المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ تربية ] سأرُدُّ لَهُ الْصَاعَ صَاعَـ... ؟



عَرَبِيّة
10-18-2012, 06:41 AM
بسمِ الله الرحمن الرحيم


[ توْقُنا إلى العدْل ]
سنفخرُ أيَّتُها الأوطانُ يوْمًا بميلادٍ جديد .. يومًا فيه " العدْلُ " يا أوطاني شمسٌ لاتغيب!
طالَبْنا الملك والحاكم والرئيس وكلِّ مسؤولٍ ووزيرٍ ونائبٍ ومدير .. أنِ اعدلوا فإنَّا لا نرضى الظلمَ ولا الجورَ ولا التعدِّي ولا التجاوُز ، ولكن ثمَّة خلل لا يعلمُهُ الكثير!!

[ قُوَّة الكلمة وتأثيرها ]
للكلماتِ سحرٌ لهُ تأثيرهُ على النفوسِ ، فالكلمَةُ لا تُولِّدُ المشاعرَ وحسبْ بل تخْلُقُ الأفعالَ أيضًا ،
ولذلِكَ تجد أنَّ الندوات والمُحاضرات والدروس والإجتماعات بإختلافها والمشاريع بأنواعِهَا وحتَّى المعارك والحروب تبدأ بكلمةٍ " إفتتاحية " أو " خطبة " وكانت عندَ العرب قديمًا " أبيات شعرية "، تكون فيها من التحميسِ والتحريضِ ورفع الروحِ المعنوية للمُتَلَقِّي ما تدفعهُ دفعًا إلى بذلِ الجهودِ لتحصيلِ الأهداف التي كانت من ورائها " الكلمة " .

[ شعبيات ]
هنالكَ من الأقوالِ والأفعال والجمل وأبياتِ الشعر ما أصبحت والعياذُ بالله كالعقيدة لأصحابها ، بل وعقيدة فاسدة موروثة عن آبائهم الأوليِّين ، ونحنُ حقيقةً نسمعها في كلِّ مدينةٍ وحيٍّ وسكن! ، ولم يعد الناس حتَّى ينتقدها ، بل ينقادونَ لها " حرفيًّا " بدون تفكير ، وامتنعوا عن إستعمال عقهولهم في كلِّ موروث ، فشابهوا في هذا الجهلة الجُهلاء من أيَّام الجاهليَّةِ الجَهلاء { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ } ، ومن أمثلة هذا قوْلُنا عمَّا توارثناهُ عن آبائنا " اللي يُرشَّني بموية أرشّه بدم !! " وقوْلنا " والله لأرد له الصاع صاعين " ، والله سُبحانه وتعالى يقول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } ، فإن كان ولا بُدَّ من إتباع السيئة بسيئة لردِّ الأذى وردعِ المُعتدي ونحوِ ذلك فإنَّ ربَّنا علَّمنا مايُرضيهِ في وضعِنا إذ يقول سُبحانه { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا } ، فهلاَّ أبدَلْنا ملافِظنا؟!! ، قال الشافعي رحمه الله في شرْحِ حديث " إذا أراد أن يتكلم : فَلْيُفَكِّر , فإن ظهر له أنه لا ضرر عليه : تكلم , وإن ظهر له فيه ضرر ، أوشك فيه : أمسك " .

[ أكره جدول الضرب ]
يكادُ أحدُنا لم يكبَر إلاَّ وقال " أنا أكره جدول الضرب " وهوَ جدوَلُ " مُضاعفات " حقيقةً ، فما آنَ أن نصيرَ على هذا بعدما كبُرنا، أن نكره هذه المُضاعفات الجائرة في الأقوالِ والأفعال، وتذكَّر! أنَّ الضِعْفَ من الضَعْف لأنَّه خروجٌ عن أخذِ الحقِّ إلى الإنتصار لغضبِ النفس وكبريائها ، فيصير المظلومُ ظالمًا!! ، والباكي مُبْكيًا!! ، ثمَّ إلى أينَ ستصِل بنا هذه المُضاعَفات!! ، ها نحنُ ذا نسمعُ عن القطيعةِ بينَ الأرحام ، وقتيلٍ فمسجونٍ فقَصاص عندَ بني الجيران , ووأدُ ودٍّ وفُجُورُ خصامٍ بينَ الصحبِ والأزواج وغيرها من القصص والوقائع التي كانَ سببها الغضبُ والإنقيادُ الأعمى خلفَ مثلٍ أو بيتِ شعرٍ فيهِ من مضاعفةِ العقابِ والإنتقام ما فيه من تعدٍّ وتجاوزٍ للحد فـ" تضاعَفت " ردَّات الفعل في ساعةِ " الغضب " وهو أمرٌ حذّر منه الرسول ونهى عنه وأوصانى بوصايا للتلُّخصِ منه ، وإن قالت لكَ نفسُك أو وزَّك الشيْطان ردَّ لهُ الصاعَ صاعيْن قُل بل جزاءُ سيِّئةٍ سيئةٍ مثلها .. أنا عن نفسي سأتشرَّف بإحلالِ هذه الآية الإلهية العادلة محل هذه الأمثال الشعبية الباليَة الجائرة .، وإن تعجب فلا تعجب من فعلِي هذا بل ممّن سمحوا لأنفسهم أن يُشْهِروا بينَ الناسِ أقوالَ الجورِ والله يقولُ الحق وهو يهدي السبيل ، واعجب ممَّن انتظَر عدلاً من وزيرٍ أو مسؤول ولم يبدأ بتهذيب نفْسِهِ وتأديبِ عيالِه على العدْل ! والله تعالى يقول { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.

[ لفتة لطيفة ]
ممَّا يؤنسني في هذا الصدد هوَ قانون نيوتن للحركة في قولْهِ " لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار مُعاكس له في الإتجاه " فهذه هيَ فيزيائيًّا جزاءُ سيِّئةٍ سيئةٍ مثلها والله يتجلَّى في عصْرِ العلمْ =) .


والحمدُ لله رافع البلايا مُتمِّ النِعَم.


-------------------------
مواضيع ذات صلة :
1. هيَّا صلِّ بسُرعة ! (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?49028-%CA%D1%C8%ED%C9-%E5%ED%F8%F3%C7-%D5%E1%F8%F6-%C8%D3%F5%D1%DA%C9-!)
2. أضْحَكَني مقْلَبٌ صَنَعْتُه ! (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?49111-%CA%D1%C8%ED%C9-%C3%D6%FA%CD%F3%DF%F3%E4%ED-%E3%DE%FA%E1%F3%C8%F1-%D5%F3%E4%F3%DA%FA%CA%F5%E5-!&p=2852953#post2852953)

اخت مسلمة
10-20-2012, 04:06 AM
جزاكِ الله خيراً
أُتابِع سلسلتك الجذّابة بشغف أختي الفاضلة , وفّق الله سعيكِ في إكمال سلسلة ذات عدد مناسب يُستثمر في غير هذا المكان ان شاء الله
أمّا هذه :

هنالكَ من الأقوالِ والأفعال والجمل وأبياتِ الشعر ما أصبحت والعياذُ بالله كالعقيدة لأصحابها ، بل وعقيدة فاسدة موروثة عن آبائهم الأوليِّين ،

فهي الحق فعلاً والله المستعان !

muslim.pure
10-20-2012, 04:29 PM
جزاك الله خيرا