المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان آخر تسجيل في آخر ليلة !



إلى حب الله
11-29-2012, 02:05 PM
آخر تسجيل في آخر ليلة !
قصة بقلم : أبو حب الله ...
----------

- ها هو الصندوق مستر ديفيد ...
> شكرا ًجون ...
................
> هل هناك شيء يا جون ؟؟؟.. هل تريد شيئا ً؟؟.. لماذا لم تنصرف ؟
- سيدي .... هل لي أن أسأل : ماذا ستفعل بالمسدس ؟؟؟..
................
- ماذا هناك سيدي ؟؟.. أنا أشعر بشيء سيء تريد أن تفعله ...
أنا معك منذ سنوات وأرى ذلك في عينيك ووجهك ...

> لا تخف يا جون .. لقد كتبت لك نصيبا من مالي يكفيك حتى مماتك أنت وأسرتك ..
- سيدي !!!.. أرجوك لا .. هذا يعني أني كنت على حق فيما توقعت .. لماذا ؟؟؟..
لماذا تريد قتل نفسك .. أرجوك ؟؟..

> لن أستطيع أن أترجم لك ما في داخلي يا جون .. ولكن صدقني .. هذا قراري النهائي :
ولا رجعة فيه !!!.. إنها حياتي .. وأنا وحدي الذي أمتلك التصرف فيها وإنهائها وقتما أريد ..
وقد حان الوقت لذلك الآن .. عندي آلام لا حل لها ولا علاج يا جون ..
آلام يصعب حتى شرحها أو إخراجها ...
- ألم تفكر حتى في مسز إليزابيث ؟؟.. ماذا ستفعل من بعدك ؟؟..
هل من أجل هذا لم تكن تريد الإنجاب ؟

> إليزابيث نفسها جزء من مشاكلي .. وأعتقد أنها ستنتحر هي الأخرى من بعدي ..!!
ونعم .. لمثل ذلك لم أكن أريد الإنجاب !!!..
وكما أن إليزابيث مشكلة من مشاكلي : فأنا أيضا ًمشكلة من مشاكلها وبصورة أكبر يقينا ً!
- ولكن يا سيدي .............. لكن ......
> انتهى الكلام يا جون أرجوك ... أريد أن أركز فيما سأقوله في آخر شريط سأسجله في حياتي ..
كل ما سجلته من شرائط في حياتي في فرحي وحزني وجدي ولعبي : لا تساوي شيئا ًالآن ..
أرجوك دعني أستكمل وعيي وتركيزي لأني مهزوز كثيرا ً.. انتهى ...

# افعل كما يقول لك يا جون ....
- مسز إليزابيث ؟؟؟!!!..
> منذ متى وأنت تسمعينا ؟؟..
# منذ البداية .. فليس من السهل ألا أتوقع ماذا سيريد ديفيد من مسدس العائلة في هذا الوقت !
وبالفعل .. سمعت كل الحوار من غرفة المختصر بجانب غرفة مكتبك ...
> ورأيك ؟؟؟..
# كما قلت أنت ...! الحياة صارت شيئا سخيفا ًجدا ً... وحياتنا معا ًصارت مستحيلة !!..
حتى الدموع : لم أجد لها مخزونا عندي لأبكي به وأنا أستمع لكلامك منذ لحظات !!!..
لقد صار كل يوم جديد بالنسبة لي : عذابا ًجديدا ًينتظرني ...
أشعر بأني قد صرت تمثالا ًفارغا ًمن الداخل : يتحرك في هذه الحياة !!!!..
لا مشاعر حقيقية .. لا سعادة .. ولا حتى هدف ...!
إذا ً:
لا مانع عندي من قتل نفسي الآن .. وهنا في مكتبك .. وبعدك تماما ً....

> حسنا ً.. لا مانع عندي .. ولا وقت عندي للحديث في ذلك .. إنه اختيارك أنت أيضا ً..

وهنا ..
وضع ديفيد سماعة ًصغيرة ًبميكريفون صغير كما تعود منذ المراهقة عندما كان يسجل لنفسه كل شيء :
ثم يعود ليُفرغ كل ذلك في أشرطة كاسيت مرقمة وبالتواريخ ...
ثم بدأ يقول بصوت ٍمهزوز كأحشائه التي تضطرب : رغم محاولته إضفاء نبرة الثبات والثقة عليه :

> أنا الآن في المكتب .. في يوم (...) بتاريخ (...) الساعة العاشرة صباحا ً.. ومعي زوجتي .....

وهنا صرخ فيه الخادم جون مقاطعا ًوقد قارب عقله على الانفجار بغير مسدس مما يراه :

- هل أنتما مجنونان ؟؟!!!!.. ماذا فقدانه من متع الحياة لكي يقتل أحدكما نفسه في سن الثلاثين !!
بل : وماذا رأيتم أصلا من مآسي أو من ضيق العيش حتى تفكران في الانتحار !!!!!..
لقد جننتما بالتأكيد !!!.. جننتما ...!
# صدقني يا جون .. هذه المرة الأولى التي قال فيها ديفيد شيئا ًيوافق مشاعري ...
إن بداخلنا خواء وآلاما ًلا تتخيلهما !!.. أكثر من تعذيب المعتقلات والسجون وألم الفقر واليتم !
- لا سيدتي .. صدقيني .. أنتما الذان لا تعرفان شيئا ًعن الحياة !!!؟؟
أنتما الضعيفان يا سيدتي .. ضعيفان جدا ً.. العيب فيكما .. في نفسيكما وروحكما من الداخل !!..
أنتما الذان لم تتعلما شيئا ًعن مشاكل الحياة : بله كيفية حلها : بله كيفية الصبر عليها !!!..
ألم تسألا نفسيكما : كيف هو حال الأقل منكما مالا ًوالأكثر منكما شقاء ً: كيف يعيشان إلى الآن ؟!
أليس لديكما رغبة في الاستمرار في الحياة لآخرها : واستكشاف ما فيها من جديد في كل يوم ؟؟..

> صدقني يا جون ... بالموت : سنكتشف إجابات أعظم الأسئلة التي حيرتنا في الحياة !!!..
فضلا ًعن الراحة التي سننعم بها أخيرا ً: سواء كان لنا حياة أخرى بعد الموت أم انتهينا بالفعل إلى الأبد !
- سيدي ديفيد : أنت لا تعرف شيئا ًعما تتحدث !!!.. واعذرني ...
ما هي تلك الأسئلة التي لن تعرف إجاباتها إلا بالموت ؟!!!.. وجود الإله ؟؟؟.. هل علمت الآن نهاية الإلحاد ؟
وهل تظن أنك لو أتيت على الإله كافرا ً: فسوف يستقبلك بالورود لأنك أردت أن تعرف إذا كان موجودا ًأم لا ؟!!!..
أنا لو مكانك سيدي :
اترك سيارتك جانبا ً: وانزل ومسز إليزابيث لتتجولا في المدينة وسط البشر والحياة من قريب ....
انزلا : فلربما شعرتما بطعم الحياة حقا ً.. إن كنتما لم تتذوقانه أبدا ًفي حياتكما بشكلها الحالي ....!
انزلا واتركاني هنا وحدي :
انتظر عودتكما على خير .. أو انتظر خبر انتحاركما معا ً....

يُـتبع إن شاء الله ...

hani1984
11-29-2012, 04:30 PM
بارك الله بك اخي ابو حب الله بالنتظار التتمة

أحمد عبدالله.
11-29-2012, 05:34 PM
اظن ان الاسماء بريطانية... أسلوب مميز... ماشاء الله... متابع بعون الله

إلى حب الله
11-29-2012, 07:43 PM
> مضى علينا وقت كبير منذ أن سرنا معا إليز .. هل تذكرين ؟؟..
# بل قل : مضى علينا وقت كبير منذ أن مشينا على أقدامنا أصلا ً!!!.. حقيقة ً:
لقد كرهت السيارة !!!!..
> تعرفين ...
الخروج معك على الأقدام : يزيل الكثير من الحواجز والمشاكل بيني وبينك !!..
لا أعرف كيف .. ولكني أشعر بذلك في كل مرة .. وكأننا نبدأ من جديد !!!..
# فعلا ً.. كثير من المرات عندما كنا على خلاف ولا يحدث أحدنا الآخر :
كان يزول الخلاف بمجرد خروجنا معا في نزهة أو لأحد الأقارب !!..

> إذا ً: هي ملحوظة ٌتستحق التسجيل في آخر تسجيل في حياتي :
ربما يستفيد منها أحد !
# ديف .. أما لديك طريقة أخرى غير هذا المسدس ؟؟.. أعني .........
مثلا ًحبوب قاتلة بغير ألم أو شيء من هذا القبيل ؟؟..
بالتأكيد يمكننا العثور على شيء في النت ؟
> ها ها ها ... ها هو الجبن النسائي يتجلى .. عزيزتي : تعددت الطرق :
ويبقى الموت بالمسدس أفخمهم وأنسبهم للعظماء .. لا تقلقي .. هو سريع الأثر ..!
بوم .. خلاص ..
ولو كنت ِستشعرين بالخوف من رؤية انتحاري قبلك : فيمكنك أنت أن تبدأي وأنا بعدك :
ليديز فيرست ..........

# أها ؟!!.. وماذا لو غيرت أنت رأيك بعد موتي : فتراجعت عن الانتحار ؟؟؟..
بالتأكيد ستتزوج بأخرى وتنساني وتنسى الأمر بأكمله !!!..
> لا تقلقي ...
انظري إليز .. كم هو جذاب مشهد السيارات صباحا في العمل ؟؟؟!!..
# فعلا .. المشهد يستحق النظر والتأمل .. دعنا نجلس هنا قليلا ًفي محطة الانتظار هذه ..

> يذكرني المشهد بالحياة عموما ً.. وخصوصا ًفي هذا اليوم الممتلئة سماؤه بالغيوم ...
السيارات كالبشر .. لا تهدأ ولا تقف من تلقاء نفسها : إلا إذا أوقفتها ونظمتها إشارات المرور !
# أيضا ًالأوتوبيس .. يأتي .. يقف .. يحمل في كل مرة إنسانا ًجديدا ً: ويُنزل آخر ...
وكأنها سُنة في الحياة .. صعود وهبوط .. سفر ووصول .. ركوب ونزول ...!
> هل نسير قليلا ً.. أريد أن نتمشى ...
# هيا ...

> ما رأيك لو تناولنا الإفطار في مطعم شارع (....) .. هل تذكرين ؟؟؟..
# فكرة لا بأس بها .. ولو انتظرنا قليلا ً: يمكن أن نتناول الغداء أيضا ً.. فلست جائعة كثيرا الآن ..
> يمكننا على الأقل الجلوس فيه وشرب بعض الشاي أو النيسكافيه ...

وقبل المطعم من جهته الخلفية بأمتار : وقرب حاوية النفايات الخاصة ببقايا الطعام :

# انظر يا ديف .. ماذا يفعل هذان الطفلان هناك ؟؟!!.. هل سقطا في حاوية النفايات ؟؟؟..
هل يمكنك إنقاذهما ؟؟...
> لا يبدو لي أنهما قد سقطا .. بل أظن أنهما يجمعان بقايا الطعام ليأكلان !!!..
# يعععع .. بقايا الطعام !!.. هل تقصد بقايا الطعام ؟!!!..
> نعم عزيزتي .. ألم تري هذا المشهد أبدا ًفي حياتك ؟؟؟..
# في بعض الأفلام فقط !!.. وكنت أحسبه من المبالغات أو أنه قد ولى زمانه !!!..
ألم أقل لك : كرهت السيارات ؟؟!!..
ديف .. أريد أن أرى الطفلين عن قرب أرجوك .. تعالى معي ...

وتأبطت إليزابيث يده من الوجس وكأنها تقترب من مخلوقين غريبين في هذه الحياة !!!..

# ماذا أقول لهم ؟؟..
> هاي ...
# هاي ؟؟؟.. لهؤلاء .. وهم يجمعون القمامة ؟؟!!..
> نعم عزيزتي .. ستفي بالغرض كبداية ...!
# حسنا ً......... هاي ... كيف حالكما ؟؟!!..

* هاي .. بخير ..
** هل تريدان شيئا ؟؟؟...

# فقط كنت أريد مشاهدة ما جمعتما ؟؟..
* آآآه .. انظري سيدتي .. هذا الكيس الصغير فيه بعض الأرز المتبقي من الأمس ..
هذا هو المطعم الوحيد الذي لا تأتيه سيارة النفايات صباحا باكرا ولكن ستأتي بعد قليل ..
** وانظري لي أيضا ماذا جمعت ؟؟.. بقايا الخبز هذه تكفينا جميعا ًإلى الغد ...
# جميعا ً؟؟.. هل تعنين أباك وأمك ؟؟؟..
* لا أعرف أبي وأمي .. لم أرهما من قبل .. ممكن أن أتذكر امرأة ً.. ولكن ذلك منذ سنوات ..
ولكن لا أعرف إذا كانت هذه المرأة كانت أمي أم لا ؟؟!!.. فأنا أنادي كل النساء هناك بأمي ..
> أعتقد إليز أن النظر إلى ملابسهما وحالهما كان يغنيك عن تلكم الأسئلة ؟؟!!..

# ما اسمك ؟؟..
* جين ...
# وأنت ؟؟؟..
** جاك ..
# هل أنت ِسعيدة يا جين بما جمعتي في هذه الأكياس من طعام ؟؟..
* طبعا ً.. هذا من أفضل الأيام على الإطلاق .. يكفي أننا نجحنا في ذلك قبل قدوم سيارة النفايات ظهرا ً!
** نعم .. فقد سهرنا كثيرا ًبالأمس ...
# وماذا كنتم تفعلون يا جاك ؟؟..
* كنا مع ماما سانيتا .. وماما باتريشيا .. والجد ماركوس .. والجد توماس .. والجد أوليفر ...
كنا نلعب ونسمع نكاتهم ونضحك ...
# يا إلهي !!!!.. هل سمعت ذلك يا ديف ؟؟؟!!!..
ببقايا هذا الطعام الذي أتأفف من مجرد النظر إليه من عظام وأرز بائت وبقايا خبز : وبهذه الهيئة والعيشة المزرية :
ويضحكون ويلعبون ويقولون نكات أيضا ً!!!!..
> هذا مستحيل !!..
كيف هو بيتكم يا جاك ؟؟؟..
** مثل كل البيوت العادية في المنطقة .. ولكن سقفنا أفضل بالتأكيد .. فالجد توماس وضع طبقة من الصفيح أخرى :
فوق السقف الصفيح الموجود .. أنت تعلم .. قد تمطر في أي وقت من جديد ...

> أعلم أعلم !!!!!.. سقف صفيح ؟!!!.. وطبقة صفيح أخرى فوقه !!!.. أنتم من أثرياء البلد يا فتى !!!..
** هل تسخر منا ؟؟...
* أنا جمعت ما يكفي من بقايا الدجاج جاك .. هيا بنا لنمضي سريعا حتى يستطيع البقية الفطور !!..
وقبل أن تأتي السيارة ...
# وهل يؤذونك رجال سيارة النفايات ؟؟...
* أحيانا يشتموننا أو يبعدوننا عنوة .. وأحيانا يشتمون أسماء وأشخاص أخرى لا نعرفهم ...
> أظن أني عرفتهم الآن ....!

# جين .. هل تعرفين النقود ؟؟؟..
* نعم .. بقطعة معدنية واحدة صغيرة يمكنني شراء بعض الحلويات وتوزيعها على أصحابي ...
> وتوزيعها على أصحابك أيضا ؟؟...
* نعم ... وهل ظننت أن أكلها كلها وحدي ؟؟؟..!
** سيدي .. نحن قد نكون فقراء .. ولكننا نحب بعضنا البعض .. ولدينا أخلاق ...
> ( قد ) تكونون فقراء ؟؟؟؟!!!!.. يا فتى انظر لنفسك ولأختك !!.. هذا إن كانت أختك فعلا ..
أنتما ... أنتما ..........
# ديف ..........!
هذا يكفي ....
جاك ...
هل تعلم ماذا سيصنع لكم فارقا لو صار معكما وأمهاتكم وأجدادكم وعمكم ألف ورقة نقدية ؟
> اسأليه أولا : هل تعرف رقم الألف ؟؟!!!..

** سيدتي .. لقد انتهى الوقت ..
ها هي السيارة جاءت من بعيد ... هيا يا جين .. بسرعة اقفزي ..
> والنقود ؟؟؟.. ألا تريد النقود ؟؟؟...!
** احتفظ بها لنفسك سيدي .. وإذا أردت أن توصلها لنا : فعندك هذا البيت هناك تحت العمارة الحمراء ..
هيا بسرعة يا جين .. اجري ....

> هل سمعتي هذا المخبول ؟؟؟!!!.. لا يريد نقودا ً!!!!.. أظنه صدقيني لا يعرف حقيقة معنى النقود !
يبدو أن أخته الصغرى أعلم منه في ذلك !!!!.. على الأقل هي تعرف أنه يمكنها بها شراء حلوى !!!..
إليز ...
إليز ......
هل هذه دموع ؟؟؟... هل تبكين ؟؟!..
# ألا تريد أنت البكاء ؟؟!!.. ألا تشعر بأنك تريد أن تبكي ولو رغما ًعنك ؟؟؟!!..
> ألم تقولي أنه قد فرغ منك البكاء وقد شح من عينيك ؟؟؟..
# ديف .. منظر هذين الطفلين وكلامهما البريء معنا : قد فجر بداخلي شيئا ًما ... شيئا ً........
إنسانيا ً...!

> إنسانيا ً؟؟!!..
# نعم .. صدقني .. لأول مرة منذ فترة كبيرة أجد نفسي أبكي بغير سابق إنذار ..
هل لمست مثلي مدى ما يتمتع به هؤلاء البؤساء من سعادة ؟؟!!.. لا .. فهم ليسوا بؤساء !!..
بل نحن البؤساء !!.. البؤساء لا يضحكون ولا يلعبون ولا يلقون نكاتا ًليجتمعوا في سعادة !!!..
هل تتذكر آخر مرة ضحكت فيها بسعادة حقيقية يا ديف : متى ؟؟؟..
هل تتذكر آخر مرة لعبت فيها ما تحبه حتى من كرة القدم أو السباحة ؟؟؟!!..
أتذكر أن لك سنينا ًتخبرني بأنك تريد لعب كرة القدم والسباحة ولكنك لا تجد وقتا أو همة !!!
عزيزي : نحن عبيد في عصر المدنية الحديثة ...! هذه هي الحقيقة .. عبيد بلا أغلال ...!

> عزيزتي ..
إن كان لا بد من درس هنا تخرجين به من هذا الموقف .. فلا تبالغي .. ولكن قولي :
أن السعادة : هي وضع حد معين من الأهداف التي يمكنك الوصول إليها !!.. فإذا وصلت إليها :
فإنك سعيد ...!
وهؤلاء الفقراء قد وضعوا حدا ًمتدنيا ًللسعادة ..
بقايا دجاج وخبز .. وبقايا أرز وطعام مما تعف ربما القطط عنه أو تشاركهم فيه !!!..
فإذا حصلوا عليه : شعروا بالسعادة .. لا أكثر ولا أقل ....!

# أخطأت يا ديف .. لو كان الأمر كما تقول : فانظر لنفسك ولي :
لماذا نحن تعساء الآن وعلى شفا الانتحار ؟؟؟!!..
هل عجزت أنت أن تضع حدودا ًللسعادة فتصل إليها بملايينك ؟؟؟.. لماذا عجزت أنا أيضا ً؟!
> إليز .. صدقيني .. لن تشعرين بالسعادة إذا تحدثت في ذلك الآن .. فسأقول كلاما يؤلمك ..
# وماذا يضر ؟؟؟.. فأنا على شفا الموت به أو بدونه !!.. فلتقله الآن ...
فلربما أعطاني دفعة أقوى ورغبة أقوى في الانتحار !!.. هيا قل .. أخرج ما بداخلك تجاهي ؟!!
قل أني أنا سبب تعاستك .. وأنني لم أفهمك طوال حياتنا .. وأنني لا أستمع لكلامك ولا أطيعك ..
وأنني وأنني وأنني ....

> أووووووه .. إليز .. سأخلع هذا الميكروفون .. لا أريد أن أسجل هذا الكلام ...
# ولماذا تخلعه .. ألم تهده لك أمك في المدرسة العليا .. هو لائق عليك ..؟
فمثله مثل سماعة الموبايل الخارجية ؟؟.. لماذا تريد خلعه ؟؟..
أم تخشى أن يقول عليك الناس في الشارع مجنون ؟.. لأنك تتشاجر في سماعة الموبايل ؟؟؟..

> إليز .. إليز .. انتهى .. انسي الأمر .. من العبث أن أقضي آخر لحظات حياتي في هذا الحزن أيضا !
هذه هي ساعاتنا الأخيرة .. تذكري ...!
غيري الموضوع أرجوك ...
# ...............

> ما رأيك في أن نهدأ قليلا ً.. تعالي نجلس على هذه المقاعد هناك ..
فلا أعتقد أني سأتناول أكلا ًولا شربا ًفي أي مطعم بعد اليوم .... وبعد ما شاهدته من الطفلين ...
هذا لو كان هناك أصلا ًيوما ًبعد اليوم !!!!..

# كم شخصا تعتقد يا ديف يمكن أن تأويهم مليونين من النقود ؟؟..
بطعامهم وشرابهم وملابسهم وصفيحهم ؟
> بصفيحهم ...؟! ها ها ها ؟؟؟..
# لا تضحك يا ديف .. فأنا لو سأنفق عليهم مليونين : فلن أنفقها في مباني لن تقدم ولن تؤخر !
بل سأجعلها في صورة معونة شهرية لهم يتم صرفها إليهم بانتظام : طعاما وشرابا ًوملابس ..
أليس هذا حكيم ؟؟..
> بلى .. وفيه خير أيضا ً...
# وأنت ؟؟؟..
> ممممم .. يمكنني أن أكتب لهم عـُشر ثروتي كنفقة شهرية أيضا ًحتى تنفد ...
# والباقي ؟؟؟..
> ممم ..
ممكن 20 % لناديي المفضل في كرة القدم .. و50 % على صناعة السيارات التي أحب ..
و10 % على الكلاب - هذه من أجل كلبي الميت ريكي - .. و10 % ربما لمرضى السرطان ..
# ديف !!!.. أجعلت نصيب الكلاب عندك يساوي نصيب الفقراء ؟؟؟!..
> هذه الفروقات لا مكان لها في قلبي الآن .. فقط سأفعل ما أحب وأريد ...
ولا تنسين أني لن أترك شيئا ولن أكتب شيئا لعمي مارك ولا لخالتي كريستينا ...

# ديف .. ما رأيك لو نذهب لنرى ذلك المبنى الأحمر الذي أشار إليه الفتى ...
ذاك الذي يمكن أن نضع مالنا عنده ليوصله للفقراء ؟؟..
قد تكون هذه هي فرصتنا الأخيرة للاتفاق على عمل خير قبل الموت .. وحتى لا نترك لغيرنا التفاصيل :
فيتلاعبون بها ونحن غير موجودين ...! فتضيع أموال هؤلاء الفقراء ..
> ها ... أعتقد أنه يقصد أحد مكاتب لصوص الصدقات .. هذا للرب ..هذا للجنة .. إلخ إلخ ..
# لا تكن أحمقا يا ديف ... لو لم يكن يصل لهؤلاء الفقراء شيئا ًمن هذا المكان :
لم يكن ليعرفه الفتى ؟؟!!..
> وهل أبدو لك كغبي ؟؟.. وهل ما رأيتي عليه الولد والبنت من ثياب رثة وطعام المزابل :
هل يوحي لك بأنه هناك مَن يشعر بهم أصلا ًفضلا ًعن أن يعطيهم مال أو طعام أو ملابس ؟!!..

# قد تكون كثرة الفقراء هي السبب في أن ما يصلهم قليل .. وخصوصا :
لو كل مَن لديهم مال مثلك من الأغنياء : يفكرون مثل تفكيرك ؟؟!!..
> حسنا ً...
الساعة الآن تقترب من الثانية عشر ظهرا ً.. أرى أن نحسم أمرنا بعد ساعتين من الآن ...
# ولماذا العجلة على الموت ؟؟.. لماذا لا ننتظر إلى المساء ؟!!..
لقد بدأت أهتم بكوني حية قليلا ً.. هناك هدف على الأقل أسعى لتحقيقه الآن ..!!
هدف يستحق السعي عليه .. هدف حقيقي ..
هدف فيه سعادة حقيقية لأشخاص يحتاجون المال بالفعل وعن حاجة : لا لكماليات ..!!
> إذا ً.. هيا بنا نمشي في الاتجاه الذي أشار إليه جاك .. وربما سألنا هذا الرجل هناك ..

يُـتبع إن شاء الله مع الجزء الثالث والأخير ...

أحمد عبدالله.
11-29-2012, 08:58 PM
ليديز فيرست ..........
اضحكتني ورب الكعبة... اضحك الله سنك... جعلتني أعيش مع القصة!

إلى حب الله
11-30-2012, 12:54 AM
> هاي .. مستر .. إذا سمحت .. هل هناك في هذا الاتجاه مبنى أحمر فيه مكتب خيري ؟؟..
# جمع تبرعات للفقراء ونحو ذلك ؟؟؟..
^^ هاي .. مكتب خيري ... مبنى أحمر ..... مممم ... مبنى كبير أم صغير ؟؟..
> لا نعرف ...!
^^ ما هو اسم المكتب الخيري أو الشركة ؟؟.. أو هو مؤسسة ؟!!..
# لا نعرف أيضا ً..! هذا هو كل الوصف الذي لدينا .. وأن ذلك المبنى قريب من هنا في هذا الاتجاه ..

^^ دعوني أفكر ...
ممكن على بعد 500 متر تقريبا ًوقبل التقاطع : هناك مبنى كلاسيكي قديم من الطوب الأحمر ..
أعتقد ذلك هو المبنى الوحيد في هذه المنطقة الذي تنطبق عليه أوصافكم له !!!..
# وأسفله أو فيه مكتب خيري ؟!!..
^^ لا .. ولكن هناك أعتقد دار عبادة أو روحانيات أو شيء من المنتشر هذه الأيام ..
أنتم تعلمون : هؤلاء المجانين ربما : طقوس .. أو عبدة شيطان .. لا أعلم .. فلم أمر هناك من قريب ..
ولكني أرى شبابا ًوناسا ًيتجهون إلى هناك كل فترة ...
وأظن أن اليوم لهم لقاء .. ربما في هذا الوقت الآن .. لا أتذكر ...
يمكنكم أن تذهبوا إلى هناك وتسألوا ...
> شكرا ً... ونأسف على الوقت والإزعاج ..

> هيا بنا إليز ...
# ولكن .. يمكننا الاستفسار منه أكثر ...
> لقد أحرجنا الرجل .. وجيد أصلا ًأنه دلنا على هذا المبنى .. أتمنى ألا نقطع هذه الـ 500 متر على لا شيء !
ألم أقل لك أنه ربما كانت هذه هي إحدى مقرات أصحاب الدين لاسيما المجانين منهم : أوشو بوشو يوجا رائيل إلخ !
# ذكرتني برحلتنا إلى باريس ... هل تذكر ذلك المركز الذي دخلناه في شارع (...) ؟!!..
> لقد كان يوما ًمضحكا ًبالفعل ...
# يومها فقط شعرت وأن المسيحية ورغم كل ما فيها من خرافات : إلا أنها بجوار هؤلاء : أعقل العقل !!!..
> هل تذكرين عندما طلبوا منا خلع ملابسنا بأكملها لنصلي معهم ؟!!!..
# طبعا ًأنت رحبت !!.. أنت لئيم وشهواني دوما ًيا ديف ...
> لا لا لا .. لقد كنت أريد أن أعرف ماذا يفعلون بالفعل في هذه الصلاة العارية !!!..
# إذا ً: أنت كنت تستحق صفعة ًعلى وجهك أيضا ًمثل تلك التي أعطيتها لذلك الرجل البغيض الدجال ...
> ها ها ها ...

# وهل تذكر أولئك الذين رأيناهم في أمريكا في عيد زواجنا الأول عندما ذهبنا لـ (....) ؟!!!..
> أووووه .. هؤلاء هم المجانين الحقيقيون بالفعل !!!..
# ولكنهم كانوا مخيفين .. أشك أنهم مجرمين في الحقيقة ..! أعتقد بأن طقوسهم دموية ...!
لقد شعرت أنهم سيفعلون بنا شيئا ًسيئا ًإذا دخلنا معهم .. جيد أننا خرجنا من أول عشر دقائق ...!
> هذه هي الطقوس والأديان في كل الأرض عزيزتي .. خرافات تزرع بذورا ًوتحصدها في العقول الخربة !
# أحيانا ًأشعر بحاجتي للمسيحية من جديد يا ديف ..! أتعرف :
ورغم يقيني التام من خرافاتها 100 % : إلا أن بها شيئا ًنحتاجه !!.. هكذا أشعر في لحظات ضعفي ..
أشعر أن الدين : هو حاجة من أكثر حاجات الإنسان إلحاحا ًفي حياته ..!
لن أقول الحاجة لوجود إله - أيا ما يكن - ولكن :
لحفظ حياة الإنسان نفسه وسلكه في سلك المجتمع الإنساني !!!.. لإعطائه قيمة لكل ما يفعل !!!..
فبغير هذه القيمة : فما أقربه للتفكير في الموت : وإلى اللامبالاة العاطفية والمادية !!!..
هل توافقني في ذلك يا ديف ؟؟؟..

> إلى حد ما نعم ...! أعتقد هي الطبيعة التي وهبتنا ذلك الشعور والحاجة الدينية للحفاظ علينا !!!..
# ولماذا تحافظ علينا ؟!!!.. ولماذا نحن الآن قد خيبنا ظنها فينا ونريد الانتحار ؟!!!..
> هممم ؟!!!.. لأنه ...! لأنها ...! لأنه عملها !!!.. أقصد : لحاجتها لذلك ...! أقصد ......!
# انظر : ها هو المبنى الأحمر هناك ... لقد اقتربنا منه ...
> انظري في اليافطات التي عليه ... هل ترين أي اسم يوحي بأنه جمعية دينية أو مكتب خيري ؟؟!!..
# لا أرى شيئا ًله علاقة بما نريد ...
> انظري هناك في الأسفل ... هل تستطيعين قراءة هذه البافطة ؟؟
# أظنها شيء له علاقة بالرحمة .. موسك أوف الرحمة .. ماس جيد أل راه مه ...
> أظنها إحدى ديانات الشرق الأقصى هذه المرة .. الصين أو الهند ...
# مشكلة لو كانت لهم طقوس غريبة هم أيضا ً.. لا وقت لدي ولا صبر على هذه التراهات اليوم !
> أنا مشكلتي ستكون في المسدس الذي معي لو طلبوا مني خلع ملابسي
انظري .. يبدو هؤلاء الشباب داخلون إلى هناك ...
هاي .. أصدقائي .. هل أنتم ذاهبون إلى هنا >> ؟؟

= السلام عليكم يا أخي .. نعم .. إنها صلاة الجمعة الآن ...
> هل تعني تجمع أو احتفال .. طقوس .. شيء من هذا القبيل ؟!.. مثل صلاة الأحد ؟!.. صن داي ؟
= هي صلاة فقط .. وقبلها هناك خطبة .. كلمة من الشيخ ..
# شيخ ؟!!.. هل أنتم محمديون ؟!!!..
= نعم أختي .. ولكن وصفنا الصواب هو : مسلمون .. هل أنت مسيحية ؟!!!..
> أمممم .. نعم نعم .. نحن مسيحيين .. وكنا نريد الدخول إلى هنا .. نريد أن نكلم مسؤولا ً..
= لن تستطيع أن تتحدث مع الشيخ أو مدير المسجد إلا بعد انتهاء الخطبة والصلاة ...
فهل تريد الدخول ؟؟.. يوجد مكان للأخوات بدور الميزانين .. ويوجد مكان لغير المسلمين ..
# هذا كله في ذلك المحل الصغير ؟؟..
= لقد اشتراه فاعل خير مسلم : وضمه إلى المحلين الآخرين من الجهة الأخرى من الشارع ..
وصار لنا مسجدا ًبتصريح رسمي .. فهل ستأتون ؟؟..
# لا بأس .. ولكن .... هل هناك أي شروط ؟؟.. طقوس معينة ؟؟.. أي شيء ؟؟؟...
= فقط الوضوء بالماء للطهارة ... وذلك فقط لاستحسان دخولكم للمسجد ...
> وضوء بالماء فقط ؟؟..
# فقط ؟؟!..
= نعم ... يمكنك أختي أن تصعدي هذا السلم من هنا :
وستجدين أختا بالأعلى ستخبرك ماذا تفعلين .. وستعطيك رداء ًمناسبا ًللجلوس في المسجد ..
وأنت أخي يمكنك المجيء معنا ... تفضلوا .. لم يتبق على الخطبة إلا القليل ...
-------


إن الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستغفره .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا .. ومن سيئات أعمالنا

مَن يهده الله : فلا مضل له .. ومَن يضلل : فلا هادي له ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده : لا شريك له .. وأشهد أن محمدا : عبده ورسوله ..


> !!..
# ............!


" يا أيها الذين آمنوا : اتقوا الله حق تقاته : ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ..



" يا أيها الناس : اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة .. وخلق منها زوجها .. وبث منهما رجالا كثيرا ً:
ونساء .. واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام : إن الله كان عليكم رقيبا ً" ..



" يا أيها الذين آمنوا : اتقوا الله وقولوا قولا ًسديدا ً.. يُصلح لكم أعمالكم .. ويغفر لكم ذنوبكم ..
ومَن يُطع الله ورسوله : فقد فاز فوزا ًعظيما ً" ..


> ( دموع ) ..
# ( بكاء حار ) ..!


أما بعد ..

أرحب أولا ًبالأخوة والأخوات النصارى الذين حضروا معنا هنا اليوم ..
فهم أخوة لنا بالفعل وأخوات في الإنسانية .. وإن شاء الله في الإسلام طالما بشرونا بحضورهم معنا ..
يقول الله تعالى في القرآن :
" يا أيها الناس : إنا خلقناكم من ذكر ٍوأنثى .. وجعلناكم شعوبا ًوقبائل : لتعارفوا .. إن أكرمكم عند الله :
أتقاكم " ...
فبتقوى الله تعالى فقط وطاعته في الخير : يتمايز العباد عند ربهم جل وعلا ...



ولأني أعرف قصر أوقاتكم التي استأذنتم فيها من أعمالكم اليوم لصلاة الجمعة هنا ..

فقد اخترت موضوعا ًموجزا ًوصغيرا ًلهذه الخطبة وهو :
" لن تنالوا البر : حتى تنفقوا مما تحبون " ..


> ؟؟..!!
# ( شوق ولهفة لمعرفة معنى الجملة ) ..


كلنا يعرف مدى حث الله تعالى لنا في قرآنه : ونبيه في أحاديثه وسنته على : فعل الخير بكل صوره ..

ولكن قد يتساءل بعضنا :
ما هو معيار تفاضل المؤمنين في فعل الخير ؟؟!.. ما الذي يجعل ثواب بعضهم أعلى من البعض عند الله ؟
ويجعل منزلتهم أقرب في البر وفي القرب من الله من بعض ؟!!!..
ودعوني أقتصر الحديث هنا فقط على صدقة وزكاة المال كمثال ..



أما زكاة المال :

فهي حق الفقراء في مال الأغنياء .. ويتم دفعها مرة واحدة في وقت محدد يختاره صاحبه من كل عام ..
وفيه يقوم بحصر ما لديه مثلا ًمن مال وذهب وفضة : وبشرط أن يكون مر عليهم عام لم يُنفق منهم :
فيقوم بإخراج ما نسبته 2.5 % منهم : لمصارف الزكاة المعروفة والمذكورة في القرآن وهم :
1- الفقراء : وهم العاجزين عن العمل والذين لا يجدون قوت يومهم من طعام وشراب ككبار السن والأرامل ..
2- والمساكين : وهم محدودي الدخل رغم عملهم .. والذين لا يجدون الكفاية في حد المعيشة ..
3- اليتامى .. وهم اليتامى المحتاجين ..
4- المؤلفة قلوبهم : وهم الذين يُرجى دخولهم في الإسلام فتصرف على تحبيبهم في الدين ..
5- وفي الرقاب : وهو تحرير العبيد إما بشرائهم أو بمساعدتهم في دفع ثمن حريتهم لمَن يملكونهم ..
6- والغارمين : وهم المدينون بديون يعجزون عن دفعها ..
7- وفي سبيل الله : وهو كل ما من شأنه إعلاء كلمة الله ونشر دينه والحفاظ عليه وحمايته ..
8- وابن السبيل : وهو المسافر الذي انقطع به ماله في بلاد غربته .. أو احتاج لمال في غربته أو سفره ..


> !!!!!!!!!!!!!!!..
# ( تعجب شديد : فليس ذلك ما كانت تعرفه عن المحمديين أو المسلمين ) ..


هذا عن الزكاة .. فكلما تحرى المؤمن بزكاته : تلك المصارف بدقة : فمنزلته تعلو عند الله تعالى ..

وكلما كان حابا ًلزكاته غير مستثقل لها بل : ويعلم أنه حلقة توصيل فقط لمال الله : إلى مَن يستحقه :
فهو أقرب لمعاني الإيمان من غيره ..! وانظروا لقول الله تعالى في قرآنه عن ذلك المال الذي معنا :
" وآتوهم : من مال الله الذي آتاكم " !!..
وبالطبع هناك مصادر أخرى للثروات يجب فيها زكاة أيضا ًغير المال والذهب والفضة :
مثل الزروع والأنعام .. وهذه ليس مجال ذكرها الآن ...



وأما الصورة الثانية من عطاء المال فهي : الصدقات ..

وهي تلك الأعمال المادية في البر : والتي ليس لها حد في أقلها أو أكثرها : وليس لها وقت محدد ..
والسؤال الآن : بماذا سيتفاضل المؤمنون في هذه الصدقات ؟؟!!.. هل بالكم ؟؟.. أم بالكيف ؟؟!!..


> ؟؟..
# ؟؟..


والحق أقول لكم .. إن الله تعالى هو الغني عن العالمين .. وهو سبحانه بيده ملكوت كل شيء !!!..

هو الذي اختار الفقير لفقره لكي يمتحنه : وليس لأن الله تعالى لم يجد ما يجعله به غنيا ً!!!..
وهو الذي اختار للغني غناه لكي يمتحنه أيضا ً: وليس لأن الله تعالى يحبه أو يحابيه على غيره !!..
فكلنا عباد الله !!.. ولكنه فقط يعلم الأنسب لكل منا في اختباره في هذه الحياة ..


> ( دموع مرة أخرى ) ..
# ( انفجار بالبكاء ) ..


نعود مرة أخرى للسؤال .. هل مقياس التفاضل عند الله تعالى هو بالكيف أم بالكم ؟!!..

أقول : بل الكيف يأتي أولا ً.. ويأخذ ذلك أكثر من صورة : سأخبركم بها الآن لتنتهي الخطبة ..
مع العلم بأن بعضها ينطبق على الزكاة أيضا ً...


> ( تشوق لسماع ما هذا التفاضل عند الله الذي يتعلق بالكيف لا بالكم ! )
# ( مثله ) !


فأول صورة من صور التفاضل : هي في نسبة مال الصدقة : عند المتصدق نفسه !!..

هل تصدق بعـُشر ماله ؟!!.. بربع ماله ؟!!.. بنصف ماله ؟!!..
ومن هنا نسمع لهذا الحديث الصحيح العجيب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفيه :
" سبق درهم (أي في أجر صدقة صاحبه به) : مائة ألف درهم (أي في أجر صدقة صاحبهم بهم) " !
كيف هذا يا رسول الله ؟!!.. اسمع له يقول صلى الله عليه وسلم :
" رجل له مال كثير : أخذ من عرضه مائة ألف درهم : تصدق بها (أي لا يعد هذا شيئا ًذا قيمة له)
ورجل ليس له إلا درهمان !!.. (يملك درهمان فقط) فأخذ أحدهما : فتصدق به " !!!!!!!!
أي تصدق بنصف ماله !!!!!!!.. نعم .. الدرهم الواحد قد لا يساوي شيئا ًفي نظرك ولكن :
بالنسبة لهذا الرجل الفقير : كان هذا الدرهم يساوي نصف ماله كله !!!..
فهل تدرك مدى إيمانه ويقينه بربه وثوابه : ومدى حبه للخير حتى يخرجه ؟!!!..


> ( تعجب ومزيد بكاء مع صوت مسموع )
# ( بكاء مرير على ما فات من العمر ومن مال كثير على السفاهات والتفاهات )


صورة أخرى وهي : في ماذا ستنفق مالك الخيري ؟؟.. ما هي حاجات الناس من حولك :

ولاسيما إخوانك المسلمين ؟؟.. هل يحتاجون مأوى ؟؟.. طعام شراب لباس ؟؟..
نفقات تعليم ؟؟.. كتب دينية ؟؟.. مسجد ؟؟.. سلاح ؟؟.. ( هذه في السر حتى لا يغلقون المسجد )


> ( ضحك وسط البكاء )
# ( تبسم وحسرة )


أيضا ًليس من الإيمان وطلب المعالي والقرب من الله والأجور الكبيرة :

أن تنفق مثلا ًعلى جمعيات الحيوان !!!..
جمعيات الكلاب والحمير والقطط : في حين هناك من الفقراء مَن لا ينامون من قرصة الجوع وألمه :
ولا ينامون من قرصة البرد ورعشته !!!.. لا بيت يحميهم : ولا غطاء يكفيهم : هذا لو وُجد أصلا ً!!!..
فبأي عقل تترك هؤلاء لتعطي مالك للكلاب والحمير والقطط ؟!!!..


> ( احمرار وجه شديد من الحياء والشعور بالذنب وتفاهة النفس والأفكار )
# ( محاولة رؤية ديف من خلف الفاصل الخشبي بين الرجال والنساء )


أيضا ًمن ماذا ستخرج مالك أو تبرعاتك العينية ؟!!.. بمعنى :

لو كنت ستخرج ملابس لك مثلا ً.. أو ستتبرع بأجهزة كهربائية .. أو ببيت أو مزرعة إلخ ..
هل ستنتقي أسوأ ما عندك دوما ًلتعطيه للفقراء والمحتاجين كما يفعل معظم الناس للأسف ؟!!..
ألا تعلم أن صدقتك تقع في يد الله أولا ًقبل الفقير والمحتاج ؟!!!..
هل كنت ستقبل هذه الأشياء لو كنت أنت الذي ستأخذها ؟!!.. بالطبع لا : إلا أن تغمض عينيك ؟!!..
يقول الله تعالى في القرآن الكريم مصورا ًذلك التباين والتناقض :
" يا أيها الذين آمنوا : أنفقوا من طيبات ما كسبتم .. ومما أخرجنا لكم من الأرض ..
ولا تيمموا الخبيث منه : تنفقون !!!!.. ولستم بأخذيه إلا : أن تغمضوا فيه ! واعلموا أن الله غني حميد "
نعم .. إذا كنتم ستنتقون دوما ًأخبث ما عندكم وأسوأه للتصدق به : فاعلموا ان الله تعالى أصلا ًغني !
وهذا هو العنوان الذي اخترته لهذه الخطبة لو تذكرون من دقائق : وهو قول الله تعالى في القرآن أيضا ً:
" لن تنالوا البر : حتى تنفقوا مما تحبون " !!!..



أيضا ًهناك فرق بين الزكاة والصدقة .. وهي أن الزكاة يجب أن تتحرى بدقة أين ستصرفها ..

أما الصدقة : فيكفي فيها فقط غلبة الظن أن الذي أمامك محتاج ..
وقد جاء في حديث صحيح عجيب أيضا ًعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحكي قائلا ً:
أن رجلا ًقرر أن يتصدق : فتصدق على سارق وهو لا يعلم !!.. فأصبح الناس يتحدثون بذلك !!!..
فقرر في اليوم التالي التصدق أيضا ً: فتصدق على زانية وهو لا يعلم !!.. فتحدث الناس كذلك !
فقرر في اليوم الثالث أن يتصدق : فتصدق على غني وهو لا يعلم !!.. فتحدث الناس بذلك أيضا ً!
فحمد الرجل الله تعالى على ما قدره له فقال : اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني ..
فعندها أ ُتي فقيل له :
أما السارق : فلعله يستعف عن السرقة .. والزانية : تستعف عن زناها .. والغني يعتبر ويُنفق من ماله !


> ! ( أول مرة ينظر للحياة بهذه النظرة من الخيرية في النية والأفعال )
# ! ( أول مرة تحتقر منعها لنفسها من عمل الخير وتضييع المال على الموضات وحب الظهور والراحة ! )


بل وأخطر ما في هذا الأمر كله - والحقيقة في كل أمور الدين - : هو أن تفعل الخير ليس لله !

بل لكي يراك عليه الناس فيمدحونك عليه !!!.. فهذا هو الرياء .. وهو يُحبط العمل كله فيضيعه !!!..
ومن هنا كانت أهمية الإخلاص القلبي في كل نية للخير .. ألا تشوبها نزعات النفس وشهواتها في الظهور والعُجب ..
وكذلك أيضا ًلا يجب أن يمُن صاحب الصدقة أو الزكاة على مَن أعطاه !!!..
لا تقل له أعطيتك كذا .. وفعلت معك كذا .. ولولاي لكنت كذا أو لوقع كذا إلخ إلخ إلخ !!!..
وإذا كان كل ذلك المَن هو مكروه ومذموم .. فما بالنا بمَن يمُن بصدقته أو زكاته على الله والعياذ بالله !
فيظن أن الله تعالى كان في حاجة إلى صدقته أو زكاته ؟!!..
فبدلا ًمن أن يستشعر مَن الله تعالى عليه أصلا ًأن هداه لعمل الخير ويسره له وأعانه عليه :
يفعل العكس فيخسر ويهوى للأسف ويضيع أجره ...


>> ( عدم تصديق لكل هذا الاهتمام بالقلب وداخله وصدقه وإخلاصه )
# ( تأثر كبير بهذا الدين الذي يراعي الباطن أكثر من الظاهر بعكس ما كان يُشاع عنه )


أقول قولي هذا .. وأستغفر الله العظيم لي ولكم .. ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ...


> !!!.. ( وهنا يشير إليه أحد الأخوة بأن ارفع يديك وادعو الله بما تريد ) ..
# !!!.. ( وهنا تخبرها إحدى الأخوات بأن ترفع يدها وتدعو الله تعالى بما تحب ) ..


الحمد لله الذي لم يتركنا هملا ًفي الدنيا بلا شرع ٍولا دستور ..

الحمد لله الذي أرسل لنا الرسل يعلموننا كيف نكون بشرا ًمؤمنين كما يحب الله ..
الحمد لله الذي أرسل لنا محمدا ًالنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم : رحمة ًللعالمين ..
والذي يقول في الحديث الصحيح : ومصورا ًلنا نهاية كل مصارف الإنسان في ماله :
" يقول ابن آدم : مالي مالي ..! وهل لك من مالك إلا ما :

أكلت فأفنيت ؟!!.. أو لبست فأبليت ؟!!.. أو تصدقت فأبقيت " ؟!!!..


> ( بكاء من جديد وتحفيز إيماني بلغ ذروته من بعد رفع اليدين ودعاء الله )
# ( مثله ) ..


نعم إخوتاه ...

كل ما نصرفه في هذه الحياة يفنى .. إلا ما جعلناه لله ..!
فذلك الذي يبقى أجره يوم الحساب وبعد الممات !!!.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا مات الإنسان : انقطع عمله إلا من ثلاثة .. إلا من صدقة جارية (أي جاري أثرها متجدد)
أو علم ينتفع به (سواء كان من تأليف الميت أو علم نشره بين الناس ووزعه) ..
أو ولد صالح يدعو له " (وذلك جزاء التربية الصالح للولد في الدنيا : فتكون ثمرة صلاحه لوالديه أيضا ً)



وصدقوني .. السعادة ليست بكثرة المال !!.. فلن ينال الإنسان مهما فعل : إلا ما كتبه الله له !!!..

وليست السعادة في أن يكون تحت يديك كل ما تتمناه من نعيم الدنيا وبهرجها الزائل ..
السعادة هي في طاعة الله تعالى كما أمر ونهى ..
السعادة هي في الإيمان بالله عز وجل وحبه من كل قلبك واللجوء إليك ومناجاتك له دوما ًودعائه ..
السعادة هي في الرضا بما معك ولو كان قليلا ً(تذكروا ذاك الرجل الذي تصدق بنصف ماله : درهم !)
السعادة هي أن تكون أنت نفسك سببا ًفي سعادة غيرك : فترى بسمته على وجهه من فعلك معه ..
السعادة أن تصحو وتنام ليس للدنيا مكان ٌفي قلبك إلا التصرف فيها .. لا تجعل همك في الدنيا ..
السعادة هي أن تنام وأنت مطمئن بإيمانك بالله .. وأما الملحد فلا ينام !!..
وذلك لأنه من داخله يشعر دوما ًأنه في نقص ٍدائم .. وخطر داهم .. وموت ينتظر .. ومصير أسود !


> ( احمرت عيناه من البكاء الذي حاول أن يجعله بلا صوت بلا جدوى ) ..
# ( انخرطت هي وشابتان بجوارها وسيدة في بكاء ونشيج ) ..


إخواني وقبل الدعاء اعلموا :

أن مَن كنز مالا ًولم يصرفه لوجه الله وفي وجه الخير : انقلب عليه سببا ًللشقاء والله !!!..
مهما اتسع مسكنه .. ومهما كانت زوجته جميلة .. ومهما امتلك من الصحة .. ومهما كانت مكانته !
إخواني وقبل الدعاء اعلموا :
أن لكم إخوان ٌفي الإنسانية من حولكم : يتيهون في ظلمات الحياة في شركهم بالله وإلحادهم ..
فلا أقل من أن تدعوهم للإسلام بأفعالكم وأقوالكم أولا ً.. وبالحكمة والموعظة الحسنة ..
كونوا لهم قدوة .. خذوا بأيديهم إلى طريق الله ..



وأخيرا ً..

أذكركم بالتبرع في صندوق إدارة المسجد بما تستطيعون .. حيث ستنطلق حملتنا الجديدة مع أول الشهر ..
نزور الفقراء والمساكين واليتامى من المسلمين أولا ً.. ثم نزور الفقراء الغير مسلمين ثانيا ً...
ومَن أراد أن يشارك معنا بجهده : بحمله للطعام : أو حتى بسيارته لحمل الأكل والطعام فيها فليفعل ..
وليقدم اسمه للدكتور إبراهيم الخليل بعد انتهاء الصلاة ...
وإني لداعي : فأمنوا .......

-----------------------

كان يوما ًلن يُنسى من ذاكرة ديفيد وإليزابيث ما حييا ...!
يوما ًوُلدا فيه من جديد ...
يوما ًأحبا فيه الحياة : بأضعاف أضعاف ما كانا يرغبان فيه بالموت !!!!..
يوما ًصار لديهما في ساعات قليلة : أهداف وأهداف كثيرة لحياتهم تنتظر تحقيقها في أعوام طويلة !!!..
يوما ًصار المال لديهما له قيمة : بعد أن كانا يبعثرانه يمينا ًوشمالا ً!!!..
يوما ًشعرا فيه وكأن فطرتيهما كانت تائهة ًعنهما لسنوات : ثم عثرا عليها فجأة فالتحما بها من جديد !
يوما ًصارت أقصى لحظات الراحة النفسية لهما والعزة : وهما في الصلاة وسجودها !!..
يوما ًصارت فيه أفضل ساعات يومهما : تلك التي في المسجد أو درس أو خطبة : لا في قصرهما !!..
يوما ًصارت فيه حياتهما الزوجية للأفضل : لما عرفا أن لله تعالى شرعا وفطرة للرجل والمرأة يجب أن يُحترم !!..
يوما ًصارا فيه حملة ًمن حملة دين الإسلام للناس : فأسلم بهما وبسببهما المئات في حياتهما ..
يوما ًصارا من بعده لا يخافان النوم .. ولا يقلقان قبله .. ولا يخافان الموت فيه !!!..
يوما ًاتصلا فيه بجون : خادم ديفيد الخاص من خارج المنزل الذي لم يعودا إليه إلا مساء ليقولا له :

اليوم فقط يا جون : اليوم فقط :
أحسسنا أخيرا ًأننا بشر !!!.. وأن لوجودنا معنى ً..... وأن لحياتنا قيمة ..!!

تمت بحمد الله ...

ماري سليمان
12-01-2012, 04:33 AM
رائعة ...
لكن أليست الحياة او الموت حق للإنسان
فقد يريد هو ان ينهي حياته لا يريد الحياة لأي سبب كان ..
ما المانع اذا ؟! ان لم يتسبب بضرر غيره ..!
أليس في نهاية المطاف سوف يموت سوا قتل نفسه او لم يقتلها ..!
والموت علاج لحياة لا يحتملها او يبغضها ..
!!!

اخت مسلمة
12-01-2012, 06:22 AM
رائعة ...
لكن أليست الحياة او الموت حق للإنسان
فقد يريد هو ان ينهي حياته لا يريد الحياة لأي سبب كان ..
ما المانع اذا ؟! ان لم يتسبب بضرر غيره ..!
أليس في نهاية المطاف سوف يموت سوا قتل نفسه او لم يقتلها ..!
والموت علاج لحياة لا يحتملها او يبغضها ..
!!!

طيّب ياماري هل يحَق لكِ أو لِغيرِك التصرّف بِرأيك وهواكِ في ملك غيرِك وماليسَ من عِندِك ..؟؟
كذلِك الحياة , لستِ من وهبتها لِنفسِك فلايحِق لكِ التصرّف في هبَة مُنّ بها عليكِ !
صح ..؟؟

ماري سليمان
12-01-2012, 06:58 AM
تقصدين أنى لست انا من أوجدت نفسي وحياتي ليست ملك لي ؟!
صحيح لسنا نحن من اوجدنا انفسنا ، و لم يكن لنا خيار بالايجاد ..
و لا حتى باقدارنا وتم توزيعنا بدون خيار !
لا في عائلتنا ولا لغتنا و لا غنانا او فقرنا او صحتنا او مرضنا
كلها أمور لا نستطيع الاختيار و لا التغيير فيها .كل منا ولد و وجد نفسه بمكانه .
لكن أليس لنا الخيار بالقبول بالحياة او رفضها بما ان هذا بمقدرتنا
تغييره او انهائه ..؟!
و بما ان هذا فوق طاقتنا ..!

إلى حب الله
12-01-2012, 09:10 AM
شكر الله الأخت مسلمة على ردها ....

الأخت ماري :
هل يمكنك قراءة النقطة 7 من الرابط التالي من حوار مع مسلم :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?31313-%CD%E6%C7%D1-%E3%DA-%E3%D3%E1%E3-%DF%C7%E3%E1-%C8%C5%D0%E4-%C7%E1%E1%E5

وأتمنى لو تقرأيه بأكمله ...

وفقك الله ..

Almumen
12-01-2012, 04:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الحبيب.

مسلم أسود
12-01-2012, 06:19 PM
ما شاء الله يا أبا حب الله . أسعدتنا بهذه المشاركة :)

ماري سليمان
12-02-2012, 04:35 AM
شكر الله الأخت مسلمة على ردها ....

الأخت ماري :
هل يمكنك قراءة النقطة 7 من الرابط التالي من حوار مع مسلم :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?31313-%CD%E6%C7%D1-%E3%DA-%E3%D3%E1%E3-%DF%C7%E3%E1-%C8%C5%D0%E4-%C7%E1%E1%E5

وأتمنى لو تقرأيه بأكمله ...

وفقك الله ..

جزاك الله خيرا ..
قرات الفقرة السابعة شكرًا جزيلا لك ..
و ماذا يفعل من رغب بإنهاء حياته لأسباب غير محتمله ؟!
هل يرغم قسرا على الحياة ..؟!
و ما مصير مثل هؤلاء المنتحرين وهم كثير جداً ؟!
أليس الله تعالى رحيم و غفور لن يجبرهم على امر فوق طاقتهم
ثم يعذبهم ..!
و القاعدة تقول ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) ..

اخت مسلمة
12-02-2012, 04:52 AM
بسم الله ..


و ماذا يفعل من رغب بإنهاء حياته لأسباب غير محتمله ؟!
هل يرغم قسرا على الحياة ..؟!

وما أدراهُ أنّ في إنتحارِهِ لراحة لهُ من العذاب ..؟؟
هذا يا أُختي كمن يَستجير من الرمضاءِ بالنارِ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (أن من قتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم خالدا مخلدا أبدا فيها) , فكيفَ حكم على أنّ في انتحارِه راحة ..؟؟


و ما مصير مثل هؤلاء المنتحرين وهم كثير جداً ؟!

من كانَ منهم مسلماً ويَعلمُ عاقبَة فعلتهِ هذه فهوَ مؤاخذٌ عليها , فالإنتحار كبيرة عظيمة من الذنوب , وأمّا ان كانَ كافِراً فليسَ بعد الكُفرِ ذنب !


أليس الله تعالى رحيم و غفور لن يجبرهم على امر فوق طاقتهم
ثم يعذبهم ..!

أنتِ ياماري ذكرتِ بنفسكِ الآيــــــــــــــــة الكريمة التي يقول فيها العَليم الخبير : ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ) , فكوني على ثِقة ويقين أنّ مُصاب الإنسان منّا هوَ وُسعه ومايُمكنهُ تحمله لايزيد , وأمّا بغية الرّاحة فأيُّ راحة يبغيها وهوَ سيَبقى يتعذّب إلى يومِ القيامة بما قتلَ بهِ نفسه , لو قَارن العاقل الحصيف ماهو فيه من بلاء وشقاء بهذِه لكفتهُ وكفّتهُ عن ارتكاب هذا الجُرم ظنّاً من عند نفسِه أنّه سيجدُ الرّاحة والخلاص !
ويكفيهِ كذلِك ما للصابِرين الحامدين الشاكرين ربّهم على البَلوى من عظيم أجر وطهورٍ من الذنب حتى يكادُ بعضهم يُفضي إلى ربّه وماعليه ذنبٌ قط ! فأيّ الفريقين في راحة وأيّهما في عذاب ونصب لايُعلم له نهايَة ..؟

ماري سليمان
12-02-2012, 06:29 AM
لا اعلم الا أنى اعتقد ان الله تعالى عادل رحيم
لا يمكن ان يعذب انسان بالدنيا و الآخرة ! ما حاجته تعالى بعذابه ؟!
كيف يقدر على الانسان الشقاء و البؤس ثم يعذبه أيضاً في الآخرة !!
لا اعتقد هذا فهو تعالى اعلم بقلوب الناس و رحمته اقرب من عذابه
و المسلم اولى بهذا بمعنى ان المسلم هو الذى لا يخاف من الموت لانه يومن بالله

و هناك أمور لا يحتملها الانسان تضطرب منها نفسيته و استقراره و رؤيته للحياه
هل مثل هذا يُعذب ؟!
مثلا ما يحدث للفتيات من امتهان بشع كثير منهن اقدم على الانتحار
فالموت اكرم كثيرا من الحياة التى قُدرت لهن ..
هل ممكن ان يعذبها الله تعالى ..! انا حقيقة لا افهم و لا يستوعب عقلي مثل
هذا الامر ...
انتم لا تعلمون حجم المأساة التى تحدث في بعض الدول و حكايا البؤس
الحقيقي لكثير من الفتيات و الاطفال و التى لم تفلح المؤسسات الخيرية
( على اختلاف دياناتهم ) من انهاء أزمتهم فيقدم البعض على الانتحار ..
هل سوف يعذبون أيضاً بالآخرة ؟!!

Maro
12-02-2012, 06:45 AM
طيب و "جون"... مش هايعقل ويسلم هو كمان؟

أبو القـاسم
12-02-2012, 06:47 AM
الانتحار يا أختي الأصل فيه أنه محرم ..وأنه من كبائر الذنوب ، والصبر واجب ..لكن هذا الانتحار ليس على مرتبة واحدة ..فربما يكون هناك أناس في السجون يعذبون عذابا فوق الطاقة الآدمية فيفرون منه بإزهاق أرواح أنفسهم خلاصا من هذا وخشية من الوقوع في فتنة ترك الدين ..ونحو ذلك ..فمثل هذا لا يكون في عين الله عز وجل ، كمن يقتل نفسه لأجل أن حبيبته تركته مثلا! ، أو لأنه لم يجد عملا ..إلخ ..فأما الأول فقد يكون الأول معفوا عنه عند الله تعالى مغفورا له بخلاف الثاني والثالث ، ومن الانتحار ما يكون كفرًا بالله واعتراضا عليه صريحا ،والعياذ بالله تعالى ، والله عز وجل يقول (ونضع الموازينَ القسطَ ليوم القيامةِ فلا تظلمُ نفسٌ شيئًا وإن كان مثقالَ حبة من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) ولكن راعني في جوابك :

كيف يقدر على الانسان الشقاء و البؤس ثم يعذبه أيضاً في الآخرة !!
وأنا انصح حضرتك أن تفرّّي إلى الله من تأثير هذه الشبهات وتتعوذي منها ومن الاسترسال في التفكير فيها فهي تدل على عدم فهم قضية القضاء والقدر التي حار فيها من حار بسبب سوء الظن بالرب عز وجل وقلة الاتباع للنبي والرعيل الأول وسوء الفهم عن الله تعالى..فالله أقداره على مقتضى حكمته البالغة ولا يلزم أن تكون مكشوفة عند العباد ..وتقدير الله تعالى للشيء لا يعني الجبر ..وليس هو مرادفا للقهر المنافي لمعنى الحرية التي وقع بموجبها الابتلاء والامتحان ..وجزى الله الأخ الأستاذ أبا حب الله على جهوده النيرة المباركة ..ومقالاته النافعة خيرا عميما ..

ماري سليمان
12-02-2012, 07:00 AM
صحيح لقد فهمت ما اعنيه يا شيخ ابو القاسم جزاك الله خيرا
هذا ما اقصده انا بالانتحار ..
لا اقصد الانتحار المترف ! اي من ينتحر من دون باس حقيقي
مثل من ينتحر لانه مل من الحياة و لم يجد متعة جديدة او لسبب بسيط ..
فهذا يستحق العذاب و الامر لله تعالى ..

انا قصدت الانتحار لأسباب قاهرة جداً جداً تفوق الطاقة
و جملتي التى أوردتها استغفر الله منها ..
انا كنت أعنى بها ان الله تعالى ارحم مما نظن و اعلم ..
لكن أخطأت التعبير ..

و شكرًا لك لحسن إيضاحك فقد فهمت ..
و اشكر الأخت مسلمه كذلك و ابو حب الله ..

إلى حب الله
12-02-2012, 10:03 AM
جزا الله الأخوة الأفاضل ...

الأخت الفاضلة ماري ... بالنسبة لقضاء الله تعالى وقدره :
فهو وفق حكمته وعدله .. ونحن - باعترافنا - لا نرقى حتى لمجرد الإحاطة بجزئية من حكمته :
وإنما غاية ما في وسعنا هو تلمس تلك الحكمة من بعض الشواهد ..

والذي لا تعلميه أختنا الكريمة - ولا يظهر على ساحة الناظر للحياة بنظرة سطحية - مثلا ً:
هو أن لله تعالى سننا ًكثيرة ماضية لا تتبدل : وليست سنة واحدة ...
مثلا ً:
هناك بلاد إسلامية كان يُجاهر فيها بالزنا وبتأجير الأباء لبناتهن في مواسم الأجازات !!!..
ومنهم مَن يؤجر الشقة بابنته .. إلخ إلخ إلخ ...
وهذا الجهل المدقع بانتقام رب العالمين : وهذا الهوى الطاغي للمادة في مقابل الشرف :
لا يجب أن يُهمش عند النظر لبلايا الاغتصاب مثلا ًالتي تنزل على تلك البلاد في وقت ٍمن الأوقات !
وأنا هنا لا اعني بلداً بعينها .. ولا أعني أيضا ًمجرد وجود الزنا في بلد - فكل بلد فيها نسبة من الفساد -
ولكن انظري إلى : حرية الجهر بهذا الفساد : دون مراعاة حتى ولا استحياء من الخالق القاهر في علاه ؟!!

وقيسي على ذلك أيضا ًتفشي العري والتبرج والسفور في بلاد المسلمين !!..
وبلايا مثل الاختلاط المشين والخلوة المحرمة ...

فكل تلك المقدمات :
لا يجب الاستخفاف ولا الاستهانة بها في موازنة الأمر الذي شاهدتي فقط نتيجته الأخيرة :
ولم تعرفي مقدماته !!..

فالله تعالى لا يعذب قوما ًلا يموت بينهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فإذا حل البلاء لتقاعسهم سنينا ًمن الإمهال : شملهم وشمل غيرهم للأسف !!.. يقول تعالى :
" واتقوا فتنة ًلا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلموا أن الله شديد العقاب " !!!!..

وبهذه الصورة الموسعة لما حسبتيه أنت كل الصورة :
تستطيعي أن تلمسي أحيانا ًكيف يُصبر المبتلى بالاغتصاب أو غيره من البلايا نفسه وقت وقوعها !
فلعل تلك المغتصبة تقول :
أنا التي بدأت بمبارزة الله بالمعاصي .. وتعمد التبرج والسفور لفتنة الشباب والرجال وجذب أنظارهم إلخ
فها أنا وقد أتاني ما كنت أبغي ولكن عنوة وبغير حق ولا شرع ولا استئذان ولا حتى آدمية ربما ؟؟!!..
أو ربما تقول نفس كلامها أمها فتعترف :
أنا التي كنت أزينها لتلفت نظر الرجال ولم أراعي فيها شرعا ولا دينا ً!!..
فها قد جعل الله تعالى فاجعتي فيها بعكس مرادي ... إلخ

ولعل ذلك المريض يقول :
أنا الذي فرطت في ساعات صحتي : أو ستجبرت بها على الضعفاء : أو مارست بها المعاصي :
فها أنا الآن وقد جعل الله تعالى عذابي في جسدي .. فلأصبر ولأحتسب .. إلخ

فهذه هي بعض الصور فقط مما حضر في ذهني الآن أختنا الفاضلة ...
والأمر بالقياس يمكن الاستنتاج منه كثير من الصور في حياتنا :
" ولا يظلم ربك أحدا ً" ...

وأما بالنظر للأمر من جهة ٍأخرى :
فليس كل بلاء أيضا ًمن الضروري أن يكون رد فعل جرم أو معصية توازيه ..
بل قد يكون رفعة منزلة وإظهار صبر أو كرامة إلخ ..
وكل ذلك على مقتضى حكمة الله تعالى وعلمه : " لا يكلف الله نفسا ًإلا وسعها " !!..
وإلا :

فليس كل مَن اغتصبت : قتلت نفسها ...!!
وليس كل مَن لاقى الآلام انتحر !!!..
وليس كل مَن ضاقت عليه حياته - سواء كان فقيرا ًأو غنيا ً- انتحر ...
بل منهم الكثيرين الذين لما وجدوا ذلك :
كان دافعا ًلهم للعودة لربهم : والخروج من حولهم وقوتهم : إلى حول الله وقوته ..

وهذا رجل أصيب في إحدى غزوات النبي وهو مع المسلمين :
فاستحوذ عليه اهتمامه بالشعور بالألم : فاتكأ بصدره على سيفه : فقتل نفسه !!..
في حين نرى صحابيا ًجليلا صمثل جعفر بن أبي طالب ( جعفر الطيار ) في غزوة مؤتة الرهيبة :
وقد أخذ راية المسلمين من بعد مقتل زيد بن حارثة رضي الله عنه : فرفع جعفر الراية بيده اليمنى :
فقطعت !!.. فأخذ الراية فرفعها بيده اليسرى : فقطعت !!.. فحضنها بعضديه : حتى استشهد !!!..
وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة آنذاك رضي الله عنه وعن باقي الصحابة أجمعين ...!!
فقارني بين الموقفين ...

وانظري إلى كلامك التالي يا رعاك الله :


لا اعلم الا أنى اعتقد ان الله تعالى عادل رحيم
لا يمكن ان يعذب انسان بالدنيا و الآخرة ! ما حاجته تعالى بعذابه ؟!
كيف يقدر على الانسان الشقاء و البؤس ثم يعذبه أيضاً في الآخرة !!
لا اعتقد هذا فهو تعالى اعلم بقلوب الناس و رحمته اقرب من عذابه
و المسلم اولى بهذا بمعنى ان المسلم هو الذى لا يخاف من الموت لانه يومن بالله

أقول :
لو كان منهجك في القياس صحيحا ً:
لحق على أحدهم أن يعترض أيضا ًعلى : كيف يُنعم الله تعالى بعض المؤمنين في الدنيا :
ثم يُنعمهم في الجنة كذلك ؟!!!!...

والصواب :
أن مدار الأمر هو على الإيمان والكفر .. والرضا والسخط !!!..

فما منع البائس الكافر أن يؤمن : حتى إذا خسر النعيم المادي في دنياه الفانية : ناله في حياة الخلود !؟!
فالابتلاء والمصائب وسائر البلايا : قد كتبها الله تعالى على كل بني آدم :
مؤمنهم وكافرهم ...
ولكن المؤمن يرضى ويتصبر ويحتسب : فله الثواب والرضا ..
والكافر يتسخط : فيضيع أجره ويجلب على نفسه المزيد من البعد عن الله !!..

ووالله لقد رأينا وسمعنا وقرأنا عن عذاب أناس ٍمؤمنين : لا يُتخيل أفظع منه :
سواء في الإسلام أو ما قبل الإسلام : وما كان ذلك يصرفهم عن دين الله تعالى إلى الكفر :
ولو بلسانهم وليس بقلبهم : رغم أنه يجوز لهم - وكما حدث مع سيدنا عمار بن ياسر - !!!..

ولقد جاء في حديث خباب بن الأرت الشهير حيث قال :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم متوسدا بردا له في ظل الكعبة (أي قبل الهجرة وأثناء إيذاء قريش له ولأصحابه وللمسلمين وخاصة ًضعفة المسلمين) قال : فقلنا : يا رسول الله ، ألا تدعو الله لنا ، ألا تستنصر لنا ، قال : فجلس محمرا وجهه ، فقال : لقد كان مَن قبلكم (أي من المؤمنين من الأمم الماضية) ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب : ما يصرفه ذلك عن دينه !!.. ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين : ما يصرفه ذلك عن دينه !!.. وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله (زاد بيان : والذئب على غنمه) " .

ولقد وقع طوال تاريخ أمة الإسلام مآسي للمسلمين المستضعفين :
يندى لها الجبين : وتقشعر منها الأبدان : ويشيب لهولها الولدان : ولا يفعلها بالبشر إلا كافر !
وهذا من كمال أجر أمة الإسلام التي جعل الله تعالى بلاءاتها :
تكفير خطايا ورفعة منزلة وجبرا ًلعمل قليلي العمل وثقلا ًفي الميزان ...

رحم الله المسلمين وغفر لنا ولهم : الأحياء منهم والأموات ...

والله المستعان ...

ماري سليمان
12-03-2012, 06:34 AM
صحيح لله تعالى حكمته ،.
لكن انا لم اقصد الأزمات العارضة و التى يكون الانسان طرفا فيها ..
و ليس التبرج وحده هو سبب الاعتداءات بل انها تقع احيانا و بتعمد للمحجبات
نحن نعني الظروف القاهرة والحياة البائسة و التى تضطرب معها النفس و أنفعالاتها
بشكل فوق الاحتمال ..
اضرب مثال / الاطفال المشردين و الفتيات المختطفات او الفقيرات و التى لا ملجأ لهم الا
الأرصفة و الأزقة او التنقل بين ايدي تجار المتعة ومن قارة لقارة ! و يمارس عليهم ابشع
انواع الاستغلال ،. و الاطفال الذين يولدون في الشوارع بلا رعاية لهم و لا للام نتيجة تلك
الحياة القاهرة ..
عاملات الياخور و ما يتعرضن له ( فقيرات او مخطوفات ) من إدمان الخمور و المسكرات
و إهدار الكرامة الانسانية تجعل البعض منهن يقدمن على الانتحار ..

هل هؤلاء هم من يدفعون ثمن غياب الامر بالمعروف ؟!
و هل هؤلاء هم السبب. فيما حصل لهم ؟!
اعتقد ان الله تعالى واسع الرحمة و عالم بما في الصدور
فهؤلاء لم يقدموا على الانتحار تسخط و كفر لكن أرادو وضع نهاية لماساتهم ..
و لما لا يسلمون ؟! ربما يكون الفقر و الجهل المتفشي بينهم هو السبب فضلا على ان
مثل هؤلاء الطبقة من الناس لم يتلقوا تعليم جيد و ربما لم يصل لهم الدين الحق ..!
فاكثر ما يصل لهم هم من المبشرين بالمسيحية وان كانوا أيضاً قلة قليلة ..
و مسلمات و مسلمون البوسنة و ما يتعرضوا له في المعتقلات ..
و من يفرج عنهن بعد ذلك و هن حوامل على وشك ولادة او يحملن أطفال أبرياء
كل هذا من الاعتداءات عليهن في المعتقلات ...! فلا تعترف بهم الدولة لأنهم أطفال
بلا آباء ..! و لا يتقبلهم المجتمع المسلم هناك سوا الام او الطفل ..
تلك المراة التى قتلت نفسها و طفلها هل يعذبها الله تعالى مع انها عذبت في
الدنيا لأجل دينها ؟!!

هذا الانتحار المقصود بكلامي ..

إلى حب الله
12-03-2012, 10:00 AM
مختصر القول أختي الفاضلة هو :

1...
الله تعالى كامل الرحمة والعدل .. ولا يظلم أحدا ً.. إذا ً: لن يؤاخذ أحدا ًبما كان فوق طاقته ..
بل بما كان في طاقته ...

2...
لا نضع أنفسنا في موضع المبتلى ظاهرا ً: من غير أن نعلم حقيقة حاله مع نفسه والله ..
فقد يكون ابتلاؤه هو بعد إمهال الله تعالى له في ذنب ما ليتوب منه أكثر من مرة : ثم لما أعرض :
كان وقوع هذا الابتلاء له .. فمن الخطأ الحكم على مثل تلك الأمور بسطحية مَن لم يعرف ..
ولذلك : فقد ضربت أمثلة لك بأشياء فقط للتقريب .. وهذه نجدها فعلا ًفي حياتنا الواقعية ..
مثلا ًتذهبين لتزوري أحد الأقارب في حادث أليم : فتجديه يستغفر الله ويتوب إليه - مثلا ً-
ويقول لك : أنا أستحق أكثر من ذلك : فلي ذنوب ٌلا يعلمها إلا الله !!.. ولو لم يسترها عليّ
أو لو آخذني بها : لكنت قتيلا ًمنذ زمن بعيد !!!..
وأشباه ذلك كثير ...

3...
المسلم والمسلمة مبتلى .. والله تعالى هو الذي يختار الابتلاء على حسب كل إنسان : لا نحن ..
وما دام الله تعالى حكيما ًورحيما ًوعادلا ًوعليما ً: فهو أعلم سبحانه بما اختاره لكل إنسان ..

4...
الذين يتورطون في الدعارة وحياة المخدرات إلخ : ورغم أنه تعرض لهم فرصا ًطوال حياتهم للهرب :
إلا أن الله تعالى لايؤاخذ أحدا ًعلى ما يُجبره غيره عليه .. لا في كفر ولا إيمان ..
فالكفر والإيمان محلهما القلب ابتداء ً: وما غير ذلك إن كان فيه إكراه : فلا يحاسب عليه الله !
فلو أجبرنا أحدا ًعلى الإسلام : وأجبرناه على الصلاة والصوم والحج إلخ : فليس عند الله مسلما ً..
وكذلك أيضا ًلو أجبرنا احدا ًعلى الكفر : وأجبرناه على السجود لغير الله والزنا والسرقة إلخ إلخ :
فليس عند الله بكافر ...
والآيات في القرآن دالة على ذلك ...
وعليه :
فلا يجب على المسلم أن يفكر بالانتحار لابتلاء وقع به : لأنه لن يؤاخذ على ما أ ُكره عليه ...
وأما إذا وقع بصورة تخرج الإنسان عن شعوره فقتل نفسه : فلن يحاسبه الله تعالى أيضا ً...
لأنه سبحانه لا يحاسب إلا على ما وقع من العبد اختيارا ًفي وجود عقله ...
وأما إذا فعله لأي سبب كان وكانت نيته فيه لله - وهو ما ذكر طرفا ًمنه الأخ أبي القاسم -
فهذا حسابه عند الله تعالى ... هو أعلم به ... ولا يظلم ربك أحدا ً...

5...
وأما الكافر الذي لم يعلم بالإسلام أصلا ً...
فهذا غير مؤاخذ على كفره : فضلا ًعن أن يؤاخذ على انتحاره إذا انتحر .. واختباره يوم القيامة ..

والشاهد :
أن أصل هذه الشبهات المتعلقة بمؤاخذة الله تعالى على الانتحار للبائسين والمظلومين إلخ :
يصده كله الإيمان بعدل الله تعالى المطلق ورحمته وحكمته ..
فهو سبحانه لن يحاسب إنسانا ًعلى ابتلاء أكثر مما يطيق ...
والناظر في معظم حالات الانتحار في الواقع : يجدها لأناس أغلبهم لا علاقة لهم بما ذكرتي أختنا الفاضلة !
منهم الملحد ومنهم الغني الميسور الحال ومنهم مَن انتحر حزنا ًعلى ميت ! أو لأجل عشيقته أو عشيقها ..!!
ومنهم مَن انتحر من ضيق عيشته مع زوجته وكثرة طلباتها ! ومنهم مَن انتحر خوفا من المستقبل إلخ
ولا شك أن كل تلك الصور محرمة أصلا ًدينيا ً!!!..
بما فيها ان يختار الإنسان نفسه ( أو تختار هي ) أن يذهب بقدميه ليعمل في مناطق الفساد :
كالمواخير والنوادي الليلية وبيوت الدعارة طلبا ًللمال فقط : رغم أن لديه ما يكفيه ..
ولكنها الرغبة في الزيادة والغنى السريع بأي طريقة حتى ولو على حساب دينه وكرامته الإنسانية وأمنه !

وفي النهاية :
>>>
أدعو الله تعالى أن يُنعم علينا بستر الإيمان والتقوى : حتى نكون من أهل النجاة مثل مَن نجا من ثمود :
" فأخذتهم صاعقة العذاب الهون : بما كانوا يكسبون .. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون " ..

>>>
كما أدعوه عز وجل أن يجعلنا من أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
فنكون مثل الذين أنجاهم الله تعالى من من مسخ القردة والخنازير من قرية بني إسرائيل أصحاب السبت :
" فلما نسوا ما ذ ُكروا به : أنجينا الذين ينهون عن السوء : وأخذنا الذين ظلموا بعذاب ٍبئيس :
بما كانوا يفسقون " ...

والله المستعان ...