المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنهج الكلامى والمنهج المتجمد وأثرهما السيىء على واقع الأمة



عبدالله زايد
05-01-2006, 12:14 AM
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن أتبعه وبعد
مما لاشك فيه أن الواقع الذى تحياه الأمة الآن هو أسوأ حال
وصلت إليه الأمة على مدار تاريخها العريق الممتد من البعثة النبوية الشريفة وحتى الآن
وقد يكون هناك فترات شبيه بالواقع الحالى فى بعض الأزمان السابقة
ولكنها تختلف عنها فى شىء أساسى وهام
وهو أن ما تملكه الأمة من أسباب مادية وقوى بشرية وعلماء يجعل الواقع الحالى هو أسوأ الأحوال
لأنه لا يلام المرء على ما لايستطيع إنما يلام على ما يملك ويقدر
ولايستخدم ذلك فيما لاينفع بل على العكس قد يسخدمه فيما يضر
وحتى لايتشعب بنا الحوارفى عدة إتجاهات
رأيت فى هذه المشاركة أن أتناول جانباً مهما
وعسى ان يتم الحوار والنقاش فيما بعد فى نواحى أخرى
وأقول مما لاشك فيه أن أول أسباب الخروج هو صدق العودة الحقيقية إلى الله سبحانه
وهذه الجزئية سوف أتناول منها شيئاً واحداً ومحدداً فى هذه المشاركة
وحتى يكون الكلام نافعاً ومؤثراً وتظهر ثمرته فيما بعد
وهذه الجزئية هى الفهم عن الله وعن رسول الله
وهذه سينقسم الناس فيها ثلاثة أقسام
قسمان مذمومان وقسم محمود
والقسم الأول هم علماء الكلام وهم المتقدمون على النصوص بأرائهم ولاشك أن هذا القسم مذموم
والقسم الثانى هم الفقهاء الذين ينظرون فى الأدلة الشرعية ويستخرجون الأحكام من الأدلة الشرعية
ويؤصلون القواعد فى كل الأبواب فى العقيدة وفى العبادات وفى المعاملات على وفق هذا النظر
ولايتقدمون على النصوص ولايأخذون بدلالات بعض النصوص ويتركون البعض ويتجلى فضل هذا القسم
وتقدمه على غيره بالدعاء الوارد عن النبى الكريم لحبر الأمة عبدالله بن عباس رضى الله عنهما
(اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل)
ويزداد الفضل لهذا القسم إذا ما رأينا حديث النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
إن مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس واستقوا وزرعوا
وكانت منها طائفة إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ
وذلك مثل من فقه فى دين الله فنفعه ما بعثنى الله به من الهدى والعلم
ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به
فيه أيضاً بيان لما ذهبت إليه من تقسيم
والقسم الثالث وهو مذموم كالأول تماما وهو الجمود بالتمسك ببعض النصوص والعمل بها وترك البعض الآخر
بل والأشد من ذلك حين يقوم هذا القسم بالهجوم على غيره من القسم الثانى
وهم الفقهاء وإتهامهم بأنهم أهل الكلام وأهل التقدم على النصوص وعدم العمل بها
وعلى هذا التقسيم أفتح الحوار بسؤال ويدور النقاش حوله
ما هو الفرق بين أهل الكلام والفقهاء
وموقفنا من أصحاب المنهج المتجمد الواقف على العمل ببعض النصوص دون بعض
وما هو السبيل للفهم الصحيح عن الله وعن رسوله
وأرى عندما نصل للإجابة الصحيحة على ذلك
سنصل من خلالها إلى النورانية الحقيقية فى الفهم عن الله وعن رسوله
وستبدأ الأمة بعدها نهضة حقيقية مستمدة و مستنيرة بنور الفهم عن الله وعن رسوله
وهى الوسطية المحمودة
والحمد لله رب العالمين
__________________

ناصر التوحيد
05-01-2006, 04:18 PM
"عبد الله زايد"

ما هو الفرق بين أهل الكلام والفقهاء
وموقفنا من أصحاب المنهج المتجمد الواقف على العمل ببعض النصوص دون بعض
وما هو السبيل للفهم الصحيح عن الله وعن رسوله

وهل هناك - حقيقة - علاقة بين أهل الكلام وبين الفقهاء..
علم الكلام مجاله غير مجال علم الفقه .. واساسه ليس مثل أساس وأصول علم الفقه .
كان يقال ( من تفلسف فقد تزندق ) وعلم الكلام من باب الفلسفة , فكيف يمكن ان يكون اي تداخل بينهما !!؟
وعلم الكلام مكروه وعلم الفقة محمود .
( قال صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )

والقول ب " المنهج المتجمد " والتعريف له بانه " الواقف على العمل ببعض النصوص دون بعض" , هذا الامر لا يوجد في الاسلام ولا اتبعه فقهاء الاسلام ..
انما في الاسلام يوجد اصول تعتبر من الثوابت فلا يزاح عنها الى غيرها ..
فالسنة النبوية دليل شرعي ومصدر تشريعي , وهذا الامر من الثوابت , فمن يقول بغير ذلك فقوله مردود عليه .
ولا يجوز ان توصف الثوابت بالمنهج المتجمد ..
فالمعروف ان الفقه الاسلامي فقه مرن ومتسع , ولكن ضمن التمسك بالاصول والثوابت والقواعد الفقهية الكلية والاصول الفقهية ..
ولم يثبت في الفقه الاسلامي ولا في تاريخه الوقوف على العمل ببعض النصوص دون بعض , فهذا ما لا يمكن لانه حرام شرعا وغلط فقهيا ..
كما ان هناك قواعد فقهية , فالمعروف ان الحديث الضعيف والموضوع لا يؤخذ به . فهذا احد اساب الترك .
ثم هناك الناسخ والمنسوخ من الاحكام , فيلزم اتباع الحكم الناسخ لا المنسوخ , فهذا سبب اخر ..
وهناك على كل حال قواعد معروفة لدى المجتهدين وهي قواعد الترجيح بين الادلة .. فهذه القواعد لها اصولها المعتبرة وليست مزاجية ولا حسب الكيف ..

اما السبيل للفهم الصحيح عن الله وعن رسوله , فهو معرفة كل هذه الاصول , بمعرفة الاحاديث الشريفة ودرجاتها , ومعرفة قواعد اصول الفقه , وكل شروط الاجتهاد والفهم اللازمة مثل التمكن من اللغة العربية لانها لغة القران والحديث , ولان بها يتم الفهم الصحيح , وما الى ذلك من هذه الامور والشروط المعتبرة , والتي بدونها يكون احتمال الغلط في الفهم اكثر من احتمال الاصابة فيه .

عبدالله زايد
05-03-2006, 12:52 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن اتبعه وبعد
الأخ الفاضل/ ناصر التوحيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة للتأخر فى الرد بسبب إنشغالى بمرض أبنى
أسألكم له الدعاء بالشفاء ولكل مرضى المسلمين
وبالنسبة لتعليقك
اولاً: فى المفارقة التامة بين علم الكلام والذى قصدت به فى مشاركتك الفلسفةوبين الفقه
ليس علم الكلام كله مذموم بل المذموم من علم الكلام العلم الذى خرج على أصول الشريعة
وأما العلم الكلامى المستصحب لأصول الشريعة والمنضبط بها
ثم صاغ كلامه بطريقة حديثة أو لم تكن من طرق الأوائل
فهذا لايسمى بأى حال من الأحوال منهج كلامى مذموم
بل هو منهج كلامى مستصحب لأصول الشرع الكلية
ولم يخرج عنها وهذه الطريقة تجد كثير من المدافعين عن الإسلام يلجأ إليها فى مواجهةالشبهات التى يضعها غير المسلمين فى مواجهة الإسلام
أما علم الفلسفة الذى هو النظر فى الدين بأصول فلسفية
بحيث تصبح هى مدار الحكم فهذا مما لاشك فيه باطلاً
وأما استخراج العبر والآيات والحكم من السياق القرانى
فهذا ليس بمذموم بل هو محمود وهو نظر يعلى الهمم فى أن الإسلام ما جاء ليهدم كل ما بناه الأوائل
بل جاء ليزيد رونق التراث الجميل عند الأوائل ويستخرجه وينقيه مما قد يشوبه من تشويه نتيجة قصور العقل البشرى
وهذا ما سار عليه الشيخ أبو حامد الغزالى فى كتابه إحياء علوم الدين ومع التحفظ على بعض ما شابه من شوائب ولكنه كتاب يستحق النظر والتعلم منه وعلى ذلك النهج سار الشيخ بن القيم فى مدارج السالكين
وهو شرح لمنازل السائرين لأبى إسماعيل الهروى
وكتاب منازل السائرين عليه من المآخذ ماعليه وشرح بن القيم حاول تنقيته
ولكن شابته بعض الشوائب التى لا تعكر صفو النظر فى الكتاب كثيرأ
وغير ذلك من الكتب القيمة والتى سارت على نفس النهج
ويبقى الكمال لكتاب الله وحده الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه
هذمن جهة
ومن الجهة الثانيةو بالنسبةللمنهج المتجمد
لماذا سارت الأمة هذه المسيرة فى التفرق الذى نراه الآن
لأن كل فرقة من هذه الفرق أصلت أصولاً وجعلتها من الثوابت التى لاينبغى لأحد أن يتجاوزها
وإذا كنا منصفين لابد من العودة للنظر والتدقيق الدقيق لما نحن عليه الآن
وخصوصاً أن حال الأمة الآن لا يليق بأمة حاملة لمنهاج النبوة الذى لاشك فيه
بنظر حقيقى مبنى على نظرحقيقى راسخ لا على نظر وراثى
من أن هذا الدين هو المنهج الحق الذى لامرية فيه
ومن أجل ذلك فتحت هذه المشاركة
أفتح حواراً مع أخوة وعلماء أفاضل لهم مكانتهم
تواصلاً فيما بيننا وتعارفاً وتبادلاً لأفكار يثرى كل واحد منا أخاه
تذوب فيها الأفكار المنفردة وننصهر فى بوتقة التفكير الجماعى
طلباً للحل الصحيح والمخرج الحقيقي مما نحن فيه مما لا يخفى على أحد
ويتجرد كل منا من ذاتيته وهو داخل للحوار وهو يعلم تمام العلم أنه سيستفيد أكثر مما يفيد
وما فتحت هذا الحوار إلا من أجل التواصل أنا أعرف أنى سأستفيدأكثر مما أفيد
وتكون هذه مناقشة مبدئية يتطرق بعدها الحوار إلى مسائل أخرى
عسى أن تكون سبيلاً حقيقاً يذوب كل منا فى بوتقة أفكار الآخرين منتفعاً ثم نافعاً
جزاكم الله خيراً
وعلى تواصل والله من وراء القصد
وهو يقول الحق وهو يهدى السبيل
والحمد لله رب العالمين