المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حامل المسك وصاحب الكير



massoud
06-22-2013, 10:52 PM
إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة [أخرجه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري]

هكذا وصف سيد الخلق حال الرفقة ممن تَحسُن أو لا تُحمد مصاحبتهم ، وبأنها تعود بالخير والسرور أو بالسوء والحسرة علي صاحبها ، ومن باب الصحبه الصالحه هذا ، فقد لاحظنا مؤخرا ولعل غيري من الأخوة هنا بارك الله فيهم قد فعلوا ذلك ، وبأن نفرا من المسلمين يرتادون أماكن الإلحاد والكفر ومنابع الشبهات والعياذ بالله ، بدعوي الدفاع عن الدين والحمية له وما يلبث هذا المسلم وبعد دخوله لتلك الأوكار أن ينقل أحدي شبهاتهم طالبا يد العون والإغاثة بالقول كيف أرد علي هذا أو بكيف أحاجج ذاك؟ وقد يقع هذا المسكين ومع عدم تسلحه بالعلم النافع في حبائلهم وأوحالهم كأن ينقل افتراءات علي الدين بدون علم ، ولعله يكتمها في صدره فتكون بذلك بذرة لشجرة خبيثة الثمار سيئة الطلع ، وهل تعرف الشجرة الا من ثمارها ؟

قد يقول قائل بأن بعض ما يُنقل من الأخوة المسلمين هي أسئلة مشروعة ونحن نوافقه في ذلك لو جاءت هذه الأسئلة والشبهات ضمن قنواتها السليمة لتصب في مصلحة السائل بالفهم أو بالعلم لكنها هنا ومع ارتياد أوكار الضرار قد تكون نتأت عن خبث يحاول جاهدا أن يَطعن ويقدح في الدين ، فما لحال هؤلاء وماذا جنوا وماذا استفادوا من تواجدهم في تلك الأماكن أذن؟

قد يقول قائل أخر بأن الدعوة مطلوبة فبها يحصل الخير ويقوم الحق وهو منهج الرسل والأنبياء عليهم السلام ، ونحن نتفق معه أيضاً في هذا الكلام ما كانت الدعوة قائمة الشروط وما كانت مكتملة الأركان وفي محلها ومن أهلها وبينهم ، وأما أن تكون الدعوة في أماكن رجس وكفر يسب فيها الله ورسوله فلا،

علاوة علي ذلك فأن كثيراً من تلك الأماكن غير معروفة وقد تكون ورائها منظمات دينية متطرفه أو أعمال ذات أيديولوجيات مشبوهه أو مؤامرات مجهولة المصدر والغاية وهي تتبني في كثير من الأحيان عدم الصراحة والشفافية فتري هذا المسلم المسكين وقد وقع وسط تمثلية لمجموعة شخصيات وهمية قد تكون لشخص واحد في النهاية، ومن خُدع هذه العُصبة كأن يدخل أحدهم علي أنة مسلم ويناقش قضايا الإسلام ما يلبث بعدها أن يُعلن موقفا مغايراً لإسلامه مدعيا اكتشاف الحقيقة وزوال الغشاوة وخذ من ذلك،

هناك أمر أخر أخي المسلم وهو أن مجانبة هؤلاء القوم تبعد عن ذكر الله فترا المسلم يجادل هذا وذاك بالساعات الطوال والأيام وفي عدد كبير من الحوارات والمواضيع ما انفكوا هم فيها يتسلون ويلعبون ويسبون وبعد فترة يبدأ هذا المسلم المسكين يألف لهذا السباب والشتم فيما حرم الله من مسلمات الدين ومن الأنبياء والمرسلين بل لعل فيهم من يتطاول علي الذات الإلهية والعياذ بالله فأين أنت أخي المسلم من هذا ، يقول تعالي : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (النساء/140)

أخي المسلم كن حرا طيب الثري وزاحم من يحسن قوله وعلمه وعمله وأستمسك بحبل الله وبنهج حبيبه تفز بالدارين وأبتعد عن سفه القول تعيش سعيدا قرير العين وأعلم بأن من كان فاه سقيما سيجد به مراً الحلو الزلال ، يقول تعالي : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (الأعراف/58)

تحياتي