المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعليقات على مقال مغالطات أنطولوجيا الهندسة غير الأقليدية



محمود عبدالله نجا
07-06-2013, 07:43 AM
تم النقل من الرابط التالي http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=2893794#post2893794
متابعة إشرافية ##


إن المتأمل في فلسفة القوم في الجواب عن السؤال "ماهو الفراغ" يرى أنهم في الحقيقة لا يجدون محيصاَ من إثبات شئ أنطولوجي خفي (لايمكن للحس أن يدركه) هو المتسبب في انفصال أجرام الكون عن بعضها البعض وبقاء كل منها في مكانه بالنسبة للآخر, وهذا أمر بدهي واضح ولا شك, أي أنه من الضروري أن نعتقد بوجود شئ خفي لا نراه, ولكننا مع ذلك نجزم بأنه هو المتسبب في رفع تلك النجوم في مواضعا وتعليق الأرض في وسطها وتحريك سائر الأجرام في أفلاكها على نحو ما نرى, ونحن المسلمون نؤمن بأن في الغيب المطلق ملائكة وأسباب على نحو ما نرى, ونحن المسلمون نؤمن بأن في الغيب المطلق ملائكة وأسباب غيبية لا يعلمها إلا الله, تحفظ تلك الأجسام في مكانها بما يترك فيما بينها هذا الحيز الذي نقول له "فراغ". ولا شك أنه من المشروع لنا أن نبحث فيما نراه من مشاهدات عن أثر لأي أسباب تدخل في دائرة الحس في هذه القضية, ولكن المغالطة تظهر عندما يشرع الرياضيون والفلكيون في تصور هيئة وشكل الحيز الذي يقع فيه هذا الشئ الخفي أيا ما كان, على نحو ما وصفنا لك من تحويل المجردات الذهنية المحضة إلى كيانات واقعية في الخارج, وإذا بالفراغ الذي يقع فيه ذلك العامل السببي الخفي الذي يتفق العقلاء جميعاَ على لزوم وجوده فيه, يصبح هو العامل السببي الخفي نفسه, بمعنى أن الشئ الموجود في المكان يصبح هو عين المكان نفسه (وهو تناقض), أو يتصور أنه منتشر في جميع أنحائه, بلا حجة من حس أو مشاهدة ولا شئ سوى الدعوة الفلسفية المتناقضة أو العارية عن الدليل (كاعتقاد أن الفراغ الذي تؤثر فيه الجاذبية على الأجسام هو عين الجاذبية نفسها, وأن الجاذبية ليست إلا تأثير شكل وهيئة الفراغ نفسه على الأجسام المتحركة فيه). وتراهم يستدلون على الزعم بأن "الفراغ" كيان وجودي يتمدد, بأن نمط تباعد النجوم بحسب تأويل هابل لما يسمى بظاهرة دوبلر, يبدو وكأن النجوم والمجرات نقاط واقعة على سطح كرة كبيرة ماضية في التوسع, فهل مثل هذا الاستدلال الحسي يمكن –في العقل المجرد- أن يقدم جواياَ فصلاَ فيما إذا كان الفراغ مملوءاَ كله من أوله إلى آخره بشئ مادي وجودي يتمدد وينتفخ فتتحرك معه تلك الأجسام العالقة في بطنه (أو على سطحه) كما يعتقدون, أو ما إذا كان ثمة أشياء خفية مستقلة غير متصلة تحرك تلك الأجرام كلها على هذا النحو (تسليماَ بصحة تفسير هابل في هذا الشأن)؟ كلا ولا شك! فالمشاهد الآن بالنسبة لنا إنما هو أثر ذلك الشئ أو تلك الأشياء, والاستدلال بالأثر على وجود المؤثر شئ, والاستدلال به على حقيقة وطبيعة ذلك المؤثر نفسه شئ آخر بالكلية.
يقول الفيزيائي الأمريكي براين غرين في مقدمة برنامج وثائقي بعنوان (نسيج الكون), وهو برنامج قائم على كتاب له بنفس الاسم:
نحن نتصور العالم على أنه العالم على أنه هذا المكان المملوء بكل شئ من حولنا, السيارات والبشر والمباني والأرض والسماء .. إلخ ولكن ماذا عن الفراغ؟ هذا الشئ المحيط والمتخلل لتلك الأشياء كلها؟ ماذا لو أننا أزلنا الناس من الوجود, وأزلنا السيارات والمباني وكل شئ,.بما في ذلك الأرض والنجوم والمجرات وأدق الجسيمات الذرية, كل شئ, عندها ماذا سيبقى؟ سيقول القائل : العدم, أو لا شئ, وهو مصيب في ذلك ولكنه في نفس الوقت مخطئ! فإنما سيبقى الفراغ نفسه والفراغ ليس إلا "لاشئ". إنما هو "شئ" حقيقي, له خصائص خفية حقيقة ككل شئ نراه في حياتنا اليومية, والفراغ شئ حقيقي حتى إنه قد ينحنس, وقد يلتوي وقد يتموج, وهو حقيقي إلى حد أنه قد ساعد في تكوين كل شئ من حولنا, وتشكيل النسيج نفسه.

السلام عليكم رحمة الله
في اطار هذا الفهم, كيف نفسر سباحة النجوم و الكواكب (كل في فلك يسبحون), هل تتم السباحة في لا شيء
و هل بالضرورة أن الفراغ الكوني مصمم من مادة معلومة قابلة للدراسة
أليس الله هو من أوجد الذرات بصفات كيميائية و فيزيائية مختلفة, هل يعجزه ايجاد مادة الفراغ من مادة ذات خصائص كيميائية و فيزيائية خارج اطار الدراسة
أليس هو من أوجد الروح التي حيرت العقول
أليست الملائكة و الجان يحيطون بنا من كل جانب
أليست الجنة موجودة الآن و فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر
ألا يدل كل ذلك علي تنوع ذرات الخلق بشكل كبير منها ما هو داخل اطار احاطة الانسان و منها ما هو خارج احاطة علوم الانسان مهما تطورت

خلاصة القول
ما المانع من وجود مادة للفراغ لا يعلم تركيبها الا الله, و أنه لا مانه شرعا من وصول الانسان الي بعض خصائصها, أو حتي كل خصائصها

و لدينا آية في سورة الانفطار قد تكون دليل علي وجود لمادة السماء (و التي يسميها العلماء بالفراغ), و التي تحفظ كل الأجرام سابحة في أفلاكها حيث يقول تعالي (إذا السماء انفطرت, و إذا الكواكب انتثرت)
و الانفطار عكس الفطر, فالانفطار هدم و الفطر بناء (فاطر السموات و الأرض)

انتثار الكواكب سببه انفطار السماء, أي تهدم مادتها, و لما كانت الكواكب سابحة فيها بسرعة معينة و في اتجاه معين, فان تفطر (تشقق و انهيار) المادة التي تبقيها في أماكنها لا تزول عن بعضها, حتما سيؤدي الي انتثارها (تبعثرها في كل اتجاه متأثرة بسرعتها), كمن يمسك في يده عدة أحبال في نهاية كل منها جسم له ثقل معين و يلف الأحبال في الهواء بسرعة شديدة, ثم يترك الأحبال تفلت من يده, فتنتثر الأجسام بسرعتها في كل اتجاه.
و لما كانت مادة الفراغ تتسبب في التوسع (و انا لموسعون) أي قوة طاردة, فكان لابد من قوة تضادها لتبقي الأجرام لا تزول عن بعض (قوي الجذب) كما في قوله تعالي عن امساك السموات و الأرض أن تزولا {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }فاطر41

و الزوال غير السقوط (وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ), فالزوال تباعد شيء عن الآخر, و هو ضد الامساك
يقول ابن كثير. تزولا أي أن تضطربا عن أماكنهما
و لعل مادة الفراغ يكون لها دور في الامساك كما لها دور في التوسع (حقيقة لا ادرك هذه العلاقة جيدا)
فاذا تفطرت السماء زالت الأجرام عن بعضها و انتثرت

و لعل من نتائج تفطر السماء و انتثار الكواكب الآتي:

1. فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ: أي محي نورها (و لعل ذلك بسبب انتثارها متباعدة عنا, فلا نري ضوءها الذي اعتدناه)
2. إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ: لففت و ذهب نورها (فالشمس اذا ابتعدت عنا بدت ككورة بلا نور, و الله اعلم كما يبدو القمر في السماء أو أقل)
3. وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ: تأخذ معني الطمس و يضاف اليه الانقضاض بسرعة , فمنها ما يصدم ببعضه بعضا (بفعل الانتثار), و لا أظنها تصدم بالأرض لكونها تبتعد في انتثارها عن الأرض (و الله أعلم, فلربما صدمها البعض فلا أملك لذلك دليل)
4. وَخَسَفَ الْقَمَر: أظلم وذهب ضوؤه (و ذلك لانتثاره مبتعدا عنا)
5. وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَر: و لما كان القمر واقع تحت جذب الشمس و الأرض, ففي انتثاره يتجه الي الشمس بسبب تفوق جذبها علي الأرض (و الله أعلم)

أعتقد غير جازم أن هذا هو سيناريو هدم (انفطار السماء) الذي يحدث يوم القيامة
فاذا صح فانه يقدم وصف اعجازي لكيفية ترابط الأجرام (امساك - مادة فراغ) و كيفية زوالها عن بعض بعد انفطار مادة السماء, فتنتثر الكواكب, و لما كان بعضها منير بذاته و قريب منا كالشمس فانه يكور, أو بعيد كباقي النجوم فانها تطمس لابتعادها , و لما كان بعضها منير بغيره كالقمر فانه يبدو كما لو كان في خسوف, و في اثناء الانتثار بعض الأجسام تجمع الي الشمس كالقمر لقوة جاذبية الشمس (و الله أعلم), و البعض الآخر ينكدر متباعدا عنا (كالنجوم).

هذا مجرد تصور مبدئي يحتاج الي كثير من التعديل, و أهم ما يحتاجه هو تعريف دقيق لمعني الكوكب و النجم و الفروق بينهما (و هو من المباحث التي تبدو للبعض سهلة, و بالتقصي لا تبدو كذلك)
فهل الكوكب يشمل كل الأجرام (مضيئة بذاتها أو تستمد نورها من غيرها), و بالتالي يثبت أن من الكواكب المنتثرة نجوم تطمس و شمس تكور و قمر يخسف

اذا كانت كل الكواكب تنتثر متباعدة و يذهب ضوءها, فلماذا عبر القرآن عن ذهاب الضوء بطرق مختلفة (تكوير الشمس - طمس النجوم - خسف القمر)
فهل كان ذلك لوجود اختلاف في طريقة الاضاءة و بالتالي عند ذهاب الضوء فانه يكون حسب رؤية ضوء هذه الأشياء في السماء (مبحث يحتاج الي اجابة)

أيضا نحتاج الي اثبات علمي لجمع الشمس الي القمر بدلا من الأرض, مع انه أقرب للأرض منه الي الشمس (هل بالفعل قوة جذب الشمس أكبر)

هذا السيناريو يرد علي من يزعم أن النجوم تسقط علي الأرض , فكما قلت الزوال غير السقوط (و تفسير السماء التي تقع علي الأرض مبحث آخر يقتضي منا أولا معرفة السماء التي رفعت عن الأرض حتي نعرف السماء التي تقع علي الأرض, و ليس هذا مجاله)
و اخيرا هل يمكن لبشر أن يعلم هذه المعلومات عن السماء و الأرض دون أن يكون رسول يبلغ ما أوحاه الله اليه

أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله

محمود عبدالله نجا
07-06-2013, 07:50 AM
ملحوظة
هذا السيناريو لو صح فهو سبق علمي للقرآن يتفوق به علي علوم هذا الزمان في الاقرار بوجود مادة الفراغ و كيف تترابط الأجرام و ما الذي يترتب علي انفطار مادة السماء من انتثار و انكدار و تكوير و خسف و جمع

و هذا السبق هدية مني لمن يتبناه عن علم ليوضح ما خفي فيه, ثم ينشره باسمه نصرة للاسلام و له الأجر عند ربه

أسأل الله التوفيق لمن يتبناه, فهذا المبحث خارج اطار تخصصي و لا أستطيع أن أستقصيه أكثر من ذلك

كميل
07-07-2013, 04:22 AM
دكتور هشام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم دكتور هشام لدي فقط سؤال عن ما هو وضع الخط المستقيم الموضوع على ورقه مطويه كيف اعامله ---على فكره انا اتفق معك باحتماليه عاليه ان انطواء هذه الورقه قد يكون نتيجة قوى معينه غيرت هندسة هذه الورقه الاقليديه ولكن لايمنع ايضا ان استخدم هندسه لااقليديه لتوصيف شكل هذا الخط.ولدي كلام اخر ان شاء الله

محمود عبدالله نجا
07-08-2013, 03:02 AM
لفت اخي أحمد عبدالله نظري لأحد السيناريوهات المتوقعة لنهاية الكون! The Big Rip

Clusters of galaxies will disband and separate. Then galaxies themselves will be torn apart. The solar system, stars, planets, and even molecules and atoms could be shredded by the ever-faster expansion. The universe that was born in a violent expansion could end with an even more violent expansion called the Big Rip.

http://hubblesite.org/hubble_discove...e_universe.php

ربما أشار هذا السيناريو الي انتثار الكواكب كما في القرآن في سورة الانفطار؟؟!
و لكن هذا السيناريو مازال به قصور علمي اذا يعتمد علي خلل بالطاقة المظلمة دون أي اشارة الي المادة المظلمة (مادة السماء البين نجمية؟؟؟؟؟ )
و لكن هذا السيناريو يقدم ربط بين توسع السماء الي درجة التهدم (الانفطار)
و لعل الذي يمنع التفطر هو الفطر المستمر (فاطر السموات و الأرض) لمادة السماء بما يجعل هناك تعويض مساوي لمقدار التوسع , فاذا توقف الفطر أتي السماء ما توعد من التفطر و انتثار الكواكب

حقيقة هذا السيناريو أحيا الأمل في النفس تجاه فهم علمي دقيق لانفطار السماء و انتثار الكواكب (أتمني ذلك)
و الأمر يحتاج الي مزيد دراسة و فهم للمصطلح القرآني و البحث عن توسع أكبر في فهم نظرية The Big Rip