المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بخصوص المد الإيراني في مصر.. د. إياد قنيبي



الموحد 33
04-05-2013, 04:56 AM
السـلام عليكم ورحمة الله.
هل هناك خطر من المد الشيعي الإيراني في مصر؟ نعم وبلا شك. وذلك لعوامل تضعف الحصانة في الجانب المصري.
انتشر الخبر بأن إيران عرضت على الرئاسة المصرية 30 مليار دولار مقابل استلام إدارة المساجد التي شيدت في عهد الدولة العبيدية (الشيعية) في مصر وإصدار جريدتين تابعتين لإيران في مصر وإرسال 30 ألف طالب سنويا إلى قم في إيران.
وبغض النظر عن صحة هذا الخبر وموقف الرئاسة المصرية منه فإنه من الواضح أنه أريد به جس نبض الشارع المصري. هنا إخواني ينبغي أن ينصب جهد المصلحين على تحصين الناس وإرشادهم إلى الموقف المناسب لقطع الأطماع الإيرانية في مصر بحيث نعود بمخططاتهم خطوات إلى الوراء. وإلا تقدم الإيرانيون في مشروعهم.

سنرسم السيناريو السيئ الذي تتمناه إيران ثم نذكر واجبنا تجاهه:
ما تتمناه إيران والله أعلم: ينتشر خبر صفقتها المعروضة. ثم لا يصدر نفي واضح من الرئاسة المصرية، تثور حالة من الاستياء في الأوساط الواعية على المشروع الإيراني، فينبري الفريق الجاهز للدفاع عن سياسات الرئاسة المصرية بأعذار هدفها التبرير للرئاسة لكنها في النهاية تقلل من حنق الناس على المشروع الإيراني وتوفر الغطاء الجوي له وتميع عقيدة البراء من الروافض وضلالهم!
فمن قائل سيقول: (الرئاسة تتقارب مع إيران لتسحب حلفاء بشار من حوله)!! –محولا بذلك خذلان القضية السورية إلى نصرة لها!- وآخر سيقول: (الرئاسة في حكم الاضطرار لأنه لا بد من إطعام الشعب ودفع رواتب الموظفين آخر الشهر، وليست هناك حاليا بدائل اقتصادية عن العرض الإيراني)!! وآخر سيقول: (عداؤنا ليس مع "المذهب" الشيعي وإنما مع المواقف السياسية الإيرانية، والصفقة فيها تسامح مع المذهب لا إقرار للمواقف السياسية)!! وآخر سيقول: (تقارب الرئاسة المصرية مع إيران هو ضغط على أمريكا ومحاولة للخروج من هيمنتها)!
وقد رأينا بوادر هذه الطروحات كلها!

وحين نعلن رفض المشروع الإيراني سنجد من يحاول إلجامنا والتخويف منا بتحميل كلامنا ما لا يحتمل من تجويز قتل مدنيي الشيعة، مستدعيا في ذلك إرث بعض التجارب المعاصرة وما فيها من خطأ وصواب! وسنجد من يعتبرنا "مغفلين" منساقين وراء المخطط الأمريكي في ضرب المد الشيعي بأهل السنة!

وفي هذا كله يزيد التلبيس ويقلل الحنق أن "الخبر غير مؤكد"، وأن شخصيات في الحكومة المصرية تصدر نفيا غير حازم ولا قطعي! لكن عمليات نفسية غاية في الخطورة تحصل، إذ يصبح ما كان مرفوضا قطعا بالأمس محل نقاش وتبرير وإبداء وجهات النظر "المحترمة" التي لا تفسد للود قضية!!

وبالتدرج الذي يحسنه أعداؤنا تصبح الظاهرة الرافضية أكثر تقبلا في مصر شيئا فشيئا. وقد يُقتل أثناء ذلك سائح إيراني مسن أو سائحة إيرانية "متدينة" بطريقة تستدر العواطف وتثير استياء حتى الرافضين للمشروع الإيراني أنفسهم، فتضطر السلطات المصرية إلى حماية الحقوق "الإنسانية" لهؤلاء السائحين، وتوفير مساحات حرية أكبر لهم في ممارسة طقوسهم، ولا يجوز لأحد الاعتراض، إذ اعتراضه يعني أنه مع القتل "الهمجي" و"العنف الطائفي"!!

ثم لا تستغرب إن دُرست بعض النصوص من "المذهب" الشيعي في المدارس، من باب نشر التسامح الديني والتعايش تجاه "إخوتنا" الشيعة الإيرانيين الذين أصبحوا بيننا ولا بد من التعايش معهم وتفهم "مذهبهم"، ولمنع تكرار الحوادث الدموية التي قام بها بعض "المتهورين" ضد السياح المستأمنين! فالحكومة المصرية الجديدة التي اعتمدت مقررات لطلاب المدارس أضيف إليها نصوص توراتية لن يصعب عليها أن يتسع صدرها أيضا لشيعة إيران!!

و"أبشر" حينئذ بعودة الدعوة العبيدية الشيعية إلى مصر بعدما اجتثها وطهر مصر منها لألف سنة صلاح الدين رحمه الله، ثم إذا بها تعود على أيدي من يصح وصفهم بــ"خراب الدين"!

أمام ذلك نناشد الشعب المصري السني الأبي أن يُسكت الأصوات التي ترقع وتبرر وتمهد لمثل هذه الصفقات. فمجرد عرض صفقة كهذه إهانة، تذكرنا بطلب ألفونسو السادس من المعتمد بن عباد السماح لزوجته بالولادة في مسجد قرطبة، ما أثار المعتمد –على سوئه- ودفعه لقتل رسل ألفونسو وبداية الحرب بينهما التي قال فيها المعتمد (رعي إبل ولا رعي الخنازير).
نناشد الشعب المصري المحب للصحابة ولأزواج النبي صلى الله عله وسلم أن يطالب بإلغاء اتفاقيات السياحة الدينية لروافض إيران ويمنعهم من أن تطأ أقدامهم مصر، قبل أن يصبحوا أمرا واقعا محميين بالقانون!

وإلا فانتظر أيها المصري أن يكتب التاريخ أن الجندي الإيراني كان يغتصب عرض أختك في سوريا ويعذب أخاك المسلم حتى الموت ثم –وفي اليوم ذاته- يذهب إلى مصر ليحتفل في أحد مساجدها بـ"إنجازاته" التي تبررها عقيدته الفاسدة ورجال دينه الحاقدون...يدخل مصر دخول الفاتحين، يقدم له فيها أبناء مصر الطعام والشراب ويؤمن له رجال "الأمن" الحماية من "المتشددين" ويرشده الأدلاء السياحيون إلى فندق يستريح فيه بعد أداء مهمته في سوريا!


د. إياد قنيبي