asma825
05-16-2006, 10:28 AM
الحملة الغربية ضد الاسلام ليست نبتة وليدة العهد ،وانما تضرب بجذورها الى أيام الحروب الصليبية، ثم ازدادت ضراوة فى العصر الحديث عندما خارت قوى المسلمين ووقعوا فى براثن الإستعمار الغربى ، ولم يوفرالغرب سبيلا الا سلكه ولا وسيلة الا استخدمها لابعاد المسلمين عن دينهم ومحو هويتهم الاسلامية.
وركز الغرب فى حربة ضد الاسلام على المحور الثقافى الاجتماعى لدى المسلمين لما له من أثر كبير فى تنشئة الأجيال المسلمة وصبغها بالصبغة الاسلامية ولكن لم تفلح جهوده حتى جاءت أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 التى أعطت الغرب عامة وأمريكا خاصة والناعقين معهم من المسلمين دفعة قوية فى هذا الاتجاه حيث حورب الموروث الدينى والقيم الاسلامية بلا هوادة نحت شعار " محاربة الارهاب وتجفيف منابعه " .
وتركزت الحملة على :
أ ــ محاربة المدارس الدينية : والتى ـ بزعم الغرب ـ أنها تفرخ الارهابيين مثل طالبان وتغيير مناهجها لتضم مناهج أخرى غير دينية ( مدنية ) ، ووقف فتح مدارس دينية جديدة .
ب ـ المقررات الشرعية : سواء فى المدارس الشرعية أو العامة لأنها "تؤصل الفكر المتطرف وتؤدى الى الإرهاب " .
وهذا الإتجاه كان موجودا منذ زمن طويل حينما دعا الناعقون المستغربون من العرب الى استبدال اللغة العربية باللهجة العامية فى التعليم فى بداية القرن الماضى فى مصر تحت مسمى " خصوصية الثقافة " .
كما أنه موجود فى جميع اتفاقيات السلام العربية ــ الإسرائيلية لتغيير المناهج التربوية عامة والدينية خاصة لتتلاءم مع عملية السلام .
وواكبت هذه الهجمة الغربية هجمة موازية أخرى من أبناء جلدتنا وتحت نفس المسمى "محاربة التطرف والإرهاب " وتعالت الأصوات إلى " تنقية المناهج من كل ما مايدعو إلى الإرهاب " والإهتمام "بعصرنة " المدارس الدينية ،ومن نماذج هذا التغيير حذف النصوص القرآنية والأحاديث التى تعنى بـ :
1ـ تكفير غير المسلمين لأن هذا يفرق بين أبناء المجتمع .
2 ـ الولاء والبراء مثل موالاة الكفار والتأثر بهم فكريا وثقافيا .
3ـ الجهاد فى سبيل الله .
4 ـ أحكام الزواج والأسرة ( الأحوال الشخصية ) .
5 ـ الثناء على زوجات النبى صلى الله عليه وسلم واتخاذهن قدوة للمرأة السلمة.
6 ـ حجاب المرأة المسلمة .
7 ـ بعض أحداث السيرة النبوية التى " تمجد الإرهاب " مثل : قتال اليهود ورموز الكفر
8 ـ التهجم على رموز السنة والمصلحين أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم الجوزية يصفتهم "منظرين للإرهاب " .
9 ـ أحاديث افتراق الأمة والفرقة الناجية لأنها تعطى المجال للدارس لها بأن يتصرف على أنه المالك للحقيقة المطلقة ولآخرين على خطأ .
وبدأت حركة التغيير فى المناهج فى العالم العربى تحت مسميات براقة مثل "تطوير المناهج والثورة العلمية...الخ" وهى فى حقيقتها تؤدى الى افراغ العملية التعليمية من المضمون العملى والسلوكى بسبب حذف مفاهيم دينية كثيرة تؤدى الى تقويم الشخصية الإسلامية فى الطالب وفى الوقت ذاته تضخيم الجانب النظرى للعلوم الأخرى (وهى أصلا نظرية بحته فى مناهجنا وتفتقر الى التطبيق العملى ) وهذا سيؤدى على المدى الطويل الى طمس الهوية الإسلامية للنشء ، وهذا هو بيت القصيد ومطمح أعداء الأمة .
ولكن المشكلة التى تواجه هؤلاء أنهم يعطون وصفة دواء لداء لم يستطيعوا تشخيصه الى الآن ، فالمعلوم أن هناك إشكالية حول تعريف الإرهاب ، وهو تعريف يختلف من مجتمع لآخر ومن زمن لآخر أى أنه مرتبط بالزمان والمكان .
فعقلية العنف والإرهاب موجودة فى كل المجتمعات البشرية عبر كل القرون وهى أشد وضوحا عندما يبتعد المجتمع عن العبودية لله ، فالمجتمعات الديموقراطية الغربية تعانى من العنف والإرهاب كالقتل والسرقة وإدمان المخدرات نتيجة ما أصابها من دوار الحياة المادية وخاصة المجتمع الأمريكى ومع ذلك لانحمل العملية التعليمية فى المدارس وزر ذلك لأن مخرجات التعليم ليست وحدها الموجهه للإنسان فى حياته فهناك البيت والمجتمع . و من ناحية التعليم فقد رأينا فى جنوب الولايات المتحدة مدارس للبنات وأخرى للبنين ومناهج دينية محافظة ندعوا الى ترسيخ فكرة أن الديانات الأخرى غير المسيحية واليهودية هى هرطقات بشر لاوزن لها ومع ذلك لاتوصف بالتطرف ، أما مناهج التربية فى اسرائيل فتغرس فى النشء كراهية المسلمين (وكل ما ليس يهودى ) وتمجد اليهودية ، يقول التربوى اليهودى مائير أميلان : "يجب أن تكون روح التلمود وعامة شرائعه وآدابه جزءا من دراسة كل يهودى متعلم " .ويقول المفكر اليهودى يهيل بانيز :" إن أى شعب آخر يمكن أن يكون لديه تطلعات وطنية منفصلة عن الدين ، أما نحن اليهود فلا نستطيع ذلك "
ومثال آخر فى الغرب لايفتأ يبث سمومه ضد العرب والإسلام وهو الإعلام المقروء والمرئى والمسموع ولكن لا يقال عنه أنه "مصدر بث للكراهية ضد ا\لاخرين ومنبع إرهاب " .
إن من نسب إليهم هجوم الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 لم يتخرجوا من مدارس شرعية وحظهم من العلم الشرعى كان فقط بجهد ذاتى عرضة للخطأ ، كما أن بعضهم كان بعيدا عن الإلتزام لفترة طويلة فى حياته ، أما خريجو المدارس الشرعية مثل الإزهر فى مصر والجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود فى السعودية ، وندوة العلماء فى الهند والجامعة الإسلامية فى ماليزيا وغيرها فإن الخريج يكون "مثقفا دينيا " لأنه يدرس العلم الشرعى دراسة عميقة شاملة وصحيحة ، كما يكون على اتصال بالعلوم الأخرى وعلى هذا تكون مقولة أن التعليم الدينى الإسلامى يفرخ الإرهاب هى مقولة ظالمة باطلة يريد الغرب وأفراخه من خلالها الطعن فى ثوابت الأمة .
الخلاصة ، أن مناهجنا تحتاج الى تطوير ولكن هذا يكون بدراسة متأنية لأحوال واحتياجات المجتمع للإرتقاء بالعملية التعليمية وبالتالى الإرتقاء بمستوى مخرجاتها لأن لفظ " منهج " لايعنى مادة معلوماتية وحقائق علمية فقط وانما منهجية حكم وتصور لحقائق الحياة واسلوب تعامل معها ، وبالتالى ثقافة أمة ، لا أن يكون ذلك بدافع التزلف للغرب لننال شهادة حسن سلوك منه .
وركز الغرب فى حربة ضد الاسلام على المحور الثقافى الاجتماعى لدى المسلمين لما له من أثر كبير فى تنشئة الأجيال المسلمة وصبغها بالصبغة الاسلامية ولكن لم تفلح جهوده حتى جاءت أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 التى أعطت الغرب عامة وأمريكا خاصة والناعقين معهم من المسلمين دفعة قوية فى هذا الاتجاه حيث حورب الموروث الدينى والقيم الاسلامية بلا هوادة نحت شعار " محاربة الارهاب وتجفيف منابعه " .
وتركزت الحملة على :
أ ــ محاربة المدارس الدينية : والتى ـ بزعم الغرب ـ أنها تفرخ الارهابيين مثل طالبان وتغيير مناهجها لتضم مناهج أخرى غير دينية ( مدنية ) ، ووقف فتح مدارس دينية جديدة .
ب ـ المقررات الشرعية : سواء فى المدارس الشرعية أو العامة لأنها "تؤصل الفكر المتطرف وتؤدى الى الإرهاب " .
وهذا الإتجاه كان موجودا منذ زمن طويل حينما دعا الناعقون المستغربون من العرب الى استبدال اللغة العربية باللهجة العامية فى التعليم فى بداية القرن الماضى فى مصر تحت مسمى " خصوصية الثقافة " .
كما أنه موجود فى جميع اتفاقيات السلام العربية ــ الإسرائيلية لتغيير المناهج التربوية عامة والدينية خاصة لتتلاءم مع عملية السلام .
وواكبت هذه الهجمة الغربية هجمة موازية أخرى من أبناء جلدتنا وتحت نفس المسمى "محاربة التطرف والإرهاب " وتعالت الأصوات إلى " تنقية المناهج من كل ما مايدعو إلى الإرهاب " والإهتمام "بعصرنة " المدارس الدينية ،ومن نماذج هذا التغيير حذف النصوص القرآنية والأحاديث التى تعنى بـ :
1ـ تكفير غير المسلمين لأن هذا يفرق بين أبناء المجتمع .
2 ـ الولاء والبراء مثل موالاة الكفار والتأثر بهم فكريا وثقافيا .
3ـ الجهاد فى سبيل الله .
4 ـ أحكام الزواج والأسرة ( الأحوال الشخصية ) .
5 ـ الثناء على زوجات النبى صلى الله عليه وسلم واتخاذهن قدوة للمرأة السلمة.
6 ـ حجاب المرأة المسلمة .
7 ـ بعض أحداث السيرة النبوية التى " تمجد الإرهاب " مثل : قتال اليهود ورموز الكفر
8 ـ التهجم على رموز السنة والمصلحين أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم الجوزية يصفتهم "منظرين للإرهاب " .
9 ـ أحاديث افتراق الأمة والفرقة الناجية لأنها تعطى المجال للدارس لها بأن يتصرف على أنه المالك للحقيقة المطلقة ولآخرين على خطأ .
وبدأت حركة التغيير فى المناهج فى العالم العربى تحت مسميات براقة مثل "تطوير المناهج والثورة العلمية...الخ" وهى فى حقيقتها تؤدى الى افراغ العملية التعليمية من المضمون العملى والسلوكى بسبب حذف مفاهيم دينية كثيرة تؤدى الى تقويم الشخصية الإسلامية فى الطالب وفى الوقت ذاته تضخيم الجانب النظرى للعلوم الأخرى (وهى أصلا نظرية بحته فى مناهجنا وتفتقر الى التطبيق العملى ) وهذا سيؤدى على المدى الطويل الى طمس الهوية الإسلامية للنشء ، وهذا هو بيت القصيد ومطمح أعداء الأمة .
ولكن المشكلة التى تواجه هؤلاء أنهم يعطون وصفة دواء لداء لم يستطيعوا تشخيصه الى الآن ، فالمعلوم أن هناك إشكالية حول تعريف الإرهاب ، وهو تعريف يختلف من مجتمع لآخر ومن زمن لآخر أى أنه مرتبط بالزمان والمكان .
فعقلية العنف والإرهاب موجودة فى كل المجتمعات البشرية عبر كل القرون وهى أشد وضوحا عندما يبتعد المجتمع عن العبودية لله ، فالمجتمعات الديموقراطية الغربية تعانى من العنف والإرهاب كالقتل والسرقة وإدمان المخدرات نتيجة ما أصابها من دوار الحياة المادية وخاصة المجتمع الأمريكى ومع ذلك لانحمل العملية التعليمية فى المدارس وزر ذلك لأن مخرجات التعليم ليست وحدها الموجهه للإنسان فى حياته فهناك البيت والمجتمع . و من ناحية التعليم فقد رأينا فى جنوب الولايات المتحدة مدارس للبنات وأخرى للبنين ومناهج دينية محافظة ندعوا الى ترسيخ فكرة أن الديانات الأخرى غير المسيحية واليهودية هى هرطقات بشر لاوزن لها ومع ذلك لاتوصف بالتطرف ، أما مناهج التربية فى اسرائيل فتغرس فى النشء كراهية المسلمين (وكل ما ليس يهودى ) وتمجد اليهودية ، يقول التربوى اليهودى مائير أميلان : "يجب أن تكون روح التلمود وعامة شرائعه وآدابه جزءا من دراسة كل يهودى متعلم " .ويقول المفكر اليهودى يهيل بانيز :" إن أى شعب آخر يمكن أن يكون لديه تطلعات وطنية منفصلة عن الدين ، أما نحن اليهود فلا نستطيع ذلك "
ومثال آخر فى الغرب لايفتأ يبث سمومه ضد العرب والإسلام وهو الإعلام المقروء والمرئى والمسموع ولكن لا يقال عنه أنه "مصدر بث للكراهية ضد ا\لاخرين ومنبع إرهاب " .
إن من نسب إليهم هجوم الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 لم يتخرجوا من مدارس شرعية وحظهم من العلم الشرعى كان فقط بجهد ذاتى عرضة للخطأ ، كما أن بعضهم كان بعيدا عن الإلتزام لفترة طويلة فى حياته ، أما خريجو المدارس الشرعية مثل الإزهر فى مصر والجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود فى السعودية ، وندوة العلماء فى الهند والجامعة الإسلامية فى ماليزيا وغيرها فإن الخريج يكون "مثقفا دينيا " لأنه يدرس العلم الشرعى دراسة عميقة شاملة وصحيحة ، كما يكون على اتصال بالعلوم الأخرى وعلى هذا تكون مقولة أن التعليم الدينى الإسلامى يفرخ الإرهاب هى مقولة ظالمة باطلة يريد الغرب وأفراخه من خلالها الطعن فى ثوابت الأمة .
الخلاصة ، أن مناهجنا تحتاج الى تطوير ولكن هذا يكون بدراسة متأنية لأحوال واحتياجات المجتمع للإرتقاء بالعملية التعليمية وبالتالى الإرتقاء بمستوى مخرجاتها لأن لفظ " منهج " لايعنى مادة معلوماتية وحقائق علمية فقط وانما منهجية حكم وتصور لحقائق الحياة واسلوب تعامل معها ، وبالتالى ثقافة أمة ، لا أن يكون ذلك بدافع التزلف للغرب لننال شهادة حسن سلوك منه .