المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه عادات التهنئة بعيد الميلاد عند المسلمين



سليلة الغرباء
01-02-2013, 10:58 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى الأثر إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحة الله وبركاته

كثرت في هذه الأيام عادة دخيلة غريبة عن ديننا الذي يجد الغربة في أهله ، استقبلها مجتمعنا كعادته في التقليد الأعمى ، وكنت أظن أنها لن تتطور بشكل مضحك ومخزي ومبكي في نفس الوقت ، قد تصلك رسالة SMS أو تستقبل هاتف يقول لك ((كل عام وأنتم بخير،،، أو صح عيدكم )) ،بين ربات البيوت كبيرات وصغيرات ، بين الأخت وأختها ،،، بين العمال في المؤسسات ,,,,,,,,,،،،، إن كنت مدركا لخطورة الأمر وتفاجأت بما أتاك سيكون ردك في الحين ،،،، أي عام الذي تهنيء به ، سيكون رد الهاتف ،،العام الميلادي الجديد !!!!!!!!!!!!!!!،،،، لا تستغرب كثيرا لأننا للأسف في مجتمعنا نتقدم نحو التهدم ببرمجة الإعلام وما ينشره من معتقدات فاسدة ليست للمسلمين للأسف لكن لن يكون هذا باعتراض طرق هؤلاء بنشر العلم في بيوتنا ومع من نتواصل تدريجيا سيكون الاندثار والزوال لهذه العادات المضحكة قريبا ولن يدوم سؤدد أهلها


وصدق من لا ينطق عن الهوى

روى
الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب
خرب لدخلتموه"


المفاجأة الكبرى أن هذا التاريخ عند أهل هذا المعتقد من المسيحيين ليس ثابتا أنه تاريخ مولد سيدنا عيسى عليه السلام بل ربما يكون تاريخ إله من آلهة الرومان كما سيأتي مفصلا في هذا الموضوع

فبأي تاريخ تهنئون أنفسكم


من أجل هذا نرجو التغيير بما جمعته لكم من فوائد والله الموفق

ولا تنسونا من صالح الدعاء

أختكم سليلة الغرباء



http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.al-wed.com/pic-vb/319.gif
الموضوع منقول من هنا
حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد " رأس السنة " لمجموعة من العلماء . (http://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&ved=0CDEQFjAA&url=http%3A%2F%2Fwww.muslm.net%2Fvb%2Fshowthread.p hp%3F371855-%25D8%25AD%25D9%2583%25D9%2585-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%2587%25D9%2586 %25D8%25A6%25D8%25A9-%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25A7 %25D9%2585-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%258A%25D9%2584 %25D8%25A7%25D8%25AF%25D9%258A-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A %25D8%25AF-%25D8%25B1%25D8%25A3%25D8%25B3-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2586%25D8%25A9-%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AC%25D9%2585%25D9%2588 %25D8%25B9%25D8%25A9-%25D9%2585%25D9%2586-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2585 %25D8%25A7%25D8%25A1&ei=3OrjUP6lGILXtAbIcg&usg=AFQjCNHsuBGj0mtzEyElQREVaXNZfoz5DQ)




بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مجموعة فتاوى لبعض العلماء حول الحكم الشرعي للتهنئة بعيد رأس السنة

و المتمثلة بقول الكثير بــ ( كل عام وانتم بخير ) او ارسال بطاقات المعايدة او

تبادل الهدايا او حضور هذه الاحتفالات او غيرها مما يدل على الاحتفاء

بهذه السنة الميلادية ... اكانت التهنئة لمسلم او كافر

,,,,,,,,,
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
عن حُـكم تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) ؟
وكيف نردّ عليهم إذا هنئونا به ؟
وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يُقيمونها بهذه المناسبة ؟
وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكِر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب ؟
وهل يجوز التّشبّه بهم في ذلك ؟

فأجاب - رحمه الله - :
تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام
بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة
، حيث قال : وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل
أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد
ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن
تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من
التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا
قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبد بمعصية
أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه . انتهى كلامه - رحمه
الله - .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه
المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر
، ورِضىً به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يَحرم على
المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره ؛ لأن الله تعالى لا يرضى
بذلك ، كما قال تعالى : ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ
وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) .
وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) وتهنئتهم بذلك
حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم
فإننا لا نُجيبهم على ذلك ، لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا
يرضاها الله تعالى ، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة لكن نُسِخت
بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع
الخلق ، وقال فيه : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن
يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ،
أو تبادل الهدايا ، أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال
ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب
الجحيم " : مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من
الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء . انتهى كلامه
- رحمه الله - .
ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه
مُجاملة أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المُداهنة
في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم .
والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم . إنه قويٌّ عزيز .
============
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال : بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم ؟
الجواب:
لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة
في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم ، والرسول عليه
الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.

فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء ، لأنها أعيا د مخالفة للشرع.

فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا
بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ، ولأن الله سبحانه يقول :
** وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى
الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ } فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم
والعدوان .
=============
الشيخ عبدالله الجبرين
السؤال : ما حكم أكل الطعام الذي يعد من أجل عيد النصارى ؟ وما حكم إجابة دعواتهم عند احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام ؟
الجواب:
لا يجوز الاحتفال بالأعياد المبتدعة كعيد الميلاد للنصارى ، وعيد النيروز
والمهرجان ، وكذا ما أحدثه المسلمون كالميلاد في ربيع الأول ، وعيد الإسراء
في رجب ونحو ذلك ، ولا يجوز الأكل من ذلك الطعام الذي أعده النصارى أو
المشركون في موسم أعيادهم ، ولا تجوز إجابة دعوتهم عند الاحتفال بتلك
الأعياد ، وذلك لأن إجابتهم تشجيع لهم ، وإقرار لهم على تلك البدع ، ويكون
هذا سبباً في انخداع الجهلة بذلك ، واعتقادهم أنه لا بأس به ، والله أعلم
===============
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والدعوة والإرشاد والإفتاء:

ولقد جاء في نص فتوى اللجنة الدائمه للبحوث العلمية والدعوة والإرشاد
والإفتاء لهيئة كبار العلماء التي وقع عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
– رحمه الله تعالى – بأنهم قالوا : [ لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في
أعيادهم، ويظهر لهم الفرح والسرور بهذه المناسبة، ويعطل الأعمال سواء كانت
دينية أو دنيوية، لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة، ولقد ثبت عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من تشبه بقوم فهو منهم ))


يتبع

سليلة الغرباء
01-02-2013, 11:01 PM
قال
ابن القيم رحمه الله : ولا يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل
العلم الذين هم أهله . وقد صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في
كتبهم . . . وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه
قال : (لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) . وقال عمر أيضاً : (اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم) . وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال : (من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة) انتهى من أحكام أهل الذمة 1 /723-724روى
الإِمَامُ أَحْمَد بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قُلْت
لِعُمَرِ : إنَّ لِي كَاتِبًا نَصْرَانِيًّا قَالَ : ما لَك قَاتَلَك
اللَّهُ ! أَمَا سَمِعْت اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )
المائدة /51 . أَلا اتَّخَذْت حَنِيفِيًّا (يعني : مسلماً) قَالَ : قُلْت
: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِي كِتَابَتُهُ وَلَهُ دِينُهُ . قَالَ :
لا أُكْرِمُهُمْ إذْ أَهَانَهُمْ اللَّهُ ، وَلا أُعِزُّهُمْ إذْ
أَذَلَّهُمْ اللَّهُ ، وَلا أُدْنِيهِمْ إذْ أَقْصَاهُمْ اللَّهُ .
وقال عمر بن الخطاب أيضاً في خصوص النصارى : أهينوهم ولا تظلموهم ، فقد سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر .

وقال في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " ( 3 / 105 ) . :
لا يجوز لأحدٍ من المسلمين أن يشارك في أعياد الكفَّار ، سواء بحضور أو تمكين لهم بإقامته أو ببيع مواد وسلع تتعلق بتلك الأعياد .
كتب
الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ إلى وزير التجارة قائلاً : من محمد
إبراهيم إلى معالي وزير التجارة سلمه الله . السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته وبعد :
ذُكر
لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد
المسيحي لرأس السنة الميلادية ، من ضمن هذه الهدايا شجرة الميلاد المسيحي ،
وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانب المسيحيين في بلادنا
مشاركة منهم في هذا العيد .
وهذا
أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ، ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك ،
وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل
كتاب في أعيادهم .
فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم.

وفي بيان لعلماء اللجنة الدائمة حول المشاركة باحتفالات الألفية قالوا :
سادساً
: لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم
ومن ذلك : إشهار أعيادهم وإعلانها ، ومنها الألفية المذكورة، ولا الدعوة
إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام ، أو نصب الساعات
واللوحات الرقمية ، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية ، أو طبع
البطاقات أو الكراسات المدرسية ، أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز
المادية من أجلها ، أو الأنشطة الرياضية، أو نشر شعار خاص بها . اهـ .

________________________________


تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم على المذاهب الاربعه:

1.مذهب السادة الحنفية :

(قال أبو حفص الكبير رحمه الله : لو أن رجلا عبد الله تعالى خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز وأهدى إلى بعض المشركين بيضة يريد تعظيم ذلك اليوم فقد كفر وحبط عمله وقال
صاحب الجامع الأصغر إذا أهدى يوم النيروز إلى مسلم آخر ولم يرد به تعظيم
اليوم ولكن على ما اعتاده بعض الناس لا يكفر ولكن ينبغي له أن لا يفعل ذلك
في ذلك اليوم خاصة ويفعله قبله أو بعده لكي لا يكون تشبيها بأولئك القوم ,
وقد قال صلى الله عليه وسلم ** من تشبه بقوم فهو منهم
} وقال في الجامع الأصغر رجل اشترى يوم النيروز شيئا يشتريه الكفرة منه
وهو لم يكن يشتريه قبل ذلك إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما تعظمه المشركون
كفر , وإن أراد الأكل والشرب والتنعم لا يكفر)ا.هـ

البحر الرائق شرح كنز الدقائق للعلامة ابن نجيم (8/555)

2.مذهب السادة المالكية :

( فصل ) في ذكر بعض مواسم أهل الكتاب فهذا بعض الكلام على المواسم التي
ينسبونها إلى الشرع وليست منه وبقي الكلام على المواسم التي اعتادها أكثرهم
وهم يعلمون أنها مواسم مختصة بأهل الكتاب فتشبه بعض أهل الوقت بهم فيها
وشاركوهم في تعظيمها يا ليت ذلك لو كان في العامة خصوصا ولكنك ترى بعض من
ينتسب إلى العلم يفعل ذلك في بيته ويعينهم عليه ويعجبه منهم ويدخل السرور
على من عنده في البيت من كبير وصغير بتوسعة النفقة والكسوة على زعمه بل زاد
بعضهم أنهم يهادون بعض أهل الكتاب في مواسمهم ويرسلون إليهم ما يحتاجونه
لمواسمهم فيستعينون بذلك على زيادة كفرهم ويرسل بعضهم الخرفان وبعضهم
البطيخ الأخضر وبعضهم البلح وغير ذلك مما يكون في وقتهم وقد يجمع ذلك
أكثرهم , وهذا كله مخالف للشرع الشريف .

ومن العتبية قال أشهب
قيل لمالك أترى بأسا أن يهدي الرجل لجاره النصراني مكافأة له على هدية
أهداها إليه قال ما يعجبني ذلك قال الله عز وجل ** يا أيها الذين آمنوا لا
تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } الآية قال ابن رشد رحمه
الله تعالى قوله مكافأة له على هدية أهداها إليه إذ لا ينبغي له أن يقبل
منه هدية ; لأن المقصود من الهدايا التودد لقول النبي صلى الله عليه وسلم
** تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء } , فإن أخطأ وقبل منه هديته وفاتت عنده
فالأحسن أن يكافئه عليها حتى لا يكون له عليه فضل في معروف صنعه معه . وسئل
مالك رحمه الله عن مؤاكلة النصراني في إناء واحد قال تركه أحب إلي ولا
يصادق نصرانيا قال ابن رشد رحمه الله الوجه في كراهة مصادقة النصراني بين ;
لأن الله عز وجل يقول ** لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } الآية .

فواجب على كل مسلم أن يبغض في الله من يكفر به ويجعل معه إلها غيره ويكذب
رسوله صلى الله عليه وسلم , ومؤاكلته في إناء واحد تقتضي الألفة بينهما
والمودة فهي تكره من هذا الوجه وإن علمت طهارة يده .

ومن مختصر الواضحة سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له . قال وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له . ورآه من تعظيم عيده وعونا له على مصلحة كفره . ألا
ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما
ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من دينهم ; لأن
ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا
المسلمين عن ذلك , وهو قول مالك وغيره لم أعلم أحدا اختلف في ذلك انتهى .

ويمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث ** من تشبه بقوم فهو منهم }
ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به . وقد
كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت
اليهود إن محمدا يريد أن لا يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه .
وقد جمع هؤلاء بين التشبه بهم فيما ذكر والإعانة لهم على كفرهم فيزدادون
به طغيانا إذ أنهم إذا رأوا المسلمين يوافقونهم أو يساعدونهم , أو هما معا
كان ذلك سببا لغبطتهم بدينهم ويظنون أنهم على حق وكثر هذا بينهم . أعني
المهاداة حتى إن بعض أهل الكتاب ليهادون ببعض ما يفعلونه في مواسمهم لبعض
من له رياسة من المسلمين فيقبلون ذلك منهم ويشكرونهم ويكافئونهم . وأكثر
أهل الكتاب يغتبطون بدينهم ويسرون عند قبول المسلم ذلك منهم ; لأنهم أهل
صور وزخارف فيظنون أن أرباب الرياسة في الدنيا من المسلمين هم أهل العلم
والفضل والمشار إليهم في الدين وتعدى هذا السم لعامة المسلمين فسرى فيهم
فعظموا مواسم أهل الكتاب وتكلفوا فيها النفقة..) ا.هـ

المدخل للعلامة ابن الحاج المالكي (2/46-48)

3.مذهب السادة الشافعية :

قال الإمام الدَّمِيري رحمه الله تعالى في (فصل التعزير) :
(تتمة : يُعزّر من وافق الكفار في أعيادهم ،
ومن يمسك الحية ، ومن يدخل النار ، ومن قال لذمي : يا حاج ، ومَـنْ
هَـنّـأه بِـعِـيـدٍ ، ومن سمى زائر قبور الصالحين حاجاً ، والساعي
بالنميمة لكثرة إفسادها بين الناس ، قال يحيى بن أبي كثير : يفسد النمام في
ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة) ا.هـ

النجم الوهاج في شرح
المنهاج للعلامة الدَّمِيري (9/244) ، وكذا قال العلامة الخطيب الشربيني
في مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (4/191) .

وقال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله تعالى في ( باب الردة ) :
(ثم رأيت بعض أئمتنا المتأخرين ذكر ما يوافق ما ذكرته فقال :
ومن أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه بأكلهم
والهدية لهم وقبول هديتهم فيه وأكثر الناس اعتناء بذلك المصريون وقد قال
صلى الله عليه وسلم ** من تشبه بقوم فهو منهم }
بل قال ابن الحاج لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانيا شيئا من مصلحة عيده لا
لحما ولا أدما ولا ثوبا ولا يعارون شيئا ولو دابة إذ هو معاونة لهم على
كفرهم وعلى ولاة الأمر منع المسلمين من ذلك ومنها اهتمامهم في النيروز
بأكل الهريسة واستعمال البخور في خميس العيدين سبع مرات زاعمين أنه يدفع
الكسل والمرض وصبغ البيض أصفر وأحمر وبيعه والأدوية في السبت الذي يسمونه
سبت النور وهو في الحقيقة سبت الظلام ويشترون فيه الشبث ويقولون إنه للبركة
ويجمعون ورق الشجر ويلقونها ليلة السبت بماء يغتسلون به فيه لزوال السحر
ويكتحلون فيه لزيادة نور أعينهم ويدهنون فيه بالكبريت والزيت ويجلسون
عرايا في الشمس لدفع الجرب والحكة ويطبخون طعام اللبن ويأكلونه في الحمام
إلى غير ذلك من البدع التي اخترعوها ويجب منعهم من التظاهر بأعيادهم) ا.هـ


الفتاوى الفقهية الكبرى لللعلامة ابن حجر الهيتمي (4/238-239)

4.مذهب السادة الحنابلة :

(( و ) يكره ( التعرض لما يوجب المودة بينهما ) لعموم قوله تعالى ** لا
تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } الآية .
( وإن شمته كافر أجابه ) ; لأن طلب الهداية جائز للخبر السابق .
( ويحرم تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم ) ; لأنه تعظيم لهم أشبه السلام .
( وعنه تجوز العيادة ) أي : عيادة الذمي ( إن رجي إسلامه فيعرضه عليه
واختاره الشيخ وغيره ) لما روى أنس ** أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد
يهوديا , وعرض عليه الإسلام فأسلم فخرج وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه بي
من النار } رواه البخاري ولأنه من مكارم الأخلاق .
( وقال ) الشيخ ( ويحرم شهود عيد اليهود والنصارى )
وغيرهم من الكفار ( وبيعه لهم فيه ) . وفي المنتهى : لا بيعنا لهم فيه (
ومهاداتهم لعيدهم ) لما في ذلك من تعظيمهم فيشبه بداءتهم بالسلام .
( ويحرم بيعهم ) وإجارتهم ( ما يعملونه كنيسة أو تمثالا ) أي : صنما ( ونحوه ) كالذي يعملونه صليبا ; لأنه إعانة لهم على كفرهم . وقال تعالى ** ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }
( و ) يحرم ( كل ما فيه تخصيص كعيدهم وتمييز لهم وهو من التشبه بهم ,
والتشبه بهم منهي عنه إجماعا ) للخبر ( وتجب عقوبة فاعله )) ا.هـ

كشف القناع عن متن الإقناع للعلامة البهوتي (3/131)

وقال فضيلة الشيخ علي محفوظ الأزهري رحمه الله تعالى :

(مما
ابتلي به المسلمون وفشا بين العامة والخاصة مشاركة أهل الكتاب من اليهود
والنصارى في كثير من مواسمهم كاستحسان كثير من عوائدهم ، وقد كان صلى الله
عليه وسلم يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود
أن محمداً يريد ألا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه .. فانظر هذا مع ما
يقع من الناس اليوم من العناية بأعيادهم وعاداتهم ، فتراهم يتركون
أعمالهم من الصناعات والتجارات والاشتغال بالعلم في تلك المواسم ويتخذونها
أيام فرح وراحة يوسعون فيها على أهليهم ويلبسون أجمل الثياب ويصبغون فيها
البيض لأولادهم كما يصنع أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، فهذا وما شاكله
مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "لتتبعن سَنن من
قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم" قلنا : يا
رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال " فمن غيرهم" رواه البخاري عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه .. فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب
في بيته في ذلك اليوم المشئوم ويمنع عياله وأهله وكل من تحت ولايته عن
الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم والفاسقين في أماكنهم
ويظفر بإحسان الله ورحمته)ا.هـ

باختصار من كتاب الإبداع في مضار الإبتداع ص 274-276

ولذا
لا نتعجب بعد هذا كله أن ينقل الإمام المحقق ابن القيم الجوزية الإتفاق
على حرمة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم حيث قال رحمه الله تعالى :

(وأما
التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم
بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا
إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب
بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس
وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .

وكثير ممن لا قدر للدين
عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو
كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ، وقد كان أهل الورع من اهل العلم يتجنبون
تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء
تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعا لشر
يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيراً ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا
بأس بذلك وبالله التوفيق) ا.هـ

أحكام أهل الذمة (1/441-442)

سليلة الغرباء
01-02-2013, 11:08 PM
متى وُلد عيسى بن مريم ؟ وهل في القرآن إشارة إلى أنه وُلد في الصيف ؟




السؤال :

لا شك بأن موعد ميلاد المسيح لم يكن في شهر " كانون أول " ، وخصوصاً أن
موسم الرطَب هو في شهر الصيف ، فما هو التاريخ التقريبي لميلاد المسيح عليه
الصلاة والسلام ؟


الجواب:



الحمد لله



أولاً:



مسألة تحديد وقت ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام عليها تنبيهات :


1.
أنها من الغيب الذي لا يمكن لأحدٍ الجزم به ، إلا أن يكون ممن يوحي لهم الله تعالى
بوحيٍ من عنده ؛ لأنه لا سبيل لمعرفة ذلك إلا به ؛ لانقطاع الأسانيد بيننا وبين ذلك
الزمان ، ولاختلاف النقلة في تحديد وقت ميلاده عليه السلام .


2.
أن معرفة ذلك الوقت علم لا ينفع ، والجهل به غير ضارٍّ ، ولو كان في معرفة ذلك
فائدة لجاءتنا النصوص به ، ثم لو عرفنا وقت ميلاده : فما هو وقت ميلاد موسى ،
وإبراهيم ، وغيرهما من الأنبياء والرسل ؟! وما فائدة معرفة ذلك الوقت ؟! وهذا
يقودنا إلى التنبيعه الثالث .


3.
ميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أقرب من ميلاد عيسى بن مريم ، وكان ابناً في
بيئة تتجه لها أنظار العالَم – مكة المكرمة - ، وكان ابنا لشرفاء وسادة تلك البقعة
، ومع ذلك كله لا يُعرف على التحديد وقت ميلاده صلى الله عليه وسلم ، والخلاف في
تحديد مشهور .


ثانياً:
وجزم الأخ السائل بأنه " لا شك بأن موعد ميلاد المسيح لم يكن في شهر كانون أول " :
في غير مكانه ، وليس مع أثبت شيئاً أو نفاه أدلة يطمئن القلب لها ، ولا هو بالشيء
الذي يُجزم بحدوثه على التحديد .



وثمة اتجاهات في إثبات وقت ميلاد عيسى بن مريم عليه السلام عند النصارى ، فضلاً عن
المسلمين ، فالنصارى يزعمون أنهم أتباع دينه ، وهو ربٌّ لكثير منهم ! أو ابن ربِّهم
! ومع ذلك ليس ثمة اتفاق بينهم على تحديد ميلاده ! .


ولا
يختلف المسلمون عن النصارى في الخلاف في تحديد وقت ميلاد عيسى عليه السلام ، إلا أن
الخلاف عندنا منطلقه الفهم لآيات من كتاب الله تعالى فيها التصريح بوجود رطَب على
شجرة نخيل عند ولادة عيسى عليه السلام ، ومن ثَمَّ اختلف العلماء عندنا هل كان وقت
ميلاده عليه السلام في " الصيف " لكون ذلك الوقت موسم تلك الثمرة ، أو كان الأمر
كرامة من الله تعالى في إيجاد تلك الثمرة في غير موسمها ، كما أجرى الله تعالى
الماء من تحت أمه مريم وقت ولادة ابنها عيسى عليه السلام ، وكما أنطق الله تعالى
ابنها وهو طفل صغير ؟! خلاف بين العلماء ، والأظهر – والله أعلم – هو القول الثاني
.


قال
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :



قوله تعالى : ( وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً
جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ) لم يصرِّح جلَّ وعلا في هذه الآية
الكريمة ببيان الشيء الذي أمرها أن تأكل منه ، والشيء الذي أمرها أن تشرب منه ،
ولكنَّه أشار إلى أن الذي أمرها أن تأكل منه هو : " الرطَب الجني " المذكور ، والذي
أمرها أن تشرب منه هو النهر المذكور المعبر عنه بـ " السري " ، كما تقدم ، هذا هو
الظاهر .



وقال بعض العلماء : إن جذع النخلة الذي أمرها أن تهز به : كان جذعاً يابساً ؛ فلما
هزته جعله الله نخلة ذات رطب جني .



وقال بعض العلماء : كان الجذع جذع نخلة نابتة ، إلا أنها غير مثمرة ، فلما هزته
أنبت الله فيه الثمر ، وجعله رطباً جنيّاً .



وقال بعض العلماء : كانت النخلة مثمرة ، وقد أمرها الله بهزها ليتساقط لها الرطب
الذي كان موجوداً .



والذي يُفهم من سياق القرآن : أن الله أنبت لها ذلك الرطب على سبيل خرق العادة ،
وأجرى لها ذلك النهر على سبيل خرق العادة ، ولم يكن الرطَب ، والنهر ، موجودين قبل
ذلك ، سواء قلنا إن الجذع كان يابساً ، أو نخلة غير مثمرة ، إلا أن الله أنبت فيه
الثمر ، وجعله رطباً جَنيّاً ، ووجه دلالة السياق على ذلك : أن قوله تعالى : (
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ) يدل على أن عينها إنما تقر في ذلك الوقت
بالأمور الخارقة للعادة ؛ لأنها هي التي تبين براءتها مما اتهموها به ، فوجود هذه
الخوارق ، من تفجير النهر ، وإنبات الرطب ، وكلام المولود : تطمئن إليه نفسها ،
وتزول به عنها الربية ، وبذلك يكون قرة عين لها ؛ لأن مجرد الأكل والشرب مع بقاء
التهمة التي تمنت بسببها أن تكون قد ماتت من قبل وكانت نسياً منسيّاً : لم يكن قرة
لعينها في ذلك الوقت ، كما هو ظاهر ، وخرق الله لها العادة بتفجير الماء ، وإنبات
الرطب ، وكلام المولود : لا غرابة فيه ، وقد نص الله جل وعلا في " آل عمران " على
خرقه لها العادة في قوله ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ
وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ
عِندِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .



قال العلماء : كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ،
وإجراء النهر ، وإنبات الرطب : ليس أغرب من هذا المذكور في سورة " آل عمران " .


"
أضواء البيان " ( 3 / 397 ) .


هذا
هو الذي نراه راجحاً صحيحاً ، وبه نعلم أنه لا يمكننا تكذيب من نقل ميلاد عيسى عليه
السلام في الشتاء ، بل هو الأقرب للصواب ؛ لأنه ليس موسماً للرطَب ، لكن هذا القول
ليس متفقاً عليه عند النصارى ، ولا عند المسلمين ، وسنذكر فيما يلي عمَّن يرجِّح
خلاف ما رجحناه ، ويذكر الخلاف عند النصارى في تحديد ميلاد عيسى عليه السلام .


قال
الأستاذ محمد عزت الطهطاوي :


هل
وُلد المسيح حقّاً في فصل الشتاء في 25 ديسمبر ، كما يقول النصارى الغربيون ، أو في
يناير ، كما يقول النصارى الشرقيون ؟ .


ورد
في إنجيل " لوقا " حكاية عن ميلاد المسيح عليه السلام : " وكان في تلك الكورة رعاة
متبدين ، يحرسون حراسات الليل على رعيتهم ، وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب حولهم
، فخافوا خوفاً عظيماً ، فقال لهم الملاك : " لاتخافوا ، فها أنا أبشركم بفرح عظيم
، يكون لجميع الشعب ، إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح " .



(
إنجيل " لوقا " ، إصحاح 2 ، عدد 8-9-10-11 ) .



ومعنى ذلك : أن يكون الميلاد في وقت يكون الرعي فيه ممكناً في الحقول القريبة من "
بيت لحم " المدينة التي ولد فيها المسيح عليه السلام ، وهذا الوقت يستحيل أن يكون
في الشتاء ؛ لأنه فصل تنخفض فيه درجة الحرارة - وخصوصاً بالليل - بل وتغطي الثلوج
تلال أرض " فلسطين " ، وجعْل عيد الميلاد للسيد المسيح في فصل الشتاء : لا أساس له
إذاً ، بل هو من مخترعات الوضاع يجعله في فصل الشتاء وفي هذه التواريخ المذكورة
انفا .



ولندلل على ذلك بالاتي :


1-
يقول الأسقف " بارنز " : غالباً لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر
كان بالفعل ميلاد المسيح ، وإذا ما كان في مقدورنا أن نضع موضع الإيمان قصة " لوقا
" عن الميلاد مع ترقب الرعاة بالليل في الحقول قريباً من " بيت لحم " ؛ فإن ميلاد
المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً وتغطي الثلوج تلال
أرض اليهودية ، ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة
حوالي عام 300 بعد الميلاد .



كتاب " ظهور المسيحية " للأسقف بارنز .


2-
وهذا الرأي الذي ذهب إليه الأسقف " بارنز " قد استمده الذين كتبوا بيانات عن عيد
الميلاد في " دائرة المعارف البريطانية " ، ودائرة " معارف شاميرز " ، فقد ورد في
الطبعة الخامسة عشرة من المجلد الخامس في الصفحة ( 642 ، 643 أ ) من " دائرة
المعارف البريطانية " ما يلي : " لم يقنع أحد مطلقاً بتعين يوم أو سنة لميلاد
المسيح - ولكن صمم آباء الكنيسة في عام 340 بعد الميلاد على تحديد تاريخ للاحتفال
بالعيد - اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسي في الشتاء ، الذي استقر في أذهان الناس
، وكان أعظم أعيادهم أهمية ، ونظراً إلى التغيرات التي حدثت في التقاويم : تغير وقت
الانقلاب الشمسي ، وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليلة " .


3-
ورد في دائرة " معارف شاميرز " الآتي : " كان الناس في كثير من البلاد يعتبرون
الانقلاب الشمسي في الشتاء يوم ميلاد الشمس ، وفي روما كان يوم 25 ديسمبر يحتفل فيه
بعيد وثني قومي - ولم تستطع الكنيسة أن تلغي هذا العيد ، بل باركته ، كعيد قومي
لشمس البر " .


4-
يقول " بيك " من علماء تفسير الكتاب المقدس : " لم يكن ميقات ولادة المسيح شهر
ديسمبر على الإطلاق ، فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيراً في الغرب .


"
تفسير الكتاب المقدس " للدكتور بيك ( ص 727 ) .


5-
هناك دليل تاريخي ثابت موثوق به يوضح أن المسيح ولد في شهر أغسطس ، أو سبتمبر ، فقد
كتب الدكتور جون د . أفيز في كتابه " قاموس الكتاب المقدس " تحت كلمة " سنة " : أن
البلح ينضج في الشهر اليهودي أيلول ، كما ورد في صفحة ( 117 ) من كتاب " تفسير
الكتاب المقدس " لـ " بيك " العبارة الاتية : " إن شهر أيلول يطابق عندنا شهر أغسطس
، وسبتمبر " .


6-
ويقول الدكتور " بيك " في مناقشة " جون ستيوارت " لمدونة " من معبد انجورا " :
وعبارة وردت في مصنف صيني قديم ، يتحدث عن رواية وصول الإنجيل للصين سنة 25 – 28
ميلادية ، حيث حدد ميلاد المسيح في عام 8 قبل الميلاد ، في شهر سبتمر ، أو أكتوبر ،
وحدد وقت الصلب في يوم الأربعاء عام 24 ميلادية .



النتائج التي تستخلص مما تقدم :


1-
ونخلص من كل ذلك طبقا للبحوث السابقة التي أجريت حاليّاً على أصول المسيحية : أن
المسيح لم يولد في ديسمبر ، أو يناير ، ولكن في أغسطس ، أو سبتمبر ، ويكون حمْل
السيدة مريم لم يبدأ في مارس ، أو إبريل ، كما يريد مؤرخو الكنيسة أن يلزموا الناس
باعتقاده ، بل بدأ حملها في نوفمبر ، أو ديسمبر .


2-
إن القران الكريم يُستخلص من تفسيره أن المسيح مولود في أغسطس ، أو سبتمبر ، وهذا
يتفق مع الحقائق التاريخية ، ومع رواية إنجيل " لوقا " ، وإن كان ذلك دون قصد ،
وأنه يظهر مما حكاه القرآن عن السيدة " مريم " : أنها كانت ترقد عند ولادتها في
سقيفة على مكان مرتفع من التل حيث تقف نخلة على منحدر منه ، وكان من الميسور لها أن
تصل إلى جذعها ، وتهزه ، وكثرة النخيل في " بيت لحم " واضحة في الكتاب المقدس في
الإصحاح الأول من " سِفر القضاة " ، وكذلك " قاموس الكتاب المقدس " المؤلَّف بمعرفة
الدكتور " جونر يفنز " ، كما أن حقيقة إرشاد السيدة " مريم " إلى نبع - كما ورد في
القران الكريم - لتشرب منه : تشير إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلاً في شهر أغسطس ،
أو سبتمبر ، وليس في ديسمبر حيث يكون الجو بارداً كالثلج في كورة اليهودية ، وحيث
لا رُطَب فوق النخيل حتى تهز جذع النخلة فتساقط عليها رطباً جنيّاً ، قال تعالى : (
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ
سَرِيّاً . وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً
جَنِيّاً . فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ) ، والمعنى : أنه جعل قربَها
جدولاً صغيراً كان قد انقطع ماؤه ، ثم جرى ، وامتلأ ، وسمي سريّاً لأن الماء يسري
فيه ، وأنه في إمكانها أن تتناول من الرطَب الصالحة للاجتناء إذا أرادت أن تأكل ،
وإذا أرادت أن تشرب : أمكنها ذلك من جدول الماء ، الذي كان يسري بجانبها .


"
النصرانية والإسلام " الأستاذ محمد عزت الطهطاوي ( ص 241 – 244 ) مكتبة النور .



والخلاصة :


ليس
في شرعنا ما يثبت تحديد ولادة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، لا السنة ، والشهر
، واليوم ، ومن قال إن القرآن فيه إشارة إلى أن مولده كان في فصل " الصيف " :
فمردود ، بما نقلناه من خلاف العلماء أولاً ، وبما هو لائق من كون ذلك الإيجاد
للرطَب كان في غير موسمه ، وأما النصارى : فغالبهم يرى أن مولده كان في شهر "
ديسمبر " ، أو " يناير " ، وكان فصل الشتاء ، وثمة من نقد ذلك عندهم ، وبيَّن أنه
خطأ ، وأن مولده عليه السلام كان في " الصيف " .



وبكل حال : ليس ثمة ما يُجزم به ، وليس هذا من العلم النافع ، ولولا تعلق الإجابة
بشرح آية من كتاب الله : لما تجشمنا الرد على السؤال ، وإذا كان النصارى قد اختلفوا
في أصل عيسى عليه السلام ما هو ، واختلفوا في أصل الاعتقاد : فأنَّى لهم الاتفاق
على ما هو دونه ؟! .






والله أعلم





المصدر
http://islamqa.info/ar/ref/127509




الإسلام سؤال وجواب