المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول الإعجاز العلمي !



الرازي
05-10-2006, 05:47 AM
هذه أوّل مشاركة لي في منتداكم الموقر فالسلام عليكم جميعا.

لاحظت عند تصفحي لمشاركات العديد من المشاركين ذلك الإصرار على مسألة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. وأعتقد أن في ذلك إساءة مزدوجة للعلم وللدين معا (رغم اقتناعي بصدق النوايا).

عندما يقوم أحد المشككين بإظهار تناقض ما بين نص قرآني ما، ومكتشفات العلم الحديث، يسعى الكثير من المؤمنين إلى الرد على هذا المشكك بطريقة من اثنتين: إما عبر التشكيك في النظرية العلمية (كما في مسألة النشوء والارتقاء) وإما عبر تأويل النص القرآني على نحو يتناسب مع النظريات العلمية الحديثة.

وفي المقابل، عندما يلمس أحد المؤمنين تقاربا ما بين نظرية علمية ما ونص قرآني، فإنه يسعى في كثير من الأحيان إلى تضخيم التقارب مع ما يشمله ذلك من لي النص أو لي عنق النظرية أو إغفال المعارف العربية التقليدية، ضاربا بعرض الحائط قواعد اللغة ونظامها وتاريخ العلم وتطوره.

والواقع في نظري، أن المشككين في الحالة الأولى ومثبتي الإعجاز في الحالة الأخرى، يرتكبون خطأ جسيما.

وفي رأيي أن مقاربة النصوص القرآنية ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار أمورا عدة:

1- أن القرآن عند تعرضه لموضوعات الطبيعة والكون (بغرض التفكر والتدبر) فإنه لا يخاطب فينا إلا حواسنا المباشرة. في القرآن مثلا: (وجعلنا الأرض مهادا). المشكك يسعى لإظهار تناقض هذه الآية مع ما نعرفه من كروية الأرض، ويرد عليه المؤمن على نحو غير مقنع كثيرا. ولكننا جميعا مؤمنين ومشككين عندما نخرج لرؤية الأرض فإننا نراها ممهدة. والقرآن يخاطب فينا هذا الحس الإنساني الطبيعي الذي يشعر به الإنسان العاقل سليم الحواس غير المخمور. فالأرض ممهدة لهذا الإنسان، مهما تحدث العلم الحديث عن كروية الأرض. فالمقام مختلف تماما! ولا أريد تشبيه القرآن بالشعر فهذا ما لا يليق بمكانة القرآن، ولكني أريد أن أستفيد من مقاربة الشعر في مسألة واحدة. كلنا عندما نشاهد القمر بدرا في منتصف الشهر القمري يتعجب من جماله، وينشد الشعراء ما يشبهون به وجه الحبيب بالبدر المنير. ولكن الإنسان صعد إلى القمر وألفاه قاحلا، ولا يقاس من الناحية الجمالية بأي بقعة على كوكب الأرض، فهل هذا سيمنع الشعراء من تشبيه وجوه أحبتهم بالبدر.

بمعنى آخر، أقول للمشككين، افترضوا جدلا، أن النبي محمدا أتى بهذا القرآن اليوم، فهل ستمنعه معرفته بكروية الأرض من القول: (وجعلنا الأرض مهادا)؟ (أنا هنا في سبيل إيضاح المسألة أفترض أن القرآن هو كلام محمد (ص) رغم أني لا أتبنى ذلك). كلا طبعا!

ولكن ما أقوله هنا ينطبق على الفئة الثانية التي تفترض إعجازا علميا في القرآن الكريم.. عندما يتحدث القرآن عن البرزخ بين البحرين، فإنه يخاطب العرب محدثا إياهم عن ظاهرة يعرفونها جيدا ويرونها على الدوام، لا عن ظاهرة سيتم اكتشاف أسرارها بعد أكثر من ألف سنة.

2- حتى عندما يتعلق الأمر بقضايا أخطر كمسألة الخلق والتكوين. ولا أريد هنا أن أدخل في نقاش عقيم من نوع القول بصحة نظرية دارون أو عدم صحتها، ولا بأولية آدم أو افتراض أسبقية بشرية عليه (على النحو الذي يفترضه عبد الصبور شاهين). ما أريد أن أقوله هو إن مسألة نظرية دارون تخص العلم وحده إثباتا ونفيا. ولكن أريد أن ننتبه إلى آية قرآنية عظيمة: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) إلى آخر السورة. اسألوا أي عالم ما هو الإنسان؟ فإنه سيقول إن الإنسان كائن بيولوجي، وسيصف لك أجهزته المختلفة التي بها يكون كيانه. والجملة التي يقدمها العالم هي جملة خبرية على ما يقول البلاغيون، بمعنى أنها جملة صادقة إن توافقت مع الواقع الخارجي وكاذبة إن اختلفت عنه. أما الجملة القرآنية فهي جملة إنشائية لا تحتمل الصدق والكذب، وإن كانت قد صيغت صياغة خبرية. بمعنى آخر، أنها جملة تعطي حكما قيميا والأحكام القيمية لا مصداق خارجيا لها. انظر إلى كلمة (أحسن تقويم)، وانظر إلى الاستثناء (إلا الذين آمنوا...).. هذه أحكام قيمية! فالإنسان القرآني هو كائن خلقه الله في أحسن تقويم ثم... هذه الجملة تنتمي إلى نوع مختلف تماما عن الجمل العلمية. والجملة العلمية والجملة القرآنية يمكن أن تتعايشا شريطة إدراك أنهما وإن استخدما منطوقات متشابهة فإنهما تنتميان إلى حقلين لغويين مختلفين تماما!

3- ليس الإعجاز العلمي دليل الصدق! ولا اللغوي حتى.. وعندما قدم الأنبياء السابقون معجزاتهم فإنهم قدموها بعد بيان رسالتهم التي هي دليل الصدق! أما المعجزات فكانت استجابة للتحدي ومن باب إلقاء الحجة. والنبي الأعظم (ص) لم يأت بمعجزات حسية، والقرآن نفسه شاهد على ذلك. إن مصدر التحدي الأساسي هو قيمة هذه الرسالة بما هي نظرة كونية وبرنامج عمل للفرد وللجماعة. لقد تحدى الله العرب أن يأتوا بسورة من مثله. هل يستطيع أي بشري أن يأتي بنظرة إلى الكون والحياة وأن يقدم برنامج عمل رديف يوازي ما جاء في القرآن؟ لا يمكنه ذلك! فكل نظرة كونية وكل برنامج عمل يصنعها البشر هي نظرات وبرامج سلطوية تحكمية، أما هذا النص المتعالي فتعاليه هو دليل صدقه! وهذا موضوع يمكن أن أفصل فيه لمن يشاء.

القرآن بليغ من الناحية اللغوية حتما. ولكن إذا كان التحدي على مستوى اللغة، فإن بإمكان بلغاء العرب أن يأتوا ببيت شعري يضارع آية من آياته من الناحية اللغوية، وخاصة أن التحدي على مستوى الآية، والسورة، والقرآن كله. كلا وحاشا! ما هذا كان التحدي ولا هذا ما فهمه العرب من التحدي!

وإن كان التحدي على مستوى الإعجاز العلمي فانظر إلى قول أبي نواس:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء
فمن علم النواسي أسرار التلقيح التي اكتشفها باستور بعد ألف سنة؟ إن إعجازكم العلمي من جنس بيت أبي نواس، وعليه تسقط حجية القرآن لأن شاعرا استطاع أن يأتي بآية من جنسه (معجزة). ألم أقل إن مفهوم الإعجاز العلمي يضر بالعلم والدين معا.

الفاروق
05-10-2006, 07:38 AM
الزميل الرازي
سأدخل في التعليق مباشرة وحول نقطة واحدة

عندما يقوم أحد المشككين بإظهار تناقض ما بين نص قرآني ما، ومكتشفات العلم الحديث، يسعى الكثير من المؤمنين إلى الرد على هذا المشكك بطريقة من اثنتين: إما عبر التشكيك في النظرية العلمية (كما في مسألة النشوء والارتقاء)
الزميل هنا يحاول التلبيس على القراء موحياً أن ((كما في مسألة النشوء والارتقاء)) هي من ((ومكتشفات العلم الحديث، )) وكأنه أمر حقيقي , وبقية كلامه يدور في نفس الفلك وعلى وزن أظن وأعتقد ...

سأقولها لك مباشرة ومن دون مواربة : روح إلعب غيرها

أبو جهاد الأنصاري
05-10-2006, 09:22 AM
س1: لماذا التركيز كثيراً على موضوع نظرية دارون البالية فى كلامك؟
س2: لماذا تضعها كنظير للنص القرآنى؟
س3: لماذا تسوى بين عقيدة المؤمن الراسخة وبين نظرية العلم غير الثابتة ولا المؤكدة؟
س4: لماذا تجعل من الدين نقيض للعلم؟
الإعجاز موجود فى القرآن الكريم بوجوه متعددة منه ما علمناه ومنه ما لم نعلمه بعض.
وإثبات الإعجاز أو نفيه لن يفيد القرآن أو يضره فى شئ. ولكنه مفيد جداً لكل مؤمن - خاصة فى زمن الخراصين المتهوكين المشككين - ولك ليرسخ معتقده ويرد به على عمليات التشكيك والتداعى الذى تواجهه أمة الإسلام من قبل بنى الأصفر والأحمر.

عندما يقوم أحد المشككين بإظهار تناقض ما بين نص قرآني ما، ومكتشفات العلم الحديث، يسعى الكثير من المؤمنين إلى الرد على هذا المشكك بطريقة من اثنتين: إما عبر التشكيك في النظرية العلمية (كما في مسألة النشوء والارتقاء) وإما عبر تأويل النص القرآني على نحو يتناسب مع النظريات العلمية الحديثة.وكأنك تريد أن تقول أنه عندما يقوم أحد المشككين بإظهار تناقض ما بين النص القرآنى ومكتشفات العلم الحديث (وركز معى عززيى على موضوع مكتشفات العلم الحديث هذه يعنى نحن نتكلم فى مجال حقائق علمية وليست نظريات) فإن كلامك معناه أن سيدة المشكك يكون محقاً ومصيباً وعلى المؤمن - على حد قولك - أن يرفع له الراية البيضاء ويقول له أحسنت( من سيادتك إن شاء الله نحب نتعرف)

وفي المقابل، عندما يلمس أحد المؤمنين تقاربا ما بين نظرية علمية ما ونص قرآني، فإنه يسعى في كثير من الأحيان إلى تضخيم التقارب مع ما يشمله ذلك من لي النص أو لي عنق النظرية أو إغفال المعارف العربية التقليدية، ضاربا بعرض الحائط قواعد اللغة ونظامها وتاريخ العلم وتطوره.(كلاكيت ثانى مرة) تخطئ المؤمن - على حد تعبيرك- فى دفاعه وتصرفه وتضخيم دور العلم.
أما قواعد اللغة ونظامها فلا شأن لك بها فنحن أدرى بلغتنا ، أو كما قالوا : أهل مكةأعلم بشعابها.
وواضح أنك بنيت كلامك هذا على أن الشخص الذى يتحدث عن الإعجاز هو رجل من الشارع لا يعلم ما يقول ، وليس عالماً مؤمناً يتحدث فى مجال تخصصه وعنده دراية باللغة. يعنى متوفر فيه مقومات التفسير العلمى والتطبيق والتنزيل على النص الدينى.


وفي رأيي أن مقاربة النصوص القرآنية ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار أمورا عدة:

1- أن القرآن عند تعرضه لموضوعات الطبيعة والكون (بغرض التفكر والتدبر) فإنه لا يخاطب فينا إلا حواسنا المباشرة.لا والله كلامك غلط وواضح أن سيادتك لا تعلم شئ عن الخطاب القرآنى ومقاصده والمستهدفين به وأنه يخاطب الحس والوجدان معاً ، ليدرك المؤمن بحواسه ووسائل إدراكه ثم يؤمن بقلبه,

(أنا هنا في سبيل إيضاح المسألة أفترض أن القرآن هو كلام محمد (ص) رغم أني لا أتبنى ذلك). كلا طبعا!ولا تتبنى. لا مشكلة كثيرون يقولون هذا ، يا سيدى لو زادوا واحد لن تفرق بالنسبة للقرآن ، ولو أن أهل الأرض جميعاً تبنوا هذا الكلام ما ضر القرآن شيئاً.
نحن الذين نحتاج القرآن ولا عكس.

ولكن ما أقوله هنا ينطبق على الفئة الثانية التي تفترض إعجازا علميا في القرآن الكريم.. عندما يتحدث القرآن عن البرزخ بين البحرين، فإنه يخاطب العرب محدثا إياهم عن ظاهرة يعرفونها جيدا ويرونها على الدوام، لا عن ظاهرة سيتم اكتشاف أسرارها بعد أكثر من ألف سنة.
وهل عندك ما يمنع من أن يكون النص القرآنى يقصد الشيئين فى آن واحد؟

2- حتى عندما يتعلق الأمر بقضايا أخطر كمسألة الخلق والتكوين. ولا أريد هنا أن أدخل في نقاش عقيم ومن عقمه يا سيدى!؟ المسألة بسيطة خالص ، إذا ما حدث تناقض بين (أى) (نظرية) (علمية) وبين القرآن فسنلقى بجميع النظريات وبجميع العلوم فى البحر الميت وليس لنا حاجة بهم فالمؤمن يؤمن أنه لا تناقض بين الدين الصحيح والعقل الصحيح ، وإذا حدث ثمة تعارض فاتهم عقلك.

ما أريد أن أقوله هو إن مسألة نظرية دارون تخص العلم وحده إثباتا ونفيا. أولاً: معنى كلامك يقول بالفصل التام بين الدين والعلم.
ثانياً: إن كان هذا فلماذا يتدخل العلماء فى أمور الدين وينكرون الخالق بحجة أنه لم يثبت وجوده علمياً.
ألاترى أن مقالك هذا الأفيد منه أن توجهه إلى الفئة الأخرى التى جعلتها أنت ند مكافئ لنا. وكأنهم هم على الحق ونحن على الباطل.
سيادتك تريد الفصل بين الدين والعلم ، خلينى معك للآخر ، إذن لماذا يطلع علينا أشباه وأرباع وأخماس علماء ماديين فى مجال الحيوانات - أمثال الدارونيين مثلاً الذين صدعت رأسنا بهم - ويقولون أن العلم لم يثبت وجود الله؟
إذن من يستحق منك أن توجه له هذه النصيحة العزيزة نحن أم أصحابك الدارونيين ، والماديين ، والمتعالمين!؟

ما أريد أن أقوله هو إن مسألة نظرية دارون تخص العلم وحده إثباتا ونفيا. ولكن أريد أن ننتبه إلى آية قرآنية عظيمة: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) إلى آخر السورة. اسألوا أي عالم ما هو الإنسان؟ فإنه سيقول إن الإنسان كائن بيولوجي، وسيصف لك أجهزته المختلفة التي بها يكون كيانه. يا سلام حاجة روعة لقد أتحفتنا بما تقول.
معنى كلام سيادتك أنك تقول أن الإنسان بالمفهوم الدينى يختلف عنه بالمفهوم العلمى.
حقيقة يا سيدى أنصحك بأن تسجل براءة الاختراع هذه فى أقرب دكان يبيع براءات اختراع. ممكن تجد واحد منهم فى ميدان رمسيس بالقاهرة بجوار موقف السيارات المؤدى إلى ألماظة.

أما الجملة القرآنية فهي جملة إنشائية لا تحتمل الصدق والكذب، وإن كانت قد صيغت صياغة خبرية. لا يا حبيبى خليك فى العلم بتاعك. ولا دخل لك فى القرآن بتاعنا. قلت لك نحن أعلم به وباللغة منك ، الآية القرآنية آية خبرية صريحة تتوافق مع الواقع الخارجى ولا تحتمل إلا الصدق.
قال تعالى : (ولقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم) تحب أعرب لك هذه الآية وأبين لك أهى خبرية أم إنشائية.
إن كنت تجهل أنها جملة إنشائية فهذاهمشكلتك أنت. وليست شأن القرآن.

هذه الجملة تنتمي إلى نوع مختلف تماما عن الجمل العلمية. والجملة العلمية والجملة القرآنية يمكن أن تتعايشا شريطة إدراك أنهما وإن استخدما منطوقات متشابهة فإنهما تنتميان إلى حقلين لغويين مختلفين تماما!يا سلام على الاستدلال البديع ،هل وصلت إلى ما تريد أن تقوله. إنسى.

3- ليس الإعجاز العلمي دليل الصدق! ولا اللغوي حتى.. هذا رأيك أنت وهو غير ملزم لأحد. ولم يقم دليل على صحته حتىالآن. ولن يقوم.

والنبي الأعظم (ص) لم يأت بمعجزات حسيةآآه قول يا شاعر قول يا عم زدنا زادك الله.
ومن سلم لك بهذه القاعدة النفيسة؟
اذهب بها إلى الكافرين بالسنة الملحدين فى شرع الله فبهذه العبارة سوف يقيمون لك نصباً تذكارياً ، وسلاماً وطنياً. وعيداً قومياً.
أما عندنا نحن فسوف نلقى بمثل هذا الكلام وكل من يروجه فى غياهب الجب ولن نبالى.

لقد تحدى الله العرب أن يأتوا بسورة من مثله. هل يستطيع أي بشري أن يأتي بنظرة إلى الكون والحياة وأن يقدم برنامج عمل رديف يوازي ما جاء في القرآن؟ لا يمكنه ذلك! فكل نظرة كونية وكل برنامج عمل يصنعها البشر هي نظرات وبرامج سلطوية تحكمية، أما هذا النص المتعالي فتعاليه هو دليل صدقه! وهذا موضوع يمكن أن أفصل فيه لمن يشاء. والله العظيم لسنا بحاجة إلى فصلك هذا ، فافصل فيه لغيرنا.

القرآن بليغ من الناحية اللغوية حتما. ولكن إذا كان التحدي على مستوى اللغة، فإن بإمكان بلغاء العرب أن يأتوا ببيت شعري يضارع آية من آياته من الناحية اللغوية، هذا كلام المعتزلة قديما يا عزيزى وقد تاهوا فى غياهب الجب فاحترس لنفسك.

ما هذا كان التحدي ولا هذا ما فهمه العرب من التحدي!طيب وما هو التحدى من وجهة نظرك أيها العالم الجليل!؟

وإن كان التحدي على مستوى الإعجاز العلمي فانظر إلى قول أبي نواس:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء
فمن علم النواسي أسرار التلقيح التي اكتشفها باستور بعد ألف سنة؟ يا سلام على الربط البديع ، والتلفيق الواضح ، ومن قال أن العلاج بالسم كان مجهولاً علىالأقدمين يا عزيزى النواسى والخيام يعرفون العلاج بالسم منذ القدم ، فلو سمحت لا تلفق مقدمات باطلة حتى تصل إلى نتائج باطلة.

ألم أقل إن مفهوم الإعجاز العلمي يضر بالعلم والدين معا.
نعم أصبت فمفهوم الإعجاز العلمى الخاطئ عندك قد أضر بعلمك ودينك معاً.
تحياتى.

عبدالله جلغوم
05-10-2006, 10:59 AM
كنت أظن أن هذا المنتدى للجادين والباحثين عن الحقيقة وليس لعبث العابثين ! كاتب يجهل تماما ما معنى النصوص القرآنية التي يستشهد بها أو يفتعل ذلك إثارة للآخرين , ويأتي بأقوال غريبة عجيبة , يلي ذلك معركة كلامية لا خير فيها ..؟! على غرار موضوع الدكتور زغلول النجار . أفترض أن يترفع المنتدى عن طرح مثل هذا الإسفاف والإبتذال ..
لا تعارض بين مفهوم الارض الممهدة وكروية الأرض .. المسألة الأخرى" في أحسن تقويم " لا تعني الهيئة والشكل ومن السهل ان نفهم هذا المعنى إذا تاملنا الاستثناء في الآية ..أما مسألة عد آي القرآن ففي موقع الأرقام إجابة شافية .. والسلام .

أبو جهاد الأنصاري
05-10-2006, 11:30 AM
وماذا نفعل مع هؤلاء أصلحك الله؟

سيف الكلمة
05-10-2006, 02:50 PM
حن نتعامل هنا مع المشككين لنبطل شبهاتهم
لكى لا تؤثر على قليلى العلم ممن يغرر بهم هؤلاء

ناصر التوحيد
05-10-2006, 02:56 PM
كنت أظن أن هذا المنتدى للجادين والباحثين عن الحقيقة وليس لعبث العابثين ! كاتب يجهل تماما ما معنى النصوص القرآنية التي يستشهد بها أو يفتعل ذلك إثارة للآخرين , ويأتي بأقوال غريبة عجيبة , يلي ذلك معركة كلامية لا خير فيها ..؟! على غرار موضوع الدكتور زغلول النجار . أفترض أن يترفع المنتدى عن طرح مثل هذا الإسفاف والإبتذال .. والسلام .

هذا ليرى الجميع مدى انحطاط الملحدين ومدى انحطاط فكرهم ... وعلى اساس المقولة " من فمك أدينك "

عبد الواحد
05-10-2006, 04:29 PM
الزميل الرازي الظاهر انك منزعج من حقيقة الاعجاز في القرآن فحاولت انكاره بشتى الطرق.

ورغم طول إلتفافك على الموضوع بالإطالة إلا انك افصحت صراحة عما تعتقد:
اقتباس (أما الجملة القرآنية فهي جملة إنشائية لا تحتمل الصدق والكذب، وإن كانت قد صيغت صياغة خبرية.)

اولاً لا ننكر ان في كلام العرب جملٌ صيغت صياغة خبرية ولها دلالة انشائية مثل قولنا (هداك الله) او (زُوِجت بكراً ) او (أذاقك الله عسلاً )

المصيبة انك تريد ان تعمم ذلك على القرآن كله بقولك: (الجملة القرآنية فهي جملة إنشائية لا تحتمل الصدق والكذب)
وتضيف :
اقتباس (بمعنى آخر، أنها جملة تعطي حكما قيميا والأحكام القيمية لا مصداق خارجيا لها))
هل يمكنك ان تطبق تعميمك هذا على هذه الآيات مثلاً؟
2 غُلِبَتِ الرُّومُ 3 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 4 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ

في رأيك هذه الآيات لا اعجاز غيبي فيها لأنها إنشائية ولا تقرر اية حقيقية يمكن مقارنتها بالعلم والتاريخ.
و ماذا نفعل بإيماننا بالجنة والنار والحساب والملائكة وبقية الآيات التي ذكرت في القرآن بصيغة خبرية؟
ماذا يبقي في القرآن اذا لم نصدق ولم نكذب ما فيه من أخبار؟
سيتحول الى ما يشبه الشعر.

ثم فكرت ايها الضيف هُنيهة وتساءلت : كيف أدس هذه الفكرة ايضاً؟
اقتباس : (ولا أريد تشبيه القرآن بالشعر فهذا ما لا يليق بمكانة القرآن، ولكني أريد أن أستفيد من مقاربة الشعر في مسألة واحدة.)

والمسألة التي اطلت فيها: وصف الشيء على خلاف حقيقته. وجئت بمثل التغزل بالقمر.
نقف قليلاً لنلخص ما قلته : جردت الجملة القرآنية من اي خبر يحتمل الصدق والكذب حتى لا نقارنه بالحقائق العلمية. والنتيجة طبعاً تشمل الاخبار الغيبية من جنة ونار وحساب .. فيتحول النص القرآني الى ما يشبه الشعر الذي يصف الشيء على خلاف حقيقته.

وطبعاً تعلم انك لن تقنع مجنون بكلامك هذا ولتخرج من هذا التخبط اضفت تناقضاً عجيباً:
اقتباس: (ليس الإعجاز العلمي دليل الصدق! ولا اللغوي حتى.. وعندما قدم الأنبياء السابقون معجزاتهم فإنهم قدموها بعد بيان رسالتهم التي هي دليل الصدق! أما المعجزات فكانت استجابة للتحدي ومن باب إلقاء الحجة.)

تقول ليس دليل صدق لكنه من باب إلقاء الحجة؟؟؟ ما اجمل سفسطتك يا عزيزي
اصبح واضحاً انك لا تعي ما تكتب يا صديقي. الا تعلم ان الحجة هي لبيان الصدق؟

اقتباس : (والنبي الأعظم لم يأت بمعجزات حسية، والقرآن نفسه شاهد على ذلك.)
مع احترامي فكلامك يدل على جهلك بالأحاديث التي تثبت معجزات المصطفى. علاوة على جهلك بالقرآن.
(وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون). (منعنا) فعل ماضي ولم يقل الله (لن نرسل الآيات مستقبلاً) . ثانياً الرد كان على آيات معينة طلبها الكفار. والصراحة اعجب من حالك, تقيّم النص القرآني وأنت لا تفرق بين الفعل الماضي من عدمه ولم تكلف نفسك ان تقرأ عن اسباب النزول.

ثم بعد ذلك تمدح القرآن كنظرة كونية وبرنامج عمل للفرد وللجماعة. ولكنك لم تشر الى القرآن كمخبر بالغيب وكبشير ونذير, لأنك من قبلُ أحلت كل الآيات الاخبارية الى جمل انشائية. ماذا نفعل يا عزيزي مع المسلم المتشبث بالقرآن؟ إن لم يترك كتابه فعلى الأقل نقنعه انه فقط كتاب تشريع خال من الاخبار الغيبية, وهذه خطة معقولة لنزع ثلث القرآن من يد المسلم.

على كل حال كلامك فيه داء ويكفي اعادة ترتيبه حتى يشفيك وذلك نزولاً عند رغبتك (وداوني بالتي كانت هي الداء)
.

الرازي
05-10-2006, 04:44 PM
في ردود بعضكم الكثير من الإسفاف. ولذلك فلن أرد على كلمات من نوع (العب غيرها) بمثلها، بل أقول (سلاما).

وأما التعليقات التي لها علاقة بما أقول فهذا ردي:

السيد أبو جهاد الأنصاري:


س1: لماذا التركيز كثيراً على موضوع نظرية دارون البالية فى كلامك؟
س2: لماذا تضعها كنظير للنص القرآنى؟
س3: لماذا تسوى بين عقيدة المؤمن الراسخة وبين نظرية العلم غير الثابتة ولا المؤكدة؟
س4: لماذا تجعل من الدين نقيض للعلم؟

ج1/ أنا شخصيا لا أركز عليها. المشككون يركزون عليها، وكذلك الذين يردون عليهم. وما قمت به في أول مقالي هو توصيف للوضع القائم.

ج2/ مرة أخرى لست أنا من يضعها.

ج3/ لا أسوي بينهما مطلقا. بل أقول إنهما غير متقايستين. ونعم، نظرية دارون، في صورتها الأولى، لا يمكن الادعاء بتطابقها مع الحقائق الموضوعية في العالم الخارجي، ولكن ما أقوله هنا هو أن وظيفة العلم تحديدا تصويب النظرية وتخطئتها دون تدخل الدين في هذا المجال. والمشكلة أن بعض العلمانيين اتخذوا العلم عقيدة في مواجهة الدين، وهذا اعتداء صريح على العقيدة، ولا يرد عليه بالاعتداء على العلم، بل برفع الاعتداء الأول.

ج4/ ليس العلم نقيضا للدين. ولو كان لكنت دعوت إلى اختيار أحدهما. أنا قلت: العلم والدين ينتميان إلى حقلين معرفيين مختلفين. وعندما يسعى بعض العلماء إلى وضع نظرية في مسائل الغيب، أو إلى الادعاء بامتلاك برنامج حياة، فعندها سيكون موقفي التصدي لهذا. فلا تناقض بين الاثنين إلا في أوهام بعض الفريقين.



وكأنك تريد أن تقول أنه عندما يقوم أحد المشككين بإظهار تناقض ما بين النص القرآنى ومكتشفات العلم الحديث (وركز معى عززيى على موضوع مكتشفات العلم الحديث هذه يعنى نحن نتكلم فى مجال حقائق علمية وليست نظريات) فإن كلامك معناه أن سيدة المشكك يكون محقاً ومصيباً وعلى المؤمن - على حد قولك - أن يرفع له الراية البيضاء ويقول له أحسنت

ما قلته هو نقيض هذا تماما. قلت: فإن المشكك - حتى لو كانت نظريته العلمية صائبة أو خاطئة - لا حق له في التشكيك. وعلى المؤمن أن يواجهه بهذا، لا أن يرد على النظرية. وإذا كان المؤمن عالما في الوقت نفسه، فله أن يناقش النظرية من الزاوية العلمية دون إقحام كتاب الله في رده.


تخطئ المؤمن - على حد تعبيرك- فى دفاعه وتصرفه وتضخيم دور العلم.
أما قواعد اللغة ونظامها فلا شأن لك بها فنحن أدرى بلغتنا ، أو كما قالوا : أهل مكةأعلم بشعابها.
وواضح أنك بنيت كلامك هذا على أن الشخص الذى يتحدث عن الإعجاز هو رجل من الشارع لا يعلم ما يقول ، وليس عالماً مؤمناً يتحدث فى مجال تخصصه وعنده دراية باللغة. يعنى متوفر فيه مقومات التفسير العلمى والتطبيق والتنزيل على النص الدينى.

لا بأس.. كلانا بهذا المعنى من أهل مكة. وهذه لغتي، فلست قادما من المريخ.
كثير من المتحدثين بالإعجاز من ناقلي كلام غيرهم، هم كما وصفت. غير أن أصحاب الشأن بينهم ليسوا كذلك. فليس الدكتور زغلول النجار رجلا من الشارع، ولم أقل ذلك. ولكني مع ذلك لا أقبل كلامه:
1- هو عالم مهم. وهو مؤمن أيضا. والمشكلة عندي ليست في أبحاثه العلمية، ولا في إيمانه. المشكلة عندي في طريقة الوصل بين هذين.
2- وحتى لو سلمنا بإمكانية الوصل وبالإعجاز العلمي، يبقى السؤال إلى من يتوجه زغلول النجار بكلامه: إلى العلماء بالطبيعة، أم إلى رجل الشارع؟ فإن كان الأول فعليه أن يحصر كلامه بهم وب"دعوتهم". وإن كان إلى رجل الشارع: فما هكذا تورد يا سعد الإبل. رجل الشارع لا يستطيع أن يميز النظريات الطبيعية من بعضها. فإذا كان بعيدا عن الهوى: فإن عليه أن يقبل كلام النجار وأن يقبل كلام العلماء المشككين في آن معا، فالطائفتان من العلماء. غير أن المؤمن لا يسمع إلا للنجار، والمشكك لا يسمع إلا من خصومه.

وعليه، لا يصلح القول بالإعجاز لهداية غير المؤمنين. ولكنه قد يصلح لمن وقعت في نفسه الهداية لتصديق إيمانه. رغم أني أعتقد أن هذه طريق غير نزيهة.



لا والله كلامك غلط وواضح أن سيادتك لا تعلم شئ عن الخطاب القرآنى ومقاصده والمستهدفين به وأنه يخاطب الحس والوجدان معاً ، ليدرك المؤمن بحواسه ووسائل إدراكه ثم يؤمن بقلبه

مرة أخرى: سأبتعد عن الإجابة عن التجريح. وكلامك صحيح يا سيدي، غير أنه لا يقال في هذا المقام، على أنك قد تعذر في ذلك، لأني قد أكون أسأت التعبير. ما عنيته: هو أننا عندما أمرنا بالنظر في آيات الله والتدبر فيها، فإن المطلوب هو أن نمعن حواسنا في هذه الآيات. العين المجردة هي المخاطبة، لا عدسة التلسكوب أو المجهر. فالمقابلة ليست بين الحس والوجدان، بل بين الحس المباشر، والحس المركب. هذه هي المقابلة التي أردتها. ولاحظ أنني قلت (بغرض التفكر والتدبر) فهل يكون التفكر والتدبر بغير العقل والقلب؟



ومن عقمه يا سيدى!؟ المسألة بسيطة خالص ، إذا ما حدث تناقض بين (أى) (نظرية) (علمية) وبين القرآن فسنلقى بجميع النظريات وبجميع العلوم فى البحر الميت وليس لنا حاجة بهم فالمؤمن يؤمن أنه لا تناقض بين الدين الصحيح والعقل الصحيح ، وإذا حدث ثمة تعارض فاتهم عقلك.

وإذا حدث ثمة تعارض... ما أقوله هو أن حدوث التعارض أمر مستحيل. أما أن النقاش عقيم فلأن المتناقشين لا علاقة لهم به. على المؤمن أن يرد على القائل بالتناقض لا بتأويل النص القرآني، ولا برفض النظرية العلمية (حتى وإن كانت خاطئة فلهذا ميدان آخر)، بل بإثبات أن الحقائق العلمية هي من نوع والحقائق الدينية هي من نوع آخر ولا إمكانية لوقوع التناقض بينهما.


أولاً: معنى كلامك يقول بالفصل التام بين الدين والعلم.
ثانياً: إن كان هذا فلماذا يتدخل العلماء فى أمور الدين وينكرون الخالق بحجة أنه لم يثبت وجوده علمياً.
ألاترى أن مقالك هذا الأفيد منه أن توجهه إلى الفئة الأخرى التى جعلتها أنت ند مكافئ لنا. وكأنهم هم على الحق ونحن على الباطل.
سيادتك تريد الفصل بين الدين والعلم ، خلينى معك للآخر ، إذن لماذا يطلع علينا أشباه وأرباع وأخماس علماء ماديين فى مجال الحيوانات - أمثال الدارونيين مثلاً الذين صدعت رأسنا بهم - ويقولون أن العلم لم يثبت وجود الله؟
إذن من يستحق منك أن توجه له هذه النصيحة العزيزة نحن أم أصحابك الدارونيين ، والماديين ، والمتعالمين!؟

هذا هو ما قلته. لا يحق للماديين أن يفعلوا ذلك! ولا أريد نصيحتهم، بل بيان تهالك ما يدعون إليه. ونصيحتي للمؤمنين ألا يلعبوا لعبة الماديين، بل أن ينسفوا أسسها الفكرية، القائمة على التطابق بين عقل الإنسان والواقع الخارجي.



يا سلام حاجة روعة لقد أتحفتنا بما تقول.
معنى كلام سيادتك أنك تقول أن الإنسان بالمفهوم الدينى يختلف عنه بالمفهوم العلمى.
حقيقة يا سيدى أنصحك بأن تسجل براءة الاختراع هذه فى أقرب دكان يبيع براءات اختراع. ممكن تجد واحد منهم فى ميدان رمسيس بالقاهرة بجوار موقف السيارات المؤدى إلى ألماظة.

بعيدا عن التهكم. نعم الإنسان بالمفهوم الديني يختلف عن الإنسان بالمفهوم العلمي! لكن العقلية الأرسطية تجعل هذا الاختلاف تناقضا، بينما أعده اختلافا في المرتبة الوجودية.


يا سلام على الربط البديع ، والتلفيق الواضح ، ومن قال أن العلاج بالسم كان مجهولاً علىالأقدمين يا عزيزى النواسى والخيام يعرفون العلاج بالسم منذ القدم ، فلو سمحت لا تلفق مقدمات باطلة حتى تصل إلى نتائج باطلة.

ليس العلاج بالسم هو موضوع الكلام. والتلقيح ليس علاجا بالسم. بل هو استخدام الداء نفسه، مصداق قول أبي نواس. ولكن عندي ملاحظة هاهنا: فجأة يصبح عند الأقدمين هذا العلم، وترفضون وجود علم الأجنة عندهم. هذا جهل مركب. لن أتحدث عن أن أرسطو كان يمتلك تفصيلا دقيقا لمراحل تكون الجنين، وأن العلم لم يضف كثيرا على ذلك، فقد تقول إن العرب الذين جاء القرآن بلسانهم لم يعرفوا أرسطو إلا لاحقا. ولكننا نبخس العرب علومهم القائمة على الحس المباشر والتجربة اليومية.

أمر آخر.. عندما قدم كوبرنيكس تصوره الكوني الذي عارض به تصور بطليموس، والذي بات أساسا للتصورات العلمية اللاحقة، فإن الذي أوحى إليه بذلك هو رؤيا كان قدمها هرمس الحكيم في العصور الغابرة. كوبرنيكس ومن جاء بعده، حفزتهم رؤيا هرمس، وكانت منطلقا، ولكن أبحاثهم كانت تجريبية بطبيعة الحال، أما رؤيا هرمس فكانت شعرية. لماذا لم يقل كوبرنيكس إن هرمس كان نبيا يوحى إليه وإنه أتى بنص معجز؟

الواقع أن القرآن صالح لكل زمان ومكان. وعندما خاطب العرب في جاهليتهم فإنه طالبهم بأن ينظروا فيما حولهم، ليتدبروا عظمة الخالق. وإذا أردت اليوم تدبر عظمة الخالق من خلال النظر في اكتشافات العلم فهذا أمر محمود بلا شك، ولكن ليس من بوابة الإعجاز، بل من بوابة التدبر.

الأمر الأخير: حول الجملة الإنشائية والخبرية... علي أن أسحب هذا، لأن هذا موضوع يخص علماء الألسنية الحديثة.. ولا أعتقد أن شرحه متيسر بسهولة. غير أني أكتفي بالقول إن مفهومي الجملة الخبرية والإنشائية المستند إلى أعمال البلاغيين القدماء قد تم تطويره كثيرا منذ ستينات القرن المنصرم.

عبد الواحد
05-10-2006, 05:09 PM
الأمر الأخير: حول الجملة الإنشائية والخبرية... علي أن أسحب هذا، لأن هذا موضوع يخص علماء الألسنية الحديثة.. ولا أعتقد أن شرحه متيسر بسهولة. غير أني أكتفي بالقول إن مفهومي الجملة الخبرية والإنشائية المستند إلى أعمال البلاغيين القدماء قد تم تطويره كثيرا منذ ستينات القرن المنصرم.

الزميل الرازي اراك تتحاشى لب الموضوع. كلامك كله بني على مقولتك التالية:
(الجملة القرآنية فهي جملة إنشائية لا تحتمل الصدق والكذب، وإن كانت قد صيغت صياغة خبرية.)
لم نطلب منك شرح اعمال البلاغيين القدماء. فقط اخبرنا هل كلامك يشمل كل آية في القرآن؟

1- ان كان الجواب بنعم فما هو معتقدك عن الجنة والنار وبقية الاخبار الغيبية
هل هي اخبار تحتمل الصدق والكذب ام انها كالشعر الذي يتغزل في القمر القاحل؟

2- ان كان الجواب بلا. فما هي المعايير التي تميز بها بين الجملة الخبرية من غيرها.
ما رأيك في الآية التي تخبرنا ان الروم ستنتصر بعد هزيمتها مثلاً
ليتك تشرح لنا هذه الآية كمثال تطبيقي للتمييز بين الجملة الخبرية والانشائية:
2 غُلِبَتِ الرُّومُ 3 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 4 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ


والسؤال الأهم: هل ستصيغ جوابك بطريقة اخبارية ام كالعادة ستطيل في الجواب بصيغة انشائية لا تحتمل لا الحق ولا الباطل؟

تحياتي

الرازي
05-10-2006, 05:53 PM
السيد / القدس 2004،

أسعدني أن أقرأ ما كتبت. وهذا ردي، مؤجلا نقاش الجملة الإنشائية والخبرية:

1) إلقاء الحجة: دليل الصدق. الأدلة التي جاء بها الأنبياء، جاءت في الغالب بعد إيمان المؤمنين، وجحد الجاحدين، على أنها لم تمنع بعض الأوائل من الرجوع عن إيمانهم، ولم تفلح في ثني الآخرين عن كفرهم.

والتمييز بين السحر والشعوذة والمعجزة والكرامة يتطلب اعتقادا مسبقا، وإلا فإن الظواهر التي نراها متشابهة. فالساحر والنبي قد يأتيان أمورا متشابهة، غير أن النبي يأتي بها دعما لرسالته الصادقة بما هي هي!

لم أقل إن المعجزات الحسية لم تكن دليلا عللى الصدق. لقد نفيت ذلك عن الإعجاز العلمي واللغوي لأني لا أرى إعجازا بالمعنى الدقيق هنا. أما في سائر المعجزات فقد قلت إن الرسالة نفسها هي دليل الصدق قبل أي شيء آخر. أما المعجزات فتأتي لاحقا استجابة للتحدي. مسيلمة الكذاب أتى ببعض الخوارق، دليلا على صدقه، لكنه كاذب والدليل على ذلك رسالته نفسها.

بمعنى آخر الكذاب والنبي قد يأتيان بالخوارق، وهي تدل في الحالة الأولى على الكذب وفي الحالة الأخرى تدعم الصدق.

2) أما مسألة الفعل الماضي في الآية: القارئ للقرآن يرى تأكيدا لهذه المسألة في كثير من المواضع. وليس استخدام الفعل الماضي دليلا على أن الله سيؤيد نبيه في المستقبل بمعجزات حسية. وأنت تقول: إن للنبي (ص) معجزات حسية ذكرتها السنة. ولن أدخل في هذا فالأمر فيه هين، وهو لا يمس جوهر ما أقول، كما أنها -إن حصلت- تخص معاصريها ولا تخصنا نحن.

3) أرفض رفضا قاطعا أي اختزال للقرآن الكريم. لقد قلت: إنه نظرة كونية ومنهاج عمل.. وأنت ركزت على منهاج العمل ونسيت النظرة الكونية، فاختزلت كلامي. لا، فالقرآن نظرة كونية فيها المبدأ والمعاد والله والإنسان والعلاقة بينهما عبر الرسل والكتب، ومنهاج عمل أو شريعة للفرد وللمجتمع تقودهما إلى الله.

4) ارجع يا سيدي إلى التفاسير القديمة، المستندة إلى روايات الصحابة. هل رأى الصحابة في غلب الروم للفرس الذي تنبأ به القرآن دليلا على الإعجاز. الفرس والروم خاضا حروبا عديدة، (وتلك الأيام نداولها بين الناس). الأمر مدعاة للتأمل والتدبر في حكمة الله، لا لادعاء الإعجاز.

والآن نأتي إلى الموضوع الأساسي:

لا أعني بالإنشائية ما عناه بها البلاغيون القدماء حصرا.. ولكن انظر:
(ولقد كرمنا بني آدم)
هذا تكريم إلهي. ولكن التكريم يعني إضفاء قيمة ما على الإنسان. هل للعلم أن ينفي ذلك أو يثبته؟ كلا لأن العلم لا يتعاطى مع القيم. الجمال والقبح والخير والشر لا تعني العلم بشيء. وعندما تقول عن شيء إنه جميل، فإن هذه جملة خبرية بالمعنى التقليدي. ولكن فلاسفة اللغة المحدثين يخرجونها عن دائرة الجمل الخبرية التي تحتمل الصدق والكذب، لأن مرجعيتها قيمية، أي مرجعيتها في إطار يتجاوز العلاقة المباشرة بين العالم الخارجي والجملة نفسها.

وقد يكون ذلك واضحا.. غير أن ما ترفضه يا سيدي هو التعميم على آي القرآن كله. وهذا جوهر البحث. القرآن مليء بالجمل الخبرية، ولكنها بهذا المعنى لا تتوافق فحسب مع الواقع الخارجي بل مع الجمل الخبرية لدى العربي الجاهلي المخاطب ابتداء. ما يجعل هذه الجمل قرآنية، هو تلك القيمة التي يمنحها القرآن الكريم لكل جزء من أجزائها.

التاريخ قد يحدثنا عن معارك الروم والفرس، ولكن القرآن يضفي قيمة ما على تلك المعارك.

التاريخ قد يحدثنا عن موسى وفرعون، ولكن القرآن يحدثنا عن موسى المؤمن وفرعون الكافر.

العلم قد يحدثنا عن الكائنات، ولكن القرآن يحدثنا عن تسبيح الكائنات بحمد الله.

أنا لا أنفي المعجزة القرآنية، إنما أنفي تعلقها أساسا بالعلم أو باللغة. العرب كانوا يعرفون القصص التي جاء بها القرآن أو كثيرا منها، وكانوا يقصونها. ولكن القرآن ليس كلاما بشريا. هو يأخذ هذا الكلام البشري ويضفي عليه أحكاما قيمية إلهية، تلقى على قلب النبي (ص) وحيا إلهيا. والأمر نفسه ينطبق على الظواهر الطبيعية.. هم يعرفونها، ولكن القرآن هو الذي يضفي عليها القيمة ويدعونا إلى التدبر فيها.

الإيمان يعني إضفاء القيم على الأشياء. وأعتقد - خلافا للبعض - أن نقيض الإيمان هو العلمانية بالدرجة الأولى، لأنها تنزع القيم عن الأشياء، وتجعلها أمرا خاضعا للأهواء البشرية.

نحن مدعوون إلى الاختيار بين نظرتين: بين نظرة الإيمان المتحررة من أي سلطة غير سلطة الله وبين النظرة العلمانية السلطوية.. وليس الاختيار بين العلم والدين أو التوفيق بينهما أو إظهار التعارض.

وقد تقول عزيزي، ولكنني بهذا أقول إن نظرتي الإيمان والعلمانية كلتيهما تتكونان من جمل لا تحتمل الصدق أو الكذب (بالمعنى الدقيق جدا)، فكيف نختار؟ الاختيار هنا بين الخير والشر، فيسقط الاعتراض.

أبو جهاد الأنصاري
05-10-2006, 11:03 PM
وإذا حدث ثمة تعارض... ما أقوله هو أن حدوث التعارض أمر مستحيل. أما أن النقاش عقيم فلأن المتناقشين لا علاقة لهم به. على المؤمن أن يرد على القائل بالتناقض لا بتأويل النص القرآني، ولا برفض النظرية العلمية (حتى وإن كانت خاطئة فلهذا ميدان آخر)، بل بإثبات أن الحقائق العلمية هي من نوع والحقائق الدينية هي من نوع آخر ولا إمكانية لوقوع التناقض بينهما.وماذا ترد لو جاءك ملحد وقال لك أنه كان متديناً وألحد بسبب التعارض بين العلم والدين؟
وكيف ترد على مسائل من قبيل أن اكتشاف العشوائية فى سلوكيات ألكترونات الذرة تدل على أن الكون نشأ صدفة؟
أو أن ما يسمونه خطأً (علم) التطور أثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه لا خالق لهذا الكون وأنه نشأ صدفة ثم تطور وارتقى؟
وماذا تقول لو جاءك ملحد وادعى أن بالقرآن أخطاء تناقض العلم؟
تأويل القرآن يكون بضوابطه ، وبما يحتمله النص ، لا أكثر ولا أقل ، ومن يفعل غير ذلك يلق أثاما.

أبو جهاد الأنصاري
05-10-2006, 11:05 PM
ألا ترى يا عزيزى أن السبب الأول لظهور موضوع الإعجاز العلمى هو ادعاء الملاحدة أن الدين هو سبب تخلف الشعوب؟
فكان الرد عليهم من قبيل مبدأ لكل مقام مقال؟

سيف الكلمة
05-11-2006, 02:15 AM
الأخ الرازى
جاء على لسانك :

ولكن ما أقوله هنا هو أن وظيفة العلم تحديدا تصويب النظرية وتخطئتها دون تدخل الدين في هذا المجال.
هل تعلم أن الماركسيين فى الإتحاد السوفييتى وغيرهم هللوا لنظرية داروين لأنها تؤيد قولهم بأن الدين أفيون الشعوب من خلال إثبات أن البشرية لم تكن من ولد آدم وحواء
هللوا للنظرية لأنها تنقض حقيقة دينية وخبر أخبرنا به الله
وهم يدعون إلى الإلحاد
فحين نقدم ما يثبت أن الداروينية أكذوبة أفلا نكون مبينين للزيف فى النظرية واذى كان المقصود به هدم الدين
بنفى أن يكون آدم أبو البشر فالأصل لديهم خلية تطورت
وقد وصلت بهم الدرجة للعبث بالحفريات لإثبات صحة زائفة لمعتقد فاسد
أفلا نبين الحقيقة
هل محظور على أهل الدين أن يتعلموا العلم وأن يكشفوا ما تم توظيفه بتزييف العلم لهدم الدين
أهدى إليك هذه الموضوعات عن هذه النظرية الزائفة
وهذا رابط الفهرست لهذه الموضوعات بالمشاركة الرابعة من الرابط:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2533
نظريـــة دارويـــن
كيف تحولت الداروينية من نظرية علمية إلى أيدلوجية
نظرية داروين للنشوء والتطور تتعارض مع الكشوف العلمية الحديثة.
نظرية الإفك
السؤال الذي ينسف نظرية التطور
انهيار نظرية التطور
الدب والحوت وقفزات التطور السريعة .. (كاريكاتير)
أحافير الحلقات المفقودة !! ........... (كاريكاتير)
عندما ظهرت الثدييات لأول مرة (كاريكاتير)
عندما صعدت الأسماك .. (كاريكاتير)
الظروف الطبيعية لتطور الكائن
لدي شبهة عن نظرية داروين
نظرية النشوء والارتقاء والرد عليها
دارويــــنـــــيــــة الـــفـــيـــاجــــرا ؟!؟
رد فضيلة العلامة بن عثيمين رحمه الله (( على مدعي أن أصل الإنسان قرد))
التربويون في أمريكا يسقطون نظرية «التطور»!
قصة مين جاء أول : الحمض أم الخلية ؟
ريش الطاووس ... موضوع مزعج لداروين
السؤال الذي ينسف نظرية التطور والإلحاد
عنصرية داروين
الأسباب الحقيقية لانتشار الداروينية
كشف شبهات الملاحدة : القول بالتطورأو النشوء الذاتي للمادة والحياة
كارل ساغان .. ذلك الماكر المخادع .. وا أسفاه على من يُصدق هؤلاء الماكرين
الإلحاد ونظرته للأنثى
الخلق والنشوء بين ضلال النظريات وحقائق الإسلام
خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم (بحث في الخلق والنشوء)
الخلق والنشوء بين ضلال النظريات وحقائق الإسلام
نظرية التطور ومسلسل التزييف"المقدمة"
بشرى لمن يؤمن بنظرية التطور"الفصل الاول:علم الفيزياء"
بشرى لكل من يؤمن بنظرية التطور"الفصل الثاني:علم الكيمياء"
بشرى لكل من يؤمن بنظرية التطور"الفصل الثالث:خريطة الجينات"
نظرية التطور ومسلسل التزييف"الحلقة الاولى:صور الاجنة"
نظرية التطور وتطور الالحاد
علوم الوراثة والجنين وسقوط نظريات التطور
تجاوز التنافس
كيف حدث ذلك ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
الصدفة والحتمية القدرية (تفنيد القول بالصدفة الجزء الاول)

الرازي
05-11-2006, 04:49 AM
السيد سيف الكلمة/

أشكرك على قائمة الموضوعات. وأرى أن عنوانا منها كافٍ: كيف تحولت نظرية دارون إلى إيديولوجيا؟

وأنا أوافقك الرأي تماما في أن كثيرا من العلمانيين والعلمويين هللوا لهذه النظرية عند ظهورها بادعاء أنها تهد أسس الدين. كما أني أدرك أنه لم يبق صالحا من نظرية دارون في العلم الحديث إلا أجزاء قليلة.

ولكن المشكلة التي أطرحها تتطلب فهما لآلية اشتغال العلم ينبغي علينا نحن المؤمنين أن نفهمها. وفلاسفة العلم المحدثون قدموا تصورين مختلفين:

1) التصور الأول أن العلم يتقدم بالتكذيب. عندنا في القرن التاسع عشر جملة ظواهر طبيعية، وعلائق بينها. يأتي دارون مثلا ويقدم تصورا نظريا يفسر فيه هذه الظواهر ويربط بينها، مع حد معين من التجربة المصدقة للنظرية. مع ازدياد عدد التجارب التي لا تتفق نتائجها مع النظرية، يعمد إلى تصحيح النظرية. غير أنه مهما تفاقمت أخطاء النظرية التي تظهر في التجارب فإنه لا يستبدل بها نظرية أخرى، إلا عند خروج أحد الباحثين بنظرية أصلح. بمعنى آخر فإن دارون يظل هو النظرية المتبعة في العلم حتى مع ظهور أخطائه، إلى أن يقدم العلماء نظرية بديلة.

قبل أينشتاين بفترة طويلة أدرك العلماء أن نتائج كثير من التجارب لا تتطابق مع قوانين نيوتن. إلا أن العلماء لم يقرروا الاستغناء عن النظرية، لعدم وجود البديل إلى أن جاء أينشتاين.

ماذا يعلمنا هذا؟ أ- يعلم العلمانيين منا أن يتواضعوا قليلا، فالنظريات العلمية في تغير مستمر ب- ويعلم المؤمنين أن الرد على المشككين إنما يكون بإحالتهم إلى فلسفة العلم لا إلى العلم نفسه.

2) التصور الآخر يتبنى مبدأ عدم المقايسة. بمعنى أنه يسمح بحضور نظريتي نيوتن وأينشتاين على صعيد واحد، بوصفهما لا متقايستين. ولكننا نستخدم نيوتن حيثما كان استخدامه مناسبا ونستخدم أينشتاين حيثما صح استخدامه. فالمقاربة هنا برغماتية إلى حد بعيد.

ولكن الأمر ينسحب على مختلف المعارف البشرية، فهي جميعها غير متقايسة، فالدين والعلم لا يقاس أحدهما بالآخر، ولا يشكل أي منهما مرجعية للآخر.

الآن أريد أن أوضح أمرا تسعى العقلانية العلمية إلى إضماره:

عندما تحدثت سابقا عن إضفاء القيمة على الأشياء، أخذت مثال موسى وفرعون..
العقلانية التاريخية الزائفة تدعي انطباقا بين العقل البشري والتاريخ. فنقاشها سينصب على محاولة إثبات أو إنكار وجود موسى بحجة غيابه عن الوثائق التاريخية المصرية، واقتصار وجوده على التوراة.

ولكن المسألة في نظري مختلفة. فالإيمان يبتدئ من التسليم بوجود موسى وفرعون.. ثم عليك أن تختار: هل أنت في صف موسى أم في صف فرعون؟

التوحيد مواجهة مع الشرك بالدرجة الأولى.. والقرآن لم يدع الجاهليين إلى إثبات وجود الله، لأنهم كانوا مقرين بذلك.. بل دعاهم إلى حسم مواقفهم: التوحيد أم الشرك...

أنا بحمد الله - ولا أزكي نفسي على الله - وبتوفيقه تمكنت من مساعدة ما لا يقل عن ستة من الملحدين من أصول إسلامية على الرجوع إلى دينهم، وأدعو الله أن يوفقهم إلى التمسك بطاعته وطلب مرضاته، وهذا كان عندي أعظم من حمر النعم، مصداقا لحديث رسول الله.

ومنهجي كان يبتدئ برفض طرق المتكلمين التقليدية في إثبات وجود الله (نظريات الواجب والممكن وما إليها، والتي أظهرت الفلسفة الحديثة بطلانها، خاصة أن من ناقشتهم كانوا مطلعين جيدا على الفلسفة).

وكان منطلقي.. فلنسلم جدلا بوجود الله.. ثم فلنبن بعد ذلك نظريتين كونيتين تقوم إحداهما على التوحيد، وتقوم الأخرى على الشرك.. وبعد ذلك فلنقم في نفوسنا معركة بين التوحيد والشرك.. النفوس السليمة ستختار التوحيد.. وبعد ذلك فلننظر إلى كل نظرة كونية في هذا العالم.. وسنجد التطابق بين تلك النظرة وأحد النظرتين التوحيدية والشركية.. بمعنى آخر أننا سنكتشف أن الإلحاد ليس إلا وهما، يخفي تحته توحيدا أو شركا...

ولكن مثل هذا العمل يتطلب إلماما بالفلسفة الحديثة حتى إن كنت تواجه أنصاف أميين. ويتطلب تزكية النفس ومداومة القراءة للقرآن الكريم والتدبر في وسائل هدايته.

وأحد هؤلاء الملحدين سابقا ابتدأ حواره معي - الذي دام أكثر من أربعة أشهر - بالاستهزاء والسخرية من مسألة الإعجاز العلمي.. وكان يقرأ لي مقالات الزنداني وزغلول النجار، فلا تصيبه إلا بمزيد من الابتعاد، وهو صاحب الماجستير في الفيزياء والدكتوراة في فلسفة الفيزياء. وكان هذا يؤلمني، وهو ما دفعني إلى كتابة السطور أعلاه التي تهكم الكثيرون منكم عليّ بسببها. نظريات الإعجاز العلمي لم تفد المؤمنين (فهم مؤمنون أصلا) وأضرت المشككين من العلماء وزادت من بعدهم. أما بعض المشككين ممن "اهتدوا" بفضلها فكان أغلبهم من ضعاف العقول، الذين كان بالإمكان أن يسلك بهم طريق آخر للهداية. ويبقى فريق قليل جدا ممن هداه الله، وكان عالما، فالأغلب أن قلبه كان ما زال على الفطرة وكان يحتاج إلى دفعة بسيطة، وكان بالإمكان توفيرها دون اللجوء إلى هذا الأسلوب الذي يضر على المستويين القريب والبعيد.

أبو جهاد الأنصاري
05-11-2006, 09:26 AM
ولكن المشكلة التي أطرحها تتطلب فهما لآلية اشتغال العلم ينبغي علينا نحن المؤمنين أن نفهمها. وفلاسفة العلم المحدثون قدموا تصورين مختلفين:

1) التصور الأول أن العلم يتقدم بالتكذيب. عندنا في القرن التاسع عشر جملة ظواهر طبيعية، وعلائق بينها. يأتي دارون مثلا ويقدم تصورا نظريا يفسر فيه هذه الظواهر ويربط بينها، مع حد معين من التجربة المصدقة للنظرية. مع ازدياد عدد التجارب التي لا تتفق نتائجها مع النظرية، يعمد إلى تصحيح النظرية. غير أنه مهما تفاقمت أخطاء النظرية التي تظهر في التجارب فإنه لا يستبدل بها نظرية أخرى، إلا عند خروج أحد الباحثين بنظرية أصلح. بمعنى آخر فإن دارون يظل هو النظرية المتبعة في العلم حتى مع ظهور أخطائه، إلى أن يقدم العلماء نظرية بديلة.

قبل أينشتاين بفترة طويلة أدرك العلماء أن نتائج كثير من التجارب لا تتطابق مع قوانين نيوتن. إلا أن العلماء لم يقرروا الاستغناء عن النظرية، لعدم وجود البديل إلى أن جاء أينشتاين.

ماذا يعلمنا هذا؟ أ- يعلم العلمانيين منا أن يتواضعوا قليلا، فالنظريات العلمية في تغير مستمر ب- ويعلم المؤمنين أن الرد على المشككين إنما يكون بإحالتهم إلى فلسفة العلم لا إلى العلم نفسه.
هذا الكلام يخاطب به العلميون لا المؤمنون ، وهى مشاكل علمية وليست دينية ، ويجب على العلميين - كما ذكرت سيادتك - أن يضعوا لأنفسهم آلية عمل لضبط هذه السلوكيات ، ومنع تلك الأخطاء ، وعدم التسرع فى التهجم على الدين من كل حدب وصوب ، قبل أن تثبت صحة نظرياتهم ، وصدق فرضياتهم ، ودقة نتائجهم.

قبل أينشتاين بفترة طويلة أدرك العلماء أن نتائج كثير من التجارب لا تتطابق مع قوانين نيوتن. إلا أن العلماء لم يقرروا الاستغناء عن النظرية، لعدم وجود البديل إلى أن جاء أينشتاين.

ماذا يعلمنا هذا؟ أ- يعلم العلمانيين منا أن يتواضعوا قليلا، فالنظريات العلمية في تغير مستمر ب- ويعلم المؤمنين أن الرد على المشككين إنما يكون بإحالتهم إلى فلسفة العلم لا إلى العلم نفسه.
مرة أخرىالخطاب هذا يجب أن يوجه للعمليين علهم يستفيدون من أخطائهم وليس الخطاب لأهل الدين.

2) التصور الآخر يتبنى مبدأ عدم المقايسة. بمعنى أنه يسمح بحضور نظريتي نيوتن وأينشتاين على صعيد واحد، بوصفهما لا متقايستين. ولكننا نستخدم نيوتن حيثما كان استخدامه مناسبا ونستخدم أينشتاين حيثما صح استخدامه. فالمقاربة هنا برغماتية إلى حد بعيد.

ولكن الأمر ينسحب على مختلف المعارف البشرية، فهي جميعها غير متقايسة، فالدين والعلم لا يقاس أحدهما بالآخر، ولا يشكل أي منهما مرجعية للآخر.أتفق معك جزئياً. إذ أن مجال بحث العلم الماديات ، ومجال الدين هو الغيبيات ، ولكن ما الحل عند تهجم العلميين على الدين ويدعون أنه يناقض العلم ، نتيجة تأثرهم بما أحدثته الكنيسة فى العصور الماضية ؟

العقلانية التاريخية الزائفة تدعي انطباقا بين العقل البشري والتاريخ. فنقاشها سينصب على محاولة إثبات أو إنكار وجود موسى بحجة غيابه عن الوثائق التاريخية المصرية، واقتصار وجوده على التوراة.

ولكن المسألة في نظري مختلفة. فالإيمان يبتدئ من التسليم بوجود موسى وفرعون.. ثم عليك أن تختار: هل أنت في صف موسى أم في صف فرعون؟
أتفق معك.

التوحيد مواجهة مع الشرك بالدرجة الأولى.. والقرآن لم يدع الجاهليين إلى إثبات وجود الله، لأنهم كانوا مقرين بذلك.. بل دعاهم إلى حسم مواقفهم: التوحيد أم الشرك...
لذلك فكفار اليوم أسوأ من كفار الأمس ، وإن كان الأقدمين يكفيهم دليل واحد للإقناع أو الإلجام ، فكفار اليوم يحتاجون لأضعاف أضعافها من الأدلة المتضافرة ، لا أقول للإقناع ولكن لمجرد صد ذلك الطوفان المدمر الذى يريد أن يهلك الحرث والنسل وإظهار حجة الدين ، وصد تخرصاتهم بتعارض العقل مع الدين ، أو العلم مع الدين.
عزيزى نحن فى كثير من الأحيان وربما فى غالب الأحيان ، عندما يحدث تحاور بيننا وبين بعضهم ، لا يهمنا من قريب أو من بعيد أن يكون هذا الشخص مؤمناً أو كافراً ، فهذا أمر مرده إلى الله سبحانه وإن كنا جميعاً نتمنى ذلك ونحب أن يجعلنا الله سبباً لهداية أهل الأرض جميعاً ، ولكن فى كثر من الأحيان يصل حالنا إلى أن نركز على أهمية صد طوفان الشبهات الجارف وإظهار حجة الدين وبيان أن دين الإسلام هو الدين الحق ، وأن ما عداه باطل. وهذا يلزمنا أن يكون معنا العديد من الأسلحة والأدلة التى نواجه بها هذا الطوفان الذى يريد أن يخلع الدين من جذوره مصداق قوله تعالى : (ود الذين كفروا لو يصدونكم عن دينكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم) وقوله تعالى : (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).

أبو جهاد الأنصاري
05-11-2006, 09:41 AM
أنا بحمد الله - ولا أزكي نفسي على الله - وبتوفيقه تمكنت من مساعدة ما لا يقل عن ستة من الملحدين من أصول إسلامية على الرجوع إلى دينهم، وأدعو الله أن يوفقهم إلى التمسك بطاعته وطلب مرضاته، وهذا كان عندي أعظم من حمر النعم، مصداقا لحديث رسول الله.

ومنهجي كان يبتدئ برفض طرق المتكلمين التقليدية في إثبات وجود الله (نظريات الواجب والممكن وما إليها، والتي أظهرت الفلسفة الحديثة بطلانها، خاصة أن من ناقشتهم كانوا مطلعين جيدا على الفلسفة).
احسنت فىاتخاذ المنهج فالفلسفة تضر أكثر مما تنفع.

وكان منطلقي.. فلنسلم جدلا بوجود الله.. ثم فلنبن بعد ذلك نظريتين كونيتين تقوم إحداهما على التوحيد، وتقوم الأخرى على الشرك.. وبعد ذلك فلنقم في نفوسنا معركة بين التوحيد والشرك.. النفوس السليمة ستختار التوحيد.. وبعد ذلك فلننظر إلى كل نظرة كونية في هذا العالم.. وسنجد التطابق بين تلك النظرة وأحد النظرتين التوحيدية والشركية.. بمعنى آخر أننا سنكتشف أن الإلحاد ليس إلا وهما، يخفي تحته توحيدا أو شركا...
حبذا ، لو سردت لنا مثالاً لما تقول ، عسىأن نستفيد أسلوباً جديداً فى الهداية أو على الأقل فى الرد على هؤلاء.
وجزاك الله خير. فكما أسلفت فنحن فى معركة الإيمان والكفر نحتاج لأدلة متضافرة ، وأساليب متعددة.


ولكن مثل هذا العمل يتطلب إلماما بالفلسفة الحديثة لماذا العودة مرة أخرى إلى الفلسفة؟ هل تقصد فلسفة العلوم؟


وأحد هؤلاء الملحدين سابقا ابتدأ حواره معي - الذي دام أكثر من أربعة أشهر - بالاستهزاء والسخرية من مسألة الإعجاز العلمي.. وكان يقرأ لي مقالات الزنداني وزغلول النجار، فلا تصيبه إلا بمزيد من الابتعاد، وهو صاحب الماجستير في الفيزياء والدكتوراة في فلسفة الفيزياء. وكان هذا يؤلمني، وهو ما دفعني إلى كتابة السطور أعلاه التي تهكم الكثيرون منكم عليّ بسببها. نظريات الإعجاز العلمي لم تفد المؤمنين (فهم مؤمنون أصلا) وأضرت المشككين من العلماء وزادت من بعدهم. أما بعض المشككين ممن "اهتدوا" بفضلها فكان أغلبهم من ضعاف العقول، هذا تجنى كبير يا عزيزى أن تصف الى آمن بضعف العقل ، وكأنك تقول أن الذى ظل على كفره كان ذا عقل أرجح.
لا هناك مسألة أخرى غير مسألة العقل هى التى تتحكم فيها - بعد رحمة الله وفضله أولاً طبعاً - ألا وهى أن الكافر معاند متكبر مغرور ، فلو جئته بكل دليل فلن يؤمن كما قال القرآن عنهم. وهل بعد حجة القرآن من حجة ورغم هذا لم يؤمن أغلب أهل مكة وهم أعلم الناس أن هذا القرآن ليس بمقدورهم أن يأتوا ولو بمثل أصغر سورة منه. فهل هؤلاء العلماء حالهم اختلف عن حال مشركى مكة قديماً. لا.

وأحد هؤلاء الملحدين سابقا ابتدأ حواره معي - الذي دام أكثر من أربعة أشهر - بالاستهزاء والسخرية من مسألة الإعجاز العلمي.. وكان يقرأ لي مقالات الزنداني وزغلول النجار، فلا تصيبه إلا بمزيد من الابتعاد، وهو صاحب الماجستير في الفيزياء والدكتوراة في فلسفة الفيزياء. يا عزيزى إن كان العلم يهذب العقول فإنه لا يهذب القلوب أو النفوس. فاللص سيظل لصاً ، فإن كان أمى لا يجيد القراءة و الكتابة سرق منك حافظة نقودك ، وإن كان اللص زميلك الدكتور الجامعى فسوف يسرق بحثك العلمى وينشره باسمه.

وهو ما دفعني إلى كتابة السطور أعلاه التي تهكم الكثيرون منكم عليّ بسببها. نظريات الإعجاز العلمي لم تفد المؤمنين (فهم مؤمنون أصلا) وأضرت المشككين من العلماء وزادت من بعدهم. هناك جوانب كثيرة من الحقيقة غفلت عنها فى مسألة الهداية بسبب مسائل الإعجاز ، لعلك فيما بعد إن شاء الله تغير وجهة نظرك بعدما تتخلص من التأثير النفسى السئ الذى أوقعه ذلك المشكك صاحب الماجستير فى الفيزياء هذا فى نفسك بسبب تلك الحادثة.
ولعلك تنحو ناحية وضع ضوابط عند الحديث فى مسألة الإعجاز مثلما نحاول أن نفعل نحن الآن.

ويبقى فريق قليل جدا ممن هداه الله، وكان عالما، فالأغلب أن قلبه كان ما زال على الفطرة وكان يحتاج إلى دفعة بسيطة، وكان بالإمكان توفيرها دون اللجوء إلى هذا الأسلوب الذي يضر على المستويين القريب والبعيد.اسمع يا عزيزى / قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) [متفق عليه].
فهل تظن أن الله لا يؤيد دينه بإلإعجاز فى كتابه!؟

أبو جهاد الأنصاري
05-11-2006, 09:45 AM
نشكر الأستاذ / الرازى على ما قدم.
فلا شك أن مشاركاته التالية - عدا الأولى - أوضحت كثيراً مما يريد ، وإن كنت أعتب عليه تأثره الشديد بما كان من شأن ذلك المدعو صاحب الماجستير ، مما حدا به (الرازى) أن يكتب مشاركته الأولى والتى كان عليها الكثير والكثير من الاستدراكات حاولنا أن نبينها حتى لا يلتبس الأمر على القراء.
وبقيت لى هذه الأسئلة أقدمها لك حتى تفيدنا بها :

وماذا ترد لو جاءك ملحد وقال لك أنه كان متديناً وألحد بسبب التعارض بين العلم والدين؟
وكيف ترد على مسائل من قبيل أن اكتشاف العشوائية فى سلوكيات ألكترونات الذرة تدل على أن الكون نشأ صدفة؟
أو أن ما يسمونه خطأً (علم) التطور أثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه لا خالق لهذا الكون وأنه نشأ صدفة ثم تطور وارتقى؟
وماذا تقول لو جاءك ملحد وادعى أن بالقرآن أخطاء تناقض العلم؟
ألا ترى يا عزيزى أن السبب الأول لظهور موضوع الإعجاز العلمى هو ادعاء الملاحدة أن الدين هو سبب تخلف الشعوب؟
فكان الرد عليهم من قبيل مبدأ لكل مقام مقال؟ السلام عليكم.

majhoul332001
05-11-2006, 01:46 PM
موضوع شيق افتقدناه كثيرا اتمنى من الاخ الرازى ان ينشر مقتطفات من حواراته مع الملحدين والله لا يضيع اجر المحسنين

عبد الواحد
05-11-2006, 09:34 PM
الاستاذ الرازي تقول

-- 1) إلقاء الحجة: دليل الصدق. الأدلة التي جاء بها الأنبياء، جاءت في الغالب بعد إيمان المؤمنين، وجحد الجاحدين، على أنها لم تمنع بعض الأوائل من الرجوع عن إيمانهم، ولم تفلح في ثني الآخرين عن كفرهم.
والتمييز بين السحر والشعوذة والمعجزة والكرامة يتطلب اعتقادا مسبقا، وإلا فإن الظواهر التي نراها متشابهة. فالساحر والنبي قد يأتيان أمورا متشابهة، غير أن النبي يأتي بها دعما لرسالته الصادقة بما هي هي!
هل هذا دليل ان النبي صلى الله عيه وسلم لم يأتي بمعجزات؟ ثم ان الاستنتاج الذي يسري على معجزات المصطفى يسري على بقية معجزات الانبياء. وأعجب شيء في كلامك انك تحاول إيجاد فروق بين معجزات الرسل وبين معجزات لا تعترف بوجودها. فكيف تقران بين امرين احدهما لا تعرفه ولا تقر بحدوثه اصلاً.


--لم أقل إن المعجزات الحسية لم تكن دليلا عللى الصدق. لقد نفيت ذلك عن الإعجاز العلمي واللغوي لأني لا أرى إعجازا بالمعنى الدقيق هنا.
الاعجاز اللغوي والعلمي ليس اعجاز حسي لان هذا الاخير هو ان تدرك بحواسك ما يخرق النواميس. اما الاعجاز العلمي فلا ندركه بادراك الخوارق الطبيعية. بل فقط بموافقة الخبر اللاهي بأية حقيقة مكتشفة من طرف الانسان.


-- أما في سائر المعجزات فقد قلت إن الرسالة نفسها هي دليل الصدق قبل أي شيء آخر. أما المعجزات فتأتي لاحقا استجابة للتحدي. مسيلمة الكذاب أتى ببعض الخوارق، دليلا على صدقه، لكنه كاذب والدليل على ذلك رسالته نفسها.
اذاً انت خلطت بين :
1- المعجزة الحسية التي يمكن ان تكون خدعة بصرية
2- وبين الاعجاز العلمي الذي يدركه العقل دون الاعتماد على الحواس التي تخونك.

ثم بعد هذا الخلط الغريب استنتجت :


--بمعنى آخر الكذاب والنبي قد يأتيان بالخوارق، وهي تدل في الحالة الأولى على الكذب وفي الحالة الأخرى تدعم الصدق.
اذاً كلامك لا ينطبق على الاعجاز العلمي. لأنك لم تأتي بكذاب له اعجاز علمي وعقلي. (هذا على فرض انه جاء بمعجزة حسية خدع بها ابصار الناس)


--2) أما مسألة الفعل الماضي في الآية: القارئ للقرآن يرى تأكيدا لهذه المسألة في كثير من المواضع. وليس استخدام الفعل الماضي دليلا على أن الله سيؤيد نبيه في المستقبل بمعجزات حسية. وأنت تقول: إن للنبي معجزات حسية ذكرتها السنة. ولن أدخل في هذا فالأمر فيه هين، وهو لا يمس جوهر ما أقول، كما أنها -إن حصلت- تخص معاصريها ولا تخصنا نحن.
نعم لذلك لا يمكن ان تحكم على الاعجاز العلمي والعقلي من خلال اثبات او نفي اعجاز حسي انتهى في عصره.


--3) أرفض رفضا قاطعا أي اختزال للقرآن الكريم. لقد قلت: إنه نظرة كونية ومنهاج عمل.. وأنت ركزت على منهاج العمل ونسيت النظرة الكونية، فاختزلت كلامي. لا، فالقرآن نظرة كونية فيها المبدأ والمعاد والله والإنسان والعلاقة بينهما عبر الرسل والكتب، ومنهاج عمل أو شريعة للفرد وللمجتمع تقودهما إلى الله
عزيزي القرآن فيه إخبار بالغيب وأنت قلت ان الجملة القرآنية ليست جملة خبرية وهي لا تحتمل لا الصدق ولا الكذب.
وهذا قول خطير لا بد ان تشرحه بالتفصيل لأنك لو جردت القرآن من نصوص تُقيّم بالصدق والكذب. بذلك لم يعد هناك لا إيمان ولا كفر.
مجرد كتاب اشعار لا فرقان فيه.


--4) ارجع يا سيدي إلى التفاسير القديمة، المستندة إلى روايات الصحابة. هل رأى الصحابة في غلب الروم للفرس الذي تنبأ به القرآن دليلا على الإعجاز. الفرس والروم خاضا حروبا عديدة، (وتلك الأيام نداولها بين الناس). الأمر مدعاة للتأمل والتدبر في حكمة الله، لا لادعاء الإعجاز.
نعم رأوا ذلك دليلاً على صدق النبوة. لكن هل تلك الآية هي خبر يقبل الصدق و الكذب؟
انت تقول ان ذلك مجرد اشارة ان الايام دول غالب ومغلوب. للأسف لا أظنك قرأت الآية.
غُلِبَتِ الرُّومُ (خبر مضى)
فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (تحديد المكان)
وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( إخبار مستقبلي)
فِي بِضْعِ سِنِينَ (اخبار عن المدة )
لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (يَوْمَئِذٍ : يوم فرح للمسلمين, وفعلاً يومها انتصروا على كفار العرب)

اذاً من العبث محاولة تجريد الآية فضلاً على محاولة تجريد كل القرآن من الاخبار. وأظنك تراجعت نوعاً ما:


--القرآن مليء بالجمل الخبرية، ولكنها بهذا المعنى لا تتوافق فحسب مع الواقع الخارجي بل مع الجمل الخبرية لدى العربي الجاهلي المخاطب ابتداء. ما يجعل هذه الجمل قرآنية، هو تلك القيمة التي يمنحها القرآن الكريم لكل جزء من أجزائها.
التاريخ قد يحدثنا عن معارك الروم والفرس، ولكن القرآن يضفي قيمة ما على تلك المعارك.
التاريخ قد يحدثنا عن موسى وفرعون، ولكن القرآن يحدثنا عن موسى المؤمن وفرعون الكافر.
جميل اذاً القرآن يضفي قيمة اخلاقية على الاخبار وهذا لا يعني نفيها. كقصة فرعون المليئة بالأحداث هي اخبار تحتمل الصدق والكذب. . اذاً يمكننا مقارنة الخبر القرآني بما يقوله العلم .
تذكر كان اصل اعتراضك: اذا انتفى الخبر عن النص النقلي فلا مجال لمقارنته بالعلم وبالتالي لا مجال لإثبات الاعجاز.
ولكنك تراجعت عن ذلك الآن وتقول ان القرآن يحوي اخبار اضفى الله عليها البعد الايماني والأخلاقي.

تحياتي.

الرازي
05-13-2006, 06:59 AM
الأخ القدس 2004/

في كلامك ما ينم عن إساءة في فهم بعض ما قلته، وتقويلي ما لم أقله، وتأويل بعضه الآخر. وسأسعى في مداخلة أخرى إلى الرد على بعض ما أثرته.

الأخ أبو جهاد الأنصاري/

تحياتي الحارة

قلت:


هذا الكلام يخاطب به العلميون لا المؤمنون ، وهى مشاكل علمية وليست دينية ، ويجب على العلميين - كما ذكرت سيادتك - أن يضعوا لأنفسهم آلية عمل لضبط هذه السلوكيات ، ومنع تلك الأخطاء ، وعدم التسرع فى التهجم على الدين من كل حدب وصوب ، قبل أن تثبت صحة نظرياتهم ، وصدق فرضياتهم ، ودقة نتائجهم.

نعم يا سيدي. لكني أخاطب به المؤمنين هنا: فقضيتي هي: كيف نواجه ادعاءات العلمويين (وأفضل استخدام هذه الصيغة بدلا من العلميين)؟ نناقشها ببيان معنى النظرية العلمية وقيمتها.. أي نناقشهم في الفلسفة العلمية لا في العلم نفسه.. وسيظهر ذلك في المثال الآتي من خلال محاولتي الإجابة عن بعض الشبهات المطروحة.


وماذا ترد لو جاءك ملحد وقال لك أنه كان متديناً وألحد بسبب التعارض بين العلم والدين؟
وكيف ترد على مسائل من قبيل أن اكتشاف العشوائية فى سلوكيات ألكترونات الذرة تدل على أن الكون نشأ صدفة؟
أو أن ما يسمونه خطأً (علم) التطور أثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه لا خالق لهذا الكون وأنه نشأ صدفة ثم تطور وارتقى؟
وماذا تقول لو جاءك ملحد وادعى أن بالقرآن أخطاء تناقض العلم؟
ألا ترى يا عزيزى أن السبب الأول لظهور موضوع الإعجاز العلمى هو ادعاء الملاحدة أن الدين هو سبب تخلف الشعوب؟
فكان الرد عليهم من قبيل مبدأ لكل مقام مقال؟

سأبدأ بمسألة العشوائية.
ولكن علي أن أوضح شيئا يسبق هذا الكلام. في مثل هذه الأمور أستخدم الفلسفة. لا لأن الفلسفة هي طريق الوصول إلى الله. فالفلسفة - مثلها مثل العلم - أعجز عن أن تنفي أو أن تثبت أمرا كذلك. ولكن النقاش الفلسفي هو الذي يرسم حدود المعرفة العلمية، وهي من هذه الناحية يمكن أن تشكل مرجعا مناسبا لطرفين متحاورين لا يتفقان على مرجعية النص الديني مثلا. ولكن كما يوجد علمويون، يوجد متفلسفون يوظفون المناهج الفلسفية في غير حدود صلاحيتها فيضلون ويضلون. عندما جادل ابن تيمية الفلاسفة في زمانه، فإن الفلسفة كانت لفظة تدل على هؤلاء المتفلسفة حصرا. أما اليوم، فإن ابن تيمية في رده على المتفلسفة كان فيلسوفا بكل معنى الكلمة، ولكنه فيلسوف يدرك حدود فلسفته. فنحن نريد الآن من الفلسفة أن تضبط حدود العلم. ثم نسعى إلى ضبط حدود الفلسفة، ربما في إطار يشبه ما دعاه طه عبد الرحمن فقه الفلسفة.

العشوائية:
المشكلة أن الذين يرددون كلام النظريات العلمية يوظفونها في غير سياقاتها. ثم يقومون ببناء تصورات كونية بناء على تجاهل لأوليات الفلسفة العلمية. والرد هاهنا لا يكون بنفي العشوائية (رغم وجود عدد من العلماء الذين ينفونها)، إنما يكون بفهم مسألة فلسفية أساسية: عدم انطباق العقل البشري مع الواقع الخارجي.

العقل الإنساني في فلسفة العلم يقوم على مبدأ الانتظام والتصنيف.. فهو يسعى إلى تنظيم مختلف المدركات وتصنيفها تصنيفا يسهل معه السيطرة عليها.

نظرية العشوائية، تقوم على استحالة انتظام الكون وفق قوانين انتظام العقل.. (وهذا مختلف عن مجرد القول بعدم انطباق العقل مع الواقع، فهو أخذ لهذه المقولة إلى أبعاد أخرى، تقع في العلم خارج حدود الفلسفة).

وسواء قبلنا العشوائية أم رفضناها فإنها لا تغير من حقيقة ثابتة في فلسفة العلوم منذ كانط، حقيقة عدم الانطباق. وهذا يعني ببساطة أنه لا علاقة لها بقبول الحقائق الدينية أو رفضها.

وسأعطي مثالا آخر من ميكانيكا الكم: مبدأ الارتياب الذي ينص على استحالة معرفة سرعة الالكترون وموقعه في اللحظة نفسها بدقة متناهية... هل هذا يعني أن الإلكترون في أي لحظة يسير فعليا وفق سرعات عدة، ويقع في أماكن متعددة. كلا بالطبع. إنما هناك استحالة معرفية، لا علاقة لها بالاستحالة الوجودية.

ولكن مسألة عدم الانطباق مسألة أسبق في الواقع من العشوائية ومن ميكانيكا الكم. وللأسف فقد وظفها الماديون في نسف أسس الفكر الوسيط القائم على إثبات وجود الله عن طريق الفلسفة، دون أن يلتفتوا إلى أنها تنسف أسس الفكر المادي من جذوره أيضا.

وسأضع ردا على القائلين بالعشوائية على نحو صوري:
1- فلنسلم بمبدأ العشوائية في الكون.
2- إن سلمت بعدم انطباق العقل مع الواقع الخارجي، بطل اعتمادك على العشوائية في نفي حقائق الدين.
3- وإن لم تسلم، وقعت في التناقض وأبطلت مبدأ العشوائية.

على أن عدم التسليم، وإن وضع خيارا أمام المعاند، فإنه خيار ثبت بطلانه عقليا.

مبدأ التطور:

بعيدا عن الإيديولوجية التطورية السخيفة، فإن ما يعنينا هنا هو النظرية العلمية. والعامة عندنا يختصرون النظرية التطورية في قولهم (الإنسان أصله قرد).. والواقع أن النظرية التطورية تقوم على قضية أخرى أكثر تعقيدا، وهي رفض مبدأ الهويات الثابتة للأجناس. وقوانين العقل البشري التصنيفية تقوم على صناعة المفاهيم الكلية عبر آلية التجريد، ثم تصنيف هذه المفاهيم في أطر مجموعات هرمية.

وهكذا، فسواء أصحت نظرية التطور أم بطلت، فإنها من الناحية الفلسفية غير قادرة على نفي أو إثبات الحقائق الدينية. لأنك إن سلمت بعدم الانطباق أبطلت احتجاجك بها، وإن لم تسلم أبطلتها هي نفسها!!!

وقس على ذلك..

هذا هو الأسلوب الأمثل في نظري لدرء الاعتداءات الممارسة باسم العلم على الحقائق الدينية. لا أسلوب الدخول في نقاش أصر على القول بأنه نقاش عقيم - من الناحية الدينية لا العلمية - يتناول صحة النظريات في نفسها من الناحية التجريبية.

ولا أقول إنه الأمثل من الناحية البرغماتية فقط.. بل هو الأمثل لأن الأسلوب الآخر يوقعنا في جملة مغالطات منطقية نحن بغنى عنها.

أما الأستاذ الجامعي الذي قصصت بعضا مما دار بيننا، فإنني قد أسلفت أنه كان ملحدا فيما سبق.. وقد هداه الله كما أسلفت. فوجب التوضيح.

الرازي
05-13-2006, 08:00 AM
الأخ القدس 2004/

لقد أسأت قراءة ما كتبت، وهذا البيان:


الاستاذ الرازي تقول

إقتباس:
-- 1) إلقاء الحجة: دليل الصدق. الأدلة التي جاء بها الأنبياء، جاءت في الغالب بعد إيمان المؤمنين، وجحد الجاحدين، على أنها لم تمنع بعض الأوائل من الرجوع عن إيمانهم، ولم تفلح في ثني الآخرين عن كفرهم.
والتمييز بين السحر والشعوذة والمعجزة والكرامة يتطلب اعتقادا مسبقا، وإلا فإن الظواهر التي نراها متشابهة. فالساحر والنبي قد يأتيان أمورا متشابهة، غير أن النبي يأتي بها دعما لرسالته الصادقة بما هي هي!


هل هذا دليل ان النبي صلى الله عيه وسلم لم يأتي بمعجزات؟ ثم ان الاستنتاج الذي يسري على معجزات المصطفى يسري على بقية معجزات الانبياء. وأعجب شيء في كلامك انك تحاول إيجاد فروق بين معجزات الرسل وبين معجزات لا تعترف بوجودها. فكيف تقران بين امرين احدهما لا تعرفه ولا تقر بحدوثه اصلاً.

لم أقل ما فلته استدلالا على عدم وقوع المعجزات، إنما ردا على اعتراض محدد كنت قد أثرته أنت فراجع! ثم إنك قلت "معجزات لا تعترف بوجودها" فمن أين قرأت عدم اعترافي هذا؟


باس:
--لم أقل إن المعجزات الحسية لم تكن دليلا عللى الصدق. لقد نفيت ذلك عن الإعجاز العلمي واللغوي لأني لا أرى إعجازا بالمعنى الدقيق هنا.


الاعجاز اللغوي والعلمي ليس اعجاز حسي لان هذا الاخير هو ان تدرك بحواسك ما يخرق النواميس. اما الاعجاز العلمي فلا ندركه بادراك الخوارق الطبيعية. بل فقط بموافقة الخبر اللاهي بأية حقيقة مكتشفة من طرف الانسان.

لاحظ أن ما قلته أنا تضمن تمييزا واضحا بين المعجزات الحسية والاعجازين اللغوي والعلمي لا خلطا بينهما فلا أعرف وجها للاعتراض!


إقتباس:
-- أما في سائر المعجزات فقد قلت إن الرسالة نفسها هي دليل الصدق قبل أي شيء آخر. أما المعجزات فتأتي لاحقا استجابة للتحدي. مسيلمة الكذاب أتى ببعض الخوارق، دليلا على صدقه، لكنه كاذب والدليل على ذلك رسالته نفسها.


اذاً انت خلطت بين :
1- المعجزة الحسية التي يمكن ان تكون خدعة بصرية
2- وبين الاعجاز العلمي الذي يدركه العقل دون الاعتماد على الحواس التي تخونك

بل أنت من اختلط عليه كلامي. الجملة التي سبقت هذا، كانت تتكلم عن الإعجازين العلمي واللغوي.. وهنا أقول "سائر المعجزات" يعني غير هذين الإعجازين، ويعني أنني أعود إلى الكلام عن المعجزات الحسية. وكلامي كله في اقتباسك عني يتناول المعجزات الحسية، ولا أدري كيف أوقعتني في الخلط!


ثم بعد هذا الخلط الغريب استنتجت :


إقتباس:
--بمعنى آخر الكذاب والنبي قد يأتيان بالخوارق، وهي تدل في الحالة الأولى على الكذب وفي الحالة الأخرى تدعم الصدق.


اذاً كلامك لا ينطبق على الاعجاز العلمي. لأنك لم تأتي بكذاب له اعجاز علمي وعقلي. (هذا على فرض انه جاء بمعجزة حسية خدع بها ابصار الناس)

طبعا.. فالكلام على المعجزات الحسية.. ولولا اختلاط ما سبق عليك، لما استهجنت كلامي هذا.

على أن الأمر هنا يمكن توسيعه ليشمل النبوءات، وإن لم تكن موضوع كلامي في هذا الاقتباس.

وليس من كذاب ولا صادق لهما إعجاز علمي.. وهذا وإن لم يكن موضوع حديثي فإني أذكره هنا تعقيبا.


إقتباس:
--4) ارجع يا سيدي إلى التفاسير القديمة، المستندة إلى روايات الصحابة. هل رأى الصحابة في غلب الروم للفرس الذي تنبأ به القرآن دليلا على الإعجاز. الفرس والروم خاضا حروبا عديدة، (وتلك الأيام نداولها بين الناس). الأمر مدعاة للتأمل والتدبر في حكمة الله، لا لادعاء الإعجاز.


نعم رأوا ذلك دليلاً على صدق النبوة. لكن هل تلك الآية هي خبر يقبل الصدق و الكذب؟
انت تقول ان ذلك مجرد اشارة ان الايام دول غالب ومغلوب. للأسف لا أظنك قرأت الآية.
غُلِبَتِ الرُّومُ (خبر مضى)
فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (تحديد المكان)
وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( إخبار مستقبلي)
فِي بِضْعِ سِنِينَ (اخبار عن المدة )
لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (يَوْمَئِذٍ : يوم فرح للمسلمين, وفعلاً يومها انتصروا على كفار العرب)

اذاً من العبث محاولة تجريد الآية فضلاً على محاولة تجريد كل القرآن من الاخبار.

لقد وفقني الله لحفظ كتابه في سن مبكرة..
ثم إنني قد قلت: "تنبأ به القرآن".. أي في إشارة إلى المستقبل..
كما أن كثيرا من المحللين قبل عدة سنوات تنبؤوا بغزو أمريكا للعراق واحتلالها له!

وما زلت مصرا:
أ- لم ير العرب في ذلك الوعد "معجزة" قرآنية!
ب- آمن المؤمنون بهذا الوعد الإلهي.. وعندما تحقق لا شك أنهم فرحوا!
ج- وتدبر الآية يقتضي التسليم بأن بقاء الحال من المحال.

والآن هنا جوهر الموضوع:


وأظنك تراجعت نوعاً ما:


إقتباس:
--القرآن مليء بالجمل الخبرية، ولكنها بهذا المعنى لا تتوافق فحسب مع الواقع الخارجي بل مع الجمل الخبرية لدى العربي الجاهلي المخاطب ابتداء. ما يجعل هذه الجمل قرآنية، هو تلك القيمة التي يمنحها القرآن الكريم لكل جزء من أجزائها.
التاريخ قد يحدثنا عن معارك الروم والفرس، ولكن القرآن يضفي قيمة ما على تلك المعارك.
التاريخ قد يحدثنا عن موسى وفرعون، ولكن القرآن يحدثنا عن موسى المؤمن وفرعون الكافر.


جميل اذاً القرآن يضفي قيمة اخلاقية على الاخبار وهذا لا يعني نفيها. كقصة فرعون المليئة بالأحداث هي اخبار تحتمل الصدق والكذب. . اذاً يمكننا مقارنة الخبر القرآني بما يقوله العلم .
تذكر كان اصل اعتراضك: اذا انتفى الخبر عن النص النقلي فلا مجال لمقارنته بالعلم وبالتالي لا مجال لإثبات الاعجاز.
ولكنك تراجعت عن ذلك الآن وتقول ان القرآن يحوي اخبار اضفى الله عليها البعد الايماني والأخلاقي.

لا يا سيدي.. لقد ميزتُ كما هو واضح بين أمور ثلاثة:
1) الواقع الخارجي
2) الجملة الخبرية التي يستخدمها الجاهلي المخاطب
3) والجملة القرآنية

وقلت إن الجملة القرآنية لا تكون قرآنية ببعدها الخبري، المتوافق مع كلام الجاهلي، وإلا لصدق قول قريش إنها "أساطير الأولين".. إنما بإضفاء القيمة والمعنى عليها.

أي أن البعد الإنشائي في كل جملة قرآنية (خبرية كانت أو إنشائية بحسب تصنيفات اللغويين) هو ما يكون به القرآن قرآنا، وهو سر إعجاز القرآن الكريم. إنه ليس إعجازا لغويا أو علميا بل هو إعجاز قيمي بالدرجة الأولى.

ويعني هذا أن القرآن لا يأتي بجملة علمية لا يعرف الجاهلي المخاطب مصداقها، بل يأتي بجمل هذا الجاهلي، بعربية مبينة، ويرتقي بها إلى مقام الإعجاز، المقام الإلهي.

ولكنك تقول: إن قصة فرعون تحتوي على أحداث.

وقد قلتُ: الإيمان لا يقع إلا بالتسليم بالحوادث القرآنية، ثم بتبني القيمة وهذا هو الأساس. ولكن:
أ- ترتيب وقوع ذلك في قلب الإنسان معكوس.. يبدأ بتبني القيمة وينتهي بالتسليم.
ب- التسليم هنا والمطابقة، إنما مرجعه رفض انطباق العقل على الواقع.. ولذلك فإن إثبات الحوادث التاريخية الواردة في القرآن لا يكون عبر التاريخ، بل عبر التسليم بالوحي الإلهي نتيجة وقوع الإيمان.


أرجو أن أكون قد تمكنت من إيضاح بعض ما التبس عليك.

وتحياتي

أبو جهاد الأنصاري
05-13-2006, 07:22 PM
الأستاذ الكريم الرازي
السلام عليكم
اقرأ معى هذه الآيات :
(1) : (أفلا يتدبرون القرآن) وآيات أخرى كثيرة تشير إلى هذا المعنى.
(2) : (قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)
: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت)
وآيات أخرى كثيرة تشير إلى نفس المعنى.
(3) : (ألا له الخلق والأمر)
ففى الآيات الأولى (1) أمرنا سبحانه أن نتدبر القرآن كل القرآن.
وفى الآيات الثانية (2) أمرنا سبحانه أن نتدبر الكون كل الكون.
وفى الآية الثالثة جمع الله بينهما فى سياق واحد للدلالة أن هذا خلق الله وهذا شرع الله ولا انفصال بينهما.
وأمر بديهى أن يحتوى شرع الله (المعجز) بعضاً من ذكر خلق الله (المعجز).
فهل من تعارض فى ذلك؟
والسلام عليكم.