المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التقوى حق التقوى أن ندع ما حاك في الصدر



ابن سلامة القادري
07-09-2013, 02:03 AM
إخوتي و أحبتي في الله تعالى إخوانا و سلفيين و عموم أهل السنة :

الحمد لله، و بعد :

(هذا فقط نقد ذاتي و أرجو أن يحمل كلامي على المحمل الحسن فإنما الأعمال بالنيات) و بمقتضى ما عنونت به كلمتي هذه اخترت أن لا تكون تلك آخر مشاركاتي.

بلى، علينا أن نعيد النظر في إسلامنا .. فهل نحن مسلمون حقا أم بالإسم ؟

هل غيرتنا فعلا للإسلام أم لانتماءاتنا الذاتية و الجهوية الضيقة و حظوظنا الرخيصة ؟

هل نحن مخلصون فعلا لرب العلمين في دعوتنا و في سائر أقوالنا و أفعالنا .. و هل نحن ملتزمون بالسنة المطهرة فعلا أم ادعاء و تطبعا سرعان ما يفسده الطبع ؟

إن كان الأمر كذلك فأين الحلم و الأناة و التثبت و التريث و التروي و العدل و الإحسان و التآخي و التراحم و وووووووو في مؤاخذة بعضنا لبعض و في نصح بعضنا لبعض بل في تعليم و إعلام بعضنا لبعض ؟؟؟؟؟

منذ متى كان شخص ما أو حزب ما بمكتسباته و ظروفه و بحسناته أو سيئاته محسوبا على الإسلام نوالي فيه و نعادي فيه و تنتهي إليه نوايانا و مقاصدنا و أقوالنا و أفعالنا جملة و تفصيلا بدلا من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا نهتدي بهما و لا نحتكم إليهما على علم و بينة ؟

منذ متى كانت الأهواء و المشاعر الصبيانية الجياشة المتأججة على غير هدى أساس الحكم و القضاء في الخاص و العام و القريب و البعيد و الموالي و المعادي ؟

منذ متى كانت الرؤية الخاصة التي قد تأتي من متعالم أو حتى عالم حكما في ثوابت الأمة و ما اجتمعت عليه فنقيم عليها الدنيا و نقعدها ؟

فإن كان ما تراه أنت حقا .. ماذا عن غيرك .. إن لم يصله هذا الحق على الوجه الذي وصلك به .. و ماذا لو كان واقعك فعلا غير واقعه ؟

منذ متى كان من حق امرء مسلم أن يقصي امرءا آخر مسلما بخطأ أو اجتهاد أو تباين في الفكر في إطار السنة - و لم يكن من قبل قد رءى منه إلا خيرا - .. و ذلك بين عشية و ضحاها و حتى قبل أن يحاوره بالحسنى .. و من أولى منه بالحسنى ؟

و أين إخلاص المشرفين و إنصافهم من كل هذا إزاء من يتهم و يسب و يصنف بأبشع التصنيفات و يستهزء و ينكل و يكيل أصنافا من الأحقاد التي لا مبرر لها للخاص و العام -سامحه الله - و كأنه الحسيب الرقيب من دون الله أو الوصي على الإسلام و أهله ؟ بل أين إنصاف الأعضاء الذين يتلونون .. فلا يقولون برأي رأيته حقا إلا من وراء ظهرك فيتبين أنهم إنما يقولون ما يقولون بمحض أهوائهم ؟

و بصريح العبارة : منذ متى كان المسلم الحق لئيما و غيره قد يكون كريما بالفطرة !!!!!؟؟؟؟

هل هكذا تربينا و هل هكذا يجب أن يتربى المسلم ؟

أليس يُحملنا العالم اليوم و يوم القيامة تبعات هذه العيوب و الاخطاء التي جعلتنا شيعا و أحزابا و في كل يوم يظهر جديد ؟؟؟ فإلى متى سنكتوي بنار التحزب و ما شابه من إخوان لنا تجمعنا بهم أواصر العقيدة و السنة الصحيحة ؟؟؟؟

أبهذا نبتغي مرضاة ربنا ؟ و هل بهذا سنملك مشاعر المسلمين و نكسب مودتهم و نستكثر من سوادهم في سبيل نصرة الإسلام و قضايا المسلمين العالقة منذ قرون ؟

اللهم اهدنا أو إيت بعباد غيرنا تنصر بهم دينك و تعلي بهم كلمتك .. فنحن مرضى النفوس فعلا .. و ولائنا ليس لك.

لا أريد الخوض في التفاصيل .. لأن هذا مما يدمي .. لكن تكفي الإشارة .. فاللبيب بالإشارة يفهم.

لا يقل لي أحد إنه موقف نصرة الإسلام .. و أن المشاعر متأججة .. و أننا في شغل عن هذه الأمور الجزئية الآن .. و أنك ربما كنت متحاملا على أحد ما بهذا الكلام .. و أنك تعطي الأمر أكثر مما يستحق فالكل إخوة و على الإخوة أن يتحلوا بالصبر على بعضهم و بالتسامح ...

فأقول : لا

كفى .. لن نجعل من هذا المنتدى و لا من أرض الإسلام مرتعا لمشاعر بعضنا و لأهواء بعضنا الآخر ( للحساسيات و الحزازات فضلا عن الغيرة و الحسد و التعالي و التباهي) .. و لن أهنأ و لن يهنأ كل راغب في الحق و ما عند الله حتى يكون الدين كله لله .. و التقوى حق التقوى أن ندع ما حاك في الصدر .. و أن يكون سعينا خالصا لوجه الله من غير نفاق و لا تلون و لا تحيز و لا ادعاءات ظاهرها فيه الرحمة و باطنها من قبله العذاب.

علينا حقا أن نوحد مقاصدنا و أهدافنا و مواقفنا لتتوحد أمتنا .. و نستطيع النصر على أعدائنا و على كل متربص.

هذا إن شئنا أن يغير الله ما بنا و أن يكون لنا أكل .. و يبارك لنا الله فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)﴾

[سورة إبراهيم الآية:24-27]



إن كنت مخطئا فأرجو التصحيح .. و التقويم .. لا التقريع و التنديم .. فكلنا ننشد الحق