المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال هل يجوز سب الهة الاخرين في الاسلام ؟



محمد فلسطيني
10-27-2012, 03:11 AM
السلام عليكم ...
{ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } الانعام (108)
في تفسير ابن كثير:

يقول تعالى ناهيا لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سب آلهة المشركين ، وإن كان فيه مصلحة ، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها ، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين ، وهو الله لا إله إلا هو

وفي صحيح البخاري :


.. فأتاه أي عروة بن مسعود ـ فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه...

***والنبي لم ينهى ابا بكر بل أقره على قوله
تفسير كتاب التحرير والتنوير للاية المذكورة فوق:


والوجه في تفسير الآية أنه ليس المراد بالسب المنهي عنه فيها ما جاء في القرآن من إثبات نقائص آلهتهم مما يدل على انتفاء إلهيتها ، كقوله تعالىأولئك كالأنعام بل هم أضل في سورة الأعراف . وأما ما عداه من نحو قوله تعالى ألهم أرجل يمشون بها فليس من الشتم ولا من السب ؛ لأن ذلك من طريق الاحتجاج وليس تصديا للشتم ، فالمراد في الآية ما يصدر من بعض المسلمين من كلمات الذم والتعبير لآلهة المشركين ، كما روي في السيرة أنعروة بن مسعود الثقفي جاء رسولا من أهل مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية فكان من جملة ما قاله : وايم الله لكأني بهؤلاء ( يعني المسلمين ) قد انكشفوا عنك ، وكان أبو بكر الصديق حاضرا ، فقال له أبو بكر : امصص بظر اللات إلى آخر الخبر .

*** أي ان ابا بكر هو من المقصودين في الاية
وقال الامام ابن القيم في ((زاد المعاد)):


وفي قول الصديق لعروة (امصص بظر اللات) دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال.




قال الشيخ ابن تيمية في ((منهاج السنة)) : قال أهل العلم: يجوز التصريح باسم العورة للحاجة والمصلحة... كما في حديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا..

............
والان :
1- هل هناك تعارض بين القران والسنة ؟
القران : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم }
السنة : اقرار النبي على قول ابو بكر : (امصص بظر اللات ) وهي من الهة المشركين
مع التوضيح رجاءً
2- هل توافقون الامام ابن القيم على قوله بان الحال كانت تقتضي المصلحة من التصريح باسم العور .. اقصد هل كان مضطرا للشتم في مثل ذلك الموقف ؟؟ (علما انه حتى لو كان مضطر فهو ما زال قد خالف امر الله بعدم شتم الهة المشركين)
3- هل توافقون شيخ الاسلام ابن تيمية على تعميم جواز التصريح باسم العورة على أي حاجة او مصلحة.. استنادا في ذلك الى الحديث النبوي ((من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا..)) ؟؟؟
لان معنى التعزية بعزاء الجاهلة (على حد علمي) هو التفاخر بالحسب والنسب ... أي ان الحديث يحصر استعمال مثل هذه الالفاظ في حالة واحدة لم يذكر او يلمح لغيرها ... كما انه حصر هذا الاستعمال بلفظ واحد ومحدد وهو بقوله (اعضوه بهن ابيه) ..
وشكرا ..

مشرف 5
10-27-2012, 03:19 AM
سبّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نوع من أنواع الكفر ، فإن صدر من مسلم كان ذلك ردّة منه ، ووجب على وليّ الأمر الانتصار لله ولرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل السابّ فإن أظهر الساب التوبة وكان صادقاً نفعه ذلك عند الله ولم تُسْقط توبتُه عقوبةَ السب . وعقوبةُ الساب هي القتل .
وإن كان السابّ معاهداً كالنصراني كان ذلك نقضاً لعهده ووجب قتله ، ولكن إنما يتولى ذلك ولي الأمر ، فإذا سمع المسلم النصراني أو غيره يسبّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجب عليه الإنكار والإغلاظ ، ويجوز سبّه لأنه هو البادئ فكيف لا يُنتصر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟! كما يجب الرفع عنه إلى وليّ الأمر الذي يقيم عليه عقوبة الساب ، وإذا لم يكن هناك من يقيم حد الله وينتصر لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعلى المسلم أن يفعل ما يقدر عليه من ذلك مما لا يؤدي إلى فساد وضرر متعد إلى غيره من الناس ، أما أن يسمع المسلم الكافر يسبّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم يسكت ، فلا يرد عليه حذراً من أن يتمادى في ذلك السب فهذا رأي خاطئ ، وأما قوله تعالى : ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الأنعام/108 ، فليست في شأن ابتدأ سب الله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وإنما المقصود منها النهي عن سب آلهة المشركين ابتداءً ؛ لئلا يسبوا الله جهلاً منهم وعدواناً ، أما من ابتدأ سب الله وسب رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه يجب الرد عليه وعقوبته بما يردعه عن كفره وعدوانه ، ولو ترك للكفرة والملحدين أن يقولوا ما شاءوا دون إنكار ولا عقاب لعظم الفساد ، وكان ذلك مما يحبه هؤلاء الكفار ويرضون عنه ، فلا يلتفت لهذا القائل إن السب أو الرد على هذا الساب يجعله يتمادى في السب ، فالمسلم لا بد أن يغار ويغضب لله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومن يسمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَبّ ولا يغار ولا يغضب فليس بمؤمن نعوذ بالله من الخذلان والكفران وطاعة الشيطان .

الشيخ عبد الرحمن البراك

محمد فلسطيني
10-27-2012, 02:05 PM
حسنا ... قد اوافقك على الشطر الاول من الرد اخي المشرف ...
لكن في الشطر الثاني :
ابو بكر شتم اله عروة دون ان يأتي عرة على ذكر اله المسلمين حتى ... ولم يسب الرسول ايضا ... كل ما اغضب ابو بكر هو نسبة المسلمين للفرار وترك رسولهم .. والدليل على ذلك ان ابا بكر لم يذكر في اعتراضه الا هذا الجزء من كلام عرة (الفرار)
اما اذا كان هناك شتم للرسول او الله .. ارجو منك ان تنبهني اليه اذا لم انتبه .. وشكرا لك

أبو القـاسم
10-27-2012, 02:26 PM
السب المنهي عنه : هو مالو ترجح أن يكون مفضيا لسب ربنا عز وجل ، ولهذا قال "فيسبوا الله عدوا بغير علم " ، وإذا كان السب واقعا منهم أصلًا فرد العدوان مشروع ..فقد جاء عروة معتديا مثبطا للرسول (ص) مخذلا له طاعنا في صدق أتباعه إلخ ، فرد عليه الصدّيق بما هو أهله آنذاك..والقاعدة الشرعية تقول :النهي عن المنكر إذا اقتضى منكرا أشد ، كان النهي حينئذ : منكرًا

محمد فلسطيني
10-27-2012, 03:20 PM
السب المنهي عنه : هو مالو ترجح أن يكون مفضيا لسب ربنا عز وجل ، ولهذا قال "فيسبوا الله عدوا بغير علم " ، وإذا كان السب واقعا منهم أصلًا فرد العدوان مشروع ..فقد جاء عروة معتديا مثبطا للرسول مخذلا له طاعنا في صدق أتباعه إلخ ، فرد عليه الصدّيق بما هو أهله آنذاك..والقاعدة الشرعية تقول :النهي عن المنكر إذا اقتضى منكرا أشد ، كان النهي حينئذ : منكرًا

2- هل توافقون الامام ابن القيم على قوله بان الحال كانت تقتضي المصلحة من التصريح باسم العور .. اقصد هل كان مضطرا للشتم في مثل ذلك الموقف ؟؟ (علما انه حتى لو كان مضطر فهو ما زال قد خالف امر الله بعدم شتم الهة المشركين)
كان بإمكان ابو بكر الصديق ان يختار سب عروة او امه او اي نوع اخر من الشتائم .. لكنه اختار النوع المنهي عنه في القران تحديدا .. هل تعتقد حقا انه مبرر بفعلته تلك ؟؟ هل كان مضطرا لانكار النهي الالهي عن شتم الالهة ؟
ثم من قال لك ان شتم ابو بكر للات لم يؤدي الى شتم اله المسلمين لاحقا من قبل عروة ؟ خاصة ان سب الالهة بدأ من ابي بكر اولا وليس من عروة

مشرف 5
10-27-2012, 04:56 PM
ابو بكر شتم اله عروة دون ان يأتي عرة على ذكر اله المسلمين حتى ... ولم يسب الرسول ايضا ... كل ما اغضب ابو بكر هو نسبة المسلمين للفرار وترك رسولهم .. والدليل على ذلك ان ابا بكر لم يذكر في اعتراضه الا هذا الجزء من كلام عرة (الفرار)
اما اذا كان هناك شتم للرسول او الله .. ارجو منك ان تنبهني اليه اذا لم انتبه .. وشكرا لك

في يوم الحديبية أرسلت قريش رُسلها لمفاوضة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تُفلح تلك الجهود قام عروة بن مسعود الثقفي وكان مشركا فقال : أي قوم ! ألستم بالوالد ؟
قالوا : بلى .
قال : أوَ لست بالولد ؟
قالوا : بلى .
قال : فهل تتهمونني ؟
قالوا : لا .
قال : ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني ؟
قالوا : بلى .
قال : فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آتيه .
قالوا : ائته ، فأتاه فجعل يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لِبُدَيْل ، فقال عروة عند ذلك : أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك ، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يَفِرُّوا ويدعوك !
فقال له أبو بكر : امصص ببظر اللات ! أنحن نفرّ عنه وندعه ؟
فقال عروة : من ذا ؟
قالوا : أبو بكر .
قال عروة : أما والذي نفسي بيده لولا يَـدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك .
وجعل عروة يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر ، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بِنَعْـلِ السيف ، وقال له : أخِّـرْ يَدَكَ عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرفع عروة رأسه فقال : من هذا ؟
قالوا : المغيرة بن شعبة .
فقال : أي غدر ! ألست أسعى في غدرتك ؟
وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما الإسلام فأقبل ، وأما المال فلست منه في شيء . ثم إن عروة جعل يرمق أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه .
فرجع عروة إلى أصحابه فقال : أي قوم والله لقد وَفَدْتُ على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملِكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فَدَلَكَ بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ... الحديث . رواه البخاري ...

إذن كان هذا رداً علي من تعزي بعزاء الجاهلية كما رد ابوبكر علي عروة عندما تكلم بصورة غير لائقة في وجود النبي عقوبة له وتنكيلا به لا ابتداء !
والآية تقول : ( ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم )
تماما كالحدود ... وهل المؤمن قاتل..؟؟؟
اننا مأمورون بقتل الزاني المحصن رجماً وبقتل القاتل !!
وهو اكبر من الرد بالسباب علي من سب الا تعلم هذا ..؟؟؟
فطالما كان اصل الفعل مباح وانما المنع مخافة الوقوع في مفسدة اكبر ....وقد حدثت بالفعل هذه المفسدة فقد زال سبب المنع !
الا تعلم ان حكم الشرع فيمن سب النبي او استهزا به هي القتل بغير توبة..؟؟
انظر للآية الأصل هنا : ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
الفاء هنا فاء السببية اي حتي لا يكون سبكم لالهتهم سببا في سب الله تعالي والاية واضحة خاصة ببدء السباب فلا نبادئهم السباب حتي لا يسبوا هم ردا علينا , أما وقد ابتدءونا , فالآية إنما وردت أثناء الاستضعاف وعدم الأمن من سب المشركين وإيذائهم، وأبو بكر رضي الله عنه فقيه بأخلاق الناس وكانت له يد على عروة، وغلبة الظن كافية إذا كانت هناك مصلحة في ذلك، مثل ما فعل أبو بكر رضي الله عنه وهذا الأمر: هل تكرر من أبي بكر أم كان على سبيل الندرة "مرة واحدة فقط"؟ فمثل ذلك يشرع؛ لإهانة مَن يستحق الإهانة في موضع معين، وليس على سبيل الاستمرار والدوام .!
فقال تعالى : ( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ) ,,,!



كان بإمكان ابو بكر الصديق ان يختار سب عروة او امه او اي نوع اخر من الشتائم .. لكنه اختار النوع المنهي عنه في القران تحديدا .. هل تعتقد حقا انه مبرر بفعلته تلك ؟؟ هل كان مضطرا لانكار النهي الالهي عن شتم الالهة ؟

ثم من قال لك ان شتم ابو بكر للات لم يؤدي الى شتم اله المسلمين لاحقا من قبل عروة ؟ خاصة ان سب الالهة بدأ من ابي بكر اولا وليس من عروة
أبو بكر الصديق كان أعرف الناس بهؤلاء وأنسابهم وأحوالهم , فاختار من الرد مايعلم أن فيه مزدجر لأمثالهم , واللات هي الآلهة التي كان يعبدها عروة، وكانت عادة العرب الشتم بذلك، لكن بلفظ الأم، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه لعلمه بوقع هذا وتأثيره على عروة بزجره وايقافه عن الإستهزاء والإستخفاف بالنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه ودعوتهم , وقد كان بالفعل , فانطر ذيل الحديث وماقاله عروة لقومه عند عودته لتعلم !