المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة يسيرة في الفرق بين المخطيء والضال



أبو القـاسم
12-05-2012, 06:51 PM
بعض الناس كلما بينت له ضلال شخص أو حتى كفره ، قال لك : كل يؤخذ من قوله ويترك ..إلخ ، فيأتي بحكمة الإمام مالك في مورد المهالك ....ووفق هذا العموم الذي فهموه مما لم يدر بخلد الإمام* -رحمه الله تعالى -، يدخل إبليس وفرعون وأبو جهل وأبو لهب في مدلول الكلمة (كل يؤخذ من قوله ..إلخ) ..لأن هؤلاء وأمثالهم لا تخلو صحائف أقوالهم من بعض ما هو صحيح بلا شك..فعلى هذا المقتضى نفسه لا يعود هناك فرق جوهري بين هؤلاء المجرمين المذكورين وبين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي رضي الله عنهم..وإليك بعض المعالم العامة في التفريق بين ما حقه أن يقال في حقه كل يؤخذ من قوله ويرد ، وبين من حقه أن يُرَد هو بشخصه فلا يدخل أصلا في القضية ..فكل من خالف إجماع السلف وهو يعلم إجماعهم فهو ضال ، وكل من رد النص الثابت من كتاب وسنة دلالة أو ثبوتًا بمحض عقله فهو ضال ، كأن يحرف دلالته البينة ويسمي فعله تأويلا دون البناء على قواعد الشرع المقررة أو يرد ثبوته وهو ثابت لتوافق أفكاره أو أصوله ، أو رجح الأقوال بالهوى أو الذوق أو ضغط الواقع فهو ضال ، حتى وإن كانت هذه الأقوال في الأصل من قبيل الخلاف السائغ ..والحاصل أن المخطيء الذي يقال في حقه يؤخذ ويترك ، يكون جانب الصواب في مسائل جزئية مع كون منهجه صحيحًا ..كرجل أراد مكة ، فقصد طريقها ، فهذا واردٌ أن يتعثر في بعض الطريق ثم يقوم ويصل ، بخلاف رجل لما أراد مكة ، سلك طريق العراق ! فهذا الثاني منهجه نفسه فيه فساد ..ثم هذا الضلال يتفاوت من الابتداع إلى الكفر ، بحسب مقدار الشطط الذي يواقعه الشخص في منهجه الغلط ، ..والله أعلم
--------
خذ مثلا هذه الواقعة : الرجل الذي سأل الإمام مالك: كيف استوى-يعني الله عز وجل- ، كان مصيره الطرد من المجلس .فكيف لو رأى مالك وعموم السلف شخصا كعدنان إبراهيم ؟! قال الإمام الشافعي : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ، هذا حكمه في شان الاشتغال بالكلام (فقط ) ، فما ظنك بحكمهم رحمهم الله في أمثال عدنان وهو من قد عرفت زندقته !!؟