elserdap
06-02-2013, 03:54 PM
مقتطفات من أروع ما كتب هانس بيتر مارتن في كتابه فخ العولمة ويكفي أن تعلم أن كتاب فخ العولمة GLOBAL TRAP أكثر الكتب مبيعا في الغرب يكفي أنه في عام واحد طُبعت منه تسع طبعات في ألمانيا .... وهانس بيتر مارتن هو الوحيد مع زميليه الذين حضروا اجتماع فيرمونت العملاق Fairmont - Hotelالذي كان يضمن ال500 النخبة في العالم
ظهر ما يعرف بأُممية رأس المال حيث يهدد الرأسماليون الحكومات بهروب رأس المال ما لم تستجب لطلباتهم مثل تسهيلات ضريبية .. مشروعات تحتية مجانية .. الغاء قوانين الحد الادنى للاجور .. وصار الاتجاه الليبرالي المغرق في التطرف حتمية اقتصادية لا يمكن الوقوف في وجهها في الدول التي وافقت عليها ابتداءا .
دخول وخروج الميارات في لحظات على شاشات الكمبيوتر كيف تحافظ أي مؤسسة في العالم أمام هذا التحرك المدهش لرأس المال على أسعار الصرف والفائدة واسعار الاوراق المالية فالعالم صار رهينة في قبضة حفنة من المضاربين الكبار إنهم يتحكمون في رفاهية وفقر أُمم بأكملها.. ص12
العولمة تجبر الدولة على عدم التدخل وترك المنافسة للسوق مما يعني مذبحة صغار الصناع وصغار التجار وصغار المهنيين وانهيار الطبقة المتوسطة لصالح المستثمرين الكبار .
في فندق فيرمونت المدهش Fairmont - Hotel فخر سان فرانسيسكو وأيقونة الرأسماليين وكاتدرائية الثراء في العالم في سبتمبر عام 1995 اجتمع خمسمائة من قادة العالم في مجالات الاقتصاد والسياسة والمال وكان من بين الحضور جورج بوش الأب وجورباتشوف ومارجريت تاتشر ورؤساء الشركات والمؤسسات العملاقة مثل CNN وأقطاب المال والكمبيوتر وأساتذة الاقتصاد في جامعات ستانفورد وهارفرد وكان المطلوب منهم قضاء ثلاثة أيام للتفكير بعمق وتركيز لتوضيح معالم الطريق إلى القرن الواحد والعشرين وبعد مداولات ونقاشات حادة وهادئة خرجت النتيجة المدهشة لقد اختزل الحاضرون المستقبل إلى العددين 20 و 80 وظهر مصطلح Tittytainment وحسب المصطلح فإن 20% من سكان العالم ستكفي تماما للحفاظ على نشاط الإقتصاد الدولي ويؤكد عملاق التجارة Washington Sy Cip هذا الرأي إذ يقول :" لن تكون هناك حاجة إلى ايد عاملة أكثر من هذا ." فخُمس قوة العمل ستكفي لانتاج جميع السلع وسد حاجة المجتمع العالمي إن هذه ال20% هي التي ستعمل وتكسب المال وتستهلك وسيكون الأمر كذلك عند أي بلد يطبق البرنامج الغربي ..!! ولكن ماذا عن الآخرين ماذا عن ال80% العاطلين وهنا يظهر مدير مؤسسة سان Scoot Mc Nealy ليجيب ببساطة عن الأمر قائلا :-" المسألة في المستقبل هي ببساطة :- إما أن تأكل أو تُؤكل ..to have lunch or be lunch "لقد رُسمت في فيرمونت الخطوط العريضة للنظام الاجتماعي الجديد .. اختفاء الطبقة المتوسطة وظهور الأثرياء والمعدمين .. لم يعترض أحد من الخمسمائة الحضور على هذه الرؤية بل لم يروا فيها ما يستحق المناقشة .. ومصطلح Tittytainment مصطلح غير معروف أصلا في اللغة الانجليزية وهو يفيد معنى التسلية المخدرة إذا تم تقطيعه وتجزئته والمقصود منه تهدئة باقي سكان المعمورة المحبطين ال80% الذين مات عندهم العمل كما يقول جريمي ريفكن Jeremy Rifkin في كتابه نهاية العمل .. ص22-23
اليونان تعلن حالة تقشف عامة وتليها البرتغال وتسبقهما ايسلندا وتخرج الشعوب متمردة في مظاهرات غضب شديدة وتظهر القيادة الألمانية قائلة التحول أضحى أمرا لا مفر منه إن على كل فرد أن يتحمل قسطا من الحرية كل هذا يحدث على الرغم من ارتفاع الانتاجية باطراد إن ما يمر به الغرب هذه الأيام ليست أزمة اقتصادية وإنما أزمة أيديولوجية ولذا خرجت المظاهرات .. ص27
لقد قال كارل ماركس منذ 143 عاما :- " الانتاج الرأسمالي لا يميل في العموم الى رفع متوسط مستوى الاجور إنما يميل الى تخفيضه او الى الضغط على قيمة العمل الى أدنى مستوى ." خطاب كارل ماركس في المؤتمر العام في لندن عام 1865فالرأسمالي يريد إعطاء العامل الحد الادنى اللازم للمعيشة وكل مداولات ومجادلات الحكومات والمؤسسات المدنية من ناحية والرأسماليين من الناحية الاخرى هي لتحديد هذا الحد الأدنى فالجميع يتفق على الفكرة والجميع رضخ لها في الجو الرأسمالي الذي يسود العالم حاليا في ظل غياب نظام اقتصاي منافس .
معدل انتشار الجريمة في الغرب صار امرا مرعبا يكفي ان نعلم أن ولاية كاليفورنيا مثلا التي تحتل المرتبة السابعة في قائمة القوى الاقتصادية العالمية فاقت الجريمة كل الحدود وصار معدل الانفاق على السجون فيها المجموع الكلي لميزانية التعليم وينفق المواطنون الامريكيون على حراسهم المسلحون ضعف ما تنفقه الدولة على الشرطة ..ص 32
لا تريد المؤسسة الرأسمالية مواطنون فائضون عن الحاجة Surplus People .. صارت المنافسة العالمية هدفها الصريح أعلى جدارة وادنى اجور .
في قلب الأمازون وفي الأكواخ العفنة على ضفاف نهر Rio Purus وفي وسط هجين خلفه تزاوج بقايا الهنود الحمر مع المستعبدين السود من أفريقيا وقفت المؤسسات الدعائية الليبرالية وشركات البناء العملاقة مثل مندس جونيور Mendes Junior بحملات واسعة للحياة المريحة تصور الغرب الفردوسي وصور الفيلات الشبيهة بالنمط الأمريكي ويتم اهداء المواطنين اشرطة فيديو رومانسية من انتاج هوليود وفي النهاية تقوم هذه المؤسسات الدعائية باقتلاع ما تبقى من اشجار الخشب الماهجوني Baeume Mahagoni بينما السكان الاصليون غارقون في احلام العولمة التي ستطل عليهم يوما ما.. ص38
كيفت انتصرت دعاية ميكي ماوس الامريكية على دعاية ستالين الشيوعية ؟؟ هذا هو السؤال المشروع فقط أما كلاهما فدعاية وهمية ولذا يصف بنجامين باربر Benjam R. Barber بجامعة رتجرز الدعاية الامريكية بأنها دعاية الكذب والبهتان فميزانية صناعة الدعاية كلفت الولايات المتحدة 250 مليار دولار وهذا المبلغ بحد ذاته يكفي لسداد ديون الدول الفقيرة مجتمعة .. يبقى السؤال لماذا انتصرت ديزني وماكدونالز وmtv لقد صارت زغاريد مادونا وصراخ مايكل جاكسون أذان النظام العالمي الجديد كما يقول Nathan Gardels .
عملاق الإعلام روبرت مردوخ صاحب أكبر مؤسسات وقنوات إخبارية في العالم يتابعها 3 مليار نسمة يوميا صدمته الصين حين ترددت في قبول خدماته الاعلامية لأن الصين تضع صيغة ملزمة مفادها لا جنس لا عنف لا أخبار وبداهة دولة كالصين لن تسمح بأضحكومة ال Tittytainment المفروضه على باقي العالم من قبل العلمانيين فما تبثه هذه المؤسسات من صور يدغدغ الاحلام ويدمر الشباب ويصنع عبيد الليبرالية الجدد ..ص42
كل أسبوع يتحول مليون نسمة إلى فقراء بانتظام وهدوء تام ..ص53
المعونات التي تقدمها ألمانيا تقارب 0.31 % من مجموع الناتج القومي بينما تقدم النمسا 0.34% ..ص54
سيكون الإسلام بسبب تأييده المطلق للمقهورين والمظلومين أكثر جاذبية فهذا الدين المطرد الإنتشار على المستوى العالمي هو الديانة الوحيدة المستعدة للمنازلة والكفاح كما يقول كابلان ولذا فليست مصادفة ان يكسب المتحمسون الدينيون من المغرب وعبر الجزائر وحتى الهند أنصارا أكثر فأكثر ..ص57
صار مجتمع الجنوب يتحمل سنويا 125 كارثة طبيعية سببها تلوث المناخ وارتفاع حرارة الارض بسبب استهلاك الشمال مما ادى إلى عواصف وفيضانات مقررة بانتظام على الجنوب وأصبح ارتفاع سطح البحر أمر لا مفر منه البتة ولكن ماذا تفعل الشعوب وقد صار مفعول السيارة الخاصة كمفعول الافيون وهي هدف كل شاب مبتديء في حياته العملية وتحولت الليبرالية إلى أفيون الشعوب فالسيارة الخاصة شاهدة على الثروة والحرية الشخصية المزعومة.
إن الأحلام تبقى أحلاما وإن ثبت بطلانها منذ أمد بعيد .
ارتفاع حرارة الأرض بصورة غير منظورة ويقولون أن سياحة الشتاء ستختفي من كثير من مدن العالم وأولها النمسا بعد عشر سنوات من الآن وأربعة اخماس البشرية تقطن على مدن ساحلية وكلها مهددة بالزوال حال ارتفعت حرارة الارض 1.5 درجة عن المعدلات الحالية أي أننا على حافة هاوية بفضل تقدم الغرب ... ان العدو الحقيقي في الحضارة الغربية الحديثة هو الانسان نفسه كما يقول برتراند شنايدر من نادي روما .
في يناير عام 1995 أعلنت الحكومة المكسيكية عن عزمها على تخفيض قيمة عملتها الوطنية بمقدار خمسة سنتات أمريكية الأمر الذي تسبب في حالة ذعر خيمت على العالم أجمع وراح المستثمرون يسحبون رؤوس الأموال من المكسيك بجنون شديد وراح سعر صرف العملة المكسيكية ينخفض من يوم الى آخر وفجأة راح المستثمرون في بلدان جنوب سرق آسيا بسحب أموالهم بطريقة فجائية وانسحبت تلال الاموال خلال ايام قليلة وبدأ الدولار ينخفض واهتز العالم كله وكأنه أمام شبح الأزمة المالية العالمية التي سادت في ثلاثينات القرن الماضي واعترف محافظ البنك المركزي الأمريكي Greenspan Alan أمام الكونجرس قائلا :-" إننا امام عملية هروب جماعي لرؤوس الأموال على مستوى العالم "ولم يبق أمام بيل كلينتون ومدير صندوق النقد الدولي المخضرم الحازم ميشيل كامديسو Michel Camedessus الا تقديم أكبر قرض في التاريخ للمكسيك مما يعرض سمعة كليهما المهنية ومستقبلهما السياسي للخطر الشديد وبالفعل تم تقديم قرض قيمته خمسين مليار دولار فورا للمكسيك من أموال دافعي الضرائب وقد وصف Willem Buiter أستاذ الاقتصاد بجامعة كامبريدج العملية بأنها " هدية قدمها دافعو الضرائب للأثرياء "فقد جنى الرأسماليون والمضاربون في البورصات مليارات الدولارات الممنوحة وهدأت المهزلة واتزنت البورصات العالمية بعد أن جنى المضاربون والرأسماليون دعاة الليبرالية مليارات الدولارات الجديدة وبالفعل فقد اعترف مدير صندوق النقد الدولي صراحة بالامر وقال :- " ولكننا ماذا نفعل اذا كان العالم في قبضة هؤلاء الصبيان " لقد وقع العالم أجمع في فخ حفنة الرأسماليين .. لقد كان ملايين البشر عرضة للإفلاس بسبب مجموعة مضاربين يراهنون على مستقبل ملايين البشر من اجل تضحيم ثرواتهم ..!! لقد سلطت الأزمة المكسيكية الأضواء على طبيعة النظام الرأسمالي بأكمله فقد بدا صندوق النقد الدولي والحكومات العالمية مجرد عرائس يلعب بها الرأسماليون كما يحلو لهم .. لقد كانت محنة المكسيك حالة مفضوحة تشهد على مشكلة الليبرالية الرأسمالية لقد كانت الحكومات تقوم بدور المشاهد المغلوب على أمره وقد اعتبر جاك شيراك أن " الرأسماليون يجب اعتبارهم كوباء الإيدز في الإقتصاد العالمي "والمدهش أنه لم تكن ثمة مؤامرة البتة بل هذه هي طبيعة السوق الرأسمالية والمشكلة تكمن في طبيعة السوق لا ضمائر المضاربين فلا يجري وراء الكواليس لقاءات سرية لخفض سعر عملة أو رفع سعر أخرى بل كل ما يجري هو نتاج تطبيقات الرأسمالية فانطلاقا من مبدأ ضرورة تحرير السوق والتجارة وسعر الصرف للعملات وانتقال العملات بحرية بين الدول والمصارف أُزيلت كل الحواجز وخرج المارد ولا يستطيع الآن أحد ايقافه إنه مارد الأيديولوجية الرأسمالية ..وأصبح شرط صندوق النقد الدولي لأي دولة تطلب قرضا أن تحرر تلك الدولة سعر صرف عملتها ..ص86
اقتصاد البورصات والمضابات والمراهنات هو اقتصاد وهمي وتحقق شركة سيمنز بعملياتها الورقية والنقدية ارباحا تفوق ما تحققه بمنتجاتها المعروفة في أرجاء المعمورة.. ص96
كتبت المجلة الاقتصادية الامريكية Business week كتبت في صفحة غلافها عن جورج سورس الملياردير الامريكي الشهير والمضارب الاشهر في البورصات كتبت تقول The man who moves the markets الرجل الذي يحرك الأسواق فمثلا أحد العاب مؤسسة سورس كانت كالتالي تقوم المؤسسة بأخذ قروض بالجنيه الاسترليني وبمقادير تتزايد من يوم لآخر ويتم تحويل القروض إلى ماركات المانية فورا وتم سحب مبالغ ضخمة واعتبرت المؤسسة ان المصرف المركزي البريطاني سيفقد ما لديه من احتياطي كلما كان عدد الذين يقتفون خطا المؤسسة أكبر ولن تفعل بريطانيا شيئا حيال الأمر بل ستقف شاهدة على انهيار قوتها الاقتصادية فطبقا لقوانين الليبرالية لا يحق لها التدخل ويجب عليها السماح بتحرك رأس المال كما يحلو للجميع بدأ المصرف المركزي يشعر بالقلق فقام برفع سعر الفائدة على القروض بمقدار 2% في تمام الساعة الثانية مساءا من ذلك اليوم حتى يقلل من الإقتراض وبسرعة أدرك المراهنون اللعبة فقاموا باقتراض الجنيهات الاسترلينية وتحويلها الى ماركات المانية في الرابعة عصرا كان المصرف المركزي البريطاني قد فقد نصف ما لديه من احتياطي واستسلم للهزيمة وفي خلال ساعات معدودة خسر الجنيه الاسترليني عشر قيمته الأمر الذي حقق للمقترضين أرباحا خيالية وربحت مؤسسة سورس في اللعبة مليار دولار كاملة .. وتتكرر الالعاب الرابحة ماديا والوهمية اقتصاديا .
المصارف المركزية في دول العالم تقارع باستمرار محاولات المضاربين للاضرار باقتصادات الدول إذ صار الاضرار باقتصادات الدول لعبة مشروعة داخل الرأسمالية ولا يرى أنصار السوق العالمية الحرة في هذا أمرا باطلا فهو ركن من أركان اقتصادات السوق الحرة .
هناك من الكاريبي الي لشتنشتاين مائة منطقة متناثرة في ارجاء المعمورة تدير منها المصارف اموال زبائنها وتخلصها بانتظام من قبضة وطنها الام حيث يخضع افشاء هوية صاحب الحساب للعقوبة حتى ان كان الراغب في معرفة الهوية مؤسسة حكومية ... وفي جزر الكيمن الكاريبية مثلا Cayman - Inseln والتي يصل عدد سكانها الى 14 ألف مواطن توجد بهذه الجزر 500 مصرف مسجل فيها والمصارف الحكومية تفتح حسابات لرؤوس الاموال الهاربة وتفوقت الودائع في هذه الجزر على ودائع جميع مصارف المانيا متحدة ... وهناك قرابة مائة ألف ثري قاموا بتهريب أموالهم الى جزيرة جبل طارق حيث نفس الامتيازات التي توفرها جزر الكاريبي ويقول مدير الفرع Bernd Oelffen هنا المودعون واثقين من كتمان معاملاتهم المصرفية .. فتتبع الثروات امر مستحيل عمليا فأبواب المصارف الرأسمالية مفتوحة على مصراعيها لأموال الجريمة ... فألمانيا مثلا تخسر نصف الأموال التي تجنيها من دافعي الضرائب فسنويا يتم تهريب 200 مليار مارك الماني الى لوكسمبورج .. ولا ننسى أن وحدات الخزن المركزية في المصارف الرئيسية العملاقة هي خارج نطاق التشريع الوطني تماما وهكذا ومع كل سنة ضريبية تمر تتعزز اللاعدالة أكثر وأكثر وتظهر طبقات من الانتهازيين الجدد الذين يجدون في المؤسسات الرأسمالية المأوى المناسب لهم ..ص108
-داخل أكبر وكالات تقييم الاستثمارات رواجا في العالم Moody’s Investor Service والواقعة في Church Street بنيويورك وعلى أعلى البوابة تمت كتابة نقش مذهب يقول ان " القرض شارك في زيادة ثروة الأمم مشاركة فاقت مجمل مناجم الذهب في العالم ألف مرة ." وتعطي الوكالة تقييمها للمصارف والبنوك بانتظام وتقييمها يأخذ به المستثمرون وعندما قامت بتقييم بنك ليمان برذرز بأمريكا حصل البنك على أعلى تقييم يمكن اعطائه وهم Aaa " تريبل ايه " وهو أعلى تصنيف لمؤسسة مصرفية في العالم وبعدها بأيام قليلة أعلن البنك افلاسه وخسر المقرضون مليارات من الدولارات -.
يقول مستشار بيل كلينتون James Carville :- " في السابق كنت أُمنى نفسي وأتمنى ان أولد رئيسا أو بابا .. أما الأن فإني أود أن أكون رأسمالي إذ بإمكاني أن أهدد من أشاء .".. ص118
لا يزال يحق لكل مواطن التصويت في الدولة الليبرالية ويحق له أن يقف ويصرخ في المظاهرات كما يحلو له .. حقا يحق للأغلبية اختيار من يشاؤون لكن ما يتحقق بعد الانتخابات يقرره الرأسماليون والقائمون على سوق المال .
-العراق مثلا قبل غزو الليبراليين لها كانت تتمتع بارتفاع مستمر في الاجور وبأفضل نظام رعاية طبية في العالم وكانت قد صنعت أكبر طبقة متوسطة في العالم وهذا ما تسعي إليه جميع الدول بما فيها امريكا كل هذا بعيدا عن الأفكار الليبرالية او الرأسمالية -.
المؤسسات الرأسماليه تسعى إذا أدارت مشروع إلى تقليل عدد العاملين فيه إلى أدنى حد وتسريح الباقين رغبة في زيادة الربحية لكن هذا الترشيد الاعمى للعمل يتجاهل كل القيم الاجتماعية والتكافلية ولا يراعي الاختلافات الثقافية والاجتماعية بين الدول .
حالات الركود الاقتصادي التي تنتاب الأُمم كل عام بل والعالم كله كل بضعة اعوام وتسبب افقار عشرات الملايين من البشر ليس سببها نقص الانتاج بل صراحة الانتاج يتزايد باضطراد وانما سببها أسواق المال والمضاربات وعندما انخفض الدولار فجأة بنسبة 20% من قيمته الحقيقية أوائل عام 1995 انتاب العالم كله الهلع وراح المستثمرون يحركون تلال اموالهم باتجاه دول جنوب شرق اسيا مما أدى إلى انهيار العملات الاوربية جميعا وحدوث الركود الاقتصادي الاوربي الشهير في التسعينيات .. فالأمر في الأسواق الرأسمالية يفتقر للمنطق بداهة كما يقول الخبير الاقتصادي الالماني Marcel Stemme وأصبحت الولايات المتحدة غير قادرة ان تفعل شيئا .
في عام 1988 قرر ريجان في لقاء سري في فندق بلازا في نيويورك مع مدراء مصارف اليابان وبريطانيا على التدخل وخفض سعر الصرف مما يعني أرباحا ضخمة وبالفعل فجأة تم خفض سعر صرف الدولار بنسبة 30% مما كان يعني أن احتياطي الدولار في المؤسسات والمصارف العالمية قد فقد ثلث قيمته دون ذنب ترتكبه هذه المؤسسات وخرج جعفر بن حسين رئيس مصرف Negara الأعظم في ماليزيا معلنا عن غضبه مما لحق بالمؤسسة المالية الماليزية من خسائر كبرى فقرر بداية اللعبة الكبرى مع هذه المؤسسات العالمية وبتغطية من مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا وبلعبة بمنتهى الذكاء والحرص بدأ الماليزيون يبيعون إلى عشرات المصارف في وقت واحد مليارات الدولارات من عملة واحدة معينة مما يؤدي الى اهتزاز الثقة بتلك العملة وينهار سعر صرفها وهكذا وعندما ينهار سعر صرفها الى الحد المطلوب يقوم الماليزيون فجأة بشراء العملة مجددا بمليارات الدولارات فيحققون أرباحا دسمة عندما تعود لسعرها الحقيقي وهكذا وفي دقائق معدودة قاموا بضخ مليارات الجنيهات الاسترلينية في المصارف مما أدى الى فقد الجنية الاسترليني خمسة سنتات امريكية دفعة واحدة ثم قاموا بشرائها مجددا مما جعل المصرفيون البريطانيون يصابون بالجنون وهكذا أعطوا المؤسسات الغربية الدرس لكن الجميع كان يدرك من داخله أن الرأسمالية لعبة قذرة ..!!
- من المعلوم أن انهيار مصرف مالي كبير ربما يتبعه انهيار مصارف قارات بأكملها مثلا في الازمة المالية الاخيرة عام 2008 عندما أعلن مصرف ليمان براذرز افلاسه انهارت مصارف العالم اجمع وفقد العالم تريليونات الدولارات جراء تلك الازمة لكن هناك نقطتان مثيرتان أولا لماذا تنهار المصارف تباعا كالدومينو ثانيا اين تذهب هذه التريليونات فالانتاج لم يتأثر والمصانع تنتج والاراضي مثمرة والسماء تمطر أين ذهبت فجأة في خلال ايام قليلة تلك التريليونات من الدولارات كيف دخل بهدوء نصف مليار نسمة تحت خط الفقر جراء تلك الازمة ؟؟ هل ما زلنا نعتقد ان الرأسمالية ايديولوجية شريفة ؟ -.
يقول Horst Koehler رئيس اتحاد صناديق الادخار الالمانية أن الازمات المالية لا يمكن تشبيهها إلا بالانفجارات النووية لانها تؤدي إلى نفس الخسائر ونفس الكوارث البيئية وطالما أصر العالم على أن يكون ليبراليا فعليه أن يستعد كل بضعة سنوات لكارثة نووية رأسمالية.. ص147
-الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز قال أن اقتصادات السوق من المستحيل اصلاحها من داخل السوق فالسوق ذاتي الهدم ولذا ففي الأزمة المالية العالمية التي حدثت في ثلاثينات القرن الماضي قد وضع حلا مجنونا يوافق جنون تصرفات السوق المالية إذ طلب من الحكومة الامريكية إقرار مشروعات قومية كبرى وانفاق استثماري ضخم وتدخل حكومي مباشر مثل حفر انفاق عملاقة ثم ردمها مرة اخرى بغية تحريك العاطلين وتدويل الاموال -.
البطالة الناتجة عن الترشيد الغير معقول وتسريح اكبر عدد يمكن تسريحه من العمال كل هذا يفرز نمو انتاج بلا عمل وفي النهاية هو نمو بلا قيمة وفي أجواء الرأسمالية لا تصلح الإضرابات أو طلبات النقابات العمالية إذ أنه خلال أيام قليلة يتم تفكيك أكبر المصانع وإعادة تركيبها في الهند حيث العمالة بأدنى الاجور " عندما قرر صاحب مشروع Viessmann لمراجل التسخين في ألمانيا عندما قرر نقل مشروعه الى التشيك وافق العمال البالغ عددهم 6500 عامل دونما اعتراض على العمل 3 ساعات إضافية بلا اجر"... ص209
عندما أعلنت شركة Caterpillar العملاقة لتصنيع المعدات والآلات والجرارات في عام 1992عن تخفيض أُجور العمال بنسبة 20% وزيادة ساعات العمل ساعتين اضافيتين قام العمال باضراب استمر 18 شهرا فهم الذين قاموا بجعل Caterpillar في المقدمة عالميا وهم الذين أدخلوا في جيوب رؤسائها ملايين الدولارات من الارباح الان يُطلب منهم عمل اكبر وراتب اقل وبعد 18 شهر خسرت نقابة العمال 300 مليون دولار لتوفير المعيشة للمضربين ولم تحقق الشركة شيئا من مطالب العمال وقالت من الافضل ان يعودوا لعملهم متى ارادوا وفق شروط زيادة ساعات العمل وخفض الرواتب وعاد العمال مضطرين الى اعمالهم ..ص185
ما أسهل أن يتم الاستعاضة عن المضربين بعمال جدد كما يقول Donald Fites مدير شركة Caterpillar واصبح العامل يحصل في امريكا على اجر يقل عما كان يتقاضاه من عشرون عاما .. ولذا يقول Lester Thurow الاقتصادي بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا بوسع المرء الآن أن يدعي أن رأسماليو أمريكا قد أعلنوا الحرب على عمالهم وأنهم قد فازوا بها إنها حرب طبقية .. ص192
العولمة أطبقت على فريستها على نحو لا مفر منه فها هي حكومات أغنى واكبر دول العالم تبدو كما لو كانت أسيرة سياسة لم تعد تسمح بأي توجه آخر.. ص184
مدير شركة هاينز Heintz للمواد الغذائية Anthony O’Reilly يبلغ راتبه السنوي 80 مليون دولار .
عندما تصف مجلة Newsweek الرأسمالية الامريكية بالرأسمالية القاتلة لابد أن نتوقف.. ص197
أعلن Stephan Roach رئيس الاقتصاديين لدى مصرف Morgan Stanley والمصرفي العالمي اعلن ردته عن الرأسمالية واعتبر أنه كان تحت مخدر ان الرأسمالية يمكن ان تؤدي الى الجنة .. ص198
في الشركات العابرة للقارات لن تقرأ عبارة Made in Germany وإنما تقرأ Made by Mercedes أو Made by Ford
بسبب الترشيد الحاد وتقليص العمالة قدر الامكان ضاعت في الفترة من 1991 الى 1995 في صناعة السيارات حوالي 300 الف فرصة عمل في ألمانيا وحدها مع ان عدد السيارات المنتجة سنويا ظل ثابتا ..ص202
التسريح المباشر الذي يُعبَر عنه في لغة الساموراي بقطع الرأس هو أفضل ما لدى الرأسمالية من نمو وفي بلد يملك ثلث ثروة العالم وهنا 45 % من العاملين يتعين عليهم العيش بعقود مؤقته .
أعلنت Bayer و Hoechst و BASF وهي مؤسسات عملاقة للصناعات الكيماوية أعلنوا أن ما حققوه من ارباح عام 1995 فاق ما حققوه طوال السنين الماضية إلا أنهم سيسرحون مجددا عددا آخر من الايدي العاملة علاوة على 150 ألف فرصة عمل شطبوها قبل عام واحد فقط ويعترف رئيس مؤسسة Bayer السيد Manfred Schneider يعترف ان الناس يعلمون بوجود تناقض في الامر ..ص205
يؤكد Juergen Dormann احد القادة الاداريين في Hoechst أن كل تمرد على تسريح العمالة هو مبالغة في الوطنية .. ولذا يعتبر Frank Teichmueller رئيس نقابة الصلب بشمال المانيا أن الرأسماليين مجرد كلاب مسعورة .
عندما قرر Juegen Schrempp مدير مؤسسة دايملر بنز العملاقة عندما قرر تسريح 56 ألف عامل بمجرد اتخاذ هذا القرار ارتفعت أسهم الشركة بمقدار 20 % وصار الرجل ثوريا وكالت الصحف الاقتصادية المديح له باعتباره منقذ شركات ديملر بنز العالمية ..ص208
لقد قامت الرأسمالية بتركيع البروليتاريا .. وعندما استغلت الرأسمالية أُوربا وبعد انهيار الشيوعية اظهرت الرأسمالية وجهها القبيح فاعلنت الخطة أوربا 92 والتي كانت تهدف لخصخصة المؤسسات الاوربية وأدت هذه الخطة التي أعجبت الطليعة الليبرالية في ذلك الحين إلى تسريح خمس ملايين عامل على أدني تقدير وهذا في أوربا منجم فرص العمل والثروات.. ص213
أصبح دليل رفع الجدارة وقدرة المؤسسة على المنافسة داخل البورصات العالمية يتناسب طرديا مع القدرة على تسريح أكبر عدد ممكن من العاملين .
-بينما يؤكد الخبراء الليبراليون دائما للحكومات أن التحرير الاقتصادي سيجلب المعجزة الاقتصادية للبلد لكن المعجزة لا تحدث أبدا بل تحدث مهزلة ومجاعة ومناحة كما حدث في الارجنتين والبيرو وتشيلي وغيرها من الدول التي حاولت تطبيق الرأسمالية الليبرالية عبر تاريخها أربع مرات متتالية والحكومات تتبع نصائح صندوق النقد الدولي بمنتهى الأدب والرأسمالية تدور في البلاد والملايين تدخل تحت خط الفقر وتخرج الحكومات اللاتينية من محنة تطبيق الرأسمالية وهي أشد فقرا والجوعى يملئون الطرقات بعد أن يكون الرأسماليون الكبار قد قاموا بتعبئة الأجولة بالأموال في طريقهم إلى دولة جديدة -.
برامج التحرير الاقتصادي وتطبيق الرأسمالية والخصخصة واتباع نصائح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هي برامج ضياع فرص العمل وخراب البلاد النامية لا غير .
ما الذي يجعل دولة كالمكسيك متفقة ثقافيا وفكريا ودينيا وسياسيا لامريكا أن يكون نصف عمالها في حالة بطالة دائمة أو مؤقته ؟ فالحكومة والخبراء الامريكيين الذين يملئون البلد يريدون لها الازدهار وعلى مدى عشر سنوات نفذ ثلاثة رؤساء مكسيك جميع تعليمات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والحكومة الامريكية تنفيذا تاما والغوا كل العوائق في وجه المستثمرين الاجانب والغوا الضرائب الجمركية وعقدت المكسيك اتفاقية التجارة الحرة مع امريكا وكندا اتفاقية النافتا Nafta وكانت المكسيك على حد وصف الليبراليين التلميذ المثالي – تلميذ نجيب – وجاءت الشركات العملاقة الى المكسيك وظهر طوابير العاملين الجدد أمام المصانع لكن لم تمض اعوام قليلة حتى حققت المكسيك فشلا ذريعا فقد انهار اقتصاد الدولة الحالمة أمام الشركات العملاقة التي اغلقت كل الشركات المتوسطة وركعت الاقتصادات المتوسطة الحجم وتوقف الانتاج في مصانع المكسيك الاصلية وطرد الفلاحين الى المدن بفضل ماكينات الزراعة العملاقة وتركزت ثروة المكسيك كلها في أيدي الرأسماليين القادمين من الشمال (25 اتحاد صناعي قادم من الشمال امسكوا بثروة المكسيك ) وانهارت الدولة وارتفع العجز في الميزان التجاري ليفوق عجز الميزان التجاري للدول اللاتينية مجتمعة وانخفضت قيمة البيزو المكسيكي وانهار اقتصاد المكسيك وتعرضت لأكبر أزمة مالية طاحنة واقترضت المكسيك على أثر ذلك أكبر قرض في التاريخ فقد اقترضت من صندوق النقد الدولي 50 مليار دولار لحل كارثة الرأسمالية التي تم تطبيقها في البلاد وحدث أكبر ركود منذ أزمة الثلاثينات وأُعلن افلاس 15 ألف مشروع وفقد 3 مليون مواطن عملهم وانخفضت قيمة العملة المكسيكية للثلث في غضون 3 شهور.. ص 224
المكسيك بتطبيقه لقواعد اللعبة الرأسمالية لم يقف على عتبة الغنى وإنما على عتبة الفوضى والضياع .
عندما ظهرت النمور الآسيوية قامت بتطبيق سياسات اقتصادية لاقت استهجانا شديدا من الغرب وكانت تخالف قواعد اللعبة الرأسمالية تماما وقدمت الحكومات دعما ماليا للمؤسسات الوطنية وبدلا من المكسيك التي أصبحت شاة الرأسماليين المنحورة قامت النمور الاسيوية بتوجيه مباشر للاقتصاد وضرائب جمركية عالية للغاية في المنتجات التي لم تصل فيها تلك الدول لحدود المنافسة فقامت بحماية اقتصادها ومؤسساتها وصار الرأسماليون الغربين يخضعون صاغرين لقرارات الحكومات الجنوب شرق آسيوية البيروقراطية.
حكومة رئيس الوزراء مهاتير محمد في ماليزيا هي حكومة ديكتاتورية بمعايير الغرب وقبضت على السلطة قرابة عشرين عاما وأخضعت وسائل الاعلام لرقابة صارمة ومع ذلك مهاتير محمد أيقونة المعجزة الماليزية وانتقل بماليزيا من دولة زراعية نامية إلي دولة لا يختلف دخل العامل السنوي فيها عن الدخل السنوي للعامل الامريكي .
العامل في المؤسسة الرأسمالية حاله اسوأ من العبيد قديما فالعاملات في مؤسسة سيمنز لانتاج رقائق الكمبيوتر في جنوب شرق آسيا يتم أولا استيرادهن من الدول المجاورة الفقيرة بجوزات سفر لمدة ثلاثة سنوات فقط ويتم ادخالهن المصانع بأدنى الاسعار ويسكن في بناية يمتلكها المصنع وتقفل أبوابها في الليل كما لو كانت سجنا وللحيلولة دون هروبهن قبل انتهاء عقودهن خلال السنوات الثلاث ارتأى مدير سيمنز ان تسحب منهن جوازات السفر .. والعاملات في الصين يعملن 15 ساعة في اليوم ويجبرن على رهن الراتب حتى ينتهي العمل كضمانة لعدم هروبهن وفي الليل يحشرون في قاعات نوم ضيقة مقفلة الابواب ولذا ففي حال اندلاع حريق بمصانع الصين دائما يكون الضحايا بالمئات ومات 11 ألف عامل في ستة أشهر فقط وتكرر اندلاع النيران 28 الف مرة والتذمر على قوانين العمل في تلك البلاد يعني 3 سنوات سجن طبقا للقانون..ص233
لقد طار الايمان بالرأسمالية يعادل ايمان الاطفال بالخرافات كما تقول الصحيفة الفرنسية Le Monde Diplomatique .
لماذا تصر أوربا على الانتحار ؟؟ لماذا تتبع الرأسمالية بحذافيرها .... Glenn Downing مستشار المشروعات في واشنطن .
الحلم الامريكي الذي لا يتحقق أبدا فنصف الراتب في إيجار الشقة والزوجان يعملان بجد 12 ساعة يوميا وكما يقول C. Fishman بمجلة Harper’s Magazine الامريكية المرموقة يقول بالرغم من أني أبلغ الثلاثين عاما وأبيض البشرة وخريج أرقى الجامعات مما يؤهلني لعمل وكسب مريح الا ان الادخار شيء خيالي ..ص263
الحالة النفسية لملايين الامريكيين ترتفع وتنخفض في اليوم الواحد عشرات المرات بارتفاع وانخفاض مؤشر داو جونز Dow-Jons-Index
كلما اتسعت اللبرالية كلما ظهرت دعوات لعودة الفاشية وكما يقول الصحفي الامريكي المرموق William Greider اننا نمر في ظرف يسبق عادة المرحلة الفاشية وقد ظهرت دعوات التطرف السياسي في كل دول العالم وفي قلب الدول العلمانية فالجميع أدرك سيئات العولمة وفي النمسا غضب الشعب لانضمام النمسا للاتحاد الاوربي مما يعني ضياع هوية النمسا واكتساح العولمة لما تبقى من قيم وفي نيوزيلندا يظهر حزب نيوزيلندا أولا New Zealand First وصار بوسع زعيهما Winston Peters تسلم زمام الحكم عما قريب .. وفي استراليا الاعتصمامات المعادية للأجانب في كل مكان فالجميع يرفض الانغماس التام في العولمة ويتحدث الان النمساويون عن طرد 100 الف يهودي يقطنون مقاطعة Prater الجميلة ..ص277
لنعطي مثالا لتأثير الرأسمالية على العقلية الاوربية فان Huber كان سباكا بسيطا في النمسا وظل سباكا لمدة خمسة وعشرين عاما وينتخب بانتظام ويشارك في الحقوق الديموقراطية بانتظام وما أن طُبقت الرأسمالية على النمسا وفقد عمله البسيط فاضطر أن يعمل بوابا واذا به من عام 1994 بدء ينتخب بانتظام اليميني المتطرف Haider Joerg إنها ردة فعل على فشل الرأسمالية على المستوى الجماهيري ..ص286
إن مذابح الهوتو Hutu في التسعينيات وتزامنها مع الألعاب الاولمبية في الولايات المتحدة الامريكية لم تسمح لبطرس غالي الأمين العام للامم المتحدة في ذلك الوقت أن يعكر صفو الامريكيين و
أن يشغلهم عن تلك اللحظة التاريخية في دورة اتلانتا الاولمبية الرائعة ..ص288
إن صندوق الحلول الرأسمالية لا يُفتح إلا عند تحسن الحالة الاقتصادية للدول هكذا يقول مؤتمر ريودي جانيرو وهكذا كانت وصية المؤتمر بعد أن تم بالفعل وضع كل توصيات المؤتمر ومقترحاته في صندوق كبير وتم اقفاله ووضع على الصندورق لوحة تقول لا يفتح الا بعد تحسن الحالة الاقتصادية ..ص291
في المؤتمر العالمي للسكان في القاهرة عام 1994 راح آل جور نائب الرئيس السابق بيل كلينتون يكيل المديح لتلك المدن التي صارت معدلات الزيادة السكانية بها تساوي صفرا وراح مدير مؤسسة CNN تيد تيرنر Turner Ted يكيل المديح لمنظمي النسل .. لكن يبقى السؤال ما الذي يدفع رجل بحجم تيد ترنر وزوجته صاحبة الاوسكار وما لهما من ثراء ضمن اغنى 400 شخصية في العالم حسب الفوربس ما الذي يدفعهما للاهتمام بتحديد نسل العالم الثالث ؟؟ .. ص298
دايملر بنز هذه المؤسسة العريقة لم تعد تدفع الآن أي ضرائب بفضل الاعيبها الشهيرة " بما انها مؤسسة عابرة للقارات فتزعم أن أي ربحية تحصل عليها هي من دولة اخرى غير الدولة التي تطالبها بالضرائب – كما فعلت مرسيدس بنز حيث ادعت ان ثلث ارباحها قد حصلت عليها من دولة اخرى مع أن تلك الدولة لم تنتج فيها ولا سيارة واحدة . " فضلا عن ذلك فانها تحصل على 500 مليون مارك الماني من ميزانية البحث العلمي لتطوير الابحاث العلمية الخاصة بها ..ص318
اصبحت الشركات العابرة للقارات تمثل الاقتصادات الطفيلية ففي أي لحظة تترك تلك الدولة لتذهب لدولة اخرى تاركة ورائها آلاف العمال المُسرحين.
يقول احد موظفي الانتربول " ما في مصلحة التجارة الحرة هو في مصلحة مرتكبي الجرائم أيضا " ..ص323
جميع المجرمين يأخذوق بقواعد اقتصاد السوق ..Regensburger Herrman وزير الدولة للشئون الداخلية في بافاريا .
لقد كانت الرأسمالية الغربية والليبرالية المادية هي السبب المباشر في تقويض القيم الاجتماعية القديمة والقضاء على قواعد التكافل والمآخاة واندلاع حربين عالميتين ووصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في عشرات الدول فسياسة دع المرء يعمل بما يخدم مصلحته ودعه يمرر البضائع بين الدول ورؤوس الاموال بين القارات هذه السياسة تدمر الامم بعد أن تكون قد دمرت القيم .
فوز الداروينيون الاجتماعيون بمقاعد في الكونجرس الامريكي شيء يثير الحيرة .
ظهرت دعوات في قلب الدول الرأسمالية مفادها أن المرأة ليست بحاجة للعمل مثل الرجل وشعارها More Jobs for boys.
انذار انهيار عالمي في البورصات وافلاس البنوك والمؤسسات التي تدر أرباحا بالمليارات أصبحت اشياء ننتظرها كل يوم .
عندما كانت امريكا تحارب امبراطورية الشر ( روسيا ) كان من مصلحة امريكا أن يعم الرخاء والاستقرار اوربا الغربية كواجهة حسنة للرأسمالية ودليل على فشل الشيوعية ( فتم مثلا تقديم قرض مشروع مارشال العملاق ) إلا أن حاجة واشنطون إلى اوربا انتفت الان وهي تعامل أوربا معاملة السيد للعبد وصدقت امريكا على قانون تمنع بموجبه الشركات الاوربية الناشطة في مجال البترول والبناء من الدخول إلى السوق الامريكية اذا استمرت في التعامل مع ايران أو ليبيا فاضطرت الشركات صاغرة إلى التنازل للقانون الامريكي الملزم ..ص343
العدالة ليست مسألة يقررها السوق ولذا يقول الملياردير الشهير Rolf Gerling أن تصوراتنا عن الرأسمالية بدأت تهتز بلا مراء ..ص347
يقول رئيس فيات الاسبق Umberto Agnelli أنه عندما تنتصر الرأسمالية ينتصر الانكفاء على الذات .
عندما نخسر فرص عمل بفتح الاسواق وعدم مقدرتنا على المنافسه فعلينا اغلاق الاسواق لحين المقدرة على المنافسة ...- أي على الدول النامية أن تترك الرأسمالية إلى حين مقدرتها على منافسة أوربا والغرب وإلا فالتدمير الاجتماعي والاقتصادي سيُكتب على يد الرأسمالية -. ص355
ما بين - -. تعليق شخصي
المصدر : فخ العولمة GLOBAL TRAP..هانس بيتر مارتن – هارالد شومان ..ترجمة د.عدنان عباس علي .. عالم المعرفة اكتوبر 1998
ظهر ما يعرف بأُممية رأس المال حيث يهدد الرأسماليون الحكومات بهروب رأس المال ما لم تستجب لطلباتهم مثل تسهيلات ضريبية .. مشروعات تحتية مجانية .. الغاء قوانين الحد الادنى للاجور .. وصار الاتجاه الليبرالي المغرق في التطرف حتمية اقتصادية لا يمكن الوقوف في وجهها في الدول التي وافقت عليها ابتداءا .
دخول وخروج الميارات في لحظات على شاشات الكمبيوتر كيف تحافظ أي مؤسسة في العالم أمام هذا التحرك المدهش لرأس المال على أسعار الصرف والفائدة واسعار الاوراق المالية فالعالم صار رهينة في قبضة حفنة من المضاربين الكبار إنهم يتحكمون في رفاهية وفقر أُمم بأكملها.. ص12
العولمة تجبر الدولة على عدم التدخل وترك المنافسة للسوق مما يعني مذبحة صغار الصناع وصغار التجار وصغار المهنيين وانهيار الطبقة المتوسطة لصالح المستثمرين الكبار .
في فندق فيرمونت المدهش Fairmont - Hotel فخر سان فرانسيسكو وأيقونة الرأسماليين وكاتدرائية الثراء في العالم في سبتمبر عام 1995 اجتمع خمسمائة من قادة العالم في مجالات الاقتصاد والسياسة والمال وكان من بين الحضور جورج بوش الأب وجورباتشوف ومارجريت تاتشر ورؤساء الشركات والمؤسسات العملاقة مثل CNN وأقطاب المال والكمبيوتر وأساتذة الاقتصاد في جامعات ستانفورد وهارفرد وكان المطلوب منهم قضاء ثلاثة أيام للتفكير بعمق وتركيز لتوضيح معالم الطريق إلى القرن الواحد والعشرين وبعد مداولات ونقاشات حادة وهادئة خرجت النتيجة المدهشة لقد اختزل الحاضرون المستقبل إلى العددين 20 و 80 وظهر مصطلح Tittytainment وحسب المصطلح فإن 20% من سكان العالم ستكفي تماما للحفاظ على نشاط الإقتصاد الدولي ويؤكد عملاق التجارة Washington Sy Cip هذا الرأي إذ يقول :" لن تكون هناك حاجة إلى ايد عاملة أكثر من هذا ." فخُمس قوة العمل ستكفي لانتاج جميع السلع وسد حاجة المجتمع العالمي إن هذه ال20% هي التي ستعمل وتكسب المال وتستهلك وسيكون الأمر كذلك عند أي بلد يطبق البرنامج الغربي ..!! ولكن ماذا عن الآخرين ماذا عن ال80% العاطلين وهنا يظهر مدير مؤسسة سان Scoot Mc Nealy ليجيب ببساطة عن الأمر قائلا :-" المسألة في المستقبل هي ببساطة :- إما أن تأكل أو تُؤكل ..to have lunch or be lunch "لقد رُسمت في فيرمونت الخطوط العريضة للنظام الاجتماعي الجديد .. اختفاء الطبقة المتوسطة وظهور الأثرياء والمعدمين .. لم يعترض أحد من الخمسمائة الحضور على هذه الرؤية بل لم يروا فيها ما يستحق المناقشة .. ومصطلح Tittytainment مصطلح غير معروف أصلا في اللغة الانجليزية وهو يفيد معنى التسلية المخدرة إذا تم تقطيعه وتجزئته والمقصود منه تهدئة باقي سكان المعمورة المحبطين ال80% الذين مات عندهم العمل كما يقول جريمي ريفكن Jeremy Rifkin في كتابه نهاية العمل .. ص22-23
اليونان تعلن حالة تقشف عامة وتليها البرتغال وتسبقهما ايسلندا وتخرج الشعوب متمردة في مظاهرات غضب شديدة وتظهر القيادة الألمانية قائلة التحول أضحى أمرا لا مفر منه إن على كل فرد أن يتحمل قسطا من الحرية كل هذا يحدث على الرغم من ارتفاع الانتاجية باطراد إن ما يمر به الغرب هذه الأيام ليست أزمة اقتصادية وإنما أزمة أيديولوجية ولذا خرجت المظاهرات .. ص27
لقد قال كارل ماركس منذ 143 عاما :- " الانتاج الرأسمالي لا يميل في العموم الى رفع متوسط مستوى الاجور إنما يميل الى تخفيضه او الى الضغط على قيمة العمل الى أدنى مستوى ." خطاب كارل ماركس في المؤتمر العام في لندن عام 1865فالرأسمالي يريد إعطاء العامل الحد الادنى اللازم للمعيشة وكل مداولات ومجادلات الحكومات والمؤسسات المدنية من ناحية والرأسماليين من الناحية الاخرى هي لتحديد هذا الحد الأدنى فالجميع يتفق على الفكرة والجميع رضخ لها في الجو الرأسمالي الذي يسود العالم حاليا في ظل غياب نظام اقتصاي منافس .
معدل انتشار الجريمة في الغرب صار امرا مرعبا يكفي ان نعلم أن ولاية كاليفورنيا مثلا التي تحتل المرتبة السابعة في قائمة القوى الاقتصادية العالمية فاقت الجريمة كل الحدود وصار معدل الانفاق على السجون فيها المجموع الكلي لميزانية التعليم وينفق المواطنون الامريكيون على حراسهم المسلحون ضعف ما تنفقه الدولة على الشرطة ..ص 32
لا تريد المؤسسة الرأسمالية مواطنون فائضون عن الحاجة Surplus People .. صارت المنافسة العالمية هدفها الصريح أعلى جدارة وادنى اجور .
في قلب الأمازون وفي الأكواخ العفنة على ضفاف نهر Rio Purus وفي وسط هجين خلفه تزاوج بقايا الهنود الحمر مع المستعبدين السود من أفريقيا وقفت المؤسسات الدعائية الليبرالية وشركات البناء العملاقة مثل مندس جونيور Mendes Junior بحملات واسعة للحياة المريحة تصور الغرب الفردوسي وصور الفيلات الشبيهة بالنمط الأمريكي ويتم اهداء المواطنين اشرطة فيديو رومانسية من انتاج هوليود وفي النهاية تقوم هذه المؤسسات الدعائية باقتلاع ما تبقى من اشجار الخشب الماهجوني Baeume Mahagoni بينما السكان الاصليون غارقون في احلام العولمة التي ستطل عليهم يوما ما.. ص38
كيفت انتصرت دعاية ميكي ماوس الامريكية على دعاية ستالين الشيوعية ؟؟ هذا هو السؤال المشروع فقط أما كلاهما فدعاية وهمية ولذا يصف بنجامين باربر Benjam R. Barber بجامعة رتجرز الدعاية الامريكية بأنها دعاية الكذب والبهتان فميزانية صناعة الدعاية كلفت الولايات المتحدة 250 مليار دولار وهذا المبلغ بحد ذاته يكفي لسداد ديون الدول الفقيرة مجتمعة .. يبقى السؤال لماذا انتصرت ديزني وماكدونالز وmtv لقد صارت زغاريد مادونا وصراخ مايكل جاكسون أذان النظام العالمي الجديد كما يقول Nathan Gardels .
عملاق الإعلام روبرت مردوخ صاحب أكبر مؤسسات وقنوات إخبارية في العالم يتابعها 3 مليار نسمة يوميا صدمته الصين حين ترددت في قبول خدماته الاعلامية لأن الصين تضع صيغة ملزمة مفادها لا جنس لا عنف لا أخبار وبداهة دولة كالصين لن تسمح بأضحكومة ال Tittytainment المفروضه على باقي العالم من قبل العلمانيين فما تبثه هذه المؤسسات من صور يدغدغ الاحلام ويدمر الشباب ويصنع عبيد الليبرالية الجدد ..ص42
كل أسبوع يتحول مليون نسمة إلى فقراء بانتظام وهدوء تام ..ص53
المعونات التي تقدمها ألمانيا تقارب 0.31 % من مجموع الناتج القومي بينما تقدم النمسا 0.34% ..ص54
سيكون الإسلام بسبب تأييده المطلق للمقهورين والمظلومين أكثر جاذبية فهذا الدين المطرد الإنتشار على المستوى العالمي هو الديانة الوحيدة المستعدة للمنازلة والكفاح كما يقول كابلان ولذا فليست مصادفة ان يكسب المتحمسون الدينيون من المغرب وعبر الجزائر وحتى الهند أنصارا أكثر فأكثر ..ص57
صار مجتمع الجنوب يتحمل سنويا 125 كارثة طبيعية سببها تلوث المناخ وارتفاع حرارة الارض بسبب استهلاك الشمال مما ادى إلى عواصف وفيضانات مقررة بانتظام على الجنوب وأصبح ارتفاع سطح البحر أمر لا مفر منه البتة ولكن ماذا تفعل الشعوب وقد صار مفعول السيارة الخاصة كمفعول الافيون وهي هدف كل شاب مبتديء في حياته العملية وتحولت الليبرالية إلى أفيون الشعوب فالسيارة الخاصة شاهدة على الثروة والحرية الشخصية المزعومة.
إن الأحلام تبقى أحلاما وإن ثبت بطلانها منذ أمد بعيد .
ارتفاع حرارة الأرض بصورة غير منظورة ويقولون أن سياحة الشتاء ستختفي من كثير من مدن العالم وأولها النمسا بعد عشر سنوات من الآن وأربعة اخماس البشرية تقطن على مدن ساحلية وكلها مهددة بالزوال حال ارتفعت حرارة الارض 1.5 درجة عن المعدلات الحالية أي أننا على حافة هاوية بفضل تقدم الغرب ... ان العدو الحقيقي في الحضارة الغربية الحديثة هو الانسان نفسه كما يقول برتراند شنايدر من نادي روما .
في يناير عام 1995 أعلنت الحكومة المكسيكية عن عزمها على تخفيض قيمة عملتها الوطنية بمقدار خمسة سنتات أمريكية الأمر الذي تسبب في حالة ذعر خيمت على العالم أجمع وراح المستثمرون يسحبون رؤوس الأموال من المكسيك بجنون شديد وراح سعر صرف العملة المكسيكية ينخفض من يوم الى آخر وفجأة راح المستثمرون في بلدان جنوب سرق آسيا بسحب أموالهم بطريقة فجائية وانسحبت تلال الاموال خلال ايام قليلة وبدأ الدولار ينخفض واهتز العالم كله وكأنه أمام شبح الأزمة المالية العالمية التي سادت في ثلاثينات القرن الماضي واعترف محافظ البنك المركزي الأمريكي Greenspan Alan أمام الكونجرس قائلا :-" إننا امام عملية هروب جماعي لرؤوس الأموال على مستوى العالم "ولم يبق أمام بيل كلينتون ومدير صندوق النقد الدولي المخضرم الحازم ميشيل كامديسو Michel Camedessus الا تقديم أكبر قرض في التاريخ للمكسيك مما يعرض سمعة كليهما المهنية ومستقبلهما السياسي للخطر الشديد وبالفعل تم تقديم قرض قيمته خمسين مليار دولار فورا للمكسيك من أموال دافعي الضرائب وقد وصف Willem Buiter أستاذ الاقتصاد بجامعة كامبريدج العملية بأنها " هدية قدمها دافعو الضرائب للأثرياء "فقد جنى الرأسماليون والمضاربون في البورصات مليارات الدولارات الممنوحة وهدأت المهزلة واتزنت البورصات العالمية بعد أن جنى المضاربون والرأسماليون دعاة الليبرالية مليارات الدولارات الجديدة وبالفعل فقد اعترف مدير صندوق النقد الدولي صراحة بالامر وقال :- " ولكننا ماذا نفعل اذا كان العالم في قبضة هؤلاء الصبيان " لقد وقع العالم أجمع في فخ حفنة الرأسماليين .. لقد كان ملايين البشر عرضة للإفلاس بسبب مجموعة مضاربين يراهنون على مستقبل ملايين البشر من اجل تضحيم ثرواتهم ..!! لقد سلطت الأزمة المكسيكية الأضواء على طبيعة النظام الرأسمالي بأكمله فقد بدا صندوق النقد الدولي والحكومات العالمية مجرد عرائس يلعب بها الرأسماليون كما يحلو لهم .. لقد كانت محنة المكسيك حالة مفضوحة تشهد على مشكلة الليبرالية الرأسمالية لقد كانت الحكومات تقوم بدور المشاهد المغلوب على أمره وقد اعتبر جاك شيراك أن " الرأسماليون يجب اعتبارهم كوباء الإيدز في الإقتصاد العالمي "والمدهش أنه لم تكن ثمة مؤامرة البتة بل هذه هي طبيعة السوق الرأسمالية والمشكلة تكمن في طبيعة السوق لا ضمائر المضاربين فلا يجري وراء الكواليس لقاءات سرية لخفض سعر عملة أو رفع سعر أخرى بل كل ما يجري هو نتاج تطبيقات الرأسمالية فانطلاقا من مبدأ ضرورة تحرير السوق والتجارة وسعر الصرف للعملات وانتقال العملات بحرية بين الدول والمصارف أُزيلت كل الحواجز وخرج المارد ولا يستطيع الآن أحد ايقافه إنه مارد الأيديولوجية الرأسمالية ..وأصبح شرط صندوق النقد الدولي لأي دولة تطلب قرضا أن تحرر تلك الدولة سعر صرف عملتها ..ص86
اقتصاد البورصات والمضابات والمراهنات هو اقتصاد وهمي وتحقق شركة سيمنز بعملياتها الورقية والنقدية ارباحا تفوق ما تحققه بمنتجاتها المعروفة في أرجاء المعمورة.. ص96
كتبت المجلة الاقتصادية الامريكية Business week كتبت في صفحة غلافها عن جورج سورس الملياردير الامريكي الشهير والمضارب الاشهر في البورصات كتبت تقول The man who moves the markets الرجل الذي يحرك الأسواق فمثلا أحد العاب مؤسسة سورس كانت كالتالي تقوم المؤسسة بأخذ قروض بالجنيه الاسترليني وبمقادير تتزايد من يوم لآخر ويتم تحويل القروض إلى ماركات المانية فورا وتم سحب مبالغ ضخمة واعتبرت المؤسسة ان المصرف المركزي البريطاني سيفقد ما لديه من احتياطي كلما كان عدد الذين يقتفون خطا المؤسسة أكبر ولن تفعل بريطانيا شيئا حيال الأمر بل ستقف شاهدة على انهيار قوتها الاقتصادية فطبقا لقوانين الليبرالية لا يحق لها التدخل ويجب عليها السماح بتحرك رأس المال كما يحلو للجميع بدأ المصرف المركزي يشعر بالقلق فقام برفع سعر الفائدة على القروض بمقدار 2% في تمام الساعة الثانية مساءا من ذلك اليوم حتى يقلل من الإقتراض وبسرعة أدرك المراهنون اللعبة فقاموا باقتراض الجنيهات الاسترلينية وتحويلها الى ماركات المانية في الرابعة عصرا كان المصرف المركزي البريطاني قد فقد نصف ما لديه من احتياطي واستسلم للهزيمة وفي خلال ساعات معدودة خسر الجنيه الاسترليني عشر قيمته الأمر الذي حقق للمقترضين أرباحا خيالية وربحت مؤسسة سورس في اللعبة مليار دولار كاملة .. وتتكرر الالعاب الرابحة ماديا والوهمية اقتصاديا .
المصارف المركزية في دول العالم تقارع باستمرار محاولات المضاربين للاضرار باقتصادات الدول إذ صار الاضرار باقتصادات الدول لعبة مشروعة داخل الرأسمالية ولا يرى أنصار السوق العالمية الحرة في هذا أمرا باطلا فهو ركن من أركان اقتصادات السوق الحرة .
هناك من الكاريبي الي لشتنشتاين مائة منطقة متناثرة في ارجاء المعمورة تدير منها المصارف اموال زبائنها وتخلصها بانتظام من قبضة وطنها الام حيث يخضع افشاء هوية صاحب الحساب للعقوبة حتى ان كان الراغب في معرفة الهوية مؤسسة حكومية ... وفي جزر الكيمن الكاريبية مثلا Cayman - Inseln والتي يصل عدد سكانها الى 14 ألف مواطن توجد بهذه الجزر 500 مصرف مسجل فيها والمصارف الحكومية تفتح حسابات لرؤوس الاموال الهاربة وتفوقت الودائع في هذه الجزر على ودائع جميع مصارف المانيا متحدة ... وهناك قرابة مائة ألف ثري قاموا بتهريب أموالهم الى جزيرة جبل طارق حيث نفس الامتيازات التي توفرها جزر الكاريبي ويقول مدير الفرع Bernd Oelffen هنا المودعون واثقين من كتمان معاملاتهم المصرفية .. فتتبع الثروات امر مستحيل عمليا فأبواب المصارف الرأسمالية مفتوحة على مصراعيها لأموال الجريمة ... فألمانيا مثلا تخسر نصف الأموال التي تجنيها من دافعي الضرائب فسنويا يتم تهريب 200 مليار مارك الماني الى لوكسمبورج .. ولا ننسى أن وحدات الخزن المركزية في المصارف الرئيسية العملاقة هي خارج نطاق التشريع الوطني تماما وهكذا ومع كل سنة ضريبية تمر تتعزز اللاعدالة أكثر وأكثر وتظهر طبقات من الانتهازيين الجدد الذين يجدون في المؤسسات الرأسمالية المأوى المناسب لهم ..ص108
-داخل أكبر وكالات تقييم الاستثمارات رواجا في العالم Moody’s Investor Service والواقعة في Church Street بنيويورك وعلى أعلى البوابة تمت كتابة نقش مذهب يقول ان " القرض شارك في زيادة ثروة الأمم مشاركة فاقت مجمل مناجم الذهب في العالم ألف مرة ." وتعطي الوكالة تقييمها للمصارف والبنوك بانتظام وتقييمها يأخذ به المستثمرون وعندما قامت بتقييم بنك ليمان برذرز بأمريكا حصل البنك على أعلى تقييم يمكن اعطائه وهم Aaa " تريبل ايه " وهو أعلى تصنيف لمؤسسة مصرفية في العالم وبعدها بأيام قليلة أعلن البنك افلاسه وخسر المقرضون مليارات من الدولارات -.
يقول مستشار بيل كلينتون James Carville :- " في السابق كنت أُمنى نفسي وأتمنى ان أولد رئيسا أو بابا .. أما الأن فإني أود أن أكون رأسمالي إذ بإمكاني أن أهدد من أشاء .".. ص118
لا يزال يحق لكل مواطن التصويت في الدولة الليبرالية ويحق له أن يقف ويصرخ في المظاهرات كما يحلو له .. حقا يحق للأغلبية اختيار من يشاؤون لكن ما يتحقق بعد الانتخابات يقرره الرأسماليون والقائمون على سوق المال .
-العراق مثلا قبل غزو الليبراليين لها كانت تتمتع بارتفاع مستمر في الاجور وبأفضل نظام رعاية طبية في العالم وكانت قد صنعت أكبر طبقة متوسطة في العالم وهذا ما تسعي إليه جميع الدول بما فيها امريكا كل هذا بعيدا عن الأفكار الليبرالية او الرأسمالية -.
المؤسسات الرأسماليه تسعى إذا أدارت مشروع إلى تقليل عدد العاملين فيه إلى أدنى حد وتسريح الباقين رغبة في زيادة الربحية لكن هذا الترشيد الاعمى للعمل يتجاهل كل القيم الاجتماعية والتكافلية ولا يراعي الاختلافات الثقافية والاجتماعية بين الدول .
حالات الركود الاقتصادي التي تنتاب الأُمم كل عام بل والعالم كله كل بضعة اعوام وتسبب افقار عشرات الملايين من البشر ليس سببها نقص الانتاج بل صراحة الانتاج يتزايد باضطراد وانما سببها أسواق المال والمضاربات وعندما انخفض الدولار فجأة بنسبة 20% من قيمته الحقيقية أوائل عام 1995 انتاب العالم كله الهلع وراح المستثمرون يحركون تلال اموالهم باتجاه دول جنوب شرق اسيا مما أدى إلى انهيار العملات الاوربية جميعا وحدوث الركود الاقتصادي الاوربي الشهير في التسعينيات .. فالأمر في الأسواق الرأسمالية يفتقر للمنطق بداهة كما يقول الخبير الاقتصادي الالماني Marcel Stemme وأصبحت الولايات المتحدة غير قادرة ان تفعل شيئا .
في عام 1988 قرر ريجان في لقاء سري في فندق بلازا في نيويورك مع مدراء مصارف اليابان وبريطانيا على التدخل وخفض سعر الصرف مما يعني أرباحا ضخمة وبالفعل فجأة تم خفض سعر صرف الدولار بنسبة 30% مما كان يعني أن احتياطي الدولار في المؤسسات والمصارف العالمية قد فقد ثلث قيمته دون ذنب ترتكبه هذه المؤسسات وخرج جعفر بن حسين رئيس مصرف Negara الأعظم في ماليزيا معلنا عن غضبه مما لحق بالمؤسسة المالية الماليزية من خسائر كبرى فقرر بداية اللعبة الكبرى مع هذه المؤسسات العالمية وبتغطية من مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا وبلعبة بمنتهى الذكاء والحرص بدأ الماليزيون يبيعون إلى عشرات المصارف في وقت واحد مليارات الدولارات من عملة واحدة معينة مما يؤدي الى اهتزاز الثقة بتلك العملة وينهار سعر صرفها وهكذا وعندما ينهار سعر صرفها الى الحد المطلوب يقوم الماليزيون فجأة بشراء العملة مجددا بمليارات الدولارات فيحققون أرباحا دسمة عندما تعود لسعرها الحقيقي وهكذا وفي دقائق معدودة قاموا بضخ مليارات الجنيهات الاسترلينية في المصارف مما أدى الى فقد الجنية الاسترليني خمسة سنتات امريكية دفعة واحدة ثم قاموا بشرائها مجددا مما جعل المصرفيون البريطانيون يصابون بالجنون وهكذا أعطوا المؤسسات الغربية الدرس لكن الجميع كان يدرك من داخله أن الرأسمالية لعبة قذرة ..!!
- من المعلوم أن انهيار مصرف مالي كبير ربما يتبعه انهيار مصارف قارات بأكملها مثلا في الازمة المالية الاخيرة عام 2008 عندما أعلن مصرف ليمان براذرز افلاسه انهارت مصارف العالم اجمع وفقد العالم تريليونات الدولارات جراء تلك الازمة لكن هناك نقطتان مثيرتان أولا لماذا تنهار المصارف تباعا كالدومينو ثانيا اين تذهب هذه التريليونات فالانتاج لم يتأثر والمصانع تنتج والاراضي مثمرة والسماء تمطر أين ذهبت فجأة في خلال ايام قليلة تلك التريليونات من الدولارات كيف دخل بهدوء نصف مليار نسمة تحت خط الفقر جراء تلك الازمة ؟؟ هل ما زلنا نعتقد ان الرأسمالية ايديولوجية شريفة ؟ -.
يقول Horst Koehler رئيس اتحاد صناديق الادخار الالمانية أن الازمات المالية لا يمكن تشبيهها إلا بالانفجارات النووية لانها تؤدي إلى نفس الخسائر ونفس الكوارث البيئية وطالما أصر العالم على أن يكون ليبراليا فعليه أن يستعد كل بضعة سنوات لكارثة نووية رأسمالية.. ص147
-الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز قال أن اقتصادات السوق من المستحيل اصلاحها من داخل السوق فالسوق ذاتي الهدم ولذا ففي الأزمة المالية العالمية التي حدثت في ثلاثينات القرن الماضي قد وضع حلا مجنونا يوافق جنون تصرفات السوق المالية إذ طلب من الحكومة الامريكية إقرار مشروعات قومية كبرى وانفاق استثماري ضخم وتدخل حكومي مباشر مثل حفر انفاق عملاقة ثم ردمها مرة اخرى بغية تحريك العاطلين وتدويل الاموال -.
البطالة الناتجة عن الترشيد الغير معقول وتسريح اكبر عدد يمكن تسريحه من العمال كل هذا يفرز نمو انتاج بلا عمل وفي النهاية هو نمو بلا قيمة وفي أجواء الرأسمالية لا تصلح الإضرابات أو طلبات النقابات العمالية إذ أنه خلال أيام قليلة يتم تفكيك أكبر المصانع وإعادة تركيبها في الهند حيث العمالة بأدنى الاجور " عندما قرر صاحب مشروع Viessmann لمراجل التسخين في ألمانيا عندما قرر نقل مشروعه الى التشيك وافق العمال البالغ عددهم 6500 عامل دونما اعتراض على العمل 3 ساعات إضافية بلا اجر"... ص209
عندما أعلنت شركة Caterpillar العملاقة لتصنيع المعدات والآلات والجرارات في عام 1992عن تخفيض أُجور العمال بنسبة 20% وزيادة ساعات العمل ساعتين اضافيتين قام العمال باضراب استمر 18 شهرا فهم الذين قاموا بجعل Caterpillar في المقدمة عالميا وهم الذين أدخلوا في جيوب رؤسائها ملايين الدولارات من الارباح الان يُطلب منهم عمل اكبر وراتب اقل وبعد 18 شهر خسرت نقابة العمال 300 مليون دولار لتوفير المعيشة للمضربين ولم تحقق الشركة شيئا من مطالب العمال وقالت من الافضل ان يعودوا لعملهم متى ارادوا وفق شروط زيادة ساعات العمل وخفض الرواتب وعاد العمال مضطرين الى اعمالهم ..ص185
ما أسهل أن يتم الاستعاضة عن المضربين بعمال جدد كما يقول Donald Fites مدير شركة Caterpillar واصبح العامل يحصل في امريكا على اجر يقل عما كان يتقاضاه من عشرون عاما .. ولذا يقول Lester Thurow الاقتصادي بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا بوسع المرء الآن أن يدعي أن رأسماليو أمريكا قد أعلنوا الحرب على عمالهم وأنهم قد فازوا بها إنها حرب طبقية .. ص192
العولمة أطبقت على فريستها على نحو لا مفر منه فها هي حكومات أغنى واكبر دول العالم تبدو كما لو كانت أسيرة سياسة لم تعد تسمح بأي توجه آخر.. ص184
مدير شركة هاينز Heintz للمواد الغذائية Anthony O’Reilly يبلغ راتبه السنوي 80 مليون دولار .
عندما تصف مجلة Newsweek الرأسمالية الامريكية بالرأسمالية القاتلة لابد أن نتوقف.. ص197
أعلن Stephan Roach رئيس الاقتصاديين لدى مصرف Morgan Stanley والمصرفي العالمي اعلن ردته عن الرأسمالية واعتبر أنه كان تحت مخدر ان الرأسمالية يمكن ان تؤدي الى الجنة .. ص198
في الشركات العابرة للقارات لن تقرأ عبارة Made in Germany وإنما تقرأ Made by Mercedes أو Made by Ford
بسبب الترشيد الحاد وتقليص العمالة قدر الامكان ضاعت في الفترة من 1991 الى 1995 في صناعة السيارات حوالي 300 الف فرصة عمل في ألمانيا وحدها مع ان عدد السيارات المنتجة سنويا ظل ثابتا ..ص202
التسريح المباشر الذي يُعبَر عنه في لغة الساموراي بقطع الرأس هو أفضل ما لدى الرأسمالية من نمو وفي بلد يملك ثلث ثروة العالم وهنا 45 % من العاملين يتعين عليهم العيش بعقود مؤقته .
أعلنت Bayer و Hoechst و BASF وهي مؤسسات عملاقة للصناعات الكيماوية أعلنوا أن ما حققوه من ارباح عام 1995 فاق ما حققوه طوال السنين الماضية إلا أنهم سيسرحون مجددا عددا آخر من الايدي العاملة علاوة على 150 ألف فرصة عمل شطبوها قبل عام واحد فقط ويعترف رئيس مؤسسة Bayer السيد Manfred Schneider يعترف ان الناس يعلمون بوجود تناقض في الامر ..ص205
يؤكد Juergen Dormann احد القادة الاداريين في Hoechst أن كل تمرد على تسريح العمالة هو مبالغة في الوطنية .. ولذا يعتبر Frank Teichmueller رئيس نقابة الصلب بشمال المانيا أن الرأسماليين مجرد كلاب مسعورة .
عندما قرر Juegen Schrempp مدير مؤسسة دايملر بنز العملاقة عندما قرر تسريح 56 ألف عامل بمجرد اتخاذ هذا القرار ارتفعت أسهم الشركة بمقدار 20 % وصار الرجل ثوريا وكالت الصحف الاقتصادية المديح له باعتباره منقذ شركات ديملر بنز العالمية ..ص208
لقد قامت الرأسمالية بتركيع البروليتاريا .. وعندما استغلت الرأسمالية أُوربا وبعد انهيار الشيوعية اظهرت الرأسمالية وجهها القبيح فاعلنت الخطة أوربا 92 والتي كانت تهدف لخصخصة المؤسسات الاوربية وأدت هذه الخطة التي أعجبت الطليعة الليبرالية في ذلك الحين إلى تسريح خمس ملايين عامل على أدني تقدير وهذا في أوربا منجم فرص العمل والثروات.. ص213
أصبح دليل رفع الجدارة وقدرة المؤسسة على المنافسة داخل البورصات العالمية يتناسب طرديا مع القدرة على تسريح أكبر عدد ممكن من العاملين .
-بينما يؤكد الخبراء الليبراليون دائما للحكومات أن التحرير الاقتصادي سيجلب المعجزة الاقتصادية للبلد لكن المعجزة لا تحدث أبدا بل تحدث مهزلة ومجاعة ومناحة كما حدث في الارجنتين والبيرو وتشيلي وغيرها من الدول التي حاولت تطبيق الرأسمالية الليبرالية عبر تاريخها أربع مرات متتالية والحكومات تتبع نصائح صندوق النقد الدولي بمنتهى الأدب والرأسمالية تدور في البلاد والملايين تدخل تحت خط الفقر وتخرج الحكومات اللاتينية من محنة تطبيق الرأسمالية وهي أشد فقرا والجوعى يملئون الطرقات بعد أن يكون الرأسماليون الكبار قد قاموا بتعبئة الأجولة بالأموال في طريقهم إلى دولة جديدة -.
برامج التحرير الاقتصادي وتطبيق الرأسمالية والخصخصة واتباع نصائح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هي برامج ضياع فرص العمل وخراب البلاد النامية لا غير .
ما الذي يجعل دولة كالمكسيك متفقة ثقافيا وفكريا ودينيا وسياسيا لامريكا أن يكون نصف عمالها في حالة بطالة دائمة أو مؤقته ؟ فالحكومة والخبراء الامريكيين الذين يملئون البلد يريدون لها الازدهار وعلى مدى عشر سنوات نفذ ثلاثة رؤساء مكسيك جميع تعليمات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والحكومة الامريكية تنفيذا تاما والغوا كل العوائق في وجه المستثمرين الاجانب والغوا الضرائب الجمركية وعقدت المكسيك اتفاقية التجارة الحرة مع امريكا وكندا اتفاقية النافتا Nafta وكانت المكسيك على حد وصف الليبراليين التلميذ المثالي – تلميذ نجيب – وجاءت الشركات العملاقة الى المكسيك وظهر طوابير العاملين الجدد أمام المصانع لكن لم تمض اعوام قليلة حتى حققت المكسيك فشلا ذريعا فقد انهار اقتصاد الدولة الحالمة أمام الشركات العملاقة التي اغلقت كل الشركات المتوسطة وركعت الاقتصادات المتوسطة الحجم وتوقف الانتاج في مصانع المكسيك الاصلية وطرد الفلاحين الى المدن بفضل ماكينات الزراعة العملاقة وتركزت ثروة المكسيك كلها في أيدي الرأسماليين القادمين من الشمال (25 اتحاد صناعي قادم من الشمال امسكوا بثروة المكسيك ) وانهارت الدولة وارتفع العجز في الميزان التجاري ليفوق عجز الميزان التجاري للدول اللاتينية مجتمعة وانخفضت قيمة البيزو المكسيكي وانهار اقتصاد المكسيك وتعرضت لأكبر أزمة مالية طاحنة واقترضت المكسيك على أثر ذلك أكبر قرض في التاريخ فقد اقترضت من صندوق النقد الدولي 50 مليار دولار لحل كارثة الرأسمالية التي تم تطبيقها في البلاد وحدث أكبر ركود منذ أزمة الثلاثينات وأُعلن افلاس 15 ألف مشروع وفقد 3 مليون مواطن عملهم وانخفضت قيمة العملة المكسيكية للثلث في غضون 3 شهور.. ص 224
المكسيك بتطبيقه لقواعد اللعبة الرأسمالية لم يقف على عتبة الغنى وإنما على عتبة الفوضى والضياع .
عندما ظهرت النمور الآسيوية قامت بتطبيق سياسات اقتصادية لاقت استهجانا شديدا من الغرب وكانت تخالف قواعد اللعبة الرأسمالية تماما وقدمت الحكومات دعما ماليا للمؤسسات الوطنية وبدلا من المكسيك التي أصبحت شاة الرأسماليين المنحورة قامت النمور الاسيوية بتوجيه مباشر للاقتصاد وضرائب جمركية عالية للغاية في المنتجات التي لم تصل فيها تلك الدول لحدود المنافسة فقامت بحماية اقتصادها ومؤسساتها وصار الرأسماليون الغربين يخضعون صاغرين لقرارات الحكومات الجنوب شرق آسيوية البيروقراطية.
حكومة رئيس الوزراء مهاتير محمد في ماليزيا هي حكومة ديكتاتورية بمعايير الغرب وقبضت على السلطة قرابة عشرين عاما وأخضعت وسائل الاعلام لرقابة صارمة ومع ذلك مهاتير محمد أيقونة المعجزة الماليزية وانتقل بماليزيا من دولة زراعية نامية إلي دولة لا يختلف دخل العامل السنوي فيها عن الدخل السنوي للعامل الامريكي .
العامل في المؤسسة الرأسمالية حاله اسوأ من العبيد قديما فالعاملات في مؤسسة سيمنز لانتاج رقائق الكمبيوتر في جنوب شرق آسيا يتم أولا استيرادهن من الدول المجاورة الفقيرة بجوزات سفر لمدة ثلاثة سنوات فقط ويتم ادخالهن المصانع بأدنى الاسعار ويسكن في بناية يمتلكها المصنع وتقفل أبوابها في الليل كما لو كانت سجنا وللحيلولة دون هروبهن قبل انتهاء عقودهن خلال السنوات الثلاث ارتأى مدير سيمنز ان تسحب منهن جوازات السفر .. والعاملات في الصين يعملن 15 ساعة في اليوم ويجبرن على رهن الراتب حتى ينتهي العمل كضمانة لعدم هروبهن وفي الليل يحشرون في قاعات نوم ضيقة مقفلة الابواب ولذا ففي حال اندلاع حريق بمصانع الصين دائما يكون الضحايا بالمئات ومات 11 ألف عامل في ستة أشهر فقط وتكرر اندلاع النيران 28 الف مرة والتذمر على قوانين العمل في تلك البلاد يعني 3 سنوات سجن طبقا للقانون..ص233
لقد طار الايمان بالرأسمالية يعادل ايمان الاطفال بالخرافات كما تقول الصحيفة الفرنسية Le Monde Diplomatique .
لماذا تصر أوربا على الانتحار ؟؟ لماذا تتبع الرأسمالية بحذافيرها .... Glenn Downing مستشار المشروعات في واشنطن .
الحلم الامريكي الذي لا يتحقق أبدا فنصف الراتب في إيجار الشقة والزوجان يعملان بجد 12 ساعة يوميا وكما يقول C. Fishman بمجلة Harper’s Magazine الامريكية المرموقة يقول بالرغم من أني أبلغ الثلاثين عاما وأبيض البشرة وخريج أرقى الجامعات مما يؤهلني لعمل وكسب مريح الا ان الادخار شيء خيالي ..ص263
الحالة النفسية لملايين الامريكيين ترتفع وتنخفض في اليوم الواحد عشرات المرات بارتفاع وانخفاض مؤشر داو جونز Dow-Jons-Index
كلما اتسعت اللبرالية كلما ظهرت دعوات لعودة الفاشية وكما يقول الصحفي الامريكي المرموق William Greider اننا نمر في ظرف يسبق عادة المرحلة الفاشية وقد ظهرت دعوات التطرف السياسي في كل دول العالم وفي قلب الدول العلمانية فالجميع أدرك سيئات العولمة وفي النمسا غضب الشعب لانضمام النمسا للاتحاد الاوربي مما يعني ضياع هوية النمسا واكتساح العولمة لما تبقى من قيم وفي نيوزيلندا يظهر حزب نيوزيلندا أولا New Zealand First وصار بوسع زعيهما Winston Peters تسلم زمام الحكم عما قريب .. وفي استراليا الاعتصمامات المعادية للأجانب في كل مكان فالجميع يرفض الانغماس التام في العولمة ويتحدث الان النمساويون عن طرد 100 الف يهودي يقطنون مقاطعة Prater الجميلة ..ص277
لنعطي مثالا لتأثير الرأسمالية على العقلية الاوربية فان Huber كان سباكا بسيطا في النمسا وظل سباكا لمدة خمسة وعشرين عاما وينتخب بانتظام ويشارك في الحقوق الديموقراطية بانتظام وما أن طُبقت الرأسمالية على النمسا وفقد عمله البسيط فاضطر أن يعمل بوابا واذا به من عام 1994 بدء ينتخب بانتظام اليميني المتطرف Haider Joerg إنها ردة فعل على فشل الرأسمالية على المستوى الجماهيري ..ص286
إن مذابح الهوتو Hutu في التسعينيات وتزامنها مع الألعاب الاولمبية في الولايات المتحدة الامريكية لم تسمح لبطرس غالي الأمين العام للامم المتحدة في ذلك الوقت أن يعكر صفو الامريكيين و
أن يشغلهم عن تلك اللحظة التاريخية في دورة اتلانتا الاولمبية الرائعة ..ص288
إن صندوق الحلول الرأسمالية لا يُفتح إلا عند تحسن الحالة الاقتصادية للدول هكذا يقول مؤتمر ريودي جانيرو وهكذا كانت وصية المؤتمر بعد أن تم بالفعل وضع كل توصيات المؤتمر ومقترحاته في صندوق كبير وتم اقفاله ووضع على الصندورق لوحة تقول لا يفتح الا بعد تحسن الحالة الاقتصادية ..ص291
في المؤتمر العالمي للسكان في القاهرة عام 1994 راح آل جور نائب الرئيس السابق بيل كلينتون يكيل المديح لتلك المدن التي صارت معدلات الزيادة السكانية بها تساوي صفرا وراح مدير مؤسسة CNN تيد تيرنر Turner Ted يكيل المديح لمنظمي النسل .. لكن يبقى السؤال ما الذي يدفع رجل بحجم تيد ترنر وزوجته صاحبة الاوسكار وما لهما من ثراء ضمن اغنى 400 شخصية في العالم حسب الفوربس ما الذي يدفعهما للاهتمام بتحديد نسل العالم الثالث ؟؟ .. ص298
دايملر بنز هذه المؤسسة العريقة لم تعد تدفع الآن أي ضرائب بفضل الاعيبها الشهيرة " بما انها مؤسسة عابرة للقارات فتزعم أن أي ربحية تحصل عليها هي من دولة اخرى غير الدولة التي تطالبها بالضرائب – كما فعلت مرسيدس بنز حيث ادعت ان ثلث ارباحها قد حصلت عليها من دولة اخرى مع أن تلك الدولة لم تنتج فيها ولا سيارة واحدة . " فضلا عن ذلك فانها تحصل على 500 مليون مارك الماني من ميزانية البحث العلمي لتطوير الابحاث العلمية الخاصة بها ..ص318
اصبحت الشركات العابرة للقارات تمثل الاقتصادات الطفيلية ففي أي لحظة تترك تلك الدولة لتذهب لدولة اخرى تاركة ورائها آلاف العمال المُسرحين.
يقول احد موظفي الانتربول " ما في مصلحة التجارة الحرة هو في مصلحة مرتكبي الجرائم أيضا " ..ص323
جميع المجرمين يأخذوق بقواعد اقتصاد السوق ..Regensburger Herrman وزير الدولة للشئون الداخلية في بافاريا .
لقد كانت الرأسمالية الغربية والليبرالية المادية هي السبب المباشر في تقويض القيم الاجتماعية القديمة والقضاء على قواعد التكافل والمآخاة واندلاع حربين عالميتين ووصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في عشرات الدول فسياسة دع المرء يعمل بما يخدم مصلحته ودعه يمرر البضائع بين الدول ورؤوس الاموال بين القارات هذه السياسة تدمر الامم بعد أن تكون قد دمرت القيم .
فوز الداروينيون الاجتماعيون بمقاعد في الكونجرس الامريكي شيء يثير الحيرة .
ظهرت دعوات في قلب الدول الرأسمالية مفادها أن المرأة ليست بحاجة للعمل مثل الرجل وشعارها More Jobs for boys.
انذار انهيار عالمي في البورصات وافلاس البنوك والمؤسسات التي تدر أرباحا بالمليارات أصبحت اشياء ننتظرها كل يوم .
عندما كانت امريكا تحارب امبراطورية الشر ( روسيا ) كان من مصلحة امريكا أن يعم الرخاء والاستقرار اوربا الغربية كواجهة حسنة للرأسمالية ودليل على فشل الشيوعية ( فتم مثلا تقديم قرض مشروع مارشال العملاق ) إلا أن حاجة واشنطون إلى اوربا انتفت الان وهي تعامل أوربا معاملة السيد للعبد وصدقت امريكا على قانون تمنع بموجبه الشركات الاوربية الناشطة في مجال البترول والبناء من الدخول إلى السوق الامريكية اذا استمرت في التعامل مع ايران أو ليبيا فاضطرت الشركات صاغرة إلى التنازل للقانون الامريكي الملزم ..ص343
العدالة ليست مسألة يقررها السوق ولذا يقول الملياردير الشهير Rolf Gerling أن تصوراتنا عن الرأسمالية بدأت تهتز بلا مراء ..ص347
يقول رئيس فيات الاسبق Umberto Agnelli أنه عندما تنتصر الرأسمالية ينتصر الانكفاء على الذات .
عندما نخسر فرص عمل بفتح الاسواق وعدم مقدرتنا على المنافسه فعلينا اغلاق الاسواق لحين المقدرة على المنافسة ...- أي على الدول النامية أن تترك الرأسمالية إلى حين مقدرتها على منافسة أوربا والغرب وإلا فالتدمير الاجتماعي والاقتصادي سيُكتب على يد الرأسمالية -. ص355
ما بين - -. تعليق شخصي
المصدر : فخ العولمة GLOBAL TRAP..هانس بيتر مارتن – هارالد شومان ..ترجمة د.عدنان عباس علي .. عالم المعرفة اكتوبر 1998