المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال سؤال بخصوص الشفاعة



hasaneweidah
06-28-2013, 07:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

هل النبي -صلى الله عليه وسلم- سيشفع لمن ارتكب الكبائر من أمته ؟

فعندي إشكال بارك الله فيكم في هذا الخصوص، فلو فرضنا أن هناك مؤمن قال لا إله إلا الله، ولكنه ارتكب كبيرة من الكبائر كقتل نفس حرمها الله فهل سيخلد في النار
أم ستنفعه شفاعة النبي ؟

وجزاكم الله خير ..

إلى حب الله
06-28-2013, 08:54 PM
لن يخلد مؤمن في قلبه مثقال ذرة من إيمان ولا إله إلا الله في النار إن شاء الله ...
فكل ذنب دون الشرك : يغفره الله تعالى بمشيئته ... يقول عز وجل :
" إن الله لا يغفر أن يُشرك به : ويغفر ما دون ذلك لمَن يشاء " ...

وفي مجال الشفاعة .. فللشهيد شفاعة .. وللصالحين والمؤمنين شفاعة .. وللرسول والملائكة شفاعة ..
ثم تأتي بعد ذلك شفاعة رب العالمين لتخرج كل مَن تبقى في النار وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان بعد أن يكونوا امتحشوا ..

hasaneweidah
06-28-2013, 10:50 PM
لن يخلد مؤمن في قلبه مثقال ذرة من إيمان ولا إله إلا الله في النار إن شاء الله ...
فكل ذنب دون الشرك : يغفره الله تعالى بمشيئته ... يقول عز وجل :
" إن الله لا يغفر أن يُشرك به : ويغفر ما دون ذلك لمَن يشاء " ...


يعطيك العافية أ. أبو حب الله على الرد ..
لكن كيف أجمع بين تلك الآية وبين قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)
وقتل الؤمن كما هو معلوم كبيرة من كبائر الذنوب، وهنا نحن لا نتكلم عن خلود نحن نتكلم عن لعن وغضب وعذاب عظيم !! فجاء استفهامي.
فلو قلتُ أن الله (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، فشاء الله أن لا يغفر لمن يقتل مؤمناً كما ذُكر في الآية فهنا أنا سأعارض الشفاعة.
ولو قلتُ أن الله سيغفر له فهنا سأقع -حسب فهمي- في تناقض.
فهل أنا مخطئ في فهمي للآيات ؟

ابن سلامة القادري
01-14-2014, 02:42 AM
أحسب أن أخانا الحبيب أبو حب الله لم ينتبه لسؤال أخينا الفاضل، فأحببت أن أتولى بتقديم إجابة بدلا عنه .. و ذلك من موقع معتمد،

إزالة الإشكال حول معنى ( الخلود) في قوله تعالى :
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء


عبدالله بن محمد العسكر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه وبعد :
الآية الواردة في سورة النساء {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}، هذه الآية تدل على أن القاتل عمدا لا توبة له وأنه مخلد في النار، وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك كقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ...} (48) سورة النساء ، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (68) سورة الفرقان - إلى قوله -: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ...} (70) سورة الفرقان ، وغيرها من الآيات التي تدل على مغفرة الذنوب إذا كانت دون الشرك بالله ، ومما لاشك فيه أن قتل النفس دون الشرك . فكيف يمكن الجمع بين هذه الآيات ؟

دفع الإشكال : يمكن أن يدفع الإشكال بأحد الأجوبة التالية :

1- أن الخلود المذكور في قوله: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} محمولٌ على من استحلّ هذا الفعل ، قاله عكرمة وغيره ، والمستحل لقتل المؤمن كافر ولا شك ؛ لأن تحريم قتل المؤمن مما هو معلوم من الدين بالضرورة. وقد ذكروا أن هذه الآية نزلت في شأن رجل بعينه استحل هذا الفعل فكفر وارتد عن دين الإسلام وهو مقيس بن صُبَابة .

2- أن معنى ( جزاؤه ) أي : هذا جزاؤه الذي يستحقه لو جازاه ، بمعنى أنه مستحق للخلود فيها لشناعة فعله ؛ لكن من رحمة الله أنه لا يخلده لأنه مات على التوحيد ، وربما يعفو عنه فلا يدخلها أصلاً ؛ لكونه تحت المشيئة قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ...} وهو قول أبي هريرة وأبي مجلز وأبي صالح ورجحه ابن جرير الطبري .

3- أن المراد بالخلود طول المكث فيها ، فكأنه صار مخلداً لطول بقائه . والعرب ربما تطلق اسم الخلود على المكث الطويل . كما تسمي الولد خالداً تفاؤلاً بطول عمره لا أنه سيخلد .

4- أن ذلك ورد مورد الزجر والتغليظ .وهكذا كل آيات وأحاديث الحرمان من الجنة ودخول النار أو الخلود فيها بسبب بعض الكبائر هي في حق عصاة المؤمنين من باب الزجر والتخويف .وهذا لا يعني بالطبع عدم حصول العذاب مطلقا ، ولا الجزم بوقوعه مطلقا أيضاً ، بل قد يحصل لكنه لا يعني الخلود ،وقد لا يحصل مطلقا وهو من كرم الله وإحسانه .وهذا من أحسن الأجوبة ، وقد كان السلف يمرون آيات وأحاديث الوعيد على ظاهرها ؛ لأن ذلك أبلغ في الزجر . ولعل هذا – والله أعلم – هو الذي حدا بابن عباس - رضي الله عنهما – وغيره كالضحاك بن مزاحم إلى القول بأنه لا توبة للقاتل عمدا ، ليكون ذلك أبلغ في الزجر لمن همّت نفسه بذلك .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،،،

الجواب على وجه التفصيل، هنا :

http://www.saaid.net/Doat/alaskar/18.htm

الشربيني
03-02-2014, 11:57 PM
دفع الإشكال : يمكن أن يدفع الإشكال بأحد الأجوبة التالية :

أن ذلك ورد مورد الزجر والتغليظ .وهكذا كل آيات وأحاديث الحرمان من الجنة ودخول النار أو الخلود فيها بسبب بعض الكبائر هي في حق عصاة المؤمنين من باب الزجر والتخويف .وهذا لا يعني بالطبع عدم حصول العذاب مطلقا ، ولا الجزم بوقوعه مطلقا أيضاً ، بل قد يحصل لكنه لا يعني الخلود ،وقد لا يحصل مطلقا وهو من كرم الله وإحسانه .وهذا من أحسن الأجوبة ، وقد كان السلف يمرون آيات وأحاديث الوعيد على ظاهرها ؛ لأن ذلك أبلغ في الزجر . ولعل هذا – والله أعلم – هو الذي حدا بابن عباس - رضي الله عنهما – وغيره كالضحاك بن مزاحم إلى القول بأنه لا توبة للقاتل عمدا ، ليكون ذلك أبلغ في الزجر لمن همّت نفسه بذلك .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،،،

http://www.saaid.net/Doat/alaskar/18.htm
ما الذي يضمن - والحال هذه - أن الوعيد بعذاب النار وما فيها من أهوال ليس إلا من قبيل التخويف هو الآخر.

ابن سلامة القادري
03-03-2014, 02:11 AM
ما الذي يضمن - والحال هذه - أن الوعيد بعذاب النار وما فيها من أهوال ليس إلا من قبيل التخويف هو الآخر.


أهلا بالزميل،

الجواب إن شاء الله من وجوه.
إن كان قولك متعلقا بالاحتمال الذي أشرت إليه :
:
1- أن هذا الإحتمال الذي ورد في دفع الإشكال هو رابع الإحتمالات و أبعدها (على الأقل بالنسبة لمن طرحه) و هذا من عادة العلماء في تقرير المسائل و التوفيق بين المشتبهات.

2- هذا الإحتمال قيده صاحبه بقوله :
.وهكذا كل آيات وأحاديث الحرمان من الجنة ودخول النار أو الخلود فيها بسبب بعض الكبائر هي في حق عصاة المؤمنين من باب الزجر والتخويف .
أي أنه خاص بالموحدين و ليس بالكافرين و المشركين و المنافقين، فهؤلاء جاء فيهم الوعيد بالخلود صريحا لا مرية فيه.
و إن كا قولك على إطلاقه :
1- فإما أنك تثبت وجود النار لكن لا تثبت أنها مخلوقة للعذاب، و هذا يرده صريح القرآن كقول الله تعالى :
وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)
و أنظر إلى قسم الله في ست آيات قبل أن يورد الجواب على قسمه. و ما ظنك بقسم الله إذا أقسم ؟ هل سيقسم على أمر هو غير فاعله ؟

2- و إما أنك لا تثبت وجودها أصلا .. و هذا محض افتراء على الله و تكذيب بصريح ما توافر في القرآن ذكره.

و نسأل الله لنا و لك العافية.