المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة سب العلماء والانتقاص منهم من قبل بعض الشباب



موحد***
12-18-2012, 12:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الايمان , والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد واله الاطهار , الذي يجلس امام شاشة الكمبيوتر ويتصفح الشبكة الالكترونية يعجب مما يرى من بعض الناس الذين تجردوا من فضائل ومحاسن الاخلاق ترى السباب وقذف المحصنات والتنابز بالالقاب والغيبة والبهت وغيرها من صور الاخلاق الذميمة السيئة لهم عنوان , فسوء الخلق هو مرض تظهر اعراضه ونتائجة من خلال سلوكيات غير منضبطة ضارة بالانسان ومجتمعه وهذا سببه تلاشي الاخلاق الحميدة وعدم التخلق بها , واتسائل الا يعلم هؤلاء الشباب ان الاخلاق هي جوهر الدين , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق )) الم يقرؤوا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الحافلة بمحاسن ومكارم وفضائل الاخلاق الم يقرؤوا احاديثه التي تحض على حسن الخلق الم يقرؤوا الايات في القران التي تتحدث عن الاخلاق , اننا نعيش ازمة اخلاق ومصيبتنا هي مصيبة اخلاق ومن اخطر ظواهر هذه الازمة الاخلاقية ظاهرة سب العلماء وغيبتهم والانتقاص من قدرهم من قبل بعض الشباب الجاهل للاسف وهذا ما نلحظه في مواقع الانترنت من خلال الكتابات والتعليقات المليئة بشتى انواع السب والتجريح والانتقاص فهذا يعلق قائلا الناس كرهت الاسلام بسببكم يا تجار الدين!!! واخر يكتب ساخرا ايه الشيخ الاهبل ده !!! ويتقيء اخر بالقول اتقوا الله وكفاية تكفير!!!!!! الناس الحدوا بسببكم!!!! , هذه بعض كتابات هؤلاء!.
وهذا سببه للاسف غياب الاخلاق كما تقدم وضعف الوعي الديني والشبهات والشهوات واتباع الهوى وغياب القدوة الصادقة والسماع والاتباع للتافهين والتافهات والمغنين والمغنيات والفاسدين والفاسدات والفاسقين والفاسقات, واقول ان امة لا تقدر ولا تحترم علمائها ولا تعرف مكانتهم وفضلهم في العلم والدعوة تستحق ان تبقى في ذيل الامم, فعلينا ان نعرف فضل هؤلاء العلماء ونقدرهم وننزلهم المنازل التي يستحقونها ونؤدي لهم حقوقهم , ولقد ورد في الكتاب والسنة ما يبين فضل العلماء ومكانتهم , كما ورد ايضا الوعيد والعقوبة بمن ينتقصهم ويسبهم.

فضل العلماء ومكانتهم
بين القران في كثير من اياته فضل العلماء .
قال تعالى:(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
قال تعالى :(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)
قال تعالى :(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)
قال تعالى :(إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)
قال تعالى :(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
قال تعالى :(أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)
وقد وصف الله العلماء في كتابه بخمس مناقب,احدها : الايمان ,قال تعالى:(والراسخون في العلم يقولون امنا به)ال عمران/7
وثانيها: التوحيد والشهادة, قال تعالى:(شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم)ال عمران/18 وثالثها: البكاء,قال تعالى(ويخرون للاذقان يبكون)الاسراء/109 ورابعها: الخشوع,قال تعالى:(ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا)الاسراء/107 وخامسها: الخشية,قال تعالى :(انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور)فاطر/28

ما جاءت به الاحاديث من فضل العلماء
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
2- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
3- وعن أنس رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سبع يجرى للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته.
4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما.
5-وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها.
6- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير فكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى منها إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
7- وعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل شيء.
8- وعن أبي أمامة قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال عليه أفضل الصلاة والسلام فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.
9- علي بن أبي طالب - رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم الرجل الفقيه بالدين،ان احتيج اليه نفع، وان استغني عنه اغنى نفسه
10-
اكرام العلماء والنهي والوعيد الشديد لم يسبهم ويؤذيهم
قال تعالى:(وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فانها من تقوى القلوب) وقال تعالى:(وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خير له عند ربه) وقال تعالى:(واخفض جناحك للمؤمنين) وقال تعالى:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط.و عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننْزِل الناس منازلهم.
وثبت في صحيح البخاري عن ابي هريرة , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الله قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب .
وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الصبح، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنَكم الله بشيء من ذمته.
وروى الخطيب البغدادي عن الشافعي وابي حنيفة قالا: ان لم تكن الفقهاء اولياء الله فليس لله ولي.
وقال الِإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله: اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك وجعلنا ممن يخشاه، ويتقيه حق تقاته -: أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ).

نختم بكلام للدكتور علي الصلابي في كتابه اسمى المطالب في سيرة امير المؤمنين علي بن ابي طالب وذلك في معرض حديثه عن اهم مظاهر الغلو في العصر الحديث , فيقول : يشهد عصرنا حملة غريبة وظاهرة عجيبة ألا وهي الاعتداء على هيبة العلماء العاملين, وطعنهم بخناجر الزيغ والضلال, ولقد شهدت الصحف والمجلات, والكتب والمقالات, وقاعات الدروس والحلقات نماذج كثيرة من تلك الحملات, فجلب على أمة الإسلام أبلغ الأضرار, فشتت الشمل المشتت, وفرق الجمع المفرق, وعمق الشق الغائر, ولا شك أن للطعن في العلماء أسبابًا منها: التعلم بدون مُعلم, الفهم الخاطئ لبعض عبارات العلماء, واتباع الهوى, والحسد, وقد لجأ بعض الشباب إلى أسلوب سيء ألا وهو تتبع عورات العلماء وزلاتهم, وتصيد أقوالهم, وشواذ آرائهم, وتحريف كلمهم عن مقصودهم, فعلوا ذلك ليبرروا حملتهم الشعواء في الطعن على العلماء قديمًا وحديثًا ممن يخالف آراءهم, ولا يقر مناهجهم الحائدة عن الاعتدال, ولقد كان فعلهم هذا وبالاً على الإسلام, وقرة عين لأعداء الإسلام من بني صهيون وعابدي الأوثان, وإن هذا المسلك المشين الذي يدل على جهل صاحبه أو مرضه وحقده, قد حذر منه العلماء لخطورته على المسلمين, ولأنه تنفيذ لمخطط أعداء الدين, وتحقيق لأغراضهم بلا تعب ولا نصب, يقول ابن تيمية رحمه الله وهو ينهى عن رواية الأقوال الضعيفة عن الأئمة والعلماء: ومثل هذه المسألة الضعيفة, ليس لأحد أن يحكيها عن إمام من أئمة المسلمين لا على وجه القدح فيه, ولا على وجه المتابعة له فيها, فإن ذلك ضرب من الطعن في الأئمة واتباع الأقوال الضعيفة, وبمثل ذلك صار وزير التتار يلقى الفتنة بين مذاهب أهل السنة حتى يدعوهم إلى الخروج عن السُّنة والجماعة, ويوقعهم في مذهب الرافضة وأهل الإلحاد
, إن الذين يطعنون في علماء الأمة العاملين يخدمون المخططات اليهودية والنصرانية والطاغوتية والاستخباراتية سواءً أشعروا بذلك أم لا, والذين لا يزالون يطعنون في علماء الأمة بفعلهم هذا يكونون قد ابتعدوا عن منهج أهل السنة الجماعة الذي يقول: وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر, وأهل الفقه والنظر, لا يذكرون إلا بالجميل, ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل , وليعلم الذين يطعنون في علماء الأمة العاملين أن لحوم العلماء مسمومة, وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة,وما يدري هذا المتعالم أن الاعتبار في الحكم على الأشخاص بكثرة الفضائل قال ابن القيم رحمه الله: ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعًا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالحة وآثار حسنة, وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور, بل مأجور لاجتهاده, فلا يجوز أن يُتبع فيها, ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته في قلوب المسلمين فمن يبقى لأمة الإسلام إذا طُعن في علمائهم؟ , سيبقى شباب أحداث, لا يحسنون التلاوة, ولا تستقيم لهم لغة, وليس لهم باع طويلة ولا قصيرة في كثير من علوم الشرع .
إن أسلوب الطعن في العلماء قرة عين لأعداء الإسلام؛ لأنه ينشئ جيلاً بلا قادة, وهل رأيتم جيلاً بلا قادة قد أفلح؟
إن أسوأ ما في الأمم السابقة علماؤهم وأحبارهم, فقد كثر فيهم الضالون المضلون, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ} [التوبة:34].
وأفضل ما في الإسلام علماؤه الربانيون العاملون, قال الشعبي: كل أمة علماؤها شرارها إلا المسلمين, فإن علماءها خيارها , ووضح ذلك ابن تيمية فقال: وذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون, وإنما يضلهم علماؤهم, فعلماؤهم شرارهم, والمسلمون على هدى وإنما يتبين الهدى بعلمائهم, فعلماؤهم خيارهم.