المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فصل قول القائل: الكمال والنقص من الأمور النسبية



عبدالرحمن الحنبلي
12-14-2012, 01:35 PM
الإجابة: فَصْــل:

وأما قول القائل:‏ الكمال والنقص من الأمور النسبية، فقد بينا أن الذي يستحقه الرب هو الكمال الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وأنه الكمال الممكن للموجود، ومثل هذا لا ينتفي عن الله أصلاً، والكمال النسبي هو المستلزم للنقص، فيكون كمالاً من وجه دون وجه، كالأكل للجائع كمال له، وللشبعان نقص فيه، لأنه ليس بكمال محض بل هو مقرون بالنقص.‏

والتعالى والتكبر والثناء على النفس، وأمر الناس بعبادته ودعائه، والرغبة إليه ونحو ذلك مما هو من خصائص الربوبية، هذا كمال محمود من الرب تبارك وتعالى وهو نقص مذموم من المخلوق.‏

وهذا كالخبر عما هو من خصائص الربوبية،كقوله:‏‏{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا}‏‏ ‏[‏طه:‏14‏]‏، وقوله تعالى:‏‏{‏‏ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}‏‏ ‏[‏غافر:‏60‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ‏}‏‏ ‏[‏البقرة:‏284‏]‏ وقوله:‏ ‏{‏‏أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا‏}‏‏ ‏[‏العنكبوت:‏4‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ‏}‏‏ ‏[‏الحجر:‏42‏]‏، وقوله:‏ ‏{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ‏}‏‏ ‏[‏غافر:‏51‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}‏‏ ‏[‏الطلاق:‏ 2- 3‏]‏، وأمثال هذا الكلام الذي يذكر الرب فيه عن نفسه بعض خصائصه، وهو في ذلك صادق في إخباره عن نفسه بما هو من نعوت الكمال، هو أيضاً من كماله، فإن بيانه لعباده وتعريفهم ذلك هو أيضاً من كماله.‏

وأما غيره فلو أخبر بمثل ذلك عن نفسه لكان كاذباً مفترياً، والكذب من أعظم العيوب والنقائص.‏

وأما إذا أخبر المخلوق عن نفسه بما هو صادق فيه، فهذا لا يذم مطلقاً، بل قد يحمد منه إذا كان في ذلك مصلحة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم "أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدم ولا فَخْر‏"‏‏.‏

وأما إذا كان فيه مفسدة راجحة أو مساوية، فيذم لفعله ما هو مفسدة، لا لكذبه، والرب تعالى لا يفعل ما هو مذموم عليه، بل له الحمد على كل حال، فكل ما يفعله هو منه حسن جميل محمود.

‏‏ وأما على قول من يقول:‏ الظلم منه ممتنع لذاته فظاهر، وأما على قول الجمهور من أهل السنة والقدرية، فإنه إنما يفعل بمقتضى الحكمة والعدل، فأخباره كلها وأقواله وأفعاله كلها حسنة محمودة، واقعة على وجه الكمال الذي يستحق عليه الحمد، وله من الأمور التي يستحق بها الكبرياء والعظمة ما هو من خصائصه تبارك وتعالى.

‏‏ فالكبرياء والعظمة له بمنزلة كونه حياً قيوماً قديماً واجباً بنفسه، وأنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير، وأنه العزيز الذي لا ينال، وأنه قهار لكل ما سواه.‏

فهذه كلها صفات كمال لا يستحقها إلا هو، فما لا يستحقه إلا هو كيف يكون كمالاً من غيره وهو معدوم لغيره؟ فمن ادعاه كان مفترياً منازعاً للربوبية في خواصها، كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏ ‏"‏يقول الله تعالى:‏ العَظَمَةُ إزاري، والكبرياء رِدَائي، فمن نازعني واحداً منهما عَذَّبْتُهُ‏"‏‏.

‏‏ وجملة ذلك:‏ أن الكمال المختص بالربوبية ليس لغيره فيه نصيب، فهذا تحقيق اتصافه بالكمال الذي لا نصيب لغيره فيه، ومثل هذا الكمال لا يكون لغيره، فادعاؤه منازعة للربوبية، وفِرْيَةٌ على الله.‏

ومعلوم أن النبوة كمال للنبي، وإذا ادعاها المفترون كمُسَيْلَمَةَ وأمثاله كان ذلك نقصاً منهم؛ لا لأن النبوة نقص، ولكن دعواها ممن ليست له هو النقص، وكذلك لو ادعى العلم والقدرة والصلاح من ليس متصفاً بذلك، كان مذموماً ممقوتاً، وهذا يقتضي أن الرب تعالى متصف بكمال لا يصلح للمخلوق، وهذا لا ينافى أن ما كان كمالاً للموجود من حيث هو موجود، فالخالق أحق به، ولكن يفيد أن الكمال الذي يوصف به المخلوق بما هو منه إذا وصف الخالق بما هو منه، فالذي للخالق لا يماثله ما للمخلوق ولا يقاربه.‏

وهذا حق، فالرب تعالى مستحق للكمال مختص به على وجه لا يمثاله فيه شيء، فليس له سَمِيٌّ ولا كُفْؤ، سواء كان الكمال مما لا يثبت منه شيء للمخلوق كربوبية العباد والغنى المطلق ونحو ذلك، أو كان مما يثبت منه نوع للمخلوق، فالذي يثبت للخالق منه نوع هو أعظم مما يثبت من ذلك للمخلوق، عظمة هي أعظم من فضل أعلى المخلوقات على أدناها.

‏‏ وملخص ذلك:‏ أن المخلوق يذم منه الكبرياء والتجبر وتزكية نفسه أحياناً ونحو ذلك.‏

وأما قول السائل:‏ فإن قلتم:‏ نحن نقطع النظر عن متعلق الصفة وننظر فيها، هل هي كمال أم نقص؟ وكذلك نحيل الحكم عليها بأحدهما، لأنها قد تكون كمالاً لذات نقصاً لأخرى على ما ذكر.‏

فيقال:‏ بل نحن نقول:‏ الكمال الذي لا نقص فيه للممكن الوجود هو كمال مطلق لكل ما يتصف به.‏

وأيضاً، فالكمال الذي هو كمال للموجود من حيث هو موجود يمتنع أن يكون نقصاً في بعض الصور؛ لأن ما كان نقصاً في بعض الصور تاماً في بعض، هو كمال لنوع من الموجودات دون نوع، فلا يكون كمالاً للموجود من حيث هو موجود.‏

ومن الطرق التي بها يعرف ذلك:‏ أن نقدر موجودين:‏ أحدهما متصف بهذا، والآخر بنقيضه، فإنه يظهر من ذلك أيهما أكمل، وإذا قيل:‏ هذا أكمل من وجه، وهذا أنقص من وجه، لم يكن كمالاً مطلقاً.‏

والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، و صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.‏‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد السادس.

محذوف
12-14-2012, 05:37 PM
وأما قول القائل:‏ الكمال والنقص من الأمور النسبية،ما معنى الكمال والنقص من الامور النسبية ؟
الشرح /
-طبعا نحن نعم في عالم السيار ان كل سيارة تفوق الاخرى في تصميمها واتقانها والعكس صحيح .
فالسيارة 1 اقل تصميما من السايرة 2 والسيارة 3 اكثر تصميما من السيارة 1 والسيارة 1 اقل تصميما من السيارة 5552222 وهكذا
فالتصميم ما هو الا نسبي فقط اي ان سيارة 1 بالنسبة للسيارة 2 هي ناقصة في التصميم ...والسيارة 2 بالنسبة للسيارة 1 هي اكثر منها تصميما .
وهكذا فالتصميم يكون في الشيء جزئيا ونسبيا ..بمعنى اذا كانت سيارة 1 ناقصة بالنسبة للسيارة 2 فنقصها يصاحبه شطر من التصميم ..
هل وصلت .
وازيدك هل يوجد الكمال المطلق ؟

عبدالرحمن الحنبلي
12-14-2012, 07:38 PM
بخصوص
موضوع الاتقان والكمال

اتقان العمل =الكمال
عدم اتقان العمل =النقص

هل مخلوقات الله فيها نقص او خلل
لنأخذ اي مخلوق ودعنا نبقى على مثال الديك الذي يؤذن كل صباح ......هل يوجد خلل او نقص في اجزاء الديك
سوف تقول لي الديك ليس كمال مطلق لانقص فيه بوجه من الوجوه ......
أقول لك نعم الديك مفتقر محتاج الى الاسباب وهذا كمال في الديك نقص في الخالق الالـــــــــــــه
هل الديك الذي لايأكل يعتبر ديك كامل ام ديك مريض
هل السياره التي لاتعمل بالبنزين تعتبر سياره متعطله ام سياره فل كامل (مواصفات كامله )
ملاحظه خلق الله للمرض يعتبر كمال للخالق لان الخالق كمال مطلق وافعاله كلها مبنيه على المصالح والحكم والخالق لايعبث ولايلعب

عبدالرحمن الحنبلي
12-14-2012, 07:48 PM
معنى الكمال والنقص من الامور النسبية ؟

المقال شرح ذلك بالتفصيل

-طبعا نحن نعم في عالم السيار ان كل سيارة تفوق الاخرى في تصميمها واتقانها والعكس صحيح .

هذا خطأ السيارات تتفوق على بعض في المميزات فتجد سيارات سرعتها 180 وسيارات سرعتها 200 سيارات مواصفات كامله سيارات نص مواصفات اما الاتقان فجميع السيارات متقنة الصنع


فالسيارة 1 اقل تصميما من السايرة 2 والسيارة 3 اكثر تصميما من السيارة 1 والسيارة 1 اقل تصميما من السيارة 5552222 وهكذا

حلوه هذي اقل تصميما ...هل تقول نكته !.....لايوجد شيء اسمه اقل تصميما يوجد سياره افضل من سياره وجميع السيارات مصممه ومتقنة الصنع

فالتصميم ما هو الا نسبي فقط اي ان سيارة 1 بالنسبة للسيارة 2 هي ناقصة في التصميم ...والسيارة 2 بالنسبة للسيارة 1 هي اكثر منها تصميما
.لايوجد شي اسمه ناقصة التصميم فجميع السيارت اجزائها كامله متقنه (على فرض ان السياره من صناعة شركه ممتازه)....ولايوجد شي اسمه اكثر تصميما هل تقول نكته !

وهكذا فالتصميم يكون في الشيء جزئيا ونسبيا ..بمعنى اذا كانت سيارة 1 ناقصة بالنسبة للسيارة 2 فنقصها يصاحبه شطر من التصميم ..
يوجد كمال مطلق وكمال نسبي مقيد


وازيدك هل يوجد الكمال المطلق ؟
نعم الخالق كمال مطلق لانقص فيه بوجه من الوجوه

عبدالرحمن الحنبلي
12-14-2012, 07:55 PM
هروب اخر لاحد الملاحده سجلوا الواقعه بالصوت والصوره

محذوف
12-17-2012, 06:42 PM
نعم الخالق كمال مطلق لانقص فيه بوجه من الوجوه الدليل ؟
كلامك في الرد علي ليس بصحيح .
هناك الأفضلية في التصميم هناك سيارة مثلا اسمها > هيركاط< واخرى اسمها > mb { فسيارة هيركاط كانت قديمة جدا وكان تصميمها بالنسبة لتصميم اليوم ضعيف جدا مقارنة مع mb .
فالتصميم فيه درجات نقول هذا تصميمه ادق من تصميم هذا اي التفاوت في التصميم.
ونطقُ التصميم على كلٍِ كما نطلق النقص في كلٍ طبعا النقص النسبي وإلا كان تصميما مطلقا او نقصا مطلقا وهو باطل .
هل تقصد انني هربت §!!!!!!!!!
عجيب امرك .
هذا تحدي مني من اليوم فصاعدا في تحاورك هذا.

عبدالرحمن الحنبلي
12-17-2012, 08:38 PM
هل هناك غايه وراء تصميم طبقة الاوزون ؟

هذا الذي نقصده بالاحكام والاتقان في مخلوقات الله

اي ان وراء كل تصميم غايه

محذوف
12-17-2012, 08:42 PM
ومن انكر الغاية ؟
ولكن مشكلتك في التنصميم بحد ذاته ....فمثلا الديك عندك ليس ناقصا بل هو كامل اي تصميمه كاااامل وانا اقول ان كماله نسبي فقط وليس على اطلاقه ....هنا مربط الخلاف.

عبدالرحمن الحنبلي
12-17-2012, 09:44 PM
ومن انكر الغاية ؟
ولكن مشكلتك في التنصميم بحد ذاته ....فمثلا الديك عندك ليس ناقصا بل هو كامل اي تصميمه كاااامل وانا اقول ان كماله نسبي فقط وليس على اطلاقه ....هنا مربط الخلاف.

هذا صحيح نحن متفقون على ان الديك كماله نسبي ومقيد
الديك مفتقر الى الاسباب
وهذا نقص ......مالمشكله في ذلك
هل هذا يتعارض مع وجود غايه وراء خلق منقار الديك بهذه الطريقه
نحن تعريفنا للاتقان الالهي هو احكام خلق المخلوقات وفق ارادة وحكمة الخالق

محذوف
12-17-2012, 09:59 PM
لا يا حبيب الاسباب شيء ...والنقص في الديك شيء آخر .
فالديك اتقانه -مثلا- يفوق اتقان البعوض بــ 30 بالمائة .وهكذا .
فنقص الديك ليس في الاسباب بل هذا يسمى ضعفا.
ثم الاتقان النسبي ضمنيا تكتنفه النقوص ألا ترى القران عندكم يقول { لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ؟ او لعلى ( اهون من خلق الناس .
مكن تصحح انت .:)):

عبدالرحمن الحنبلي
12-18-2012, 06:42 PM
لا يا حبيب الاسباب شيء ...والنقص في الديك شيء آخر .
فالديك اتقانه -مثلا- يفوق اتقان البعوض بــ 30 بالمائة .وهكذا .
فنقص الديك ليس في الاسباب بل هذا يسمى ضعفا.
ثم الاتقان النسبي ضمنيا تكتنفه النقوص ألا ترى القران عندكم يقول { لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ؟ او لعلى ( اهون من خلق الناس .
مكن تصحح انت .:)):
لايهم ......المهم ان تفهم ان كل تصميم وراءه غايه يدل على مصمم اراده لتلك الغايه وكفى

محذوف
12-18-2012, 07:03 PM
الشيء من دون ان يكون من ورائه غائي يكون له غاية ..ومثاله /
مدٌ من الرمل لو تشكل بما لا نهاية له من التشكل لم يخرج من كون مؤديا لغاية .
فالغاية لن تزال مصاحبة لكل متشكل او متغير ايا كان .
او بعبارة ادق / لن تجد شيئا- ايا كان- غير مؤديا لغاية .

عبدالرحمن الحنبلي
12-18-2012, 08:01 PM
قد آن لابي حنيفة ان يمد رجله .....منسحب من الحوار

واسطة العقد
12-18-2012, 10:45 PM
اتقات الديك يفوق اتقان البعوضة؟ هل لهما نفس الغايات و التصميم؟
اﻻ تتعب من كثرة ترديد الكلام المغلوط

محذوف
12-19-2012, 12:51 AM
انا اعرف ما اقول ولست مجنونا ....احترم نفسك رجاءا .
فانا انسان بالعقل وليس في راسه حجر او دماغ حمار .
يا عجبا لكم كم تقللون من حجم الآخر !!!!!
انا انساااااااااااااااااان اعرف ما اقوووووووووووووول .
عصبتوني .

عمر خطاب
12-19-2012, 09:21 AM
بسم الله.
فإن كان الكلام على الكمال المطلق، فلا شك أن الكمال للمطلق هو للخالق - سبحانه - الأول. وإني لأتعجب أن يطرح وجود الخالق دون الكمال المطلق، فأنى هذا وكيف؟ أيكون الخالق بلا صفة الأولية والأزلية؟ كلا. فذلك كمال مطلق في صفة من الصفات، وقس على ذلك في كل شيء. فأنى يكون خالق الحدود التي تحدنا محدودًا بها وهو موجود قبلها؟ على كل حال، فإني ليعجبني - حقيقة - أن الملحد في هذا المنتدى - بارك الله فيه - يناقشون في الأصول على عكس غيرهم من إخوانهم. وعندك تفصيل القول في وجود الخالق وكمال صفاته كمالا مطلقا - بأكثر مما ذكر هنا لا شك - في الموضوع: http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?50606-%C7%E1%D1%CF-%DA%E1%EC-%E3%E4-%C3%E4%DF%D1-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%CE%C7%E1%DE-%E6%DF%E3%C7%E1-%C7%E1%D5%DD%C7%CA-(%CA%DA%E1%ED%DE%C7%CA%DF%E3%BF)

وأما بعد أن تعرف وجود الخالق وكمال صفاته كمالا مطلقا - أو تفترض ذلك إن كنت لن تقتنع بشيء -، فعليك أن تعلم بأن أفعاله سبحانه هي على أكمل ما يكون وأحسنه! فهذه الباكتيريا المستحقرة، أترى نفسك تعيش لولا خلق الله لها؟ لو كانت شيئا "بسيطا" في سلم تطوري، لكانت الصدفة أكبر بكثير مما تخيل؛ إذ أنك تحتاج لباق السلم - العشوائي - حتى تعيش أصلا! فهل تستطيع أيها المعقد (نعم، عكس البسيط!) هل تستطيع أن تقوم بدور خلية واحدة من هؤلاء؟ وإني لأذكر نقاشا - ودّيا - مع مسلم أيام الصغر على كمال الإنسان، فكنت أقول له أن الإنسان ناقص، وهو يقول كيف يخلق من له الكمال المطلق كمالا ناقصا؟ والحق أن أمر الله ليس فيه نقص، وأن الإنسان في حد ذاته فيه نقص - فهو لا يتصف بحال بالكمال المطلق -، ومن وراء ذلك حكمة، ولا يكون الأمر كاملا إلا بوجود النقص في الإنسان! بل وإن كل ما يحدث في الكون من ورائه حكمة، ولا يمكن أن يكون أنسب لما أراده الله منه أكثر مما هو عليه! فعليك أن تعلم بأن المرء عنده قواعد يقارن بناء عليها، فإذا شاهدت السيارة الأولى فتعلم - دون مقارنة بسيارات أخرى - أنها شيء ليس تافها وذلك مقارنة بما تستطيع فعله أنت وما تعودت عليه. فعليك أن تعلم بأننا هنا لسنا في الجنة، وأن ما تبحث عنه لن تجده هنا أبدا سواء كنت على الحق أو على الباطل - ولا شك أنك لست على الحق -؛ فابحث أين تجد جنتك - إن شئت -.

أخيرا؛ أنا لم أقنعك - وأنا أعرف ذلك - بكمال أمر الله وفعله من ردي هذا ولم أحاول إقناعك؛ بل الأمر أني أوضح لك الفكرة. فأن يكون المخلوق فيه نقص وله حاجة، فذلك ليس نقصا في الله عز وجل، بل هو حكمة منه أن خلق كل شيء كما ينبغي أن يكون. ووجودك - كملحد - في هذه الحياة ليس عبثا ومن ورائه حكمة، حتى إن هداك الله أو لا.
والحمد لله رب العالمين. (لا تنس قراءة المقال، وإخبراي برأيك!)

عمر خطاب
12-19-2012, 01:47 PM
بسم الله. أردت توضيح أن قولي "بأكثر مما ذكر هنا لا شك" أقصد به أكثر مما ذكرته أنا في ردي هذا، وليس أكثر مما ذكره إخوتي وأستاذتي في الموضوع. أردت التوضيح لئلا أفهم بشكل خاطئ. والحمد لله رب العالمين.