المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله العظيم



رشيد الجزائري
06-19-2013, 05:38 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمان الرحيم

بعد لف و دوران و حيرة و اضطراب و تشتت و ضياع تيقنت أن هذا الكون الرحب الفسيح و كل ما يحتويه يوجد وراءه خالق و مبدع عظيم هو الله و سخر كل شيء فيه لنا. لقد أصبت باضطرابات نفسية من أعلى مستوى منذ أن بدأت أدخل الى المواقع الالحادية و مواقع الشبهات. قرأت النظريات و البحوث و الكتب التي تتحدث عن نشأة الكون و الحياة فلم يتقبلها عقلي الا الصحيحة منها. فكيف يعقل لكون ضخم كهذا و به قوانين و ثوابت و أبعاد في منتهى الدقة و الاحكام أن ينشأ من عدم؟ كيف يمكن للاشيء أن ينتج شيئا؟ حتى اللاشيء لا يمكن وضع تعريف له لأنه غير موجود أصلا. هناك من يقول أن العالم أزلي لكن العلماء اكتشفوا أن للكون بداية (و هو ما يسمونه الانفجار العظيم) و نهاية (الانسحاق الشديد). فلا يمكن تخيل أن العالم كان هكذا و فقط منذ عدد غير منتهي من السنين و بالصدفة, بل تكون من الانفجار الكبير. فالصدفة و العشوائية لا يمكن أن تنتجا شيئا منظما. و أيضا من أين أتى مصدر الانفجارذلك؟ من أين أتت الذرة الأولى للكون؟ فلا بد لها من بديع أوجدها. قال تعالى: (بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم) و أيضا: ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). فالله هو الذي صمم هذه الأرض و السماوات و كل الكون. و هناك من يقول أن الطبيعة هي التي أوجدت كل هذا. لكن من أين أتت الطبيعة في حد ذاتها؟ فهي لم توجد نفسها بنفسها بالتأكيد و لم تقم بايجادي أنا و أنا لم أوجد نفسي بنفسي بل كنت في فترة ما غير موجود و لما حان وقت مجيئي الى الدنيا اتحدت النطفة مع البويضة و بدأ الله خلقي. قال جل جلاله: ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ، أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون).
أما نظرية التطور فلا أؤمن بها كلها. من غير المعقول أن الانسان أصله قرد ثم تطور على مر التاريخ و لا أصدق أن جسمي هو نتيجة تطور حيوانات أو أجزاء من جسمها و خلاياها و بمساهمة الصدفة و العشوائية تكونت أنا. صحيح أن هناك تطور يشمل بعض الحيوانات في نموها و حياتها لكن الانسان وجد من طين و بواسطة الخالق القدير القائل في كتابه: ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين). .و داروين خلق من خلق الله يخطىء و ينسى و يصيب فربما لم يبحث أو لم يكتشف بالطريقة الصحيحة و الله أعلم.
أخي سواءا كنت ملحدا أو مؤمنا. كل ما في هذا الكون يدل على قدرة الواحد الديان. أنا راودتني شكوك عظيمة حول وجود الله لكن تذكرت عندما كنت في أحسن أحوالي قبل كل هذه الظنون. كنت أدعوه و أرى الاجابة في الحين تسطع. أتذكر يوما أني كنت خارج البيت و كان الطقس مغيما و كنت مع أصدقائي و لما افترقنا بدأت الأمطار تهطل بغزارة فأسرعت الى شجرة كانت بالجوار و اختبأت تحتها و شرعت أدعو الله بأن يخفف من غزارة المطر حتى أعود الى البيت, فوالله ما هي الا ثواني حتى خف المطر و عدت. و أيضا يوم كان ضرسي يوجعني وجعا شديدا , فعلت معه كل الوسائل ( ماء و ملح, قطن و زيت, مسكن ألم) لكن دون جدوى فلجأت الى الله الشافي و تضرعت أن يوقف الألم الرهيب فوالله ما هي الا دقائق حتى هدأ ضرسي و كلما عاودني الألم توسلت الى الله فيتوقف الى أن قلعته... الى غير ذلك من المواقف و اللحظات و الأيام العصيبة. انه الله, دائما يحرسنا بعينه التي لا تنام و ينتظر دعائنا ليفرغ من خزائن رحمته و هو أرحم من الأم بولدها.
هناك من يقول ان كان الله مطلق القدرة فهل يستطيع أن يخلق اله أقوى منه أو صخرة لا يستطيع حملها أو أن يضع حدا لنهايته و أبديته؟... في نظري هذه أسئلة غبية. هذا اله لا تنطبق عليه صفات المخلوق. لا ندرك كنهه و لا حجمه و لا كيف هو. فعقل الانسان و علمه محدودان مهما تعلم و تعلم و قاصر عن فهم حقائق الأمور ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) و الله و علمه غير محدودان فكيف يمكن ادخال اللامحدود في المحدود؟ لا يعلم الله الا الله و كل هذه الاسئلة من وساوس ابليس اللعين و لا يجب الاسترسال معها فلقد فعلت أنا و ندمت و وجدت نفسي داخل دوامة من الدمار و التشتت الفكري و النفسي لكن بعون الله رجعت الى وضعي الطبيعي و وجدت أسئلة لكل ما يحيرني.
و أيضا هناك مسألة القضاء و القدر و لماذا خلقنا الله و لماذا يعذبنا و التشوهات الخلقية؟... أقول حسب معلوماتي أن الله قبل أن يخلقنا علم كل شيء عنا و ما سنفعله بالتدقيق و ماذا سندرس و بمن سنتزوج... و يعلم كل شيء عن أي شيء قبل ايجاده و بعد ايجاده. يعلم من منا سيدخل الجنة و من منا سيدخل النار. نحن الان في الدنيا و مطلوب منا طاعة الله و عبادته. من ءامن به و فعل الخير جزاءه الجنة برحمة الله و من كفر و جحد به و فعل الشر جزاءه النار بعدل الله. المسألة بسيطة جدا. أنا وجدت صعوبات عند اطلاعي للقضاء و القدر أول مرة و اضطربت كثيرا فقلت ربما كتب علي الله الشقاء و ربما أنا من أصحاب النار بسبب الذنوب التي مارستها فأصبت بهم و غم و قنوط شديد لكن بعد اطلاعي أكثر وجدت أن هذا كله من الغيب فأنا مطلوب مني أن أعمل صالحا و أتوب و أعبد الله بشكل جيد أما المصير فهو عند الله تعالى و يجب حسن الظن بالله و التوكل عليه. أما التشوهات الخلقية فهي ابتلاء من عند الله و لحكمة بالغة.
لقد مررت بمرحلة كبيرة أبحث فيها عن الحق و العقيدة الصحيحة و الحمد لله الذي هداني اليه. عرفت القنوط و ما يسببه من هم و حزن و الرجاء و ما يسببه من راحة و هدوء. عرفت الكفر و النفاق و الالحاد و الشك و ما يسببونه من قلق و كرب و تفكير في الانتحار و الايمان و الاخلاص و ما يسببانه من لذة و سعادة و طيبة عيش. عرفت كل شيء جميل و كل شيء سيء. ان شاء الله سأتوب توبة نصوحا و أتمنى أن يغفر الله لي جميع الذنوب و الكبائر العظيمة التي ارتكبتها.
هذه مساهمة صغيرة مني طرحت فيها تجربتي التي مررت بها و أتمنى من الله أن يهدينا جميعا و يوفقنا لطاعته و أن يجعلنا في جنته و جواره.


http://www.youtube.com/watch?v=TvDHsyFMcrc

أبو يحيى الموحد
06-19-2013, 11:08 PM
مرحبا بك بين اخوانك ...

الحمدلله الذي اعادك اليه .. يا ويح النفوس التي أُبعدت عن خالقها

hasaneweidah
06-19-2013, 11:39 PM
:emrose:

muslim.pure
06-20-2013, 08:30 PM
ثبتك الله أخي

Marvel
06-22-2013, 05:28 PM
اسال الله ان يثبتك على الحق ...

YaCiine
06-22-2013, 05:33 PM
الحمد لله مرحبا بك أخي

المتيقن بالله محمد
06-22-2013, 05:37 PM
الله ينور دربك

OMMNYR
06-22-2013, 06:58 PM
والله يسفه الإنسان نفسه عما كان فيه سابقا عندما يرى الحق و يعيشه لذا صدق هرقل لما قال لأبو سفيان " هكذا الأيمان عندما تخالط بشاشته القلوب " و الله لا يدرى معناها إلا من عايشها و عاشها .