المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من دراسات أو مواضيع حول الفتنة الكبرى المزعومة



كمال عزالدين
05-03-2006, 05:12 PM
السلام عليكم
هل من مواضيع حول شبهات الزنادقة و العلمانيين و الرد عليها بخصوص ما يسمونه بالفتنة الكبرى علما أن العلمانيين يريدون إرجاع المسلمين الى التاريخ لإرهابهم من السياسة في الإسلام و عندما يتعلق الأمر بالتاريخ الأروبي لا ينظرون إلا الى الجانب المشرق و هو العلوم مثلا و يغضون الطرف عن المدابح التي أدمنت عليها أروبا في جزء كبير من تاريخها و جزاكم الله خيرا.

muslimah
05-03-2006, 08:40 PM
كيف عامل ستالين معارضيه" خاصة المسلمين منهم ؟
بل كيف عامل من خالفه مثلما فعل ‏مع ليون تروتسكي الذي كان يعارضهم فكرياً وقد ‎تحالف عام 1926 مع زنوفييف ‏وكامنييف ضد ستالين فأسسوا "المعارضة الموحدة"
‎ ‎وبعد صراع عنيف بينهما طُرد ‏تروتسكي‎ ‎من الحزب في أواخر عام 1927 ونفي من موسكو إلى "ألما-آتا"
وقد قضى ‏حياته بين السجن والمنفى
وذهب أتباعه وأقاربه ضحية حملة إرهاب عنيفة‎ ‎بقيادة ستالين
‏فتوفيت إحدى بناته -نينا- عام 1928
وانتحرت الأخرى -زينا- عام 1933‏‎ ‎في برلين ‏بعد مرض مزمن وبعد أن سحبت منها الجنسية السوفييتية ومُنعت من رؤية‎ ‎عائلتها في ‏روسيا وذهب ابنه الأصغر -سيرجي- ضحية حملة الإرهاب الواسعة في الاتحاد ‏السوفييتي التي تمّ‎ ‎تقتيل عدد كبير من أتباع تروتسكي وعوائلهم. ومات ابنه الأكبر -ليون- ‏في فبراير عام‎ 1938 ‎في باريس
وتشير ظروف موته إلى أن رجال "منظمة الشرطة ‏السرية" السوفييتية قد‎ ‎اغتالوه
وبعد محاكمة‎ ‎زينوفييف وكامنييف والقيادات البلشفية القديمة ‏أعدما
بالإضافة إلى ذلك قضى العديد من أتباع تروتسكي نحبهم على يد عملاء هذه‎ ‎المنظمة في إسبانيا وفرنسا وسويسرا.
وفي أيار من عام 1940، هاجمت عصابة ستالينية‎ ‎مسلحة تروتسكي نفسه.
وبعد ذلك بمدة قصيرة أقدم رامون ميركادار "جاكسون" عام‎1940 ‎على اغتيال تروتسكي في منزله في المكسيك بينما كان على وشك الإنتهاء من كتابة‎ ‎سيرة ‏حياة ستالين.‏

ناصر التوحيد
05-04-2006, 07:54 AM
الفتنة الكبرى
فتنة عمياء دبّر لها من دبّر، وأعد لها مخططوها لتفريق الأمة، وشغلها في حرب طاحنة تلتهم ثرواتها وزهرة شبابها، وتستنفد ثرواتها ومقومات حياتها. وكان وراء إثارة هذه الفتنة اليهودي "عبد الله بن سبأ"، الذي ادعى الإسلام في عهد عثمان، وبث أفكاره الخبيثة بالناس، وراح يخطط للنَّيل من عثمان بن عفان وولاته؛ فاستجاب له بعض ضعاف النفوس وأهل الأهواء.

في عام 32 هـ بدأت خيوط الفتنة على يد يهودي ادعى الإسلام هو عبد الله بن سبأ، استغل الرخاء وحلم الخليفة وبدأ ينسج الشائعات المثيرة حوله، فكُشِفَ أمره وطُرِد من المدينة فخرج إلى الكوفة، ثم البصرة ثم مصر يحرض بمكر شديد على الخليفة وأمرائه ويدعو للثورة عليهم ونجح في استثارة عدد من الناس، فتكاتبوا وتجمعوا في المدينة قبل الحج عام 35 هـ ( حيث يكون أغلب الصحابة في مكة لأداء الحج فاغتنم هؤلاء الخوارج غيبة كثير من أهل المدينة في موسم الحج وغيبتهم في الثغور والأمصار ،) وعاملهم الخليفة بحلمه الواسع أول الأمر فحاورهم ودحض الافتراءات التي استثارتهم، فخرجوا من المدينة، لكنهم ما لبثوا أن عادوا إليها وحاصروا الخليفة في بيته وزعموا أنهم اكتشفوا رسالة من الخليفة إلى والي مصر تأمر بقتلهم، ولم يكن لعثمان جيش أو شرطة قادرة على مقاومتهم، فانتشروا في المدينة وأخذوا يتصرفون في أمورها. وبلغهم أن جيشاً قادماً من الشام لنصرة الخليفة فاقتحموا على عثمان بيته وحاول الشباب من أبناء الصحابة حمايته، على رأسهم محمد بن أبي بكر الصديق, وبذلوا أنفسهم دونه ، فأمرهم بالكف عن القتال , ولم يكونوا يظنون أن يبلغ الأمر إلى قتله ، لكن أصحاب الفتنة تسوروا بيت الخليفة وقتلوا عثمان وهو يقرأ القرآن. فكان قتله أكبر فاجعة , ( وسرق زعماء الفتنة بيت المال بعد قتلهم للخليفة ), وعم الاضطراب المدينة، وسيطر الثائرون وأهل الفتنة على المدينة المنورة، وكانوا من البصرة والكوفة ومصر، وبقيت الأمة بغير خليفة يدبر لها أمورها، عدة أيام قبل أن يختار الناس خليفتهم. وفي هذا الموقف العصيب لم يكن هناك من الصحابة من هو أجدر لمنصب الخلافة الراشدة من علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)؛ فهو أقدمهم سابقة في الإسلام، وأشدهم بأسا وشجاعة، وأكثرهم علما وفقها، وأبلغهم لسانا وبيانا؛ فاتجهت إليه الأنظار، وتعلقت به القلوب والآمال ليحمل مسئولية الأمة وقيادة الركب في هذه الفتنة الهوجاء والمحنة القاسية التي ألمت بالمسلمين، وبعد ثمانية أيام من الإلحاح رأى علي رضي الله عنه أن يتدارك الأمر قبل أن يستفحل فقبل تولي الخلافة ليعالج الموقف بحكمة وتحمل تبعاته بشجاعة واحتساب صادق، وتمت البيعة المباركة في اليوم (25 من ذي الحجة 35هـ = 24 من يونيو 656م).

رُوِّعت مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه) في واحدة من المآسي الكبرى في التاريخ، ولم يكن مقتله عن ذنب اقترفه أو جرم ارتكبه أو سياسية باطشة التزمها أو ظلم أوقعه على أمته، وإنما استشهد في فتنة عمياء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (6/286) : و من المعلوم بالتواتر أن عثمان كان من أكف الناس عن الدماء و أصبر الناس على من نال من عرضه و على من سعى في دمه ، فحاصروه و سعوا في قتله و قد عرف إرادتهم لقتله ، و قد جاءه المسلمون ينصرونه و يشيرون عليه بقتالهم ، و هو يأمر الناس بالكف عن القتال ، و يأمر من يطيعه أن لا يقاتلهم ..و قيل له تذهب إلى مكة فقال : لا أكون ممن الحد في الحرم فقيل له تذهب إلى الشام فقال : لا أفارق دار هجرتي ، فقيل له : فقاتلهم ، فقال : لا أكون أول من خلف محمداً في أمته بالسيف . فكان صبر عثمان حتى قتل من أعظم فضائله عند المسلمين .


المهمة الصعبة

تولى علي بن أبي طالب الخلافة ودم سلفه العظيم عثمان بن عفان لم يجف بعد، وقاتِلوه لا يزالون بالمدينة، وعليه أن يقتص من قتلة عثمان ويعيد للخلافة هيبتها، وكان ذلك مطلبا عاما؛ فذهب إليه طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام يطلبان منه أن يقيم حد القصاص على قتلة عثمان، فأجابهما بأن الأمر يحتاج إلى تمهل وتأنٍ؛ فالذين قاموا بالقتل عدد قليل، ولكن وراءهم عشرة آلاف ( أظن أن العدد الصحيح لهم هو 2000) يملئون المدينة قد خدعوا بهم، وهم مستعدون للدفاع عنهم؛ ولذلك عندما كانوا يسمعون قائلا يقول: من قتل عثمان؟ كانوا يجيبون في صيحة واحدة نحن جميعا قتلناه، فاقتنع الصحابيان الجليلان بما قاله علي بن أبي طالب لهما.
ولكن الأوضاع العامة لا تزال مضطربة، والنفوس مشتعلة، والفتنة قائمة تحتاج إلى وقت حتى تهدأ.
دارت رسائل ومخاطبات بين الخليفة علي بن أبي طالب ووالي الشام معاوية بن أبي سفيان ؛ الخليفة يطلب من معاوية أن يبايعه بالخلافة، وأن يذعن لأوامره باعتباره الخليفة الشرعي المبايَع من كبار الصحابة. على حين يطالب معاوية من الخليفة أن يقتص من قتلة عثمان باعتباره ولي دمه؛ لأنه ابن عمه قبل أن يبايعه بالخلافة.
وقد ظل الأمر على هذا النحو شهرين من خلافة علي، والرسائل تدور بينهما دون أن تحقق نتيجة مرضية؛ وهو ما يعني أن معاوية مُصر على موقفه؛ وأدرك علي (رضي الله عنه) أن حمل معاوية على الطاعة لن يكون إلا بالقوة

موقعة الجمل

وفي الوقت الذي أخذ فيه الإمام علي بن أبي طالب يجهز للخروج إلى الشام، جاءه ما لم يكن يتوقع؛ فقد كانت أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) قد أدت فريضة الحج، فسمعت وهي في طريقها إلى المدينة بنبأ مقتل عثمان، فغضبت لهذه الجريمة البشعة، وقفلت راجعة إلى مكة، وأخذت تردد: "قتل والله عثمان مظلوما، لأطلبن بدمه".
وفي مكة التقت بطلحة والزبير وبعض بني أمية من قوم عثمان، واتفقوا جميعا على تجهيز جيش للأخذ بالقصاص من قتلة عثمان، واتجهوا إلى البصرة؛ باعتبارها أقرب بلد من البلاد التي اشترك أهلها في الفتنة والخروج على عثمان (رضي الله عنه).

وصلت هذه الأنباء إلى علي بن أبي طالب؛ فاضطر إلى تغيير خطته بالذهاب إلى البصرة قبل أن يصل جيش عائشة ومن معها إلى البصرة، لكنها كانت أسبق منه في الوصول إليها، غير أن والي البصرة "عثمان بن حنيف" أصر على منعهم من دخول البصرة، ودارت معركة صغيرة قتل فيها نحو 600 من الفريقين؛ فارتاعوا من كثرة القتلى، وتنادوا إلى السلم وعقد الصلح وانتظار قدوم الإمام علي إلى البصرة.
وصل الإمام علي إلى البصرة، وعلم بما حدث من سفك الدماء؛ فأرسل رسولا إلى معسكر السيدة عائشة لبحث الأمر، وكانت النيات حسنة تبغي الإصلاح؛ فاتفقوا على الصلح، وتجديد البيعة للإمام علي بن أبي طالب.
غير أن أنصار الفتنة ساءهم هذا الاتجاه، وأدركوا أن الصلح بين الفريقين لا يتفق وأهدافهم، وسيجعل علي يقوى بانضمام الفريق الآخر إليه، ويجعله قادرا على إقامة الحد عليهم باعتبارهم قتلة عثمان؛ ولذا سارع زعيم الفتنة "عبد الله بن سبأ" لاثارة الفُرقة والانقسام في جيش الامام علي .وطلب ابن سبأ من اتباعه أن يشنوا غارة بدون علم الإمام علي في جنح الليل على جيش عائشة، وهم نائمون؛ فقام أتباعه بتنفيذ طلبه، فأفسدوا كل شيء، وأشعلوا الحرب بعد أن قتلوا عثمان بن عفان. وكان هذا مقدمة لحرب "الجمل" التي راح ضحيتها اثنان من خيرة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- هما طلحة والزبير (رضي الله عنهما)، وألوف المسلمين.
وبعد المعركة عادت السيدة عائشة الى المدينة . وانصرف الخليفة علي إلى الكوفة ليستعد لإخضاع معاوية بن أبي سفيان أمير الشام ,وحاول الخليفة أن يحسم الأمر بالحسنى والسلم، لكن المفاوضة بينهما لم تصل إلى حل يحقن الدماء لإصرار معاوية على مطلبه بتسليم قتلة عثمان ليقتلوا به.

معركة صفين

بعد وقعة الجمل استعد على بن أبي طالب لمحاربة معاوية، وتحرك بجيشه الكبير إلى صفين، وهو سهل يقع على الجانب الغربي لنهر الفرات شمال بلدة الرقة، وقبل المعركة دارت مراسلات بينهما بلغت أكثر من شهر ما بين أواخر شهر ذي الحجة سنة 36 هـ إلى بداية شهر المحرم 37هـ، لكنها لم تؤدِّ إلى نتيجة، وفي غرة صفر من عام 37هـ اشتعلت الحرب بين الفريقين، واشتد الخطب على الفريقين، ووقعت الخسائر الضخمة في جانب جيش معاوية، وأصبحت هزيمتهم قاب قوسين أو أدنى، وعند ذلك رأى معاوية أن يضع حدا لهذا الأمر، فطلب من "عمرو بن العاص" الرأي والمشورة؛ حتى يمكن الإبقاء على أبطال الإسلام الذين هزموا فارس والروم فأشار عمرو بطلب التحكيم.

رفع المصاحف


أصدر معاوية إلى كبار رجاله بأن يرفع كل منهم مصحفا على رمحه، إشارة إلى الاحتكام إليه، وارتفعت صيحة في جيشه تقول: كتاب الله بيننا وبينكم، ورُفع في جيش معاوية نحو 500 مصحف.

توقفت الحرب، وارتضى الطرفان التحكيم ، وأناب كل واحد منهما شخصا ينيب عنه، ويتفاوض باسمه ؛ فأناب "علي" أبا موسى الأشعري، وأناب "معاوية" عمرو بن العاص، وعقد لذلك وثيقة كُتبت في يوم الأربعاء الموافق (13 من صفر سنة 37هـ = 1من أغسطس 657م) عُرفت بوثيقة التحكيم.
وجعلت الوثيقة شهر رمضان من سنة 37هـ أقصى مدة لإعلان قرار التحكيم، إلا إذا رأى الحكمان مد المدة، وفي "دومة الجندل" اجتمع الحكمان، وبعد مباحثات طويلة وصلا إلى نتيجة وهي عزل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) من الخلافة، ورد الأمر إلى الأمة تختار من تشاء على أن تبقى الدولة الإسلامية تحت حكم علي، ويتصرف معاوية في حكم الشام .
رفض الإمام علي بن أبي طالب هذه النتيجة؛ لأن الخلاف لم يكن قائما على منصب الخلافة، وإنما على إقامة الحد على قتلة عثمان، وعلى بيعة معاوية لعلي بن أبي طالب.. وتطورت الأحداث بعد ذلك، وانقسم جيش "علي" على نفسه، وظهرت فرقة "الخوارج" الذين انشقوا عليه، واضطر علي لمحاربتهم في النهروان ؛ لتكون نهايته على يد واحد من الخوارج؛ حيث ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالكوفة يوم الجمعة فاستشهد في (17 من رمضان سنة 40 هـ = 26 من يناير سنة 661).رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
ثم بايع الناس الحسن بن علي بالخلافة , فتنازل عنها لمعاوية . وتمت مبايعة الخليفة عثمان واستقرت أحوال الدولة الاسلامية .
----
اعتبرت فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه من أخطر الأحداث التي مرّت بها الدولة الإسلامية ..
ولكن الامة الاسلامية سرعان ما تجاوزتها , ولم تضعف الامة ولا دولتها بها , ولكنها كانت اول محاولة دنيئة للخروج على الدولة والخليفة , بل وتجرأت على قتل الخليفة .

المجتمع الإسلامي في عهد عثمان :

في آخر عهد عمر بن الخطاب تطور المجتمع الإسلامي تطورًا كبيرًا نتيجة الفتوحات الإسلامية، وبدأ المجتمع الإسلامي يودع حياة البداوة والعيش الخشن إلى حياة الرغد والرفاهية، وطرأت على المجتمع طوائف جديدة من الناس لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ولا اهتدوا بهديه، وكلهم حديثي عهد بإسلام , وليس مثلما كان الامر حيث كان أغلب المسلمين هم ممن عايش الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وعاش معه تجربة الإسلام الأول الطاهر، النقي، الذي لم يكن له من هم سوى إعلاء كلمة الله، بل بعضهم كان قد عايش تجربة العذاب في مكة المكرمة والهجرة إلى المدينة المنورة.
وتعددت القوميات العناصر وكل قومية تدخل الإسلام ومعها بعض عاداتها وثقافتها القديمة، وأمسى المجتمع الإسلامي مزيجًا من بيئات متباينة جعلت في النهاية سياستها صعبة، كما ظهرت العصبيات ضد قريش، وحقد البعض على ما وصلت إليه قريش من رياسة ومكانة، وقد ظهرت آثار تلك العصبية أيام حروب الردة، وهذا كله بالإضافة إلى حقد أبناء المم الموتورة بسيوف المسلمين والفتوحات، وكان بعضهم يدخلون الإسلام ليكيدوا له، كما حدث في مقتل عمر رضي الله عنه، وكل هذا التطور الكبير والمتغيرات السريعة الأثر البعيد في إعداد المجتمع لحدوث فتنة وشيكة وثورة قريبة محصلة هذا التطور في تركيبة المجتمع الإسلامي .

ونستطيع أن نجمل أسباب قيام تلك الفتنة المشؤومة في عدة نقاط رئيسية :

1 ـ تطور المجتمع المسلم وتغيير التركيبة السكانية فيه .

2 ـ جميل صفات عثمان رضي الله عنه وحلو خصاله من الحياة والرحمة والرفق واللين للمسلمين جميعًا .

3 ـ ما قام به الشيطان اليهودي عبد الله بن سبأ المشهور بابن السوداء، وهو يهودي من أصل صنعاء أظهر الإسلام في عهد عثمان رضي الله عنه، ليتخذ من ذلك ستارًا لمؤامراته ضد الإسلام، واستخدم كل أساليب المكر والدهاء، والنفاق، حيث قام بالتنقل بين الأمصار الإسلامية ينشر أكاذيبه وينفث سمومه، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، ثم مصر التي استقر بها، وقد استخدم هذا المجرم عدة أساليب لتمهيد الجو لاشتعال الفتنة من هذه الأساليب :

أ ـ التظاهر بحب آل البيت خاصة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واخترع مقولة الوصاية فقال إنه كان ألف نبيّ ولكل نبي وصيّ وعليّ هو وصيّ محمد، ومهد بذلك الطريق للطعن في خلافة عثمان باعتباره مغتصبًا لحق عليّ .

ب ـ التشكيك في العقيدة الإسلامية بحديثه عن مسألة الرجعة أي الاعتقاد برجعة النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى للحياة كما سيرجع عيسى عليه السلام، ويستدل بذلك بقوله تعالى: [إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد] .

جـ ـ تحريض الناس على أمرائهم وتشجيعهم على الثورة لأتفه الأسباب .

دـ ـ الكذب والتزوير على لسان الصحابة، وكان هذا من أخطر أساليبه فيكتب للأمصار على لسان الصحابة ويدعو للناس فيها للخروج على عثمان .

وظل ابن سبأ يعمل في إطار من السرية الشديدة وينتقل بسرعة من الأمصار لنشر سمومه في الفترة من سنة 30 هـ حتى سنة 34 هـ .

مؤتمر الولاة :

عندما كثرت الإشاعات والوشايات بين الأمصار الإسلامية وزادت عن حدها حتى وصلت إلى مقر الخلافة بالمدينة، أرسل عثمان إلى ولاة الأمصار يأمرهم بالقدوم إلى موسم الحج سنة 34هـ، للتشاور في شأن هذه الأخبار، وفي نفس الوقت أرسل من عنده سفراء ومفتشين للتحقق من هذه الأخبار من هؤلاء المفتشين محمد بن مسلمة للكوفة، وأسامة بن زيد إلى البصرة، وعبد الله بن عمر إلى الشام، وعمار بن ياسر إلى مصر، فعاد الجميع بصلاح الأحوال .

اجتمع عثمان مع ولاته وتشاور معهم في كيفية التعامل مع الثوار، ورفض كل الحلول المقترحة؛ لأنه كان رجلاً رحيمًا لينًا يخاف الفتنة، ولا يحب إراقة قطرة دم واحدة، ورفض أيضًا أن ينتقل من المدينة إلى الشام، وقال كلمته الشهيرة [لا أبيع جوار رسول الله بشيء وإن كان فيه قطع خيط عنقي] .

الثوار وعثمان :

بدأ الثوار في الانتقال لطور العمل العلني وخرج وفد سنة 35 هـ في شهر رجب وفي نيتهم مناظرة الخليفة في المدينة أمام الناس لبلبة الآراء، وإشعال نار الفتنة بها، واستطاع عثمان خلال تلك المناظرة أن يفحمهم ويبطل دعواهم وشبهاتهم بصورة قوية أخزت الثائرين، ولم يأخذهم عثمان بالشدة رغم قدرته على ذلك وجواز ذلك شرعًا لأنهم أشرار يريدون شق الصف المسلم، وانصرف الثوار خائبين، ولكن في نيتهم العودة مرة أخرى للقضاء على عثمان فالقلوب حاقدة والنفوس مريضة .

أصناف الثائرين :

اعلم أن الذين اشتركوا في هذه الثورة المشؤومة على عدة أصناف، لكل صنف مثل رئيس وهم :

1 ـ صنف غلب عليهم الغلو في الدين فأكبروا الهنات وارتكبوا في إنكارها الموبقات، ويمثل هذا النصف مالك بن الأشتر وحرقوص بن زهير .

2 ـ صنف متعصبون قبليون مما لم يكن لهم سابقة في الإسلام فحسدوا شيوخ الصحابة على ما لهم من فضل وسبق، ويمثل هذا الصنف الغافقي بن حرب العكي زعيم الثوار، وكنانة بن بشر التحصبي وسوران بن حمران .

3 ـ صنف موتورون من حدود شرعية أقيمت على ذويهم فامتلأت قلوبهم حقدًا من ذلك مثل عمير بن ضائم، وأبو المورع وأبو زينب .

4 ـ صنف أثقله معروف عثمان وغضب عندما لم يعطه عثمان ما يريد من الدنيا، ويمثل هذا الصنف محمد بن أبي حذيفة .وعندما علم معاوية بن ابي سفيان قدم الى مصر وطلب من ابن أبي حذيفة تسليم قتلة عثمان. فرفض فاستقدمه معاوية الى الشام وسحبه ثم قتله.

5- صنف حمقى أتباع كل ناعق ضعاف العقول سفهاء الحلوم سيقوا للفتنة كالشاة للمذبح، وهم الأكثرية .

ومن هذه الأصناف جميعًا صاغ الكلب المجرم ابن سبأ ثورته وفتنته المشؤومة على الأمة الإسلامية، وانتهت هذه الفتنة المشؤومة بمقتل عثمان رضي الله عنه في 18 ذي الحجة سنة 35 هـ، وللاطلاع على أحداث هذه الفتنة بصورة صحيحة تجيب على كل التساؤلات يراعى مراجعة ما يلي :

العواصم من القواصم لابن العربي وهو أفضل ما كتب عن هذه الفتة وما بعدها .

البداية والنهاية لابن كثير .

التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر .



ومما يجدر التنبيه اليه في هذه الفترة ما يلي :
1- ان اعداء الدولة في الخارج لم يجرؤوا , للاعتداء عليها .. فقد ارسل الخليفة علي الى الروم يحذرهم من مغبة ذلك او حتى من مجرد التفكير به .
2- ان هذه الفتنة لم تكن لها اسباب حقيقية ولا داخلية , سوى انها جاءت لتفريق الأمة، وإشغالها في حرب تلتهم ثرواتها وزهرة شبابها، وتستنفد ثرواتها ومقومات حياتها.
3- خرجت الامة منها معافاة وقوية , وما ان استلم معاوية الامر حتى استتبت الامور , واستقرت احوال الدولة الداخلية , فعادت الى نشر الاسلام والدعوة الاسلامية وتابعت الفتوح لتحرير العالم من الكفر والظلم .
4- كثير من الاحاديث النبوية الشريفة جاءت تتحدث عن هذه الفتنة , منها ما جاء بخصوص السيدة عائشة , ومنها ما جاء بخصوص ياسر بن عمار , ومنها ما جاء بخصوص الحسن بن علي - رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين , وغير ذلك .
لقد أخبر رسولنا صلى الله عليه وسلم بعلامات وأخبار سوف تقع في المستقبل سماها أهل العلم علامات النبوة أي الدالة على صدق وصحة نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان لعثمان بن عفان قسطًا وافرًا في هذه العلامات، لما كان ينتظره رضي الله عنه من الفتنة العاتية التي انتهت بمقتله صابرًا محتسبًا ففي صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري قال : [إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطًا [أي بستانًا] وأمرني بحفظ باب الحائط؛ فجاء رجل يستأذن فقال صلى الله عليه وسلم: 'ائذن له، وبشّره بالجنة' فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن فقال 'ائذن له، وبشره بالجنة' فإذا عمر ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال: 'ائذن له، وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه' فإذا عثمان بن عفان].

وفي مسند الإمام أحمد [عن عبد الله بن عمر، قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فمر رجل فقال صلى الله عليه وسلم 'يقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلومًا' فقال ابن عمر فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان' .
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله فقال : 'اثبت أُحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان' رواه البخاري .

5- قمع ذيول الفتنة، وإعادة توحيد الأمة الإسلامية من خلال تنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة.
6- يحاول العلمانويون , باثارة هذه الاحداث , إحداث قطيعة كاملة مع الزمن الإسلامي بحجة أن الحضارة في الغرب، إلا أننا نرى أن هذا النوع من التفكير والرفض العلماني للدين لتفكيك بنيته الداخلية باعتباره الفاعل الأكبر في حيز الثقافة العربية والإسلامية، لم ينتج عنه سوى المزيد من الغربة لهذه الفئة، ولم تستطع تجربتهم أن تتأصل في مجتمعاتنا لسبب واضح، وهو أنهم حاولوا تطبيق علمانية شعوب أخرى لها تجربتها السياسية والثقافية والاجتماعية المختلفة عن تجربتنا، فالعلمانية لا يراد بها الا الباطل والضلال .

7- فالعلماء من أهل السنة مجموعون على حرمة سب الصحابي أو الانتقاص من قدره أو الحد من شأنه أو الطعن فيهم، وقد تشدد فريق من العلماء في عقوبة من يسب الصحابة فذهبوا إلى تكفيرهم وإهدار دمهم إلا أن يتوب ويرجع، وممن ذهب إلى ذلك من الأئمة الإمام السرخسي وأبو زرعة الرازي، والطحاوي. وذهب فريق آخر من العلماء إلى أن من سب الصحابة لا يكفر وإنما يحكم بفسقه وضلاله ويكتفى بتعزيره وتأديبه، وهذا الرأي هو الراجح في مسألة السب وعليه إجماع العلماء كما نقل ذلك الإمام السبكي فقال: وأجمع القائلون بعدم تكفير سب الصحابة أنهم فساق. وللإمام مالك قولة مشهورة: من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ومن شتم أصحابه أُدّب.

8- ومذهب أهل السنة عدم الخوض في موضوع الفتنة ؛ لأن ما وقع من الصحابة كان عن اجتهاد في إقامة كتاب الله وتطبيق حدوده، وأن الروايات التاريخية المتعلقة بهذه الفتن كثير منها لا يسلم من الهوى والكذب، وأن هذا الموضوع ليس مما ينتفع به في الدين.

كمال عزالدين
05-06-2006, 07:52 PM
جزاكم الله خيرا إخواني الأفاضل على ماقدمتم ، و الحقيقة أن هدفي هو العلم قبل الرد .............و إن كان هناك من مزيد حول الموضوع فلا تبخلوا علي بالمعلومات و جزاكم اله خيرا.

barmaki
05-21-2006, 03:24 PM
يمكنك قراءة هذا الكتاب
(...)


متابعة إشرافية
مراقب 1

ناصر التوحيد
05-21-2006, 04:07 PM
يمكنك قراءة هذا الكتاب
http://www......net/pdf/.....pdf

تضع رابطا لموقع نصراني تنصيري من اكذب المواقع الافترائية والجاهلة !!!!