المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .....( نريد وعيا للحق كوعي الروافض للباطل ) ....!!!!!



السيف الصقيل
03-15-2013, 12:57 PM
د.أحمد الحسيني:: خاص بالقادسية



يقف أهل السنة اليوم على مفترق طرق بات عليهم أن يحددوا مسارات عملهم وملامح المرحلة القادمة بدقة متناهية؛ فلم يعد بمكنتنا أن نتحمل التجارب وأخطاءها؛ فالطريق أضحى أكثر وعورة، والمنزلقات على جنبتي الطريق أصبحت أكثر انحدارا، وعليه فلا سبيل لأن نتصور الأخطاء في سيرنا فضلا عن الوقوع فيها لعلمنا بأن ذلك نهاية سيرنا وطريقنا ومشروعنا.
أقول هذا والمؤامرة استطالت عموديا، وتمددت أفقيا على أهل السنة، ولو أنه سهم واحدا لاتقيناه؛ لكنه ثان وثالث ورابع، فالنظام الشيعي لا يدخر جهدا إلا وبذله في سبيل إنهاء هذا التحدي السني لوجوده، وهو في سبيل ذلك استحضر جميع معطيات تأريخه الغابر منذ يوم السقيفة والى يومنا هذا؛ فقام بالتحشيد لذلك كل إمكانياته وكل شذاذه لوأد الخصم العقائدي له وهم أهل السنة، فنجد الساسة والسادة والمرجعيات والميليشيات والموظفين من أكبر عنوان في الدائرة والوزارة والمصنع والمدرسة والجامعة إلى أدنى عنوان فيها، كلُّهُ قد عبئ لمواجهة هذا الخطر؛ بل وتجد هذه التعبئة في الشارع والسوق عند أصحاب التاكسي وبياعي الخضروات وجامعي النفايات؛ فالجميع يدرك خطورة هذه المعركة وأبعادها بالنسبة لهم ولأولادهم ولمستقبلهم.
نريد من أهل السنة وعيا وإدراكا لحقهم كوعي الروافض وإدراكهم لباطلهم، نريد بعداً عن السذاجة والشعارات الوطنية كبعد الروافض عنهما، نريد حرصاً على المذهب وجعله فوق الوطن والمواطنة كحرص الروافض على ذلك، نريد ولاء وبراء في المذهب كموالاة الروافض وولائهم فيه وعليه، نريد أن يغض بعضنا طرفه عن أخطاء أخيه وتوجهاته ريثما تنجلي هذه المحنة كما يغض الروافض بعضهم عن أخطاء بعضهم الآخر، نريد إسباغ التسنن وجعله صبغة حياتنا اليومية كما يفعل الروافض ذلك من غير خوف ولا وجل ولا استحياء.
نعم، نريد مفاصلة مع خصمنا العقدي وهم الشيعة كما فعل ذلك الروافض مع خصمهم العقدي وهم أهل السنة.
في سبيل ذلك كله لا بد أن يؤمن أهل السنة بحقيقة الانفصال مع الشيعة، والذي لا يرجى معه اتصال، فالعبادة غير العبادة، بل والمعبود غير المعبود، والطريق غير الطريق؛ فلا معبر ولا جسر للتواصل؛ بل مفاصلة كاملة شاملة، وتميز واضح ودقيق يستحيل معه اللقاء على شيء في منتصف الطريق. اختلاف في جوهر الاعتقاد، وأصل التصور، وحقيقة المنهج، وطبيعة الطريق. منهج السنة هو التوحيد ومنهج التشيع هو الشرك، وهما ضدان لا يلتقيان مطلقا. فلا ترقيع ولا أنصاف حلول ولا التقاء على المشتركات وغض الطرف عن المختلفات ولا إصلاح عيوب أو التغاضي عنها، بل لا بد من هروب من الغبش والالتواء والانحراف والظلام والتصدي له بكل صراحة وشجاعة.
لقد فهم الشيعة هذه المفاصلة منذ اليوم الأول لولادة هذا المولود المسخ، وعرفوا قيمتها كما عرف مشركو الجاهلية قيمة كلمة التوحيد فأبوا أن يقولوها، فيا أهل السنة لقد بات عليكم أن تقولوا كلمة المفاصلة كما قالها المؤمنون الأول:
" قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده".
نعم، هذه هي كلمة الفصل التي لا بد من نشرها وتعميمها وصدق الله القائل: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّـهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }؟ ( الشورى21)
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني في المعجم الكبير: { أَلا إِنَّ رَحَى الإِسْلامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الإِسْلامِ حَيْثُ دَارَ، أَلا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَا لا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ الله خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ الله }؟.
نعم، يا أهل السنة بالمفاصلة تنتصرون، وتعيدون جيل صلاح الدين الذي وقف على داء الأمة من قبل، وعلم أن الطريق لتحرير المقدسات إنما يمر من خلال محق ملة الرفض وتدمير صروحه، ففعل ذلك وانتصر، وبذلك سوف ننتصر بإذن الله تعالى.

http://www.alqadisiyya3.com/q3/index.php?option=com_k2&view=item&id=5283:نريد-وعيا-للحق-كوعي-الروافض-للباطل