المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موت الإله - وموت الإنسان فى الفكر الغربى



Eslam Ramadan
10-16-2012, 02:08 AM
663



إن تيار الأنوار ..، هذا التيار العظيم..، لا ينتسب إلى الإلحاد بل ينتسب إلى الدين الطبيعى ..وإلى التأليهية (*)desime) أو إلى واحده من نسخها العديدة ..لقد أنخرط مفكروا الأنوار فى معاينة معتقدات العالم بأسره ووصفها ...ولم يكن هدفهم من وراء ذلك ...رفض الِأديان ..بل هدى الناس إلى موقف يتسم بالتسامح وحثهم على الدفاع عن حرية المعتقد !!


Tzvetan Todorov (http://www.facebook.com/pages/Tzvetan-Todorov/107901335897737?rf=107567982606043)

تزفيتان تودوروف

كتاب (روح الأنوار)

ص (12)

--------------------------------

هذا الأقتباس-مهم للغايه من وجهة نظرى - لأنه يشير إلى أن عصر النهضة والتفوق الأوروبى -والذى تنعم فى خيراته ونعمه اوروبا الآن -كان عصر إيمانى- وليس إلحادى على عكس ما يتوهم الملحدين العرب- فوجود الله ضرورة عقلية ومنطقيه لكل إنسان صاحب عقل وبصيرة محايدة- وعلى النقيض تماماً- نرى أن الحضارة الأوروبية بنيت على أيدى أناس كانوا يؤمنون بالله -هربوا من شبح المسيحية والإضطهاد الدينى وتخاريف الرهبان والقساوسة ومحاربتهم للعلم ..ولجأوا إلى الإيمان بخالق هذا الكون - وهذا اضعف الإيمان لمن لم يصله الإسلام - أو وصله مشوهاً !..ثم جاء بعد هذا الجيل جيل آخر هو الذى غير مجريات التاريخ - هذا الجيل الغير عقلانى (الملحد)- (جيل ما بعد الحداثة (ماركس نيتشه -دريدا-سارتر-كامى) ) فككوا كل شىء ودمروا كل شىء عقلانى ومنطقى - حتى فى جانبها الإيمانى ( كريجارد -فيخته -هيدجر
) حتى هؤلاء ساهموا فى تقويض الفلسفات الإيمانية بعض الشىء ( من وجهة نظرى)-كما هو الحال فى فلسفة كانط النقدية -والإستخدام الخاطىء لها من جانب الماديين .
-----------------------------------
مثال على ذلك :

مثلاً عندما تعامل كارل ماركس مع فلسفة هيجل -تعامل مع الدايلكتيك الهيجلى بكثير من اللاموضوعية -فالدايلكتيك الهيجلى -نهايته ومنتهاه هى سيادة فكرة الروح المطلقة( الله ) - أى ان تكون الروح المطلقة ( الكيان) - والروح المطلقة ( كلحظة كوسموبوليتانيه - هى منتهى فلسفة هيجل - أى ان تطور هيجل فى النهاية يسير وفق نسق إيمانى بحت يبدأ وينتهى بالله عز وجل
هذا على حد فهمى لفلسفة هيجل

جاء ماركس وقلب فلسفة ( هيجل رأساً على عقب ) فصار المطلق بالنسبة له هو المادة كما هو الحال إيضاً بالنسبة للحظة الكوسمبوليتانية ( اللحظة المطلقة )
هى لحظة التسوية بالمعنى المادى -التى يصير فيها الإنسان هو المسيطر /الإنسان الإله -وبالرغم أن المادة فى حد ذاتها كما يقول راسل ( بعد الإكتشافات العلمية صار علماء الطبيعة مثاليين أكثر من غيرهم -لأن المادة اصبحت بعد عصر الذرة اكتشف انها مكونة من بروتونات ونيترونات - وهذان العنصران عنصران غير ماديين على الإطلاق -أى انه فى النهاية تعود إلى الأمور إلى الميتافيزيقا !-هكذا قال راسل عن المادة
وبعد ذلك
صارت اوروبا ومازالت تغوص فى أعماق المادية البحته -واللاعقلانية والتيه الإنسانى !

وما لم يتوقعه ( كارل ماركس-فريدريك أنجلز ) - هو ان الإنسان بدلاً من أن يتحكم فى كل شىء بالآلات - تحكمت فيه الآله -ودمرت إنسانيته -بل وأستعبدته وصار يصارع السوق والقوى الشرائية والفكر الإستهلاكى المادى وحيداً-دون آلالات ولا مطلقات !

وهناك من النماذج الكثير-على هذا الإنقلاب الفلسفى والتدهور الفكرى -من عيلاء العقلانية والإيمان- إلى قاع اللاعقلانية والمادية


وفى القرآن آية جميلة تصور هذه الحالة تقريباً مع بعض الفروق وكأن هذا هو حال الأمم والإنسانية الذى لا يتغير بل يتكرر !

يقول الله عز وجل فى سورة مريم آية (60)

(( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا))


لفت نظرى فقط بعض الغير مؤمنين - الذين يقولون أن وجود الله ليس حقيقة -لأنه لو حقيقة لما أختلف عليه الناس- بالرغم من فساد الفكرة التى يتحدثون عنها- وتماشيا مع المنطق الخاطىء الذى يفكر بع البعض - إلا أنها ايضاً فكره غير متحققه على ارض الواقع!!- فالواقع يثبت أن الغير عقلانين هم من أختلفوا على وجود الله -وأن العقل والإيمان متلازمين لايتخاصمان -بل أن عصر العقلانية ذاته هو عصر إيمانى -ومن ساهم فى بناء هذه الحضارة الملحده هم فى الأساس مؤمنين بالله عز وجل ومؤمنين بخالق منفصل عن هذا العالم المادى البغيض !

عندما يغيب عقل الإنسان -يغيب الإيمان !
-----------------------
*- ملحوظة فئة (التأليهية هى فئة تؤمن بوجود إله لكنها لاتعرف كنه هذا الإله - ولاتؤمن بوجود وحى -نظراً لرفضها التام للأديان بإعتبارها محرفه -وهذا رداً على المسيحية بأى حال من الأحوال إذ ان الأوروبين لا يعرفون عن الإسلام سوى أنه لا يتجاوز كونه مثل الزراديشتيه والمانوية -أى انه مجرد ديانه أخترعها صاحبها -فمن الطبيعى أن ترفض كل الأديان لأنها لم يصل لها الدين بشكل صحيح

--------------------------------------

والله أعلى وأعلم

إلى حب الله
10-16-2012, 11:53 AM
بارك الله فيك أخي إسلام ...


وفى القرآن آية جميلة تصور هذه الحالة تقريباً مع بعض الفروق وكأن هذا هو حال الأمم والإنسانية الذى لا يتغير بل يتكرر !

يقول الله عز وجل فى سورة مريم آية (60)

(( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا))

وأزيدك دلالة على الخسران المادي إذا انحل رباط الدين والإيمان .. يقول تعالى :

" وضرب الله مثلا ًقرية ً: كانت آمنة مطمئنة : يأتيها رزقها رغدا ًمن كل مكان ..
فكفرت بأنعم الله : فأذاقها الله لباس الجوع والخوف : بما كانوا يصنعون " ...

ووالله لو يعلم المنبهرون بأمريكا - كمثال لا الحصر - : ما مدى الخوف والجوع الذي يعانونه :
لم يكن ليتمنوا أبدا ًأن يكونوا مكانهم بما لديهم من تقدم مادي جاحد لله تعالى والإسلام !!..
فهناك جرائم القتل : تطاول أرقامها أرقام ضحايا الحروب ولكن : بغير حرب !!!..
وهناك جرائم الاغتصاب : تطاول أرقامها أضعاف أضعاف ضحايا الاغتصاب في الحروب : وبغير حرب !!..
وكذلك ضحايا الأمراض المستعصية نتيجة الزنا والشذوذ بكل أنواعه : يُتكتم عليها إعلاميا ًوإحصائيا ً:
وما يظهر منها : يُطاول أرقامه ما في ضحايا البلاد من غيرهم من أسلحة كيماوية وبيولوجية وأيضا ً: بغير حرب !
وهكذا لو يعقل كل متبصر في أحوال القوم الحقيقية ومآلاتهم ...

وأخيرا ًأخي الحبيب إسلام :
أظن لو الأخ المرسي هنا لكنتما شكلتما ثنائيا ًرائعا ًفي نقض الفلسفات الكفرية والإلحادية قديما ًوحديثا ً...
لا تحرمنا من ومضات قلمك في مثل تلك المواضيع التي تميزها طبعتك الخاصة ورأيك فيها ..
ويستفيد منها مَن لم يسعه تعليمه ولا قراءته ووقته في الاطلاع على كلام القوم ..
وفقك الله وزادك فقها ًوعلما ً: فـ
" مَن يُرد الله به خيرا ً: يُفقهه في الدين " ...
اللهم اجعلني وإياك منهم ..
اللهم آمين ...

Eslam Ramadan
10-16-2012, 09:00 PM
بارك الله فيك أستاذ ابو حب الله
:emrose:

3arfa
10-16-2012, 09:14 PM
لفت نظرى فقط بعض الغير مؤمنين - الذين يقولون أن وجود الله ليس حقيقة -لأنه لو حقيقة لما أختلف عليه الناس- بالرغم من فساد الفكرة التى يتحدثون عنها- وتماشيا مع المنطق الخاطىء الذى يفكر بع البعض - إلا أنها ايضاً فكره غير متحققه على ارض الواقع!!- فالواقع يثبت أن الغير عقلانين هم من أختلفوا على وجود الله -وأن العقل والإيمان متلازمين لايتخاصمان -بل أن عصر العقلانية ذاته هو عصر إيمانى -ومن ساهم فى بناء هذه الحضارة الملحده هم فى الأساس مؤمنين بالله عز وجل ومؤمنين بخالق منفصل عن هذا العالم المادى البغيض !ان جعل اثبات الشيء ..معلقا بالاتفاق جهل .
ثم جعل وجود خالق غير حقيقي ..جعل للنسبية حقيقة ...ولوجوده حقيقة ..بدليل انتباه العقل الى الكلام حوله ..وعليه فالعقل تنبه لوجود خالق .

Pathfinder
10-17-2012, 12:25 AM
رائع يا إسلام
بارك الله فيك

Eslam Ramadan
10-17-2012, 01:53 AM
رائع يا إسلام
بارك الله فيك

وبارك فيك أخى أمين
:emrose:

السوالمى
11-11-2013, 10:16 PM
"اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار"

السوالمى
11-26-2013, 12:01 AM
موضوع جميل وراااااائع