قل لا يستوى الاعمى والبصير

[محمد علام]

عندما تظلم الدنيا فى وجه الانسان
ويعتصر قلبه الام واحزان
ويسقط فى هوة سحيقه لا يعرف لها قرار
ويتوجه الى من ينجده ليدفع عنه ما ألم به
تختلف هنا الاهواء والاتجاهات ....وتتشعب المصالح والاغراض...فالكل يبحث عن منقذ وعن منجد....يشكوه همه ويبثه حزنه...يبحث عن الصديق والرفيق...الكل له نفس الهموم والشجون....يعود خائبا من حيث ذهب....يلعن الدنيا والدين....ويكفر بالحياة وباريها.....لقد أسقط من أمامه حسابات عديده.....ظن أن الناس هم الهة الارض.....وأن العبيد صاروا هم الأسياد...لم يلجأ لخالق خلق....لم يهتم بمبدع ابدع...الكون كله سخرية ...نكتة سخيفة...لم ينل من الدنيا ما أبتغى...حارب ليبلغها...ولكن للكل قدره ورزقه...زهد فيها على كره منه...كره الغنى واحتقرالفقير...لعن المتعلم وامتدح الجاهل...أقام فلسفته السقيمه....يفتت الهمم ويسحق الامال...يغرس الكره فى قلوب الاطفال....يزرع حقدا مؤلما فى افئدة الزهور...شرح لهم الدنيا التى كفرت عشرته...لم يكن يوما من أصحاب الدرهم والدينار... لأنه رفض تجارة السموم...وهوالذى لا تغادر فمه رائحة البانجو والافيون....كل الاغنياء لصوص...والحكام تيوس"طبعا بالنسبه لعبقريته الفريده"...والشعوب مساطيل..والفقراء أغبياء..لم يفقهوا فن الأرتزاق..صار له اتباع ومؤيدين...القهوة هى مكانهم المعهود...أصنام تجمعت على قارعة الطريق... تتفنن فى النميمه...وتبتدع فن الكذب والرذيله...هؤلاء مرشحى الانتخابات...كلهم كذبه سفله...وهو الصادق الامين...هو أولى منهم بالكرسى المصون ...الناس لا تريد الا رجل مثله ...عرف الدنيا حاربها وحاربته فسحقها...هكذا يقول!!!...ولكن الناس لن تنتخبه..لأنهم جهلاء!!!...مخدوعون بالبدله والسيجارالضخم...أما هو ردائه من تراب به بعض قطع من ملابس جمال ...ونومه على قارعة الطريق حكمه!!!...انه الهواء الطلق...فنانى السينما والتلفزيون...يالهم من تعساء فى الدنيا وليس فى الاخره فليست لها مكان فى احشاء رأسه...أنهم يكذبون على أنفسهم وهو لا يكذب... وينشرون تفاهاتهم وهو لا ينشر..مواهبهم ضعيفه وعقولهم فارغه...لو كان فنانا لغير مسيرة الفن...ولكن ككل البشرأغبياء لا يفهمون ابداعه...ولا يدركون محاسن قسماته...مساكين... عيناه لا تغادر اجساد النساء الحياة عنده اكلة دسمة لم يأكلها ...فلا يأكلها الا السارقون... وأمرأة حسنة...أنه زاهد فى القبيحات....لعن الله كل القبيحات...أسف...لم يقل لعن الله ...هو لا يعرفه....نظرات النساء له نظرات شفقة واحسان....فقد بوصلة القدر...سخر منه القدر...لعن هو القدر...أبطن فى داخله كره عميق لدين لم يستعن يه يوما ...عندما يحكم البلاد سيشنق كل الشيوخ...أنهم كذابون!!! ...أما أفيون الشعوب فسيحرقه حرقا.. وينسفه نسفا...مقاليد الحكم ليست بعيده عن قبضة يده...لا ليس الان ...الان والناس مازالت جهلاء...لالا.. لا...لن أحكم هؤلاء المساطيل...سياتى اليوم الذى يقبل فيه هؤلاء الحمقى يدى وقدمى..لن أرحم أحدا...سأقهر الدنيا كلها...ولكنه حقيره لا تعرف الا الحقيرمن أمثالها...ولكنه لن تفلت من قبضة يده ...ولكن ... طالت الدنيا ثم طالت ثم كر الزمن كرا ...والان ...انا داخل هذا الشارع عائدا أدراجى ...المنظر مختلف ..اليوم غير كل يوم...الشارع يعج يالماره...الكل يسير فى وجه واحد...سئلت احد الماره ما الجديد ..قال فلان وجدوه ملقى فى احد مقالب الزباله!!!!!... وهو فى نزعه الاخير...صدمت من الخبر وقلت له كيف وجدوه...قال يصارع نفسا يأبى أن يدخل صدره فينجده...وفى يده زجاجة بيره وعليه أمارات السكر والعربده...ثم تمتم قائلا "لاحول ولا قوة الا بالله"...قلت له مالك ...قال حاول أحد المنجدين أن يلقنه الشهاده...قلت مسرعا وما قال....فال لى قال
لا اله.............ثم مات
ومر من أمامى المشيعين يحملون ذلك النعش الخشبى الى اخرة لن يقدر ان يسخر فيها ...ولن ينطق فيها الا باذن مولاه...ومر جمع من الصعاليك يسخرون من الموت أيضا ...قل لا يستوى الاعمى والبصير


محمد علام