المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلة الرحم سبب في زيادة الرزق والعمر



اكرم غانم
08-28-2013, 09:17 AM
صلة الرحم سبب في زيادة الرزق والعمر، وبيان أن ذلك لا ينافي قضاء الله وقدره :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ في أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ). رواه الامام مسلم في صحيحه.
قال الشيخ الالباني :
( هذا الحديث نص في أن صلة الرحم سبب للزيادة في الرزق وطول العمر, ولا ينافيه أن الرزق والعمر مقدران , فإنهما مقدران بأسبابهما. ألا ترى أن دخول الجنة أو النار مقدر أيضاً, ومع ذلك فدخولهما مربوط بالسبب من الإيمان أو الكفر.
فكما أن قوله تعالى ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) وقوله تعالى في الحديث القدسي (هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي, وهؤلاء إلى النار ولا أبالي) لا ينافي الأخذ بأسباب النجاة ودخول الجنة , بل ذلك أمر لا بد منه كما قال تعالى: ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف : (اعملوا فكل ميسر لما خلق له , فمن كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة) الحديث. فكذلك أقول : من كان طويل العمر عند الله , فسييسر للأخذ بأسباب طول العمر , والعكس بالعكس , فإذاً ليس معنى كون صلة الرحم سبباً لطول العمر أن ذلك يغير ما سبق في علم الله من العمر المحدود , كما أن كون الإيمان سبباً لدخول الجنة ليس معناه أنه يغير مما سبق في علم الله من السعادة أو الشقاوة , بل الحقيقة أن الكل سبق في علم الله , من السبب والمسبب , فمن سبق في علمه تعالى أنه من أهل الجنة فقد سبق في علمه أنه يأخذ بسببه وهو الإيمان, ومن سبق في علمه تعالى أنه من أهل النار فقد سبق في علمه أيضاً أنه يأخذ بسببه وهو الكفر.
فكذلك نقول : من سبق في علمه تعالى أنه طويل العمر فقد سبق في علمه أنه يأخذ بالسبب وهو هنا صلة الرحم والعكس بالعكس. فإذا قلنا طال عمره حقيقة بصلته للرحم كما لو قلنا : دخل الجنة بإيمانه ولا فرق.
فتأمل هذا فإنه يريحك عن تكلف تأويل الحديث بما لا طائل تحته ولا مبرر له سوى البعد عن الفهم السليم لبحث القضاء والقدر, والتوفيق من الله عز وجل.) ٳھ
وقال : ( هناك أسباباً شرعية لإطالة العمر ؛ كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره ( وفي رواية : أجله ) ؛ فليصل رحمه ) ؛ أخرجه الشيخان من حديث أنس ، وله شواهد خرجت بعضها في صحيح أبي داود (1486) . وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( حسن الخلق وحسن الجوار ؛ يعمران الديار ، ويزيدان في الأعمار ). أخرجه أحمد بسند صحيح ؛ كما تراه مبيناً في (الصحيحة/519).
وقد يظن بعض الناس أن هذه الأحاديث تخالف الآية السابقة : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ... ) ، وغيرها من الآيات والأحاديث التي في معناها ! والحقيقة ؛ أنه لا مخالفة ؛ لأن الأحاديث المذكورة آنفاً إنما تتحدث عن مبدأ الأخذ بالأسباب ، ولا تتحدث عما سبق في علم الله الأزلي من الآجال المحددة ؛ فإن علم الله تعالى لا يتغير ولا يتبدل ؛ تماماً كما هو الشأن في الأعمال الصالحة والطالحة ، والسعادة والشقاوة ، فالآيات والأحاديث التي تأمر بالإيمان والعمل الصالح ، وتنهى عن نقيضهما لا تكاد تحصى ، وفي بعضها يقول الله تعالى : ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) ، وقد ذكر العلماء المحققون أن الباء في هذه الآية ؛ إنما هي باء السببية ، فذلك كله لا ينافي ما سبق في علم الله تعالى من السعادة والشقاوة ، بل إنما هما أمران متلازمان : السعادة مع العمل الصالح ، والشقاوة مع العمل الطالح. وهذا صريح في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة ، فيدخلها ). أخرجه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في (تخريج السنة) (175 - 176).
فانظر كيف أن نهاية الأمر كان مقروناً بالعمل دخول الجنة والنار. فكما أنه لا يقال : إن العمل ليس سبباً للدخول ؛ فكذلك لا يقال : إن صلة الرحم وغيرها ليست سبباً لطول العمر بحجة أن العمر محدود ؛ فإن الدخول أيضاً محدود : ( فريق في الجنة وفريق في السعير ).
وما أحسن وأجمل جواب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما حدث أصحابه بقوله : ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة ). فقالوا : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟! فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( اعملوا ؛ فكل ميسر لما خلق له : أما من كان من أهل السعادة ؛ فييسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة ؛ فييسر لعمل أهل الشقاوة ). ثم قرأ : ( فأما من أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى ، فسنيسره لليسرى ... ) إلى قوله : ( فسنيسره للعسرى ) ، أخرجه الشيخان.
وجملة القول : أن الله تبارك وتعالى جعل لكل شيء سبباً ، فالعمل الصالح سبب لدخول الجنة ، والعمل السيئ لدخول النار ، فكذلك جعل بعض الأخلاق الصالحة سبباً لطول العمر. فكما أنه لا منافاة بين العمل وما كتب لصاحبه عند ربه ؛ فكذلك لا منافاة بين الأخلاق الصالحة وما كتب لصاحبها عند ربه ، بل كل ميسر لما خلق له.
وأنت إذا تأملت هذا ؛ نجوت من الاضطراب الذي خاض فيه كثير من العلماء ؛ مما لا يكاد الباحث يخلص منه بنتيجة ظاهرة سوى قيل وقال ، والأمر واضح على ما شرحنا والحمد لله ، وإن شئت أن تقف على كلماتهم في ذلك ؛ فراجع (روح المعاني) للعلامة الآلوسي (7/ 169 - 170). ) ٳھ


وكتبه
اكرم غانم
الموصل / العراق
28 اب 2013

الفرعون الصغير
08-28-2013, 04:15 PM
و لكن بم تفسر أن الإحصائيات تشير إلى أن المجتمعات الغربية ذات العلاقات الأسرية الضعيفة تعيش أطول و دخلها أعلى من المجتمعات الشرقية ذات العلاقات الأسرية القوية؟
أنا أتذكر أنى قرأت مقالا مضمونه أن إنتماء الأفراد لعائلاتهم أكثر من أوطانهم فى المجتمعات الشرقية يؤدى إلى المحسوبية و تعيين الأفراد بناء على مكانة عائلاتهم بدلا من كفاءتهم الشخصية و هذا يفسر إزدياد الفساد فى هذه المجتمعات.

أمَة الرحمن
08-28-2013, 07:19 PM
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54175-%D3%C4%C7%E1-%E1%E1%D2%E3%ED%E1-%C7%E1%DD%D1%DA%E6%E4-%C7%E1%D5%DB%ED%D1