The-Don
10-05-2012, 01:47 AM
و اياكم سيدي عبد الله
نعم هناك الكثير من الطرق للرد على هؤلاء المتخلفين و صراحة لا اعرف عاقلا ما زال يقتنع بثورة الغرب و تحرره بغض النظر عن توجهه اسلاميا كان او علمانيا

و لكنني اردت في هذا الموضوع أن ألفت النظر الى القيود التي يجب ان نتحرر منها .... فهي التي ألزمتنا مكاننا مئات السنين
و الشخصيات التي اثرت في مجتمعنا و التي تعتبر ابطالا من امثال عبد الناصر و السادات و صدام حسين و الشريف حسين و الكثيرين من المكذوبين و المكبرين
مع وجود كلامك و كله اوافق عليه طبعا

شكرا لك يا اخي