المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن كان الرسول كاذبا – و حاشاه –



ابن العربي
02-13-2013, 09:13 AM
إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا خالف أهواه قومه و دعا إلى دين جديد عليهم و حتى على أهل الكتابين، و قد كان في خطر أكيد من هذه الدعوة ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا جعل محور دعوته عبادة الله الخالق و نبذ كل ما يعبد من دونه كأصنام الجاهلية الثلاثمائة و الستون، و لم يدع إلى عروبة مثلا أو إلى مجرد أخلاق و معاملات يستدرج بها الناس إلى اتباعه – زعموا - ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – كيف دعا الملوك العظماء في عصره في بادئ أمره – قيصر، كسرى و ملوك العرب - و لما يُستجاب له و هو يعلم شدة الملوك و حرصهم على دينهم مع شعوبهم و يعلم ضعف عشيرته و قومه حيالهم ، أليس لأنه رسول الله و يعلم أنه مؤيد من عند الله ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا لم يتصف بالنقائص، فلماذا لم يُؤثر عنه أنه كذب، أو خان، أو أخلف وعدا، أو غدر، أو زنا، أو قطع رحما، أو تكبر، أو سب و شتم و ظلم، أو تعاطى الشعر و الموسيقى و الغزل و السهرات و بلايا المبتلين، و قد لبث في قومه 40 عاما، ألا يفترض أن تكون تلك صفات الكذابين ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا اختار جوار الضعفاء على الأقوياء و الأغنياء على الأثرياء و العبيد على السادة و الكرام على اللئام ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا كان يفعل كل ما يقول بل أضعاف ما يقوله و يوصي به فكان أبر الناس برحمه، أجود الناس بماله، خير الناس لأهله، أطهر الناس من الدنس، أكثر الناس صلاة و دعاء و ذكرا لربه، أكمل الناس صوما و حجا، أحلم الناس على المسيء بحكم أنه سيد قومه، أطهر الناس لسانا و جنانا ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا عدل في حكمه فقال : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، و قال لها أنقذي نفسك من النار فلست أغني عنك من الله شيئا (لا يعطي صكوك غفران) ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا ذُكر اسمه في القرآن فقط أربع مرات و لم يرد ذكر أي واحدة من نساءه أو واحد من أقاربه الفعليين أو أسماء أكثر من واحد من أصحابه و قد كانوا حوالي 10000 و القرآن كما تعلمون هو مادة التحدي و الإعجاز و هو 6236 آية و قد ذُكر فيه عشرات الشخصيات و حتى الحيوانات و النباتات، أي كاذب يمكنه تجاهل نفسه و ذويه و محبيه إلى هذا الحد ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا و كيف يخبر عن أحداث كثيرة ستقع و قد وقعت مثل فتح فارس و الروم و مدة الخلافة و النار التي خرجت من الحجاز و غيرها، مما ذُكر مفصلا في كتب الحديث ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا هجر متع الحياة و لم يتخذ لنفسه قصرا و حريما و جواري حسانا و بذخا و سفورا و أموالا و ذهبا و فضة و خيولا و بساتين و أراضي شاسعة و و و ... لماذا ارتضى لنفسه الوعد بالآخرة و سار على هذا النهج أصحابه معه و من بعده ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا يأمر بكل خير و صلاح و ينهى عن كل شر و فساد يقيد حرية الناس عما يشتهون من الفسق بدل أن يطلقها و يحملهم على طاعات عظيمة بدل أن يريحهم منها و يحث على التيسير و يمقت التعسير و التنفير، و يبشر على ذلك و ينذر ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا عامل أهل الكتاب بالحسنى و ضمن حقوق الأسرى و أهل الذمة و حقوق الضعفاء من الولدان و الشيوخ و النساء في الحرب و السلم ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا خالف بني قومه في المرأة فكفل حقوق النساء في حسن العشرة و تربية الأبناء و في التعلم و العمل و الميراث و بذل الصدقات وفعل الخير و حضور المسجد و الحج و الجهاد و لم يمنع المرأة من الحق سواء كالرجل إلا ما كان من القوامة ببساطة لأن الرجل أقوى و أبعد عن المشاعر الرقيقة في تسيير شؤون البيت و الرعية ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا نبه إلى كل صغير و كبير حتى نبه إلى إماطة الأذى عن الطريق و إلى الإبتسامة و آداب الطعام و الشراب و الإستئذان و غير ذلك كثير، هل كان لكاذب وقت لكل هذا ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا كان عليه أن يتحدث عن أمور غيبية كثيرة و عظيمة قد تدعو إلى تكذيب المكذبين أو استهزاء المستهزئين أو انقلاب الموالين – كحديث الإسراء مثلا و أمور الساعة و القيامة و الملائكة - و من صدقه كان يوصف بالصديق، لصعوبة الإيمان بالغيب ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – كيف يترك كل كذب و كل فحش ثم يكذب على الله ثم يحفظه الله و يحفظ الكتاب الذي جاء به كما حفظ السماوات و الأرض إلى يوم القيامة، و قد أخبر أن كتب النصارى و اليهود حُرفوا و أن كتاب الله لن يُحرف و مازال الحجة على الخلق يُتلى آناء الليل و آناء النهار ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا يظهر الأثر ذاته على أتباع سنته بحق خشوعا و خضوعا لله و صدقا و طهارة و أخلاقا و محبة و كرما و إنسانية و حرصا على الخير و نبذا للشر و بعدا عن الأباطيل و الفواحش سرا و علنا و قضاء بالحق و كفا عن الظلم باللسان و اليد و عن الزور و البهتان و حياء و عفة و عزة و كرامة، و يظهر عكس ذلك في كل من خالف سنته ؟


إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا كان و لم يزل أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أحب إليهم من أولادهم، حتى قال قائلهم : ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ؟

إن كان الرسول صلى الله عليه و سلم كاذبا – و حاشاه – لماذا و لماذا و لماذا .....

اقرأوا سيرة هذا الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه، فإن لم تصدقونا فالفضل ما شهد به العظماء و مشاهير العالم و شهدت به الأمم من غير العرب و المسلمين و المهتدون من هذه الأمم إلى دين الإسلام دين السعادة الخالدة.

قد يرتد منا واحد أو عشرة بسبب الجهل أو الكبت أو الفقر أو حب الشهوات الرخيصة لكن بالمقابل يسلم من تلك الأمم مئة بل ألف على الرغم من تفوقهم دنيويا و حصولهم على كل ما يشتهيه المرتدون – هداهم الله -

فاللهم توفانا على سنة رسولك الكريم و احشرنا في زمرته يوم القيامة.


بسم الله الرحمن الرحيم


{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)} [الأعراف : 157 - 158]

اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.