abdelkhelek
06-09-2013, 01:20 PM
بسم الله عز في علاه والحمد لله الذي لا إله سواه العدل الحكم في شؤونه كلها والصلاة والسلام على حبيب الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ونعوذ بالله من النار ومن سعيرها.
عجيب أمرك(....)ليس بأخ لك.. متابعة إشرافيةكيف تحيينا ثم تسبنا أليس هذا تناقض؟ ثم تقول لا داعي لشخصنة الموضوع، فهل سب الآخرين يسمى شخصنة؟ ثم تتباهى بذلك وكأنك صاحب حق فعلا وأن ما قلته بالأدلة وتدعي أنك تتفلسف. رغم أن ما قلته ليس بالشيء الجديد، ولم تكن أول من قال هذا ولن تكون الأخير فهذا كلام أعداء الله من المستشرقين على مر العصور فأنت في الحقيقة ببغاء تكرر ما قالوا من قبلك وليس فكرا حرا وليس منطقا وليست لديك أدلة عما تقول كما تدعي، نعرف هذا جيدا ونعرف الكثير والكثير ولو لا الخروج عن الموضوع لفصلت لك ذلك تفصيلا، بل أتحداك أن تثبت لي أن هذا ليس كلامهم. كما أنه بإمكاني أن أرد لك الصاع صاعين وأن أسبك كما سببتنا، فالبادئ أظلم كما تقول القاعدة، لكني لن أفعل ذلك، أتدري لماذا؟ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم ليس بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء، كما يقول المثل العربي كل وعاء بما فيه ينضح وكما يقول المسيح عليه السلام كل ينفق مما عنده.
فالله كما قلت أنت يعلم كل شيء ويعلم من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار فهو بإمكانه أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار من دون أن يعيشوا في هذه الدنيا لكنه لا يفعل أتدري لماذا؟ لأنه لو فعل ذلك لاحتج أهل النار وقالوا بأي ذنب أدخلتنا النار فكان أن خلقهم في هذه الدنيا حتى يقيم عليهم الحجة فالله يقول: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } محمد31 وقال: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} الملك2، كما يقول عن يوم القيامة: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً، اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} الإسراء 13-14. إن الله يعلم أن إبليس سيصير شريرا قبل أن يخلقه فهل في هذا إشكال؟ ماذا تقول لو قلت لك أنه كان هناك معلم علم أن أحد تلامذته لن ينجح وكان ذلك قبل إجراء الإمتحان طبعا ؟ فهل المعلم شرير لأنه حكم على تلميذه حكما سيئا؟ وهل كان المعلم شريرا لأنه لم يمنع هذا الشر ألا وهو رسوب تلميذه؟ إذن المعلم شرير وفق قاعدتك، هل هذا معقول حسب ما تدعيه أنت من الإحتكام إلى العقل والمنطق؟ وإذا كان هذا هو حكمك فكل المعلمين أشرار لأن لكل معلم هناك تلاميذ سيرسبون له، أليس كذلك؟ وما تقول ليس في صانع الرصاصة بل في صانع سكين المطبخ، إنه شرير كذلك لأنه صنع سكين يمكن أن تقتل (وبالفعل يستخدمها الكثير من الناس في القتل) كما أن صانع السكين يعلم ذلك جيدا كما يعلمه كل الناس رغم أن السكين في الأصل صنعت لوظيفة الخير لا للشر؟ فمن يحاكم في هذه الحالة أهو صانع السكين أم الذي استعمل السكين في القتل؟ من يقول صانع السكين هو من سيحاكم سيكون مجنون لا محالة ولن يصدقه الناس أبدا مهما قدم من الأدلة، وبناء على هذا فأنت مجنون ولا تعي ما تقول لأن أدلتك تطابق هذه الحالة.
رغم أنك فاقد لعقلك بناء على ما توصلنا إليه وفق منهجك طبعا فإني أواصل معك،
أنت تتعامل مع القرآن وفق ما قاله الله عز وجل: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7، يعني أنك تبحث عن المتشابه بغية التضليل ليس إلا وهذا هو ما فعله إبليس نفسه أتدري ما فعل؟ ذهب إلى عابد يريد فتنته فادعى أنه يحفظ القرآن فقال له العابد أسمعني مما تحفظ فقال له: ولا تقربوا الصلاة ثم سكت فقال له أهذا فقط فزاد له: ويل للمصلين ثم سكت ثانية فقال له ويحك إن لكل آية تكملة فأكمل فرد إبليس قائلا إنما أحفظ ما تيسر، كذلك فعلت أنت. والآن إلى الآيات التي حاججتنا بها وهي:
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} إبراهيم27
{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} الحج4
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} فاطر8
{أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الرعد33
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر23 {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر36
{يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} غافر33
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء60
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} النساء88
{وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} يس62
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ} النمل4
{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام108
{فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام43
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} الحجر39
أهذه هي الآيات التي أشكلت في عقلك المخبول، أقول لك أولا عليك تعلم اللغة العربية وفهمها جيدا قبل أن تتكلم فالمعنى قد يتم في جزء من آية أو آية أو بضع آيات فعليك أن تتم المعنى حينما تتكلم، كذلك إنما كلم الله العرب على قدر كلامهم ألا ترى في آية الحج 29 كيف قال يهديه إلى عذاب السعير مع أن كلمة هداية تعني شيء فيه الخير لا العذاب. أقول لك ثانيا إن الإنسان تجده حليما، رحيما، كريما، عفوا، رؤوفا، غفورا، شكورا، حفيظا، عليما وهذه صفات يتصف بها الله عز وجل هذا يعني أن الله وبني الإنسان وجهان لعملة واحدة بناءا على ادعائك وهكذا أصبح الله وبني الإنسان والشيطان أوجه لنفس العملة وهنا يصبح مفهوم الله لا معنى له وبالتالي تصبح احتجاجاتك لا معنى لها. أقول لك ثالثا أنت أغمضت عينك عن الآيات التي تنسف ما قلت من الأساس وهي: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} النساء58 فهل من يأمر بكل هذا يقال عنه أنه شرير، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} النساء29 فهل الرحيم يكون شرير، {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} آل عمران182، {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}ق29، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} النساء40، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} يونس44، فهل من لا يظلم يقال عنه شرير، أما عن الشيطان فقال: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة268، {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} المائدة91، {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} الإسراء53، {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6، فأنت ترى أنه عدو للإنسان بصريح العبارة ويدعو إلى المساوئ والعداوة. أقول لك رابعا فيما يخص الآيات التي حاججتنا بها عد إلى التفاسير لتعرف حقيقة معناها وأنها مغايرة لما تدعيه جملة وتفصيلا.
أقول لك خامسا فيما يخص وجود الله ما رأيك لو قلت لك أن مجموعة معينة من المعادن اتفقت صدفة مع بعضها من تلقاء نفسها فخرجت من الأرض بنسب محددة من دون تدخل لأحد وتفاعلت مع بعضها البعض وأنتجت لنا سيارة رائعة لم يوجد لها مثيل، أكيد أنك تقول لي أنت مجنون كيف يحدث هذا؟ إذن فهذا الكون العجيب البديع لم يوجد من تلقاء نفسه بل أوجده موجد، هذا الموجد هو من يسمى الله. قلت كذلك: من الذي خلقني؟ زيوس أم يهوه أم يسوع أم الله أم رع؟ فالجواب بسيط وهاهو: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} الرعد16، {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} الزمر62، فهل قال زيوس أم يهوه أم يسوع أم رع مثل هذا القول حتى تطرح هذا الإشكال؟ أما فيما يخص من الأحق بالعبادة فإليك الجواب: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة21،{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} النساء36، فهو يأمر بالعبادة من جهة ويأمر بمحاسن الأخلاق من جهة ثانية أليس كذلك فهل بقي بعد هذا من إشكال؟ بقيت كلمة أخيرة وهي قد تقول إذا كان الله هو الخالق وهو الأحق بالعبادة فبأي دين أعبده؟ وإليك الجواب: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} آل عمران19، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85، فالأمر كما ترى واضح لا غموض فيه.
وإن بقي لك إشكال فاسأل فنحن في الخدمة إن شاء الله.
اللهم اهدنا واهد بنا إنك أنت الهادي إلى سواء الصراط.
عجيب أمرك(....)ليس بأخ لك.. متابعة إشرافيةكيف تحيينا ثم تسبنا أليس هذا تناقض؟ ثم تقول لا داعي لشخصنة الموضوع، فهل سب الآخرين يسمى شخصنة؟ ثم تتباهى بذلك وكأنك صاحب حق فعلا وأن ما قلته بالأدلة وتدعي أنك تتفلسف. رغم أن ما قلته ليس بالشيء الجديد، ولم تكن أول من قال هذا ولن تكون الأخير فهذا كلام أعداء الله من المستشرقين على مر العصور فأنت في الحقيقة ببغاء تكرر ما قالوا من قبلك وليس فكرا حرا وليس منطقا وليست لديك أدلة عما تقول كما تدعي، نعرف هذا جيدا ونعرف الكثير والكثير ولو لا الخروج عن الموضوع لفصلت لك ذلك تفصيلا، بل أتحداك أن تثبت لي أن هذا ليس كلامهم. كما أنه بإمكاني أن أرد لك الصاع صاعين وأن أسبك كما سببتنا، فالبادئ أظلم كما تقول القاعدة، لكني لن أفعل ذلك، أتدري لماذا؟ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم ليس بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء، كما يقول المثل العربي كل وعاء بما فيه ينضح وكما يقول المسيح عليه السلام كل ينفق مما عنده.
فالله كما قلت أنت يعلم كل شيء ويعلم من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار فهو بإمكانه أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار من دون أن يعيشوا في هذه الدنيا لكنه لا يفعل أتدري لماذا؟ لأنه لو فعل ذلك لاحتج أهل النار وقالوا بأي ذنب أدخلتنا النار فكان أن خلقهم في هذه الدنيا حتى يقيم عليهم الحجة فالله يقول: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } محمد31 وقال: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} الملك2، كما يقول عن يوم القيامة: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً، اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} الإسراء 13-14. إن الله يعلم أن إبليس سيصير شريرا قبل أن يخلقه فهل في هذا إشكال؟ ماذا تقول لو قلت لك أنه كان هناك معلم علم أن أحد تلامذته لن ينجح وكان ذلك قبل إجراء الإمتحان طبعا ؟ فهل المعلم شرير لأنه حكم على تلميذه حكما سيئا؟ وهل كان المعلم شريرا لأنه لم يمنع هذا الشر ألا وهو رسوب تلميذه؟ إذن المعلم شرير وفق قاعدتك، هل هذا معقول حسب ما تدعيه أنت من الإحتكام إلى العقل والمنطق؟ وإذا كان هذا هو حكمك فكل المعلمين أشرار لأن لكل معلم هناك تلاميذ سيرسبون له، أليس كذلك؟ وما تقول ليس في صانع الرصاصة بل في صانع سكين المطبخ، إنه شرير كذلك لأنه صنع سكين يمكن أن تقتل (وبالفعل يستخدمها الكثير من الناس في القتل) كما أن صانع السكين يعلم ذلك جيدا كما يعلمه كل الناس رغم أن السكين في الأصل صنعت لوظيفة الخير لا للشر؟ فمن يحاكم في هذه الحالة أهو صانع السكين أم الذي استعمل السكين في القتل؟ من يقول صانع السكين هو من سيحاكم سيكون مجنون لا محالة ولن يصدقه الناس أبدا مهما قدم من الأدلة، وبناء على هذا فأنت مجنون ولا تعي ما تقول لأن أدلتك تطابق هذه الحالة.
رغم أنك فاقد لعقلك بناء على ما توصلنا إليه وفق منهجك طبعا فإني أواصل معك،
أنت تتعامل مع القرآن وفق ما قاله الله عز وجل: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7، يعني أنك تبحث عن المتشابه بغية التضليل ليس إلا وهذا هو ما فعله إبليس نفسه أتدري ما فعل؟ ذهب إلى عابد يريد فتنته فادعى أنه يحفظ القرآن فقال له العابد أسمعني مما تحفظ فقال له: ولا تقربوا الصلاة ثم سكت فقال له أهذا فقط فزاد له: ويل للمصلين ثم سكت ثانية فقال له ويحك إن لكل آية تكملة فأكمل فرد إبليس قائلا إنما أحفظ ما تيسر، كذلك فعلت أنت. والآن إلى الآيات التي حاججتنا بها وهي:
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} إبراهيم27
{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} الحج4
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} فاطر8
{أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الرعد33
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر23 {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر36
{يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} غافر33
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء60
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} النساء88
{وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} يس62
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ} النمل4
{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام108
{فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام43
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} الحجر39
أهذه هي الآيات التي أشكلت في عقلك المخبول، أقول لك أولا عليك تعلم اللغة العربية وفهمها جيدا قبل أن تتكلم فالمعنى قد يتم في جزء من آية أو آية أو بضع آيات فعليك أن تتم المعنى حينما تتكلم، كذلك إنما كلم الله العرب على قدر كلامهم ألا ترى في آية الحج 29 كيف قال يهديه إلى عذاب السعير مع أن كلمة هداية تعني شيء فيه الخير لا العذاب. أقول لك ثانيا إن الإنسان تجده حليما، رحيما، كريما، عفوا، رؤوفا، غفورا، شكورا، حفيظا، عليما وهذه صفات يتصف بها الله عز وجل هذا يعني أن الله وبني الإنسان وجهان لعملة واحدة بناءا على ادعائك وهكذا أصبح الله وبني الإنسان والشيطان أوجه لنفس العملة وهنا يصبح مفهوم الله لا معنى له وبالتالي تصبح احتجاجاتك لا معنى لها. أقول لك ثالثا أنت أغمضت عينك عن الآيات التي تنسف ما قلت من الأساس وهي: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} النساء58 فهل من يأمر بكل هذا يقال عنه أنه شرير، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} النساء29 فهل الرحيم يكون شرير، {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} آل عمران182، {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}ق29، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} النساء40، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} يونس44، فهل من لا يظلم يقال عنه شرير، أما عن الشيطان فقال: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة268، {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} المائدة91، {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} الإسراء53، {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6، فأنت ترى أنه عدو للإنسان بصريح العبارة ويدعو إلى المساوئ والعداوة. أقول لك رابعا فيما يخص الآيات التي حاججتنا بها عد إلى التفاسير لتعرف حقيقة معناها وأنها مغايرة لما تدعيه جملة وتفصيلا.
أقول لك خامسا فيما يخص وجود الله ما رأيك لو قلت لك أن مجموعة معينة من المعادن اتفقت صدفة مع بعضها من تلقاء نفسها فخرجت من الأرض بنسب محددة من دون تدخل لأحد وتفاعلت مع بعضها البعض وأنتجت لنا سيارة رائعة لم يوجد لها مثيل، أكيد أنك تقول لي أنت مجنون كيف يحدث هذا؟ إذن فهذا الكون العجيب البديع لم يوجد من تلقاء نفسه بل أوجده موجد، هذا الموجد هو من يسمى الله. قلت كذلك: من الذي خلقني؟ زيوس أم يهوه أم يسوع أم الله أم رع؟ فالجواب بسيط وهاهو: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} الرعد16، {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} الزمر62، فهل قال زيوس أم يهوه أم يسوع أم رع مثل هذا القول حتى تطرح هذا الإشكال؟ أما فيما يخص من الأحق بالعبادة فإليك الجواب: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة21،{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} النساء36، فهو يأمر بالعبادة من جهة ويأمر بمحاسن الأخلاق من جهة ثانية أليس كذلك فهل بقي بعد هذا من إشكال؟ بقيت كلمة أخيرة وهي قد تقول إذا كان الله هو الخالق وهو الأحق بالعبادة فبأي دين أعبده؟ وإليك الجواب: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} آل عمران19، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85، فالأمر كما ترى واضح لا غموض فيه.
وإن بقي لك إشكال فاسأل فنحن في الخدمة إن شاء الله.
اللهم اهدنا واهد بنا إنك أنت الهادي إلى سواء الصراط.