المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر حول الحكمة و الشدة و اللين .. مع تصالح علني مع أحد الإخوة الكرام



ابن سلامة القادري
06-23-2013, 03:05 PM
ثلاثة يجب ألا تنفك عن الداعية المسلم بإزاء أهل الكفر و الشرك و الإلحاد و اللادينية و الليبيرالية و غير ذلك، بحسب المقام و المخاطب : الحكمة و الشدة و اللين

- الحكمة بالنظر إلى حال المدعو هل هو في بلاد الإسلام حيث أن الغالب عليها سواد المسلمين و أهل العلم، أو أنه في بلاد نائية، و هل هو عربي أم أعجمي، و هل سبق أن علم شيئا من أمور دين الله أم لا.

- بعد النظر إن تبين أن المدعو في بلاد المسلمين و منها حيث العزة للإسلام و أنه عربي يعي العربية و أنه على علم بالمعلوم من دين الله بالضرورة فقد وجبت بحقه الشدة لعظم حق الله و لقطع دابر الكافرين في أرض المسلمين، و لأن هذا بمقام المرتد عن دين الله.

- فإن كانت الأخرى أنه ليس في بلاد المسلمين – أو في بلاد إسلامية ساد فيها الجهل لقرون طويلة- أو لا يعي العربية أو يجهل دين الإسلام عاملناه باللين بحسب ذلك، رفقا به و حرصا على هدايته اللهم إلا إن تبين له الحق و تبين لنا أنه عدو لله نلحقه بصاحبه، لكن دون تعجل.

هذا بغض النظر عن سلوكه هل هو ودي (بالنسبة لمن كان في بلاد الإسلام) أم عدائي ( بالنسبة لمن كان خارج بلاد الإسلام أو لا يعلم) فالأصل عندنا هو بيان الحق و نصرته على أي حال.

مع ذلك أعتقد أن عامة الملحدين – في بلاد الإسلام التي يعظم فيها سواد المسلمين و أهل العلم - هم من النوع الأول، و هم الذين جاء فيهم وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم : من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا و أنهم دعاة على أبواب جهنم، لكن على أي حال ينبغي النظر و التبين فهذا عين الحكمة و هو أساس دعوة الأنبياء و المرسلين و أتباعهم.

و الله تعالى أعلم

بالنسبة لبعض المسلمين الذين يشتدون على إخوانهم المسلمين أهل السنة و من أهل العلم و الدعوة (شدتهم على أهل الكفر) و يتهمونهم بشر التهم بغير وجه حق – حتى قبل التعرف عليهم و معرفة أقدارهم - فهؤلاء لا أظن بهم خيرا . و أنا أقولها بصراحة – و ظني فيهم أنهم إما خوارج أو أهل نفاق و رياء أو متعالمين – و هذه لعمري هي الطامة الكبرى التي أفسدت على الأمة دينها و كانوا سببا في تفرقتها أكثر من أهل الشهوات، و قد عرفنا أنهم خالفوا بذلك صريح القرآن و السنة و يجب مناوئتهم و التحذير منهم، و هنا أعني تحديدا أحد الأعضاء الجدد وقع لي معه سوء تفاهم البارحة – و الذي لم أكن أعلم عن حاله شيئا حتى شككت بأمره و أغلظت عليه في القول و ... و كان ما كان بسبب الإنفعال الشديد -

و إذ تبين لي أنه أخ في الإسلام و أنه من أهل السنة و لأن الله تعالى في محكم كتابه يقول : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10)
فإنني أبتغي التقوى، و أجد هذه مناسبة و أمام الأعضاء الكرام أستسمحه و أصالحه و أدعو الله تعالى أن يغفر لي و له على ما بدر مني و منه.

و أرجو من الأخ الفاضل أن لا يتسرع في الحكم على إخوانه أو يواجههم بسوء الكلام إحسانا للظن بهم و ترفقا، فقد قال الله تعالى : { وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطَانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } (الإسراء 53)

OMMNYR
06-23-2013, 04:37 PM
بالنسبة لبعض المسلمين الذين يشتدون على إخوانهم المسلمين أهل السنة و من أهل العلم و الدعوة (شدتهم على أهل الكفر) و يتهمونهم بشر التهم بغير وجه حق – حتى قبل التعرف عليهم و معرفة أقدارهم - فهؤلاء لا أظن بهم خيرا . و أنا أقولها بصراحة – و ظني فيهم أنهم إما خوارج أو أهل نفاق و رياء أو متعالمين – و هذه لعمري هي الطامة الكبرى التي أفسدت على الأمة دينها و كانوا سببا في تفرقتها أكثر من أهل الشهوات، و قد عرفنا أنهم خالفوا بذلك صريح القرآن و السنة و يجب مناوئتهم و التحذير منهم، و هنا أعني تحديدا أحد الأعضاء الجدد وقع لي معه سوء تفاهم البارحة – و الذي لم أكن أعلم عن حاله شيئا حتى شككت بأمره و أغلظت عليه في القول و ... و كان ما كان بسبب الإنفعال الشديد -

و إذ تبين لي أنه أخ في الإسلام و أنه من أهل السنة و لأن الله تعالى في محكم كتابه يقول : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10)
فإنني أبتغي التقوى، و أجد هذه مناسبة و أمام الأعضاء الكرام أستسمحه و أصالحه و أدعو الله تعالى أن يغفر لي و له على ما بدر مني و منه.

و أرجو من الأخ الفاضل أن لا يتسرع في الحكم على إخوانه أو يواجههم بسوء الكلام إحسانا للظن بهم و ترفقا، فقد قال الله تعالى : { وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطَانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } (الإسراء 53)

أخى الكريم ....

يعلم الله ليس بينى و بينك أى شئ الآن و أنا أعلم أنك إنما فعلت ذلك إلا لغيرة على الدين و كذلك يعلم الله أنا فأنا قد عايشت تلك القصص التى تنتشر كالبرق بين الناس و ما يختلقها إلا أعداء الدين لضرب الدين فى مقتل و أنا لم أرد عليك إلا عندما تيقنت من أن هذا العالم لا وجود له أصلا فأنا بالفعل تصيبنى هذه القصص المختلقة التى لا تؤدى أخيرا إلا للطعن فى الدين و إن كان ستارها نصرة الدين و ما كان شدة كلامى يعلم الله إلا للذب عن دين الله .

فإليك بعض الأخبار الكاذبة المنتشرة التى لا أساس لها إلا الإشاعات الكاذبة التى تطعن بالدين و لا تؤيده أبدا :

1- قصة الفتاة العمانية التي تحولت لعنزة مشوهة لانها استهترت بقراءة القرآن
2- قصة الشاب الذي فتحوا قبره بعد 3 ساعات فوجدوه متفحما من اثر عذاب القبر ونشرت صوره
3- قصة الأصوات التي صدرت من الأشجار في الغابة ويدعي الخبر ان أحد العلماء صمم جهازا لفك شفرة الأصوات ومن ثم وجد انها تنطق بكلمة 'الله' فأسلم بعدها
4- قصة نيل ارمسترونغ وسماعه الاذان من على سطح القمر والقصة المثيرة لاسلامه بعد عودته الى الارض
5- صورة الجني الذي قام شاب اماراتي بتصويره في كهف ومات الشاب مباشرة بعد تصويره
6- صورة لحديقة بالمانيا وقد كونت جذوع الاشجار على الجانبين شهادة التوحيد مع الادعاء ان المانيا قد اغلقت الحديقة
7- في احد المستشفيات الامريكية جهاز رسم القلب لأحد المرضى يرسم كلمة الله
8- اسلام مايكل جاكسون .
9- اسلام تشيلسي ابنة بيل كلينتون
10- صورة الحرمين المكي والمدني تظهر مضيئة ليلا في صور التقطتها الاقمار الصناعية .
11- صورة من وكالة ناسا توضح خط على سطح القمر من أثر انشقاقه للنبي .
12-الأخبار حول احتراق جثة الرسام الدنماركي المستهزئ بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتكتم الحكومة الدنماركية على الخبر
13 - خروج نافورة رملية من الارض في السعودية ، وبعض الجهّال يرمزون للآية (وأخرجت الأرض أثقالها) وانها من علامات قيام الساعة
15- صورة الشيطان في أحداث 11 سبتمبر
16- ظهور صورة صدام حسين بعد اعدامه
17- إسلام العالم فلان الفلانى بعد إكتشاف أن القران أخبر عن حقيقة علمية ...
و الكثير من ذلك ....

و لقد عملت لفترات على توضيح هذه الأمور فى الكثير من المنتديات و لكن لأن هناك الكثير من آذان صمت و أنفس وهنت و قلوب خوت و عن الدين بعدت فتنتشر هذه الأكاذيب التى معظمها من أفعال الملاحدة بين الرعاع كالهشيم دون تحرى مصادر ودقة الخبر .

فصدقنى لا دين الله و لا سنه نبيه تحتاج أن يقوم العلم بإثبات حقائق هى حقائق لا ريب و لا جدال و لا كان للآيات الجليلة أن تلتوى أعناقها لتوافق إكتشاف علمى ربما يفند بعد ذلك و ينقد و قد رأينا الكثير من إكتشافات علمية كانت سابقا حقائق فصارت أساطير لا تصدق بعد و فنتدت برمتها , لذا فلما كانت سنن الله هى التى لم تبدل لزم التمسك بها و جعلها حجة على الكافرين و لا لغيرها أن تحل محلها و لو عظمت فى النفوس .

و لم نجد فى سنه النبى و لا صحابته أن أتبعوا هذا الأسلوب أبدا و مع ذلك أسلم الكثير وقتها .

و لما سئل الكفار النبى عن آيه :

وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ - العنكبوت 50

جاء الرد الحكيم الذى أخرس الألسنة ولم يجرؤ أحد إلى اليوم بل إلى يوم القيامة على تفنيد هذه الأية إلا ظهر كذبه و تقهقرت أكاذيبه على نفسه و كانت هذه الأية هى الحجة العظيمة لا غيرا كانت هذه الأية هى الكتاب الحق لا ريب فيه هدى للمتقين أنظر الرد الألهى :

أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ - العنكبوت

ثم تحدى الله أهل اللغة و أربابها ( الذين تلاعبوا بالألفاظ و الكلمات كيفما شاؤوا ) أن يأتوا بمثله فلم يستطيعوا ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور فلم يستطيعوا ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة فلم يستطيعوا ثم تحداهم بأن يأتوا بآية فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .

هذا ما كنت أريد أن أوضحه لك و لا بينى و بينك أى شئ و عفا الله عما سلف و من عاد فينتقم الله منه .

ابن سلامة القادري
06-23-2013, 05:09 PM
أخي الكريم كنت أفضل على أن يكون ردك تصالحا أو على الأقل تبيانا لحسن قصدك و نيتك و ليس من جديد تهديدا و وعيدا (عفا الله عما سلف و من عاد ينتقم الله منه) !

أتسائل : سأعود إلى ماذا، و على أي أساس سقت هذه الحزمة الطويلة من الخرافات الأنترنتية التي لا تخفى على طويلب علم مبتدأ :


1- قصة الفتاة العمانية التي تحولت لعنزة مشوهة لانها استهترت بقراءة القرآن
2- قصة الشاب الذي فتحوا قبره بعد 3 ساعات فوجدوه متفحما من اثر عذاب القبر ونشرت صوره
3- قصة الأصوات التي صدرت من الأشجار في الغابة ويدعي الخبر ان أحد العلماء صمم جهازا لفك شفرة الأصوات ومن ثم وجد انها تنطق بكلمة 'الله' فأسلم بعدها
4- قصة نيل ارمسترونغ وسماعه الاذان من على سطح القمر والقصة المثيرة لاسلامه بعد عودته الى الارض
5- صورة الجني الذي قام شاب اماراتي بتصويره في كهف ومات الشاب مباشرة بعد تصويره
6- صورة لحديقة بالمانيا وقد كونت جذوع الاشجار على الجانبين شهادة التوحيد مع الادعاء ان المانيا قد اغلقت الحديقة
7- في احد المستشفيات الامريكية جهاز رسم القلب لأحد المرضى يرسم كلمة الله
8- اسلام مايكل جاكسون .
9- اسلام تشيلسي ابنة بيل كلينتون
10- صورة الحرمين المكي والمدني تظهر مضيئة ليلا في صور التقطتها الاقمار الصناعية .
11- صورة من وكالة ناسا توضح خط على سطح القمر من أثر انشقاقه للنبي .
12-الأخبار حول احتراق جثة الرسام الدنماركي المستهزئ بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتكتم الحكومة الدنماركية على الخبر
13 - خروج نافورة رملية من الارض في السعودية ، وبعض الجهّال يرمزون للآية (وأخرجت الأرض أثقالها) وانها من علامات قيام الساعة
15- صورة الشيطان في أحداث 11 سبتمبر
16- ظهور صورة صدام حسين بعد اعدامه
17- إسلام العالم فلان الفلانى بعد إكتشاف أن القران أخبر عن حقيقة علمية ...
و الكثير من ذلك ....

هل سقتها لترد على بينة الإعجاز العلمي التي صدقتها أنت نفسك عقب الرد الناري الذي واجهتني به ظلما ؟؟؟؟

ثم ما سبب الرد الناري أصلا إذا كنت أنت نفسك تصدق بوجود الإعجاز العلمي ... و ما كل هذا التفخيم لقضية إسم عالم على هامش الموضوع و على هامش نوعين من الإعجاز لا يسعك تكذيبهما إلا ببينة و أنت لم تأت بها حتى أعذرك و أحسن الظن بك ؟

و ما وجه المقارنة بين تلك الخرافات و هذين النوعين من الإعجاز و اللذين أثبتت لك وجودهما و مصداقيتهما فعلا من خلال مقالين مكتوب و مرئي للدكتور زغلول النجار حفظه الله عن طلوع الشمس من مغربها و عن طبيعة خلق النملة ؟؟؟

إلى ماذا سأعود إذن فتتوعدني بانتقام من الله ؟؟ ألا ترى أنك تبالغ بدلا من أن تنبه على نقطة محددة و هي نقطة العالم - على فرض أنها مكذوبة - و إنما وقعت فيها خطأ إن صح قولك ؟؟

ثم أريدك أن تعلم يا أخي في الله - و سامحك الله على غلوك و مبالغتك التي أفضت إلى ما أفضت إليه - اعلم أني لأول مرة أتكلم في موضوع الإعجاز العلمي - و اعلم أيضا أني لا أصدق كثيرا مما قيل حوله، و أن لي دراية به ربما أكثر منك إن شاء الله، بحكم اهتمامي به منذ الثمانينيات مع أولى شرائط الشيخ الزنداني و كتبه، و انتهاء بمرئيات الدكتور زغلول النجار.

و إن كنت أوردت شيئا من المنتديات استئناسا به فذلك بعد تأكدي من ماهية الإعجاز الذي سقته حجة و بينة - مما لا يستدعي معه كل ذلك الإنكار و التشبيه بالخرافات و الوعيد بالإنتقام.

ألا هداك الله و غفر الله لك.

OMMNYR
06-23-2013, 05:33 PM
من ناحيتى أنا لا يوجد شئ .
و ما كانت نيتى سوى إكمال الأية .
أعترف أنك أفضل منى فى هذا العلم الحديث المسمى بالإعجاز العلمى فى القران و لا أحس أنه مفيد لى لكى أبحث عنه ( فعلم لا ينفع و جهل لا يضر ) أرجو أن تتقبل رأيي فى هذا الأمر بصدر رحب و لا تتعصب لهذا العلم بل تعصب لدين الله .
أرجو أن نوفر طاقاتنا لأشياء أخرى أكثر نفعا و لا داعى لهذا الشقاق .

ابن سلامة القادري
06-23-2013, 05:39 PM
من ناحيتى أنا لا يوجد شئ .
و ما كانت نيتى سوى إكمال الأية .
أعترف أنك أفضل منى فى هذا العلم الحديث المسمى بالإعجاز العلمى فى القران و لا أحس أنه مفيد لى لكى أبحث عنه ( فعلم لا ينفع و جهل لا يضر ) أرجو أن تتقبل رأيي فى هذا الأمر بصدر رحب و لا تتعصب لهذا العلم بل تعصب لدين الله .
أرجو أن نوفر طاقاتنا لأشياء أخرى أكثر نفعا و لا داعى لهذا الشقاق .

حسنا أخي لا بأس،

إنما آيات الله تعالى ليس فيها شيء غير نافع للمؤمنين أو لغيرهم، ما دام حتى الأنبياء عليهم السلام و الذين يلونهم قد أكرمهم الله بمعجزات و كرامات تثبيتا لهم و زيادة في إيمانهم و يقينهم.
و قد ادخر الله تعالى للمؤمنين و المسلمين بينة هذا العلم ليزدادوا بها إيمانا و يستيقن بها من سواهم ... و هذا بحث آخر تراه مفصلا في موضعه و إن شئت ناقشناه سويا.

زادك الله إيمانا و يقينا .. و حِلما.

OMMNYR
06-23-2013, 06:50 PM
أولا هناك فرق بين معجزات الأنبياء و بين علم الإعجاز هذا .... شتان ما بين و بين و لا تشابه بينهما و لا تقاطع على الإطلاق ....

المعجزة تعتبر خرقا للقواعد و القوانين المتعارف عليها و القاعدة أن ما وضع بقانون إلهى لا يوقفه سوى قانون إلهى آخر

فمعجزات الأنبياء تلك كانت جميعا خرقا للقوانين العادية المتعارف عليها و إلا فلا تعتبر معجزة

أما ما يسمى الإعجاز العلمى فى القران فمعناه " إخبار القرآن أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول محمد مما يظهر صدقه فيما أخبر به عن ربه "
أى أنه يعتبر مضاهاة ما توصل به العلم بكلام الله و كلام الرسول .

أرجو أن يكون المراد وصل لك
أنا لا أنكر هذا العلم , و إن كنت داخليا لا أحبذه إذ أرى أن لا حاجة للقران لأن يثبت حقائقه العلم و ذلك يعتبر تقليلا من شأن الآيات لا علوا بشأنها هذا من رأيي و لا أجزم بأنه صواب إطلاقا ربما أكون على خطأ .

ثم أننى رأيت الكثير من نظريات العلم الحديثة التى كذبت فيما بعد , فما سيكون رأيك حينما يفند علم أحدث ما توصل إليه علم أقدم و كنت قد ضاهته أنت بآيات القران - النتيجة سوف تتزعزع العقيدة لدى ضعاف الأيمان .

أنا كنت أتابع بشغف هذه المواضيع لكننى الآن لا أرى أنها تعنينى إذ أن كل شئ حولى أساسا إعجاز و ليس أن تكون النملة من الزجاج أو أن تطابق نظرية كذا ما ورد بالقران .....

ثم إنك إن بحثت عن الصحابة الأول آمنوا و لا لحق أحد درجاتهم و لم يكن لديهم إعجاز علمى و خلافه .

الآيات جليه و لا تحتاج لأن يوضحها العلم و من لم يراها فهو أعمى البصر .

و الحق أبلج لا خفاء به مذ كان يبصر نوره الأعمى ؟؟؟

{ الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ( 3 ) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ( 4 )} - الملك

أخيرا أنا لا أجزم و لا ألزم بما أرى و إن أصبت فمن ربى و إن أخطأت فمن الشيطان و من نفسى .

إلى حب الله
06-23-2013, 08:19 PM
من بعد إذن الأخين الكريمين ...
لي تعليق بسيط فقط في نقطتين ...

النقطة الأولى :


أولا هناك فرق بين معجزات الأنبياء و بين علم الإعجاز هذا .... شتان ما بين و بين و لا تشابه بينهما و لا تقاطع على الإطلاق ....

المعجزة تعتبر خرقا للقواعد و القوانين المتعارف عليها و القاعدة أن ما وضع بقانون إلهى لا يوقفه سوى قانون إلهى آخر

فمعجزات الأنبياء تلك كانت جميعا خرقا للقوانين العادية المتعارف عليها و إلا فلا تعتبر معجزة

أما ما يسمى الإعجاز العلمى فى القران فمعناه " إخبار القرآن أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول محمد مما يظهر صدقه فيما أخبر به عن ربه "
أى أنه يعتبر مضاهاة ما توصل به العلم بكلام الله و كلام الرسول .

أرجو أن يكون المراد وصل لك

أقول : نعم .. هذا كلام صحيح ...
ويجب فهم الفرق بين معجزات الأنبياء : وبين تسمية الإعجاز العلمي رغم اشتراكهما في أصل كلمة الإعجاز ...
والفرق بينهما هو كما تفضل الأخ ببيانه بالضبط ...

وسمى المسلمون الإعجاز العلمي بهذا الاسم : لما تبدى في العصر الحديث من كشوفات توافق عددا من نصوص القرآن والسنة :
يستحيل أن يعرفها بشر منذ 1400 عام !!!..
وأضيف إليه : الإعجاز الغيبي أيضا .. أي إخبار النبي عن أشياء بإذن الله في الماضي أو المستقبل : فيظهر صدقه بالضبط كما حكاه ..
وعلى هذا :
فالإعجاز العلمي أو الغيبي هما في الأصل : آيات بينات على صدق الوحي - قرآنا وسنة - .. ومصداقا لقول الله تعالى :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم : حتى يتبين لهم أنه الحق " ..

وأما النقطة الثانية :
فهي تعليق على عدم اهتمام الأخ بالإعجاز العلمي - أو الغيبي ضمنيا معه - بعد أن كان مهتما به ..
أقول :
قد جاء في القرآن الكثير من الكلمات العلمية - جيولوجية وفلكية وتشريحية ونفسية واجتماعية إلخ - وتاريخية غيبية :
لا يستقر رأي في ترجيح المعاني المرادة منها : من بين أكثر من معنى محتمل في الآية ...
وما هذا إلا لانتظار تبدي معانيها الصحيحة بمرور الزمن : لأهل كل زمان بما يفتحه الله تعالى في زمانهم من كشوفات ...
ومع كل تبدي جديد لهذه المعاني : يتحقق صدق ما جاءت به نصوص الدين من أخبار :
فيزداد المؤمنون إيمانا ...
ويهتدي من الحيارى وطلاب الحق الكثيرون ...
ويزداد أهل الباطل تبكيتا على باطلهم وتكذيبهم للدين ..
يقول عز وجل :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم : حتى يتبين لهم أنه الحق " ... ويقول :
" ولتعلمن نبأه بعد حين " ...

وهذا مرئي وملموس بالفعل من دخول الكثيرين في الإسلام من وراء مثل هذه التكشفات لآيات الله تعالى ...

وليس معنى أني قوي الإيمان واليقين بديني مثلا : أن أتجاهل أو استخف بطرق الإيمان الأخرى ....
ولو صح هذا المنهج : لقيل أن الله تعالى كان في غنى عن أن يبعث معجزات أصلا مع أنبيائه ورسله حتى يصدقهم الناس !
ونحن نقول في عاميتنا المصرية :
ما يصلح لزيد : لا يصلح لعبيد ... :):

والشاهد :
أن الاهتمام بالبحث عن هذه الآيات البينات وإظهارها للناس والفرح بظهورها وثبوتها إلخ :
هو أمر مشروع ولا غبار عليه ...
ولقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبره تميم الداري عن رؤيته للدجال في إحدى الجزر - في حديث الجساسة الشهير الصحيح - ..
وكان سر فرح النبي بذلك كما جاءت الروايات : أنه وافق ما كان أخبر به النبي المسلمين من قبل عن الدجال ..!

فكيف بنا نحن لا نفرح بتحقق أي حديث فيه موافقة تثبت صدق الإسلام .. فتزيد إيمانا .. أو تهدي حيرانا .. أو تكبت جاحدا معاندا ؟!...

هذا ما لدي لأخوي الكريمين ..
وقد سعدت بتصافيهما الراقي ما شاء الله .. وخصوصا الأخ ابن سلامة على كلماته ومبادرته وفقه الله ..
وتحياتي للأخ ommnyr

OMMNYR
06-23-2013, 09:11 PM
ما يصلح لزيد : لا يصلح لعبيد ...

و الله كلامك صحيح و قد أثلجت كلماتك صدرى و شكرا فعلا لمداخلتك جدا .

فعلا ما يصلح لى قد لا يصلح لغيري و ما يصلح لغيرى قد لا يصلح لى صدقت و الله .

ابن سلامة القادري
06-25-2013, 02:07 AM
أخي الكريم،

إسمح لي أن أوضح أمرا من الواضح أنه غاب عنك و عن أخينا الفاضل أبو حب الله و ربما عن كثير من المحاورين و القراء الأفاضل، فيما يتعلق بتعريف الإعجاز القرآني و أبعاد هذا الإعجاز.

و حيث أنني أتكلم الآن في أمر عظيم أكبر مني و منكم، أفضل أن لا أتحدث فيه برأيي إلا قليلا، و أن آتي قدر الإمكان بشواهد من أقوال العلماء المتقدمين و المحدثين على السواء في بيان هذه القضية الهامة و التي تندرج تحتها مسألة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.

و أرجو ثم أرجو عدم الرد قبل الإطلاع تماما على هذه الشواهد :

كل ذلك تحت هذا العنوان لموضوع جديد مستقل (سأورده إن شاء الله في قسم الحوار حول الإسلام لتعم الفائدة) :

القرآن الكريم ليس معجزا بلاغيا فحسب

روى البخاريُّ بسنده عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما من نبيٍّ إلا أُوتِي ما مثله آمَن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتِيتُه وحيًا أُوحِي إليَّ، فأوَدُّ أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة))

قال الإمام بن حجر العسقلاني في شرحه لهذا الحديث :

قوله : ( وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ) أي إن معجزتي التي تحديت بها الوحي الذي أنزل علي وهو القرآن لما اشتمل عليه من الإعجاز الواضح ، وليس المراد حصر معجزاته فيه ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدمه ، بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختص بها دون غيره ، لأن كل نبي أعطي معجزة خاصة به لم يعطها بعينها غيره تحدى بها قومه ، وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال قومه كما كان السحر فاشيا عند فرعون فجاءه موسى بالعصا على صورة ما يصنع السحرة لكنها تلقفت ما صنعوا ، ولم يقع ذلك بعينه لغيره وكذلك إحياء عيسى الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لكون الأطباء والحكماء كانوا في ذلك الزمان في غاية الظهور ، فأتاهم من جنس عملهم بما لم تصل قدرتهم إليه ، ولهذا لما كان العرب الذين بعث فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغاية من البلاغة جاءهم بالقرآن الذي تحداهم أن يأتوا بسورة مثله فلم يقدروا على ذلك . وقيل المراد أن القرآن ليس له مثل لا صورة ولا حقيقة ، بخلاف غيره من المعجزات فإنها لا تخلو عن مثل . وقيل : المراد أن كل نبي أعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله صورة أو حقيقة ، والقرآن لم يؤت أحد قبله مثله ، فلهذا أردفه بقوله فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا . وقيل المراد أن الذي أوتيته لا يتطرق إليه تخييل ، وإنما هو كلام معجز لا يقدر أحد أن يأتي بما يتخيل منه التشبيه به ، بخلاف غيره فإنه قد يقع في معجزاتهم ما يقدر الساحر أن يخيل شبهه فيحتاج من يميز بينهما إلى نظر ، والنظر عرضة للخطأ ، فقد يخطئ الناظر فيظن تساويهما . وقيل المراد أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم فلم يشاهدها إلا من حضرها ، ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة ، وخرقه للعادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات ، فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه ، وهذا أقوى المحتملات.

و قال ابن كثير في تفسيره : "ومن تدبر القرآن وجد فيه من وجوه الإعجاز فنونا ظاهرة وخفية من حيث اللفظ ومن جهة المعنى، قال الله تعالى: "الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمّ فُصّلَتْ مِن لّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" [هود:1]

و فسر الطبري معنى الحين في قوله تعالى: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ" [ص:87-88] بقوله: "فلا قول فيه أصح من أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت"، فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه، فإذا تجلى الحدث ماثلاً للعيان أشرقت المعاني، ((وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق، وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان))، يقول العلي القدير: "وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" [الأنعام:66و67]،


ونقل ابن كثير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- تفسيره للمستقر بقوله: "لكل نبأ حقيقة، أي لكل خبر وقوع ولو بعد حين"، وقد تردد هذا الوعد كثيراً في القرآن الكريم بأساليب متعددة كما في قوله تعالى: "ثم إن علينا بيانه" [القيامة:19]، وقوله تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" [فصلت:53]، وقوله: "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها" [النمل:93]،

و قال بدر الدين الزركشي -ت 794ه في فصل عقده في كتابه "البرهان في علوم القرآن" عنوانه : في القرآن علم الأولين والآخرين. قال فيه : "وفي القرآن علم الأولين والآخرين وما من شيء إلا ويمكن استخراجه منه لمن فهّمه الله تعالى"(46).

و قال الإمام السيوطي -ت 911ه – في كتابه ''الإتقان في علوم القرآن'' تحت عنوان العلوم المستنبطة من القرآن :
قَدِ اشْتَمَلَ كِتَابُ اللَّهِ الْعَزِيزُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، أَمَّا أَنْوَاعُ الْعُلُومِ فَلَيْسَ مِنْهَا بَابٌ وَلَا مَسْأَلَةٌ هِيَ أَصْلٌ إِلَّا وَفِي الْقُرْآنِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهَا، وَفِيهِ عَجَائِبُ الْمَخْلُوقَاتِ، وَمَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمَا فِي الْأُفُقِ الْأَعْلَى وَتَحْتَ الثَّرَى، وَبَدْءُ الْخَلْقِ ... إلخ

و في نفس كتاب الإمام السيوطي :

وقال ابن سراقة : من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب ، والموافقة والتأليف والمناسبة والتنصيف والمضاعفة ، ليعلم بذلك أهل العلم بالحساب أنه صلى الله عليه وسلم صادق في قوله ، وأن القرآن ليس من عنده ، إذ لم يكن ممن خالط الفلاسفة ولا تلقى الحساب وأهل الهندسة .

وقال الراغب : إن الله تعالى كما جعل نبوة النبيين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مختتمة ، وشرائعهم بشريعته من وجه منتسخة ومن وجه مكملة متممة ، جعل كتابه المنزل عليه متضمنا لثمرة كتبه التي أولاها أولئك ، كما نبه عليه بقوله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة [ البينة : 2 ، 3 ] . وجعل من معجزة هذا الكتاب أنه مع قلة الحجم متضمن للمعنى الجم ، بحيث تقصر الألباب البشرية عن إحصائه ، والآلات الدنيوية عن استيفائه ، كما نبه عليه بقوله : ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله [ لقمان : 27 ] .انتهى

وقال الرافعي في ''إعجاز القرآن'' : (والكلام في وجوه إعجاز القرآن واجب شرعا وهو من فروض الكفاية وقد تكلم فيه المفسرون والمتكلمون فإن كان ذلك قد وفى بحاجة (تلك) الأزمنة.. فهو لا يفي بحاجة هذا الزمان إذ هي داعية إلى قول أجمع وبيان أوسع وبرهان أنصع في أسلوب أجذب للقلب وأخلب للب وأصغى للأسماع وأدنى إلى الإقناع)

وقال محمد رشيد رضا : "ومن دلائل إعجاز القرآن أنه يبين الحقائق التي لم يكن يعرفها أحد من المخاطبين بها في زمن تنزيله بعبارة لا يتحيرون في فهمها والاستفادة منها مجملة؛ وإن كان فهم ما وراءها من التفصيل الذي يعلمه ولا يعلمونه يتوقف على ترقي البشر في العلوم والفنون الخاصة بذلك"

جاء في موقع إسلام ويب -مركز الفتوى- :

القرآن الكريم معجزة خالدة بهرت العلماء في كل التخصصات :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أعظم معجزة جاء بها الأنبياء هي المعجزة الخالدة التي جاء بها سيد الأولين والآخرين وخاتم رسل الله أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم وهي القرآن الكريم، فالقرآن الكريم معجز في فصاحته وبلاغته، معجز في علومه ومعارفه، وفي قصصه وأخباره، وفي أحكامه وتشريعاته، ولذلك فإنه بهر كل من تأمل فيه من العلماء على اختلاف تخصصاتهم. لأنه كلام رب العالمين الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، قال الله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ. {فصلت: 53}. وقال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. {النمل: 93}.

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=132696

إعجاز القرآن.. معناه.. أنواعه و وجوهه :

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&lang=A&Id=27843

الإعجاز العلمي أحد وجوه إعجاز القرآن :

أولا ينبغي تحديد معنى الإعجاز العلمي المقصود و أنه غير التفسير العلمي :

يعرف الدكتور عبد المجيد الزنداني التفسير العلمي بأنه : "الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرا، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا يظهر اشتمال القرآن أو الحديث على الحقيقة الكونية التي يؤول يصير وينتهي إليها معنى الآية أو الحديث، ويشاهد الناس مصداقها في الكون فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل، كما قال تعالى: (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) [الأنعام: 67]. وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون تزيد المعنى المستقر وضوحا وعمقا وشمولا؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أوتي جوامع الكلم، فيزداد بها الإعجاز عمقا وشمولا، كما تزداد السنة الكونية وضوحا بكثرة شواهدها المندرجة تحت حكمها".

فهد الرومي، منهج المدرسة العقلية في التفسير، ص550.

و يميز الدكتور "وهبة الزحيلي" بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي، حيث يعرف الأخير بأنه : "الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية؛ أي أنه يأتي متأخرا عن اكتشاف النظرية العلمية"، فإذا ثبت عدم إدراك هذه الحقيقة بالوسائل البشرية في زمن الوحي، وقد أخبر بها القرآن فتسمى عندئذٍ إعجازا".

مجلة الإعجاز- عدد 1- صفر 1416- يوليو 1995م.

و أجاب د. زغلول النجار على سؤال طرحته عليه شبكة تفسير تضمن الآتي :
هل تعدون الكلام في الإعجاز العلمي من باب التفسير ؟ أم هو من باب التدبر في مخلوقات الله الكونية ؟ والأسرار المكنونة فيها ؟

فأجاب حفظه الله : البحث في الإعجاز العلمي في القرآن ليس تفسيراً بمعناه الدقيق ، وهناك فرق كبيرٌ جداً بين التفسير العلمي للقرآن الكريم، والإعجاز العلمي للقرآن الكريم . كيف ؟ في جانب الإعجاز نحن لا نوظف إلا القضايا التي حسمها العلم ، والتي انتهى منها ، والتي لا رجعة فيها ، وبما أن العلم لم يحسم كل قضية ، وهناك قضايا كثيرة لم تحسم بعدُ ، وقضايا ذكرها القرآن الكريم ، لا نستطيع أن نتحدث فيها بإعجاز ، ولكن نتحدث فيها بتفسيرٍ علمي ، والتفسير العلميُّ يجوز استخدام النظرية فيه حتى لو تغيرت ، لا توجد حقيقة متاحة لنا ، ولكن توجد أربع ، أو خمس نظريات ، فأنا أرجح إحداها بتفسير دلالة الآية ، ولا حرج في ذلك إن شاء الله ، إلا أني كما أشرت أن الذين فسروا باللغة أصابوا وأخطأوا ، والخطأ في التفسير لا يُحسبُ على دلالة القرآن ، وإنما يحسب على جُهد المفسر وفهمه.

http://www.saaid.net/leqa/34.htm

و قال الشيخ محمد متولي شعراوي : "ولكن التحدي في القرآن ومعجزاته ليست للعرب وحدهم.. بل هي للعالم أجمع.. ومن هنا فقد كان إعجاز القرآن اللغوي.. هو تحدٍ للعرب فيما نبغوا فيه، ولكن التحدي لم يأتِ للعرب وحدهم، والقرآن جاء لكل الأجناس، وكل الألسنة، فأين التحدي لغير العرب، ثم هذا الكتاب سيبقى إلى أن تقوم الساعة، فلابد أن يحمل معجزة للعالم في كل زمان ومكان، ومن هنا كانت هناك معجزات للقرآن وقت نزوله، وفي خلال فترة نزوله، وبعد نزوله، وهي مستمرة حتى يومنا هذا، وستستمر إلى قيام الساعة لتظهر لنا آيات الله في الأرض".

المنتخب في تفسير القرآن الكريم- محمد متولي الشعراوي

و قال الأستاذ طاهر العتباني في مقال له بعنوان ''إعجاز القرآن'' و في ذكر أمثلة للإعجاز العلمي :

كذلك فإن إعجاز القرآن العلمي باب واسع، ولا نتكلَّم عن نظريات وفروض لا تزال قيد البحث والنظر، ولكن تلك الحقائق العلمية الراسخة التي أثبَتَها العلم جِيلاً بعد جيل، نجد في القرآن العظيم إشارات إلى جُمَلٍ منها؛ ذلك أن القرآن كتاب هداية وإرشاد، وهو حين يُشِير إلى حقيقة علميَّة يُشِير إليها إشارة مُوجَزة مُجمَلة يعرفها العلماء بعد طُولِ البحث والدرس، ويُلاحِظون تضمُّن الإشارة القرآنية مع رسوخ العلم وطول الممارسة له.

ومن هذه الإشارات الإعجازية البالغة ما يلي :

1- التلقيح في النبات ذاتي وخلطي، والذاتي هو ما اشتملت زهرته على عضو التذكير والتأنيث، والخلطي هو ما كان عضو التذكير فيه مُنفَصِلاً عن عضو التأنيث كالنَّخِيل فيكون بالنقل، ومن وسائل ذلك الرياح، وهذا هو ما جاء في قوله - تعالى -: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ﴾ [الحجر: 22].

2- الأوكسجين هو غاز ضروري للتنفُّس، ويقلُّ في طبقات الجوِّ العُليَا، فكُلَّما ارتفع الإنسان في أجواء السماء أحسَّ بضِيق الصدر وصعوبة التنفُّس، والله - تعالى - يقول: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125].

3- وفي مجال علم الأجِنَّة يقول الله - تعالى -: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾ [الطارق: 5- 7].

وقد أثبَتَ العلماء هذه الحقيقة العلميَّة؛ إذ إنَّ التكوينات الأولى للبُوَيْضَة والحيوان المنويِّ تبدأ من بين الصلب والترائب، وهي عظام الصدر.

4- ما أرشد إليه القرآن من اختِلاف بصمات الأصابع في الإنسان في قوله - تعالى -: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 3- 4]، فهذه الآية تلفت النظر إلى قدرة الله - تعالى - وحكمته في خلق البَنان بصورة مختلفة من إنسان إلى آخر؛ ممَّا يترتَّب عليه اختلاف بصمات الأصابع.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/21227/#ixzz2X9g0k0zg

و أخيرا، أحب أن أطمئن أخي الغيور و كل غيور على دينه بأن القرآن يعلو و لا يُعلى و أنه يدور مع الحقائق حيث دارت، و أن النظريات العلمية ثبتت أم لم تثبت لن تنال من قدسيته شيئا، و ستظل حقائقه بازغة ما بزغت شمس الضحى و كانت أوضح من الشمس في كبد السماء رغم كيد الكائدين و تلبيس الملبسين، لذا لا ينبغي أن نقف موقف الخائف المتردد من كل كشف علمي و نحن أمة إقرأ و أمة البحث العلمي و الحمد لله.

أو نحتج بعدم إحاطة الأولين بعلوم الآخرين و أن ما استجد من العلم هو جديد على القرآن أو بدع من القول لا ينبغي خلطه مع المعاني القدسية للقرآن، فهذا كله من التحفظات التي لا تليق بأهل الصنعة و المتخصصين في علم التفسير، خاصة إذا كانوا مدعومين بعلماء في العلوم الحديثة من المسلمين.

يقول الدكتور عبد الغني عبود: "إن الخلاف بين القرآن الكريم وحقائقه العلمية وبين العلم الحديث خلاف يَشْرُفُ به القرآن، ولا يقلل من قدره بأيّ مقياس من المقاييس يمكن أن يقاس به التشريف، لأن فساد منهج العلم فيما يتوصل إليه من حقائق يخالف بها القرآن يقلل من قيمة الحقائق التي يقول بها العلم، لا من قيمة الحقائق التي يقول بها القرآن"

الإسلام والكون- للدكتور عبد الغني عبود-

وقال جوهري في ''تفسير الجواهر'' : "أما قولك كيف عميت هذه الحقائق على كثير من أسلافنا؟، فاعلم أن الله هو الذي قال: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" وقال: "وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"، إن الله لا يخلق الأمور إلا في أوقاتها المناسبة وهذا الزمان هو أنسب الأزمنة، والمدار على الفهم والفهم في كل زمان بحسبه، وهذا زمان انكشاف بعض الحقائق"، وفي قوله الله جل وعلا: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" [الأنبياء:37]،


قال الشيخ جوهري: "استبعاد ما جاء في هذه الآيات من الأمور العلمية التي أوضحها علماء العصر الحاضر، فهم يستبعدونها طبعاً لأنهم لا يعقلونها، فقال الله تعالى لا تستبعدوا أيها الناس "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"، فإذا لم تفهمها أمم سابقة فسيعرفها من بعدهم، فقد ادخرنا هذه الأمور لأمم ستأتي لتكون لهم آية علمية على صدقك فتكون الآيات دائما متجددة".



لا تحقرن الرأي وهو موافق *** حكم الصواب إذا أتى من ناقص.

فالدر وهو أعز شيء يقتنى *** ما حط قيمته هوان الغائص.

muslim.pure
06-25-2013, 02:48 AM
هذه هي أخلاق المسلم إن أخطأ فهو يسارع بالاعتذار و يقبل الاعتذار
أحيي فيك أخ ابن سلامة غيرتك و مسارعتك بالاعتذار و الأخ ommnyr قبولك للاعتذار
أردت التنويه على قضية الاعجاز العلمي فالاعجاز العلمي ان كان صحيحا فتلك نقطة تحسب لنا و ان ثبت خطأه فلا يعدو كونه وجها من اوجه تفسير الاية انتفى و ثبت خطأه و بقيت أوجه التفسير الاخرى و من اجتهد و اصاب فله اجران و من اجتهد و اخطأ فله أجر واحد المهم التاكد من صحة المعلومة فهناك الكثير من الاخبار الكاذبة فيا حبذا لو يتم اقتفاء الاعجاز من مصادره
بارك الله فيكم و عفا الله عما مضى

ابن سلامة القادري
06-25-2013, 11:57 PM
حياك الله أخي مسلم و بارك فيك و في الإخوة، من الجيد أنك وقفت عند ''عفا الله عما مضى'' .. هههههه

إلى حب الله
06-26-2013, 12:09 AM
بارك الله فيك أخي ابن سلامة ....
أنت زدت ما اختصرته أنا بيانا وتوضيحا ووثقته من كلام العلماء سلفا وخلفا بارك الله فيك ...
ونعم ..
القرآن فيه أن آياته ليست لأهل عصر دون عصر : بل تتبدى للناس بمرور الوقت دلالة على صدق الوحي ..
ولقد أفدتني كثيرا بنقولاتك بارك الله فيك واختصرت عليّ الوقت :
وأستأذنك في نقل هذه المشاركة إلى موضوع الزميل الذي ينكر أن القرآن جاء للقدامى والمحدثين بالإعجاز المستمر ..
وأنه من معانيه ما يتبدى لكل أهل زمان بما وصلت إليه علومهم واكتشافاتهم بغير تناقض ..

جزاك الله خيرا ...

ابن سلامة القادري
06-26-2013, 12:17 AM
بارك الله فيك أخي ابن سلامة ....
أنت زدت ما اختصرته أنا بيانا وتوضيحا ووثقته من كلام العلماء سلفا وخلفا بارك الله فيك ...
ونعم ..
القرآن فيه أن آياته ليست لأهل عصر دون عصر : بل تتبدى للناس بمرور الوقت دلالة على صدق الوحي ..
ولقد أفدتني كثيرا بنقولاتك بارك الله فيك واختصرت عليّ الوقت :
وأستأذنك في نقل هذه المشاركة إلى موضوع الزميل الذي ينكر أن القرآن جاء للقدامى والمحدثين بالإعجاز المستمر ..
وأنه من معانيه ما يتبدى لكل أهل زمان بما وصلت إليه علومهم واكتشافاتهم بغير تناقض ..

جزاك الله خيرا ...

حياك الله أستاذي الفاضل، و الله أخجلتني بحسن إطرائك على المشاركة، نفع الله بك.