المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلفيون بين مطرقة الإخوان و سندان العلمانية !!!



السيف الصقيل
04-24-2013, 11:18 AM
بقلم : د / عبدالله ابو السمن

22-4-2013

لقد نجحت الثورة المصرية التي قام بها الشعب المصري وقواه الحية بداية بعيدا عن التنظيمات التي كانت ترى عدم ازعاج الامن في يوم عيدهم وتأخرت عدة ايام قبل الخروج حتى تحافظ على اوراق اللعبة بأيديها او التي ترى الخروج الى الشارع خروجا عن ولي الامر او التي كانت تخشى الامن نفسه فلم تخرج خوفا على مصالحها وذواتها او التي كانت مؤيدة لنظام مبارك .

وعند نجاح امر ما يكثر الاباء المتبنون له ويكثر الواقفون على بابه يتمسحون به او الراغبين بالتزين به او التسلق عليه , وهذا ما كان من الثورة العربية في كل مناطقها فقد صعد الى الواجهة الاباء المزيفون غير الشرعيون للثورة او القادمين من وراء جدران البلاد عبر قنوات الامن الدولي والعلاقات التي ترتبط بالغرب والشرق يسعون لمزيد من الفحش ومزيد من التنازل عن ثوابت امتنا في الوحدة واستعادة الحكم بما انزل الله ومواجهة كل التداعيات على امتنا سواء الداخلية او الخارجية .

اشرنا في اكثر من موضع ان الغرب يلزم كل من يبحث عن الحكم في اوطاننا سواء قبل الثورة او بعدها بمعاهدات عليه ان يلتزم بها ويثبت انه قادر على الوفاء بها وان هذه المعاهدات لا تختص بمعتقد الشخص او شكله الخارجي او تنظيمه المسبق وهذه المعاهدات تتضمن : مكافحة الارهاب , اقامة علاقات غير عدائية مع العدو الاسرائيلي , المواقفة على ما سبق من معاهدات , الموافقة على القادم من تفاهمات الدول عبر المؤسسسات الدولية , والقدرة على الضبط الداخلي حتى لا تنفلت الامور ويتسع الخرق على الراتق الغربي .

في كل من تونس ومصر تم الاعلان بوضوح عن هذه الامور وفي ليبيا تم التهديد بالبند السابع ضد الشعب نفسه وفي اليمن لعبة شد الحبل بين السلطة القديمة والجديدة لا زالت المذبحة قائمة وفي سوريا على مرأى من العالم الحديث في القرن الواحد والعشرين وفي كل هذه البلدان هناك تناغم واضح بين ما يطرحه الغرب الامريكان وما بين ما ينفذه الاخوان .

لن نتطرق الى ما قام به الاخوان وما يقومون به في العراق وافغانستان او ما قاموا به في الجزائر والصومال والسودان او ما يقومون به الان على الارض السورية ولكن ننوه قليلا الى بعض ما قام به الاخوان على الارض المصرية دون الدخول بتفاصيل ما يجري بل بالوقوف على الامور العظام والتي منها قتل عدد كبير من الشباب المسلم والمجاهد في اطار مكافحة الارهاب في سيناء في عملية النسر دون تحقق من دورهم او معرفة من له العلاقة بمقتل الجنود المصريين وباشراف مباشر من الرئيس ليتبين بعد ذلك ان الاخوان المسلمين في فلسطين " حماس " لها علاقة بذلك , والتساؤل المنطقي لماذا قامت حماس بالمشاركة بقتل الجنود في هذا الوقت علما ان العلاقة بينها وبين مؤسسة الحكم علاقة حميمية تنظيمية ومن المستفيد من ذلك وهل كان اخوان مصر على اطلاع بذلك ولماذا ؟ اسئلة منطقية من الضروري الاجابة عنها للشارع المصري ولعوائل القتلى من الجنود ولعوائل القتلى من سيناء الذي اصبح حقا قانونيا وشرعيا واجتماعيا لهم معرفة من الجاني ومعرفة لماذا قتل ابناؤهم بإشراف من الرئيس نفسه ؟ .

كما ان الاخوان الذين عودونا بخطاباتهم النارية وبدعواهم لمحاربة اسرائيل ظاهريا وباستغلال اداء ابناء حماس الصادقين ممن قاموا بواجب السعي لتحرير ارضنا سواء بالاستشهاد او مقارعة الاعداء بالسلاح , هؤلاء الاخوان يرفضون العلاقة مع العدو الاسرائيلي ويرفضون الاعلام الاسرائيلية على ارض الوطن العربي , وابناء الوطن العربي من غير الاخوان يشاركون مثل هذا التوجه ولا داعي لان يكون الواحد اخوانيا حتى يرفض العدو الاسرائيلي فالماركسيون واليساريون والقوميون والوطنيون ومن قبلهم كل التنظيمات الاسلامية التي تعمل بالعمل السياسي ومن لا يعمل به يشاركون مثل هذا الرأي ويرفضون تمدد العدو او ظهور اعلامه في عواصمنا , ولكن الطامة الدهماء ان اخوان مصر لم يعودوا يطالبوا بهذا بل استقبلوا السفير الاسرائيلي وارسلوا السفير المصري برسالة حب وهوى من الرئيس المصري لبيرس متمنيا لبيرس رغد العيش في وطنه فلسطين المحتلة , ويزيد على ذلك ان خيرت الشاطر - الرئيس الاقتصادي- في اكثر من مرة طمأن على امن اسرائيل ولم يتم الحديث عن معاهدة كامب ديفيد ولا الغاز المصري لإسرائيل ولا التعاون الاسرائيلي بعملية النسر, او التعاون على تنقيب الغاز بالبحر الابيض بالتعاون مع اسرائيل , ولا اغلاق انفاق غزة خدمة لإسرائيل وغير ذلك من فتح الابواب مشرعة امام حماس للقاءات مع العدو الاسرائيلي او الاشتراك في مؤامرة تقسيم القضية الفلسطينية وتقسيم الشعب الفلسطيني , ولا زال الحوار جار بين الاخوان والبنك الدولي الذي اصم آذاننا الاخوان بحديثهم عن اجرام هذا البنك وبأنه يستغل الشعوب سياسيا مقابل الاموال التي يقدمها لهم.

وكما ارتضى الاخوان مشاركة الامريكان في مواجهة العملية الجهادية في العراق ووقفوا صامتين في افغانستان الى جانب حلف الشمال وارتضوا القسمة في العراق وفلسطين فانهم اليوم وفي كل المنطقة مستعدين الى توزيع تركة الرجل العربي المريض مقابل ان يكون لهم مناطق نفوذ وستأتي الايام بالأخبار التي لم ننبأ بها بشأن تقسيم مصر على اسس عرقية وطائفية ولن يمانع الاخوان من ذلك ما دامت القاهرة او ما تبقى منها عاصمة لهم , وليس ادل من هذه التوجهات ما يجري في سوريا من استقدام السلاح تحت الغطاء الدولي وتخزينه دون استخدامه في المعركة لبعد انتهاء بشار الاسد ليكون سلاح صحوات ضد الفئات المجاهدة, ولهذا عقد الاخوان في سوريا وحماس العراق وفلسطين اجتماعا اقروا فيه اليات محاربة السلفية في سوريا والمنطقة وقد حدث سابقا مثل هذا الاجتماع والاقرار ووضعت له الاليات والوسائل في غزة التي وصل الامر بها الى قتل السلفيين داخل المساجد كما حدث بمسجد بن تيمية .

السلفية اليوم في مصر وغيرها امام مفترق طرق وهي ايضا في حيرة من امرها ما بين تأييد الاخوان من باب محاربة العلمانية وتحمل تبعات الاذى الإخواني وتبعاته عليها , او الوقوف على الحياد الى جانب الشعب بعيدا عن التنظيمات المتصارعة على سدة الحكم خدمة للمصالح الغربية وفي اطار تقسيم المنطقة , وقد يكون الخيار الثاني اسلم من حيث بياض ونصاعة وصدقية التوجهات السلفية من جهة , ومن جهة اخرى عدم الإتساخ بصراعات الحكم و تحمل النتائج السلبية وتداعياتها نتيجة خداع الاخوان وولاءاتهم غير الواضحة وارتباطهم بالغرب وحماية اسرائيل وتمريرهم للمعتقد الشيعي داخل مصر وحسيناته القائمة والمحاربة من قبل مجموعات شبابية لا تملك من امرها شيء .

ان الاخوان اليوم امام مسؤولية قانونية قد تتفجر في أي لحظة نتيجة رفع دعاوى من قبل اهالي القتلى في سيناء والقاهرة , اضافة الى التخبط الكبير بسياسة الحكم , والوهن العام بأجهزة الدولة ومؤسسة الوزارة , اضافة الى ان مظاهر المواجهات وعدم التقدم بالإصلاحات الموعودة واقتراب الجنيه من مرحلة الخطر وارتفاع المديونية نتيجة عجز الموازنة , والكذب المباح من قبل المدافعين عن الاخوان , ومواجهة وتهديد المخالفين بالرأي حتى وصل الامر لتهديدهم وهم على منابر المؤتمرات , كل هذا يوحي بالإفلاس الإخواني واقتراب السقوط المدوي لهم , وبدل استيعاب الجميع واظهار المرونة في التعامل مع الخصوم يبدون قسوة شديدة مع خصومهم من باب الشعور بالمظلومية التاريخية التي اصبحت كمظلومية الشيعة التي يستخدمونها كأداة في مواجهة الشعوب وكسب ود بسطائهم منذ عهد الامام علي كرم الله وجهه .

ان التحجج بعدم وجود البديل الاخواني والتحجج بان الاخوان هم الاسلام وغيره من المقولات التي اثبتت الايام عدم صدقيتها هي اداة الاخوان لقمع غيرهم من جهة واداة الاخوان للارتباطات المريحة مع الاحتلال الغربي والاختراق الايراني بغطاء الاسلام الذي لا يجوز لاحد ان يتجاوزه او يأخذ من ماركته الا من يسمون انفسهم بالإخوان .

والسلفيون المشاركون بالحكم والبرلمان اليوم وغيرهم عليهم ان يحددوا مسارهم بين مطرقة الاخوان التي تتآمر عليهم كتنظيم منافس حصل على نتيجة ايجابية من المرة الاولى التي يشارك بها في الانتخابات ويجتمع الاخوان هنا وهناك لتدارس كيفية محاربتهم اما بالاستيعاب او الترغيب او الترهيب او محاولة شراء الذمم , وبين سندان العلمانية التي لا تريد الاسلام منهج حكم وتحارب المسلمين وحدة واحدة من باب البحث عن الحكم والكراسي للحفاظ على ما تبقى لهم , او مع الشعب وارادته بالتغيير وايصال من اهل للحكم الى سدته خيارات صعبة لكنها يسيرة على من يسر الله عليه .

----------

قلت : الشجرة الخبيثة لا تثمر إلا نكدا هذه الأفعال ثمرة الإسلام المدني الذي يعتبر اليوم أكبر مروج له هم جماعة الإخوان الذي يقوم على معتقدات منها الحرية بما فيها الحرية العقدية و الأخلاقية و الأعمال الفنية و جعل الشعب مصدر التشريع ( الديموقراطية ) و غيرها من معتقدات يريدون اقامتها على انقاض الإسلام الصحيح الذي أنزله الله حسبنا الله و نعم الوكيل

د. هشام عزمي
04-24-2013, 05:10 PM
ما هو مصدر هذا المقال يا أخي ؟ ومن هو الدكتور عبد الله السمن ؟

السيف الصقيل
04-24-2013, 08:04 PM
ما هو مصدر هذا المقال يا أخي ؟ ومن هو الدكتور عبد الله السمن ؟
حياك الله أخي الدكتور هشام عزمي
المصدر صحف الكترونية و باستخدام خاصية البحث عبر قوقل تظهر عدة صحف نشرت المقال !
و الدكتور عبدالله أبو السمن لا أعرف عنه إلا أنه من فلسطين و أحد أعضاء الهيئة الإستشارية لمجلة مؤتمر الأمة و أحد الكتاب فيها و له مقالات عديدة !