المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة المسيري مع الملحدين



elserdap
03-16-2013, 10:53 AM
ربما لا يعرف الكثيرون أن الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله ظل قرابة ربع قرن مرافقا للملحدين سواءا في مصر أو في أمريكا وظل بعدها ربع قرن كامل إلى أن مات رحمه الله وهو يحارب أفكارهم المريضة وشخصياتهم الشاذة فأوضح من خلال كتبه التشريح النفسي والفلسفي لشخصية الملحد وذكر الكثير من الأحداث التي جعلته يعلن الحرب عليهم ويكرس آخر 40 سنة من عمره لموسوعته العملاقة والتي خصص أول مجلد منها للرد على الملحدين .
ويرى الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله أن الملحد شخص انتهازي يفقد الاخلاق والقيم مع الوقت بسرعة شديدة
يقول في كتابه رحلتي الفكرية ص 140 :- ( وكنت قد بدأت ألاحظ أن السلوك الشخصي للرفاق ( الملاحدة )كان متناقضا مع أي نوع من أنواع المثاليات الدينية أو الإنسانية وأن كمية النرجسية عند بعضهم كانت ضخمة للغاية والحريات الخُلقية التي كانوا يسمحون بها لأنفسهم كانت بالفعل كاملة أي في واقع الأمر كانوا شخصيات نيتشوية داروينية لا علاقة لها بأي منظومة أخلاقية خاصة أن ماركسية بعضهم كانت تنبع من حقد طبقي أعمى وليس من ايمان بضرورة اقامة العدل في الارض بل كثيرا ما كنت أشعر أن بعضهم كان ماركسيا بحكم وضعه الطبقي وحسب وأنه لو سنحت الفرصة أمامه للفرار من طبقته والانضمام للطبقات المستغلة الظالمة لفعل دون تردد ولطلق ماركسيته طلاقا بائنا لكل هذا قدمت استقالتي وطلبت أن أُعد من أصدقاء الحزب لا من أعضائه
بعد خروجي من الحزب اعتُقلت احدى طالباتي بتهمة الشيوعية وكانت متزوجة من أحد الرفاق وبدأ زوجها يغازل أعز صديقاتها ( وكانت هي الأخرى إحدى طالباتي ) فنهرته وطلبت منه أن ينتظر على الاقل لحين الافراج عن زوجته رفيقته في النضال فلم يستمع إلى النصيحة ولكن حين خرجت زوجته من السجن طلقها وتزوج من صديقتها بطريقة داروينية لا علاقة لها باحترام الانسان وحينما جاءتني طالبتي تشكو مما حدث ( وكانت دائما تسخر مني لنزعتي الاخلاقية ) قلت لها ساخرا لقد خدمتي المرحلة السابقة أما المرحلة اللاحقة فهي تتطلب زوجة جديدة فانفجرت باكية ولم أكن أقصد أن اجرح شعورها وإنما كنت أحاول أن أُبين لها أن المنطق الدارويني النيتشوي يؤدي إلى مثل هذه المواقف غير الانسانية وأن المنطق الذي تبنته في الماضي لا يتعارض مع ما حدث لها
ومن أطرف القصص التي رواها أحد الرفاق السابقين الفلسطينيين ما حدث له مع مجموعة من التروتسكيين حضروا إلى معسكر تدريب الفدائيين وبادروا صديقي بالسؤال عن إطاره النظري ومنطلقاته الفلسفية ونقط ارتكازه العقلية فاحتار صديقي ولكنه أخبرهم بأنهم في هذا المعسكر يؤمنون بالكفاح المسلح ثم أضاف أنه يمكنهم أن يشاركوا بأنفسهم في عملية عسكرية في اليوم التالي ثم أعد صديقي الماكر عدة سيارات لهم وتقدم الموكب نحو منطقة جبلية ثم بدأ الرصاص ينهال عليهم بتدبير سابق وبطبيعة الحال لم يصبهم سوء ولكن كما أخبرني صديقي فقد تصرف التروتسكيون مثل أي بشر أي اختبئوا تحت السيارات ولكن ما فاجأه هو أن كل واحد منهم بدأ يتلو أدعية دينية ويطلب العون من الله )

ويحدثنا الدكتور المسيري عن رحلته إلى أمريكا يقول في نفس المصدر السابق ص171 أنه كان يرأس مجموعة المنتدي الاشتراكي وكان وكيله كافين رايلي ( وكافين رايلي المؤلف الأمريكي الشهير صاحب كتاب الغرب والعالم ) يقول المسيري أنه بعد أن ترك أمريكا وترك الحزب ثم عاد إليهـا في السبعينات وبدأ يسأل عن أعضاء الحزب فاكتشف الاتي :- ( أحد أعضاء الحزب كان يتناول حبوبا مهدئة بشكل غير عادي حاول أن يقتل زوجته ثم انتحر .. ريتشارد فريدمان طور جهازا يسمى علب الاورجون لاصطياد الأشعة الكونية المعنية بالطاقة الجنسية ثم عاش وحيدا وانقطع عن الناس تماما ... جون سواتسكي بدأ في تهريب المخدرات بين أمريكا والمكسيك فقبض عليه واودع السجن ... أما ساره ستاينبرج زوجة طبيب أسنان محارب في فيتنام فقد طلقته وأحبت شابا من النوع الصادي مازوخي لم يبادلها الحب فظلت تطارده وفي النهاية انضمت إلى جماعة weathermen الارهابية اليسارية أما داني فقد تهود تماما وانغمس في العبادة وكان يعلق صورة المسيح في دورة المياه أما فريدريك ميللر فقط انقلب رأسا على عقب وصار يميني متطرف.)

يرى المسيري أن تجربته مع الملحدين قد أعاقت تطوره الثقافي بعض الوقت فهو كان ينظر للعالم والانسان والتاريخ نظرة اختزالية مبتسرة لكنه بحمد الله خرج من التجربة سالما ساخطا على الإلحـاد والملحدين


المجلد الأول من موسوعة الدكتور عبد الوهاب المسيري والمخصص لنقد الإلحاد ولا يسع الإخوة المتخصصين في الرد على الملحدين إلا اتقانه وهو موجود على هذا الرابط
http://www.laelhad.com/index.php?p=8-0-30