المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صرخة من نفس ملحد



بحب دينى
03-21-2013, 12:14 AM
من هولاء القوم !؟


أخبرته وأستفسرت منه في السر : من هولاء يا " أنا " ؟! ، لقد كنت قبل اليوم بين المصلين : كنت تجد لذة في الصلاة ، عيناك مفتوحتان لم ترى الغفلة الا هذه الأيام !؟ ، ما بك ؟! أجنون أصابك !؟ كنت تجد لذتك في الصلاة في القميص الأبيض يوم الجمعة ! : كنت تذهب وتصلي في المسجد في وسط أقوام يشبهون الحليب الصافي من الأقمصة البيضاء ونورها في ظهيرة مشمسة لطيفة !؟ مابك !؟ أجنون أصابك !؟ . فاليوم أصبحت وسط هولاء الحشاشون والمدمنون والمدَمرون ولا يعرفون كم الساعة فضلاً عن أين الطريق !؟ أصبحت وسط هولاء العرايا والبغايا في الشاشات تراهم وفي الواقع تخالط ؟! أجب نفسك وصارحها ! ...


دلني على حالتك تلك !؟ هل أصبحت لذتك في زجاجة خمر وراقصة !؟ هل أصبحت لذتك في المخدرات بكافة أنواعها ؟! هل أصبحت لذتك في لحظات أمام المواقع الاباحية ترقب الباب المفتوح وتخشى أن يراك الوالد أو الوالدة ؟! ما بك !؟ أجنون أصابك !؟ لقد كنت قبل اليوم شجاعاً بطلاً : تتمنى أن تقود جيوش المسلمين الى القدس ! : ما بك أخنوع أصابك وجبن !؟ لقد كنت نشيطاً قوي البدن والبنية !؟ فأصبحت الطفل الصغير الذي يحبو في الأرض أو كالهرم الكبير الذي يحتاج لمساعدة من المارة ! : ما بك لما تدمر نفسك ؟! ...


قلت سأبحث عن الحق وسهلت لنفسك الطريق خداعاً وتضليلاً : واليوم ها هو قد ناقشك وأثبت بطلان كلامك وقد أتى على بنيانك ودمره تدميراً ونسفه من أعلاه فجعل أعلاه أسفله فقد ساواه بالأرض وأثبت أنك المخرف لا هو ! : لماذا تركته هارباً : الست كنت تدعي أنك على الحق الصحيح ؟! تدعي أنك مرتبط بالعلم وفقط !؟ اليوم قد أثبت أنه على الحق وأنك لاشىء يذكر ! ، فما زادك ذلك الا هروباً الى المواقع الاباحية والصور الخليعة والنظر الى السافرات وزجاجة خمر ومخدرات ! : ما بك !؟ أجنون أصابك ؟! ...


تذكر يوم أن كنت طفلاً نجيباً : ترى الدنيا بسعادة الأطفال وبرآئتهم ! ، تذكر تلك الابتسامة التي كانت عقب تناولك للمال ولو كان قليلاً في " عدية " العيد وتناولك " للمصروف " لتشتري به ما يروقك من العاب جميلة ، كنت تنتظر العيد تلو العيد لتفرح كما يفرح الصغار ، تذكر تلك الابتسامة وأنت خارج من المسجد : فرح مبسوط المزاج والحال لأنك أديت ما فرض عليك وأحببته ورأيت والدك مسرور بأبنه المسلم الصغير وهو ملفوف في قميص أبيض صغير " وطاقية " وقلنسوة جميلة زاهية بيضاء ما أجمل لونها ولونك حيئذ كالقمر المنير .واليوم ثيابك السواد أعني سواد القلب وملابسك كلباس جون ومايكل الذين كنت بالأمس تتقىء من منظرهم لما كانت الفطرة السليمة باقية لم تتلوث ! : قلت سأبحث عن الحق والحق حتماً سيغيرني الى الأفضل لأنه العلم والقوة التي تمتلكها عتاة الدول والشعوب ! : فهل حالك اليوم يسر عدو أو حبيب !؟ ....بالتأكيد يسر الصهاينة الذين كنت تحلم بأن تذهب لتطردهم من الأقصى والقدس الطاهرين ! ...


ولدي : تعالى لتتناول الطعام : أترك المذاكرة الآن وتعالى لتأكل معي ومع أبيك : كانت كلماتها رنانة تلك الأم التي حملتك وكبرت أمام عينيها وهي مسرورة بذلك الفتى المغوار الذي يبدو عليه القوة يوماً بعد يوم ! : لقد أصبحت تسبها وتتطاول عليها : إذ لاضابط ولا رابط بذلك الملعون المسمى الإلحاد ! : أصبحت تقول لها كلمات بذيئة نابية وأعتدت عليها : أصبحت تسبها وتتطاول عليها : اليوم لاضابط ولا رابط لكلماتك فكل ما تراه صواباً فهو من لحن وسواس وبيت شيطان قد أصبح يركب أعناقك ويحتنكك ويؤذك أذا وأنت سائر مطيع ، هل هذا هو الرقي الذي تحلم به من هذا المعتقد الجديد !؟ هل هذا هو التقدم والحضارة !؟ الا بئست الحضارة التي جعلتك مستأسد على أمك التي تحملت كل هذا العناء من أجلك : لا تضحك كثيراً على نفسك : نعم تخاطبك أنت نفسك لا غيرك : هل هذا هو الحق الذي تحلم به ويحلم به أنسان قرير العين والبال !؟ ...


ذلك الرجل الذي صرف ماله وقلبه وحياته وروحه وبدنه وعقله من أجلك : وأراد منك رجلاً قوياً : اليوم أنت تستغفله وتحاول أن تتهرب من نظراته اليك كل يوم وهو يراك مضمحلاً في البدن والنفس والعلم والصحة والعافية ! : لاتضحك على نفسك كثيراً : فأني أسمع الآن وسواس أبليس بداخلك يقول : ومابالك أيها الرجل المسلم لو كنت أنا نصرانياً وأبي وأمي قد أنفقوا عليا ورأيت أن الحق في الاسلام ودخلت الاسلام فهل يحق للنصارى أن يطلبوا مني الرجوع الى نصرانيتهم لأجل ما تلزمني به الآن كملحد لكي أعود الى الاسلام ؟ : فقل له : وهل صاحب المقال تكلم عن طالب للحق أم هرّاب من الحق بعد أن جائه فأنكره جحوداً لشهواته !؟ أم هرّاب من الحق لايريد الا تدمير نفسه وصحته وعافيته ؟! وأن يحرق نفسه بما أختار بالنار في آخرته ؟! ..ثم قل لأبليس : لو كان مسلماً حديث العهد بكفر النصارى فإنه لن ينكر ما فعله الأبوين من أجله ومن أجل هذا الفعل سيصبر على أذاهم ليدعوهم الى الاسلام لأنه يعرف ما فعلاه من أجله !!، ومعيار ومكمنها الوسوسة فهي من جعل الشيطان لأفضال أهل الحق كأفضال أهل الباطل وجعل مقاصدهم واحدة 1-: فلو أفترضنا أن مسلماً معه جنيه فأنفقه في سبيل الله ولوجه الله على عقيدة صحيحة : فهو له باب خير في الدنيا وفي الآخرة ، أما لو أفترضنا أن كافر أنفق مال الدنيا كله لأجل معتقده الكفري أو نفع الناس في الدنيا فأنه سيرد عليه في الدنيا من مدح وثناء ولكن لاينفعه في الآخرة ! لأن من شرط العمل الأخلاص لوجه الله والمتابعة على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذن المساواة بين ما يفعله أهل الخير لوجه الله على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما يفعله جون ومايكل لوجه من يعتقدون أنه الأله الذي صلب !! وعلى سنة بولس شاؤول ويسبون الاسلام ليل نهار بعد أن دحرهم بقوته ! : هو عين الزيغ وقلة الانصاف والموازنة ! وكذلك الالحاد : فينفق صاحبنا لوجه الطبيعة على سنة شارلز دارون وقردوه العجيبة !....

دلني هل أصبح الحق لديك هو السب والشتم والغناء الماجن والراقصة والمواقع الاباحية والمقابلات التافهة مع الاصدقاء الفاسدين واللعب في الطرقات كالسكران لايدري أين بيته ، وسب الوالدين والدخول ليل نهار في حوارات تسب فيها ديننا وتضيع وقتك على الحاسوب حتى كادت عيناك تخرج من رأسك باكية وقائلة : ماذا تفعل بي !؟ والمخدرات التي أفسدتك نفسياً وجسدياً ، لقد كنت تحلم بالوظيفة الجميلة والمال الوفير وها أنت قد نفذ مالك وفسدت صحتك ولا مال ولا وظيفة ولا شىء الا الهلاك ! : أهذا الإلحاد العلمي الحداري : أم بإختصار الحاد "شرقي على واحدة ونصف بالبلدي "المستنير ؟! والجلسة " المزجانجية " مع " الصحبة الكويسة " ؟! ....


تدعي أنك أصبحت أفضل من الأمس وهذا كذب تكاد نفسك الخروج من جنبيك لتخنقك عقاباً لك على كذبك !؟ يوم أن ناقشته وقلت له : الم تدعوا دعاءً واحداً في حياتك : وأستجيب !؟ الم تشعر يوماً واحداً بطعم تلاوة القرآن !؟ الم تصلي يوماً صلاة شعرت فيها بطعم جميل !؟ أجابني نعم : قلت وهل تريد أدلة حسية في حياتك كهذه التي قلت بها وأعترفت أنت على نفسك بها الآن أمامي لتدلك : أين الطريق !؟ ومازال شهواته تبعده عني حتى سرقته مني ! تلك الشهوة الطامعة في كل شىء لا أقصد بها الشهوة الجنسية ولكني أقصد بها الشهوة التي تريد الدنيا لها والحياة لها والنفس لها والأنانية هي تلخيص معناها ! فإن شئت فسمها بها !...


أمازال قلبك وعقلك يكابران وينكران تلك الصراخات من نفسك المسكينة التي تعذبها بنار الدنيا وأخشى عليك من نار الأخرة !؟ أيها الحائر وإن صدقت مع نفسك ستسميها الجاحد : أما آن لك أن تفيق ؟! إن أردت النقاش والحق فجاهز ها هنا العشرات من الأخوة لمساعدتك بإذن الله ولكن أصدق معهم ودع عنك لباس الجحود ! فإنه لن ينفعك : وأكبر آية قائمة وحجة على ضلالك وفساد نفسك : هي صرخات نفسك بين الفينة والأخرى ! تلك التي نادتك أول مرة في حياتك عندما بدأت تفكر في الإلحاد وتلك التي حدثتك يوم أن أردت أن تشاهد منظراً لايحل لك أن تراه على شاشات الحاسوب ! وتلك التي نادتك يوم أن سببت الأب والأم ! وتلك التي نادتك يوم أن تعاطيت المخدرات وفعلت المنكرات وجلست مع جلساء السوء : ها أنا رجل سائر في الطريق فوجدت نفسك ميتة أمامي لم يبقى أمامي فيها الا انفاس تتنفسها قبل النهاية فأردت مساعدتك فهل ستقوم معي وتنهض بنفسك الى العلو في الدنيا والآخرة بعد أن جربت هذا المستنقع العفن الذي جعل الأستاذ فلان هو السافل* فلان والدنىء فلان أمام نفسه ؟! ...

والله يهديك .
---------------------------------------

1- التفكير بعقل الكافر :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?51400-%C7%E1%CA%DD%DF%ED%D1-%C8%CF%E3%C7%DB-%C7%E1%DF%C7%DD%D1

* كلمة السافل لا أقصد بها ملحد بعينه ولا أقصد بها سب أحد وأنما كلامي عن ما سببه الالحاد لكثير من متبعيه من دناءة النفس والحقارة التي يجدها كثير منهم في نفسه قبل أن يموت قلبه ولا أقصد أحد بعينه وأنما أتكلم عن أثر جانبي لهذا الذي أراه مرض أعالجه .وليس كل ملحد بالطبع شهواني وإنما كلامي عن ان الالحاد لايفرض على الملحد الا ما يراه هو بنفسه صواب أو خطأ فبالتالي كلامي عن أن الالحاد يطلق العنان لصاحبه اما الاسلام يحرم على المسلم فعل تلك المنكرات وبالتالي كلامي عن المعتقدات لا عن الاشخاص الذين ينتمون الى هذه المعتقدات حتى لا يأتي ملحد ويقول أنا لا أفعل هذا الذي تقوله فأنا أخاطبه وأقول كلامي عن الالحاد نفسه لا عنك ! ....وبصراحة لايوجد ملحد الا ويعرف ان له صديق يمارس البلايا والرزايا من الممارسات والأقوال والأفعال وبلايا الشراب والطعام الفاسد والمحرم الخ ! ....

فك برمجة عقل الحداثي العقلاني وبه روابط مهمة في نهايته وفيه مشاركة مهمة في آخره :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?51720-%DD%DF-%C8%D1%E3%CC%C9-%DA%DE%E1-%C7%E1%CD%CF%C7%CB%ED-%C7%E1%DA%DE%E1%C7%E4%ED