المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يلوم الصانع صنيعته ؟



non-religious
08-26-2013, 10:39 PM
هل يلوم الصانع صنيعته ؟
أليس هو من صنعها ووضع فيها برنامج عملها ؟
أنا لم أخلق نفسى على ما أنا عليه من طبيعة ونفسية تحدد لى إختياراتى.
ولم أختر البيئة التى نشأت بها والتى أثرت فى طبيعتى وأثرت على إختياراتى .
فكيف للخالق -إن وجد - أن يكون له حجة على من خلق ؟

إلى حب الله
08-26-2013, 10:55 PM
أهلا بك زميلي ...

بداية ً: في مسألة ضرب الأمثال والتشبيه :
نعرف أنه لا يتوجب من عناصر مثال ما للتشبيه : تشابههما في كل شيء .. بل يكون التشابه فقط في أوجه المثال المضروب : وللغرض المحدد الذي سيق له ..
فنحن مثلا عندما نشبه شجاعة أحمد وإقدامه بشجاعة الأسد : فوجه التشابه هنا هما الشجاعة والإقدام : ولا يستلزم ذلك تعدي التشابه إلى ((كل)) صفات أحمد والأسد !!!..
فأحمد إنسان : والأسد حيوان ..
أحمد يمشي على قدمين فقط منتصبا .. الأسد يمشي على أربع ..
إلخ إلخ إلخ ..

والآن نأتي لسؤالك ...
كثيرا ما نقوم بضرب أمثلة للتشبيه بين الصانع وصنعته : وبين الخالق والمخلوق ...
وهذا يلاحظه كل مَن له اطلاع على الحوارات من هذه النوعية مع الملاحدة وغيرهم ...
ولكن .........
لا يجب أن تدع هذه الأمثال تسحب التشابه إلى ما لا يستلزمه أصلا !!..
ومن هنا كان الخطأ في طرحك أنت وهو :
تشبيهك لحال الصنعة التي يصنعها الإنسان (ولا حرية اختيار لها ولا إرادة ذاتية) :
بحال الإنسان نفسه ((المخلوق لله عز وجل)) : والذي وهب له حرية الاختيار وإرادة ذاتية : وعلى هذا الأساس أمره وخيره ووعده بالثواب أو العقاب ...

فإذا جئتنا بشيء مصنوع له حرية اختيار وإرادة ذاتية : جاوبناك على سؤالك لأن التشبيه ساعتها يكون في محله ..

بالتوفيق ...

non-religious
08-26-2013, 11:14 PM
أتفق معك فى كل ما كتبت عدا الجزء التالى الملون بالأحمر :
تشبيهك لحال الصنعة التي يصنعها الإنسان (ولا حرية اختيار لها ولا إرادة ذاتية) :
بحال الإنسان نفسه ((المخلوق لله عز وجل)) : والذي وهب له حرية الاختيار وإرادة ذاتية : وعلى هذا الأساس أمره وخيره ووعده بالثواب أو العقاب ...

لأن حريتنا فى الإختيار حرية ظاهرية وليست حقيقية . فكل منا يختار وفقا لما تفرضه عليه نفسه التى لم يكن له دخل بطبيعتها .
فلماذا يكون إختيارى مختلف عن إختيارك إلا لأننا مختلفون فيما يؤثر على هذا الإختيار ؟
لماذا لم أكن أنا مكانك فى طبيعتك وطريقة تفكيرك وتفسيرك وحكمك على الأمور ؟

mrkira
08-26-2013, 11:30 PM
مواضيع ذي علاقة بأصل الشبهة :-
وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (الزميلintrator كمثال) (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?21571-%D9%88%D9%8E%D9%84%D9%8E%D9%88%D9%92-%D8%A3%D9%8E%D9%84%D9%92%D9%82%D9%8E%D9%89%D9%B0-%D9%85%D9%8E%D8%B9%D9%8E%D8%A7%D8%B0%D9%90%D9%8A%D 8%B1%D9%8E%D9%87%D9%8F-%28%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%8A%D9%84intrator-%D9%83%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84%29)
درء تعارض الخلق و التخيير (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?6205-%CF%D1%C1-%CA%DA%C7%D1%D6-%C7%E1%CE%E1%DE-%E6-%C7%E1%CA%CE%ED%ED%D1)
فيديو: http://www.youtube.com/watch?v=xCwY36a19aQ

إلى حب الله
08-26-2013, 11:42 PM
أتفق معك فى كل ما كتبت عدا الجزء التالى الملون بالأحمر :
تشبيهك لحال الصنعة التي يصنعها الإنسان (ولا حرية اختيار لها ولا إرادة ذاتية) :
بحال الإنسان نفسه ((المخلوق لله عز وجل)) : والذي وهب له حرية الاختيار وإرادة ذاتية : وعلى هذا الأساس أمره وخيره ووعده بالثواب أو العقاب ...

لأن حريتنا فى الإختيار حرية ظاهرية وليست حقيقية . فكل منا يختار وفقا لما تفرضه عليه نفسه التى لم يكن له دخل بطبيعتها .
فلماذا يكون إختيارى مختلف عن إختيارك إلا لأننا مختلفون فيما يؤثر على هذا الإختيار ؟
لماذا لم أكن أنا مكانك فى طبيعتك وطريقة تفكيرك وتفسيرك وحكمك على الأمور ؟

أولا :
هذا الكلام منك يؤكد أنك تؤمن بخالق .. وهذا يتماشى مع لادينيتك (أي تؤمن بخالق ولكن تنكر الأديان) ..
ولو ركزت مجهوداتك في هذا الاتجاه يكون أفضل لك إن شاء الله منعا من التشتيت (ناقش أصل معتقدك) ..

ثانيا :
الله عندنا كامل الحكمة والخبرة والعلم ...
ونعم .. هو الذي اختار لي ولك ولكل البشر ظروفهم الخلقية (زمن ومكان الميلاد والدين والأسرة والمجتمع والبلد والصحة والمرض إلخ) ..
ولكن : حسب ما يعلمه من نفس كل منا : ويعلم سبحانه أنه الأنسب (تماما) لإظهار مكنون هذه النفس ..
وهنا نقطة الخلاف بين الديني واللاديني ... (ولذلك طلبت منك التركيز في أصل الاعتقاد) ..
فالديني : يؤمن بأن ذلك التوزيع من الله تعالى كان للحكمة التي ذكرتها لك .. وليس محاباة لنفس على حساب أخرى .. وليس عشوائيا ..
وأما اللاديني : فالمتسخط منه : ينسب لله تعالى ما لا يليق به .. وأحسنهم حالا : مَن يقول لا أدري ...
وهنا يتيقى إشكال عقلي في الرؤية الدينية وهو :
هل ذلك التوزيع من الله تعالى يؤثر على جبرية / اختيارية كل إنسان بالفعل ؟؟..
والإجابة في النقطة الأخيرة التالية :

ثالثا :
لو كان كلامك صحيحا : لكان مواليد كل فئة وظروف معينة : لهم نفس السلوكيات والنهايات والمآلات ..
وهذا لم يقع ولن يقع لحرية الاختيار التي بداخل البشر .. وهو دليل صحة ما أخبرتك به ...
مثال 1 :
لو كان كل مَن ولد في زمن نبي أو رسول ورأى معجزة آمن : لاعترض من ولد في زمن ليس فيه أنبياء ولا معجزات .. والسؤال : هل بالفعل كل من عاشر نبيا أو رسولا أو رأى معجزات : آمن ؟!!!.. الإجابة بكل وضوح : لا !!.. بل على العكس .. الكفار دوما والمعاندين والجاحدين والمكذبين : كانوا أكثر من المؤمنين والمصدقين !!!..
مثال 2 :
هل كل مَن ولد على غير دين الإسلام : مات على كفره ؟؟.. الإجابة لا !!.. بل كثيرا ما يتحول منهم عدد إلى الإسلام عن علم وقناعة !!!!..
بل والعكس صحيح أيضا .. هل كل مَن ولد مسلما : مات على الإسلام ؟؟.. الإجابة أيضا لا !!.. بل منهم من يكفر أو يتنصر أو يلحد إلخ !!!..
وبهذا الاضطراد يمكنك استعراض كل الفروقات في الظروف التي يمكن للاديني بناء شبهات عليها ...
فليس كل مريض تسخط وكفر !!.. وليس كل صحيح آمن وشكر !!!..
وليس كل فقير اعترض وألحد !!.. وليس كل غني رضا وحمد !!!..
وكذا الصفات الجسدية (طول قصر وسامة قلة جمال بدانة رفع قوة ضعف إلخ إلخ إلخ) ..

أرجو أن تكون الأمور قد اتضحت الآن ...
والله معك ...
ويهديك للحق بإذنه ...
اللهم آمين ...

OMMNYR
08-26-2013, 11:56 PM
فليس كل مريض تسخط وكفر !!.. وليس كل صحيح آمن وشكر !!!..
وليس كل فقير اعترض وألحد !!.. وليس كل غني رضا وحمد !!!..

بارك الله فيك يا أبا حب الله و زادنا جميعا من علمه أحب جدا هذه الأمثلة التى تضربها ذات الكلمات القليلة و المعانى الكثيرة

بعض الوقت تطول إجاباتك و بعض الوقت تقصر و تكون فيها المعانى الكثيرة لمن يعقل الكلم و تلك الأخيرة أفضلها أكثر :):

non-religious
08-27-2013, 01:12 AM
مواضيع ذي علاقة بأصل الشبهة :-
وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (الزميلintrator كمثال) (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?21571-%D9%88%D9%8E%D9%84%D9%8E%D9%88%D9%92-%D8%A3%D9%8E%D9%84%D9%92%D9%82%D9%8E%D9%89%D9%B0-%D9%85%D9%8E%D8%B9%D9%8E%D8%A7%D8%B0%D9%90%D9%8A%D 8%B1%D9%8E%D9%87%D9%8F-%28%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%8A%D9%84intrator-%D9%83%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84%29)
درء تعارض الخلق و التخيير (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?6205-%CF%D1%C1-%CA%DA%C7%D1%D6-%C7%E1%CE%E1%DE-%E6-%C7%E1%CA%CE%ED%ED%D1)
فيديو: http://www.youtube.com/watch?v=xCwY36a19aQ

أشكرك على هذه الروابط للموضوع وخاصة الرابطين الثانى والثالث
وبالفعل أجد أن موضوعى يتفق تماما مع ما طرحه الزميل عبدالواحد لما أسماهم سوفسطائيين بأن:
(إذا اختارت النفس أمراً فهذا لأنها تميل إليه. فهل اختارت ميلانها ورجحانها هذا؟ )
وأن :
( إن اختيار النفس للكفر والإيمان يتوقف على أصل طبيعتها التي خلقها الله, وهذا إجبار. )

ولقد رد السيد عبدالواحد بما أجده غير مقنع إلا لمن يفكر من داخل الدين وليس من خارجه .

أما الفيديو فكان رائعا فى كونه طرح وجهتى النظر . وكانت وجهة نظر الذين ينكرون وجود إرادة حرة للإنسان واضحة للغاية فى كون إرادتنا الظاهرية قائمة على مسببات أولية تتحكم فيها شخصية الفرد وجيناته وما مر به من تجارب فى الماضى . وأنه لا يوجد إرادة حرة إلا فى عالم خالى
من تلك المسببات الأولية .
أما وجهة النظر الأخرى التى ترى أن للإنسان إرادة حرة فيعتمدون على ميكانيكا الكم وهذا ما لم أفهمه منهم .

non-religious
08-27-2013, 01:31 AM
مع الإحترام لما كتبت
إسمح لى أوضح رأيى باللون الأحمر



أولا :
هذا الكلام منك يؤكد أنك تؤمن بخالق .. وهذا يتماشى مع لادينيتك (أي تؤمن بخالق ولكن تنكر الأديان) ..
ولو ركزت مجهوداتك في هذا الاتجاه يكون أفضل لك إن شاء الله منعا من التشتيت (ناقش أصل معتقدك) ..

ثانيا :
الله عندنا كامل الحكمة والخبرة والعلم ...
ونعم .. هو الذي اختار لي ولك ولكل البشر ظروفهم الخلقية (زمن ومكان الميلاد والدين والأسرة والمجتمع والبلد والصحة والمرض إلخ) ..
ولكن : حسب ما يعلمه من نفس كل منا : ويعلم سبحانه أنه الأنسب (تماما) لإظهار مكنون هذه النفس ..
الله وليس أحد غيره هو الذى خلق هذه النفس ووضع فيها صفاتها . فلماذا يحاسب على إختياراتها من ليس له دخل بخلقها .


وهنا نقطة الخلاف بين الديني واللاديني ... (ولذلك طلبت منك التركيز في أصل الاعتقاد) ..
فالديني : يؤمن بأن ذلك التوزيع من الله تعالى كان للحكمة التي ذكرتها لك .. وليس محاباة لنفس على حساب أخرى .. وليس عشوائيا ..
وأما اللاديني : فالمتسخط منه : ينسب لله تعالى ما لا يليق به .. وأحسنهم حالا : مَن يقول لا أدري ...
وهنا يتيقى إشكال عقلي في الرؤية الدينية وهو :
هل ذلك التوزيع من الله تعالى يؤثر على جبرية / اختيارية كل إنسان بالفعل ؟؟..
والإجابة في النقطة الأخيرة التالية :

ثالثا :
لو كان كلامك صحيحا : لكان مواليد كل فئة وظروف معينة : لهم نفس السلوكيات والنهايات والمآلات ..
وهذا لم يقع ولن يقع لحرية الاختيار التي بداخل البشر .. وهو دليل صحة ما أخبرتك به ...

ليست حرية إختيار لكنها إختلافات فى الطبائع والجينات والتجارب الماضية بين الأفراد ينتج عنها إختيارات وإرادات مختلفة

مثال 1 :
لو كان كل مَن ولد في زمن نبي أو رسول ورأى معجزة آمن : لاعترض من ولد في زمن ليس فيه أنبياء ولا معجزات .. والسؤال : هل بالفعل كل من عاشر نبيا أو رسولا أو رأى معجزات : آمن ؟!!!.. الإجابة بكل وضوح : لا !!.. بل على العكس .. الكفار دوما والمعاندين والجاحدين والمكذبين : كانوا أكثر من المؤمنين والمصدقين !!!..

ما ذنب المعاند والمكابر فى كونه معاند ومكابر

مثال 2 :
هل كل مَن ولد على غير دين الإسلام : مات على كفره ؟؟.. الإجابة لا !!.. بل كثيرا ما يتحول منهم عدد إلى الإسلام عن علم وقناعة !!!!..
بل والعكس صحيح أيضا .. هل كل مَن ولد مسلما : مات على الإسلام ؟؟.. الإجابة أيضا لا !!.. بل منهم من يكفر أو يتنصر أو يلحد إلخ !!!..
وبهذا الاضطراد يمكنك استعراض كل الفروقات في الظروف التي يمكن للاديني بناء شبهات عليها ...
فليس كل مريض تسخط وكفر !!.. وليس كل صحيح آمن وشكر !!!..
وليس كل فقير اعترض وألحد !!.. وليس كل غني رضا وحمد !!!..
وكذا الصفات الجسدية (طول قصر وسامة قلة جمال بدانة رفع قوة ضعف إلخ إلخ إلخ) ..

لكن الأكثر الأعم من الناس يموتون على دين آبائهم . ومن يغيرون دينهم هم أقلية تؤثر فيهم طبيعتهم وظروفهم الإجتماعية وميولهم الشخصية .
فلا يوجد من قام بمقارنة للأديان فى كل الأمم ثم إختار من بعدها دينا إقتنع به .

أرجو أن تكون الأمور قد اتضحت الآن ...
والله معك ...
ويهديك للحق بإذنه ...
اللهم آمين ...

واسطة العقد
08-27-2013, 02:13 AM
هل:
لا يستطيع الله ان يخلق حرية ارادة؟

non-religious
08-27-2013, 02:36 AM
هل:
لا يستطيع الله ان يخلق حرية ارادة؟
لا أعلم . فهذه مسألة إيمانية .
لكننى أسأل :
لماذا آمن أبو بكر الصديق وكفر عمرو بن هشام الذى كان ملقبا بأبى الحكم ؟
لقد أسلم أبو بكر منذ اللحظة الأولى للوحى ولم ينتظر أدلة ولا معجزات .
ورفض عمرو بن هشام الإسلام وحارب النبى حتى قتل .
هل لهذا سبب غير أن أبى بكر الصديق يختلف فى طبيعته وتفكيره وعلاقته بقومه وبالنبى عن عمرو بن هشام ؟
ماذا لو استبدلنا كل ما لدى أى بكر من طبيعة وظروف مع أبى الحكم عمرو بن هشام ؟
ألم تكن لتختلف النتيجة ؟

واسطة العقد
08-27-2013, 02:46 AM
لا أعلم . فهذه مسألة إيمانية .

فرضك كله قائم على ان الله لم يخلق لنا ارادت حرة، لهذا كان سؤال هل الله لا يقدر سؤالاً اساسيًا، نحن لا ننازعك بأن البيئة لها تأثير كبير على المرء.. لكنا لا نوافقك على ان هذا التأثير ميكانيكي، حتى انت لو تفكرت قليلاً ستجد ان هذا الفرض غير ممكن.. من اهم خاصيات الانسان كما يقول ديكارت هو ان ردات فعله ليست ميكانيكية كما الحيوانات.. لو اننا كنا بغرفة واحدة و حصل زلزال مثلًا من المتوقع ان تكون ردات فعلنا مختلفة، الاشخاص الذين يمرون بظروف متشابهة يفشل بعضهم و ينجح اخر.. الاخوة قد يكفر احدهم و يؤمن اخر، اسهل لك الامر.. قد تؤمن انت و قد تكفر، قد تكون جائعًا فتأكل او تطنش، قد تلعب رياضة.. قد تختار الطب او الفلسفة كمجال لدراستك، قد ترد عليّ و قد تطنش.. قد تسمي اسمك غير متدين و قد تسميه لاديني الخ
هذه الخيارات حقيقية.. بالواقع، قولك ان الحرية غير حقيقية او وهم.. هو دعوى تحتاج لاثبات، لانها ان كانت وهمًا فكيف تعاليت انت على الوهم البشري الهائل و عرفت انه وهم؟ بأي ادوات او ادلة؟

ماذا لو استبدلنا كل ما لدى أى بكر من طبيعة وظروف مع أبى الحكم عمرو بن هشام ؟
ألم تكن لتختلف النتيجة ؟
و لماذا كفر ابليس و آمن ادم؟ و لماذا يصبر فقير و يكفر غني او العكس؟ .. امر الروح، حرية الارادة.. الظروف لا تحكمنا و الا لكان البشر نسخًا من بعضهم.. او مجموعة محدودة من النسخ و الشخصيات، عندما تقول انك الة ميكانيكية فأنت تنكر اهم خصيصة لك و تتنصل من مسؤولياتها و تبعاتها، خصيصية حرية الاختيار و الارادة.

non-religious
08-27-2013, 03:18 AM
فرضك كله قائم على ان الله لم يخلق لنا ارادت حرة، لهذا كان سؤال هل الله لا يقدر سؤالاً اساسيًا، نحن لا ننازعك بأن البيئة لها تأثير كبير على المرء.. لكنا لا نوافقك على ان هذا التأثير ميكانيكي، حتى انت لو تفكرت قليلاً ستجد ان هذا الفرض غير ممكن.. من اهم خاصيات الانسان كما يقول ديكارت هو ان ردات فعله ليست ميكانيكية كما الحيوانات.. لو اننا كنا بغرفة واحدة و حصل زلزال مثلًا من المتوقع ان تكون ردات فعلنا مختلفة، الاشخاص الذين يمرون بظروف متشابهة يفشل بعضهم و ينجح اخر.. الاخوة قد يكفر احدهم و يؤمن اخر، اسهل لك الامر.. قد تؤمن انت و قد تكفر، قد تكون جائعًا فتأكل او تطنش، قد تلعب رياضة.. قد تختار الطب او الفلسفة كمجال لدراستك، قد ترد عليّ و قد تطنش.. قد تسمي اسمك غير متدين و قد تسميه لاديني الخ
هذه الخيارات حقيقية.. بالواقع، قولك ان الحرية غير حقيقية او وهم.. هو دعوى تحتاج لاثبات، لانها ان كانت وهمًا فكيف تعاليت انت على الوهم البشري الهائل و عرفت انه وهم؟ بأي ادوات او ادلة؟

و لماذا كفر ابليس و آمن ادم؟ و لماذا يصبر فقير و يكفر غني او العكس؟ .. امر الروح، حرية الارادة.. الظروف لا تحكمنا و الا لكان البشر نسخًا من بعضهم.. او مجموعة محدودة من النسخ و الشخصيات، عندما تقول انك الة ميكانيكية فأنت تنكر اهم خصيصة لك و تتنصل من مسؤولياتها و تبعاتها، خصيصية حرية الاختيار و الارادة.

لا أقول أن ردات فعلنا ميكانيكية . ولكنها ليست حرة بل معتمدة على ما لدى الشخص من صفات لا دخل له بها . فجيناتنا تتحكم بنا .
فحتى الأطفال نستطيع أن نحكم عليهم وهم صغار السن فنقول أن هذا الطفل عنيد أو كسول أو مطيع أو مشاكس أو عنيف . فى الأسرة الواحدة نجد لدى الأطفال طبائع مختلفة تؤثر على سلوكهم واختياراتهم فى كل شىء .
كما تتحكم فينا أيضا معارفنا وخبراتنا فى تحديد خياراتنا . فقد نختار طريق ما ونكون سعداء به لمجرد أن ما لدينا من معرفة يوحى بصحة هذا الإختيار . ولكن قد نكتشف بعد ذلك أن معرفتنا لم تكن دقيقة وأنه لو توفرت المعلومة الصحيحة لتغير الإختيار القديم .

أما عن إبليس وآدم :
فهذا نموذج آخر يؤكد فكرة أن إبليس لم يكن ليفعل إلا ما قد فعل . فهو لا يستطيع أن يكون غير نفسه التى خلقه ربه عليها .

واسطة العقد
08-27-2013, 03:30 AM
فجيناتنا تتحكم بنا .
الحتمية الجينية امر لم يتم اثباته او الاقتراب من اثباته حتى..و مثال الاطفال لا يساعد، نعم.. بعض الاطفال يولد عصبيًا و بعضهم يولد هادئ الاعصاب.. هل هذا يعني ان الطفل العصبي لا يجب معاقبته ابدًا؟ لا يمكن تغيير السلوك بالتربية - الامر الذي ينافي الحتمية الجينية - او من خلال تغيير الشخص لنفسه بنفسه، من الممكن ان يتدرب المرء على تغيير هذه الصفة، ربما يكون غاضبًا: يشتم \ يضرب \ يسكت \ يغادر المكان الخ
اقول لك امرًا اخرًا: فلنفترض ان لدينا مغتصبًا و قاتلًا.. هل نعاقبه ام لا؟ لو كانت ظروفنا و جيناتنا تتحكم بنا، لما عاد ايٌ منا مسؤول عن اي شيء و يجب عندها افراغ السجون.. لو كان هناك قيد من الحرية يترتب عليه مسؤولية، فلا نختلف.

كما تتحكم فينا أيضا معارفنا وخبراتنا فى تحديد خياراتنا .
...
أما عن إبليس وآدم :
فهذا نموذج آخر يؤكد فكرة أن إبليس لم يكن ليفعل إلا ما قد فعل . فهو لا يستطيع أن يكون غير نفسه التى خلقه ربه عليها .
ابليس كان لديه افضل معرفة عن الله.. كان يخاطبه مباشرة، يعرف قوته و جبروته.. يعرفها جيدًا، فلم كفر؟ ... مجددًا الكلام هنا يدور على اصل لم تثبته انت بعد: الله لا يستطيع خلق ارادة حرة :): .

non-religious
08-27-2013, 03:54 AM
الحتمية الجينية امر لم يتم اثباته او الاقتراب من اثباته حتى..و مثال الاطفال لا يساعد، نعم.. بعض الاطفال يولد عصبيًا و بعضهم يولد هادئ الاعصاب.. هل هذا يعني ان الطفل العصبي لا يجب معاقبته ابدًا؟ لا يمكن تغيير السلوك بالتربية - الامر الذي ينافي الحتمية الجينية - او من خلال تغيير الشخص لنفسه بنفسه، من الممكن ان يتدرب المرء على تغيير هذه الصفة، ربما يكون غاضبًا: يشتم \ يضرب \ يسكت \ يغادر المكان الخ
اقول لك امرًا اخرًا: فلنفترض ان لدينا مغتصبًا و قاتلًا.. هل نعاقبه ام لا؟ لو كانت ظروفنا و جيناتنا تتحكم بنا، لما عاد ايٌ منا مسؤول عن اي شيء و يجب عندها افراغ السجون.. لو كان هناك قيد من الحرية يترتب عليه مسؤولية، فلا نختلف.

ابليس كان لديه افضل معرفة عن الله.. كان يخاطبه مباشرة، يعرف قوته و جبروته.. يعرفها جيدًا، فلم كفر؟ ... مجددًا الكلام هنا يدور على اصل لم تثبته انت بعد: الله لا يستطيع خلق ارادة حرة :): .

إتفقنا أنه حتى الأطفال نستطيع أن نحدد طبائعهم النفسية المختلفة التى تؤثر على إرادتهم . والبيئة المحيطة تؤثر فى تلك الصفات بقدر يختلف من طفل لآخر ومن بيت لبيت . وهذا التأثير البيئى هو حجة أيضا على حرية الإختيار . لأنه يمثل خبرات قد تكون سلبية أو إيجابية فى تشكيل الشخصية .
أم مسألة أننا لو أنكرنا الإرادة الحرة فحينها لا وجوب للعقاب . فهذا طبعا غير صحيح . نحن نقرر العقوبات لأن هذا هو ما نستطيعه للتأثير على الشخص لردعه عن إرتكاب الجريمة. ولو أننا نملك ما يملكه الإله من قدرة لغيرنا حاله إلى أفضل حال .ولكننا لا نقصد تغيير طباع الشخص إنما نقصد بالعقوبة الضغط على عامل الخوف على النفس بما يردع الصفات السلبية لهذا الشخص . وبالرغم من ذلك يظل هناك من لا تردعه كل العقوبات فتأخذه نفسه وطبيعته إلى إرتكاب ما يعلم سوء عواقبه .

واسطة العقد
08-27-2013, 04:28 AM
حن نقرر العقوبات لأن هذا هو ما نستطيعه للتأثير على الشخص لردعه عن إرتكاب الجريمة. ولو أننا نملك ما يملكه الإله من قدرة لغيرنا حاله إلى أفضل حال .ولكننا لا نقصد تغيير طباع الشخص إنما نقصد بالعقوبة الضغط على عامل الخوف على النفس بما يردع الصفات السلبية لهذا الشخص . وبالرغم من ذلك يظل هناك من لا تردعه كل العقوبات فتأخذه نفسه وطبيعته إلى إرتكاب ما يعلم سوء عواقبه .
لا نختلف اذًا.. و "ادوات" الخالق هي الترغيب و الترهيب، و تزكية النفس بالعبادات و معاونة العبد بتغيير نفسه.. فطباعنا تتغير ايضًا، و بالتالي لا حجة للمغتصب بأن يقول: انا ولدت هكذا، ظروفي و جيناتي حولتني لما انا عليه.. لا تعاقبوني، سواء كان عقابًا الهيًا او ارضيًا.. و لا حجة لغير المسلم ايضًا، الا ان كان من اهل الفترات او ممن لم تقم عليه الحجة.. و ما دام ليس للمغتصب حجة عند المحقق بل الحجة للمحقق عليه، لانه بنفسه اختار الفعل.. فإن:

فكيف للخالق -إن وجد - أن يكون له حجة على من خلق ؟
لله حجة على خلقه :):
الا ما كان من اهل الفترات و ممن لم تقم عليه الحجة، و لعل احد الاخوة يفصل بهذا :):

hamzaD
08-27-2013, 05:18 AM
يجب ايها الاخوة و الاخوات تعريف حرية الارادة جيدا، فان كانت حرية الارادة هي اختيار بين شيئين اثنين دون تدخل سبب اخر، فهذا ترجيح بدون مرجح و هذا باطل، و على هذا المعنى يكون لا وجود لحرية الارادة، اما ان كانت حرية الارادة تعني شيئا اخر ( الذي هو المعنى الصحيح ) فعندها ستزال كل الشبهات في المسالة ان شاء الله.


و للزميل السائل احيلك على النظرية المقبولة جدا في علم النفس المعروفة يالحتمية التبادلية لباندورا ففيها الجواب عن كافة اسئلتك و علاقة حرية الفرد بالمجتمع و محيطه الحتمي...

إلى حب الله
08-27-2013, 10:24 AM
مرة أخرى زميلي اللاديني :
لو نظرنا لكلامك وسؤالك في رأس موضوعك : لقلنا أنه = أن الخالق ظالم .......! إذ :
كيف يعاقب إنسان عاصي على ما لم يكن بيده تغييره أو الهرب منه أصلا ؟!!!.. هل أقطع يديك وأقل لك صفق بيديك ؟!!!..
فهذا هو أصل الإشكال لديك إذا أنكرت قدرته على خلق حرية الإرادة للإنسان !!!!.. أو أنكرت أنه قد خلقها له بالفعل ..!
أو أنكرت أنه قد وزع الظروف على البشر بحكمته .. لا تسلطا منه ولا عشوائية ولا محاباة ...
بل كل ظرف يوضح حقيقة مكنونة في نفس كل مخلوق ...
وهذا كله يخالف كمال الخالق عز وجل : والذي يمكن الوصول لمعرفته من التبصر في مخلوقاته وإحكامه لخلقتها ..
وهو مبحث آخر في لادينيتك : أنت جدير بالتحاور فيه (أي في أصل معتقدك) : لا أن تحاور في شيء متعلق به مثل الذي تسأل عنه الآن !

وهذا ما ذكرته لك في أول ردي عليك في موضعين لو تذكر حيث قلت لك :


أولا :
هذا الكلام منك يؤكد أنك تؤمن بخالق .. وهذا يتماشى مع لادينيتك (أي تؤمن بخالق ولكن تنكر الأديان) ..
ولو ركزت مجهوداتك في هذا الاتجاه يكون أفضل لك إن شاء الله منعا من التشتيت (ناقش أصل معتقدك) ..




وهنا نقطة الخلاف بين الديني واللاديني ... (ولذلك طلبت منك التركيز في أصل الاعتقاد) ..
فالديني : يؤمن بأن ذلك التوزيع من الله تعالى كان للحكمة التي ذكرتها لك .. وليس محاباة لنفس على حساب أخرى .. وليس عشوائيا ..
وأما اللاديني : فالمتسخط منه : ينسب لله تعالى ما لا يليق به .. وأحسنهم حالا : مَن يقول لا أدري ...


فما لونته لك باللون الأحمر : هو النتيجة التي يخرج بها القاريء لكلامك ألا وهي :
أنه لو وجد خالق : وكانت حرية الاختيار خرافة لا وجود لها على الحقيقة : في حين ثبت العقاب والثواب :
فهذا الخالق ظالم !!!..
هذه كل الحكاية ... والسؤال هنا :
هل تتوقع أن تتحاور مع مسلم سليم العقيدة : ويوافقك على هذا الكلام ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
:):

وإليك بعض الردود المختصرة على بعض تعليقاتك وتعقيباتك :


الله وليس أحد غيره هو الذى خلق هذه النفس ووضع فيها صفاتها . فلماذا يحاسب على إختياراتها من ليس له دخل بخلقها .

الله الذي أخبرنا بأنه هو الذي خلق الأنفس ووضع فيها صفاتها : هو نفسه الذي أخبرنا كذلك - في أكثر من آية وموضع وحديث - أن كل نفس بما كسبت رهينة !!.. وأن كل نفس ستجزى بما سعت !!.. وأن كل نفس ستجزى بما اختارت !!.. وأن كل نفس ستجزى بما استجابت به لداعي الفجور أو التقوى الذان وضعهما الله تعالى بالفطرة داخلها !!.. يقول عز وجل :
" ونفس وما سواها : فألهمها فجورها وتقواها !!.. قد أفلح مَن زكاها .. وقد خاب مَن دساها " !!!..
فنسب الفلاح والتزكية : في مقابل الخيبة والدس : للنفس واختيارها !!!.. فدل ذلك أنه في مقدورها وليس مفروضا عليها !
وهذا ينفي الجبرية التي أراد البعض إلصاقها بالإسلام !!!..


ليست حرية إختيار لكنها إختلافات فى الطبائع والجينات والتجارب الماضية بين الأفراد ينتج عنها إختيارات وإرادات مختلفة

وجود طبائع حسنة أو سيئة في النفس : هو من كمال اختبارها بما يعلمه الله تعالى منها ....
فطبع البخل مثلا : يُثاب من يجاهده ويقتل أذاه لنفسه ولغيره !!.. وكذا طبع الغضب : يثاب من يستطيع التحكم فيه ومجاهدة نفسه عليه ..
وقد جاءت نصوص القرآن والسنة بذلك .. بل وجاء في أحاديث النبي ما يدل على أنه يمكن (( ترويض )) النفس للتحكم في طبائعها ..! تماما كما يروض أحدنا جسده وقدراته للأفضل والأحسن ... يقول صلى الله عليه وسلم :
" ومَن يستعفف : يعفه الله .. ومَن يستغن : يغنه الله .. ومَن يتصبر : يصبره الله " ....
وأخيرا :
تبقى نفس الحجة التي ذكرتها لك : تبقى حجة عليك في اختلاف السلوك والنهايات والمآلات : للظروف الواحدة !!!..
فليس كل غاضب أو متجبر أو متكبر أو معاند إلخ : بقي كذلك ومات كافرا !!!..
وليس كل حليم أو عليم إلخ : بقي كذلك ومات مؤمنا !!!..
ولك في قصص القرآن والسنة والأمم الغابرة خير عبرة : أمما وأفرادا !!!!...
ولك في قصص التائبين والداخلين في الإسلام أيضا أكبر عظة !!!.. إذ لو كان الأمر ينبني على الخبرات السابقة والظروف والمجتمع إلخ إلخ :
فلماذا يُسلم حبرٌ من أحبار اليهود المعاندين كابن سلام ؟!!.. ولماذا يؤمن من النصارى قساوسة ورهبان وراهبات تربوا في أحضان الكنيسة ؟!!!..
ولماذا يكفر إبليس وهو الذي نشأ بين الملائكة وكان في حضرة الله عز وجل ؟!!!.. ولماذا كفر العالم الذي قال الله عنه :
" واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا : فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين .. ولو شئنا لرفعناه بها .. ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه " ؟!!..


ما ذنب المعاند والمكابر فى كونه معاند ومكابر

المعاند والمكابر يستطيع الرجوع عن عنده وتكبره عندما يفكر أو يخاف من الله أو يشفق على عزيز لديه ..
وهذا تشهد له بعض القصص في التوبة وفي القرآن والسنة ...
فهو إذا فكر في مآله : عرف أن عاقبة عناده وتكبره خسرا !!!.. والعاقل لا يسعى لخسران نفسه .. إلا بأن يهلكها عن بصيرة : وهنا يستحق العقاب ..
وهو إذا خاف من الله : آثر التوبة والاعتراف .. وذلك منه لا يُقبل إذا كان عند الغرغرة في آخر حياته .. وكما وقع لفرعون .. وكما نفاه الله ورسوله ..
وهو إذا أشفق على عزيز لديه : يجعله يكسر عناده ومكابرته عندما يرى في هذا العزيز لديه ما كان يراه في غيره من الناس ولا تأخذه فيهم لين ..
واللين عندما يكسر العناد والتكبر : يفتح الباب للتغيير لمن أراد التغيير ...
" إن الله لا يغير ما بقوم : حتى يغيروا ما بأنفسهم " ...


لكن الأكثر الأعم من الناس يموتون على دين آبائهم . ومن يغيرون دينهم هم أقلية تؤثر فيهم طبيعتهم وظروفهم الإجتماعية وميولهم الشخصية .
فلا يوجد من قام بمقارنة للأديان فى كل الأمم ثم إختار من بعدها دينا إقتنع به

حجة الإسلام مُلزمة لمَن بلغته .. أما مَن لم تبلغه حجة الإسلام فيخرج من حسابك وكلامك .. ولا يضيره في الدنيا موته على دين آبائه : وإنما يمتحنه الله في الآخرة بحكمته التي اقتضاها لهم وما علمه من نفوسهم يناسب ذلك .. يقول عز وجل :
" وما كنا معذبين : حتى نبعث رسولا " ..

وأما ما لونته لك باللون الأحمر من كلامك : فهو يهدم شبهتك من جديد .. وجوابه فيما ضربته لك من أمثال بالأعلى عن أناس : خالفوا ما نشأوا عليه من طاعة أو معاصي وكفر !!!.. فتجد من كان بعيدا في نشأته عن الإسلام والتوحيد : يسلم .. ومن كان في الإسلام والتوحيد ونال من العلم : يكفر !!!!.. وما القصيمي منك ببعيد إذا كنت تعرفه !!!؟.. فوجود هؤلاء هو خير جواب على شبهاتك وخير دليل على أنه لا تلازم !!!!..
وهذا رابط عن الكثير ممن يدخلون الإسلام وفيديوهاتهم وقصصهم وفيهم مَن فيهم من جميع أصناف الحياة والبشر :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/08/blog-post_4010.html


لا أعلم . فهذه مسألة إيمانية .
لكننى أسأل :
لماذا آمن أبو بكر الصديق وكفر عمرو بن هشام الذى كان ملقبا بأبى الحكم ؟
لقد أسلم أبو بكر منذ اللحظة الأولى للوحى ولم ينتظر أدلة ولا معجزات .
ورفض عمرو بن هشام الإسلام وحارب النبى حتى قتل .
هل لهذا سبب غير أن أبى بكر الصديق يختلف فى طبيعته وتفكيره وعلاقته بقومه وبالنبى عن عمرو بن هشام ؟
ماذا لو استبدلنا كل ما لدى أى بكر من طبيعة وظروف مع أبى الحكم عمرو بن هشام ؟
ألم تكن لتختلف النتيجة ؟

اقتراحك اقتراح خيال ... لأنه يجعل منك أنت الإله والخالق والمدبر والذي يختار الظروف لعباده : لا الله عز وجل !!..
فأولا : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ...
ثانيا : ماذا لو استبدلنا صحابة رسول الله الذين تحملوا معه ما لا يتحمله غيرهم : ماذا لو استبدلناهم بأضعف منهم إيمانا ؟!!!..
هل كانوا سيناصرون رسول الإسلام ويصبرون معه مثلما فعل الصحابة ؟!!.. هل وهل وهل وهل إلخ ..
هذا تلاعب منك بالأقدار التي قدرها عز وجل : وليس من التلاعب بالأشخاص في شيء !!..
فأبو بكر هو أبو بكر ولو تغيرت ظروفه !!.. وأبو الحكم هو أبو الحكم ولو تغيرت ظروفه .. هذا إذا لم يشأ الله تعالى إضلال الأول وهداية الآخر ..
وهنا إعلام وإعلان لطلاقة قدرة وتصرف الله التامين في خلقه ...
فما الهداية والإيمان منه إلا توفيق لما رآه يستحقهما .. وما الإضلال منه إلا جزاء لمن يستحق ...
وهذا كثير مبثوث في القرآن ..
" قل مَن كان في الضلالة : فليمدد له الرحمن مدا " .. " في قلوبهم مرض : فزادهم الله مرضا " .. " نسوا الله : فنسيهم " ..
" والذين اهتدوا : زادهم هدى : وآتاهم تقواهم " ...
فالله تعالى لا يظلم أحدا .. وإنما يُظهر حقيقة كل أحد ...!
ولو أراد حمل الناس جميعا على الإيمان (إبليسهم وفرعونهم وكافرهم وجاحدهم ومعاندهم إلخ) : لفعل ! يقول تعالى :
" ولو شاء ربك : لآمن مَن في الأرض كلهم جميعا !!.. أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " ؟!!!..
فماذا تفهم زميلي من هذا الكلام ؟!!!..


لا أقول أن ردات فعلنا ميكانيكية . ولكنها ليست حرة بل معتمدة على ما لدى الشخص من صفات لا دخل له بها . فجيناتنا تتحكم بنا .
فحتى الأطفال نستطيع أن نحكم عليهم وهم صغار السن فنقول أن هذا الطفل عنيد أو كسول أو مطيع أو مشاكس أو عنيف . فى الأسرة الواحدة نجد لدى الأطفال طبائع مختلفة تؤثر على سلوكهم واختياراتهم فى كل شىء .
كما تتحكم فينا أيضا معارفنا وخبراتنا فى تحديد خياراتنا . فقد نختار طريق ما ونكون سعداء به لمجرد أن ما لدينا من معرفة يوحى بصحة هذا الإختيار . ولكن قد نكتشف بعد ذلك أن معرفتنا لم تكن دقيقة وأنه لو توفرت المعلومة الصحيحة لتغير الإختيار القديم .

أما عن إبليس وآدم :
فهذا نموذج آخر يؤكد فكرة أن إبليس لم يكن ليفعل إلا ما قد فعل . فهو لا يستطيع أن يكون غير نفسه التى خلقه ربه عليها .

سؤال لك زميلي :
هل تستطيع أن تعرف أي نفس أنت وعلى ماذا ستموت ؟!!!..
لماذا يدعو المسلمون بحسن الخاتمة وأن يموتوا على كلمة التوحيد ولا إله إلا الله ؟!!..
ولماذا حذر النبي من حسن وسوء الخاتمة مهما بدا من أعمال الإنسان في الظاهر من صلاح أو فساد ؟؟.. وقال العبرة بالخواتيم ؟!!..
لماذا نرى عاصيا أو كافرا يتقلب في أفكاره وأعماله : ثم يتوب أو يسلم في آخر حياته !!!.. - آخر حياته لا تساوي الغرغرة -
ولماذا نرى مسلما ولكن وصل به الحال من التسخط والجهل والاعتراض على الله تعالى وعدم الرضا بقضائه : إلى الكفر ولو في آخر حياته ؟!
هذه كلها أسئلة لك لتتفكر ...
ولولا ضيق الوقت لأسهبت لك في الشرح ..
ولكن أثق في تفكيرك إن شاء الله ..

وأخيرا :
أرجو - وكما قلت لك - أن تعرف أن أصل ششبهاتك هو خلافك في صفات الله الخالق نفسه ..
فنحن كمسلمين نعلم عقلا ونقلا بكماله وعدله ..
وأما أنت فتفترض افتراضات لا دليل عليها - لأن كل إنسان يشعر ذاتيا بحرية اختياره بالفعل - فضلا عن أن مضمونها يصف الخالق بالظلم !

فأصلح هذه النقطة : ينصلح تفكيرك بإذن الله ...
والله معك ..

محبة الاسلام والعلم
08-28-2013, 12:14 AM
بدى اسألك سؤال يا زميل ..بما انك لادينى ..
لو بدنا نفترض جدلا انه الاديان كلها بشرية ..
فالسؤال المطروح هان ..

شو مصلحة الانبياء عليهم السلام بالخلاف مع اهلهم من اجل شىء وهمى بنظركم ؟
يعنى شو مصلحة نوح عليه السلام من دعوته لابنه ..وابنه يغرق بالطوفان ويموت كافر ؟
شو مصلحة نبينا عليه السلام بالوقوف بوجه اعمامه (ابو لهب ..وابو طالب ) ؟ وهو يتيم كان وعاش بكنف جده واعمامه ؟
شو مصلحة ابراهيم عليه السلام بدعوته لابوه للدين ؟

يعنى اذا بدنا نفترض جدلا انهم اخترعوا الاديان ..فشو مصلحتهم من كل هالقصة ؟ شو مستفيدين من الخلافات مع اهلهم ؟
شو مستفدين من الكلام الكتير عن التوحيد الصافى لله عز وجل ؟

همى ما عندهم عاطفة تجاه اهلهم وقبيلتهم ..واحنا بس الذين نملك عاطفة وبنتأثر ؟؟
همى ما عمرهم شعروا بكل هالظلم اللى انتم بتشوفوه رغم كل الابتلاء الذى تعرضوا له ..واحنا بس من نعيش باجواء الشر والابتلاء والمصائب ؟

بعدين بنفس اطار سؤالك ..وبنفس المنطق ..ليش الاب بيضرب ابنه الصغير الذى لا يفهم اذا ارتكب خطأ؟ طيب ما هو عارف انه ابنه صغير ومش فاهم الصح من الغلط ..
ومع ذلك ..بيعاقبه ..طيب ليش ؟؟

وبنفس اطار موضوعك حول انه ربنا هو من خلقنا هيك وبرمجنا هيك ..
الانسان صنع الكمبيوتر ..هل يحق للانسان انه يكسر كمبيوتره او لا ؟
مع العلم انه الكمبيوتر جماد ..لا يعقل ولا يفكر ولا يشعر ولا يقرر ويختار كالانسان ...

يعنى بقصد ..كان من الممكن انه ما يلومنا سبحانه وتعالى على افعالنا ..ومن البداية يدخلنا الجنة او النار ..بدون محاسبة وابتلاء وافعال ..
هو خلقنا وقادر على انهاء حياتنا ببساطة شديدة ..مثل الانسان الذى يكسر صنعه بايده ..
ليش يلومنا ويختبرنا لو كان هدفه من البداية انه يعذبنا زى ما البعض يقول ؟
حتى لو قلنا انه الهدف هو العبادة وانه ربنا محتاج لعبادتنا (وحاشاه سبحانه انه يكون محتاج لشىء فهو الغنى ونحو من بحاجة اليه ) ..
طيب كان ممكن ببساطة شديدة يخلقنا جميعا مجبرين على عبادته ..

وبنفس الاطار ايضا ... انتا تنجب ابنك ..ابنك هذا بتحسن تربيته ..وبتكون واثق من انه ولد صالح ..
اذا لقيت عليه خطأ ..ووارد جدا انه يغلط ..بتلومه ..طيب ليش بتلومه وانتا نفسك بتعرف انه حيتعرض لضغوطات وابتلاءات وبيئة خارجية ؟
صحيح انه ربنا هو من خلقنا واعلم فينا من اهلنا ..لكنه بالنهاية ترك لنا حرية الاختيار ..

ليش ابو لهب كفر ؟ وليش ابو جهل كفر ؟؟
ببساطة شديدة معظم كفر الناس ناتج عن اهواء ..لا اكثر ..

ربنا خلقنا هيك ..طبيعتنا هيك ..ماشى ..لكن طبيعتك هذه لو مهما كانت سيئة ..عندك قدرة تروضها ..وتحسن منها ..
لانه عندك جانب خير ..وجانب شر ..وحسب مين ينتصر فيهم ..انتا بتكون ..وهذا امر بيرجع الك ..

ولو الامر انه احنا مسيرين تماما ..بدون اختيار ..وقتها بينطرح هذا السؤال ..
ليش معظم المسلمين متمسكين بدينهم ؟ المسلمين بالنهاية بشر ..بيتعرضوا لضغوطات وشبهات ونفس امارة بالسوء وشيطان وووو ..
ومع ذلك ما بنلاقيهم بيلوموا القضاء والقدر الا نادرا ..فهل همى من طينة تانية غير طينة البشر ؟ هل نفوسهم بتختلف كتير عن نفوس البشر ؟
اكيد لا ..
لانه القضية مش بانفسهم .. ف النفس ممكن تكون سيئة وتأمر بالسوء ..ولا ببيئة عاشوا فيها وورثوها عن اهلهم ..لانه ممكن الواحد منا يطلع من بيئته وينفصل عنها تماما ..
القضية بايمانهم بدينهم وترويضهم همى لانفسهم بالاستعانة بخالقهم ..

وباطار اخر ..ملحد بيستهزىء بالدين وبيسب وبيغلط ..مش هذا انسان بيسب باختياره ..هل اجبره اى مخلوق على الشتم والاستهزاء بالدين ؟
هذا الانسان طيب بشو بيختلف عنى ؟ ممكن اكون انا مريضة نفسيا اكثر منه مثلا ..وممكن تكون نفسى شريرة ومتكبرة اكثر منه بلحظات معينة ..
وممكن الاقى شبهات تبعدنى عن دينى ..
ليش انا ما بشتم الدين وهو بيشتم وبيستهزىء ؟
ببساطة لانو احنا من نقرر كيف نتصرف بحياتنا ..وبافعالنا وباختياراتنا ..لكن كل اختياراتنا ما راح تطلع عن علم ربنا سبحانه وتعالى..
وتبقى طبعا بعض الامور لم نخترها وكنا مسيرين فيها مثل اسمائنا واوطاننا واهلنا الخ
ربنا اعطى الانسان حرية الاختيار ..ولهذا فهو محاسب على عمله ..

وهان موضوع له صلة بموضوعك ..ولكنه عن ابليس ..نعوذ بالله منه ...

ابليس (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?51281-%E5%E1-%D9%E1%E3-%C7%E1%E1%E5-%C7%C8%E1%ED%D3-%BF!!)

mrkira
08-28-2013, 11:41 AM
أظن جوابي أخي أبو حب الله فيه الكفاية ولي اضافة بسيطة.
باختصار، الارادة الحرة لا يمكن فهمها بعلاقة رياضية أو منطقية لان الإرادة الحرة نظام غير حتمي (non-deterministic system) بينما الرياضيات أو المنطق فهي وسائل لتحليل النظام الحتمي (deterministic system)، لانك متى استخدمت الوسيلة الحتمية لتحليل النظام الغير الحتمي ستكون النتيجة بالأكيد حتمية!
لأن الحتمية تعني أن النتيجة دوماً واحدة وهذا يخالف مبدأ حرية الإرادة .
فلذلك فلا يمكنك تحليل الارادة باستخدام عقلك عن طريق وضع العديد من الافتراضات والتخيلات، فحرية الإرادة علمها عند ربي ولذلك قال الله تعالى:
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
وسؤال اختي واسطة العقد هو في الصميم، هل لا يستطيع الله أن يخلق الإرادة الحرة؟ إن قلت لا يستطيع فهنا اتهمت أن الله غير قادر على كل شيء وإن قلت نعم فلما النقاش؟
بالنسبة لمسألة ميكانيكا الكم، فنظرية الإرادة الحرة تقول أن الالكترونات لها إرادة حرة وربما هذه النظرية تفسر السلوك الغير الحتمي للالكترونات.

عمر عبدالمنعم
08-29-2013, 03:23 PM
انت حر امامك الاختيارين و تعلم ما يترتب على كل اختيار و عندك عقل لتعلم به الصواب من الخطا انتهى

broly
08-31-2013, 02:56 AM
وهل يُلام الاب و الام الصالحين اذا اصبح ولدهم عاق وسيئ ؟؟؟

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا

إلى حب الله
08-31-2013, 09:21 AM
وهل يُلام الاب و الام الصالحين اذا اصبح ولدهم عاق وسيئ ؟؟؟

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا

استدلال في غير محله أخي broly ...
نعم .. يُلام الأبوان إذا فسد ولدهما في حالة واحدة : إذا كان وقع تقصير منهما في تربيته وإصلاحه ...
فينقسم الوزر بينهما ..
هما بتقصيرهما .. وهو باتباعه للباطل وعدم إصلاحه لنفسه واستجابته لداعي الفطرة الربانية بداخله :
" ونفس وما سواها : فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح مَن زكاها .. وقد خاب مَن دساها " ..

وأما إن كانا قد بذلا ما في وسعهما معه في حسن تربيته وإصلاحه : ثم هو الذي اختار أيضا الكفر على الإيمان :
فلا شيء عليهما .. وهكذا كان الحال مع نبي الله نوح عليه السلام وابنه الكافر ....
وحتى امرأته الكافرة : ينطبق عليها نفس الكلام ...
فالإيمان أو الكفر عملين قلبيين في الأصل .. والأعمال والجوارح تبع لهما .. فإن لم يتغير الأصل : فلا عبرة بما دونه !
وكل منا سيحاسبه الله تعالى على مَن يعول .. ومن يقع في دائرة مسؤليته وتربيته إن قصر معهم ..
يقول عز وجل :
" يا أيها الذين آمنوا : قوا أنفسكم وأهليكم نارا : وقودها الناس والحجارة " ...
ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
" ألا كلكم راع : وكلكم مسئول عن رعيته ..! فالأمير الذي على الناس راع : وهو مسئول عن رعيته .. والرجل راع على أهل بيته : وهو مسئول عنهم .. والمرأة راعية على بيت بعلها وولده : وهي مسئولة عنهم .. والعبد راع على مال سيده : وهو مسئول عنه .. ألا فكلكم راع : وكلكم مسئول عن رعيته " ..

فقط أردت التوضيح حتى لا يكون كلامك عاما أخي ...

كراد يس
09-06-2013, 10:16 PM
كلامك يوحي الي اننا الات مبرمجه مسبقاً ولن يستطيع احدنا ان يغيير شيئ من ناحيت معتقداته ...هذا غلط كبير
الفتن والشبهات لا تفرق بيننا وبينكم ...ولكن هناك شيئ اسمه الصبر ..والحمدالله بعد صبرنا اكرمنا الله بإجبات مقنعه لها
بالرغم من ان ظروفنا قد تكون اصعب من ظروفكم
وبالنسبه لمثال ابو بكر وابو الحكم
كان ابو الحكم اقوى وقد يكون اغنى وكلمته مسموعه في قومه اكثر من ابوبكر وكل الظروف تسمح له بالاسلام ومعا ذلك كفر
قد يرى الانسان الحق ولكن نفسه تئبا ..فيتبعها هواها ..ولو اعتنق الحق لوجد نفسه بعد مده تؤيده ولا تعارضه ومعا الوقت اكثر صارت هذه النفس لاترضى الا الحق مهما كان
البيئه والظروف ليست عذراً ...كلنا نعيش في نفس البيئه والظروف مؤمنيين وملحدين