المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكمة التكرار في القرأن الكريم ..نتمنى المشاركة من المحاورين



معتز
06-18-2013, 09:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواني الاعزاء

إن كتاب الله معجز بلفظه ومعناه وبلاغته

ونحن نعلم يقيناً ان القرأن لا يقارن به اي كتاب على وجه الارض

ولكل اية فيه حكمة وعلم (علمها من علمها وجهلها من جهلها )

فأرجو ان يذكروا الاخوة الحكمة من تكرار بعض الايات وتكرار بعض القصص ( مع انه سبحان الله لو هناك كتاب كرر القصص وكرر الكلام لكرهه الناس الا القران الكريم فلابد من وجود إعجاز وحكمة )

فلها من الحكم الكثير التي تخفى على بعض الناس

فلماذا كرر الله قصة مريم في ال عمران وسورة مريم ..؟؟

ولماذا كرر الله قصة موسى في اكثر من موضع...؟

ولم يكرر الله قصة يوسف مع جمالها الشديد ...؟؟؟

لماذا التكرارا وما اهميته وفوائده وحكمه ...؟

وهناك إعجاز في التكرار عجيب ولكن أين يكمن هذا الإعجاز ....؟؟

اتمنى الإفادة من الاخوة وتعليمنا ما ينفعنا

وجزاكم الله خيرا وشكرا لما تقدموه مقدما

lightline
06-18-2013, 10:39 AM
فلماذا كرر الله قصة مريم في ال عمران وسورة مريم ..؟؟

ولماذا كرر الله قصة موسى في اكثر من موضع...؟

لأهميتها في المستقبل وخطابها ليهود اليوم و النصارى
ايضا للاستدلال بها في المنظارات مع اهل الكتاب تابع منظارات الشيخ احمد ديدات رحمة الله وستعرف عن ماذا اتحدث
اخيرا و الاهم لتبين واثبات تحريف كتب اهل الكتاب العهد القديم والجديد
اما الاعجاز في تكرار قصص موسى ذكر اسم هامان في القرآن
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?34051

أورسالم
06-18-2013, 10:41 AM
لو افترضنا أنّ العضو معتز مشترك في منتدى التوحيد منذ سنة 2009 ولديه مقدار 148 من المشاركات على مدى الأربع سنوات الماضية .

كل مشاركة من مشاركاته لها مناسبة معينة في موضوع معين لمسألة معينة ..

فكّرنا بفكرة جميلة ..

وهيَ أن نجمع كلّ ردوده المفيدة تلك في كِتاب إلكتروني واحد .

وقمنا بهذا الأمر..

حينها عندما يقرأ إنسان من خارج منتدى التوحيد هذا الكتاب الجامع لردود معتز .. من الممكن جداً إيجاده تكرار لعبارات وأفكار كثيرة .
سينتقد حينها القارئ كاتب الكتاب ،
ويقول : لماذا الكاتب يكرر الكثير من الجمل والكثير من العبارات والكثير من الأفكار ؟

ولكن في الحقيقة معتز لم يكتب هذا الكتاب دفعة واحدة ، بل هيَ مجموعة كبيرة من الردود على مساءل مختلفة بأزمنة مختلفة ، ومن الطبيعي أن تتكرر بعض الأفكار في هذه الردود بتكرر المناسبة ..
حينها لن نستغرب من هذا التكرار المتوقع .

القرآن الكريم هوَ خطاب الله سبحانه وتعالى لنبيّه محمّد (ص) على مرّ سنواتٍ كثيرة .
كل آية وكل سورة لها مناسبة .. ولها زمن .. ولها مكان .. من الطبيعي أن تتكرر المناسبات ..

الصحابة فيما بعد قاموا بجمع كل تلك الآيات .. وكل تلك السور في كتابٍ واحد سُمّيَ بالمصحف .. بمعنى لم يُنزّل القرآن دفعة واحدة ..
بل نُزّل على فترات ومناسبات .. ومن الطبيعي جداً أن تتكرر الآيات والقصص .. لأنّ هنالك مناسبات وأسباب مكررّة .

هذا بظنّي سبب تكرار الآيات والقصص في القرآن الكريم ، وهو سبب طبيعي ومتوقع ، فلا داعي للبحث عن فائدة أو حِكمة من ذلك .

معتز
06-18-2013, 10:59 AM
هذا بظنّي سبب تكرار الآيات والقصص في القرآن الكريم ، وهو سبب طبيعي ومتوقع ، فلا داعي للبحث عن فائدة أو حِكمة من ذلك .

بلا يا يصديقي فهناك الكثير من الفائدة

لان هناك حكم اخرى وامور اخرى يا صاحبي يجب علينا معرفتها امور جميلة وحكيمة

ومنها ايضا الرد على المخالفين عند ذكر شبهة التكرار العقيمة

وامور اخرى واني اظن الاعضاء سيفيدونا


وننتظر رد المحاورين الافاضل

وشكرا لكم جميعا :)

محبة الاسلام والعلم
06-18-2013, 11:19 AM
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فكرتنى اخى بمسألة التكرار فى سورة الرحمن للاية (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان)..لما درسناها بالابتدائى ...

التكرار هو من اساليب اللغة العربية ..بنلاقيه بالشعر وبالاساليب البلاغية ...
وبنلاقى التكرار بحياتنا نفسها كاسلوب تربوى ..
يعنى دايما بينصح المعلمون التلاميذ بنفس النصائح ..والطلاب احيانا بيملوا من النصائح ..بس عند الفشل بيلاقوا معلمينهم معهم حق بتكرار النصائح ..
والانسان ما بيمل من تكرار القصة وسماعها اخى ..والا كيف بتفسر وجود روايات عظيمة الها وزن مع انها قديمة وقرأناها الف مرة ..
والاطفال بالذات بتستهويهم قصص معينة ..كسندريلا والاقزام السبعة ..بتحكيلهم اياهن الف مرة وما بيملوا ..
اذن الانسان ما بيمل من تكرار القصص ..وقصص الانبياء عليهم السلام جميلة جداااا ..
بعض الاحيان بتكرر ايات معينة ..بس بصيغ اخرى ..

مثال :

قوله سبحانه وتعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ (151)}. سورة الانعام ..

وقوله سبحانه وتعالى : {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}. سورة الإسراء..

فهان فيه تكرار ..بس باختلاف الصيغ الكلامية ..
وفيه هان حكمة بالغة من اختلاف المفردات الكلامية ..
حسب ما قرأت مرة بأحد المقالات ..اعتقد انه ل دكتور مصطفى محمود(الله يرحمه ) ..مش فاكرة بالضبط ..
انه الاولى خاصة بالزمن الحاضر(يعنى الفقر حاليا ) ..والثانية خاصة بالزمن المستقبل(يعنى مخافة الفقر فى المستقبل ) ..




"فقدم رزق الآباء في الآية الأولى على الأبناء: [نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ]،
وفي الثانية قدم رزق الأبناء على الآباء: [نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ]؛
وذلك لأنّ الكلام في الآية الأولى موجه إلى الفقراء دون الأغنياء، فهم يقتلون أولادهم من الفقر الواقع بهم لا أنهم يخشونه، فأوجبت البلاغة تقديم عدتهم بالرزق تكميل العدة برزق الأولاد.
وفي الآية الثانية الخطاب لغير الفقراء وهم الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر، لا أنهم مفتقرون في الحال، وذلك أنهم يخافون أن تسلبهم كلف الأولاد ما بأيديهم من الغنى، فوجب تقديم العدة برزق الأولاد فيأمنوا ما خافوا من الفقر.
فقال: لا تقتلوهم فإنا نرزقهم وإياكم أي أن الله جعل معهم رزقهم فهم لا يشاركونكم في رزقكم فلا تخشوا الفقر". (1)

Rengle
06-18-2013, 11:30 AM
وعليكم السلام وحمة الله وبركاته ...
أعتقد أن كتاب " من أسباب تكرار القصة " قد يفيدك في هذا الموضوع ..
----
نقلاً عن إسلام ويب ...

فالقرآن العظيم مشتمل على أروع أنواع البلاغة وأقوى تحديات الإعجاز ، وأنفع أساليب البيان. وتكرار القصة الواحدة في مواضع متعددة من هذا القبيل فأما من ناحية البلاغة فإبراز المعنى الواحد في صور متعددة وأساليب متنوعة وتفنن شيق وألفاظ مختلفة رفيعة غاية في البلاغة. وأما من ناحية الإعجاز فإيراد المضمون الواحد في صور متعددة مع عجز العرب عن الإتيان بصورة واحدة منها أبلغ في التحدي. علماً بأن العرب في ذلك الوقت وصلوا إلى قمة التفنن في البلاغة وحازوا قصب السبق في الفصاحة وملأوا الدنيا نثراً ونظماً. وأما من ناحية البيان فتكرار القصة الواحدة يلفت الانتباه إليها ويشعر بالاهتمام بها. ويُمكَّن الاعتبار بها في النفس ويرسخها فيها على أساس أن ما تكرر تقرر. ومن الحكم أيضا لتكرار القصة الواحدة في سور متعددة تناسب كل سياق مع السورة التي ورد فيها من حيث الطول والقصر والإطناب والإيجاز إلى غير ذلك من الحكم الكثيرة الجليلة. والله تعالى أعلم.

محبة الاسلام والعلم
06-18-2013, 11:30 AM
بالنسبة لتكرار قصة موسى ..خاصة مع فرعون ..
من وجهة نظرى ..طبيعى انها تتكرر ..لانه فيها عبر كتير مستفادة من القصة ..
يعنى موسى (عليه السلام ) ..بايمانه واخلاقه وصبره والعناية الالهية فيه ..بنجاته من فرعون من طفولته لمماته (عليه السلام )..
فرعون .. الطاغية كمثال للشر والكفر والجحود ..وكيف طغى وطغى وطغى وشاف المعجزات قدامه وانعمى عنها وبقى على طغيانه ..وكيف بالنهاية قال امنت برب موسى وهارون ..
وهذا ديدن الكفار جميعا ..يطغوا بالارض ويفسدوا ويتكبروا على خالقهم ..وبعدها باللحظات الاخيرة عند موتهم بيقولوا امنا ...!
زوجته (اسيا بنت مزاحم ) العظيمة من سيدات نساء الجنة ..المؤمنة الصابرة التى تحملت اذى زوجها ..وصبرت وبقيت على ايمانها ..
كان ممكن انها تبقى مع زوجها بملكه ..لكنها اختارت الايمان ..
حتى السحرة ..وهم ناس ما بينضحك عليهم بالسحر ..ببساطة شديدة امنوا عندما شاهدوا معجزة العصا والافعى ..وهذه فيها عبرة لكل عميان البصيرة ...
اليهود اكثر قوم طغوا وكذبوا انبيائهم ..لهيك طبيعى تلاقى ايات كتير تتكرر وتتحدث عن بنى اسرائيل ..

محبة الاسلام والعلم
06-18-2013, 11:36 AM
هذا المقال عجبنى ..من اجابات جوجل ...

الحكمة من التكرار فى القران الكريم ..





اول نقطة :

كلنا نعلم ان المعجزة هى شئ خارق للعادة وان كل الانبياء كانو ياتون بمعجزاات خاصة بما يبرع فيه قومهم ولكي تكون هى الافضل ولا يقدر احد ان ياتى بمثلها لانها معجزة ... وان بحثنا فى تاريخ معجزات الانبياء سنلاحظ ذلك

ثانى نقطة :

كان العرب فى الجزيره العربيه وخاصة على ايام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يهتمون بالفصاحة والبيان والبلاغة وعلى سبيل المثال الاسواق التى كانت تقام فى اماكن تجمعهم والشعراء امثال حسان بن ثابت

ثالث نقطة :

ولما اتى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان لابد ان تكون هناك معجزة تخص ما يبرع به قومه وتكون اقوى مثل ما وضحنا فى اول نقطة وهذه المعجزة كانت القرآن

رابع نقطة

التكرير من الأساليب المعروفة عند العرب، ويكثر وروده في كلامهم وفي أشعارهم خاصة، وتصفحوا دواوين الشعراء كالمهلهل بن ربيعة وعمرو بن كلثوم وستجدون مصداق ذلك

بل إن التكرير واحد من الأغراض البلاغية، ودونكم الكتب البلاغية التي تتحدث عن علم المعاني، وستجدون عنوانا عريضا هو واحد من أسس هذا العلم البلاغي واسمه الإطناب، فإن بحثتم في فروعه وجدتم أفانين من القول تتشابه مع التكرار، وواحد منها يحمل هذا الاسم نفسه: ( التكرير ) والبقية تعتمد على زيادة في الكلام أو تكرير له أو تفصيل كذكر العام بعد الخاص وعكسه،

والتكرير له أغراض بلاغية كثيرة كالتأكيد والاستلذاذ بالكلام، وتعظيم الأمر وتهويله، وزيادة التنبيه، وطول الكلام الذي قد يسبب نسيانه، وتعدد المتعلق، كأن نكرر عبارة ما ولكن نحدث في كل مرة كلاما جديدا، ونرى مثل هذا في سورة الرحمن التي تكررت فيها آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان واحدا وثلاثين مرة، لأنه في كل مرة يذكر نعمة من النعم، ويريد لفت النظر إلى أهمية كل واحدة على حدة

فهذا التكرار وجه من وجوه البلاغة القرآنية، فإن من خصائص البلاغة إبراز المعنى الواحد في صور مختلفة، والقصة المتكررة ترد في كل موضع بأسلوب يتمايز عن الآخر، وتصاغ في قالب غير القالب، ولا يمل الإنسان من تكرارها بل تتجدد في نفسه معان لا تحصل له بقراءتها في المواضع الأخرى

وإن من تنوع طرق عرض الموضوعات في القرآن أنه يعرض القصة ملخصة حينا ثم يفصلها من البداية، وحينا يبين العاقبة والمغزى من مضمونها ثم يبدأ التفصيل، ونراه حينا يبدأ بها مباشرة بلا مقدمات، وحينا يقدمها كمشاهد حية نابضة تحدث أمامنا، وهو يتميز ببراعة الانتقال من موقف لآخر وتجاوز ما لا حاجة إليه وترك الذهن يستوحي منها الأحداث التي جرت بينما نتابع مع الآيات الأحداث المهمة وتفصيلاتها


ملحوظة هاااااامة


ومن أغراض القرآن الدعوة إلى الله والتربية، وهما مما لا ينتهي المرء منهما بكلمة يلقيها ، ولكنهما بحاجة إلى التذكير الدائم كما قال عز وجل: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فقد تستدعي الحكمة التربوية تكرير التذكير بالتقوى، أو الترغيب والترهيب أو غير ذلك حسب المقتضيات الدعوية والتربوية

يقول الأستاذ صلاح عبد التواب :

كانت أهمية التكرار أنه يعاود النفوس الغافلة المرة بعد المرة يزيل عنها غفلتها، كما يعاود النفوس المؤمنة المطمئنة بما يثبت فيها دعائم اليقين… فالتكرار إذن ظاهرة بلاغية لا يفطن إليها إلا كل من له بصر بفنون القول، وهو في القرآن أروع وأجمل من أن تتطاول إليه ألسنة المتقولين

والأستاذ فاضل السامرائي يقول:

فأنت ترى أن القصة في القرآن كأنها تتكرر في أكثر من موطن،والحقيقة أنها لا تتكرر، ولكن يعرض في كل موطن جانب منها بحسب ما يقتضيه السياق، وبحسب ما يراد من موطن العبرة والاستشهاد


للعلم

اذا تكرّرت كلمة في القرآن مرتين، فالكلمة واحدة، لكن المعنى والمقصود اثنان.


((مثـــــــــال))

سنجد فى سورة النور الآيه 5 قوله تعالى

(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )


وسنجد فى سورة آل عمران آيه 89

(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )


اذا نظرنا فى سورة آل عمران سنجد الآيات التى تسبقها تقول


وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ \ كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ

وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ

وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ


تفسير الآيات

ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة, والعبودية, ولرسوله النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وبمتابعته ومحبته ظاهرًا وباطنًا, فلن يُقبل منه ذلك, وهو في الآخرة من الخاسرين الذين بخسوا أنفسهم حظوظها. كيف يوفق الله للإيمان به وبرسوله قومًا جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم به, وشهدوا أن محمدًا صلى الله علبه وسلم حق وما جاء به هو الحق, وجاءهم الحجج من عند الله والدلائل بصحة ذلك؟ والله لا يوفق للحق والصواب الجماعة الظلمة, وهم الذين عدلوا عن الحق إلى الباطل, فاختاروا الكفر على الإيمان أولئك الظالمون جزاؤهم أنَّ عليهم لعنة الله والملائكة والناسِ أجمعين, فهم مطرودون من رحمة الله ماكثين في النار, لا يُرفع عنهم العذاب قليلا ليستريحوا, ولا يُؤخر عنهم لمعذرة يعتذرون بها.


وبعدها تأتى آية


إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ


إلا الذين رجعوا إلى ربهم بالتوبة النصوح من بعد كفرهم وظلمهم, وأصلحوا ما أفسدوه بتوبتهم فإن الله يقبلها, فهو غفور لذنوب عباده, رحيم بهم.

ما معنى ذلك ان هذه الآيه لموقف معين وهو عندما يكفر الانسان بالله بعدما اتته جميع الايات سيكون له العذاب الاليم الا الذين يتوبون لله.



نذهب الآن لسورة النور


اذا نظرنا للآيات التى تسبقها سنجدها تقول


الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ

الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ

وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ


تفسير الآيات

الزانية والزاني اللذان لم يسبق لهما الزواج, عقوبةُ كل منهما مائة جلدة بالسوط, وثبت في السنة مع هذا الجلد التغريب لمدة عام. ولا تحملكم الرأفة بهما على ترك العقوبة أو تخفيفها, إن كنتم مصدقين بالله واليوم الآخر عاملين بأحكام الإسلام، وليحضر العقوبةَ عدد من المؤمنين; تشنيعًا وزجرًا وعظة واعتبارًا

الزاني لا يرضى إلا بنكاح زانية أو مشركة لا تُقِرُّ بحرمة الزنى، والزانية لا ترضى إلا بنكاح زان أو مشرك لا يُقِرُّ بحرمة الزنى, أما العفيفون والعفيفات فإنهم لا يرضون بذلك، وحُرِّم ذلك النكاح على المؤمنين. وهذا دليل صريح على تحريم نكاح الزانية حتى تتوب, وكذلك تحريم إنكاح الزاني حتى يتوب.

والذين يتهمون بالفاحشة أنفسًا عفيفة من النساء والرجال مِن دون أن يشهد معهم أربعة شهود عدول, فاجلدوهم بالسوط ثمانين جلدة, ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا, وأولئك هم الخارجون عن طاعة الله


وسنجد بعدها الآيه المكررة فى سورة ال عمران

تفسيرها

لكن مَن تاب ونَدم ورجع عن اتهامه وأصلح عمله, فإن الله يغفر ذنبه ويرحمه, ويقبل توبته.

اذن هذه تتكلم عن حكم اخر



بالنهاية

منقول للفائدة والأمانة

محبة الاسلام والعلم
06-18-2013, 11:42 AM
اعتقد هذا المقال بفيدك اخى ..




في القرآن الكريم قصص تكررت أكثر من مرة، وآيات ترددت في مواضع عديدة، وألفاظ وردت في مواطن متعددة، وغير ذلك من تساؤلات محورها التكرار في القرآن، هذا الموضوع الذي كثر الحديث عنه، وتعدد اللغو فيه، وأثيرت الشبهات حوله، وقامت الدنيا لأجله ولم تقعد بعدُ، ليس طلبًا للحقيقة، ولا حبًا في العلم ومعرفته، بل لمجرد التشكيك والتثبيط فحسب...فما حقيقة التكرار الواقع في كتاب الله، وما هو فيصل القول فيه، وما مدى صدق ما يقوله المشككون: إن القرآن إذا حُذف منه المكرر لم يبق منه إلا القليل ؟ تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .

هذه هي الشبهة التي يثيرها المشككون بمسلَّمات هذا الدين، وينسجون حولها خيوط العنكبوت { وإنَّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } (العنكبوت:41) .

إن التكرار في القرآن الكريم أمر واقع لاشك فيه، وهو حق لا ريب فيه أيضًا، سواء ظهرت لنا الحكمة من وراء هذا التكرار أم لم تظهر، هذا على سبيل الإجمال.

أما على وجه التفصيل، فنقول:

إن التكرار في القرآن يقع على وجوه؛ فهناك التكرار في القصة الواحدة، كقصة آدم عليه السلام،

وهناك التكرار في الآية الواحدة، كقوله تعالى: { فبأي آلاء ربكما تكذبان } (الرحمن:13) وهناك التكرار في اللفظ الواحد، وهناك التكرار في الأوامر والنواهي، ونحو ذلك .

إلا أن التكرار الواقع في القرآن الكريم، يباين التكرار الكائن في كلام البشر؛ إذ إن هذا الأخير لا يَسْلَمُ عادة من القلق والاضطراب، ويُعدُّ عيبًا في الأسلوب، يُعاب عليه الكاتب .

والتكرار في كلام الله سبحانه ليس هو التكرار المعهود والمذموم في كلام البشر، إذ هو تكرار محكم، ذو وظيفة يؤديها في النص القرآني؛ يعرف ذلك كل من خَبَر طبيعة النص القرآني وخصائصه. ونستطيع أن نقول هنا: إن التكرار في القرآن يؤدي وظيفتين اثنتين، الأولى: وظيفة دينية، غايتها تقرير وتأكيد الحكم الشرعي، الذي جاء به النص القرآني؛ أما الوظيفة الثانية للتكرار، فهي وظيفة أدبية، تتمثل في تأكيد المعاني وإبرازها وبيانها بالصورة الأوفق والأنسب والأقوم .

ولبيان وظيفة التكرار في القرآن نمثِّل لذلك بأمثلة، بادئين ذلك بالتكرار الواقع في الأداة؛ فمن ذلك قوله تعالى في سورة النحل: { ثم إِنَّ ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إنَّ ربك من بعدها لغفور رحيم } (النحل:110) فتكرار الأداة { إنَّ } في الآية، يوهم أن ثمة تكرارًا في الآية لا مسوِّغ له، والتدقيق والتحقيق يدفع إلى القول بخلاف ذلك؛ وبيانه كما قال أهل العلم: إنه لم طال الفصل بين الأداة { إنَّ } وخبرها، حَسُنَ تكرار الأداة { إنَّ } مرة أخرى، فاقتضت البلاغة إعادتها لِتُلْحَظَ النسبة بين ركني الجملة ( الاسم والخبر ) ويُنبئك بأهمية التكرار هنا، أنك لو قُرأت الآية من غير إعادة الأداة { إنَّ } لوجدت الأسلوب ركيكًا ضعيفُا مضطربًا .

والشيء نفسه يقال في قوله تعالى بعدُ: { ثم إنَّ ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنَّ ربك من بعدها لغفور رحيم } (النحل:119) .

قال أهل العلم في هذا السياق: إذا وردت ( إنَّ ) وكان بين اسمها وخبرها فسحة طويلة من الكلام، فالبلاغة والفصاحة إنما تكون بإعادة تلك الأداة وتكرارها .

وعلى وفق هذا قول الشاعر:

وإن امرأً طالت مواثيق عهده على مثل هذا إنه لكريم

فقد أعاد الأداة ( إنَّ ) لما طال الفصل في الكلام بين اسمها وخبرها، فاقتضت البلاغة الإعادة والتكرار .

هذا على مستوى تكرار الأداة في القرآن، أما على مستوى تكرار الكلمة، فالمثال عليه قوله تعالى: { أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون } (النمل:5) ففي الآية الكريمة تكرار كلمة {هم} وهي ضمير رفع منفصل، جيء بها لتأكيد النسبة بين الطرفين، الذين لهم سوء العذاب، والأخسرين .

وعلى هذا المنحى يجري قوله تعالى: { أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } (الرعد:5) ففي الآية الكريمة تكرار لكلمة { أولئك } ثلاث مرات، ولهذا التكرار وظيفة، حاصلها أن مجيئها في الموضع الأول قُصِدَ به الإخبار عن شأن منكري البعث، وأنهم كفروا بربهم بهذا الإنكار؛ ومجيئها في الموضع الثاني فلبيان حالهم، وأن الأغلال في أعناقهم؛ أما مجيئها في الموضع الثالث، فإنما كان لبيان مآلهم ومصيرهم الذي صاروا إليه، وهو العذاب الخالد والمهين...ولو أنك أسقطت هذا اللفظ في موضع من المواضع الثلاثة لضَعُفَ المعنى، واضطراب الأسلوب، وتجافى عن الذوق السليم. ولأجل ما تقدم حَسُنَ التكرار في هذا الموضع، تبيانًا للمعنى، وتأكيدًا للعلاقة بين المواضع الثلاثة .

أما ما جاء من تكرار في الآية القرآنية الواحدة، فنقف في ذلك عند ثلاث سور لهذا التكرار .

في سورة القمر تكرر فيها قوله تعالى: { فكيف كان عذابي ونذر } (القمر:16) وهذه السورة قصَّ الله علينا فيها أخبار قوم نوح ، و عاد ، و ثمود ، و لوط ؛ وما جاء في كل واحدة من هذه القصص من التخويف والتحذير مما حلَّ بتلك الأقوام، فكان المقام والحال يستدعي هذا التكرار، إيعاظًا لأهل القرآن، وتحذيرًا للمعرضين عنه من التمادي في غيِّهم وإعراضهم، وأن عاقبتهم إذا ما استمروا على ما هم عليه عاقبة أولئك الأقوام، الذين قصَّ القرآن علينا خبرهم، وما كان من أمرهم ومآلهم .

وفي سورة الرحمن تكرر فيها قوله تعالى: { فبأي آلاء ربكما تكذبان } (الرحمن:13) حيث المقام في هذه السورة كان مقام تعداد عجائب خلق الله، وبدائع صنعه، ومبدأ الخلق والمعاد، وذكر النار وشدائدها، ووصف الجنان ونعيمها، فاقتضى كل ذلك هذا التكرار للآية الكريمة، تنبيهًا على نِعَمِ الله، وتقديرًا لِمُوْجِد هذه النعم حق قدره، وحثًا على شكره .

أما ما جاء في سورة المرسلات من تكرار لقوله تعالى: { ويل يومئذ للمكذبين } (المرسلات:15) فلأنَّ كل واحد من هذه التكرارات ذُكِرَ عقيب آية غير الآية الأولى، فلا يكون تكرارًا مستهجنًا، ولا إعادة لا فائدة منها؛ بل لو لم يكن هذا التكرار للآية لكان الوعيد حاصلاً لبعض دون بعض .

وعلى هذا الأساس، يمكن بيسير عقل وإعمال فكر، إدراك علة التكرار الوارد في سورة الشعراء، في قوله تعالى: { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم } (الشعراء:103-104) وغير ذلك من سور القرآن الكريم .

أما عن تكرار القصص القرآني، فلا يمكن أن يُفهم حق الفهم إلا إذا عُلِمَ الهدف من القصص القرآني، ومن ثم عُرفت خصائص هذا القصص، وبالتالي يتضح لنا الحكمة من هذا التكرار .

ومجمل القول في ذلك بأن نقول: لما كان من أغراض القصة في القرآن، إثبات وحدة الإله، ووحدة الدين، ووحدة الرسل، ووحدة طرائق الدعوة، ووحدة المصير الذي يلقاه المكذبون...نقول: لما كان الأمر كذلك، استدعى المنطق القرآني هذا التكرار، لتحقيق تلك الأغراض، وتثبيتها في قلوب المؤمنين، وتحذير المعاندين من مغبَّة الإعراض عنها. فنشأ عن خضوع القصة لهذه الأغراض - كما يقول سيد قطب رحمه الله - أن يُعْرَض شريط الأنبياء والرسل الداعين إلى الإيمان بدين واحد، والإنسانية المكذبة بهذا الدين الواحد، مرات متعددة، بتعدد هذه الأغراض؛ وأن يُنشيء هذا ظاهرة التكرار في بعض المواضع .

ونوضح المقصود بهذا، بقصة نوح عليه السلام؛ يقول تعالى: { لقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذابَ يوم عظيم * قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين * قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسولٌ من رب العالمين * أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون * أَوَ عَجبتم أن جاءكم ذكرٌ من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم تُرحمون * فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قومًا عَمين } (الأعراف:59-64) .

فكلما تكرر هذا الاستعراض، كان هناك مجال لتملي هذا الشريط، الذي يقف مرة عند كل نبي، ثم يمضي في عرضه مطردًا...حتى يقف محمد صلى الله عليه وسلم أمام كفار قريش، فاذا هو يقول القولة الواحدة، وإذا هم يردون ذلك الرد المكرور .

ثم لما كان الغرض من القصص القرآني غرض ديني في المقام الأول، اقتضى الأمر أن تعرض منه الحلقات التي تقتضيها هذه الأغراض. فآخر حلقة تُعْرَض - بحسب ترتيب السور - تتفق مع أظهر غرض ديني، صيغت القصة من أجله .

فمثلاً، قصة موسى عليه السلام ورد أول ذِكْرٍ لها في سورة البقرة، وكان موضوعها ذبح البقرة وتشديد بني إسرائيل على أنفسهم، فشدد الله عليهم؛ ثم جاء ذكر لها في سورة المائدة وفيها عرض لحلقة التيه. فهؤلاء بنو إسرائيل قد أغدق الله عليهم نعمته، وأملى لهم في رحمته؛ ثم ها هم أولاء في النهاية لا يحافظون على النعمة، ولا يدخلون الأرض المقدسة، وقد جهد موسى عليه السلام ما جهد لردهم إليها؛ فيكون تأديبهم على هذا الموقف، تركهم في التيه لا مرشد لهم ولا معين، حتى يأتي الأجل المعلوم .

وهذا الهدف الديني للقصص، هدف ملحوظ ومقصود في باقي القصص القرآني؛ كقصة آدم ، وقصة إبراهيم ، وقصص باقي الأنبياء، على نبينا وعليهم الصلاة والسلام؛ هذا ناهيك عما يرافق هذا الهدف الديني من تناسب واقعي لأحداث القصة، وتناسق فني في سياقاتها المتكررة والمتعددة .

ونشير ختامًا، إلى أن من القصص القرآني ما لا يأتي إلا مرة واحدة، مثل قصة لقمان ، وقصة أصحاب الكهف؛ ومنه ما يأتي متكررًا حسب ما تدعو إليه الحاجة، وتقتضيه المصلحة، ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد، بل يختلف في الطول والقصر، واللين والشدة، وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر. وأن من الحكمة في هذا التكرار: بيان أهمية تلك القصة، لأن تكرارها يدل على العناية بها وتوكيدها؛ لتثبت في قلوب الناس. ومن الحكمة في هذا التكرار مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها، ولهذا نجد الإِيجاز والشدة غالبًا فيما أتى من القصص في السور المكية، والعكس فيما أتى في السور المدنية. فضلاً عما في هذا التكرار من ظهور صدق القرآن، وأنه من عند الله تعالى، حيث تأتي هذه القصص على رغم تكرارها على أتم وجه، وأفضل تناسب، دون تناقض في المضمون، أو تعارض في سرد الحدث القصصي .

فإذا تبين هذا، عُلِمَ ضَعْفُ هذه الشبهة ووَهْنَها، وكذلك تساقطها؛ وتبين أيضًا أن ما يقوله أصحابها إنما هو قول بغير علم؛ وهو أقرب إلى أن يكون جعجعة لا تُسمن ولا تغني من جوع. وأن الحق أحق أن يُتَّبَعَ لو كانوا يعلمون .



نقلا عن : اسلام ويب.

محبة الاسلام والعلم
06-18-2013, 11:52 AM
يعيب علينا المبشرون تكرار القصص وآيات النعيم والعذاب في القرآن الكريم فنرد بما يلي:

1- من الطبيعي ان تتكرر آيات العذاب و النعيم في القرآن الكريم كي يصادفها الانسان كلما قرأ القرآن فيخشع قلبه و يطمع في الجنة.. لاحظ ان ضعف تكرار العذاب والنعيم في الاناجيل قد ادى لبعض النصارى الى انكار وجودهما جملة وتفصيلا وتفسيرهما بمعان مجازية!!!

2- التربية ليست قولة تقال مرة وتنتهي ! وكل من مارس التربية مع صغير أوكبير يعلم إلى أي مدى يحتاج من يتلقى التربية إلى " التذكير " الدائم حتى يستقيم على الأمر المطلوب. وتأتي الاكتشافات العلمية الحديثة لتؤكد هذا الامر لأن القناعة العقلية لا تكفي لتقويم الانسان بل يجب ان تدخل هذه القناعة الى العقل الباطن الذي اثبت العلم انه بحاجة لتكرار كي تترسخ المعلومات فيه وتصبح جزءا منه.

3- اكتشف العلماء ان كل سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوعية فهي لها مضمون موحد.. لذا تأتي القصة في كل مرة لتخدم هذا المضمون ومن هنا فإن قصة سيدنا موسى عليه السلام مثلا خدمت كل سورة اتت بها عبر التركيز على مشاهد معينة تناسب هدف هذه السورة. (انظر دراسة سيدنا آدم عليه السلام في ركن الدراسات القرآنية لتر مثالا على ما نقوله..)

4- مع تكرار بعض تعابير القرآن الكريم فإننا لا نشعر بالإملال تماما كما لا يشعر المرء بالملل من تناول الخبز كل يوم.. فكأن القرآن هو غذاء الروح والقلب..

5- لا نسلم ان التكرار يضعف النص الادبي.. فتكرار قوله تعالى في سورة الرحمن (فَبِأيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) إحدى وثلاثين مرة تنبيه على أن كل نعمة من النعم التي احتوتها تستحق أن يُذكر بها حتى لا تُنسى، وحتى يُعرف فضل المنعِم بها.


التكرار في القرآن الكريم واهدافه

ما الحكمة من تكرار القصة في القرآن؟
(الشيخ عطية صقر)

قصص القرآن الكريم هو أحسن القصص صدقًا وبلاغة، قال تعالى: (نَحْنَ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ) (سورة الكهف : 13) وقال (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ) (سورة هود: 49) وتتضح حكمة هذا القصص من قوله تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (سورة هود : 120). وإذا كان هناك تكرار في القرآن للقصة الواحدة فلا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا

1- أن القرآن لم ينزل مرة واحدة حتى يُعاب التكرار، ولكنه نزل مُنجمًا مفرقًا على مدى ثلاث وعشرين سنة، تنزل الجملة منه بحسب الظروف الطارئة، والقصة الواحدة قد تصلح لكل هذه الظروف، متسقة معها مراعاة لمقتضى الحال، و ذلك هو سر البلاغة التي نزل بها القرآن في أعلى درجاتها.

2- والنظرة العابرة إلى القصة التي نزلت عدة مرات قد يفهم منها أنها متشابهة متماثلة تمامًا، لكن النظرة الدقيقة ترينا أن القصة في موضع يُركز فيها على جانب، منها وتكون الجوانب الأخرى تابعة ومكملة؛ لأن المقام يقتضي إبراز هذا الجانب، بينما تراها هي في موضع آخر يُركز فيها على جانب معيَّن منها كان في غيرها من التوابع المكملة، وذلك لاقتضاء المقام له أيضًا، ولذلك قد يهمل في بعضها لفظ أو يترك تعيين اسم يوجد له داع للذكر، أو التعيين في مقام آخر، ومن هنا كان متغايرة وليست متشابهة، بالنظر إلى الجانب الذي كان عليه التركيز في كل منها. وليست قصة موسى هي وحدها التي تكررت في القرآن، فإلى جانبها قصص لرسل آخرين، تحمل هذه الحكمة التي في قصة موسى، وقد يرشح للاهتمام بها تشابه ظروف الدعوة أكثر بين موسى ومحمد عليها الصلاة والسلام، وبخاصة أن عددًا كبيرًا من اليهود كان موجودًا في المدينة وكان لهم دور كبير في مقاومة الدعوة.

3- على أن قضية ضعف النص الأدبي بتكراره ليست دائمة مسلَّمة، فقد يكون لتكراره ما يجعله بليغًا حتى لو كان متشابهًا تمام التشابه في تركيبه، سواء منه المفردات والجمل، وكان من البلاغة العربية تكرار اسم الحبيب في البيت الواحد من الشعر تعميقًا لحبه وإيذانًا بشرفه. ألا حبذا هند وأرض بها هند وهند أتى من دونها النأي والبعد وتكرار قوله تعالى في سورة الرحمن (فَبِأيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) إحدى وثلاثين مرة تنبيه على أن كل نعمة من النعم التي احتوتها تستحق أن يُذكر بها حتى لا تُنسى، وحتى يُعرف فضل المنعِم بها وتكرار قوله تعالى في سورة المرسلات (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) عشر مرات، وهي قصيرة أيضًا كسورة الرحمن، دليل على أن المقام يقتضي التنبيه والتحذير عند كل ما يذكر من موجبات هذا التحذير. وبهذا لا مجال للطعن في بلاغة القرآن الكريم، الذي تحدَّى الله به الجن والإنس وما يزال يتحدى، ومن يتعمق في المعرفة والتدبر أدرك أنه ما يزال على الشاطيء، ولم ينزل بعدُ إلى البحر بأعماقه المليئة بالأسرار، فهو صنع الله الذي أتقن كل شيء (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد) (سورة فصلت: 42

عدم الإملال

وسر حكمه عدم إملاله ، هو: أن القرآن قوت وغذاء للقلوب! وقوة وغناء للعقول! وماء وضياء للأرواح ودواء وشفاء للنفوس!
فلا يمل لذلك! فإننا نأكل الخبز كل يوم! فلا نسأم ولكن نمل إذا تناولنا الطف ثمرة، كل يوم، . . فالقرآن حق وحقيقة، صدق وهداية، وفصاحة خارقة. فلذلك لا يمل. ويحافظ على شبابه دائما كما يحافظ على طراوته وحلاوته. إن بليغا مدققا من رؤساء قريش، ذهب من جانب المشركين ، لاستماع القرآن . . فاستمع ، ورجع ! فقال : إن لهذا الكلام حلاوة وطراوة لا يشبه كلام البشر؟ فإني أعلم الشعراء والكهان ! فهذا لا يشبه أقوالهم ! فليس لنا ، إلا أن نقول : إنه سحر، لنخدع أتباعنا. . هذا، فإن أشد أعداء القرآن عنادا، يصيرون حيارى ، عن فصاحته أيضا . .

التكرار (محمد قطب)

من الظواهر التي تلفت النظر في القران ظاهرة التكرار. وقد تكون أشد وضوحا في السور المكية منها في السور المدنية. ولكن السور المدنية كذلك لا تخلو من التكرار. وقد تحدث الذين لا يعلمون من المستشرقين وتلامذتهم من " المثقفين " في هذه الظاهرة ما شاء لهم الحديث . وحين ننظر إلى القران على أنه كتاب التربية لهذه الأمة، وللبشرية كلها التي ينبغي أن تدخل في دين الله، تزول عنا غرابة هذه الظاهرة، وتصبح بعض حكمتها على الأقل مفهومة لدينا. إن التربية ليست قولة تقال مرة وتنتهي ! وكل من مارس التربية مع صغير أوكبير يعلم إلى أي مدى يحتاج من يتلقى التربية إلى " التذكير " الدائم حتى يستقم على الأمر المطلوب.

ومن ثم يستطيع أن يقدر الهدف التربوي من عملية التكرار في القران : "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين". "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد". " المص . كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى اللمؤمنين ". " فذكر إن نفعت الذكرى، سيذكر من يخشى". وهكذا بتضح أن التكرار لا يأتي اعتباطا. إنما يأتي لهدف مقصود. أضف إلى ذاك أن القران قد نزل علي مدى ثلاثة وعشرين عاما متطاولة، فكان المدى بعيدا بين نزول الاية وشبيهها إلى حد قد يبلغ عدة سنوات.

ولكن الذي نريد الإشارة إليه هنا هو أننا حتى حين نتلوه مجمعا على صورته في المصحف،
وحتى حين نتلوه متقاربا لا يفصل زمن كبير بين الاية وشبيهتها، فإننا لا نجد فيه تكرارا حقيقيا بالمعنى المفهوم من اللفظ،
مما نجد ظاهرة أخرى في الحقيقة تستحق منا النظر من حيث هي جمال فني في التعبير، ومن حيث هي لون من التأثير الوجداني فريد.
قليل جدا من الايات أو من العبارات في التي وردت بنصها أكثر من مرة في القرآن، لأمر مقصود .

مثل حكاية قول الكفار : "ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " في أكثر من موضع : في سورة النمل، وفي سورة يس، وفي سورة الملك، كما جاءت في صيغة أخرى في سورة السجدة : " ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ". ". كما جاءت حكاية قولهم كذلك في طلب الاية في اكثر من موضع : "ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه " أو : " لولا نزل عليه آية من ربه " أو : " وقال الذين كفروا . . . " .
والمقصود من هذا التكرار الإشعار بأنهم يكثرون من ترديد هذه الأقوال ويلحون في التحدي وفي طلب الاية . . وفيما عدا هذا القليل النادر الذي يكرر بلفظه لهدف مقصود ، نجد أن الظاهرة الحقيقية ليست هي " التكرار " وإنما هي " التنوع".

ولبيان هذه الظاهرة نحتاج أن نتحدث قليلا في " اللفظ و" المعنى " و" الموضوع " و " الأ سلوب ". !ن أي محاولة لتصور اللفظ منفصلا عن المعنى، او المعنى منفصلا عن الاسلوب هي محاولة خاطئة منذ البدء. وقد تقتضي ضرورات البحث العلمي أن نتحدث عن الأمور في هذه الصورة المجزأة المنفصلة الأجزاء . أما في عالم الواقع فلا يمكن أن يوجد هذا التجزؤ ولا ذلك الانفصال. ولتوضيح الأمر نضرب مثالا من وجه الإنسان. إن كل وجه بشري مكون من عينين وشفتين وأنف وأذنين . . الخ . فإذا كان هذا "الموضوع " بالنسبة للوجه ، فإن " الأسلوب " هو اجتماع هذه الأعضاء على نحو معين من النناسق يعطيها " شكلا " معينا ذا ملامح محددة. بمكن في أية لحظة أن نتصور وجه فلان من الناس على أنه مجرد عينين وشفتين وأنف وأذنين . . الخ، أم نتصوره دائما على أنه تلك " الملامح " الناشئة من اجتماع هذه الأعضاءء على النحو المعين، حتى وإن تحدثنا حيانا عن صفات خاصة بكل عضو من الأعضاء ؟ وكذلك الأمر في التعبير بالألفاظ. المعاني المجردة - أي المعاني الذهنية لكل لفظ . بمفرده أو لمجموع العبارة - هي الأعضاء أو العناصر التي يتكون منها من الموضوع. ولكنها - مجردة - ليست هي التي تعطينا المعنى المقصود قي الحقيقة، أو ليست هي التي تعطينا " التأثير " الحقيقي. انما الذي يعطي المعنى الحقيقي أو " التأثير " هو اجتماع هذه المعاني على نحو معين من التناسق يعطيها ملامح محددة . وإذا كان الأمر كذلك في الكلام بصفة عامة فهو كذلك في القرآن بصورة أدق . . وخاصة حين نتحدث عن ظاهرة التكرار في القران .

ففيما عدا النصوص النادرة التي أشرنا إليها لا يوجد نصان متماثلان في القران كله ! إنما يوجد تشابه فقط دون تماثل . تشابه كذلك ألذي قد يوجد بين الإخوة أو الأقارب، ولكنه ليس تكرارا بحال من الأحوال. إنه مثل ثمار الجنة : " لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا : هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ". حين يتناولون الثمرة لأول وهلة يقولون: هذا الذي رزقنا من قبل! فإذا تذوقوه عرفوا أنه مختلف عنه، يشبهه ولكنه لا يماثله ! ومن ثم يعيشون في مذاقات متجددة على الدوام وإن بدت لأول وهلة مكررة. وكذلك الحياة مع القران. إنها تعطي مذاقات متجددة على الدوام وإن بدت لأول وهلة مكررة . . وذإك في حدود ظاهرة التكرار التي نتناولها في هذا الفصل ، ولسنا نتحدث بشيء هنا عن المذاقات المتجددة التي يجدها الإنسان مع المعنى الواحد كلما فتح الله عليه بإحساس جديد أو تصور جديد ، أو قبس من النور العلوي جديد . . فذلك أمر آخر لا ينتهي ولا ينفد ما دامت الحياة !
أكثر الموضوعات تكرارا وتنوعا في ذات الوقت هي موضوعات العقيدة بمفرداتها الستة : الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، والملائكة والكتاب والنبيين والقدر خيره وشره ، وقصص الأنبياء، وقصة آدم والشيطان ، وأخلاقيات الإيمان. وذلك في السور المكية والمدنية على السواء. أما في السور المدنية خاصة فالموضوع المتكرر - إلى جانب العقيدة - هو موضوع الجهاد في سبيل الله ، وكل ما يدور حوله من جميع نواحيه. أما التشريعات فهي بطبيعتها لا تحتاج الى تكرار، ويكفي الأمر بها مرة واحدة. إنما الذي كان في حاجة إلى تكرار الحديث فيه هو وجوب الطاعة لله. وقد تم ذلك في كل فترة التربية في مكة حتى استقرت قاعدته تماما، ولم يعد الأمر في حاجة إلا لأن يعرف المؤمنون ماذا أمر ربهم فيستجيبون . .
مع التذكير الخفيف بين الحين والحين الآخر. والقاعدة العامة ان كل سورة من سور القرآن على اطلاقها لها شخصيتها المميزة وجوها الخاص. وكل نص من نصوص القرآن وان بدا متشابها فإنه يأخذ جو السورة التي يرد فيها، ومن ثم تكون له ملامحه الخاصة في كل مرة. ومن اكثر الموضوعات ورودا في القرآن الحديث عن آيات الله في الكون في معرض الحديث عن قضية الالوهية.. وفي السور المكية بصفة خاصة ترد هذه الاشارات بكثرة ملحوظة قد توهم لأول وهلة بوجود التكرار بمعنى التماثل.



بتمنى اكون افدتك اخى ..
ولو كان التكرار مشكلة بالبلاغة ..كان ما لقينا تكرار بالاساليب البلاغية مثل قولك (اياك ..اياك )..
وكان ما لقينا حروف التوكيد (قد ..ان ..لقد الخ )
وكان ما لقينا تكرار بالشعر ..
كان على الاقل جهابذة اللغة العربية ..كتبوا مقالات لانتقاد التكرار فى الشعر ..
وبالعكس بتلاقيهم بيكتبوا مقالات للمدح واظهار الغرض البلاغى الجميل من تكرار الكلمات فى الشعر..
فاذا كان فيه مشكلة فعلا من التكرار بالقران الكريم..
اذن فيه مشكلة باللغة العربية وقواعدها من الاساس ..!

أم سمـية
06-18-2013, 12:14 PM
السلام عليكم

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وليس فى القرآن تكرار محض , بل لابد من فوائد فى كل خطاب "
إذاً الحكمة من التكرار بكل أنواعة أن فية فوائد ..
على سبيل المثال : إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإلزام المعاندين الحجة الراسخة.
يقول الإمام اللغوي ابن فارس : " إن الله جل ثناؤه جعل هذا القرآن وعجْزَ القوم عن الإتيان بمثله آيةً لصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم بين وأوضح الأمر فى عجزهم بأن كرر ذكر القصة فى مواضع , إعلاما أنهم عاجزون عن الإتيان بمثله بأى نظم جاء وبأى عبارة عبر" , فهذا أولى ما قيل فى هذا الباب .
كذلك يأتي التكرار لتثبيت معنى يقدة القرآن لأهميتة (أي التكرار في نفس المقام في أيتين متتاليتين) على سبيل المثال :
قال تعالى : " وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا * وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " " 132- 133 النساء "
يقول السيوطى : فنلاحظ هنا أن قضية ملكية الله للسماوات والأرض وما فيهن - وهى قضية من الأهمية بمكان - كررها القرآن ثلاث مرات فى سورة واحدة فى مقام واحد فى آيتين متتاليتين ، وقد قيل إن الكلام إذا تكرر تقرر ويقول الله تعالى :" وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا "
كذلك من فوائد التكرار هو التنبية ..
قال تعالى : " وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ " "38- 39 غافر "
يقول الزمخشرى : " فإن قلت : لم كرر نداء قومه ؟ قلت : أما تكرير النداء ففيه زيادة تنبيه لهم وإيقاظ عن سنة الغفلة . وفيه : أنهم قومه وعشيرته وهم فيما يوبقهم ، وهو يعلم وجه خلاصهم ، ونصيحتهم عليه واجبة ، فهو يتحزن لهم ويتلطف بهم ، ويستدعي بذلك ، أن لا يتهموه ، فإنّ سرورهم سروره ، وغمهم غمه ، وينزلوا على تنصيحه لهم ، كما كرر إبراهيم عليه السلام في نصيحة أبيه : { يا أبت } " ...


والله أعلم.

أم سمـية
06-18-2013, 12:25 PM
يمكنك أن تقراء كتاب : ظاهرة التكرار فى القران الكريم - أ د/ عبد الشافى أحمد على الشيخ

مسلم أسود
06-18-2013, 01:36 PM
و كما قال الأخوة الذين كفوا و وفوا فإن من أسباب التكرار في القرآن ما يلي :

1 - أن التذكير مهم و مفيد و لا يجوز القول بأنه لا ترجى فائدة من تكرار النصيحة أو القصة و الله شاهد ((و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)) . فها هو الطالب الكسول تكرر عليه ألف مرة "انتبه لدروسك يا بني . دع اللعب إلى ما بعد الاختبارات" و لا يدرك الطالب سبب تكرار النصيحة من مدرسه إلا حين يأخذ العلقة و يندم على تقصيره . بل و أغلبنا حين كنا أطفالاً حدثت معنا أمور مشابهة . فأذكر أن والدتي كانت تقول لي "يا ولدي لا تجري في الدرج . قد تتعثر و تصاب بآلام" و كنت أحس في نفسي أنها محقة و لكن حبي للجري و صباي جعلني أتجاهل هذا الشعور و أقول أنه لن يحدث شيء . و لم أدرك سبب تكرارها للنصيحة إلا حين تعثرت يوماً و أصبت في الركبة . حفظ الله الوالدين :):

2 - التكرار أسلوب بلاغي له أثر في النفس لا ينكره أحد . و خذ مثالاً ((إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ)) ألا تحس أنه بتكرار "قتل كيف قدر" تثبت النصيحة و المعلومة أكثر ؟

3 - حين يكرر القرآن الكريم الألفاظ تختلف الأحوال . ففي سورة الرحمن مثلاً يكرر الله جملة ((فبأي آلاء ربكما تكذبان)) مرة في حديثه عن خلقه المتقن و مرة في حديثه عن ملكه الشامل و مرة في حديثه عن آياته في الآفاق و مرة في حديثه عن رزقه للناس . و هذا يجعل المرء يتفكر أكثر و أكثر .

و غيرها العديد التي لا تسعفني الذاكرة في ذكرها الآن .

و الله أعلم

( محمد الباحث )
06-18-2013, 03:40 PM
هذه بعض المباحث اليسيرة في " التكرار في القرآن " ، ، ومن كتب علوم القرآن عموماً .
أولاً : تعريف التكرار لغة واصطلاحاً .
قال ابن منظور :
الكَرُّ : الرجوع ، يقال : كَرَّه وكَرَّ بنفسه ، يتعدّى ولا يتعدّى ، والكَرُّ مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّا ... والكَرُّ : الرجوع على الشيء ، ومنه التَّكْرارُ ... ( قال ) الجوهري : كَرَّرْتُ الشيء تَكْرِيراً وتَكْراراً .
" لسان العرب " ( 5 / 135 ) .
التكرار في الاصطلاح : تكرار كلمة أو جملة أكثر من مرة لمعاني متعددة كالتوكيد ، والتهويل ، والتعظيم ، وغيرها .
ثانياً :التكرار من الفصاحة .
اعترض بعض من لا يفقه لغة العرب فراح يطعن بالتكرار الوارد في القرآن ، وظن هؤلاء أن هذا ليس من أساليب الفصاحة ، وهذا من جهلهم ، فالتكرار الوارد في القرآن ليس من التكرار المذموم الذي لا قيمة له – كما سيأتي تفصيله – والذي يرد في كلام من لا يحسن اللغة أو لا يحسن التعبير .
قال السيوطي – رحمه الله - :
التكرير وهو أبلغ من التأكيد ، وهو من محاسن الفصاحة خلافاً لبعض من غلط .
" الإتقان في علوم القرآن " ( 3 / 280 ) طبعة مؤسسة النداء .
ثالثاً :أنواع التكرار .
قسَّم العلماء التكرار الوارد في القرآن إلى نوعين :
أحدهما : تكرار اللفظ والمعنى .
وهو ما تكرر فيه اللفظ دون اختلاف في المعنى ، وقد جاء على وجهين : موصول ، ومفصول .
أما الموصول : فقد جاء على وجوه متعددة : إما تكرار كلمات في سياق الآية ، مثل قوله تعالى (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ) المؤمنون/36 ، وإما في آخر الآية وأول التي بعدها ، مثل قوله تعالى ( وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا . قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً ) الإنسان/15 ، 16 ، وإما في أواخرها ، مثل قوله تعالى ( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً ) الفجر/21 ، وإما تكرر الآية بعد الآية مباشرة ، مثل قوله تعالى ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) الشرح/5 ، 6 .
وأما المفصول : فيأتي على صورتين : إما تكرار في السورة نفسها ، وإما تكرار في القرآن كله .
مثال التكرار في السورة نفسها : تكرر قوله تعالى ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) في سورة " الشعراء " 8 مرات ، وتكرر قوله تعالى ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) في سورة " المرسلات " 10 مرات ، وتكرر قوله تعالى ( فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) في سورة " الرحمن " 31 مرة .
ومثال التكرار في القرآن كله : تكرر قوله تعالى ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) 6 مرات : في " يونس " ( 48 ) و "الأنبياء" ( 38 ) و " النمل " ( 71 ) و "سبأ" ( 29 ) و " يس " ( 48 ) و " الملك " ( 25 ) ، وتكرر قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) مرتين : في " التوبة " ( 73 ) و " التحريم " ( 9 ) .
والثاني : التكرار في المعنى دون اللفظ .
وذلك مثل قصص الأنبياء مع أقوامهم ، وذِكر الجنة ونعيمها ، والنار وجحيمها .
رابعاً : فوائد التكرار
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وليس في القرآن تكرار محض ، بل لابد من فوائد في كل خطاب .
" مجموع الفتاوى " ( 14 / 408 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في التعليق على تكرار قصة موسى مع قومه - :
وقد ذكر الله هذه القصة في عدة مواضع من القرآن ، يبين في كل موضع منها من الاعتبار والاستدلال نوعاً غير النوع الآخر ، كما يسمَّى اللهُ ورسولُه وكتابُه بأسماء متعددة ، كل اسم يدل على معنى لم يدل عليه الاسم الآخر ، وليس في هذا تكرار ، بل فيه تنويع الآيات مثل أسماء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قيل : محمد ، وأحمد ، والحاشر ، والعاقب ، والمقفى ، ونبي الرحمة ، ونبي التوبة ، ونبي الملحمة ، في كل اسم دلالة على معنى ليس في الاسم الآخر ، وإن كانت الذات واحدة فالصفات متنوعة .
وكذلك القرآن إذا قيل فيه : قرآن ، وفرقان ، وبيان ، وهدى ، وبصائر ، وشفاء ، ونور ، ورحمة ، وروح : فكل اسم يدل على معنى ليس هو المعنى الآخر .
وكذلك أسماء الرب تعالى إذا قيل : الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور : فكل اسم يدل على معنى ليس هو المعنى الذي في الاسم الآخر ، فالذات واحدة ، والصفات متعددة ، فهذا في الأسماء المفردة .
وكذلك في الجمل التامة ، يعبَّر عن القصة بجُمَل تدل على معانٍ فيها ، ثم يعبر عنها بجُمَل أخرى تدل على معانٍ أُخَر ، وإن كانت القصة المذكورة ذاتها واحدة فصفاتها متعددة ، ففي كل جملة من الجُمَل معنًى ليس في الجُمَل الأُخَر .
" مجموع الفتاوى " ( 19 / 167 ، 168 ) .
وقال السيوطي – رحمه الله - :
وله – أي : التكرار - فوائد :
منها : التقرير ، وقد قيل " الكلام إذا تكرَّر تقرَّر " ، وقد نبه تعالى على السبب الذي لأجله كرر الأقاصيص والإنذار في القرآن بقوله ( وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ) .
ومنها : التأكيد .
ومنها : زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول ، ومنه ( وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ . يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ ) ، فإنه كرر فيه النداء لذلك .
ومنها : إذا طال الكلام وخشي تناسي الأول أعيد ثانيها تطرية له وتجديداً لعهده ، ومنه (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا ) ، (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا ) ، ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) إلى قوله ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) ، ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ) ، (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ ) .
ومنها : التعظيم والتهويل نحو ( الْحَاقَّةُ . مَا الْحَاقَّةُ ) ، ( الْقَارِعَةُ . مَا الْقَارِعَةُ ) ، (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) .
" الإتقان في علوم القرآن " ( 3 / 281 ، 282 ) طبعة مؤسسة النداء .
خامساً : فوائد تكرار بعض القصص والآيات
1. قال أبو الفرج ابن الجوزي – رحمه الله - :
فإن قيل : ما الفائدة في تكرار قوله : ( فبأيِّ آلاء ربِّكما تُكذِّبانِ ) ؟ .
الجواب : أن ذلك التكرير لتقرير النِّعم وتأكيد التذكير بها ، قال ابن قتيبة : من مذاهب العرب التكرار للتوكيد والإفهام ، كما أن من مذاهبهم الاختصار للتخفيف والإيجاز ؛ لأن افتنان المتكلِّم والخطيب في الفنون أحسن من اقتصاره في المقام على فنٍّ واحدٍ ، يقول القائل منهم : واللهِ لا أفعله ، ثم واللهِ لا أفعله ، إذا أراد التوكيد وحسم الأطماع مِنْ أنْ يفعله ، كما يقول : واللهِ أفعلُه ، بإضمار " لا " إذا أراد الاختصار ، ويقول القائل المستعجِل : اعْجَل اعْجَل ، وللرامي : ارمِ ارمِ ، ... .
قال ابن قتيبة : فلمّا عَدَّد اللهُ تعالى في هذه السورة نعماءَه ، وأذكَرَ عِبَادَه آلاءَه ، ونبَّههم على قُدرته ، جعل كل كلمة من ذلك فاصلة بين كل نِعمتين ، ليُفَهِّمهم النِّعم ويُقَرِّرهم بها ، كقولك للرجل : أَلم أُبَوِّئْكَ مَنْزِلاً وكنتَ طريداً ؟ أفتُنْكِرُ هذا ؟ ألم أحُجَّ بك وأنت صَرُورَةٌ [ هو من لم يحج قط ] ؟ أفَتُنْكِرُ هذا ؟ . " زاد المسير " ( 5 / 461 ) .
2. قال القرطبي – رحمه الله - :
وأما وجه التكرار – أي : { قل يا أيها الكافرون } - فقد قيل إنه للتأكيد في قطع أطماعهم ، كما تقول : والله لا أفعل كذا ، ثم والله لا أفعله .
قال أكثر أهل المعاني : نزل القرآن بلسان العرب ، ومن مذاهبهم التكرار إرادة التأكيد والإفهام ، كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز ؛ لأن خروج الخطيب والمتكلم من شيء إلى شيء أولى من اقتصاره في المقام على شيء واحد ، قال الله تعالى : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ، ( ويل يومئذ للمكذبين ) ، ( كلا سيعلمون . ثم كلا سيعلمون ) ،
و ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) : كل هذا على التأكيد .
" تفسير القرطبي " ( 20 / 226 ) .
http://islamqa.info/ar/ref/82856

عماد الدين 1988
06-18-2013, 05:53 PM
قصة موسى عليه السلام تكررت كثيرا وقد ذهبت تقريبا بثلث القرآن لأنها الأمة المصطفاة التي سبقتنا بني اسرائيل
ثم انتقل الاصطفاء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم {كنتم خير أمة أخرجت للناس} وذكرت كي نستيفد من تجربتهم
وقصة آدم عليه السلام وإبليس تكررت كثيرا أيضا بحسب نسق السورة الكريمة
فهي قصة الحق والباطل المتكررة في الدنيا وكل يوم بل في كل لحظة
مثلا ذكرت في سورة البقرة تنويها للاستخلاف في الأرض واقامة الخلافة والعدل
وفي سورة الأعراف تبين أن الصراع الأول بين الحق والباطل لايوجد وسط بينهما
وفي سورة ص تتحدث عن الخضوع عند الخطأ وتذكر مثال لداوود عليه السلام لما أخطأ وتاب وإبليس الذي أخطأ وجحد وكفر

متروي
06-18-2013, 08:09 PM
بداية نقول أن التكرار اذا صدر في أي كتاب فانه حتما سيجعله مملا لكن في القرآن الكريم الامر مختلف تماما فميزة كتاب الله عز وجل انه لا يخلق على كثرة الرد و لا يمل من كثرة القراءة و هذا ما يجعله نسيج وحده فانظر مثلا الى تكرار آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) في سورة الرحمن و كيف جعل هذا التكرار منها عروسا للقرآن الكريم لا يشبع منها و كذلك قصة موسى عليه السلام فقد زادت القرآن حلاوة و روعة على أن التكرار لا يخلو من فائدة أو زيادة فهو إما لثثبيت معنى مهم كمسألة التوحيد و الدعوة الى افراد الله عز وجل بالعبادة و الدعاء التي هي موضوع القرآن الاول و لهذا تتكرر كثيرا في القرآن حتى يدرك القارئ و السامع هدف الرسالة و معناها ولهذا لا نجد في القرآن تكرارا للأحكام الشرعية كالحدود و العقوبات مثلا فذكرها مرة واحدة يغني عن اعادتها و تكرارها و إما أن يكون التكرار يحمل اضافة و هذا هو الاكثر و لكن الذين لا يعقلون لا يتفطنون الى هذه الزيادات التي تأتي في شكل كلمة زائدة أو كلمة مغايرة او أحداث جديدة فقصة موسى عليه السلام مثلا طويلة و عريضة تبدأ من قبل ولادته و تستمر في طفولته و شبابه و كهولته طيلة حكم فرعون التي تتجاوز الخمسين سنة و تستمر بعده مع بني اسرائيل في حالات شتى و فيها من العبر و الدروس ما جعلها تجربة مهمة و رائعة و ما جعل موسى عليه السلام كليما لله عز وجل فانظر مثلا قصة موسى عليه السلام مع السحرة فقد وردت في سورة الأعراف بهذا الشكل (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126))وانظر الى نفس القصة في سورة يونس(فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82))ثم انظر إليها في سورة طه (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76))ثم انظر إليها أيضا في سورة الشعراء(لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)).
ففي سورة الأعراف وردت القصة مفصلة بينما في سورة يونس وردت مختصرة جدا بينما جاء فيها حكم السحر عند الله بأنه من عمل المفسدين و بأن الله ناصر الحق مهما مكر الباطل وفعل.
بينما في سورة طه وردت أيضا مفصلة و فيها زيادات كالاشارة إلى الخوف الذي تملك موسى عليه السلام لما رأى السحر العظيم الذي جاء به هؤلاء السحرة و هي إشارة أيضا إلى كون الأنبياء عليهم السلام بشر يشعرون كما نشعر فيرجون و يخافون و لكن الله يثبتهم على الحق و كذلك أولياؤه من عباد الرحمن فعليهم بالصبر و الثبات مهما خافوا و مهما جزعوا.
و فيها أيضا زيادة في سورة الاعراف حيث أشار الله عز وجل إلى التوتر و الرهبة التي تملكت المتفرجين و الحاضرين و في سورة طه وصف غير موجود في الاعراف لطريقة السحر التي أوهم بها السحرة الناس أن ماكان في أيديهم من حبال و عصي قد تحولت إلى أفاعي ستلتهم الجميع و فيها أيضا زيادة بذكر مكر فرعون عند افتضاح أمره بإتهامه للسحرة بالتواطؤ مع موسى عليه السلام و إتهامه بأنه هو معلمهم الأكبر و هذا من إستخفاف فرعون بقومه و فيها توسع في ذكر صبر السحرة الذين كانوا كفار قبل لحظات فإذا بهم بعدما رأوا بعلمهم أن الذي جاء به موسى ليس سحرا و ليس خداعا إنما هو حقيقة رأوها بأعينهم فلم يستكبروا و لم يطلبوا فرصة أخرى و لم يتحججوا إنما عرفوا فأسلموا فصبروا فاستشهدوا فدخلوا الجنة و لم يضرهم عذاب فرعون القاسي بالصلب و تقطيع الأطراف .
و فيها أيضا زيادة بكون فرعون كان يُكره السحرة على تعلم السحر حتى يستحوذ على عقول الناس و قلوبهم بالتخويف و الترهيب .
و في سورة الشعراء زيادة أخرى هي جمع فرعون للناس لحضور موعد موسى مع السحرة حتى يعظم في أعينهم فوق ما هو عليه فإن الناس إذا رأوا أفاعيل السحرة العظيمة المخيفة ثم رأوا هؤلاء السحرة على قوتهم يقبلون قدم فرعون فسيقتنعون بأنه هو ربهم الأعلى كما قال لهم ذلك فعلا..
و فيها أيضا أن الناس جاؤوا و هم على شبه يقين بأن السحرة هم الغالبين بل و فيها إشارة إلى كون هؤلاء الناس لا يرغبون في الحق فلم يقولوا نتبع السحرة أو موسى بل عزموا أمرهم على إتباع السحرة إن غلبوا أما إن غلب موسى فلم يجرؤوا على ذكرها لخوفهم الشديد من فرعون..
و لمن أراد التدبر فلا بد من أن يستنبط الأعاجيب على أن الزيادة لا تقتصر في أحداث القصة فقد تكون الزيادة من نوع أخر كأن تكون مثلا إشارة لغوية إلى إختلاف لغات قبائل العرب فقد ذكر الله عز وجل في سورة طه (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) و هي مخالفة لما نحن عليه اليوم من نحو و إعراب مع العلم أن النحو وضع اعتمادا على القرآن و بعده بنحو قرنين من الزمن مما يدل على أن لغات قبائل العرب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى و هذا معروف و مسلم به عند الأدباء و المؤرخين و المختصين في اللغة العربية فكما نرى لو تدبرنا القرآن لخرجنا بالأعاجيب و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى لكان هذا القرآن.

معتز
06-19-2013, 09:23 AM
رااااائع يا اخوان

رائع جدا

اشكركم جميعا على هذا السرد الرائع

ونتمنى من يكون له زيادة فاليفيدنا ويعلمنا ويذهلنا

استفدت الكثير منكم يا اخوتي واسال الله ان يزيدنا علما