المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ايها الملحد : عدم معرفتك بالحكمة لا يعني صحة معتقدك !



محمد احمد السلامى
03-03-2013, 07:08 AM
موضوع جديد احاول فيه لفت نظر الملحد (الباحث عن الحق فعلا) الى شيء معين ... انت كملحد امامك مشهد الوجود منقسم الى نصفين .. النصف الاول يحتوي على تفسير الوجود من وجهة نظرك انت وهي النظرة الالحادية المادية .. والنصف الاخر يحتوي على التفاسير الفلسفية للاديان ولا سيما الاديان السماوية لهذا الوجود ... منهجك فى البحث غالبا يكون على هذا النمط : في اي نقطة او اشكال يواجهني ويحتاج لتفسير وتحليل سأتوجه للبحث عن التفسير المادي المبدأي .. واذا لم اجد فيه ضالتي سوف ابحث عن التفسير الديني له .. واذا لم اجد الاثنين سوف اقبل بالتفسير الالحادي له على اعتبار ان فشل النظرة الفلسفية الدينية دليل (بالضرورة ) على صحة الفرض الالحادي مهما كان عدم منطقيته .. اعرف ان الكلام قد لايكون واضح للاذهان من اول وهلة سأحاول وضع مثال لعل الفهم يكون اسهل : فى تفسير الوجود توجد مشكلة مثلا مثل مشكلة وجود الديناصورات في عصور جيولوجية سابقة وفجأة انقرضت هذه الديناصورات .. هذه الحالة العجيبة (نوعا ما) تحتاج لتفسير .. يفكر الملحد فى ايجاد تفسير مادي لها قد يجد وقد لا يجد .. المهم انه يذهب مباشرة للبحث عن التفسير الديني للظاهرة .. فاذا وجد انتهى الاشكال بالنسبه له واذا لم يجد تفسير ديني يقبل التفسير الالحادي المبدأي الذي فرضه فى البداية بغض النظر عن منطقيته ..
يسأل الملحد : ما التفسير الديني لوجود الديناصورات بهذه الاعداد والضخامة والوحشية فى الماضي ثم انقراضها فجأة ؟ لماذا خلقها الخالق بالاساس ثم قضى عليها ؟ اليس هذا نوع من العبثية ؟ خلق حيوان ثم القضاء عليه اليس عبثية ؟
المسلم يجيب : ظاهريا قد يبدو هذا عبثيا لكن كثير من الظواهر بدت لنا عبثية فى البداية ثم اتضح لنا الحكمة من ورائها .
الملحد يسأل مجددا : اذن ما الحكمة من وجود الديناصورات بهذه الاعداد ثم انقراضها فجأة فى التاريخ البيولوجي للارض؟
المسلم : قد يكون هناك حكمة وعدم المامنا بهذه الحكمة لا يعني عدم وجودها
الملحد : ولكن انا بالنسبة لي الالحاد يطرح اجابات على قدر ضعفها وعدم منطقيتها ولكن هي فى اي حال افضل من لا اجابة على الاطلاق !!
المسلم : وماهو التفسير .. الملحد : هي حيوانات تطورت بفعل الطفرات لهذه الاحجام الكبيرة ثم بسبب او بأخر انقرضت قد يكون بسبب النيازك التي سقطت على الارض او قد يكون بسبب الجفاف او قد يكون بسبب سلوكيات الديناصورات الوحشية تجاه بعضها ( طبعا هذا التفسير الالحادي المبدأي يحوي كثيرا من المغالطات والا منطقية ولكن بسبب ان الملحد لم يجد اجابة دينية فلسفية فسوف يقبله على اساس انه اجابة ضعيفة افضل من لا اجابة)
مثال اخر احب ان اوضحه :
حالة وجودية اخرى تحتاج لتفسير وهي ريش بعض الطيور التي لا تطير ..
الملحد : ماهو التفسير الاسلامي لوجود بعض الطيور ذات الريش والتي تمتلك اجنحة ولكنها لا تطير ؟
المسلم : اممممممم بصراحة لا اعرف نحن تعودنا ان الطائر يملك اجنحة للطيران ولكن وجود بعض الطيور التي لا تستطيع التحليق امر يحتاج للتفكر
الملحد : بالظبط لماذا يخلق خالق حكيم طائر له اجنحة ومع ذلك لا يطير ؟؟؟ الا يبدو هذا عبثيا ومناقضاللحكمة والاتقان ؟
المسلم : قد يكون هناك حكمة من خلف هذا وجعبة الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها ولكن لا يجب ان نتسرع .
الملحد : اها .. علمت ان لا يوجد تفسير لديكم .. عدم وجود تفسير لديكم لهو دليل على صحة ما اؤمن به من السيناريو الالحادي وهو ان هذه الطيور كانت تطير فى الماضي ولكنها عندما وجدت الطعام بغزارة فى منطقة معينة لم تعد تحتاج لان تطير مسافات كبيرة للبحث عن الطعام مرة اخرى وهذا مع الوقت ادى الى ضمور الاجنحة وصغر حجمها وعدم ملائمتها للطيران وبعض الطيور الاخرى لم تطير حتى فى الماضي ولكنها امتلكت الاجنحة لتحقيق التوازن اثناء الجري مثل النعامة وبعضها الاخر يمتلك ريش لهدف التدفئة.
المسلم : ولكن هذا التفسير ليس بالضرورة ان يكون صحيح وفيه القول الكثير وقد يثبت خطأه كما ان ثبوت صحة تفسير جزء صغير جدا من الحياة لا يعني بالضـــرورة ان السيناريو الالحادي كله من اوله الى اخره صحيح ( ابتداء من الانفجار الكبير وحتى وجود الانسان كما تطرحه النظريات المادية) صحيح يا عزيزي الملحد ؟
الملحد : مرة اخرى اقول لك ان تفسير اعرج افضل من لا تفسير على الاطلاق ولذلك انا ساعتبر ان عدم نجاح الفلسفة الدينية فى تقديم تفسير لهذه الحالات الوجودية دليل قطعي على صحة التفسير الالحادي المادي.
هذه بعض الامثلة التي حاولت توضيحها للملحدين الباحثين عن الحق لانه خطأ شائع يقع فيه كثير من الناس وليس فقط الملحدين ولكن من الاديان الاخرى ولعلي اعطيك مثال :: يأتي مثلا شخص مسيحي ويجد شبهة فى حديث معين ثم يسأل المسلمين عن تقديم اجابات مقنعة لرد هذه الشبهة .. يقوم المسلمون بتقديم اجابات تفصيلية لهذا الشخص المسيحي ولكن لان الشخص المسيحية له توجه عقلي خاص به يعتبر ان هذه الاجابات ليست مقنعة .. المهم .. بعد ان وجد الشخص المسيحي ان رد هذه الشبهة ليس مقنع بالشكل الكبير يظن انه وجد مشكلة فى الاسلام .. ووجود مشكلة فى الاسلام لهو اكبر دليل على صحة المعتقد المسيحي (بالضرورة) وليس فقط جزء من المعتقد بل الادهي صحة المعتقد (بكامله) .. اليس من السليم والصحيح ان نقول خطأ الاسلام مثلا (فرضا) ليس دليل على الثالوث ؟ قد يكون الاسلام على خطأ وايضا المسيحية على خطأ ! فوجودة خطأ فى الاسلام لا يبرر الديانة المسيحية بكاملها ابتداءا من الثالوث والاله المتجسد وموت الاله والمغفرة بالدم صحيح ؟ قد يكون خطأ الاسلام دليل على ان المسيح هو صاحب اخر رسالة ولكنه لا يعني بالضرورة صحة المعتقد كاملا بكل ما يحمله من مغالطات وخرافات صحيح ؟
كذلك الشيعي يقع فى نفس الخطأ :: يحاول ان يجد حديث او قصة معينة تسيء لاحد الصحابة مثلا ويحاول جاهدا ان يفهم القصة بطريقة ملتوية لكي يخرج بمفهوم مفاده ان عمر ابن الخطاب مثلا قد اخطأ او قد وقع فى ذنب كبير .. وبالتالي وبناء عليه يستنتج ان كــــــــــــل المعتقد الشيعي صحيح بما فيل من لطم وشرك ومتعة وخمس الخ الخ الخ Shift+R improves the quality of this image. Shift+A improves the quality of all images on this page.... لو فلنا فرضا وأكرر فرضا .. لو قلنا ان عمر ابن الخطاب اخطأ خطأ عظيم قد يكون هذا دليل (بالضرورة ) على ان علي اولى بالخلافة .. مثلا ... ولكنه لا يعني بالضرورة صحة المعتقد الشيعي بكامله َ! من الاف الى الياء صحيح ؟ يعني ما علاقة خطأ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ( فرضا) ما علاقة خطأه بجواز المتعة ؟ اليست هذه نقطة وهذه نقطة مختلفة تماما ؟؟
اعتذر عن الاطالة الشديدة ولكني اردت توصيل الفكرة للملاحدة لانهم يقعون فى نفس الخطأ تقريبا ... لو فرضنا افتراض خيالي ان نظرياتك الالحادية تفسر بعض الحالات الوجودية وتعطي تفسير مقنع لها ( اكثر اقناعا من الاديان ) لا يعني بالضرورة صحة السيناريو او المعتقد الالحادي بكامله وبكامل تفاصيله واجزاء .. قد يكون هناك بعض الاجزاء المطروحة صحيحة والباقي خطأ والعكس .. وفي النهاية ادعو الله ان يهدي الجميع لما يحبه ويرضاه.

محبة الاسلام والعلم
03-14-2013, 03:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح كلامك يا اخى ..
الاشياء موجودة حتى لو انكرنا وجودها او تجاهلناه او ما فهمنا الحكمة من وجودها..
كتير اشياء ما بنفهمها بالاشياء المجردة زى علم الفيزياء مثلا ..لكن هل عدم فهمنا لبعض النظريات الموجودة بالعلوم المجردة يلغى وجودها ؟!
بالنسبة لى ..حتى لو سمعت كلام الحاقدين على الاسلام ..او الناس الى فعلا بتبحث عن الحق كبعض العلماء والمفكرين والعاقلين ..
وما بحثت عن الشبهات التى تثار حول الاسلام وتفسيرها وصدقتهم ..وسمعت كلامهم وبحثت بمعتقداتهم ..بلاقى انو عقلى ما بيقتنع بمعتقداتهم ..
يعنى لو بدنا نفترض مثلا ..انو الاسلام فيه اخطاء ..هل هذا معناه انو خلاص باقى المعتقدات على حق؟! اكيد لا ..
فى كتير اشياء ما بنفهمها ..ومع ذلك هى موجودة ..
والتساؤلات كلنا بنطرحها وما بنلاقى اجوبة على معظمها ..
والمنهج الالحادى نفسه ما بنلاقى فيه اجوبة على نفس الاسئلة الى همى بيطرحوها ..
والمثال الى ذكرته حضرتك عن المسيحين والشيعة بمحله ..
يعنى فعلا ..حتى لو كان فعلا الفاروق (رضى الله عنه ) على خطأ (وهو بيضله بشرى قد يخطىء وقد يصيب) ..
فهذا مش معناه انو المنهج الشيعى باكمله على حق ...والمنهج السنى على باطل ..
لانو احنا بنناقش جزئيات معينة ..واشياء بسيطة فى مقابل اشياء ومعتقدات باكملها ..
وفعليا ..ما بقتنع ابداااااااااااا بالناس الى بتحول على الالحاد من مبدأ كره اديان ..
لانى ما بقتنع انو ادافع عن شخص مثلا وبعدها عشان مشكلات شخصية بينى وبين هالشخص اروح ادافع عن عدوه مثلا !
وقتها بيكون دفاعى عن عدوه ..من مبدأ ليس حبا فى زيد ولكن كرها بعمرو ..
بالتالى انا ما بكون صادقة تماما لما بتجه لفكر كرها بفكر اخر ..ولتصفية حسابات مع فكر اخر ..
الانسان بيبحث عن الحق ..بعيدا عن اهواء ذاتية ومصالح شخصية واراء مسبقة ..
موضوع رائع اخى ..
جزاك ربنا كل خير ...

زيد الجزائري الجزائر
09-21-2015, 01:55 PM
إن مشكلة الملحد من الناحية الاعتقادية انه يُوجِب معرفة الحكم ليؤمن بوجوده، وإلا لا يجوز الإيمان به، وعلى هذا المبدأ يجوز للأجيال السابقة الذين جهلوا حكمة الغلاف الجوي وحدوث الزلازل أن ينفوا الحكمة والفائدة من هذه الأمور فيحكم أن الأمر كله فوضى! ولا وجود لحكمة.

فمن قال انه يجب ان نعرف الحكمة لكي نؤمن بوجدها، فجهلنا بالشيء لا ينفيه، والعلم الحديث يكتشف يوما بعد يوم عن وجود فوائد لأمور قد جهل الانسان بفائدتها من قبل.

ومن ناحية أخرى، عند الاحتجاج على المؤمن فانه يجب الاحتجاج بما يسلم به، وهو يسلم بان جميع الخلق والمخلوقات وعالم الامكان له حكمة، وإن الكون كله قانون واحد يكمل اجزائه بعضه البعض، فإن جهلنا ببعض الامور وفائدتها فان ذلك لا ينفي فائدتها، وسيحكم المؤمن بوجود الحكمة والفائدة إجمالا، ولا ضير أن يجهل تفصيل الحكمة.

فكل أسئلته الاستفسارية عن القوانين التي يراها بدون فائدة هي بفائدة ولكن يجهلها، والعلم الحديث بدأ يكتشف فائدة كل أمر، وإن كل ما حدث كان ضرورة لتكون الكون والمجرات والنجوم ومنها أرضنا، ثم المخلوق البشري، فلو كان الجهل بالفائدة موجبا للكفر بالحكمة للزم جميع العلماء الطبيعيين أن يكفوا عن ابحاثهم، ولكن الواقع يخالف ذلك، فكلهم يصبون لمعرفة قوانين وفوائد الكون وأموره.
مثلا الزلازل، فانه ليس مرسلا بشكل حصري للعقاب والابتلاء، فالزلزال أمر ضروري لتكون الارض وهذا ما ثبت جيولوجيا، ولكن الله تعالى يقول إن هذه القوانين هي مصنوعة لله تعالى، وهو المهندس الاكبر، والمتحكم الاول، فيمكن أن يسمح لهذا الزلزال عندما يصيب قومٍ أن يكون ابتلاءا او عقابا، وتحديد ذلك موكول إلى الله تعالى.