المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهات تشكيكية وردود تعجيزية !



بحب دينى
02-14-2013, 09:41 AM
هذا الموضوع بإذن الله سيكون نقل لبعض ما أقتبسه من بعض الكتب المفيدة النافعة في الردود على بعض الشبهات وسأجعل هذا الموضوع بإذن الله لتجميعها مع بعض التعليقات اليسيرة مني أسفل كل اقتباسة ...والله يوفقنا لما يرضيه ..اللهم آمين ...


الاغترار والانبهار بالمزيف !

1- من تفسير العلامة السعدي رحمه الله

سورة الأعراف {182-186} {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ * مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} .
أي: والذين كذبوا بآيات الله الدالة على صحة ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، من الهدى فردوها ولم يقبلوها. {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} بأن يدر لهم الأرزاق.
{وَأُمْلِي لَهُمْ} أي: أُمْهِلُهُم حتى يظنوا أنهم لا يؤخذون ولا يعاقبون، فيزدادون كفرا وطغيانا، وشرا إلى شرهم، وبذلك تزيد عقوبتهم، ويتضاعف عذابهم، فيضرون أنفسهم من حيث لا يشعرون، ولهذا قال: {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} أي: قوي بليغ.
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ} محمد صلى الله عليه وسلم {مِنْ جِنَّةٍ} أي: أَوَ لَمْ يُعْمِلُوا أفكارهم، وينظروا: هل في صاحبهم الذي يعرفونه ولا يخفى عليهم من حاله شيء، هل هو مجنون؟ فلينظروا في أخلاقه وهديه، ودله وصفاته، وينظروا في ما دعا إليه، فلا يجدون فيه من الصفات إلا أكملها، ولا من الأخلاق إلا أتمها، ولا من العقل والرأي إلا ما فاق به العالمين، ولا يدعو إلا لكل خير، ولا ينهى إلا عن كل شر.
أفبهذا يا أولي الألباب من جنة؟ أم هو الإمام العظيم والناصح المبين، والماجد الكريم، والرءوف الرحيم؟
ولهذا قال: {إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ} أي: يدعو الخلق إلى ما ينجيهم من العذاب، ويحصل لهم الثواب.
{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} فإنهم إذا نظروا إليها، وجدوها أدلة دالة على توحيد ربها، وعلى ما له من صفات الكمال.
{و} كذلك لينظروا إلى جميع {مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} فإن جميع أجزاء العالم، يدل أعظم دلالة على الله وقدرته وحكمته وسعة رحمته، وإحسانه، ونفوذ مشيئته، وغير ذلك من صفاته العظيمة، الدالة على تفرده بالخلق والتدبير، الموجبة لأن يكون هو المعبود المحمود، المسبح الموحد المحبوب.
وقوله: {وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} أي: لينظروا في خصوص حالهم، وينظروا لأنفسهم قبل أن يقترب أجلهم، ويفجأهم الموت وهم في غفلة معرضون، فلا يتمكنون حينئذ، من استدراك الفارط.
{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} أي: إذا لم يؤمنوا بهذا الكتاب الجليل، فبأي حديث يؤمنون به؟ " أبكتب الكذب والضلال؟ أم بحديث كل مفتر دجال؟ ولكن الضال لا حيلة فيه، ولا سبيل إلى هدايته.
ولهذا قال تعالى {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} أي: متحيرين (1) يترددون، لا يخرجون منه ولا يهتدون إلى حق.
[ص:311]
--------------------------------------------------------------------------
قلت : كثيراً ما ينبهر أهل الكفر والضلال ببهرجة الكفر وارتفاع الكفرة في الأرض وتقدمهم الشديد وينبهرون به أيما أنبهار ! ، بل ربما ينبهر متغطرس بالمفسدين في الأرض قتلة البشر وقتلة الانبياء وقوة بأسهم على الناس وطغيانهم ! ، فيظن أن هولاء لايغلبون أو لايقتلون وينسى سنة الله في خلقه وكيف يملي للظالم حتى إذا اخذه لا يفلته ! وانظر إن شئت في الثورات التي حدثت في بلداننا وكيف كان الحاكم منهم يظلم ويتجبر ويفسد في الأرض ويوضع على رأسه وأكتافه أعلى الأوسمة والتيجان !، وأنظر اليه بعد هذه الثورات كيف أصبح ذليلاً طريداً ! ،وأن ما حدث من عبرّ ومواعظ في من تركوا عروشهم ليدلك على مصير كل متجبر باقي الى الآن ! فلا تغتر بالفساد والبهرجة ! بل كن واثقاً بربك جل وعلا ! وإن اردت التقدم فتوكل على الله اولاً وتيقن بنصره جل وعلا ثم اسعى في الأرض مصلحاً معمراً محاولاً لأن ترفع بذلك امة أهل الاسلام وتحاول ان تعلي رايتهم وشأنهم ولا تغتر كما أغتر من سبق بما أعطاك الله جل وعلا بل اشكر واحمد ربك جل وعلا لتزداد النعم عليك أكثر وأكثر وسبحان ربي فنعمه تحيط بالبشر بل في اجسادهم ولحومهم ومع ذلك تجد متغطرس كذاب يكفر بكل هذا ويدعي أن العالم الذي يفهم وعقل غيره من البشر لاقيمة لها ولا وزن ! فهو فقط من دون البشر الذي يفهم ويدرك فما وافق هواه كان معقولاً وما لم يحبه ويستحسنه كان منبوذاً متروكاً فسبحان الله الذي نجى عباده المخلصين من الكبر وأهله فالحمد لله رب العالمين ...ومن ادعياء الكذب وترهاتهم أن اتهموا سيد الخلق بأنه مجنون أو مصروع ويأتيه حين صرعه هذا القرآن ! ، فسبحان ربي ما أقبح الكفر وأهله ! ، أهذا كلام مصروع مجنون !؟ أهذا الكلام الذي يبهر البشر وتسعد به أنفسهم كلام مجانين أو مصروعين !؟ أهذا الكلام الذي ينسف اباطيلكم كلام ما ذهب اليه ظنكم القبيح !؟ أنها ظنون لا دليل عليها وترهات باطلة لاترقى الى النظر حتى بل غاية ما يفعل معها أن لايرد عليها ولا ينظر اليها ! فإن هولاء يقتاتون على موائد المجانين والمعاتيه والمصابين بالشذوذ الجنسي ! ثم يتهمون أشرف الخلق وأعلمهم وأرفعهم منزلة وخلقاً وشرفاً ومكانة بهذه التهم الشنيعة القبيحة !...فما أقبح تفكيركم ؟! وعقابكم هذا على ما قلتم من أقوال فاسدة لتبرير كفركم وطغيانكم !...فالحمد لله الذي هدانا الى هذا الصراط المستقيم ...واللهم إنا نسألك الثبات عليه الى الممات ...اللهم آمين ..

بحب دينى
02-14-2013, 09:59 AM
شبهة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الغيب والرد عليها
من تفسير العلامة السعدي رحمه الله

سورة الأعراف 187، 188} {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} .

يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {يَسْأَلُونَكَ} أي: المكذبون لك، المتعنتون {عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} أي: متى وقتها الذي تجيء به، ومتى تحل بالخلق؟
{قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} أي: إنه تعالى مختص بعلمها، {لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ} أي: لا يظهرها لوقتها الذي قدر أن تقوم فيه إلا هو.
{ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} أي: خفي علمها على أهل السماوات والأرض، واشتد أمرها أيضا عليهم، فهم من الساعة مشفقون.
{لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً} أي: فجأة من حيث لا تشعرون، لم يستعدوا لها، ولم يتهيأوا لقيامها.
{يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} أي: هم حريصون على سؤالك عن الساعة، كأنك مستحف عن السؤال عنها، ولم يعلموا أنك - لكمال علمك بربك، وما ينفع السؤال عنه - غير مبال بالسؤال عنها، ولا حريص على ذلك، فلم لا يقتدون بك، ويكفون عن الاستحفاء عن هذا السؤال الخالي من المصلحة المتعذر علمه، فإنه لا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب.
وهي من الأمور التي أخفاها الله عن الخلق، لكمال حكمته وسعة علمه.
{قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} فلذلك حرصوا على ما لا ينبغي الحرص عليه، وخصوصا مثل حال هؤلاء الذين يتركون السؤال عن الأهم، ويدعون ما يجب عليهم من العلم، ثم يذهبون إلى ما لا سبيل لأحد أن يدركه، ولا هم مطالبون بعلمه.
{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .
{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا} فإني فقير مدبر، لا يأتيني خير إلا من الله، ولا يدفع عني الشر إلا هو، وليس لي من العلم إلا ما علمني الله تعالى.
{وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} أي: لفعلت الأسباب التي أعلم أنها تنتج لي المصالح والمنافع، ولحذرت من كل ما يفضي إلى سوء ومكروه، لعلمي بالأشياء قبل كونها، وعلمي بما تفضي إليه.
ولكني - لعدم علمي - قد ينالني ما ينالني من السوء، وقد يفوتني ما يفوتني من مصالح الدنيا ومنافعها، فهذا أدل دليل على أني لا علم لي بالغيب.
{إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ} أنذر العقوبات الدينية والدنيوية والأخروية، وأبين الأعمال المفضية إلى ذلك، وأحذر منها.
{وَبَشِيرٌ} بالثواب العاجل والآجل، ببيان الأعمال الموصلة إليه والترغيب فيها، ولكن ليس كل أحد يقبل هذه البشارة والنذارة، وإنما ينتفع بذلك ويقبله المؤمنون، وهذه الآيات الكريمات، مبينة جهل من يقصد النبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه لحصول نفع أو دفع ضر.
فإنه ليس بيده شيء من الأمر، ولا ينفع من لم ينفعه الله، ولا يدفع الضر عمن لم يدفعه الله عنه، ولا له من العلم إلا ما علمه الله تعالى، وإنما ينفع من قبل ما أرسل به من البشارة والنذارة، وعمل بذلك، فهذا نفعه صلى الله عليه وسلم، الذي فاق نفع الآباء والأمهات، والأخلاء والإخوان بما حث العباد على كل خير، وحذرهم عن كل شر، وبينه لهم غاية البيان والإيضاح.

-------------------------------------------------------------------------
قلت :قال المشككون بالظن الكاذب أن هذا القرآن من عند النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه بما ذهبوا اليه من اتهامات باطلة لا أساس لها أصلاً ! ، ونسألهم لو كان هذا القرآن من عنده لما لم يخبر الناس بموعد يوم القيامة ولو كان بعد الاف السنين حتى !؟ لما لايخبرهم بموعد بعيد المدى ويكون بذلك قد أخبرهم وتخلص من السؤال!؟ ولما إذا كان ما هناك من قال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الغيب ويعلم المستقبل ليتهرب هذا المدعي بذلك من علامات الساعة التي وقع الان بعض آماراتها الصغرى ! فلما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما سيصيبه من امراض او اوجاع فيفعل ما يباعدها عنه ويوقي نفسه بالوقاية الـلازمة حتى لايصاب بمرض او وجع أو يهزم جيشه في أحد !؟ او تتهم حبيبته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فينتظر الوحي مدة طويلة ليبرأها من هذه التهم الشنيعة لاسلافكم من أصحاب ظنون السوء !؟ دلونا بعلم على ضعف عقولكم ومرضها واساءاتها للظن في أشرف خلق الله وأرفعهم مكانة!؟!؟.......

( محمد الباحث )
02-14-2013, 10:08 AM
جزيت خيراً

مسلم أسود
02-14-2013, 11:19 AM
حقاً قد كانت لكفار قريش ادعاءات واهية لا قيمة لها . و لا أدري و الله من أكثر انحطاطاً في افتراءاته على الإسلام ، هل هم الأسبقون أم الحاليون ؟!

بحب دينى
02-15-2013, 05:28 PM
واياك جزاك الله خيراً اخي محمد وصدقت أخي مسلم فسوء الظن وتكلف التأويلات الفاسدة يؤدي الى هذا الضلال والعمى !.....فالحمد لله الذي هدانا الى هذا الخير ...

بحب دينى
03-18-2013, 04:13 AM
الحجج التي يريدها الكافر
من تفسير العلامة السعدي رحمه الله .



سورة هود {12 - 14} {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} .
يقول تعالى - مسليا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، عن تكذيب المكذبين-: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنزلَ عَلَيْهِ كَنز} أي: لا ينبغي هذا لمثلك، أن قولهم يؤثر فيك، ويصدك عما أنت عليه، فتترك بعض ما يوحى إليك، ويضيق صدرك لتعنتهم بقولهم: {لَوْلا أُنزلَ عَلَيْهِ كَنز أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ} فإن هذا القول ناشئ من تعنت، وظلم، وعناد، وضلال، وجهل بمواقع الحجج والأدلة، فامض على أمرك، ولا تصدك هذه الأقوال الركيكة التي لا تصدر إلا من سفيه ولا يضق لذلك صدرك.
فهل أوردوا عليك حجة لا تستطيع حلها؟ أم قدحوا ببعض ما جئت به قدحا، يؤثر فيه وينقص قدره، فيضيق صدرك لذلك؟!
أم عليك حسابهم، ومطالب بهدايتهم جبرا؟ {إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} فهو الوكيل عليهم، يحفظ أعمالهم، ويجازيهم بها أتم الجزاء.

سورة هود {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} أي: افترى محمد هذا القرآن؟
فأجابهم بقوله: {قُلْ} لهم {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أنه قد افتراه (1) ، فإنه لا فرق بينكم وبينه في الفصاحة والبلاغة، وأنتم الأعداء حقا، الحريصون بغاية ما يمكنكم على إبطال دعوته، فإن كنتم صادقين، فأتوا بعشر سور مثله مفتريات.
{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} على شيء من ذلكم {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [من عند الله] (2) لقيام الدليل والمقتضي، وانتفاء المعارض.
{وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} أي: واعلموا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ أي: هو وحده المستحق للألوهية والعبادة، {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} أي: منقادون لألوهيته، مستسلمون لعبوديته، وفي هذه الآيات إرشاد إلى أنه لا ينبغي للداعي إلى الله أن يصده اعتراض المعترضين، ولا قدح القادحين.
خصوصا إذا كان القدح لا مستند له، ولا يقدح فيما دعا إليه، وأنه لا يضيق صدره، بل يطمئن بذلك، ماضيا على أمره، مقبلا على شأنه، وأنه لا يجب إجابة اقتراحات المقترحين للأدلة التي يختارونها. بل يكفي إقامة الدليل السالم عن المعارض، على جميع المسائل والمطالب. وفيها أن هذا القرآن، معجز بنفسه، لا يقدر أحد من البشر أن يأتي بمثله، ولا بعشر سور من مثله، بل ولا بسورة من مثله، لأن الأعداء البلغاء الفصحاء، تحداهم الله بذلك، فلم يعارضوه، لعلمهم أنهم لا قدرة فيهم على ذلك.
وفيها: أن مما يطلب فيه العلم، ولا يكفي غلبة الظن، علم القرآن، وعلم التوحيد، لقوله تعالى: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} .

سورة الحجر : {14 - 15} {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} .
أي: ولو جاءتهم كل آية عظيمة لم يؤمنوا وكابروا {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ} فصاروا يعرجون فيه، ويشاهدونه عيانا بأنفسهم لقالوا من ظلمهم وعنادهم منكرين لهذه الآية: {إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} أي: أصابها سكر وغشاوة حتى رأينا ما لم نر، {بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} أي: ليس هذا بحقيقة، بل هذا سحر، وقوم وصلت بهم الحال إلى هذا الإنكار، فإنهم لا مطمع فيهم ولا رجاء، ثم ذكر الآيات الدالات على ما جاءت به الرسل من الحق فقال:{16 -20} {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ * وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} .

وفي سورة البقرة :{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .




-------------------------------------------------
إن بعض الزملاء حينما يأتون الى هذا المنتدى يظنون أنه إذا لم نأتي بما يتخيل أنه الحجة التي يهواها فنحن لسنا على الحق ! : فما بالك بكل هولاء البشر : أهوائهم شتى ! وقلوبهم لاتجتمع على قلب رجل واحد الا من تمسك بالحق وأعتصم بحبل الله : فقل لي : إذا ما كانت الحجة على هوى كل أنسان فكيف تقنعه !؟ ففلان الملحد يريد أن ينزل عليه حجارة من السماء تعذبه ثم يصدق ! : وفلان الملحد يريد أن يمسك الشمس بيديه حتى يصدق ! ، وفلان الملحد يريد أن يطلع الى السماء والى الجنة ليصدق ! ، وفلان الملحد يريد أن يصعد ليسلم على الملائكة ! ، بل وطلب بني أسرائيل ما تخر له الجبال الراسيات وهو طلب رؤية الله جل وعلا في الدنيا وهذا مستحيل لاتطيقه قدرتهم البشرية : بإختصار أيها الملاحدة وأيها الكفرة في شتى الأرض وأقصاها : الحق واضح أبلج يخاطب عقولكم كل يوم ودقيقة ولحظة وثانية ! : ولو كان الأختبار حسب ما يهوى الذي يدخل الأختبار لم يكن هناك معنى للأختبار ! ويقدر عددهم بالمليار وزيادة فهل يعني ذلك الا ان هناك حجج أبهرت عقول هولاء تحتاج منكم الى التأمل !؟ فالنصارى ومن نظر الى عقيدتهم بعين متأملة لوجد أنها مهلهلة ! تقوم على عبادة التماثيل والصور ! مثلهم مثل أكثر المشركين في أقطار الأرض : ولكن مهلاً هل ناظرت يوماً مسلماً متخصصاً قوياً ووجدت أنه لاحجج لديه ؟! : إن هذا المنتدى شاهد على مدار أعوام مضت لحوارات أسلم فيها العشرات من الرجال والنساء خاضعين مستسلمين لرب الأرض والسماء أبهرتهم حجج الحق ! لم يتكلفوا الظنون الفاسدة لرد الحق ولا الشبهات الغبية التي لامعنى لها والتى تطلب ما هو فوق حدود البشر وما هو أصلاً لم يخلق لأجله الانسان في الدنيا !! : ومن الردود التي رددت بها على بعض الملاحدة ذات اليوم لما طلب رؤية معجزة لكي يؤمن ، فقلت له : بما أنك ملحد فإنك تعتقد أن الصدفة هي التي خلقتك : حسناً أرني الصدفة !؟ أجعلها تكلمني وإن كلمتني جدلاً فلن أصدق بها حتى المسها واشمها وأتذوق طعمها ! وأجربها في المختبر ! بل أثبت لي أنك أنسان ولست حيواناً يمكنك الكتابة على الكيبورد من خلال الحاسوب كالبشر !؟ فعجز أن يثبت أنه أنسان !!!! : بل أرني التطور وعملية التطور التي جئنا منها في أعتقادك !؟ أجعلني أرى التطور في الزمان الذي كان فيه والا لن ألقي لك بالاً اصلاً ! الخ : فإننا لم نخرج من الدائرة التي يحاول أن يفرضها علينا الزميل بل جعلنا الدائرة تتسع أكثر لظنوننا وتشكيكنا نحن في عقيدته ! : أقول وأكرر : أيها الزميل حجج الأسلام والرد على الإلحاد قد عُرضت في هذا المنتدى في أكثر من موضوع فهلا تأملت بهدوء وتركت تلك الطلبات التي تنم عن هوى سيتبعه هوى مثله ؟! وما أجمل هذه الآية كختام رائع للموضوع قبل أن أضع لك الروابط ، قال الله جل وعلا :
سورة الحجر : {14 - 15} {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} .


وهذا الفيديو فيه قصة اسلام أحد الأخوة وهي عجيبة تدل على فوائد كثيرة !.


http://www.youtube.com/watch?v=CSUJNDSYSDw


وهذا كان إعلاناً عن المنتدى فيه الكثير من الروابط المفيدة بإذن الله :
هذا منتدى حواري رجاء متابعته وقراءة المواد المفيدة فيه وربما هذا المنتدى يساعدك في الدفاع عن الدين الحق دين الاسلام ضد أي مغرض !.. المنتدى من اكبر المنتديات الاسلامية في العالم وقد اسلم به المئات وكرهوا الالحاد والمعتقدات الباطلة وكلامه علمي شرعي اولاًَ ثم علمي طبيعي وبه اساتذة متخصصون محاورون في الفلسفة وعلم النفس والفيزياء واقيمت به مناظرات شهيرة اخرها مناظرة الاستاذ عبد الواحد مع الدكتور ابراهيم الملحد الاسترالي في قسم المناظرات الخاصة في الفيزياء . بها قسم لمحاورة اصحاب المذاهب الفكرية ، يصدر له مجلات من فترة لأخرى يناقش المذاهب الفكرية من أشهر المناظرات فيه على الاطلاق مناظرة الدكتور حسام الدين حامد وموضوعه لا أعلم هويتي لمناظرة رجل قد اسلم ولله الحمد بعد هذا الموضوع لما رآءه من قوة حجة الاسلام ..رجاء لاتجعل الرسالة تتوقف عندك انشرها ليستفيد بها غيرك :

بعض مواضيع المنتدى المشهورة حسب معرفتي:
لا أعلم هويتي :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?10358-%E1%C7-%C3%DA%E1%E3-%E5%E6%ED%CA%ED%BF%BF%BF


مختصر لسائل عن أدلة صحة الاسلام : http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?48476-%E3%E1%CE%D5-%E3%CE%CA%D5%D1-%E1%D3%C7%C6%E1-%DA%E4-%C3%CF%E1%C9-%D5%CD%C9-%CF%ED%E4-%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3
الجواب الذي أسعدها للدكتور عبد الله الشهري
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?29624-quot-%C7%E1%CC%E6%C7%C8-%C7%E1%D0%ED-%C3%D3%DA%CF%E5%C7-quot-%CD%E6%C7%D1-%DE%D5%ED%D1%CD%DE%ED%DE%ED-%E3%DA-%C7%E1%E4%DD%D3

الصدفة التراكمية وجهالة دوكينز : من اشهر الموضوعات في الرد على الملحد دوكينز

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?25971-%C7%E1%D5%CF%DD%C9-%C7%E1%CA%D1%C7%DF%E3%ED%C9-%E6%CC%E5%C7%E1%C9-%CF%E6%DF%ED%E4%D2

اصدار كتاب نسف اساسات الالحاد للدكتور أبو الفداء بالانكليزية للرد على دوكينز
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?36678-%DF%CA%C7%C8-%E4%D3%DD-%C3%D3%C7%D3%C7%CA-%C7%E1%C5%E1%CD%C7%CF%A1-%C7%E1%D1%CF-%DA%E1%EC-quot-%E6%E5%E3-%C7%E1%C5%E1%E5-quot-%E1%D1%ED%CA%D4%C7%D1%CF-%CF%E6%DF%ED%E4%D2-%E3%CC%E1%CF-1

وهذا موضوع متواضع لي : عقلي يسأل والملحد يجيب حرر عقلك ياملحد من الخرافات :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?49047-%DA%DE%E1%EC-%ED%D3%C3%E1-%E6%C7%E1%E3%E1%CD%CF-%ED%CC%ED%C8-!%A1%CD%D1%D1-%DA%DE%E1%DF-%ED%C7-%E3%E1%CD%CF-%E3%E4-%C7%E1%CE%D1%C7%DD%C7%CA-!

من أشهر مواضيع المنتدى ايضاً : نسف اسس الإلحاد فيه تدمير لمعظم قواعد المادية الإلحادية بالعلم والبرهان :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?31706-%E5%CF%E3-%C3-%F5%D3%D3-%C7%E1%C5%E1%CD%C7%CF-!!/page4

ما يجب أن تعلمه عن نظرية التطور للإستاذ أبو حب الله من أشهر محاوري في منتدى التوحيد
وهذا الموضوع موجود على منتدى الا انه موجود في مدونة الاستاذ ايضاً بتنظيم وترتيب :
http://abohobelah.blogspot.com/search/label/%D9%85%D8%A7%20%D9%8A%D8%AC%D8%A8%20%D8%A3%D9%86%2 0%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%87%20%D8%B9%D9%86%20% D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AA %D8%B7%D9%88%D8%B1




كلمة للمصابين بمتلازمة الانبهار الحضاري :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35625-%DF%E1%E3%C9-%E1%E1%E3%D5%C7%C8%ED%E4-%C8%E3%CA%E1%C7%D2%E3%C9-%C7%E1%C7%E4%C8%E5%C7%D1-%C7%E1%CD%D6%C7%D1%ED

وختاماً : الله يهديك .

بحب دينى
04-26-2013, 06:36 AM
عظمة الدنيا في قلوبهم
من فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية
للشيخ محمود شكري الألوسي رحمه الله .



كقولهم: {لَوْلا نُزِّلَ1 هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} .
أي: من خصال الجاهلية مراعاة الدنيا, وعظمتها في قلوبهم, كما حكى الله عنهم: {وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ. وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ2 هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} 3.
هذه الىية من سورة الزخرف, وموضع الاستشهاد فيها قوله: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ4 هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} .
المراد من القريتين: مكة والطائف.
قال ابن عباس: "الذي من مكة: الوليد بن المغيرة المخزومي, والذي من الطائف, حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي, وكل منهما كان عظيما, ذا ابحث في الكتاب:
جاه ومال, وكان الوليد بن المغيرة يسمى "ريحانة قريش", وكان يقول: لو كان ما يقول محمد حقا لنزل علي أو على أبي مسعود, يعني عروة بن مسعود, وكان يكنى بذلك"1.
وهذا باب آخر من إنكارهم للنبوة. وذلك أنهم أنكروا أولا أن يكون النبي بشرا, ثم لما بكتوا بتكرير الحجج, ولم يبق عندهم تصور رواج لذلك, جاؤوا بالإنكار من وجه آخر, فحكموا على الله سبحانه أن يكون الرسول أحد هذين.
وقولهم: {هَذَا الْقُرْآنُ} ذكر على وجه الاستهانة, لأنهم لم يقولوا هذه المقالة تسليما, بل إنكارا, كأنه قيل: هذا الكذب الذي يدعيه, لو كان حقا لكان الحقيق به رجل من القريتين عظيم.
وهذا منهم لجهلهم بأن رتبة الرسالة, إنما تستدعي عظيم النفس بالتخلي عن الرذائل الدنية, والتحلي بالفضائل والكمالات القدسية, دون التزخرف بالزخارف الدنيوية.
فأنكر سبحانه عليهم بقوله: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} , وفيه تجهيل وتعجيب من تحكمهم بنزول2 القرآن العظيم على من أرادوا.
{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قسمة تقتضيها مشيئتنا المبنية على الحكم والمصالح, ولم نفوض أمرها إليهم, وعلما منا بعجزهم عن تدبيرها بالكلية.
{وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ} في الرزق وسائر مبادئ العيش.

{دَرَجَاتٍ} متفاوتة بحسب القرب والبعد حسبما تقتضيه الحكمة, فمن ضعيف وقوي وغني وفقير وخادم ومخدوم, وحاكم ومحكوم.
{لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً} : ليستعمل بعضهم بعضا في مصالحهم, ويستخدموهم في مهنهم, ويسخروهم في أشغالهم, حتى يتعايشوا, ويترادفوا, ويصلوا إلى مرافقهم, لا لكمال في الموسع عليه, ولا لنقص في المقتر عليه, ولو فرضنا ذلك إلى تدبيرهم لضاعوا وهلكوا, فإذا كانوا في تدبير خويصة أمرهم وما يصلحهم من متاع الدنيا الدنية وهو على طرف الثمام1 بهذه الحالة, فما ظنهم بأنفسهم في تدبير أنفسهم2, وفي تدبير أمر الدين, وهو أبعد من مناط العيوق, ومن أين لهم البحث عن أمر النبوة والتخير لها من يصلح لها ويقوم بأمرها.
وفي قوله تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا ... } إلخ ما يزهد3 في الانكباب على طلب الدنيا, ويعين على التوكل على الله عز وجل والانقطاع إليه جل جلاله.
فاعتبر "نحن قسمنا بينهم" ... تلقه حقا وبالحق نزل4
{وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} , أي: النبوة وما يتبعها من سعادة الدارين خير مما يجمعونه من حطام الدنيا الدنية, فالعظيم من رزق تلك الرحمة دون الحطام الدنيء الفاني.

وأنت تعلم أن كثيرا من الناس اليوم على ما كان عليه أهل الجاهلية في هذه الخصلة, فتراهم لا يعتبرون العلم إذا كان صاحبه فقير الحال, وينظرون على الغني, ويعتبرون أقواله.
ولله در القائل:
رب حلم أضاعه عدم الما ل وجهل غطى عليه النعيم

------------------------------------------

قلت : وعن الملاحدة نتحدث ! ، إن الغرب المادي في نظرهم ولو كان نصرانياً ! : هو قمة التطور والعلم ! = الذي منه ينهل الملحد مشاربه وعلومه ! ، يثق في كلامهم اكثر ما يثق في نفسه ! ، وكلامي عن أكثر من عرفت من الملاحدة ! ، ولما لا !؟ فزميلنا مبهور بكلامهم أشد الأنبهار!! ، فإذا أردت ان تخدعه فأحضر له صوت فيه رطانة هولاء الاعاجم ولو كانت هذه الرطانة هي تخريف فكري ! : فإنه مستعد أن يسلم عقله لهم لأنه منبهر ببهرجتهم ! ، زينت له دنياهم فحسبها لهم باقية ! ، وأذكر أن أحد من كلمت على الفيس بوك : كان يحدثني عن تقدم الغرب بنظرة احباطية يريد ان يفتتني البائس بها ! ، فقلت له ما مفاده : نأخذ منهم التقدم ونسعى في أسبابه بما لايخالف ديننا ! : فكان البائس يريد مني أن أتبعهم في كل شىء ! ، بل حتى لو كانت هذه التبعية هي تتبع أمراضهم والقروح التي في أمعائهم ! ....

إن الناظر الى المادية بنظرة مادية بحتة سيدرك تمام الأدراك كيف يقيم صاحب هذه النظرة العالم والناس ! : فإن الوضيع لديه من كان لامال لديه ولا شرف ولا جاه ! ، إنهم مشاهير النساء والرجال أصحاب الأوسمة هم لدى زميلنا معيار الحق ! : فما وافقوا عليه ! وافقه بلا تردد ! وما خالفوه ونبذوه ! : نبذه بلا أدنى تردد ! ، وهذه النظرة المادية متفشية لدى كثير ممن وقع في دهاليز الإلحاد وشباكه ! : وكيف لا ؟! وهو نظرته للحياة مادية بحتة ! قائمة على المصلحة ! ، ولن ينكر الملحد أن المصلحة والنفعية والمادية هي أفكار قائمة في عقول كثير من الملاحدة ، فالأخلاق لاقيمة لها لمن يعرف الإلحاد فعلاً !!! ، بل الأخلاق هي شىء ثانوي لا قيمة له ! : فما معنى الضمير في كلمة الإلحاد ؟! ...


التقييم بالتقوى ! : لا بالمادية أيها الملحد ! . فهل تعرف معنى التقوى ؟! ...

بحب دينى
05-12-2013, 08:21 PM
عن المتشككين ! . أو من يدعوا المسلمين الموقنين الى الشك !
من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله لسورة إبراهيم.

{9 - 12} {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} .
يقول تعالى مخوفا عباده ما أحله بالأمم المكذبة حين جاءتهم الرسل، فكذبوهم، فعاقبهم بالعقاب العاجل الذي رآه الناس وسمعوه فقال: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ} وقد ذكر الله قصصهم في كتابه وبسطها، {وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ} من كثرتهم وكون أخبارهم اندرست.
فهؤلاء كلهم {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} أي: بالأدلة الدالة على صدق ما جاءوا به، فلم يرسل الله رسولا إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، فحين أتتهم رسلهم بالبينات لم ينقادوا لها بل استكبروا عنها، {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} أي: لم يؤمنوا بما جاءوا به ولم يتفوهوا بشيء مما يدل على الإيمان كقوله {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}
{وَقَالُوا} صريحا لرسلهم: {إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} أي: موقع في الريبة، وقد كذبوا في ذلك وظلموا.
ولهذا {قَالَتْ} لهم {رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} أي: فإنه أظهر الأشياء وأجلاها، فمن شك في الله {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} الذي وجود الأشياء مستند إلى وجوده، لم يكن عنده ثقة بشيء من المعلومات، حتى الأمور المحسوسة، ولهذا خاطبتهم الرسل خطاب من لا يشك فيه ولا يصلح الريب فيه {يَدْعُوكُمْ} إلى منافعكم ومصالحكم {لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي: ليثيبكم على الاستجابة لدعوته بالثواب العاجل والآجل، فلم يدعكم لينتفع بعبادتكم، بل النفع عائد إليكم.
فردوا على رسلهم رد السفهاء الجاهلين {قَالُوا} لهم: {إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا} أي: فكيف تفضلوننا بالنبوة والرسالة، {تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} فكيف نترك رأي الآباء وسيرتهم لرأيكم؟ وكيف نطيعكم وأنتم بشر مثلنا؟
{فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أي: بحجة وبينة ظاهرة، ومرادهم بينة يقترحونها هم، وإلا فقد تقدم أن رسلهم جاءتهم بالبينات.

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} .
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ} مجيبين عن اقتراحهم واعتراضهم: {إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} أي: صحيح وحقيقة أنا بشر مثلكم، {وَلَكِن} ليس في ذلك ما يدفع ما جئنا به من الحق فإن {اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} فإذا من الله علينا بوحيه ورسالته، فذلك فضله وإحسانه، وليس لأحد أن يحجر على الله فضله ويمنعه من تفضله.
فانظروا ما جئناكم به فإن كان حقا فاقبلوه وإن كان غير ذلك فردوه [ص:423] ولا تجعلوا حالنا حجة لكم على رد ما جئناكم به، وقولكم: {فَأتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} فإن هذا ليس بأيدينا وليس لنا من الأمر شيء.
{وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} فهو الذي إن شاء جاءكم به، وإن شاء لم يأتكم به وهو لا يفعل إلا ما هو مقتضى حكمته ورحمته، {وَعَلَى اللَّهِ} لا على غيره {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} فيعتمدون عليه في جلب مصالحهم ودفع مضارهم لعلمهم بتمام كفايته وكمال قدرته وعميم إحسانه، ويثقون به في تيسير ذلك وبحسب ما معهم من الإيمان يكون توكلهم.
فعلم بهذا وجوب التوكل، وأنه من لوازم الإيمان، ومن العبادات الكبار التي يحبها الله ويرضاها، لتوقف سائر العبادات عليه، {وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا}
أي: أي شيء يمنعنا من التوكل على الله والحال أننا على الحق والهدى، ومن كان على الحق والهدى فإن هداه يوجب له تمام التوكل، وكذلك ما يعلم من أن الله متكفل بمعونة المهتدي وكفايته، يدعو إلى ذلك، بخلاف من لم يكن على الحق والهدى، فإنه ليس ضامنا على الله، فإن حاله مناقضة لحال المتوكل.
وفي هذا كالإشارة من الرسل عليهم الصلاة والسلام لقومهم بآية عظيمة، وهو أن قومهم -في الغالب- لهم القهر والغلبة عليهم، فتحدتهم رسلهم بأنهم متوكلون على الله، في دفع كيدكم ومكركم، وجازمون بكفايته إياهم، وقد كفاهم الله شرهم مع حرصهم على إتلافهم وإطفاء ما معهم من الحق، فيكون هذا كقول نوح لقومه: {يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون} الآيات.
وقول هود عليه السلام قال: {إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون * من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون}
{وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا} أي ولنستمرن على دعوتكم ووعظكم وتذكيركم ولا نبالي بما يأتينا منكم من الأذى فإنا سنوطن أنفسنا على ما ينالنا منكم من الأذى احتسابا للأجر ونصحا لكم لعل الله أن يهديكم مع كثرة التذكير
{وَعَلَى اللَّهِ} وحده لا على غيره {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} فإن التوكل عليه مفتاح لكل خير
واعلم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام توكلهم في أعلى المطالب وأشرف المراتب وهو التوكل على الله في إقامة دينه ونصره وهداية عبيده وإزالة الضلال عنهم وهذا أكمل ما يكون من التوكل
{13 - 17} {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ * وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} .
لما ذكر دعوة الرسل لقومهم ودوامهم على ذلك وعدم مللهم، ذكر منتهى ما وصلت بهم الحال مع قومهم فقال: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ} متوعدين لهم {لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} وهذا أبلغ ما يكون من الرد، وليس بعد هذا فيهم مطمع، لأنه ما كفاهم أن أعرضوا عن الهدى بل توعدوهم بالإخراج من ديارهم ونسبوها إلى أنفسهم وزعموا أن الرسل لا حق لهم فيها، وهذا من أعظم الظلم، فإن الله أخرج عباده إلى الأرض، وأمرهم بعبادته، وسخر لهم الأرض وما عليها يستعينون بها على عبادته.
فمن استعان بذلك على عبادة الله حل له ذلك وخرج من التبعة، ومن استعان بذلك على الكفر وأنواع المعاصي، لم يكن ذلك خالصا له، ولم يحل له، فعلم أن أعداء الرسل في الحقيقة ليس لهم شيء من الأرض التي توعدوا الرسل بإخراجهم منها. وإن رجعنا إلى مجرد العادة فإن الرسل من جملة أهل بلادهم، وأفراد منهم، فلأي شيء يمنعونهم حقا لهم صريحا واضحا؟! هل هذا إلا من عدم الدين والمروءة بالكلية؟
ولهذا لما انتهى مكرهم بالرسل إلى هذه الحال ما بقي حينئذ إلا أن يمضي الله أمره، وينصر أولياءه، {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} بأنواع العقوبات.
{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ} أي: العاقبة الحسنة التي جعلها الله للرسل ومن تبعهم جزاء {لِمَنْ خَافَ مَقَامِي} عليه في الدنيا وراقب الله مراقبة من يعلم أنه يراه، {وَخَافَ وَعِيدِ} أي: ما توعدت به من عصاني فأوجب له ذلك الانكفاف عما يكرهه الله والمبادرة إلى ما يحبه الله.
{وَاسْتَفْتَحُوا} أي: الكفار أي: هم الذين طلبوا واستعجلوا فتح الله وفرقانه بين أوليائه وأعدائه فجاءهم ما استفتحوا به وإلا فالله حليم [ص:424] لا يعاجل من عصاه بالعقوبة، {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} أي: خسر في الدنيا والآخرة من تجبر على الله وعلى الحق وعلى عباد الله واستكبر في الأرض وعاند الرسل وشاقهم.
{مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} أي: جهنم لهذا الجبار العنيد بالمرصاد، فلا بد له من ورودها فيذاق حينئذ العذاب الشديد، {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} في لونه وطعمه ورائحته الخبيثة، وهو في غاية الحرارة.
{يَتَجَرَّعُهُ} من العطش الشديد {وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ} فإنه إذا قرب إلى وجهه شواه وإذا وصل إلى بطنه قطع ما أتى عليه من الأمعاء، {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} أي: يأتيه العذاب الشديد من كل نوع من أنواع العذاب، وكل نوع منه من شدته يبلغ إلى الموت ولكن الله قضى أن لا يموتوا كما قال تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها}
{وَمِنْ وَرَائِهِ} أي: الجبار العنيد {عَذَابٌ غَلِيظٌ} أي: قوي شديد لا يعلم وصفه وشدته إلا الله تعالى .

-----------------------------------
قلت وكذلك يأتينا بعض المتشككة يطالبوننا بالشك في كل شىء نؤمن به وكل عقيدة نؤمن بها : فيطلبون من العاقل ان يشك في عقله !
فلو أردت الرد عليهم فقل لهم : أمامنا عاقل ومجنون : أيهما نطلب منه الشك في عقله ؟! سيقول المجنون ! وأما العاقل فعقله سليم لايحتاج الى تشكيك نفسه في عقله ! ، وكذلك نحن فعلى عقيدة صحيحة إن اردتم رؤية صحتها نستطيع ان نريكم أدلتنا القوية عليها ! ، فمن يستحق الشك هو مخالفنا لاننا نراه مريض " ليس المقصود الاساءة لأحد وانما المقصود توصيف حالة مخالف نراه مخطىء " ونحن من يريد علاجه ! : فمعنا الحقيقة ؟ نعم وعليها عشرات الادلة نستطيع ان نري كل مخالف اياها : فلا تطلب مني الشك ! بل واجهني بأدلتك لأجيبك عليها ! : أما من يستحق التشكيك هم أهل الباطل : فإن اردت ان تعرف من هم أهل الباطل : ففي ميدان الحجة يتضح ! .

ومن ينكر الايمان بالله جل وعلا : فقد أنكر عقله ونفسه : وانكر كل شىء حوله وشكك في نفسه وشكك في قوانينه ! فلا يستطيع اثباتها ولو لف ودار ! .وقد قمت بحوار مؤخراً على صفحة مكافحة الإلحاد وطلبت من أحد الملاحدة أن يثبت انه عاقل فلف ودار حتى انكر عقله نفسه وقال يعني انه لم يدعي انه عاقل او ما يشبه ذلك ! .
https://www.facebook.com/Antiatheist.fr/posts/463703613711527

يقول الشيخ السعدي في تفسيره لسورة إبراهيم المنقول في أول المشاركة .
{وَقَالُوا} صريحا لرسلهم: {إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} أي: موقع في الريبة، وقد كذبوا في ذلك وظلموا.
ولهذا {قَالَتْ} لهم {رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} أي: فإنه أظهر الأشياء وأجلاها، فمن شك في الله {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} الذي وجود الأشياء مستند إلى وجوده، لم يكن عنده ثقة بشيء من المعلومات، حتى الأمور المحسوسة، ولهذا خاطبتهم الرسل خطاب من لا يشك فيه ولا يصلح الريب فيه {يَدْعُوكُمْ} إلى منافعكم ومصالحكم {لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي: ليثيبكم على الاستجابة لدعوته بالثواب العاجل والآجل، فلم يدعكم لينتفع بعبادتكم، بل النفع عائد إليكم.