المواقف يصنعها الرجال

[نور الحق]

..
فماذا أنتم فاعلون ؟

سؤال قد لا يجيب عليه إلاّ الزمن والتاريخ والأحداث التي تتوالى : ماذا تسميه حين تتخلى عن انتمائك تنفيذاً لرغبة من يسيرونك وترفض استضافة القمة العربية ، أو لأنك تخشى مما قد تخفيه الأيام ؟
نقول هذا السؤال ونحن نرى حال أمتنا في ضمور وشتات وتقوقع واضمحلال ، بينما الكثير من حملة التيجان المرصعة بالعار ، والشنار والخيانات التي تتسبب كل يوم في مزيد من الإذلال لهذه الأمة التي كرمها الله وأساء لها هؤلاء بخياناتهم وجهلهم وفساد خلقهم .
ونملك أن نقول بأن من تخلى عن دوره ومهمته معتذراً ، ظاهرياً بتكريم دولة المقر " مصر " وباطناً بانعدام الأمن وفقدان السيطرة على مكونات الوضع الداخلي ، وتنفيذاً للتعليمات التي توجه إليهم ممن نصبوهم ملوكاً أو حكاماً ، وهم أولئك المتخلفون الجهلة ، الذين مهما اجتمع القادة في أي عاصمة عربية كانت يبقى حضورهم أو عدمه مرهوناً بما يراه سادتهم في العواصم الغربية التي يصدرون منها إليهم الأوامر والتعليمات برغم تشدقهم بمناسبة وبدون مناسبة بأهمية العمل العربي المشترك وضرورة رأب الصدع ، ولم الشمل، ولكن ذلك يبدو في ظاهر القول ، أما الحقيقة التي لا يخفيها انكساف الشمس في رابعة النهار ، إنهم ملوك وحكام على الشعب عالة ، كما قال شاعرنا الفحل أحمد رفيق المهدوي ، ولأن حضور أو عدم حضور القمة ليس مجرد تحمل مشاق السفر ، ولكنه تجاوز ذلك إلى تحمل تبعات أي قرار يصدره المؤتمر .. وهذا بيت القصيد، وهنا مربط الفرس .
ولأن هؤلاء لا يمكنهم تحمل أية مسؤولية ، خاصة إذا كانت لمصلحة هذا الوطن ، وهذه الأمة ، وتتنافى مع المصالح التي ترضى عنها دوائر الموساد ورديفاتها الإستخباراتية في العواصم ومراكز صنع القرارات في بلاد الغرب الصليبي .. فإن بغيابهم عربياً أصبح عنواناً لسياستهم مثلهم في ذلك مثل النعامة التي تردم رأسها في الرمال معتقدة أن ذلك كاف لإزالة الخطر المحدق بها .
وإن عدتم عدنا ..
فهل بلغت ؟

نور الحق .