المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهادة التوحيد...و الفقه السياسي و العسكري (رد على مقالات لجمال سلطان)



عياض
09-04-2013, 02:04 AM
في هذه الفتن المعاصرة , يصعب على المرء الخوض في النقاشات حول المبادئ و النظريات الفكرية الاسلامية المرتبطة بكلمة التوحيد التي لم تظهر الحاجة للكلام عليها بعد...فاحرى الكلام في نظريات و توصيفات و عقائد ميتافيزيقية غيبية موروثة في المناخ الاسلامي ربطت طبعا او قسرا بكلمة التوحيد و لم يثبت قط نفعها و لا الحاجة اليها و لم يخرج منها انتاج او ابداع او حتى اصلاح بل لم يخرج منها الا الشقاق و النزاع و الخلاف و ذهاب الريح , لهذا لا اجد الا ان اتناول ما ظهر لي من المبادئ الآنية الحالية الواقعية المعاشة اليومية لهذه الكلمة العظيمة التي لا يعلم الناس رغم بطرهم و غمطهم كلمة جمعت من معاني التحرر و العدالة و الاقتصاد في القول و العمل المكونان لنظرية المعرفة ما جمعت على اعلى مستوى تسقط عند ميزانها دعاوي و ادعاءات كثير من جماعات و تيارات المسلمين فضلا عن غيرهم امتلاك شعاراتهم الحقيقة المطلقة و الحرية ال و بالتالي الخلاص و النجاة ظهر معها تفوق هذه الكلمة لنفسها و تساميها عن ان يدنسها بغرور وكبر ظاهر او خفي ما هم ببالغيه الا ان يكون ما عليه الناس جميعا .....تفوق ظهر باديا في لحظة الانهزام الشبيه بانهزام احد في تفريط المسلمين في كثير من معانيها بينهم سواء من رفع شعارها و رايتها ام من لم يرفعها...ظهر جليا في دعوتين متناقضتين تنحرف عن مقاصدها في دفع التدافع السلمي للمجتمع الى بر الأمان بين سلمية خانعة خاضعة و حربية متهورة عمياء...
السلمية التامة التي تبناها حزب اسلامي ما في الحالة المصرية و قد يسوء المرء كثرة سوء الظنون و كثرة القذف و كثرة المسارعة الى المعاداة و التخوين التي مني بها هذا الحزب القليل التجربة و الجامع لأخلاظ من الأطر و الأفراد غير المرباة و الناقصة للتربية الشرعية و التي كثير منها كانت اكبر طموحها كرسيا للمحاضرة او الوعظ فما لبتث الدنيا ان فتحت عليهم ابوابها فانهالت عليهم فتن السلطة و الجاه السياسي بلا حساب , هذا الحزب له بحسب ما فهمت من متابعته اجتهاد ان المكسب الأول و الأخير الذي يهمه هو المحافظة على الهوية الاسلامية للبلد و ان ادى ذلك في هذه المرحلة الى التضحية بأي مكسب أخر , سواء كان بقاء الاسلاميين في الحكم او تمكينهم او المغامرة بالعملية الديموقراطية و رضا الناس او حتى المغامرة بان يصل حاكم عسكري متغلب و يعتبرون الأصل في هذه المرحلة تحقيق الأمن و الاستقرار و الهوية الاسلامية و ما سواهما لا يعدونه الا لازما لا يلزم , و بلا شك ان في هذا بعض الحق...لكن التوقف عند هذا هو بلا شك ايضا من الخور الفكري و السياسي و ان كان لا يستحق الهجوم و الشتم فضلا عن التخوين الممزق للتقارب و الانسجام الاجتماعي لهذا الفعل الذي لم يصل في ظهوره ظهور فعل حاطب بن ابي بلتعة التي اختلف فيها المعاصرون لضيق حويصلتهم عن استيعاب تنبيه نبيهم صلى الله عليه و سلم على اهمية التناغم الاجتماعي و التدافع السلمي داخله و انه قد يتقدم حتى احكاما نصية شرعية في الأهمية و التقديم, اذ بلا خلاف بين كثير من عقلاء المذاهب السياسية سواء الاسلامية او العلمانية ان الأمن بجميع مظاهره سواء القومي او العقائدي او الاقتصادي لازم من لوازم الحكم برضا الناس و لنا في خطبة عمر عن بيعة الفلتة لأبي بكر خير ملخص لهذه النظرة, اذ هذا وحده القادر على انتاج جماعة متماسكة اذ بانتشار التمثيلية السياسية تنتشر العدالة النسبية المثمتلة في تحقيق مصالح اكبر قدر ممكن من الجماعة , و هذا ينتج الانسجام الذي يقضي في جميع تجارب الحكم المدني على كثير من الظواهر الاجتماعية الظالمة من الفقر و التهميش الى الارهاب و الجريمة المنظمة ...و على هذا قد يبدو للبعض خيار الحزب الاسلامي المنافس هو الأصوب , لولا ان هؤلاء ايضا لاستبطانهم ايضا ما استبطنه كثير من الاسلاميين من اقصاء بقية المجتمع و اعتمادهم على المغالبة و حكم الأغلبية لا المشاركة و التوافق...و التي هي الأساس الذي برهن نجاحه في التجارب الانقالية من تجربة دولة يثرب الأولى حتى الدولة الأمريكية الحديثة ...و تحت ضغط هذا الحزب المسالم اصلا فقط مع المتغلب دون المسالمين له من اخوانه , افضى هذا الحزب الأول في مصر الى تعجل و عدم روية افضت الى تضييع هذا المكسب الأول الذي كان من شانه ان يمنح للناس مدة سلمية كافية ربما لتنتج ما انتجته السلمية الناتجة عن معاهدة الحديبية , اي مكسب الارتباط برضا الناس و الحفاظ على الوحدة الداخلية و تجنب انقسام المجتمع و استقطابه الداخلي ما امكن....

اما الذين يجوزون رفع السلاح فانهم و ان كانوا يتبرؤون من تكفير المجتمع لكن كثيرا منهم يستبطن تكفير الحكام , و هي مسألة انهكت هذه الأمة لعقود و جرت عليها لحد الآن مفاسد : دماءا و دمارا لم نر اي مصلحة كبيرة تحققت وراءها بعد طول مدة ...فبغض النظر عن الاختلافات القوية في هذه المسألة بين الفرق المعاصرة رغم ادعاء كل فريق الاجماع قديما و حديثا على ما ادعاه و هو ما يستحق بالفعل مقولة الامام احمد من ادعى الاجماع فهو كاذب ,فمجرد الاقرار بالاختلاف يؤدي الى النفور عن انزال احكام الكفر و الاقصاء هنا و الاشتغال بها هذا الاشتغال الذي اظهر ان اكبر مفسدة جلبها ربما تكون اكبر من مفسدة الدماء و تشويه الصورة مفسدة تمزيق ما تبقى من الجماعة المسلمة و تفيتيتها , فالاختلاف وحده شبهة قوية مانعة من الاشتغال باحكام التكفير كما ذكره غيرما اصولي مقاصدي كالامام العز و ابن الحاجب و غيرهما ...و هي احكام تشتغل بها الأمة غالبا حين تضعف لحمة جماعتها مع الوقت و لهذا لن تجد اشتغالا للصحابة مثلا بتكفير الخوارج كما اشتغل به من بعدهم , و انما كان همهم سياسة الجماعة و نشر السنة بين الناس المانعة لهم من الوقوع في الكفر و بالتالي تمتين اللحمة المانعة من الاقصاء و التكفير, لكن من بعدهم لما عجز عما كانوا عليه لجأ الى ما هو اسهل و لا يحتاج مدافعة و مكابدة و صبرا كالأول فكفروا و بدعوا و تفرقوا شيعا و هذا تفصيله في كتب المصلحين اللاحقين كالغزالي و ابن رشد و ابن تيمية و ابن خلدون و الشاطبي و اضرابهم...و لهذا ربما كان الحق في وصف امراء اليوم ما ورد فيهم من حديث النبي صلى الله عليه و سلم انهم امراء تعرف منهم و تنكر و التي تمنع رفع السلاح عليهم داخل الجماعة ما داموا يصلون او بكفر عند جميعهم برهان عليه لا أن يكون فقط عند طائفة من الجماعة برهان عليه و تدعي عليه الاجماع , و ما نبهت الأحاديث الكثيرة عليه من ان السيف لا يجر الا الى السيف في هذه الحالة و يقضي على الجماعة , فان اختفت هذه الجماعة المسلمة فلا مناص الى الاعتزال من السياسة كلها و لا يرفع السيف الا في المواطن المتمايزة الصفوف بحسب ما يستشف من هذه الأحاديث فيما يبدو...
فالداعون لرفع السلاح يقرون ان المجتمع مسلم ثم ان سالتهم لم ترفعون السلاح فيبررونه من عند انفسهم بكفر الحكام الذي اجمعوا هم فقط عليه و قد يكون صحيحا و قد لا يكون صحيحا لكن ليس بقدرة احد ان يجعله قول الأغلب بله ان يكون اجماعا, فان جابهتهم بان كثيرا من الجماعة المسلمة هذه بل احيانا نصفها مع هؤلاء الحكام و يؤيدونهم فضلا على ان يوافقوكم على تكفيرهم ابلسوا و ما وجدوا لقضية رفع السلاح الا دفع الظلم و اراقة الدماء مصلحة و مفسدة فان بينت ان نفس النبي صلى الله عليه و سلم تحمل في جماعة كافرة قطعا و ليست حتى مسلمة كل هذا التنكيل و اكثر منه و صبر عليه و اكتفى بالانكار القلبي و اللساني حتى جعل له مخرج و ان النبي صلى الله علسه وسلم حض على عدم رفع السلاح داخل الجماعة و ان الجهاد و رفعه متوجه خارج الجماعة او المجتمع المسلم و تقوم به الدولة حتى ينتظم امر الجهاد و مصالحه و مفاسده اما في الداخل فممنوع و مقبوح و مذموم بمئات الشواهد الشرعية التي تحض فقط على نشر السلام ما امكن و المحافظة على السلام الاجتماعي الداخلي و عدم تقطيع و تمزيق النسيج الاجتماعي , و ان الأمر كذلك الآن و ان الأنظمة الحاكمة تتغول في القمع لعلمها ان الضغط الشعبي الانكاري قد بدأ يؤتي اكله و انها تستعجل رفع الاسلاميين السلاح لتجد حجة لافناءهم كما وجدت في الجزائر و سوريا و العراق و امثالها , لم يجدوا الا العودة في قرارة النفس الى ما ورثوه عن مشايخ و جماعات و مجاهدين اعتقدوا فيهم الطهارة الكلية لكونهم على الثغور ...مع انهم و الحق يقال رغم انهم عنصر لا ينكر فضله في هذه الأمة لمحافظتهم على قوة الشكيمة الاسلامية و ثقافة الفروسية و النجدة الاسلامية و مسارعتهم في غيرما ما موقف الى انجاد المظلومين و المستضعفين في الآرض الذين لم يكن لهم مغيث بعد الله الا سواعد هؤلاء الذين هجروا مفاتن دنياهم , لكن ما هذا بعاصم لهم , فانتشار الاستبداد فيهم و انعدام اي اليات للتشاور و تحصيل رضا الجماعة الكلي فيهم منعدمة ايضا انعداما ظاهرا حتى اصبحنا نرى داخل جماعاتهم نظما تسيرية استبدادية تضاهي نظم الأنظمة العربية و الطرق الصوفية و نجد لدى الأتباع من تقديس الرؤوس و التغالي في المدح و عدم الخروج و النقد لهم ما يضاهي ما كان يعطى لزعماء اولئك و هو ما انتج قابليتهم للانقسام بعد الانقسام و التناحر فيما بينهم و سهولة استغلالهم و استدراجهم و اختراقهم من مختلف اجهزة المخابرات لجمود النموذج المعرفي التدافعي داخليها و سطحيته , فضلا عن بعدهم الكبير جدا عن الوصول الى استيعاب كل فقه الأمة المقاصدي الذي يوصل الى حقيقة السياسة النبوية المغلبة للرحمة مع من كفر بدعوته فضلا عمن آمن بها , و التي لا مقارنة بين كوارث سياستهم من كثرة المذابح و الفظاعات و كثرة المفاسد و قلة المصالح مع ما يعرفه المسلمون جميعا ظاهرا و يقينا من غلبة المصالح المحققة في السياسة النبوية و التي لا تكاد تعد المفاسد التي ترتبت عنها عند المخالفين فضلا عن الموافقين.., ولهذا تجد العوام و ان ايدت كل هذه التجارب الاسلامية في اولها فانها كثيرا ما نأت بنفسها عن التزام ما ادت اليه بعض نتائجها الكارثية لأنها بفطرتها ادركت ان رفع شعار الاسلام و الدفاع عنه سواء بالتزام اللباس او بحفظ الأحاديث او بطلب العلم او بالثبات على الثغور لا يعني العصمة من الفساد و الاستبداد و سوء التدبير و لا حتى موافقة حكم الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم...وهذا الذي ما زال يغيب عن كثير من التيارات الاسلامية تقريبا بلااستثناء التي بدأت دعوتها رفضا للعبودية و تقليد العباد و تحرير الأفراد فما لبثت مع انحصار نظرتها في ما تراه جماعاتها و شيوخها و مجاهديها ان سقطوا في نفس ما كانوا قد قاموا لاصلاحه و تطهيره و كان كل شيء واقع تحت احتمال الفساد ووجوب التغيير و الاصلاح و التطهير الا انفسهم ...و لا ينجيهم من ذلك ما اسدوه و لا انهم اكثر عنصر محتفظ بالفتوة و النجدة و الفروسية و بعض مبادئ العقيدة العسكرية الاسلامية , لكن جر هذا الطابع العسكري الى داخل المجتمع المدني المسلم في علاقاته الداخلية بين عناصره و في علاقاته الدبلوماسية مع الشعوب و المجتمعات الأخرى و التي أيضا تبنى على التعاون و المعايشة و التفاوض ما امكن , هذا يؤدي الى كوارث ناتجة عن استخدام النظرة الاطلاقية السريعة التي يتسم بها العسكريون البعيدون عن المنطق التحليلي المقاصدي الاسلامي في بيئة تحتاج الاستقرار و التأني و الصبر , و لهذا لا يبدو صائبا القول الشائع بان كل عسكري لا يصلح لحكم المجتمع المدني فهذا يكذبه الواقع و التاريخ من حكم قادة سياسيين محنكين كبارا كانوا في الأصل قادة عسكريين و استطاعوا اقامة مجتمع مدني سلمي ذو نسب عالية من الرضا الشعبي , من الخلفاء الراشدين الى امثال نورالدين زنكي و صلاح الدين ووصولا الى القادة العسكريين المعاصرين كجورج واشنطن و شاردل ديغول بل و حتى قادة دول معاصرة بينها اسرائيل نفسها كان كثير من ساستها عسكريين متطرفين بل و ارهابيين بالمعايير الدولية الحديثة... فليس المحذور هو النظر الى نفس الشخص لكن المحذور هو استيراد الطبع العسكري او الشخص الذي يغلب عليه الطابع العسكري الشمولي المقدام , ولعل اوضح مثال يتبادر للذهن مثال خالد بن الوليد سواء في الفترة النبوية او في الخلافة الراشدة.
و المقصود ان من انصف من المسلمين في تشبته بشهادة ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله ...ادرك ان هذه وحدها ضمان حريته الفردية , و ان لا مصلحة فعلا تستدعي ان يضحي بحريته هذه في التاييد الكلي لمقولات اي حزب داخل الجماعة و المجتمع المسلم سواء رفع شعارا اسلاميا او غير اسلامي و عدم التنبه الى ان جميعها وقعت و تقع و ستقع لاحقا بلا شك في اخطاء و بواقع و زلات كبار و صغار تماما كالأفراد, و ان حريته الفردية التي توشك اليوم على ان تكون اغلى ما يملك بعد حياته , انما تتحقق في الالتزام باطار الجماعة كلها او المجتمع كله , و لن تتحقق الا في المحافظة على تماسك هذا المجتمع و سلميته الداخلية و انه المقصود بمفهوم الجماعة التي اكبر سعي لأعداءها الخارجين و الداخليين اليوم من المنافقين بعد ان قضوا منذ قرن مضى باستعمارهم على وجود امام شرعي يمثل رضا الناس : هو الاتيان على تماسك هذه الجماعة التي بقيت و رميها فيما صرحت به السنهم من فوضى خلاقة تفضي الى تقسيم مقسمها و تجزيء مجزءها...هذه الجماعة او المجتمع المدني التي ان ذهبت وتلاشت و لم يكن للمسلمين بعدها امام و لا جماعة فليس على الفرد المسلم المتحرر الا اعتزال تلك الفرق و الجماعات المتناحرة كلها و التزام خاصة نفسه و يدع عنه سياسة و امر العوام....

متروي
09-04-2013, 02:32 AM
مقال ماتع يا أستاذ عياض لكنه لم يتعمق في الواقع المضطرب و يعطي حلولا يبحث عنها القابضون على الجمر فليتك تفصل و تسمي الأشياء بمسمياتها فالظرف لا يحتمل ففي مصر مشكل كبير و خطير يتطلب حلولا واقعية واضحة و إلا رجعنا إلى الوراء عقودا طويلة فالحكيم في هذا الأوان هو من ينقذ أمته و يحول الهزيمة إلى انتصار..

عياض
09-04-2013, 02:44 AM
توقيعك سيدي متروي يمنع من قصد تسمية هؤلاء الاخوة جميعا فما لهم من احد الا و له علينا و على المسلمين منة او فضل بجهاده او علمه او عمله و حتى صدق دعاءه...فلا اقل على من خلف الشاشات من تقليل احتمالات الفجور في الخصومة معهم في نقد اخطاءهم و التحرر منها .. و ادناها ترك التسمية ما بال أقوام كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم و التركيز على المبادئ و الأقوال كما كان فعل الصحابة في مستوى اعلى من مستويات من بعدهم بلا استثناء...اما الحلول الواقعية كما في نفس المقال يجب ان تخرج من الجميع و من المشاركة و الحوار بين الجميع و لانكرر نفس الخطا من الاستفراد و فرض الاجماع على الناس مع انه لا مكان للاجماع... الآن فالناس اليوم بفطرتهم لا ترى ان الحل الا المحافظة على اللحمة و الجماعة المسلمة او المجتمع ككل دون انقسام او تناحر ما امكن بعد ان فقدنا الألية الانتخابية الضامنة للرضا الشعبي لعل هذا الصبر و المحافظة على هذا المكسب بالتظاهر و الضغط و الصبر على البلاء كما صبر محمد و اصحابه يعيد هذه الآلية من جديد بعد ان يكون الجميع تنبه لخطئه...و طبعا اللي ايده في المية مش زي اللي ايده في النار

أمَة الرحمن
09-04-2013, 02:47 AM
و ان الأنظمة الحاكمة تتغول في القمع لعلمها ان الضغط الشعبي الانكاري قد بدأ يؤتي اكله و انها تستعجل رفع الاسلاميين السلاح لتجد حجة لافناءهم كما وجدت في الجزائر و سوريا و العراق و امثالها , لم يجدوا الا العودة في قرارة النفس الى ما ورثوه عن مشايخ و جماعات و مجاهدين اعتقدوا فيهم الطهارة الكلية لكونهم على الثغور ...مع انهم و الحق يقال رغم انهم عنصر لا ينكر فضله في هذه الأمة لمحافظتهم على قوة الشكيمة الاسلامية و ثقافة الفروسية و النجدة الاسلامية و مسارعتهم في غيرما ما موقف الى انجاد المظلومين و المستضعفين في الآرض الذين لم يكن لهم مغيث بعد الله الا سواعد هؤلاء الذين هجروا مفاتن دنياهم , لكن ما هذا بعاصم لهم , فانتشار الاستبداد فيهم و انعدام اي اليات للتشاور و تحصيل رضا الجماعة الكلي فيهم منعدمة ايضا انعداما ظاهرا , فضلا عن بعدهم الكبير جدا عن الوصول الى استيعاب كل فقه الأمة المقاصدي الذي يوصل الى حقيقة السياسة النبوية المغلبة للرحمة مع من كفر بدعوته فضلا عمن آمن بها , و التي لا مقارنة بين كوارث سياستهم من كثرة المذابح و الفظاعات و كثرة المفاسد و قلة المصالح مع ما يعرفه المسلمون جميعا ظاهرا و يقينا من غلبة المصالح المحققة في السياسة النبوية و التي لا تكاد تعد المفاسد التي ترتبت عنها عند المخالفين فضلا عن الموافقين.., ولهذا تجد العوام و ان ايدت كل هذه التجارب الاسلامية في اولها فانها كثيرا ما نأت بنفسها عن التزام ما ادت اليه بعض نتائجها الكارثية لأنها بفطرتها ادركت ان رفع شعار الاسلام و الدفاع عنه سواء بالتزام اللباس او بحفظ الأحاديث او بطلب العلم او بالثبات على الثغور لا يعني العصمة من الفساد و الاستبداد و سوء التدبير و لا حتى موافقة حكم الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم...

لا حرمنا من كتاباتك المفيدة الماتعة.

متروي
09-04-2013, 03:00 AM
أما توقيعي يا سيدي فلا ينفي الأخوة و لكنه ينفي الإمامة فليس من الإمامة أن تعتزل الناس وقت حاجتهم إليك أو تقف مع أعداء الحرية و الديمقراطية ضد أنصار الحرية و الديمقراطية بحسابات لا ترقى إلى مستوى المتأهل للإمامة ..
و أما الفضل السابق فلا يمنع من إنزال الناس منازلهم و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي ذر أنه ضعيف و ليس أهلا للإمارة و هو نفس ما قاله عمر بن الخطاب عن ولده لما طُلب منه ترشيحه للخلافة فقال كيف أرشح من عجز عن تطليق امرأته !!!
و أما ما تقترحه من استمرار للمظاهرات على ضعفها ووهنها فيراه غيرك زيادة في الإضرار لا ينتج عنه إلا مزيد من الاقصاء و مزيد من المعتقلين و مزيد من قطع العلائق مع المجتمع و النظام الجديد و العودة إلى الدخول في السياسة مع كون الحكم هو عين الخصم لا يختلف في شيء عن مشاركة مبارك مسرحيته الديمقراطية ..

أمَة الرحمن
09-04-2013, 03:03 AM
و المقصود ان من انصف من المسلمين في تشبته بشهادة ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله ...ادرك ان هذه وحدها ضمان حريته الفردية , و ان لا مصلحة فعلا تستدعي ان يضحي بحريته هذه في التاييد الكلي لمقولات اي حزب داخل الجماعة و المجتمع المسلم سواء رفع شعارا اسلاميا او غير اسلامي و عدم التنبه الى ان جميعها وقعت و تقع و ستقع لاحقا بلا شك في اخطاء و بواقع و زلات كبار و صغار تماما كالأفراد, و ان حريته الفردية التي توشك اليوم على ان تكون اغلى ما يملك بعد حياته , انما تتحقق في الالتزام باطار الجماعة كلها او المجتمع كله

للشيطان مداخل من هذه الناحية.. فتارة يشجب النفس عن استقلالها التوحيدي و حريتها الفردية الشرعية بحجة مدافعة الهوى و التمسّك بـما يتوهّم أنه اجماع "الطائفة المنصورة"، و تارة يهوّن عليها التنازل عن شيءٍ من أساسيات الهوية الإسلامية بحجة الاستقلالية و الحرية الفردية و عدم اتخاذ البشر أرباباً من دون الله.

اللّهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه.

عياض
09-04-2013, 03:36 AM
نعم المظاهرات ضعيفة لكنها الى قوة . و من يقرأ تعليقات الأفراد المتشبعين بثقافة الحرية من الثوار من الذين اخطؤوا بدورهم خطأ افظع من الاخوان بمحالفتهم للعسكر و الفلول مقابل التخلص ممن غلبهم في الصندوق فضلا عمن لم يرتكب هذه الخطيئة من صادقي الليبراليين , تجدهم بدؤوا يعدون الآن العدة لنفس ما يعده الاخوان و الاسلاميين من الاستمرار في سلمية الاحتجاجات لملاحظتهم بحسهم الثوري المرهف انها قادرة على قلب المعادلة , و على اي حال كان ما كان فحتى خيار احزاب التسليم و الانكار بالقلب فقط يبقى اهون من خيار رفع السلاح لأن هذا الأخير سيدمر المجتمع كله و سيفضي الى مقتل اضعاف اضعاف ما كان يموت فقط في المظاهرات بالانكار السلمي و الأدهى ان هنا لن يمكننا معرفة الظالم من المظلوم حتى يمكن لمسيرة التغيير ان تستمر لانتشار الفوضى كما في سوريا و العراق و الجزائر و انتم اخبر بهذا ...و الا لكان النبي صلى الله عليه وسلم كان سيكون خيار رفعه للسلاح في مجتمع كافر و ليس فقط مسلم مع طول البلاء و شدته لعشر سنين اسهل من خياره الذي اختاره بالجهر بالانكار و النقد ما هو نفسه النضال السلمي المطالب بالتغيير مادمت داخل الجماعة و لعل هذا اصل نزوح الفقهاء الى شبه الاجماع على منع انكار اليد داخل الجماعة و الاقتصار على انكار اللسان و القلب و استشهادهم ان التجربة التاريخية اثبتت ان التغيير لا يتم برفع السيف داخل الجماعة و المجتمع و الله اعلم

عياض
09-04-2013, 05:06 AM
تعقيب جيد امة الرحمن , ففعلا ايضا حب الظهور و الذكر و التفوق و الحسد قد يذهب الى اذكاء شهوة النقد و التحرر عن المبادئ بدعوى التحرر من الأشخاص و الضابط ايضا هنا هما السنة و الجماعة اعتبار اختلاف الجماعة بحسب مقدار انتشار السنن فيها بحسب الامكان , و لهذا كان الفقهاء من الصحابة فمن بعدهم الى اليوم يقولون لمن تصدر للنقد و الانتقاد و التحرر دون معرفة اختلاف الناس و اجماعهم و الناسخ و المنسوخ و مراتب البيان و الأدلة : هلكت و اهلكت....لأن هذه بعض الآليات التي تيسر خلق اجماع اعام مسترشد بين التطرف و التفريط او ما نسميه آليات خلق الرأي العام المعتدل

واسطة العقد
09-04-2013, 07:40 AM
لولا ان هؤلاء ايضا لاستبطانهم ايضا ما استبطنه كثير من الاسلاميين من اقصاء بقية المجتمع و اعتمادهم على المغالبة و حكم الأغلبية لا المشاركة و التوافق.
لا اظن ان المشكلة بالاقصاء قدر ماهي بتوقيت الاقصاء.. و ان كانوا لم يزيدوا على استبطانهم شيئًا لم يسعوا له ، لعل بوقت و زمن كهذا.. فإن دائرة الاقصاء تزيد و دائرة المشاركة تقل مع الوقت ايًا كان المتغلب و الحاكم و توجهاته، تزيد سرعة تغير تلك المعطيات ان كان المتغلب قويًا و تقل ان كان المتغلب خجولاً او وسط امراء سابقين و ذوي نفوذ.. المهم ان حكم الاغلبية و المشاركة امرٌ سيتغير حده و تعريفه.. فلا اظن المشكلة في المغالبة، و ان كنت بوقت كهذا ادعو للمسالمة و التحالف مع من يمكننا التعايش معهم لوقت اطول من العلمانين، مقابل من صراعنا معهم اشد كالعساكر.. عملية اشبه بتصفية الاعداء و مواجهتهم واحدًا واحدًا مع الوقت، الى ان يبقى من يكون التعدي على حريته بالتعبير تعديًا.

لكن من بعدهم لما عجز عما كانوا عليه لجأ الى ما هو اسهل و لا يحتاج مدافعة و مكابدة و صبرا كالأول فكفروا و بدعوا و تفرقوا شيعا و هذا تفصيله في كتب المصلحين اللاحقين كالغزالي و ابن رشد و ابن تيمية و ابن خلدون و الشاطبي و اضرابهم
التنظير اسهل، لا تعب او مسؤوليات.. و بنفس الوقت يعبئ المرء باحساس كاذب بالانجاز، و لا ادري ان كان الامير فلان كافرًا او لا.. فهل سيغير هذا من حقيقة الامر شيئًا؟ هل سيغير من الحقيقة التي لا اختلاف بين الناس بها و هي فساده و فساد حكمه، او من الحقيقة الاهم و هي انه كان كافرًا اكبر او كفرًا دون كفر او مسلمًا.. فاننا اما لا نملك الطاقة على خلعه، او ان ازالته من الحكم تترتب عليه كوارث في بعض البلدان.. او ان التغيير السلمي مع تغيير المجتمع هو الحل الامثل، خصوصًا ان رعية الامير ليسوا تابعين و صحابة.. فخليفته بحال خلعه لن يكون صحابيًا.

فالداعون لرفع السلاح يقرون ان المجتمع مسلم ثم ان سالتهم لم ترفعون السلاح فيبررونه من عند انفسهم بكفر الحكام الذي اجمعوا هم فقط عليه و قد يكون صحيحا و قد لا يكون صحيحا لكن ليس بقدرة احد ان يجعله قول الأغلب بله ان يكون اجماعا

ما اظن هذا الا من فساد التفكير و سوء التدبر.. و الا فهب ان الحاكم فلان قد خلع و مات من مات و ضاعت من المصالح ما ضاعت، و حصلت معجزة الهية فلم تتدخل اي دولة شقيقة او عدوة لافساد الامر، فما نظام الحكم الذي سيسيرون عليه.. كيف سيأسلمون الدولة الحديثة، التي قد لا تكون قابلة للاسلمة.. الاقتصاد و مصالح الناس و القضاء الخ هذه كلها امور لا تجد عند هؤلاء ذكرًا لها، لانهم مشحونون.. كالبنادق، تستخدم و لا تستشار.

فليس المحذور هو النظر الى نفس الشخص لكن المحذور هو استيراد الطبع العسكري او الشخص الذي يغلب عليه الطابع العسكري الشمولي المقدام
و هذا لا يكون الا عندما يكون النظام نفسه غير قابلٍ "للعسكرة" و التركيع.. و فيه مناعة ذاتية من افات العساكر و دكتاتوريتهم و قدرة على استيعاب صرامة الطبع العسكري و ولائه للقوانين.. فناصر كان طاغية لكنه لم يكن لصًا و ان كان من حوله لصوصًا نهابة.. و لو كان الوضع الشعبي يسمح و على درجة من الوعي لما اصبح صنمًا.

الجماعة او المجتمع المدني التي ان ذهبت وتلاشت و لم يكن للمسلمين بعدها امام و لا جماعة فليس على الفرد المسلم المتحرر الا اعتزال تلك الفرق و الجماعات المتناحرة كلها و التزام خاصة نفسه و يدع عنه سياسة و امر العوام....
شكرا لك.

مستفيد..
09-04-2013, 05:48 PM
أتفق مع أستاذي عياض في جعل الجماعة هي الهدف المنشود ولكن اختلف معه في حصر سبل التحقيق في الصبر على الأذى ليس فقط لاختلاف واقع النبي بواقعنا اليوم بل أيضا لقوله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )..والآية لا تستبطن كفر إحدى الطائفتين بل على العكس أدخت الجميع دائرة الإيمان..والغاية هي تحقيق نفس الهدف المنشود وهو الحفاظ على الجماعة..ويبقى الإشكال هو في السبل والقدرة على تحقيق ذلك وهذا موضوع اخر..
وبالعودة للواقع العربي أقول ان لا شيء مضمون حتى وإن اتبعنا طريق السلمية وإنكار القلب..سواء من جهة المحافظة على الجماعة كما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تختلف كليا بأنظمة الحكم في العهد الحديث..ولنا أمثلة في عديد البلدان التي شهدت تطهير عرقي ممنهج يأتي على الطائفة فلا يُبقي منها ولا يذر وقد أثبت التاريخ أن الإضطهاد في الغالب ما يؤدي لتلك النتائج وخصوصا عندما يكون الإضطهاد دافعه عقدي كما هو الحال المصري بتحالف كنسي عسكري وطائفة يسارية راديكلية متطرفة لا تقبل بك بأي حال مشاركا او مشاهدا حتى وإن قبلتَ أنت يجعل من تلك النتيجة حتمية على المدى المتوسط والطويل..كما أختلف معك استاذي من جهة مقارنة أعداد القتلى بين رفع السلاح والرضا بالأذى القليل بوصفها انها أضعاف مضاعفة..فعملية حسابية بسيطة قد تبيّن لك العكس..أستطيع ان أجزم ان اعداد القتلى من المسلمين السلميين في عهدي بورقيبة وبن علي على امتداد خمسين سنة تفوق في حالة ما إذا وقعت حرب..مقابر جماعية اكتشفت بعد الثورة والآلاف قتلوا تحت التعذيب في غياهب السجون وخارجها وغيرهم تحت ضوء الشمس بأحكام الإعدام والتلفيق..وما خفي كان اعظم..وهذا السيناريو واكثر متوقع في ظل حكم عسكري قد يستمر لقرن من الزمان او اكثر..فلك أن تتخيل اعداد القتلى حينئذ...
في رأيي أن اهل مصر غير مخيرين الآن..هم مجبرون على الخيار الذي قلتَ استاذ عياض..ولكن ليس لخلل في المنهج الآخر..وإنما لانعدام التفكير في ذلك قبل انعدام القدرة والتي أراها شرطا اساسيا في هذا المنهج لتحقيق الهدف المنشود المذكور في الآية..وإلا صار الأمر كمن فتح بابا للفوضى لا ندري متى يُغلق..

عياض
09-04-2013, 06:14 PM
إتفق معك في كثير مما ذكرت الاقي مسالة الاقصاء او المقابل المعاصر للتكفير..فجعل المشكل في التوقيت هو نفسه مشكل الاقصاء في ذاته...فالاقصاء و التكفير السياسي سواء في ادبيات المذاهب الفقهية الاولى كما في الفقه السياسي الحديث يجب ان يكون مرتبطا بالقانون و هذا لا يكون الا بما هو ملزم بالقطع او دستوريا بتعبيرنا الحديث و هذا لا يكون الا باجماع و او راي عام كما نعبر عنه انذاك من اتى يرفع سلاحا و امرنا جميع فيقصى كما حدث مع الخوارج..لهذا فكرتك هذه هي نفس فكرة و مرض هذه التيارات و الجماعات سواء منها الاسلامية او الليبرالية من اعتقاد انها الان تمتلك الحق المطلق وان الاخر فقط حليف مؤقت يجب اقصاؤه من بعد..و كان كل منهما قد ادرك العصمة مع ان العصمة للحماعة المحتمع بكامله و التدافع قد يؤدي الى اظهار انك انت من على كثير من الباطل و عدم موافقة السنة الشرعية الموافقة للكونية و ان الاخر ربما اقرب لتحقيقها متك

متروي
09-04-2013, 07:36 PM
المشكلة أن الجماعات الليبرالية لا تسمح لنا بأي عمل مثمر و قد جربناهم في كل مكان و زمان حتى أصبح تجريبهم من جديد تعبير عن العجز السياسي و كلامك يا أستاذ يوحي بإمكانية إصلاح الليبراليين و العلمانيين و الملاحدة العرب بحيث يتحولون إلى أحرار حقيقيين يتقبلون حكم الشعب أو يتقبلون الحق و لو كان عليهم ..
ثم بكلامك عن التكفير تلغي كل مظاهر الكفر الموجودة عند الليبراليين و العلمانيين العرب و تجعل محاربتهم كمحاربة الخوارج لجماعة المسلمين ثم الإقصاء هو إقصاء شرعي قبل ان يكون إقصاء رأي عام ففي الشريعة لا مكان لمن ينكر حكم الله في أن يمارس السياسة فضلا عن أن يحكم و أنت تعرف أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعوا على قتال مانعي الزكاة مع أنهم يأتون بكل أركان الإسلام و لم يكن امتناعهم عنها إلا بسبب عصبية قبلية و كان المسلمون حينها ضعفاء جدا قد انتفضت الجزيرة كلها عليهم حتى لم يعودوا يأمنون على أنفسهم في عاصمتهم و مع ذلك حكمّوا النص و لم يلتفتوا للمصالح و المفاسد الوهمية التي أصحبت اليوم حجة كل من لا يريد العمل فلا يزال يتنازل و يتنازل حتى وصل بنا الأمر بعد عقود طويلة من التصفية و التربية و الإعداد الفقهي و العقدي أن يكون أغلى أمانينا هو الحفاظ على المادة الثانية من الدستور التي لا تعني شيئا على الإطلاق فتهدمها المواد المتتالية بعدها بلا خجل ولا حياء ..
و المشكلة الحقيقية هي في فهمنا للنصوص فإما أن نفهمها كما فهمها الصحابة و التابعين أو نأتي بفقه جديد يوافق المجتمع العلماني لأنه في الحقيقة النصوص لا تساعف و لا تلائم فقه التنازلات المعاصر ..

مستفيد..
09-04-2013, 09:00 PM
قد نقبل ذلك أخي متروي للضرورة..ولكن وجهة نظر الأستاذ عياض أراها أحادية الجانب..بمعنى أنه لا ينظر إلا من معسكر الإسلاميين..والحقيقة أن المعسكر الآخر هو الذي لن يقبل مهما حدث والدليل أن حركة النهضة التونسية لم تترك شيء إلا وتنازلت عنه..ومع ذلك لا يزال معسكر الممانعين يُطالب بالمزيد بل وصرح أحد قيادييهم مؤخرا أنه لن يقبل إلا بعزل النهضة من الحكم..وآخر مكلف بصياغة الدستور وله وزنه بين القوم -ووالله كنتُ أحسبه على خير- يقول ((للأسف لم يتدخل الجيش كما حدث في مصر))..ومحاولة تكرار السيناريو المصري قد حدثت بالفعل وُسربت منذ يومين قائمة لقيادي النهضة المراد اعتقالهم في أولى الساعات في صورة ما إذا نجح الإنقلاب..والحمد لله لم ينجح وهذا ما يُحسب للإسلاميين هناك..صحيح الإخوان في مصر استفردوا بالحكم وأقصوا غيرهم لكن في تونس حصل العكس وتبنت الحركة كل ما دعوتَ إليه أنتَ الآن ومع ذلك كادت أن تكون النتيجة نفسها لو لا أن الله سلّم..هؤلاء أستاذي كفروا بالديمقراطية وكفروا بالشعب وأعلنوها صراحة وقالوا هذا شعب جاهل لا يعرف من يختار..لستُ انا من سيكفرهم دستوريا هم من فعل ذلك ويدعون إليه على مسمع من الجميع..وحتى من لم يُعادي في العلن واتخذ من خطاب نابليون عند دخوله مصر منهجا له..من يضمن لي أن لا يفعل ما فعله الفرنسي إن وصل للحكم..

عياض
09-04-2013, 09:45 PM
اخي متروي الليبراليون لاشك ان بينهم كثير كما وصفت بل بينهم ملحدون متسترون يريدون اجثتات الاسلام نفسه من الوجود و ليس فقط شريعته و لكن و مع ذلك داخل منطق الدولة و العقد الاجتماعي الدي التزمت به الجماعة كلها لامناص من السير فيهم سير المسلمين و ان كنا نعلم يقينا من لخن قولهم نفاقهم و عدم التعرض لهم الا بالقانون المرتضى عليه من المجتمع المدني و هذه كانت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تماما مع المنافقين في عهده محافظة منه صلى الله عليه وسلم على دولة القانون التي يكون فيها الزامية القانون مسنودة برضى الجماعة الذي يتغير ويتطور بالتدافع السلمي داخلها وهذه حصيلة البحوث الحديثة في العلوم السياسية الباحثة عن فهم طبيعة القانون و اصول الراميته و سيادته...اما المرتدين فالاجماع كان على قتالهم حتى يفيؤوا الى العقد الاحتماعي الذي وقعوه و لا اجماع على تكفيرهم كلهم فيما يبدو لكن القدر المقطوع بالاجماع عليه وهو الدي يحقق فعلا نفعية واقعية هو رفعهم السلاح من داخل الدوبة و نقضهم العقد الاجتماعي الذي ارتضاه الجميع اولا بلا مبزر دستوري سائغ...و هذا ما نبه عليه النبي صلة الله عليه وسلم بالتارك لدينه المفارق للحماعة فربط دين الجماعة باجماعها التي تعاقدت عليه و التي لايحل لاحد التنصل من تبعة عقده و يصبر على ما بايع عليه حتى تنقضي المدة و لا ينقضها و يمنع عليه السعي لتفتيت الجماعة حتى لو ادى الامر الى قتله و هذا يحل اشكال الردة بمرة...و المهم ان التزام الجماعة و السواد كما حض النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سيضمن تنزيل ما امكن من المعايير الشرعية المتوافقة مع الحاجات و النوازل و بالتالي تحقيق اكبر قدر من المصالح و دفع اكبر قدر من المفاسد فما راه المسلمون حسنا فهو عند الله خسن...والا فان سعت كل طائفة الى فرض ما تراه هي تطبيقا لهذه النصوص استبدادا وعدا لما تراه بقية الجماعة مصالح موهومة فلن تؤدي الا الى مزيد من الهزائم و القتلى و الدماء و المفاسد و التي لا اتفق بحال مع مستفيد في انها اقل في حال تشتت الجماعة و المجتمع المدني فضلا عن ان هذه الحالة تنمحي معها امكانية معفة الظالم و المظلوم و لا يعود بالامكان مع كثرة الهرج ان يعرقطف القاتل لم قتل و المقتول فيم قتل لاختفاء ادنى مستوى ضروري من التنظيم القانوني المنظم لحركات البشر الحيوانية...
و من جهة صحيح ان جهة الشرق الاوسط منذ مدة طويلة محكومة بعد عهد الاستفمار بمبداين...لايسمح

عياض
09-04-2013, 09:57 PM
لاي نظام مهما كانت شعاراته ان يصل للحكم الا ان اعترف بهما على الاقل ظاهرا امام الناس:
اولهما اعلان فصل الدين عن الدولة و تبني النموذج الغربيءالوضعي للديموقراطية و لايسمح حتى بتبني النمودج نلاجتماعي و الا العقوبات كما هو حاصل مع ايران في تجربتها الحيموقراطية على عيوبها
و ثانيها اعلان و لو ظاهري بقبول وجود الدولة الاسرائيلية و قبول مستوى مبدئي للتطبيع معها...
لاشك ان هذا من عوامل كثيرة توجه محاربة اي نظام لايتبناها و حتى تركيا التي اعلن حاكمها الاسلامي هذين المبداين بمجرد تحويمه و لو بعيدا حول انعاش الفقه و الهوية الاسلامية في الفقه السياسي و تسامحه خارجيا مع اظهار بعض العداء الظاهري لاسرائيل فقاموا بزلزلة الارض تحته...لكن الصبر الصبر و لانستعجل كما اوصى النبي صلى اللهعليه وسلم فالصلاح كالفساد متطرق حتى الى اعتى الرؤوس الصلبة مع التدافع و مرور الزمن..ولاشيئ مضمون لان اصلا الضامن هو الله و الا فما نفع الدعاء والالتجاء اليه لو كان ممكنا ايجاد حلول مضموتة و ان تهدي من احببت و هذه جاهلية فينا هي التي تورث قلة الصبر على المدافعة وبالتالي استعجال الثمرة وبالتابي فشو الاستبداد فينا و الانقسام ما يجعل احتمال ان يورث الله الارض لهؤلاء ممن عددناهم اعداءا لله لكونهم سبقونا في لب التوحيد من الاعتراف بالفقر الذاتي في جميع احوالهم و ليس لسانا فقط و حاله حال اله متفرد برؤيته كما هو حال كثير منا من الاسلاميين

مستفيد..
09-04-2013, 10:34 PM
و التي لا اتفق بحال مع مستفيد في انها اقل في حال تشتت الجماعة و المجتمع المدني فضلا عن ان هذه الحالة تنمحي معها امكانية معفة الظالم و المظلوم و لا يعود بالامكان مع كثرة الهرج ان يعرقطف القاتل لم قتل و المقتول فيم قتل لاختفاء ادنى مستوى ضروري من التنظيم القانوني المنظم لحركات البشر الحيوانية...
أبدا أستاذي لم ادعُ لتشتيت الجماعة..بل على العكس دعوتُ لمنع التشتيت بإقرارك على منهج التوافق مع الإختلاف في مرجعية هذا التوافق أو الغاية منه..وإنما كل ما في الأمر أني أضفتُ إليه طريقا آخر أشار إليه القرآن في الآية التي ذكرت حول قتال الفئة الباغية..وفي هذا أيضا منعا لتشتت الجماعة وقد اشترطتُ في هذا الشق القدرة منعا للوقوع فيما ذكرت عن الهرج وان لا يعرف القاتل لم قتل و المقتول فيم قتل..

واسطة العقد
09-05-2013, 02:29 AM
لا ادري استاذ عياض.. لو كنا سننشئ نظامًا جديدًا فسيكون له كأي نظام اخر منطقة محرمة يمنع لمسها او الاقتراب منها، و ان كان النظام المنشود اسلاميًا فلا يمكن وقتها لحلف علماني ان يكون زميلًا و شريكًا بالحكم على المدى البعيد، لا يمكن ان ننشئ نظامًا مبنيًا على مجموعة من القيم و موقف من الله ثم نسمح بنفس الوقت لمجموعة فكرية اخرى تحمل افكارًا تضرب اساس هذا النظام بالمشاركة بالحكم، و لا اظن هذا مبنيًا على ما ذكرت من علة الاحزاب الاسلامية التي اصبحت كهنوتية و ان كنت لا انفيه... فما اراه هو ان هذا الاقصاء - على المدى البعيد و البعيد ربما.. بعد تنفيذ الاولويات من امن اجتماعي و انتزاع الحقوق من العسكر - ضرورة.. فحتى بمعاقل الشيوعية و الرأسمالية كانت الدعوى للفكر المناهض ممنوعة و مشككة و ربما حتى تؤدي الى السجن و القتل.

و هذا لا يكون الا بما هو ملزم بالقطع او دستوريا بتعبيرنا الحديث و هذا لا يكون الا باجماع و او راي عام كما نعبر عنه انذاك
لا اظن الامر مشكلًا.. و هل تقصد استاذنا بالاجماع اجماع الفقهاء و السياسين و اضرابهم، او اجماع الشعب و عوام الناس او غالبهم ؟

أمَة الرحمن
09-05-2013, 02:40 AM
لا يمكن ان ننشئ نظامًا مبنيًا على مجموعة من القيم و موقف من الله ثم نسمح بنفس الوقت لمجموعة فكرية اخرى تحمل افكارًا تضرب اساس هذا النظام بالمشاركة بالحكم

صحيح، فلا تصحّ شرعاً ولاية المبتدع - و اللّيبراليون كذلك قطعاً - على عامة المسلمين.

واسطة العقد
09-05-2013, 02:51 AM
صحيح، فلا تصحّ شرعاً ولاية المبتدع - و اللّيبراليون كذلك قطعاً - على عامة المسلمين.

انا اتحاشى الحديث باسم الشرع في كلامي عمومًا.. لكن لو سألتني، فلا بأس من ان يكون الليبرالي او العلماني حاكمًا مادمت الظروف اجبرتنا على قبول حكمه.. المهم ان "بعد" استتاب الامر للأمة الاسلامية فإن المشاريع التي تخالف قيم المشروع الاسلامي الغيبية سيتم ايقافها و منعها.. الاشكالية بنظري، هي بعد تحقق الوضع المثالي من استتاب الامن و تجديد ادبيات الاعب الاسلامي الابرز السلفيين و اصلاح المجتمع الخ.. عملية تحويل دولة حديثة الى دولة اسلامية، كيف ستتم بالضبط؟

أمَة الرحمن
09-05-2013, 02:54 AM
ما أخشاه هو أن نغلو في تقدير مبادىء التسامح الانساني و التماسك و التعاون بين أفراد الجماعة المسلمة بمختلف أطيافها - و هي من صميم عقيدة التوحيد دون شك - إلى حد يقربها من مفهوم "المواطنة" (الذي يلغي في تعريفاته التمييز الديني للبشر، فيكون الولاء و البراء لحدود الأرض الجغرافية).

أمَة الرحمن
09-05-2013, 03:07 AM
انا اتحاشى الحديث باسم الشرع في كلامي عمومًا.. لكن لو سألتني، فلا بأس من ان يكون الليبرالي او العلماني حاكمًا مادمت الظروف اجبرتنا على قبول حكمه..

تعمّدتُ أن يكون كلامي عاماً حتى لا يتم اسقاطه بالضرورة على واقعنا الأليم بكل ضغوطاته و تعقيداته المعروفة.

مصلحة الحفاظ على تماسك الجماعة المسلمة من أهم المصالح دون أدنى شك، لكن لابد من ضبط التقدير الشرعي لمصطلح "المصلحة" أثناء الحوار بيننا، حتى لا يُفهم من كلامنا الدعوة إلى تمييع الثوابت (كما يفعل العصريون).

عياض
09-05-2013, 03:20 AM
ما ذكرتماه الآن من الولاء و البراء و الولاية البدعية و غيرها مبني على اجماعات حالية لطوائف حالية كثير منها ان حققت لم يوجد لها سند واقعي في اجماعات المسلمين السابقة فضلا عن ايجادها في اجماع المسلمين الحالي... و هذا ما يفسر استبطانكم الآن أنها ما يجب ان يقوم عليه النظام الاسلامي لأنكم الآن تتصورون ان ما ورثتموه عن طوائفكم قطعي لا مجال للشك فيه لا في دلالته الشرعية و لا في دلالته الواقعية ...و هذا نفس المرض المتلبسة به جميع الطوائف المسلمة...بدعيها و سنيها مسلمها و ليبراليها و حتى منافقيها ...كلهم يرى انه الذي حاز التفسير الأولى للدين و ان ارادته هي الموافقة الآن لارادة الله...مع تحذير النبي صلى الله عليه و سلم من هذا السلوك و الكلام باسم الدين او باسم الله من ان يقول احدنا هذا حكم الله فلا يدري ان كان حكمه موافقا لله ام لا..بينما هذا النبي صلى الله عليه و سلم لم يثبت مطابقة حكم الله قطعا الا للجماعة و المجتمع المسلم ككل ...و هذه القطعية هي التي يبنى عليها الحكم الدستوري في الاقصاء او التكفير ...لهذا لم يكفر السلف الوالي المبتدع الظالم ...و الاجماع المقصود هنا يا واسطة هو الاجماع الدستوري القطعي الذي يكفر مخالفه..اي يقصى صاحبه من التدافع السلمي للسلطة اقصاءا قانونيا بمحاكمة عادلة اي بسيادة القانون لا برفع السلاح ...فهذان مقامان يخلط فيهما الناس كثيرا فيظن ان مجرد التكفير و الاقصاء يفيد خرق سيادة القانون برفع السلاح...و لهذا لا مناص من اعتبار اجماع جميع المجتمع المسلم بدولته حيث يسود القانون و السلطة الواحدة الخاضعة لامام واحد - و ليس الدولة الجغرافية ياامة الرحمن -خاصة في المراحلة الانتقالية كما دلت عليه نفس سيرة النبي في وثيقة العهد الدستورية في المدينة ...و هذا الاجماع الدستوري الذي يكفر مخالفه و يقصى هو الذي ان ذهبت الى اي مسلم لا تجده يقول بخلافه و يعلمه كل الناس كما ان جميع المسلمين الآن لا يختلفون ان الظهر اربع و ان النبي كان اسمه محمدا و امثالها...و هذا الاجماع الدستوري هو الذي صرح على اعتباره كاساس لبناء الفقه و القانون المدني مؤسسو كبار المذاهب الفقهية الأولى كابن المبارك و الثوري و الشافعي و الطبري و غيرهم...و هي طبقة اكثر تحررا في تحرير معاني الاقصاء السياسي ممن بعدهم الذين استغلوا هذه الدعاوي الاجماعية الاقصائية لتبرير اقصاء خصومهم في الرأي و الاجتهاد و انتجت فتنة التكفير و التشرذم التي اصابت الفكر و العقل الاسلامي بالاستبداد بعد ان اصاب الطبقة الحاكمة و العملية السياسية قبلها.....و لهذا تقعون في هذه الدائرة المغلقة من الاقصاء لعدم اعتبار عامل القدرة و الجهل في خلق الاجماعات الدستورية مع ان التدافع السلمي قد يؤدي في مستقبل بعيد الى اقصاءنا نحن في كثير من اقوالنا و مبادئنا و اظهار ان مقولات كثير من الليبراليين هي اقرب الى مقصود الله و رسوله من مقولاتنا و هذا الذي لا قد يصدم البعض الآن و لكن الواقع و سنن الله الكونية و الشرعية لا تحابي احدا ايا ما كان شعاره الذي يرفعه...
و يجب التنويه ان جعل الاجماع الدستوري هو هذا الاجماع لا يعني نفي حجية الاجماعات الأخرى الأضعف التي اختلف عليها الناس بما فيها اجماع الجمهور و اجماع اهل المدينة و اجماع اهل المذاهب الاربعة فلكل منها حجية معتبرة بحسب المصالح و التفصيلات التي فصلها الأصوليون الباحثون في مراتب الاجماع بما ليس هذا موضع بسطه

أمَة الرحمن
09-05-2013, 03:32 AM
بغض النظر عن اختلاف الآراء في كيفية ادارة آليات الحكم في عصرنا الحالي.. ما هو المتوقع من حكم ليبرالي مسلم لاحدى الولايات العامة؟؟

هل نكون اقصائيين و متعصبين ان قلنا أن همّ الليبرالي الأول و الأخير هو تطويع الشريعة لمبادىء و قيم الليبرالية؟؟

متروي
09-05-2013, 03:40 AM
لكن الصبر الصبر و لانستعجل كما اوصى النبي صلى اللهعليه وسلم فالصلاح كالفساد متطرق حتى الى اعتى الرؤوس الصلبة مع التدافع و مرور الزمن..ولاشيئ مضمون لان اصلا الضامن هو الله و الا فما نفع الدعاء والالتجاء اليه لو كان ممكنا ايجاد حلول مضموتة و ان تهدي من احببت و هذه جاهلية فينا هي التي تورث قلة الصبر على المدافعة وبالتالي استعجال الثمرة وبالتابي فشو الاستبداد فينا و الانقسام ما يجعل احتمال ان يورث الله الارض لهؤلاء ممن عددناهم اعداءا لله لكونهم سبقونا في لب التوحيد من الاعتراف بالفقر الذاتي في جميع احوالهم و ليس لسانا فقط و حاله حال اله متفرد برؤيته كما هو حال كثير منا من الاسلاميين

الحق أن التمسك بالصبر الذي لا حدود واضحة له و ذم الإستعجال الغير موجود أصلا هو هروب إلى الأمام لا غير فالأمة في مصيبتها من قرنين من الزمان و هي بين الصبر و التصبر والتصابر و لم ينفعها ذلك في شيء فلا أهل الفساد تابوا و أصلحوا ولا العسكر تخلوا عن الإنقلابات و الدسائس و لا علمانيو العرب و ليبراليوها أصبحوا ديمقراطيين و لا شيء تغير بل هذا الصبر لم يؤدي بنا إلا إلى مزيد من التقهقر ..
و الصبر ليس محمودا في كل حال فإذا لم تنتهز الفرص المتاحة بدعوى عدم التعجل بقيت في ذيل القافلة و لربما طردت منها تماما و الأمثلة على هذا كثيرة جدا , ثم تعليق النجاح على اتفاق الأضداد هو تعليق على مستحيل فلن يجتمع الإسلامي و العلماني و الليبرالي و اليساري إلا على ما ينقص من الدين أو قل لا يتفقون إلا على علمانية صريحة , ثم هؤلاء المفروض فيهم أنهم مسلمون و هؤلاء لا يخيرون في تحكيم الشرع و إلا خيرناهم في العبادات أيضا فتدرجنا لهم فيها أيضا .
ثم القول أن الإخوان استأثروا بالحكم كلام غير صحيح فما ترك الإخوان وسيلة للتودد و التنازل إلا فعلوها ثم نأتي و نتهمهم بالإقصاء ؟؟؟ فقوائمهم الإنتخابية كانت مملوءة بشذاذ العلمانيين الذين يسلقونهم اليوم بألسنة و أحزمة حداد مثل مصطفى بكري و حزب الوفد و غيرهم ثم اللجنة التأسيسية تنازلوا فيها عن حقهم القانوني في تشكيلها كما يشاؤون بما أن القانون أعطى لهم الحق في ذلك و الوزراء أغلبهم من غيرهم و المحافظين كذلك بل حتى ادراج الشريعة في الدستور رفضوه و في تونس ألغوا المادة الثانية تماما و جرموا جماعة أنصار الشريعة ووصموها بالإرهاب و معاهدة كامب ديفيد عضوا عليها بالنواجد فأي شيء بقي للإخوان ليفعلوه حتى يتدافع المجتمع سلميا ؟؟؟
فنحن عندما نتحدث عن طائفة العلمانيين و النصارى و العسكر نتصور فيهم حسن النية أو الإستعداد للإذعان للحق أو نتصور فيهم الخوف على الوطن أو حتى نتوهم فيهم التدين و هذا مناقض للحقيقة التي أعلنها الله عز وجل بأن هؤلاء لن يرضوا عنا أبدا حتى نترك ديننا فهم اليوم في مصر غير راضين على حزب النور رغم كل الطوام التي ارتكبها من أجل ارضائهم فهؤلاء العسكر و النصارى و العلمانيين حقيقتهم أنهم طائفة ممتنعة عن الشرائع ليست شريعة واحدة كالزكاة بل كل شرائع الإسلام مجتمعة و النظر إليهم بغير حقيقتهم هو حرث في ماء و نفخ في رماد و لا يعني هذا أننا نجزم بعدم توبة فلان أو فلان منهم بل ذلك ممكن و جائز لكنه غير مؤثر في الطائفة و عندنا البرادعي أحد كبرائهم لم يرضى عن فعلهم فكان ماذا ؟؟؟ ثم في الحالة المصرية لو فكرنا بطريقة بعيدة تماما عن الدين لرأينا أن الوضع لا يحتاج تفكير فهو من الوضوح كشمس النهار
خرق للدستور المجتمعي و انقلاب على الرئيس الشرعي و الشرعية و إلغاء الدستور و قتل الناس و سجنهم و تعذيبهم و منعهم من حقوقهم في التعبير و التظاهر و تكميم الافواه بإغلاق القنوات و إعادة النظام السابق بكل صفاقة و كتابة دستور جديد دون انتخاب بل بالتعيين الخبيث و فرض الطوارئ فماذا بقي من حجة حتى يجيز الناس الثورة ؟؟؟
فالجهاد في الإسلام لم يشرع فقط لقتال المحتلين بل شرع أيضا لقتال الخوارج و البغاة و الخارجين على الشرع و حفظ الدين مقدم على حفظ النفس و المخاوف الموجودة في قتال يضمن العيش الكريم للأجيال المقبلة هي ذات المخاوف الموجودة في طرد المحتل و العيش تحت طاغوت عسكري ابن بلدي لا يختلف في شيء عن العيش تحت حاكم محتل بل الحقوق تحت الحاكم المحتل قد تكون مضمونة أكثر و الأمثلة كثيرة فهل هناك إحتلالا أسوأ من حكم القذافي و بشار و صدام فهؤلاء لا يتورعون عن شيء
فعرب إسرائيل أكثر حرية منا نحن العرب و أكثر بنا رحمة من حكامنا الذين يقصفوننا بالكمياوي في حلبجة و الغوطة و يذبحوننا كالخراف و يسجوننا بالعشرين و الثلاثين سنة من أجل كلمة اتق الله ؟؟؟؟ فإذا نظرنا إلى الامر على حقيقته هذه نتعجب من تفريقنا بين قتال الأعداء الخارجيين و الوطنيين و كأن الوطنية أصبحت وثنية فمن منظور إلحادي من يمنعني حقي هو عدوي كائنا من كان و من منظور إنساني المستبد عدو كل حر و من منظور ديمقراطي الديكتاتور عدو الحياة و من منظر ديني متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ..فإذا عجزت عن القتال فلا تعجز عن قول الحق و الصدع به و لاتعجز عن مفارقة أهل الباطل و التبرء منهم و الإعداد الحقيقي لإسترجاع الحق في الحياة ..

واسطة العقد
09-05-2013, 03:50 AM
حقيقةً لم اكن اقصد الولاء و البراء و الولاية البدعية و بقية هذه المفاهيم الشرعية.. كلامي كله كان يدور حول اصلٍ بسيط، لا يمكن لنظام سياسي ان يحتوي حزبًا افكاره تسعى لتقويض هذا النظام نفسه... ليس لأن هذا الحزب خائن للوطن بل لأن ادبياته و مفاهيمه التي عقد لأجلها تناهض هذه الدولة نفسها و تسعى لتغييرها، مثلما يسعى الاسلاميين بشتى الطرق لتغيير الدول الحالية لدول اكثر توافقًا مع الاسلام.. كحزب رأسمالي بروسيا السوفيتية، كحزب اسلامي جَلد في بلد علماني، او كحزب مرجعيته علمانية في بلد اسلامي افتراضي قادم.

عياض
09-05-2013, 03:51 AM
هل نكون اقصائيين و متعصبين ان قلنا أن همّ الليبرالي الأول و الأخير هو تطويع الشريعة لمبادىء و قيم الليبرالية؟؟
بدون تردد نعم...لمبدأ من احدث المبادئ القانونية الموجهة للتداول السياسي المعاصر للسلطة و من اقدم المبادئ الاسلامية الموجهة له ايضا...اي ان الأحكام السياسية كما القانونية الفقهية انما تناط على الظواهر و الله يتولى السرائر...فربما يكون مصود الدكتور حمزاوي فعلا هو نفس مقصود واسطة من استغلال كلمة الشريعة كتحالف مؤقت ثم بعدها تطويع هذه الشريعة من مضمونها و اقصاء الاخر من بعد بدون اي مبرر او حاجة واقعية...و هو وارد كما ان قبول اليهود و هم كفار بخلاف حمزاوي المسلم و الذي ربما يكون عند الله اتقى مني و منك...قبولهم بالحكم النبوي التوافقي لم يكن الا ضغينة و انتظارا للفرصة ان تفشل التجربة فينقضون عليها بمؤامراتهم ...و لا يمنع هذا المبدأ الديموقراطي ان يكون كل حزب له هامش مناورته الاستخبارية لتحديد انماط مناوراته السياسية ...كما انه من السيرة نعلم ان النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته اخذوا احتياطهم مع جميع الفرق التي خلافها قطعي مع المشروع الاسلامي المستقبلي بما فيهم كفار مكة الذين قبلوا بالتوافق ايضا فكان تاليف القلوب وفي نفس الوقت عزل القيادات عن المناصب القيادية مناورة قوية فضلا عن المنافقين ايضا في سياسة نبوية ادت الى مدافعة علمت المسلمين انفسهم كثيرا و اثتبتت لهم خطأ مصالح و مقاصد شرعية كانوا يظنونها قطعية كما في الحدييية و حنين و غيرها.....لكن يبقى دائما انه يجب ان يكون سبيل هذه المناورات سلميا مهما تنوعت درجاتها بين الترغيب و الترهيب و الحلم و الصفح و الجهاد القولي و القلبي..لكن دائما المحافظة على الطابع السلمي الداخلي ما امكن و عدم تفجيره حتى لا يقال ان محمدا يقتل اصحابه و حتى لا يحدث انقسام...و اللعبة كانت بان ياخذ بعين الاعتبار عامل الوقت ...الوقت يجعل المجتمع يتطور مع تزايد تدافعه السلمي و بتطوره تظهر حاجات واقعية التي هي من يحدد فعالية التشريع النافع...بحيث يبدأ الرأي العام مادام متماسكا يبدأ بالمطالبة و تفهم التشريع النافع...فان كان حقا تشريع الهي ما حسب ما يفهمه السلفيون حقا او حسب ما يفهمه الاخوان حقا او حسب ما يفهمه الليبراليون حقا فهذه القطع كلها مجتمعة سيظهر فعلا ايها حقا ووواقعا و ليس فقط تنظيرا منسجما منطقيا وذهنيا هو مقصود الله و ارادته و ما يراه حسنا فحيثما وجدت المصلحة بهذا الشكل فثم شرع الله بغض النظر عمن خرج من فمه اسمي ليبراليا او سلفيا او اخوانيا ام ما كان

أمَة الرحمن
09-05-2013, 04:02 AM
اي ان الأحكام السياسية كما القانونية الفقهية انما تناط على الظواهر و الله يتولى السرائر...

أنا لم أتطرّق للنوايا، بل كان كل حديثي عن الظواهر. فالمعتقدات و القناعات الفكرية ليست حبيسة العقول و القلوب، بل تترجم عملياً على أرض الواقع.

و من يعلن اعتقاده صراحة بأن تطبيق الشريعة - مطلق التطبيق، و ليس التدرج فيه - لا يتناسب مع هذا العصر اطلاقاً، فكيف نتوقع منه حرصاً او انصافاً لشريعة الله حين يمسك بزمام الحكم؟؟؟

ابن عبد البر الصغير
09-05-2013, 04:03 AM
عن نفسي مع احترامي للكاتب لا أجدني موافقا لكثير مما قيل هنا من الكلام، وقد أسفر صاحب المقال عن رأيه بمداخلته الأخيرة هذه، والمقال الذي لم يعضده صاحبه بما قال الله ورسوله بل بكلام مرسل ليس له مستند شرعي في غالبه يؤدي إلى فكرة كبرى :

1- ان الليبراليين والعلمانيين هم إخواننا في الدين يجب إشراكهم في الحكم ومراعاة مصالحهم ضاربين عرض الحائط مسائل الولاء والبراء لأنها في ظن الكاتب مجرد : إجماعات متوهمة ليست لها سند واقعي وإيمان دغمائي ورثناه من طوائفنا ... ولم لا الإعراض عن الحكم بالشريعة لضمان المصلحة المتوهمة في " الإجماع الدستوري ". فعند كاتبنا الحاكم الذي يخنق الدعوة ويؤسس للعلمانية ويعتقد بازدراء الشريعة وأنها ليست صالحة لنا هو ظالم وليس ملتبسا بفسق اعتقادي . أما كل ما قيل في تكفير المعين ونواقض الإيمان فهو من التشدد الذي يجب النظر فيه من جديد .


2- أن الأصوليات الحالية لأهل السنة وجب إعادة النظر فيها كمسألة ولاية المخالف والحكم بالشرع وغيرها لأنها موروث فقهي يتعارض مع واقعنا المعيش ! فعلينا ان نطبق ما يجمع عليه الناس لا ما أنزله الشارع الحكيم.

3- أن الإجماع المتحقق الانعقاد هو للمجتمع بأهل ذمتهم وكفارهم وأهل بدعهم .

ثلاثة أفكار كبرى استخلصتها من مقال غامض في جملته نظرا لانعدام التحرير والتحقيق في المناطات وعدم القصد في الطرح وتعريف بعض المصطلحات، وكأن الأخ حفظه الله يخشى من التصريح بشيء ، ولربما يا أخي الكريم لكثرة اطلاعك على الفلسفات الغربية علقت بذهنك أشياء وغابت عنك في الشرع أشياء جعلتك تبني هذا الموقف " العصري " .

ولربما نقتسم نفس التخصص في العلوم الإنسانية ونعرف لجج الخوض فيها سويا، ومع احترامي فإن دعوتك هذه ليست على الجادة ولا هي استقامة على الطريقة فأعد النظر في هذه القناعات المتلبسة ببعض الأفكار الفلسفية، فنحن أهل السنة نمتلك الحق الرباني ولا نشك فيه قيد أنملة فالمسألة ليست محتاجة إلى إجماعات وإنما هي صريحة نصوصا قرآنية وسنية زاخرة، والنص أعظم في مصادر التشريع من الإجماع - على فرض عدم وقوعه - { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } .. { وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلصَّالِحِينَ } ..{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } وقول النبي صلى الله عليه وسلم [ قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ] ... [ فَجَاءَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فقال يا رسولَ اللهِ أَلَسْنَا على الحَقِّ وهُمْ على الباطِلِ؟ قال بَلَى ] ..

فأخرج لنا حججك الشرعية في مواقفك مستدلا بالوحي واتركني من بنيات الطريق ونتائج التأثيرات المتنوعة حفظك الله ورعاك .

فالآفة هي الركون للحلفاء الليبراليين والعلمانيين وهي ما وقع فيه الإخوان وحزب النهضة وغيرهم، قدموا التنازلات تلو الأخرى وخاطبوهم بكل ود وعينوهم في كثير من المراكز وانظر ماذا حصدوا ؟ سوى أشواك الخيانة والانقلاب والتآمر .

واسطة العقد
09-05-2013, 04:05 AM
أنا لم أتطرّق للنوايا، بل كان كل حديثي عن الظواهر. فالمعتقدات و القناعات الفكرية ليست حبيسة العقول و القلوب، بل تترجم عملياً على أرض الواقع.

بالامكان تدجين هذه الاحزاب العلمانية و جعلها تفقد اي قدرة على استقطاب او تغيير.. لكن مجرد بقائها بالصورة يعني انها كفيروس قاتل مجمد، ما ان يفك الثلج عنه حتى يبدأ بالعمل.. يبدو لي ان اساس الدولة الاول هو الاقصاء، مثلما ان النفي اول اساس للاثبات.. تحديد من ينتمي لهذه الدولة لا يبدأ قبل تحديد من لا ينتمي و ان كان ضمنيًا.. و هكذا.

متروي
09-05-2013, 04:06 AM
بحيث يبدأ الرأي العام مادام متماسكا يبدأ بالمطالبة و تفهم التشريع النافع...فان كان حقا تشريع الهي ما حسب ما يفهمه السلفيون حقا او حسب ما يفهمه الاخوان حقا او حسب ما يفهمه الليبراليون حقا فهذه القطع كلها مجتمعة سيظهر فعلا ايها حقا ووواقعا و ليس فقط تنظيرا منسجما منطقيا وذهنيا هو مقصود الله و ارادته و ما يراه حسنا فحيثما وجدت المصلحة بهذا الشكل فثم شرع الله بغض النظر عمن خرج من فمه اسمي ليبراليا او سلفيا او اخوانيا ام ما كان

الرأي العام قبل الثورة في مصر و في كل بلاد المسلمين كان متماسكا و لا يزال متماسكا في معظمها و لم يبدأ لا بالمطالبة ولا بتفهم الشرع ..
و أما كون الإستحسان دليل على مقصود الله فكلام باطل ففي المجتمعات الأوروبية عندهم استحسان عظيم لتشريعاتهم بل هذا الإستحسان متعد إلينا بشكل كبير جدا و ليس هو مقصود الله و يستحيل ان يكون مقصود الله و يستحيل ان يعرف الليبرالي مقصود الله و هو الذي لا يبحث عنه أصلا ..

أمَة الرحمن
09-05-2013, 04:08 AM
حقيقةً لم اكن اقصد الولاء و البراء و الولاية البدعية و بقية هذه المفاهيم الشرعية.. كلامي كله كان يدور حول اصلٍ بسيط، لا يمكن لنظام سياسي ان يحتوي حزبًا افكاره تسعى لتقويض هذا النظام نفسه... ليس لأن هذا الحزب خائن للوطن بل لأن ادبياته و مفاهيمه التي عقد لأجلها تناهض هذه الدولة نفسها و تسعى لتغييرها

أصبتِ، أختي.

و أعتذر.. كان عليّ أن أترك عبارتك البسيطة الواقعية على ظاهرها و لا أقحمها في تفسيرات فقهية قد يختلف بعضنا عليها.

أندلسي
09-05-2013, 04:11 AM
بدون قراءة الردود كلها ، أنا متأكد إن عياض صح حتى لو اجتمعتم ضدّه في الرأي

واسطة العقد
09-05-2013, 04:11 AM
و أعتذر.. كان عليّ أن أترك عبارتك البسيطة الواقعية على ظاهرها و لا أقحمها في تفسيرات فقهية قد يختلف بعضنا عليها.

لا داع للاعتذار :):

أمَة الرحمن
09-05-2013, 04:16 AM
بدون قراءة الردود كلها ، أنا متأكد إن عياض صح حتى لو اجتمعتم ضدّه في الرأي

الأستاذ عياض على العين و الراس، لكن عبارتك هذه هي من التعصب المذموم (وأستاذ عياض هو أول من سيعيبكَ عليها).

عياض
09-05-2013, 04:22 AM
الحق أن التمسك بالصبر الذي لا حدود واضحة له و ذم الإستعجال الغير موجود أصلا هو هروب إلى الأمام لا غير فالأمة في مصيبتها من قرنين من الزمان و هي بين الصبر و التصبر و لم ينفعها ذلك في شيء فلا أهل الفساد تابوا و أصلحوا ولا العسكر تخلوا عن الإنقلابات و الدسائس و لا علمانيو العرب و ليبراليوها أصبحوا ديمقراطيين و لا شيء تغير بل هذا الصبر لم يؤذي بنا إلا إلى مزيد من التقهقر ..
حدوده هو انتظار ظهور العصبية الجامعة الغالبة لجميع الجماعة ...و على هذا صبر النبي صلى الله عليه و سلم 13 عشر سنة لم يحرز فيها من التقدم حتى اقل مما احرز اليوم و مع ذلك ما زال يذم عليهم الاستعجال و الاستعجال في رفع السلاح في وجه مجتمع كافر بله مسلم لم تتحقق فيه شرط الجماعة...الضروري ليتحقق معها شرط السنة.....اما ان استشهدت انه قرنين من الزمان فخذ باعتبارك اننا ما زلنا في استبداد و الحاد و غنوضية و امراض لا حصر لها مدة خمس قرون قبلها بلا شك و لا تردد...مع ان الصحوة لم تبدأ على المستوى الجماعي من قرنين و انما بدأت حقيقة على المستوى الجماعي من الاستعمار الى ايامنا..اما قبله فكان عامة الناس ما زالوا على اعتقاد انهم شعب الله المختار الصافي الذي يوازي او يكاد مجتمع الصحابة...اما انه لا نتائج فغير صحيح ايضا..فلم يكن التحرر من الاستعمار الا نتيجة هذه المغالبة الصبرية و لو انهم استعجلوا الانقضاض على بعضهم البعض قبل الاستعجال على عدوهم الخارجي لكانوا الآن ما زالوا تحت بيادة هذا المستعمر ....و نفس المدافعة بعدها حققت نتائج فقط بالصبر ...فلم يؤتي استعجال من رفع السلاح في العقود الماضية لفرض نظرته في التغيير و ازالة الطواغيت الا تشرذما اكبر و دماءا اكبر و كوارث اكبر و اكثر من ذلك نفور الناس منهم و مما يدعون اليه اكثر فاكثر و هذا مشاهد وواقع ...لكن انظر الى مصلحة ازالة الطواغيت هذه لما اصبحت حاجة واقعية شعبية جماعية تلمستها الجماعة كلها تقريبا مع الصبر و رفع انكار المنكر بالقلب و اللسان كيف وصلت الى قلبها بمساعدة من لم يكن احد يتوقع ان يساعدها او ان يستعمله الله في تتميم غرضها و بأقل الخسائر و هو ما يؤكد ان ما رآه المسلمون كلهم حسنا فلا بد ان يكون عند الله حسنا ليس شرعا فقط و انما واقعا و كونا ايضا...اما ان اننا استعجلنا بعدها مرة اخرى و اخرى بفضل خمر و نبيذ النجاح غير المتوقع ثم نعود فنلوم الصبر و التبصر و البحث عن الجماعة كلها فهذا من طبع الانسان الظلوم الجهول الذي بحث عن حتفه بظلفه و اغتر بكثرته فاضاع فرصته في احد و حنين...لكن بدلا ان يقوم بما قام به الأصحاب من لوم انفسهم يستثقل توجيه غضبته و احباطه الى نقد نفسه و تطويرها ليبحث عن الحل في رفع السلاح و ليكن ما يكون فلا غرو ان لا يعيد اليه الله كرة بعد فرة و من يدري لربما لهذا الظلم و الجهل فيه و الكذب على نفسه و الذي كان غالبا على اليهود في هزيمتهم و انتظارهم المخلص لكي يرفع السلاح و يذبح العرب الوثنيين ذبحا من يدري ان يجعل الذي ينظر في القلوب لا في الصور ينزع منه الراية لعطيها لنفس هذا الخصم الذي كثير من افراده استنكر هذا الظلم و لم يقبله و لا دعا اليه ....
اما الخوارج و غيرهم فحين يكون عندك هذا الشرع او القانون متعاقدا عليه في جماعة سلمية ارتضت وسائل سلمية للتعبير عن رضاها و يخرج بعدها احد فنعم انذاك لرفع السلاح و لكن ليس بامرك و لا بامر جماعة او طائفة...بل بامر هذه الدولة التي ارتضاها الجميع...اما ان تقوم الآن و لا سند قانوني لك من الجماعة للقتال و الدفع و ما تسميه انت جهادا فهذا رأيك انت و رأي طائفتك لا ملزم لغيركما به لا من شرع و لا من واقع...و الحال في القتال بغير رضا الجماعة و بغير وجودها بنصوص النبي الكثيرة صلى الله عليه و سلم و بدلالة الواقع التاريخي و بشبه اجماع من فقهاء المسلمين و الغرب ممن نجحت دولهم و بتجارب نفس الجهاديين نفسهم لم يورث الا قتلا اكبر و دماءا اكبر و فتنا لم تنتهي حتى الآن الا باستبداد اكبر و قتل يكاد يكون تاما لفرص نشوء فرصة جديدة لتحقق الرضا الشعبي بان يحكم الناس انفسهم...و ليس هذا تشبتا بالوطنية بمفهومها العرقي القومي و انما هي وطنية الاسلام او الوطنية الفقهية الأوسع التي ترتكز على وجود الجماعة وضرورتها لنشر السنة سلميا داخلها و احتكار الدولة فقط للعنف بحكم القانون و الذي ان اخذنه جماعات اخرى فلا نتائج في الغالب الأعم الا الدماء و الفتن و الحروب الأهلية و الديكتاتورية مرة اخرى في نهاية المطاف التي فعلا الاستعمار العادل اهون منها...و عندي صدقني سيدي اي طرف في هذا العالم وصل به التدافع السلمي الى تطبيق مبادئ الحرية و العدل بين افرادها بحسب ما يرتضيه نهج السنة و الجماعة بمفهومها الأوسع السلمي داخليا فمرحبا به فلسنا الا انسانيين و رسالتنا هذه ليست الا رسالة عالمية لا جنس و لاعرق و لا وطن يحتكرها و انما هي مصالح و مفاسد من وصل الى النظام الأمثل لتوزيعها بالعدل بين الناس بالشكل الأمثل فمرحبا به ليحكم العالم و يرث الأرض فلا شك انه سيكون انذاك الأقرب لحكم الله و رسوله ممن لم يستطع تحقيق عشر ذلك حتى في طائفته و جماعته التي ينافح عنها .و الله اعلم

عياض
09-05-2013, 04:46 AM
صحيح يا اندلسي...اكثر ما يضرنا اليوم في نقاشاتنا هو التطبيل و كان فردا منا يمكن ان يملك الحق كله ...
ثانيا احب فقط التنويه ان الجميع هنا ينتقد هذه الفكرة في التوافق في الجماعة او المجتمع اليوم و ان تماسك الجماعة و اجماعها هو الضمانة الأولى للانطلاق الى ما بعدها من التدافع لنشر مزيد من السنن...ان الجميع هنا فيما يبدو لي ينتقدون بناءا على ان مراد الله و مقصوده لهذه الفترة هو تطبيق الشرع الآن و ان العلمانيين و الليبراليين الآن ليسوا مسلمين الآن عند الله يجوز مشاركتهم الآن في الحكم فضلا عن النصارى يقينا و غيرهم و هو جعلهم الآن فكرتهم الأن و فكرة جماعة معينة الآن عن ان هذا مقصود الله هو الاجماع...و يريد فرضه مع انه يمكن ان لا يكون مقصود الله الآن ان يطبق شرعه بكامله الآن ما دام لم تتيشر ظروفه و قد يكون مقصود الله بخلاف كلامه هو او كلام جماعة فلان ااو علان من ضرورة اقصاء العلمانيين او الليبرالييين الان .فان سألتهم من اين سندكم الاجماعي هذا لم يستطيعوا ان ياتوا باجماع الآن من الجماعة المسلمة او المجتمع المسلم اليوم...و نحن نعلم الآن ان مقصود الله ان الناس الذين يقولون لااله الا الله مع فشو الجهل بكل شرائع الاسلام انه هذا مقصود الله في تلك الفترة و ان هذا ينفعهم الى ان يتغير حالهم و يتطور و نعلم الان ان مقصود الله قطعا كان مع مشاركة مع اليهود و النصارى في الحياة السياسية اول عهد المدينة مما ترك كثير منه بعدها مع ظهور الحاجات التي لم تكن تظهر من قبل و ظهور القدرة على ما لم يكن قبل مقدورا و كذلك نعلم ان مقصود الله كان في فترات عدم تطبيق تحريم الخمر و لا عدم رفع السلاح على العدو الخارجي و كثيرا من الأحكام التي لم يكن مقدورا عليها و لم تكن تظهر حاجاتها الاجتماعية حتى ظهرت و تم تشريعها ...مع علمنا ان كثيرا من الخواص ما كان يشرب الخمر و كان يرى رفع السلاح و الجهاد على العدو الخارجي حتى وافق الوحي نظره...فالرجل الآن و جماعته ما ان يرى ان هذا هو الأفضل نظريا و على مدى البعيد حتى يجعل ذلك هو مقصود الله الآن و كل من لم يرى ذلك من العلمانيين و الليبراليين و لم يرى ان ذلك مقصود الله لغلبة الجهل و الشبه و عدم ظهور الحاجات الواقعية لتشريعها الآن بسبب الحجب المتراكمة من قرون و ان كان يقر بالله و بشرعه كمبدأ ...ويطير بهم حتى يجعلهم خارج الجماعة المسلمة المستحقة للمشاركة السياسية...و من ثم الى تبرير رفع السلاح و تشتيت هذه الجماعة المبدئية التي بدون قاعدتها فلا فرصة لنا للتطور الى ان يصل النظر الى شرع الله مع تطور الحاجات الواقعية الى ان يكون اجماعا اغلبيا او تاما بعد اجماع من العوام و ان سألتهم بعدها هل تكفرهم و اتباعهم الذين يقتربون من نصف المجتمع يناقض نفسه و يجعلهم مسلمين داخلين في الجماعة و هذا باعتراف الأصوليين ان كانوا في الجماعة فلازم اعتبارهم في تكوين الاجماع القطعي الذي يكفر مخالفه ...و كلام العلماء المقاصديين كثير هنا في الكلام عن الواجبين المتعارضين لغلبة الجهل و قلة السنن و عدم القدرة على تطبيق الشرع الواجب كثير جدا نقل بعضه الأخ مناع مالك هنا
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54098-%DD%DE%E5%F1-%DB%C7%C6%C8-%DD%ED-%D9%E1%E3%C9-%C7%E1%C3%E5%E6%C7%C1
و هو كلام نفيس اشكره على ايراده لكن صعوبة الكثير منا على الخروج عما يراه حقا واجب الاتباع بدل ان ينظر ان واجب الاتباع هو ما تراه الجماعة كلها و عليه اسم السنة و الجماعة على التحقيق في القرون الأولى هو الذي ينتج كل هذا التخبط و التعجل الذي لن يزيد الفتن الا فتنا اخرى....و لا اقول ان ما اقوله حق و لا انه المطلوب و الا سقطت في نفس ما اعيبه و انما هو محاولة للنظر الى الموضوع بطريقة تصيب او تخطئ لكن هدفها الا نفرض تصوراتنا عن الشريعة و الدين على انها هي الدين القطعي سواء في مستواه التاريخي النبوي الكامل او مستواه الحالي النوازلي ...و الله اعلم

أندلسي
09-05-2013, 04:50 AM
صحيح يا اندلسي...اكثر ما يضرنا اليوم في نقاشاتنا هو التطبيل و كان فردا منا يمكن ان يملك الحق كله ...

لا أطّبل لك ، لكن طول عمري في هذا المنتدى وأنا في خلافات سياسية مع ( واسطة - متروي - أم سمية - أبو حب الله) ، وهم الآن في خلاف معك . بالتأكيد سأتفق مع رأيك وأنا مغمض العينين

أندلسي
09-05-2013, 04:53 AM
وللمعلومية فقد بحّ صوتي وأنا أنادي بخطر حمل السلاح من قبل أن يبحّ صوتك . وأنتهى المطاف بطرد عضويتي القديمة . أتمنى ألّا تلقى نفس المصير

واسطة العقد
09-05-2013, 04:59 AM
احب فقط التنويه ان الجميع هنا ينتقد هذه الفكرة في التوافق في الجماعة او المجتمع اليوم و ان تماسك الجماعة و اجماعها هو الضمانة الأولى للانطلاق الى ما بعدها من التدافع لنشر مزيد من السنن..
.ان الجميع هنا فيما يبدو لي ينتقدون بناءا على ان مراد الله و مقصوده لهذه الفترة هو تطبيق الشرع الآن و ان العلمانيين و الليبراليين الآن ليسوا مسلمين الآن عند الله يجوز مشاركتهم الآن في الحكم فضلا عن النصارى يقينا و غيرهم و هو جعلهم الآن فكرتهم الأن و فكرة جماعة معينة الآن عن ان هذا مقصود الله هو الاجماع...و يريد فرضه مع انه يمكن ان لا يكون مقصود الله الآن ان يطبق شرعه بكامله الآن ما دام لم تتيشر ظروفه و قد يكون مقصود الله بخلاف كلامه هو او كلام جماعة فلان ااو علان من ضرورة اقصاء العلمانيين او الليبرالييين الان .فان سألتهم من اين سندكم الاجماعي هذا لم يستطيعوا ان ياتوا باجماع الآن من الجماعة المسلمة او المجتمع المسلم اليوم...و نحن نعلم الآن ان مقصود الله ان الناس الذين يقولون لااله الا الله مع فشو الجهل بكل شرائع الاسلام انه هذا مقصود الله في تلك الفترة و ان هذا ينفعهم الى ان يتغير حالهم و يتطور و نعلم الان ان مقصود الله قطعا كان مع مشاركة مع اليهود و النصارى في الحياة السياسية اول عهد المدينة مما ترك كثير منه بعدها مع ظهور الحاجات التي لم تكن تظهر من قبل و ظهور القدرة على ما لم يكن قبل مقدورا
لا استبعد ان يكون كلامي قد اوحى بما لا اقصده... لا شك ان التوافق و الامن الاجتماعي الذي يعطي للناس فرصة بأن يتنفسوا و للاحزاب فرصة بأن تعيد ترتيب انفسها و مراجعاتها و تحدد سياساتها مما لا يحصل الا بالاجتماع على ما يقربنا مع من الشق بيننا و بينهم اقل و تجمعنا المصلحة بأن ينتهي الوضع البئيس هذا من العلمانيين امثال حمزاوي و غيره حاجة و مطلب،.. و لا اظن عاقلًا سيدعو لتطبيق الشرع كاملًا الان.. فنحن اساسًا لا نملك فكرة بعد عن كيفية تطبيق هذا الشرع و لا تصورًا للعملية.. او معرفة لامكانيتها من استحالتها، و ما تحته خط هو مدار كلامي عن "اقصاء" العلمانيين عن المشاركة السياسية.. و الذي يبدو اني لم احسن صياغته، و الذي لا يدخل فيه حكم الولاء و البراء الذي لم اتحدث عنه قدر تحدثي عن نظام يحتوي حزبًا يخالف اسسه مما يهدد بهدم ذاتي للنظام نفسه، و لا ازال اقول ان العلمانين سيكونون حليفًا مؤقتًا.. لكني حتمًا لا ادعو لاقصائهم على المدى القريب او ربما البعيد.. الى ان يتيسر لنا ما تيسر للصحابة بالمدينة عندما لم يعد لليهود الا حقوقهم المدنية كاملة و انتمائهم للدولة الاسلامية.

أمَة الرحمن
09-05-2013, 05:03 AM
ان الجميع هنا فيما يبدو لي ينتقدون بناءا على ان مراد الله و مقصوده لهذه الفترة هو تطبيق الشرع الآن

لا أستطيع أن أتكلم بلسان أحد، لكنني من الذين يرون حتمية التدرّج في تطبيق الشريعة، و أنه لا يجوز أن يتمّ ذلك قبل تهيئة المجتمع و تصفيته أولاً.


و ان العلمانيين و الليبراليين الآن ليسوا مسلمين الآن عند الله يجوز مشاركتهم الآن في الحكم فضلا عن النصارى يقينا و غيرهم

لا أكفرّ عامة الليبراليين و العلمانيين، و ليس لأمثالي حق التكفير. لكني لا أرى أدنى حرج من أن نصفهم بالمبتدعة، فهو أليق وصف لهم، لأنهم ببساطة جاؤوا بما ينقض أبسط و أوضح أساسيات الشريعة (من أنها صالحة و مصلحة لكل زمان و مكان) و هذا لم يقل به حتى أفسق مبتدعة القرون الماضية.

لابد من تسمية الأشياء بمسمياتها، فليس من مصلحة "التدافع السلمي" خلط الحابل بالنابل.

و نحن لا ننكر حق هؤلاء في المشاركة و التعاون، لكننا ننكر احتكارهم لولاية عامة يفسدون فيها على الناس دينهم (وان أصلحوا شيئاً من مصالح دنياهم في الظاهر). و يكفي أن هذه الأيام أثبتت لنا مدى عداوة عامة الليبرالين - و لا يعتد بشواذهم المنصفين - لشريعة الله ككل.

أبو يحيى الموحد
09-05-2013, 05:04 AM
حسنا , درءا للفتنة :
إما نترك الاستاذ الغالي عياض يقول رأيه و ان يترك له الموضوع يفضفض فيه
او
يغلق الموضوع بعد اذن صاحب الموضوع
او
نخسر احد المحاورين او الاعضاء !

أمَة الرحمن
09-05-2013, 05:05 AM
لكن طول عمري في هذا المنتدى وأنا في خلافات سياسية مع ( واسطة - متروي - أم سمية - أبو حب الله) ، وهم الآن في خلاف معك . بالتأكيد سأتفق مع رأيك وأنا مغمض العينين

هذا لا يخرجك من مفهوم التعصب. فقد يكون الحق أو طرفاً منه مع أحدٍ من هؤلاء الذين اختلفت معهم.

أمَة الرحمن
09-05-2013, 05:09 AM
حسنا , درءا للفتنة :
إما نترك الاستاذ الغالي عياض يقول رأيه و ان يترك له الموضوع يفضفض فيه
او
يغلق الموضوع بعد اذن صاحب الموضوع
او
نخسر احد المحاورين او الاعضاء !

أصبحت كلمة (فتنة) بعبع نتطيّر به عند أدنى خلاف!

ما المشكلة في اختلاف الآراء مادام نقاشنا هادئاً محترماً؟

لا أحد يتوقع من المسلمين أن يكونوا نسخاً متماثلة في الأفكار و الرؤى.

و الأستاذ عياض لا يتنظر أن نصفّق و نطبّل له حتى نخسره عند أدنى خلاف، بل لن يرضى منا الا أن نحكّم عقولنا و نناقشه فيما اختلفنا فيه (و نحن لن نخرج بفائدة الا بمناقشة ما اختلفنا فيه).

عياض
09-05-2013, 05:12 AM
اتمنى من كل قلبي الاخوة مسلمين و غير مسلمين ان يتأملوا كلام شيخ الاسلام المذكور فلاادري فعلا كيف اشكر الشيخ مالك عليه...تأمله جيدا و تأمل ان الكلام عن الواجب لا عن المستحب و كلامه عن المسلم الذي لا يتقيد بالممكن الواجب من الشريعة لجهله و ظلمه لا عن الكافر ...فليتأمل جيدا فليس حسنه في ندرة مفاهيمه بل هي كثيرة متناثرة في كتب المقاصديين المتحررين كالعز و الشاطبي و امثالهم فضلا عن كتب شيخ الاسلام ...لكن نفاسته في انه جمع كثير منها في اسطر يسهل تأملها... و لا يعني تقليدا و احتجاجا بالشيخ تقي الدين فله بدوره كما كل البشر اخطاء و زلات و تعصبات و عمايات شأن كل البشر بلا استثناء لكن اصل كلامه هذا يمكن ان تستشفوه في كتب الشافعي خاصة في كلامه عن الاجماع القطعي الملزم ...و خاصة كلام شيخ الاسلام عن السكوت ان لم يكن من سبيل لايجاد حل لتنزيل الشرائع الواجبة مع عدم ظهور الحاجات بعد اليها....لهذا ربما اسكت فربما تعجلت بالكلام فيما لم يكن لي ان اتكلم به فشهوة هذه الفتن تكون في الكلام اكثر مما تكون في غيره لسهولته...و الله اعلم

أمَة الرحمن
09-05-2013, 05:18 AM
لهذا ربما اسكت فربما تعجلت بالكلام فيما لم يكن لي ان اتكلم به فشهوة هذه الفتن تكون في الكلام اكثر مما تكون في غيره لسهولته...و الله اعلم

بل قل ما بدى لك أيها الفاضل، فنحن لا نناقشك لاسكاتك! بل لنفيد و نستفيد بإذن الله.

واسطة العقد
09-05-2013, 05:27 AM
من الصفحة الثانية و انا احس ان كلام عياض و كلام البقية هنا بالعموم لا يتعارض.. الفرق انهم يتحدثون عن الوضع المثالي "القادم " و هو يتحدث عن الوضع الطارئ الذي يحكمنا بحكم الضرورة، لا ادري ان اصبت لكن رحم الله شيخنا ابن حزم و تنبيهه على سبب اكثر الخلاف.. و رحمني الله و رحمكم و عفا عني و عنكم فقد قلت مالدي و السلام عليكم :): .

عياض
09-05-2013, 05:29 AM
ليس المقصود اسكاتي يا امة الرحمن اثابك الله على حسن ظنك فاخوتكم بلا شك مكسب ...لكن الموضوع حاولت اولا ان اكتبه عن المبادئ العامة بعيدا عن التشخيص و الجماعات...و سامح الله اخي متروي فقد استزلني اليها ...فالمسائل في مستوى الأشخاص و الجماعات مختلطة جدا بخلاف مستوى المبادئ و الأقوال..لأنك ما ان تبدأ بالشخصنة و التنزيل على التعيين بدل الكلام عن الجنس فلا مناص لك من الاسترسال و الاسترسال حتى تخلط و تخطئ و يؤدي بك الأمر الى ان حتى تحمر انوف قوم و يواجهوك : نحن على يقين بالحق الذي تمتلكه جماعتنا...و هو ما سيورث التعصب الذي لن يفضي الى حل لهذا كان كما نصت عليه اثار السلف السكوت حتى عن الكلام فيما تراه يؤول الى فتنة ...و لهذا قصدت بسكوتي السكوت عن التعيين و فرملة الخوض فيه....و المقصود الأول هو الكلام على مبادئ عامة و البحث عن براهين واقعية تبين تفوق المبادئ الاسلامية على المبادئ البشرية المحضة في اتاحة الحلول الواقعية -و ليس فقط الذهنية المتصورة على مدينة فاضلة اسلامية- على ما نعيشه الآن يوما وواقعا وصياغة كل الموضوع بلغة عصرية مفهومة ما امكن...و لهذا وضعته في هذا القسم قسم المذاهب الفكرية ..لهذا الأجدى السكوت عما سوى هذا المطلب حتى لا يغلق الموضوع و تنقطع الفائدة لنا و لغيرنا ...و منك لله يا متروي :)

متروي
09-05-2013, 02:05 PM
نقاشنا مع الأستاذ عياض هادئ ولا أرى وجها لغلقه و هو قد جاء بكلام خطير أو بشكل ألطف جاء بإجتهاد جديد لكن إجتهاده هذا لم يبنى على نصوص شرعية بل على أوهام لا يمكن أن تتحقق و لم تتحقق من قبل فما يسميه بالتدافع السلمي في المرحلة المكية و المدنية انتهى بصدام عسكري كامل حسم فيه الأمر للإسلاميين كجماعة جزئية لا كمواطنيين و لا كإجماع في الدولتين بسبب الضرورة القصوى التي لم تجد حلا إلا في التدافع العسكري و نفس الشيء حدث في أوروبا فالتدافع السلمي لم يكن هو سبب وصولوهم للديمقراطية بل التدافع العسكري ثم المجتمع المدني الذي تشكلت فيه الدولة الإسلامية لم يمر بمرحلة توافق أو تنازل فكان الشرع هو الحاكم من أول يوم على كافة المسلمين و هذا ما لا يوجد في تدافعنا المعاصر فهم لا يريدوننا أن نحكم بالشرع أصلا بل يريدون منا تركه و هذا الذي يطلبه العلمانيون و الليبراليون و النصارى لم يكن يتصور من يهود و كفار يثرب..
و أما اعتبار العلمانيين و الليبراليين الذين يجهرون برفضهم للشريعة بل و يسعون بكل جهدهم على طمس مجرد مادة هلامية فيها رائحة الشرع على أنهم مسلمين فهذا مناقض للنصوص الشرعية و هذا هو مذهب الجهمية فالإسلام مجرد كلمة تقال و اعتقاد في القلب ولا دخل للعمل في الإيمان فيمكن أن يكون رجل علماني قح كحمزاوي أو السيسي أفضل مني و من كل الإسلاميين إيمانا فالرجل بينه و بين ربه عمرانا و ما يفعلونه لا يعدو كونه اجتهادا أو جهلا أما العبرة فبالإعتقاد القلبي أما نواقض الإيمان و المعروف من الدين بالضرورة فلا وجود لها و استغرب كيف لا يعذر بهذه الحجة الكفار الأصليين و بهذا كان عدنان إبراهيم أكثر منهجية إذ اعتبر اليهود و النصارى و الصابئة مسلمون و لا يلزمهم إلا الإعتراف القلبي بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم ..
على كل حال سأعود لمتابعة الرد على كثير من النقاط التي تطرق إليها و أخطرها عدم قدرتنا على معرفة الحق القطعي أو مقصود الله عز وجل في مرحلة من المراحل !!

مستفيد..
09-05-2013, 02:13 PM
اي بسيادة القانون لا برفع السلاح ...فهذان مقامان يخلط فيهما الناس كثيرا فيظن ان مجرد التكفير و الاقصاء يفيد خرق سيادة القانون برفع السلاح...و لهذا لا مناص من اعتبار اجماع جميع المجتمع المسلم بدولته حيث يسود القانون و السلطة الواحدة الخاضعة لامام واحد - و ليس الدولة الجغرافية ياامة الرحمن -خاصة في المراحلة الانتقالية كما دلت عليه نفس سيرة النبي في وثيقة العهد الدستورية في المدينة
جانبك الصواب في هذا الإستدلال للفارق في القياس..أي نعم صاغ الرسول معاهدة المدينة لكن هذا مع من كفره بيّن للمسلمين ولم يصغ معاهدة مع المنافقين..فوجب هنا التقسيم والتفصيل..اللبراليون والعلمانيون والشيوعيون حكمهم بين الردة والبغي والنفاق وإن كانوا على دين الإسلام..فأمثلهم طريقة لا يخلُ فكره من إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة فهذا باغي وإن تطرف في بغيه صار محاربا..وإن أصرّ أنّه مسلم مع ما يقول به من إنكار ثوابت الدين فهذا هو النفاق..
أطراف المعاهدة من غير المسلمين كانوا على غير ملّة الإسلام لا ينسبون أنفسهم إلى جماعة المسلمين فلا يضلّ بهم المسلمون ولا ينهدم بهم الدين..على عكس المُنافقون أو المُرتدّون أو المحاربون فلا عهد لهم ولا أمان في جماعة المسلمين..
أيضا هذه الوثيقة النبوية تؤيد الإقصاء والتكفير السياسي بل ورفع السلاح ولا مجال للخلط في هذا المقام.. إذ جاء في نص الوثيقة:
((( وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم )))
وهذا نص صريح في جواز حمل السلاح على أي فصيل من فصائل المدينة إذا اعتدى على المسلمين (بعد أن قدمنا نصا قرآنيا يُجيز رفع السلاح حتى بين المؤمنين أنفسهم في حالة البغي) ..وبموجب نص الوثيقة هذا حكم بالإعدام على بُغاة وخونة بنو قريظة بعد معركة الأحزاب إثر بغيهم وخيانتهم بقية الفصائل على الرغم من أنهم أبناء وطن واحد.
الوثيقة أيضا أبطلت مرجعية الإجماع الدستوري وقالت بالنص ((( وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله –عز وجل- وإلى محمد...وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله، وإلى محمد رسول الله، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره )))
قال مرده إلى الله وإلى محمد ولم يقل إلى إجماعكم وما جادت به عقولكم..

عياض
09-05-2013, 03:13 PM
بالعكس يا متروي في عهد النبي صلى الله عليه و سلم كما في كل المراحل الانتقالية الناجحة تاريخيا كان نجاحها بالتدافع السلمي و على اساس التعاقد الاجتماعي المؤسس على اجماع مدني سابق..و ما تراه م تدافع عسكري مع اليهود فلم يحصل لجنس اليهود او لدينهم او لكفرهم بل كان بخرقهم لاجماع تعاقدي سابق و ظهور هذا الخرق ظهورا بينا حقق وجود راي عام بين ظاهر لقتالهم و نفذته الدولة القائمة في شكل مؤسسة كانت ترتضيها نفس هذه الطئفة اليهودية التي رفعت السلاح اولا و لهذا اكتسب هذا التدافع العسكري شرعية امام بقية العرب و اليهود الاخرين الذي لم ينقضوا التعاقد الاجتماعي التي نصت وثيقة المدينة الدستورية على احترامه..اما ان تقوم طائفة بدون تعاقداجتماعي سابق متوافق عليه وبدون شوكة الدولة و مؤسسة تحظى بتمثيلية جميع المجتمع فهذا لن يؤدي الا الى الفوضى و مزيد من تفتيت هذه الجماعة...و لهدا يا مستفيد الوثيقة تكز فيها لفظ جميعا جميعا جميعا و الذي اكدته المئات من الاحاديث المؤسسة لمفهوم الجماعة بتحديد مرجعية الله و رسوله فقط و اتفق الجميع عليها مسلمين و وثنيين و منافقين و كفارا و يهودا اتفاقا مجملا تكفل التدافع السلمي من بعد مع الوقت في تحديد شرائعه الواجبة مع ظهور الحاجات الواقعية التي تعطي التمكين على مستوى شعبي كما فصله كلام شيخ الاسلام و يدل عليه وقائع مشهورة وقعت مع اليهود في التحكيم الى هذه المرجعية..و قد كانت فرصة في مصر ان يصل الجميع الى هذا التوافق المجتمعي على مرجعية الشريعة بعد ان اضطر اكاير العلمانيين للتصريح مكرهين بقبولها بعد ان صدمهم النجاح الانتخابي للاسلاميين و علمهم انهم ما نجخوا اساسا الا لهذه المرجعية ...لكن سوئ ادارة الاسلاميين لهذه المرحلة و غرورهم و استعجالهم اضاع عليهم هذه الفرصة مع اناس لايمكن الجزم بكفرهم هكذا بجرة قلم رغم ان كثيرا من اقوالهم كفر عند العالم به و ليس هذا من التجهم فما كل مرتكب للكفر يكفر و الموانع عن ظهور البينات المكفرة قانونا وقضاءا منتشرة جدا بانتشار الشبه و الاختلاط و اندثار اثار النبوة و عدك تحصل القدرة بعد و هو مدلول كلام تقي الدين المذكور لمن تامله...و اصحابنا يرون انه مادام المرء وقع في الكفر فهو كافر لمخالفته ما كان ضروريا من الدين على عهد الصحابة و كانه يعايش ابابكر و عمر مع انه واقعا اليوم ليس ضروريا من الدين عند طوائف كبيرة من المجتمع ممن يتحاشا هو نفسه من تكفيرهم ...فالحل هو ما زلنا نقوله انه هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو المدافعة سلميا من الداخل ما امكن و بحسب القدرة ما دامت الجماعة و المجتمع قائما و لايعني تصويب اجتهاد الاخوان المسلمين و الجماعة الاسلامية في هذا موافقتهم في غيره كما ان مخالفة النور و الجهاديين في هذا لايعني عدم موافقتهم في غيره و الاصل في هذا هو التحرر من كل هذه الفرق و الانتساب للجماعة بمفهومها الشامل لكافة المسلمين...و الله اعلم

مستفيد..
09-05-2013, 03:40 PM
قلتُ ما عندي بشأن الوثيقة ولا أراك استاذ عياض قد رددت شيئا من كلامنا..لا من جهة إباحة القتال ولا من جهة رد مرجعية الإجماع الدستوري..وكلاهما بنص الوثيقة..
اما القول أن المنافقين طرفا في المعاهدة..فلا علم لي ان للمنافقين ممثل قبله النبي كطرفا فيها ورأسا قائم الذات له حق الطعن في الدين من الداخل والتلبيس على المسلمين..وقد بينتُ الفرق بين الفريقين..مما يكفي لإبطال الإستدلال..

عياض
09-05-2013, 04:32 PM
اما قبول النبي صلى الله عليه وسلم مرحلة الوثيقة هذه براس المنافقين عبد الله بن ابي سلول و غيره ممن قبلوا المرجعية القانونية الشرعية المجملة في التحاكم الى الله ورسوله كرها و خوفا من الشعبية التي حققها النظام الجديد فهذا اشهر من ان يدكر كما هو مشهور اعتباره بل و اعتبار المنافقين من الاعراب في التشاور و سياسة التدافع السلمي لمدة طويلة وصلت حتى لمرحلة تبوك وصل فيها راسهم في كثير من الوقائع الى سحب اتباعه من مسلمين مخلصين سماعين له اما باثار عصبية جاهلية و لم يلجأ النبي صلى الله عليه وسلم فيها حتى الى اقصاءهم بله رفع السلاح عليهم ما داموا ملتزمين بسلمية التدافع و العقد الاجتماعي الذي وقعوه مع ظهوركثير من لحن قولهم و غمزهم و طعنهم في هذه المرجعية بظلم و بغي و التزم معهم النبي صلى الله عليه وسلم السلمية ذاتها على طول المراحل برغم معارضة الكثير ممن تشدد من الصحابة حتى علبت المصالح الواقعية واقعا تفوق مبادئ الوحي في ادارة المجتمع بتوافق تام مع الرضا الشعبي الذي مع الزمن برهن ان سياسة النبي صلى الله عليه وسلم في تزكية السلمية داخل المجتمع الى اقصى الدرجات حتى وصل الى منع توجيه السلاح لعبا فضلا عن الجد...و ليس قصدي الرد و الاقناع و لا حتى هو اجتهاد لي بل اعترف اني فيه ناقل و سارق قد يكون خطئي فيه اكبر من صوابي لكن قصدي اساسا بيان تفوق السياسة النبوية واقعا لا تنظيرا ذهنيا على بقية المذاهب البشرية في ادارة المجتمعات و لو ادى الى ان تذهب كافة مقولات المسلمين الطائفية المتحكمة فينا اليوم جفاءا ..

مستفيد..
09-05-2013, 04:56 PM
لا احد انكر وجود المنافقين وسيبقون موجودين بدسائسهم إلى أن يرث الله الأرض..ليس هذا الموضوع..
الحديث عن الوثيقة..العقد الإجتماعي..الإجماع الدستوري..هل أعطتهم حق الطعن في الدين والتلاعب بالثوابت باسم الإسلام..هل عاهدهم الرسول على هذا..وهل طالبوا هم بالتنصيص (دستوريا) على أفكارهم الهدامة المخالفة لمرجعية الوثيقة ذاتها..هنا محل الخلاف..
أما عن سياسة النبي واقعا فلا أراها اختلفت عن التنظير او ما جاء في الوثيقة..ألم يرفع السلاح في وجه بنو قريظة لنقضهم العهد والميثاق والبغي بغير الحق..وهم أبناء الوطن الواحد..

عياض
09-05-2013, 05:31 PM
كلا لم تعطهم...وهذا يصب في صالحي ان العمدة اولا تحقيق الاجماع التعاقدي الاجتماعي الدستوري...فحققه بقدر الامكان و معلوم ان سياسة النبي كانت تحقيق المصالح بحسب القدرة وبقدر الامكان الجماعي...و لهذا كان دفع بسفراءه للمحينة مدة عامين قبل هذا التعاقد و فاوض حتى انتزع هذا الاجماع و هذا الذي برر رفع السلاح ضد الارهاب القريظي لانه مبني على قانون مبني على اجماع تعاقدي سابق من كل المجتمف بما فيه نفس الناقضين له...و لهذا لم يترك هذا العمل العسكري اي نتائج عنفية حتي بين بقية اليهود المنتسيين للجماعة لكونه صدر من سلطة تحظى برضا الناس و ذات شوكة و اهم من كل ذلك صادر بحكم القانون بخلاف الجماعات الجهادية و الشيوعية التي لاترى الوسائل السلمية للتعفيير داخل الجماعة و لا يهمها للتزام حكم القانون او موقف الجماعة ككل

مستفيد..
09-05-2013, 06:23 PM
أبدا لا يصب في صالحك البتة..هذه النقطة تُثبت سياسة (الإقصاء) عند النبي..ولذلك تحول المفهوم لديك من تعاقد جماعي لا يُقصي فئة من الفئات مهما كانت الظروف والأفكار..إلى مفهوم آخر عبرتَ عنه بــ (قدر الإمكان الجماعي)..وهذا القدر الذي اكتفى به النبي لا يسمح بأن يصب الأمر في صالحك..
والشاهد من واقعة بنو قريظة..ان النبي رفع السلاح على جزء من أبناء الوطن الواحد خائن غادر ناكث للعهود والمواثيق..ونفس هذه الاوصاف تنطبق على العسكر ومن لف لفهم..فقد خانوا العهد والميثاق الذي ربطهم بالإخوان بموافقة الطرفين والمتمثل في عقد جماعي دستوري ملزم للجميع فغدوا بهم وبغوا عليهم وأرهبوهم..فلما ننكر جواز رفع السلاح في وجه هذا الإرهاب العسكري المقابل تماما للإرهاب القريظي إن توفرت القدرة على فعل ذلك..كما توفرت مع بنو قريظة..

عياض
09-05-2013, 06:53 PM
اين التوافق التعاقدي كما وقع في وثيقة يثرب؟؟؟
اين التمثيلية في هذه الوثيقة المفيدة لرضا المجتمع
بكامله في وثائق الاخوان؟
اين بالتالي السلطة و الشوكة الشرعية الناجمة عن مثل هذا التعاقد؟؟؟
فالدستور لم ينجم عن توافق بل مغالبة باعتراف كثير من الاخوان اليوم و ان كان خيرا من دستور اليوم...

و لهذا التعجل لم يمكن ان تتبعهم.الشوكة الشرعية التي لا تكون الا بتمثيل للعصبية الغالبة على الجماعة و هو ما لم يستطع تحصيله الاسلاميين فضلا عن الاخوان...و لهذا ان رفعوا السلاح الان فلا فرص امامهم لا قانونية و لا واقعية ..و الا لو كانوا قاموا بدستور توافقي و امتلكوا بسببه سلطة تامة و خرج عليهم المسلم فضلا عن الكافر بالسلاح و امرهم جميع فلا احد سيجادلهم في رده بالسلاح حتى يفيء الى امر الله...لكن التعجل وسكرة ألنصر ادهبت الفرصة من بين ايديهم و بدل نقد النفس على تهورها و غرورها نتمادى في التهور و نرفع السلاح ليعطي الحجة التي ينتظرها العدو الداخي و الخارجي يلذي سيقضي على البقية الباقية من الجماعة المتماسكة و تفريقها الى فرق متناحرة تموت فيها الالاف بدون تحقق مصلحة واقعية ظاهرية كما في العراق و الجزائر و غيرهما

أمَة الرحمن
09-05-2013, 07:04 PM
لكن التعجل وسكرة ألنصر ادهبت الفرصة من بين ايديهم و بدل نقد النفس على تهورها و غرورها

لا أحد ينكر أخطاء الاخوان و ضرورة نقدها، لكني أختلف و بشدة في تحديدك لها.

فمصيبتهم لم تكن في التهور أو الاقصاء مع المخالفين كما قد يُفهم من كلامك، بل العكس!

فهم فعلوا كل ما تدعوا اليه و أكثر: من تسامح مبالغ فيه مع المخالفين (بحجة التوافق)، مما أوصلهم لحد الانبطاحية و التهاون و التمييع أحياناً. بل شهد الجميع أن مرسي لم يخسر منصبه الا لتسامحه الشديد مع من سبّوه و أهانوه و أعلنوا دون خجل عدم رغبتهم في الانصياع له أو حتى التعاون معه لاعادة بناء الوطن.

و أكبر طامة لهم أن تسامحهم هذا مع المخالفين لم يقدموا ربعه لاخوانهم الاسلاميين! فأقصوا شركائهم في المنهج و تودّدوا للمخالفين!

أندلسي
09-05-2013, 07:18 PM
لا أحد ينكر أخطاء الاخوان و ضرورة نقدها، لكني أختلف و بشدة في تحديدك لها.

فمصيبتهم لم تكن في التهور أو الاقصاء كما قد يُفهم من كلامك، بل العكس!

لم أفهم من كلام عياض ( الإقصاء ) كما فهمتي .
الإسلاميين بالفعل عندما صعدوا إلى السلطة أُغشيت بصيرتهم بنشوةِ الفرح بالنصر ولسان حالهم يقول قد أتى نصرُ الله أخيرًا . وقد أعماهم هذا عن التصرف بحكمة وتخطيط ودراسة استراتيجية للمواقف والأحداث .
وكأنهم يظنون أنّهم موكلّون من الله سبحانه وتعالى ومسيرًا لهم لإعلاء كلمته في الأرض .

يجب أن يفهم الإسلاميين بأن الشريعة ليست كلمة سحرية بنطقها ستحلّ جميع مشاكل البشرية دون تخطيط وحكمة واجتهاد ودراسة للمواقف .
الشريعة مرنة جدًا وليست هي الأساس الوحيد لإقامة دولة العدل ، بل هيَ عامود من أعمدة الدولة العادلة .

أمَة الرحمن
09-05-2013, 07:21 PM
اين التوافق التعاقدي كما وقع في وثيقة يثرب؟؟؟
اين التمثيلية في هذه الوثيقة المفيدة لرضا المجتمع
بكامله في وثائق الاخوان؟
اين بالتالي السلطة و الشوكة الشرعية الناجمة عن مثل هذا التعاقد؟؟؟

لكن ألم يسعى مرسي بالفعل لارضاء جميع الأطراف؟

فماذا كان مصيره؟

و الله لم يزد العلمانيين الا سباً و بغضاً له و تظلّماً منه، حتى تحالفوا في النهاية مع العسكر و حزب النور لاسقاطه فكان ما كان.

عياض
09-05-2013, 07:29 PM
لاشك في ذلك يأمة الرحمن ...لكن هذا لا ينفي ان السعي لبناء التوافق الاجتماعي على المغالبة خاصة مع زلة الاعلان الدستوري الشهير كان قلة سياسة و فهم رغم نصائح زعامات من الاخوان انفسهم تبين الان لكثير من الاخوان قبل غيرهم خطأها و هو ما تحاول النهضة الان بكل قةة تفاديه و التشبت لحد الان بمكسب التوافق الذي اسسته في الجمعية التاسيسية و لهذا ما زالت مسيطرة على السلطة لاتساع دائرة التمثيلية التي تضمن غلبة العصبية كما يقول ابن خلدون ...ولهذا اهم شيء الان هو العودة الى تحقيق السلم ما امكن مرة اخرى و الهروب من العنفية هروبك من الاسد فيبدو ان في مصر من يسعى الى اشعالها ياي ثمن و ان يتحقق السيناريو الجزائري مرة اخرى السيناريو الذي صرح هنري ليفي و تيبي ليفني منذ سنتين انه سيناريو اسرائيل المفضل في مصر ...و اخره محاولى اغتيال وزير الداخلية ... و المقصود ان هذه وجهة نظر و لاادي انها قصد الشارع يقينا فلا اريد ان اتجاوركم الر ما انهكم عنه و الله اعلم

متروي
09-05-2013, 07:40 PM
مجتمع المدينة كان عبارة عن مجتمع تعددي غير المسلمين فيه لم يكن لهم أي حق في إدارة دولة المدينة بدليل أنهم لم يستشاروا في خوض الحروب الخارجية على عكس المسلمين الذين كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يطلب رأيهم مرة بعد أخرى و كان غير المسلمين ملزمين بوثيقة المدينة التي لم يكن لهم أن يغيروا فيها أو يبدلوا أو يعترضوا و المنافقين في المدينة فئة محسوبة على المسلمين لكنهم لا يملكون حق تقرير سياسة الدولة و كانوا يرتكبون فتن و مشاكل للدولة لكن الدولة لم تعتبر اعتراضهم حق مشروع بل اعتبرتهم منافقين خونة لم تثبت في حقهم الجريمة بأدلة مادية لهذا كانوا يحلفون بالكذب لينقذوا أنفسهم من العقاب و لم يكونوا يرفضون الشرع أو يرتكبون المحرمات جهاراو لهذا لا يمكن تشبيههم بعلماني هذا الزمان لأن الأخرين يرفضون الشرع جهارا نهارا بل و يصفونه بأبشع الأوصاف و يتعاهدون على الإستماتة في عدم تطبيق الشرع و هم بهذا الشكل فاقوا يهود المدينة كفرا فاليهود لم يتعرضوا على تطبيق الشريعة على المسلمين و نفس الشيء عن المنافقين ..
و دستور المدينة لم يكتب بالإجماع كما يقول الأستاذ عياض بل كتب بالأغلبية الإسلامية و لهذا من رفضه هرب من المدينة كأبي عامر الراهب و من معه و كانوا من النصارى و المنافق ابن أبي وافق عليه غصبا و قهرا و اليهود لا يتصور أحدا أنهم وافقوا عليه عن رضا و اختيار بل أجبروا عليه إجبارا ..
ثم هذه الدولة في المدينة لم ينفع فيها التدافع السلمي و قول الأستاذ عياض أن طرد بني قينقاع ثم بني النضير ثم قتال بني قريظة تم بالإجماع كلام غير صحيح و لا يستقيم في العقل موافقة باقي اليهود على مصير إخوانهم في كل مرة بل حزب المنافقين نفسه لم يرضى عن طرد بني قينقاع فاستمات ابن سلول في الدفاع عن بني قينقاع حتى أخرجهم بأفضل الشروط ..
ثم حصول التدافع العسكري مرات عديدة في المدينة خلال بضع سنوات ينقض كلام الأستاذ تماما فهو لا يوافق على امكانية طرد النصارى الأقباط مثلا حتى و لو ارتكبوا ما ارتكبه بنو قينقاع و بنو النضير و بنو قريظة و هم قد فعلوا أسوأ من ذلك و ما قضية الأخوات المختطفات و التدخل في سياسة الدولة و رفضهم للشريعة جهارا نهارا و استعلاؤهم على المسلمين و تجميعهم للسلاح في الكنائس و غير ذلك كثير فالأستاذ يعتبر مواطنتهم حصانة دائمة لهم ..
فالمهم أن التدافع العسكري حصل بغير وفاق ولا إجماع ولا مرعاة للمواطنة و ما حصل في مصر يجعل التدافع العسكري مطلوبا أو على الأقل جائزا و عندما أقول التدافع العسكري فلا أقصد به القتال الذي يشنه بضعة أفراد أو جماعات صغيرة كما يكرر الأستاذ بل أقصد العمل العسكري الكبير الذي يقوم به غالبية الإسلاميين ففي مصر مثلا تحالف دعم الشرعية لو كان فيه قادة حقيقيون لكان قادرا ببساطة على المغالبة العسكرية لكنه لم يفعل و ما يحدث في مصر الآن من أفراد قليليون لا يسمى تدافع عسكري و إنما هو أعمال للنكاية و ليست للإنتصار لا ينبني عليها تحقيق نصر و هي أشبه بأعمال الصحابي أبي بصير لم يكن يهدف للإنتصار لكن للإضرار بالعدو و ليس هذا مقصودي من التدافع العسكري فمثلا حماس في غزة لجأت إلى التدافع العسكري بعدما أصبح معلوم يقينا أن الحلول السلمية لن تعني شيئا فلا يمكن لعاقل أن ينتقد الحركة التي قامت بها حماس و نجاح ما قامت به ناتج عن أنها جماعة كبيرة تضم جزءا معتبرا من الشعب الغزاوي و لا يعيبها اللجوء إلى العنف إذا لم تعد الحلول السلمية تغني شيئا ..

متروي
09-05-2013, 07:54 PM
أما مسألة التوافق التي تسعى حركة النهضة إليها فليس أسهل منه إذا نحينا الشرع فإذا تحللنا فنستطيع حتى إحداث أعظم التوافق بين اليهود و الفلسطنيين و لا يشك أحد في التوافق الحاصل بين اليهود و عرب 48 و أخونا أدناكم علما أحد هؤلاء و لا أشك أنه يتمتع بالحرية أفضل منا نحن العرب في أوطاننا ؟؟؟

ابن عبد البر الصغير
09-05-2013, 10:09 PM
الأخ عياض بارك الله فيك، الأخ المتروي لم يستزلك لشيء، إنما هو أدرك خطورة بعض ما ذهبت إليك فجعلك يستوضحك حول مرادك، عوض أن يبقى الكلام هلاميا نظريا، فنحن أيضا نحسن أن نقول بأن الحق لا تمتلكه طائفة ونلمز بها أهل السنة والجماعة، ونستطيع أن نضرب في حجية الإجماع بكلام عام عائم، ونستطيع أن ننكر ما جاء به الشرع الحنيف عبر ضرب جينالوجيا المبادئ .

وخطورة كلامك قد يغفل عنه عامة الأعضاء لكن لن يمر مرور الكرام مع متخصصي المنتدى، لأننا نقتسم كافة الاطلاع على العلوم الإنسانية كما العلوم الشرعية وفي ذلك نحن وأنت على درجة واحدة، وكلامك هذا ليس فيه جديد بل هو إعادة استنساخ لمبادئ فلسفية وقمتَ بإلباسها لباسا شرعيا كما هي عادة أغلب المتأثرين بالفلسفة من إخواننا الإسلاميين.


تحمر انوف قوم و يواجهوك : نحن على يقين بالحق الذي تمتلكه جماعتنا...

وإن كنت تقصد قولي الآتي يا أخ عياض :


فنحن أهل السنة نمتلك الحق الرباني ولا نشك فيه قيد أنملة فالمسألة ليست محتاجة إلى إجماعات وإنما هي صريحة نصوصا قرآنية وسنية زاخرة، والنص أعظم في مصادر التشريع من الإجماع - على فرض عدم وقوعه - { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } .. { وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلصَّالِحِينَ } ..{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } وقول النبي صلى الله عليه وسلم [ قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ] ... [ فَجَاءَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فقال يا رسولَ اللهِ أَلَسْنَا على الحَقِّ وهُمْ على الباطِلِ؟ قال بَلَى ] ..

فمعتقد أهل السنة خط أحمر شاء من شاء وأبى من أبى، ولا تحمر أنوفنا فقط بل أوداجنا تنتفخ في سبيلها، لأن الإسلام النقي الرباني هو ما تمثله هذه الطائفة بفضل الله تعالى في أصولياتها الكبيرة المشتهرة، نقولها بيقين الدارسين ورسوخ الباحثين، فكما أننا مجنا في بحور الأديان والمذاهب الفلسفية حتى تيقنا بأن الحق في الإسلام وليس في سواه أبحرنا في لجج الفرق الإسلامية وعرفنا بحق، فلا يسلم عقلا أن يكون الدين محفوظا في أصوله وكلياته ولا تكون هناك طائفة ممثلة له محفوظة أيضا ربانيا، وهو مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في عصمة الجماعة من الزلل، وإن كنتَ لا تتفطن لخطورة كلامك أعلاه فصلت لك مآلاته غدا وعرضته لك على ميزان الشرع حتى تعلم خطورته، وقد قلتُ لك في مداخلتي السابقة :


فأخرج لنا حججك الشرعية في مواقفك مستدلا بالوحي واتركني من بنيات الطريق ونتائج التأثيرات المتنوعة حفظك الله ورعاك .

وأنت تعلم قبلي أن مقالك أعلاه مصادم لعدد من أصوليات أهل السنة وقد ذكرتُ لك ذلك في مداخلتي رقم 28 التي لم تعلق عليها بالمطلق .. ولهذا نحى مقالك منحى الغموض عوض التصريح والقصد .

" فالإجماع الدستوري " الذي ليس لك فيه سلف أدنى ما يقال عنه أنه مصطلح مستحدث لا وجود له في العقل الشرعي والأصولي، والإجماع أصوليا هو اتفاق مجتهدي عصر من العصور من أمة النبي صلى الله عليه وسلم على أي كان من أمور الدين، ويشترط لهذا الإجماع أن يكون فيه شق الاجتهاد وشق العدالة وشق الإسلام، ثم يأتي إجماع الأمة السليمة الاعتقاد ويشترط فيه الإسلام وعدم مخالطة ببدعة اعتقادية .

ولا وجود لشيء أصوليا اسمه " الإجماع الدستوري " لأن هذا الأخير يفترض اجماع مجتمع برابط ترابي أيا كانت معتقداته، والمتناقض لا يمكن أن يجتمع على دستور إلا إن تنازل الناس عن أجزاء كبيرة من معتقداتهم كالمسلم يتنازل عن الحكم بالشريعة واليهودي كذلك والنصراني كذلك وأي تنازل من أهل الأديان هو يصب في آخره إلى الليبرالية العلمانية، هاته الطائفة لن تتنازل عن شيء لأن تعريف العلمانية هو اللادينية، فمتى تنازل أهل الأديان وقعوا في اللادينية الدستورية التي يمجدها أهل العلمنة، فيكون في حقيقته ليس إجماعا بل تنازلات لصالح طائفة معينة .

ولا يوجد دستور في عالم اليوم حصل على إجماع بل على أغلبية ففي كل الدول المتقدمة كان الدستور أثناء الاقتراع له معارضون بالمئات إن لم يكن بالآلاف والملايين فتنخرم بذلك دعوى الإجماع الدستوري هذه جملة وتفصيلا .

ونحن نرى أن مطالبك تنحصر في مواضعة أهل التيارات والتنازل عن فروض الشارع لسواد عيونهم وهو ما عارضه القرآن بصفة صريحة من أمثال قوله تعالى : { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ } .. { أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } فالموقنون لا يرضون بحكم وضعي جاهلي، وما الإسلام إلا استسلام لأوامر الله تعالى فإن نزعنا هذا الشرط الأساسي اختل إيمان المسلم وتعطلت مصالح الشارع المبتغاة، { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }، { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } .. { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

ولهذا انعقد الإجماع المسترشد بالنصوص الصريحة والصحيحة على عدم إقرار ولاية الكافر، {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}، {يأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم} ، { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء} .. ولأدلة نبوية أخرى صريحة ومن هنا كان تشدد أهل العلم في عدم إقرار ولاية الكافر، وفي ذلك يقول القاضي عياض : يقول القاضي عياض رحمه الله تعالى : " لا خلاف أنه يجب على المسلمين عزل الإمام إذا فسق بكفر، وكذلك إذا ترك إقامة الصلاة، والدعاء إليها، أو غير شيئا من الشرع" ويقول في موضع آخر : [ فإذا طرأ مثل هذا على وال من كفر وتغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية ، وسقطت طاعته ، ووجب على المسلمين القيام عليه ، وخلعه ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، وإن لم يتفق ذلك إلا مع طائفة وفتنة وحرب فيجب القيام بذلك على الكافر ] - إكمال المعلم-.

وصلت إلى حد أن الفقهاء نصوا على انه إن يستطع أهل البلد دفع الولي الكافر فإن الهجرة واجبة من تلك الأرض، ولم يتبعوا بنيات الطريق في ذلك وهو قول الإمام ابن حجر رحمه الله : " يعزل بالكفر إجماعا ، فيجب على كل مسلم القيام في ذلك ، فمن قوي على ذلك فله الثواب ، ومن داهن فعليه الإثم ، ومن عجز وجبت عليه الهجرة من تلك الأرض ." - رسالة الإمامة-.

أما من يستشهد بقول الإمام ابن تيمية بجواز ترك الواجب فذاك له مناطات أخرى، وهو من التدليس على رأي الشيخ، فهو لم يكن يقر ولاية الكافر جملة وتفصيلا ودعا إلى مجاهدة التتار نفورا تاما وعاما ومتابعة من يقول به ومبايعته وإن كان ظالما، بل كان يرى رحمه الله بسقوط بيعة الخليفة الذي يشيع الخمور فما بالك بمن هو دونه ومجموع الفتاوى مليئة بذلك وأضرابها، والناس ليست متخصصة بأصول الفقه وتنقل النقولات عمياء لا تفقه فيها شيئا، فالواجب أقل درجة من الفرض، وبينهما فرق :

الواجب : هو اسم لما ثبت حكمه بدليل ظني كخبر الواحد أو الإجماع السكوتي أو القياس وجميع الألفاظ الظنية

في حين أن الفرض : هو اسم لما ثبت حكمه بالدليل المقطوع به، كالآية والحديث المتواتر اللذين قد قطع بدلالتهما على الحكم، والإجماع الصريح المنقول .

والناس تحسب أن الحكم بالشريعة وتولية الإمام المسلم هو من قبيل الواجب، وهو خطأ بل هي من قبيل الفرض الذي لا يجوز التنازل عنه، وفيه أدلة صريحة قرآنية وسنية متواترة ، ولهذا كان كلام شيخ الإسلام متوجها إلى الواجب دون الفرض، والحكم بما أنزل الله وتولية الإمام الشرعي هي أمور فرضية وليست واجبة .

ولي عودة ثالثة بإذن الله تعالى.

عياض
09-06-2013, 02:17 AM
اليهود على عهد رسول الله كانوا ككونفدرالية يسيرون امورهم بانفسهم و لهم ميزانيتهم و يشتركون مع المسلمين في الدفاع عن المدينة كبلد واحد ضد من يدهمها مالا و نفسا ان ارادوا هذا...و على هذا الأساس كان لهم الحق في تقرير سياسة الدولة فيما هو مشترك بينهما مما نصت عليه هذه المعاهدة و قبله منهم رسول الله عليه وسلم ...و بسبب اخلالهم ببنود هذه المعاهدة التي حددت ملامح العلاقة الدستورية بين المجتمع المدني و خاصة قوله "إن بينهم النصرَ على من دَهِمَ يثرب" , فقد قام كان للنبي صلى الله عليه و سلم الحق في محاربتهم كممثل السلطة على حسب القوانين المرتضاة , و هذا ما كان...و لاادري كيف لا يتصور الا الاجبار على اليهود , فما حاجة حاكم الى التعاقد مادام الاجبار ممكنا و هل التعاقد الا مفاوضة على الرضى؟؟ نعم قد يكونوا قبلوا شروط المسلمين في هذه الوثيقة كرها منهم لما علموه من ان لا شعبية عندهم كما قبلها المنافقون كرها ايضا لما رأوا كيف ان شعبية هذا الدين اكتسحت المدينة و فرحة اهلها بمقدم هذا الحاكم الجديد و توليه للحكم حتى ان الاماء و العبيد عبرت عن رضاها و فرحها ...و لكن ما حفظ ان احدهم اجبر على قبولها بقوة السلاح حتى اباعامر الراهب اب حنظلة غسيل الملائكة فلم يهرب و لم يذهب بل لم يزل في المدينة بعد توقيع المعاهدة غير مبايع للنبي صلى الله عليه و سلم لا هو و لا المنافقين و الوثنيين الذي بعضهم بايع بعد النصر في بدر طمعا في اللحاق بجاه قد توجه اما هو فقد بقي معلنا بغضه بل و ما زال يامر قومه و يحضهم على ترك النبي صلى الله عليه و سلم و يتامر مع قريش و الروم و اليهود باتصالات خارجية و داخلية حتى فاض به كيل حقده لما رآه من عدم جدوى تامره في ابطال قوة الجماعة و فضها و ايقاف التدافع السلمي فيها فخرج الى قريش يحضهم على غزوة احد بل هو نفسه من حفر الحفرة للنبي صلى الله عليه و سلم لأحد و بني له من منافقي قومه و بعض من ضعاف القلوب من الصحابة مسجد الضرار لمحاربة الله و رسوله و لم يرفع قط النبي صلى الله عليه و سلم السلاح قط على احد من هؤلاء جميعا حتى خرجوا على القانون و نقضوا وثيقة العهد الدستورية تلك فكانت لديه الشرعية القانونية الجماعية التي لن تتسبب في انقسام المجتمع المدني و احترابه احترابا لا يدري فيه القاتل فيم قتل و لا المقتول فيم قتل لأن القانون و سلطة القانون وحده هي التي تمنع من مثل هذه الفوضى...و لم يتخل حتى ذلك الحين عن التدافع السلمي حيث كانت النصارى و اليهود و المنافقين يتناظرون مع المسلمين و يقدحون في دينهم و يعارضون ما ياتي به النبي صلى الله عليه و سلم امنين على انفسهم و ازواجهم و اولادهم و اموالهم ما داموا لم يخرقوا القانون و لم يرفعوا السلاح لابطال التدافع السلمي داخل الجماعة بل و ما زال يتألف الجميع و يصلى الى قبلة اليهود وهواه و هوى المسلمين في غيرها و لم يأمر بتحويلها و يسمح للمنافقين مع ذلك بحضور مجالس الشورى و قصة احد و غضب عبد الله بن ابي سلول ان ترك النبي صلى الله عليه و سلم رأيه و رأي شيوخ الأنصار لرأي شبابهم مشهورة معلومة...و ما زال النبي صلى الله عليه و سلم و اصحابه يدفعون بالحسنى و باللتي هي احسن معهم سلميا رغم كثير من اساءاتهم و جهرهم بعداوة الاسلام و اهله و اذاية المنافقين و المشركين و اليهود للمسلمين اشد الأذى كماورد في رواية كعب بن مالك في قدوم النبي صلى الله عليه و سلم على المدينة و اهلها اخلاط و ان النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول مالك اراد استصلاحهم و شواهده كثيرة كحديث اسامة بن زيد في ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يهدئ بين المسلمين و المشركين و اليهود اذا قامت بينهم قائمة و يخفضهم بسبب ما كان المنافقون و اليهود يلمزون به النبي صلى الله عليه و سلم و النبي يخفضهم و يامر بالعفو و الصفح دلالة على حرصه صلى الله عليه و سلم على السلم الاجتماعي ما امكن و يامر الجميع بالعفو و الصفح و امر هو و المسلمون بالصبر و صبروا وصابروا في سلمية دون ان يتخلى المسلمون عن واجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بيان المنكر في انظمة هؤلاء و كتبهم و تحريفاتهم ودجلهم مما هو مقتضى اسم السنة و نشرها حتى قويت الجماعة مع كل انتصار لها و ظهور الحاجات الواقعية التي استلزمت مزيدامن التشريع الذي بدأ يخلق اجماعا بعد اجماع و رأيا عاما بعد رأي عام تهمشت معه قوة هؤلاء المنافقين و اليهود و مبادئهم التي ظهر عدم موافقتها للمصالح الواقعية مع مرور الوقت و احتدام التدافع السلمي حتى اضطر من بقي منهم الى الزلل و حتى اقام الله عليهم الحجة بالقانون و الشرع , فكانت المعاملة لهم شرعية لا مطعن لأحد فيها الى اليوم لا لغيرهم من اليهود و لا لابن سلول و لاغيرهم من المنافقين الذين كان فيهم كثير من المسلمين سماعون لهم و لو وجدوا فعلا ثغرة ينفذون فيها الى عدم شرعية قتال النبي صلى الله عليه و سلم لهم لكانوا رفعوا السلاح هم ايضا ولم يكتفوا بالسكوت و محاولة تقليص خسائر اخوانهم بالتفاوض ما امكن ..فضلا عن ان الصحابة انفسهم عبروا عن كل غزوة من هذه الغزوات بنقض هؤلاء للعقد و التعاقد الاجتماعي الذي كان بينهم و بين السلطة نقضا بينا فاستحقوا ما هو مثبت في كل الشرائع من وجوب رد كل ما يهدد سلمية المجتمع من داخله برفع السلاح او التهديد برفع السلاح ...و هذا لا يسمى اقصاءا اذ الاقصاء ما يكون بدون مبرر قانوني و لهذا يبحث حاكمو مصر الآن عن اي زلة للاسلاميين تخرق القانون المعمول به ليكون اقصاؤهم قانونيا و المشكلة ان البعض يعمى عن هذا و يكاد يدعو لاعطائهم الحجة و الباب الذي يبحثون عنه...
...

اما للأخ ابن عبد البر فالمشاركة طويلة و لا استطيع مواصلة الجدال فرأسي ينفجر فعلا من كثرة التفكير في ما حل بنا ...اكتفي اخي بقول ان ما تسميه انت خط احمر ربما يكون هو ما تربيت عليه انت سيدي الفاضل و اخي الكريم من مفاهيم السنة و الجماعة و التي قد لا تكون موافقة بالضرورة لأهل السنة و الجماعة كلهم فضلا عن اهل الاجتهاد من كافة الطوائف فضلا عن اجماع المسلمين بأجمعهم الا ان كنت تقول بانحصارها في جماعة معينة واقعية فانذاك لا كلام لي ...و مثله في كلامك عن الاجماع و غيره و هو مراتب كل مرتبة لا اجماع عليها تقريبا الا ماذكرته قبلا من مصطلح الجماعة..و بين هذه المراتب فروق كبيرة ليس اقلها ان الاجماع الذي يكفر قائله لا يعني كما قلت نفي حجية بقية الاجماعات التي لا يكفر قائلها و لا يعني ان ما عليه الاجماع الآن لا يمكن ان يؤدي الى تمتين اجماع اغلبي او ما كان قبلا قولا للجمهور فقط بالتدافع و هكذا....و ما سميته فروض الشارع قد تنازل النبي صلى الله عليه و سلم في وقت من الأوقات عن الواجب لما هو اوجب منه و رآه عامة المسلمين انذاك دنية مخصصا صلى الله عليه و سلم الآيات التي اوردتها و الاحتجاج بالعام دون البحث عن الخاص نقص في الفقه ...و ما تقول عن الاجماع على ولاية الكافر مع ان هذا الاجماع داخل في هذه الوجوبات المذكورة وتعليقها بالقدرة و العلم مع انكم لا تكفرون المجتمع و ليبراليوه و اشياعهم يقتربون من نصفه في بعض الحالات و لهذا يبدو لي انك انت سيدي مع تقديري لعلمك و فضلك من لم يفهم كلام شيخ الاسلام و يجتزؤه لما استقر في نفسه من اجماعات محكية عند طائفته و جماعته ان حققت لم يوجد لها سند قطعي ظاهر ملزم.......
و الحاصل ان الصورة هي ان الخيار خيار رفع السلاح داخل الجماعة بلا قانون و تعاقد سابق ارتضته هذه الجماعة لم يثبت سواء في العهد المكي او المدني..و اعلم اني ناقل هذا الكلام و اطرافه عن كثير من المشايخ قديما وحديثا و اعلم ان هناك غيرهم ممن اجتهاده مخالف لكن لا ارى اجماعا في هذه المسائل و لا ادعاءا له يصح و لهذا سأكتفي بهذا الرد لعلمي كما قلت ا ن لااحد هنا منزه عن التخليط و الخطأ و التعصب و التقليد خاصة في هذه الفتن و اكتفي بقراءة الردود و لعل الواقع و الوقت يبين اي هذه الاجتهادات هي الأصح و الأوفق و الأكثر اعلاءا لكلمة الله على غيرها و هذا نفسه تدافع سلمي...و الله اعلم و احكم

ابن عبد البر الصغير
09-06-2013, 02:44 AM
المسألة الثانية : هي مسألة إنزال الليبراليين والعلمانيين منزلة المنافقين .

والنفاق هو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وبعيدا عن تعيين كل حالة بنفسها، إلا أنه من غير المنهجي إنزال الملاحدة منزلة المنافقين لأشياء :

أولا : أنه شتان بين منافقي المدينة وبين ملاحدة اليوم، فالأوائل كانوا يظهرون إسلامهم واتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم ويصلون مع المسلمين ويزكون ويقومون بشتى الفرائض لكنهم كانوا يخذلون أهل الإسلام حين الابتلاء، {إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }، أي كانوا ظاهرا من أهل الإسلام وباطنا كفارا، وطبعا مثل هؤلاء يصعب إلصاق التهمة بهم لأننا نتولى الظواهر والله تعالى يتولى السرائر، أما أهل العلمنة واللبرلة فأغلبهم خاصة في القيادات ملاحدة مستهزؤون بدين الله وشريعته لا يستحون من ذلك ولا يخفونه، ولا نراهم من طائفة المصلين ولا المزكين إنما أغلبهم من أهل السمر والمعاصي، يدعون جهرا بأن حد الردة باطل وتحريم الزنا باطل وأن الخمور من المشروبات الروحية الجائزة وأن الشريعة أحكام متخلفة فات زمن العمل بها وأن السنة ليست وحيا وغيره من المهلكات، بعكس المنافقين الذين كانوا يستخفون من التصريح بهذه الأشياء، ومن لم يدرك الفرق الدقيق بين الطائفتين تعذر عليه التماس الطريق الشرعي .

ثانيا : هب أننا سنوافقك جدلا في أنهم كالمنافقين فلماذا تدعو لمعاملتهم على غير نهج الله ورسوله ؟ فإن الله عز وجل توعدهم في بادئ الأمر بفضحهم، وهو مصداق قوله سبحانه { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } وقد صدق الرحمن وعده وأنزل فيهم سورة مستقلة وهي سورة المنافقين، أضف إلى آيات زاخرات منتشرات في السور الأخرى منها قول الله تعالى : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } .. وأنت ترى الآن بأن الطائفة العلمانية هي أشد على الإسلام من هؤلاء لا تستحي من إبراز حرابتها للدين ولا شك في أن سياسة التعامل مع هؤلاء غير سياسة التعامل مع أولئك .

ثالثا : أن الله تعالى أرشد المؤمنين إلى أماراتهم وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم وذكر صفاتهم حتى يكونوا معلومين عند أهل الإيمان، وأنزل تعليمات واضحة في التعامل معهم هي كالآتي :

1- جهادهم والإغلاظ عليهم : وهو قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } ، وكان الجهاد المأمور به في الآية جهادا فكريا وحجاجيا لأنهم كما سبق وأوضحنا معصومي الدماء لظاهر أعمالهم، ولنا في حادثة طرد المنافقين من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا أيوب وأوس بن زيد وأبا الحارث رضي الله تعالى عليهم بطردهم، وكذلك في حادثة طردهم من بيت سويلم اليهودي حين بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يجتمعون لتثبيط الناس عن غزوة تبوك فبعث إليهم الصحابة وعلى رأسهم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم ليحرق المنزل بما فيه لما نشبت النار فروا من البيت . وهذا من تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم للآية الكريمة.

2- ترك الصلاة عليهم والقيام على قبورهم : وهو تطبيق للأمر الإلهي : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } وفي حوادث عديدة لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم على أموات المنافقين وكان يقول " شأنكم بها " وكان الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه لا يصلي على أحد حتى يصلي عليها حذيفة بن اليمان الذي أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين جميعا .

3- منع المنافقين من الخروج للقتال في صف المسلمين : وهو مصداق قول الله تعالى { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ } ... { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } ومنه نص الفقهاء على حرمة تعيين المنافقين في رتب قيادية في الجيش والدولة الإسلامية لخطرهم .

4- النهي عن اتخاذهم بطانة : بله أن يقول قائل بجواز ولاية الملحد على الأمة، { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } يقول مجاهد : [ نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصافون المنافقين، فنهاهم الله تعالى عن ذلك ] - معالم التنزيل للبغوي - وقال قتادة : [ نهى الله عز وجل المؤمنين أن يستدخلوا المنافقين أو يؤاخوهم أو يتولوهم من دون المؤمنين ] - جامع البيان -

والإسلام قسم الطوائف إلى ثلاثة كبرى : هي طائفة المؤمنين وطائفة الكفار وطائفة المنافقين ، وجعل لمعاملة الطائفة الثالثة حدودا معينة ليس هنا السبيل لبسطها تفصيلا، فما بالك بمن هو أشد كفرا منهم ؟ أفنخضع لهم أعناقنا طائعين ونبيع عقيدتنا ونركن إليهم تحت مبررات الإجماع الدستوري الذي ما أنزل الله به من سلطان فضلا عن أن نؤمر واحدا منهم يهلك الحرث والنسل ويعيث في الدين فسادا ويلبس على العامة دينهم ؟ ونترك الوصية الربانية الخالدة { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً } ؟

والحمد لله الذي يميز بالفتن الطوائف ويظهرهم لأهل الإسلام : { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } .

ورحم الله الإمام ابن القيم القائل : [ فهذه والله أمارات النفاق . فاحذرها أيها الرجل قبل أن تنزل بك القاضية . إذا عاهدوا لم يفوا، وإن وعدوا أخلفوا، وإن قالوا لم ينصفوا، وإن دعوا إلى الطاعة وقفوا، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدَفوا، وإذا دعتهم أهواؤهم إلى أغراضهم أسرعوا إليها وانصرفوا، فذرهم وما اختاروا لأنفسهم من الهوان والخزي والخسران، فلا تثق بعهودهم، ولا تطمئن إلى وعودهم، فإنهم فيها كاذبون، وهم لما سواها مخالفون .. { وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ * فَلَمَّآ آتَاهُمْ مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } ] - مدارج السالكين -

والله تعالى أعلى وأعلم

عياض
09-06-2013, 03:06 AM
و ارجو ان لا يغلق الموضوع فاقل ما فيه انتفاع الناس بما فيه من بيان السنن و الفروق من جميع الأطراف على اخطائهم المحتملة جميعا و نفس هذا الاختلاف ما لم يؤد للخلاف و التنازع مفيد لي و لغيري و لكافة الناس و الله تعالى اعلم

ابن عبد البر الصغير
09-06-2013, 03:12 AM
نحن الآن يا أخي عياض نناقشك مناقشة علمية شرعية، فأنت الآن تتكلم في دين وسياسة شرعية ولسنا بصدد نقاش فلسفي حتى تتوهم حفظك الله أن بإدراجك فقرة مرسلة بدون أدلة شرعية كفيلة بإبلاغ مرادك أو بيان حجية رأيك، وإن كنتُ أنا أيضا لا أرى الطريق العسكري كحل لأزمة مصر لكني لا أنكر أصولا سنية متواترة تحت أي مبرر كان، فحين تقول حفظك الله :


أكتفي اخي بقول ان ما تسميه انت خط احمر ربما يكون هو ما تربيت عليه انت سيدي الفاضل و اخي الكريم من مفاهيم السنة و الجماعة و التي قد لا تكون موافقة بالضرورة لأهل السنة و الجماعة كلهم الا ان كنت تقول بانحصارها في جماعة معينة واقعية فانذاك لا كلام لي

فإن هذا عين ما يكرره الملاحدة علينا من أننا مسلمون بالتوارث، في حين أننا بفضل الله لسنا مقلدين بل متبصرين وهو ما أشرتُ إليه أعلاه كإجراء احترازي من جملتك هذه، ولا أدري من هم أهل السنة والجماعة كلهم وما معنى عدم انحصارها في جماعة ؟ فهل مثلا المعتزلة والرافضة عندك أهل سنة وجماعة ؟ فنحن لا نتحدث في فقه يجوز للمالكي أن يكون رأيه ويجوز للحنبلي أن يخالفه، بل نتحدث عن أصول صريحة في القرآن والسنة، ولم أستشهد بإجماع واحد ولا نقلته لك أصوليا إنما أغلب مداخلتي ما قال الله ورسوله، ولو أردت الدخول لغمار الإجماعات دخلناه ولو أردنا تشريح سيرة النبي صلى الله عليه وسلم شرحناها بكل حقبة معينة بل ورتبنا الأدلة حسب النزول، فكثير من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في حقبة معينة نسخت أو عوتب فيها بصريح القرآن، فحتى على فرض وجود ذلك ليس من المنهجية والعلمية أن نغفل مسألة الناسخ والمنسوخ وأن فعلا معينا كان قبل اكتمال الوحي والفصل بينها على أساس الصورة الكلية وليست الجزئية . ودخلنا لغمار العام والخاص بشروطه المرتضاة وأبحرنا في كلام شيخ الإسلام وشيوخ السلف كما تحب، فمثلا لو سألناك سؤالا بسيطا هو أعطنا شيخا واحدا من بين من تقول أنك نقلت عليهم من السلف قال بجواز انعقاد الإمامة لكافرـ لعجزت عن ذلك حتى تعرف أنه ليس لك سلف في ما قررته أعلاه .

نسأل الله لك تيسير الأمور والحفظ من كل سوء، وأنا أعلم قبل غيري أنك من أهل الإخلاص وأنك ما تكتب إلا ما تراه من اجتهاد، وأنك مجهد فكريا من تتبع الأحداث، لكن من واجبنا النصح ومناقشة إخواننا فيما نراه خارجا عن الجادة . والمدارسة لها ثمار دون شك .

والله أعلم.

عياض
09-06-2013, 03:25 AM
لو دققت سيدي ستجدني اني ما انكرت الاجماع الذي حكيته عن ولاية الكافر و ان تاملت بعدها ان هذا الواجب هو ايضا داخل في تعلقه بالقدرة و العلم و هو ياتي على ما ذكرته من النسخ في افعال النبي صلى الله عليه و سلم و هو نفسه الضابط فيما ذكره الأصوليون من جواز العمل بالمنسوخ في حال عدم القدرة او العلم بالناسخ و هكذا..و لو تأملت كل الكلام لفهمت اعتراضي و ما تذكره عن اهل السنة و الجماعة و المعتزلة و الأشاعرة و غيرهما فهذا اختلاف امرنا فيه ايضا بالرد الى كتاب الله و سنة نبيه و الاجماع فما وافق منها فهو السنة و الجماعة و اهله اهل السنة و الجماعة بغض النظر عن التسميات و امثالها...و ما تتكلم فيه عن اصول هو ايضا متعلق بهذه الثلاثة و ليس متعلقا بوصف او جماعة عند التحقيق فما وافقها قطعا هو الأصل الذي لا يجوز مخالفته...و اكثر الغلط هنا جاء من التعيين و الانزال على الواقع بما ليس لكثير من الناس قبل بتعيين نفس هذه الطائفة المنصورة اهل السنة و الجماعة من هي على التعيين و انتهى محققوهم الى ان لا حاصل من التعيين خاصة بعد الاختلاف الحادث بعد القرن الثالث...و لهذا و غيره فالموضوع طويل و لا قبل لي الآن للخوض في الجدل فيه و انما كانت افكارا اخذتها من قدماء و معاصرين توالوا على التنبيه اليها و قلت اني لا الزم بها احدا و لا طاقة الان على الجدال و انما تحرير ما لدي فانقد سيدي ما شئت منها سيدي فلك الحق و لن نعدم فائدة و اني مع غيري من المستمعين

واسطة العقد
09-06-2013, 04:04 AM
مجتمع المدينة كان نظاما جديدا يبنى من الصفر.. الحالة المصرية ليست كذلك..

عياض
09-06-2013, 04:32 AM
و هذا يؤيد معنى التوافق الذي يجب ان يسعى اليه اولا بانه توافق و اجماع الجماعة كلها بدلالة الأولى...فان كان الحال الآن افضل فتحصيل هذا الاجماع و التوافق سيكون اسهل اذ لم يياس النبي صلى الله عليه و سلم من المدافعة سلميا حتى حصله مع ان احتمالات التوافق كانت صفرا كما تقولين و رغم ذلك تحقق التدافع السلمي حتى اوصل الى كمال التشريعات برضا الأغلبية الساحقة و ايجاد الجماعة ذات العصبة و التماسك المتلاحم...فكيف بنا اليوم و ليس فينا اخلاط كاخلاط مجتمع المدينة بل عامة الليبراليين و كثير من العلمانيين ليسوا ملحدين و كثير منهم لا يعلم ان بدعته او كفرياته مخرج من الاسلام لانتشار الجهل و انعدام السنن ...بل و عامة من يدعو لاقصائهم من الاسلاميين لا يريد ان يعدهم حتى منافقين لكن ان سالتهم عن تكفيرهم و اشياعهم جبن و تكلم باسلامهم على الظاهر لانعدام الأدلة و القانون العام الذي يضبط التكفير و الاقصاء القانوني بعدل...و الضابط في هذا هو العلم و الاستطاعة ...فما لم تتوفر الاستطاعة و القدرة و انتشار العلم به فكثير من الواجبات تسقط وجوبها حتى تتوفر دواعيها وحاجاتها التي تمكن لها و هذه لا تتوفر الا بتدافع سلمي و هذا كله هو ما يشار اليه من هدي النبي المذكور في التدرج بالناس حسب الامكان و الاستطاعة كما ذكر الشيخ تقي الدين و دلل عليه في غير ما موضع بعدم قدرة النجاشي ايضا على التزام شرائع الاسلام على قومه الكفار الذين لا يقرونه على ذلك لفقدانهم شرط القدرة و العلم لبعدهم عن دار النبوة مع انه في المدينة انذاك كانت نزلت و طبقت كثير من شرائع الاسلام ...و ارجو الرجوع في هذا الى مباحث المقاصديين الكبار كابن حزم و الغزالي و ابن تيمية و الشاطبي و غيرهم ممن انفوا و زهقت روحهم من كثرة التحكمات و التصنيفات في الفقه و الدين بفروعه و اصوله باسم اهل الحق و الطائفة الناجبة ...فان لم يمكن فالرجوع الى كتب الاولين و خاصة كتابات الامام الشافعي ففيها قدر من التحرر قد يفاجئ الكثيرين من الملتزمين فقط بما ورثوه ...و ان لم يمكن فمجرد التأمل في السيرة و سياسة النبي صلى الله عليه و سلم بتفاصيلها كفيل بتوضيح اكبر لهذه الرؤية ...اقول هذا لأني فعلا لا احب ان تنقلب جدلا هنا و انما ان يدلي كل منا بدلوه و ياتينا بفوائد فلا شك ان الخطوب اليوم لن تحل على نظرة واحد منا و لا طائفة من طوائفنا بل على نظر الجميع ان قاربوا و سددوا و الله اعلم

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
09-06-2013, 05:20 AM
شخصيا أجد من المحال تحقيق أي خلافة إسلامية بدون استقراء التسلسل الذي أخبر عنه عليه الصلاة والسلام والذي نهايته أحداث الساعة الكبرى ....
الذي أخبر أن الإسلام سيعود غريبا قد تحققت نبوته في ذلك وقد أخبر بعدها بتغير الأحداث وفقا للعلامات الكبرى وسيظل تدافع الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها كعلامة إلى اتباع طريق العبودية التي خلقنا من أجلها مهما صعب واستحال ....

واسطة العقد
09-06-2013, 05:22 AM
لوكانت صفرا ﻻنهارت و هذا ما لم أقله.. و لم اقل كثيرا من الاشياء أيضاً، و الأمر بنظري موازنة بين المصلحة و فرض الواقع و موازنة المصالح و المفاسد، و عليه فالتوافق و المشاركة بين العلمانيين و الاسلاميين ضرورة ﻻ انكرها الى ان تمر ربما عقود و سنوات و يكتمل الناقص لدينا فلا يعود ثمة حاجة لمشاركة العلمانيين الحكم.. براجماتية؟ نعم لكني ﻻ اراها معيبة.. دون الدخول بتنظيرات حول حكم كفر العلمانيين او وﻻية المبتدع مما ﻻ املك طرفه اصلا، الواقع و العمل خير من التنظير و المصلحة أفضل فقيه. . بالضوابط الشرعية كي ﻻ يظن اني ميكافيللية صميم :): .

متروي
09-06-2013, 01:56 PM
أعود فأقول أن مجتمع المدينة لم يبنى على التوافق أو الإجماع الدستوري بل بني على أساس الأغلبية الإسلامية التي فرضت شروطها و هذه الشروط أعطت لغير المسلمين حقوقا لم تنسخ بعد ذلك فإدارة اليهود لشؤونهم الداخلية بقيت كما هي بإقرار عهد الذمة فاليهود و النصارى طيلة التاريخ الإسلامي يتحاكمون فيما بينهم إلى قوانينهم الداخلية إلا من شاء منهم أن يحاكم بالشريعة الإسلامية و لا يعني هذا اشراكا ولا توافقا ولا تنازلا ولا إجماعا ..
و طائفة المنافقين التي يبدو أن الأستاذ عياض عنده عدم وضوح في ما هيتها فمن جهة يشبه العلمانيين و الليبراليين اليوم بهم و من جهة ثانية يصفهم بالصدق في الإسلام رغم الجهل أو حتى الإجتهاد و هنا عليه أن يبين لنا هل هم مسلمون أم منافقون ..
ثم رؤوس العلمانيين و الليبرالين الذين يصرحون برفضهم للشريعة و للحدود و للحجاب أو يعترضون على التفريق بين المسلم و النصراني و أنه لا فرق بين المسلم و النصراني فهؤلاء كفار و ليسوا منافقين لأنهم لا يظهرون الإسلام و يبطنون الكفر بل يظهرون الكفر و يسرونه و أما أتباعهم فلا نعرف عنهم شيئا فهم عندنا مجاهيل و أغلبيتهم العظمى غوغاء يتجمعون من أجل بطونهم و شهواتهم و هذا ما يظهر في كل استحقاق انتخابي حقيقي و أما حكمهم فبحسب اعتقادهم فإن كانوا على ما عليه رؤوسهم فهم مثلهم و إلا ففيهم و عليهم ..
أما المشكلة الأخرى فهي إنكارك للتدافع العسكري فحتى و إن اختلفنا في الواجب في هذا الواقع فلا يجوز لك إنكار التدافع العسكري و قد سألتك سؤالا و لم تجبني عليه و هو هل المواطنة تحصن المواطنين الغير مسلمين من أحكام الشريعة أم لا فهم حتما غير قابلين لها إلا على الإكراه ؟؟؟
ثم أنتَ يا أستاذ كنت تقول بالإجماع الدستوري ثم عدت و أقررتَ أن يهود المدينة و منافقوها ما قبلوها إلا مكرهين و كفارها فقلتَ :

نعم قد يكونوا قبلوا شروط المسلمين في هذه الوثيقة كرها منهم لما علموه من ان لا شعبية عندهم كما قبلها المنافقون كرها ايضا لما رأوا كيف ان شعبية هذا الدين اكتسحت المدينة و فرحة اهلها بمقدم هذا الحاكم الجديد و توليه للحكم حتى ان الاماء و العبيد عبرت عن رضاها و فرحها ...و لكن ما حفظ ان احدهم اجبر على قبولها بقوة السلاح
و هذا في الحقيقة هدم منك لكلامك فالأغلبية ليست هي الإجماع بأي حال من الأحوال ؟؟؟؟ و التراضي ليس هو الإكراه بأي حال من الأحوال ؟؟؟؟
و أما استدراكك بعدم حمل السلاح على بقاء الإجماع أو الرضى فكلام باطل فعدم حملهم للسلاح ما هو إلا ضعف و جبن و قراءة للواقع فقد علموا أنهم لو رفضوا لقوتلوا و طردوا فرضوا مجبرين و مكرهين بما يفرضه عليهم الشرع و هذا عين ما حدث بعد ذلك للطوائف الكافرة و المنافقة فهي مخيرة بين الإسلام و الجزية و القتال و قبولهم بالجزية لا يمكن لأحد أن يقول أنه تم بالإجماع الدستوري أو التراضي أو التدافع السلمي ..
ثم أنتَ تتغاضى عن عدم نجاح التدافع السلمي في المدينة مع الكفار و اليهود و المنافقين مع أن مدة دولة المدينة عشر سنوات فقط بينما تم التخلص منهم كلهم في السنة السادسة للهجرة أي ستة سنوات ظهر فيها استحالة التدافع السلمي مع تلك الطوائف المجاهرة بعداوة الشرع و لم يبقى إلا المنافقين المظهرين للإسلام و هؤلاء على طول التاريخ الإسلامي يعاملون وفق ظاهرهم و هذه في الحقيقة قد فصل فيها رب العالمين فلن يتوافق الإسلام مع الكفر إلا على الكفر..
فأنت يا أستاذنا الكريم تنكر التدافع العسكري تماما داخل حدود الوطن و بين أبناء الوطن مستدلا بدولة المدينة على رغم الكفر و النفاق و التعدي السافر على الدين و هذا ما يحتاج منك تبيين و توضيح ثم لم تحدد لنا حدود التدافع السلمي فهي عندك مفتوحة حتى يقتنع الكافر ؟؟؟
ثم مسألة التوافق بين الإسلام و الكفر قضية مبهمة عندك لا نعرف حدودها و قد ضربت لنا مثالا غريبا بتنازلات حركة النهصة فلا أعرف كيف سنتنازل على إسلامنا و على ماذا سنتنازل منه و حتى متى نتنازل و ما هي آخر حدود التنازل ؟؟؟؟ فليتك توضح و حبذا لو ضربت لنا أمثلة من واقع تونس و مصر فالكلام النظري و إن كان تأصيلي يبقى دائما في خانة الإبهام ..
و أما ضربك للمثل بالحديبية فغير صحيح مطلقا فليس فيه أي تنازل عن الشرع بل فيه وحي من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه و سلم بأنه عز وجل سيجعل للمسلمين في مكة مخرجا و فرجا و كذلك كان فليس لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم المسلمين للكفار ثم يزعم أن الله سيجد لهم مخرجا ؟؟؟
ثم هذه قضية لا علاقة لها بالتشريع ولا التوافق ولا التنازل بل هي قضية عسكرية حربية بين دولتين .

و أما أفكارك الجديدة هذه فهي غير واضحة المعالم و الأصول فلا نعرف على أي أسس تستقي أرائك فمن جهة نراك تستدل بالسيرة لكن من جهة أخرى نراك تهمل النصوص و عمل الصحابة كما أننا لا نعرف مفهوم الكفر و الإيمان عندك ..فكما يبدو أنك لا ترى أن المسلم يكفر سوى بالإعتقاد و الجهل عندك عذر في كل شيء فأنت استدللت بإسلام من شهد بالشهادتين و لا يعرف غيرهما مع علمك بأن هؤلاء في زمان مختلف تماما حيث لا قرآن ولا كتب حديث ولا فقه ولا علم و لا علماء و لا أي شيء فأنزلت حكمهم على حكم أمثالهم (...) اليوم ممن يعيشون وسط العلماء و الدعاة و كل وسائل المعرفة عندهم و يسمعون و يصمون أذانهم و هذا قياس عجيب ؟؟؟؟
و لا نعرف حكمك على من يصر إصرارا على رفض الشريعة رغم إقامة الحجة عليه ؟؟؟ و أصلا أنتَ لم تتكلم عن إقامة الحجة لا من قريب ولا من بعيد فالتدافع السلمي عندك هو الأساس فلا فرق في الحكم عليهم قبل إقامة الحجة و بعده و هذا غريب جدا ؟؟؟

مستفيد..
09-06-2013, 02:26 PM
ثانيا : هب أننا سنوافقك جدلا في أنهم كالمنافقين فلماذا تدعو لمعاملتهم على غير نهج الله ورسوله ؟ فإن الله عز وجل توعدهم في بادئ الأمر بفضحهم، وهو مصداق قوله سبحانه { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } وقد صدق الرحمن وعده وأنزل فيهم سورة مستقلة وهي سورة المنافقين، أضف إلى آيات زاخرات منتشرات في السور الأخرى منها قول الله تعالى : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } .. وأنت ترى الآن بأن الطائفة العلمانية هي أشد على الإسلام من هؤلاء لا تستحي من إبراز حرابتها للدين ولا شك في أن سياسة التعامل مع هؤلاء غير سياسة التعامل مع أولئك
صحيح..الحالتين لا تخدم الأخ عياض في شيء..فالمنافقين لم تنل أفكارهم حظا من معاهدة المدينة فسقط الإستدلال والإسقاط وهو ما قلناه..وإن كانوا على غير ذلك فحكمهم لا يكون حكم اليهود وغيرهم وإنما حكم المحارب المرتد التارك لدينه المفارق للجماعة والمشتت لها..وهذا ما يجعل من الأخ عياض يدافع عن الشيء ونقيضه..من جهة يرفض حامل السلاح بالحق بحجة تشتيت الجماعة ولنا في ذلك نصوص شرعية صريحة تدل على خلاف استنتاجه ومن جهة اخرى يقبل بمن ترك دينه وفارق الجماعة ولا يرى في ذلك فرقة لها وتشتيت ولنا في ذلك أيضا نصوص..إذ سماه عليه الصلاة والسلام (( التارك لدينه المفارق للجماعة )) !
وأرى أن الموضوع مصيره الغلق..فالأخ عياض لا يتحدث بحجج شرعية وإنما هو رأي بلا سند..كلام مرسل يختمه في النهاية بعبارة ((ربما أكون مخطئ)..ومثل هذا الكلام بُطلناه يُغني عن إبطاله وليس محل نقاش أصلا..ولعل أكبر سقطة في كلام الأخ وما ينبئ من أن هذا النقاش لن يؤدي إلى شيئ هو قوله:

لكن قصدي اساسا بيان تفوق السياسة النبوية واقعا لا تنظيرا ذهنيا
سبحان الله هل كانت سياسة النبي واقعا مخالفة لنصوص الكتاب أو لما نصت عليه المعاهدات ؟
هذا يعني أنه مهما أتينا من نصوص شرعية سيراها الأخ مجرد تنظيرات ذهنية لم يعمل بها النبي على أرض الواقع..!!

عياض
09-06-2013, 03:05 PM
لن ابين لك الفرق بين الاكراه و القبول على كره يا متروي و لن ابين لك كذب الفرق بين القيادات العلمانية و تابعيها الذين قواعدهم من الشعب كثيرا ما يكونو اشد تطرفا من قياداتهم فيلزم تكفير نصف المجتمع بهذا الفقه ...فضلا عن ان كثيرا من الليبراليين القادة لا يمانعون في تبني أمرجعية الاسلامية فضلا عن ان لا دليل لك على ان النبي و صحابته اشتغلوا بما تموتون فيه انتم من فتن التكفير و التكفير المضاد بل اشتغلوا بالدعوة و سياسة الناس لرفغهم من الكفر الى الايمان بدل الاشتغال بتكفيرهم رغم وضوح الكفر في كثير من الحالات فضلا عن ان يكون حالهم مشتبها و مختلطا كحال علمانيي اليوم الذي يبحث عن مسطرة سحرية تبين لك من الكافر و من المومن كما لو ملكنا اعجوبة الدابة في فقه مسطح لا يبحث الا عن سبيل للتخلص من سلطة القانون و البحث عن اي مبرر لرفع السلاح بلاقانون سابق متعاقد عليه من كل الجماعة وهو الذي اتحداك ان تجده و لم يجده كل الخائضين في فتنة التكفير التي ارجعتنا للقرون ااجاهلية كقبائل العرب التي تتقاتل على ادنى اختلاف و لن ابين لك ان رفع السلاح داخل الجماعة محرم تحريما قاطعا بمئات النصوص الا ان يكون بقانون و القانون لا بد ان يكون صادرا من سلطة حائزة على الرضا الشعبي و رضا الجميع لا ان تاتي لنا فئة من الجماعة و المجتمع و تبحث عن اي سبيل لفرض رؤيتها ولو برفع السل.ح دون رضى حتى الاغلبية زاعمة ان هذا مقصود الله بجزم و بدون شك في تال على الله الذي ما جعل العصمة لفرد و لا طائفة الا باجماع الجميع من المسلمين لكن ما نفعل بمرض القرعونية المسماة زورا الجهادية من نهجها الفرعوني لا اريكم الا ما ارى و على هذا كرههم الناس و نفروا بسببهم من الدين جملة فان خالقهم نفسه لم يفرض عليهم الشرع كله باجماعاته التي ستظهر لاحقا رغم علمه السابق حتى ظهرت الحاجة المقتضية للبيان فما بالك بهؤؤلاء الحديثي الاسنان الخارجين عن جماعة المسلمين اليوم باستبدادهم برايهم و الذين ثمارهم تشهد عليهم و لو عرضوا على الناس لما حازوا حتى ما يحوزه شيوعي كافر لرهقهم و استبدادهم و لمعرفة الناس فطريا و نفورهم من ثمارهم على مدى نصف قرن لم يجروا علينا الامزيدا من الضعق و النتائج العكسية اينما حلوا و ارتحلوا و هو ادل شيء على عوج فقههم الاستبدادي لمخالفته الواضحة لثمار الدعوة النبوية التي لم تكن فيها عنف سلاحي و عسكري داخل الجماعة الا بقانون سابق متعاقد عليه و كذب من قال ان هذا التدافع السلمي زال حتى موت النبي فما زالوا حتى عصر الخلفاء الراشدين موحودين وثنيين و منافقين و يهودا و نصارى و لم يتدافع معهم الا سلميا دون عمل عسكري الا بقانون سابق متعاقد عليه و نظرية العقد تمس كل فروع الفقه بلا استثناء لكونها ضمانة الرضا في القانون المانعة من الاستبداد الذي ينخر هذه الجماعات المتعطشة للحرب الجاهلية التي تسميها جهادا و لهذا حتى النبي لم يسر لاحد ابا حذيفة باسماء المنافقين و كان يمكنه نحرهم بدون قانون سابق متعاقد عليه وضامن للحقوق و الحريات صادر عن سلطة مرتضاة من الجميع...و الحق ان سياسة النبي اعلى و اكبر حرية و عدالة من سياسة الخلفاء الراشدين و هؤلاء اعلى من سياسة المذاهب الفقهية الكبرى و هؤلا اكبر من سياسات المذاهب التقليدية التي كثر فيها الاستبداد لتطرق المعاني الالحادية الانانية اليه و تلمورثة للتعصبات الطائفية و المذهبية التي خرجت من رحمها اغلب هذه المذاهب ألمنطرفة اليوم التي نبذت وصية نبيها في الالتزام بفقه الجماعة سواء رففت شعار الاسلام او شعار الليبرالية او ما رفعت...و من ثمارهم تعرفهم و الله سيحكم بينهم بالزمن و الدإر الذي يقلبه بمصالحه فيما كانوا فيه يختلفون باستبدادهم دون الجماعة كلها و رفعهم السلاح بعضهم على بعض كل حزب بما لديه من علم فرحون ..

متروي
09-06-2013, 03:49 PM
أنتَ يا استاذ عياض تحيد عن الموضوع و تقفز على الإشكالات التي طرحناها عليك ..
فليس موضوعنا الجماعات الجهادية مع أنني بينت لكَ مفهومي من التدافع العسكري و الذي أعيده عليك بشكل واضح فالتدافع العسكري الذي أقره و تنكره هو تدافع جماعة المسلمين ضد غير المسلمين من الكفار و النصارى و اليهود و المنافقين داخل حدود الوطن كما حدث ذلك التدافع الذي تنكره ولا تريد الإعتراف به في المدينة النبوية ضد بني قنيقاع ثم بني النضير ثم بني قريظة و معهم الكفار الذين لم يبقى منهم أحد في المدينة و معهم المنافقين الذين استبعدوا تماما من سياسة الدولة لكنك تصر على تحويل كلامي إلى قتال الأفراد الذي لا يحقق أي شيء ..
ثم مسألة التكفير التي تتهمني بها هي مسألة شرعية و قد سألتك عن مفهومك للكفر و الإيمان فلم تجب فلا يمكنني أن أرد عليك و أنا لا أعرف هل تعترف بوجود نواقض للإسلام أم أن المسلم لا يخرج من الإسلام مهما فعل ؟؟؟
أما قولك :

لن ابين لك الفرق بين الاكراه و القبول على كره يا متروي
فليتك توضح لنا الفرق و ما يترتب عنه فيهما ؟؟؟ فالمكره مخير بين القبول بما يعرض عليه أو التعرض لما هو أسوأ منه ؟؟؟ و ابن سلول كان سيتوج ملكا على المدينة فهل قبل بدستور المدينة راضيا أو مختارا ؟؟؟ و اليهود كانوا سادة يثرب يتعيشون ببيع السلاح و إقراض المال في الحروب التي يشعلونها فهل قبلوا بالسلام و الخراب عليهم راضيين ؟؟؟ و أبو عامر الراهب كان سيد قومه لا يعصونه في شيء فهل قبل راضيا بسيادة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الغريب البعيد عل كل المدينة بكل من فيها راضيا ؟؟؟؟
ثم مثلا هل تعتبر قبول الإسلاميين في مصر خلع الرئيس الشرعي و إلغاء الدستور و كل مظاهر الشرعية مع القتل و الإعتقال هل تعتبر هذا إكراه أم قبول على كره ؟؟؟؟

و أما قولك :

و لن ابين لك كذب الفرق بين القيادات العلمانية و تابعيها الذين قواعدهم من الشعب كثيرا ما يكونو اشد تطرفا من قياداتهم فيلزم تكفير نصف المجتمع بهذا الفقه ...فضلا عن ان كثيرا من الليبراليين القادة لا يمانعون في تبني أمرجعية الاسلامي

فلا تحتاج لتبين لي فقد بينت لك و فصلت فمن رفض الشرع و أصر على رفضه و أقيمت عليه الحجة فهو كافر سواء كان تابعا أو متبوعا و زعمك أنه يلزمنا تكفير نصف المجتمع كلام باطل فهؤلاء مجاهيل لا يعرفهم أحد مواقفهم متقلبة كل يوم بحال يجمعهم طبل و يفرقهم زمر عكس القادة المعروفين الذين كلامهم موثق يؤكدونه و يعيدونه في كل مكان و محفل ..
و أما قولك ان كثير من قادة الليبراليين لا يمانعون في تبني المرجعية الإسلامية فأصلا عدم الممانعة هذه كفر فالمسلم ليس مختارا في قبول الشرع حتى ينظر فيمانع أو لا يمانع فأنتَ كما ترى لم تستعمل حتى الكلمة المناسبة و هي " يقبلون المرجعية الإسلامية" ثم حتى هذه المرجعية ليست كلمة شرعية فنحن نتكلم عن حكم الشرع و أتحداك أن تأتيني بليبرالي واحد يقبل إقامة الحدود الشرعية أو يقبل إقصاء النصارى و المرأة من الولاية العامة فإذا لم تجد فليزمك أن تعترف انهم يرفضون حكم الشرع و أنهم يرون في أنفسهم الأهلية لقبول ما يشاؤون منه و يرفضون ما يشاؤون منه و هذا هو عين الكفر ؟؟؟؟

و أما الإشتغال بالدعوة و الحكمة و اللين و سياسة الناس فلا ينفي التكفير ؟؟؟ فلا أعرف كيف تقر إسلاما بلا تكفير ؟؟؟؟ يعني نرى كفرا ولا نكفر ؟؟؟؟

و أما قولك :

لن ابين لك ان رفع السلاح داخل الجماعة محرم تحريما قاطعا بمئات النصوص الا ان يكون بقانون و القانون لا بد ان يكون صادرا من سلطة حائزة على الرضا الشعبي و رضا الجميع
فلا أعرف هذه النصوص التي تحرم قتال الممتنعين عن الشريعة و لا الخالعين لعهد الذمة و لا أعرف هذا القانون الذي يحظى برضا شعبي و إجماع تام يعني علينا أن نطيع قانون صادر عن انقلابي و ليبرالي و علماني و نصراني و ملحد و إسلامي ؟؟؟؟
فقد سألناك عن ماهية هذا الإجماع الدستوري الذي ما أنزل الله به من سلطان لكنك لم تعلق فالرجاء أن تجيب على كل ما سألناك عليه خاصة أصول مذهبك فلا نعرف حتى الآن ما هي الآلية التي تتبعها في هذا الفقه ؟؟؟

مشرف 10
09-06-2013, 05:17 PM
نعتقد أن إطالة مثل هذه المواضيع يكون مبعثه تشبث كل طرف بما عنده مصيباً كان أو مخطئاً وطلبنا حتى لا يتفرع الموضوع أكثر تلخيص وجهات النظر الأصلية حتى ينتهي الموضوع وأكثر ما أعجبنا هنا روح التآخي السائدة واللطف في القول بدون تجريح ...
وجهة نظر الأستاذ عياض بحسب قراءتنا السريعة لموضوعه أنه يحب إشراك كافة الأحزاب كفريها وبدعيها كظرف واقعي متحتم لا سبيل للانفكاك منه كضرورة أكل لحم الخنزير على أن يتم تقوية الموقف الإسلامي ليذيب كافة الشوائب فيما بعد وقد استدل بسيرة النبي عليه السلام مع شرائح المجتمع المختلفة التي عايشها
في حين يرى الأستاذ متروي وبعض الإخوة الفضلاء أن هذا هدم لأصول الولاء والبراء وزيادة تمييع للحق وإدخاله في متاهات تذهب بريقه ولونه كذهاب طهارة الماء المخالط للنجاسات وأن حد الضرورة قد انتقل إلى خط مبالغ فيه نتيجته تمييع الحق وخلطه مع الباطل ....
هذا أبرز ما وقفنا عليه ، ولهذا لكي ينتهي الموضوع كما قررت الإدارة نطلب من كلا الأستاذين تلخيص موقفيهما في سطور قليلة حتى ننتهي
مع فائق المحبة ...

عياض
09-06-2013, 05:20 PM
هل التدافع العسكري مع بني قنيقاع و بني قريظة كان بدون قانون تعاقد هؤلاء فيه ممثل السلطة مسبقا ام كان لقانون فرضه المسلمون عليهم دون تعاقد مسبق؟؟
اما ان اليهود و الكفار لم يبق منهم احد قلا ادري اين اتيت بها و كذلك ان المنافقين لم يكن يشاركهم السياسة و ممثلوهم كانوا يحضرون مجلس الشورى و لا يمنعون عتها ممثلين لقومهم حتى لفظهم قومهم انفسهم و لم يرضوا با يمثلوهم...
و لا ان هؤلاء المنافقين ليس فقط قبلوا حكمه اختياراو بدون قوة السلاح بل لم يقبلوا اصلا حكمه قبلها و لم يبايعوه و لاقبلوا حكمه مدة طويلة حتى قبلها بعضهم بعد غزوة بدر اختيارا و طمعا في المكاسب و بعد ان راى ظهور السياسة النبوية بظهور المصالخ الواقعية فقبلوا تحت ضغط الشعبية المتزايدة برضاهم و بالتعاقد و لم يقبل بعضهو الاخر و استمر على مدافعته و تامره حتى غزوة احد حين اكتسحت السياسة النبوية بظهور نفعيتها الواقعية السلمية ما اخرج ضغائن اليهود و المنافقين الذين نقضوا السلمية بنقض القانون الذي تعاقدوا عليه قبلا و رفعوا هم السلاح اولا فكان العمل العسكري داخل الجماعة بسلطة القانون و سيادته لا بقوة السلاح..و من لم يفعل ذلك من اليهود و النصارى و المنافقين و التزم بالسلمية و احترام القانون الذي اجمع عليه قبلا فلم يرفع عليه السلاح حتى مات النبي و اكتفي معه بالتدافع و الجهاد السلمي حتى لو وصل للغلطة ...
اما التكفير فلم يشتغل به النبي و لا اصحابه كما شتغل به النكفيريون من الخوارج و المعتزلة الى اليوم من الجهاديين زورا و تنطعوا في التعمق فيه و لهذا لم يجدوا بينات على مذاهيهم في التكفير و اختلفوا فيها اشد الاختلاف دون ان يجدوا عليها ادلة قاطعة واضحة تسند دعاويهم في الاجماع على ما يفترون لا لشيء الا لان نفس النبي لم يشتعل بهذه المواضيع لعدم نفعيتها و ركز على اليات القانون و الجماعة و نشر السنن التي نعم تجد لها مئات الادلة المتضافرة و لهدا كان قول الفقهاء اليوم من عقلاء كافة الطوائف بما فيهم الوهابية و الاشاعرة و الخوارج و الروافض الى ترك الخوض في هذه المواضيع لانعدام ادلة واضحة عليها تورث النفع و العمل و لهذا انخصر تاثير هذه الجماعات المشتغلة بهذه المواضيع حتى صارت منعزلة عن الناس انعزال بقايا الرهبان في الاديرة جفاءا لتنطعهم و تاليهم و يصرحون بعصها انهم لا يقولون بتطبيق الشريعة دفغة واحدة ثم بعدها يفاجؤوك ان من لم يرض بتفاصيل هذه الشريعة التي لايمكن تطبيقها فهو كافر و نحن لانكفر المجتمع رغم ان طوائف كبيرة مت هذا المجتمع لجهلها بنفعيتها الواقعية الان و ليس النفعية النظرية عدم قدرتها و ظلمها بعدم رؤيتها لاستلزام طاعة ربها طاعة حكمه لاتريد تطبيق هذا الشرع الان...ففكها انت و الحل رفع السلاح على هذا الكافر الذي لانكفره و نعده مسلما بقواعده التي تقول بنفس قول قيادانها و نكذب اننا لانعرف ما تقوله القواعد و نتحكم بانها قابلة للتغيير بخلاف للقيادات و نشن على الحميع حربا بالسلاح و نحن على الحقيقة اقلية في الاسلاميين فضلا عن المجتمع ككل باسم الدين الذي لأكراه فيه و باسم الاغلبية...و كل ذلك ليس الا فرعونية فينا ان ننظر في مسلماتنا و نقوم بمراجعات تلو المراجعات على سيرة النبي الذي صبر و صبر و لم يرفع السلاح داخل الجماعة بدون قانون جامع ملزم للجميع...فرعونية اثبتت اننا فينا حقنا من الاستبدا و الديكتاتورية و تاليه انفسنا و جماعاتنا و شيوخنا و مذاهبنا...هذا هو الشرك اليين الواضح الذي لن يعوزك دليل عليه لاشرعا و لاواقعا..و السلام الى ان يحكم الله بيننا

مستفيد..
09-06-2013, 05:23 PM
أفكار الأخ عياض غامضة..والحقيقة انه يحتج علينا بالغموض الذي فيها لا بالحجج..
مثلا مسألة التعايش السلمي والتوافق..كله كلام عائم قد يفهم منه القارئ أنه من باب درء المفاسد..والحقيقة أن الفكرة منطلقها لاديني بحت..بمعنى أن الإجماع المقصود هنا من أجل التعايش السلمي لا يرى صاحبه حرجا في أن يؤدي إلى نسف الإسلام..فطالما ان جماعة التوافق توافقوا أو اجمعوا على هدم الإسلام فلا حرج في ذلك..أو أن نجعل للكافرين أو المنافقين على المسلمين سبيلا فلا شيء فيه..ويد الله مع الجماعة !!.أي جماعةٍ هذه لا ندري..وجماعة من لا ندري !..وتخدم من لا ندري !
والحق أن واقع النبي يكذب هذا الفكر..وما اعيبه على الأخ عياض أنه يستبطن فينا الجهل بسيرة النبي..فوالله يكفي أن أحتج عليك بواقعة تعبد إلهنا عاما ونعبد إلهك عاما لننسف هذه الفكرة من الأساس فعندما عرض عليه الكفار شيئا من المبادلة في المواقع وقالوا: نعبد إلهك سنة، وتعبد إلهنا سنة! أنصاف حلول نتوصل بها إلى أرضية مشتركة.. وتعايش فيها وتقارب أديان وإياك يا محمد تعايشاً سلمياً بـ مكة، تعبد إلهنا سنة، ونعبد إلهك سنة: ((وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)).
تتراجع أنتَ ويتراجعون هم وتصلون إلى حل وسط نزلت الآيات: ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ))..وناداهم بالكافرين، تصريحا بكفرهم وإعلانا بعداوتهم واتخاذا بالموقف الصريح منهم، ولم تأت الآيات يا أهل مكة الذين تقيمون معي ويا إخواننا في الوطنية أو الإنسانية، لا. بل ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ))..
خلاصة القول أن لو لكن منهج النبي كما يقول الأخ عياض هو التدافع السلمي والتعايش هكذا بمفهومها المطلق..لقبل عرض المشركين هذا وسجل على التعايش والتدافع..
هذا آخر ما لدي في هذا الشريط بعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود..

مشرف 10
09-06-2013, 05:40 PM
بقيت مداخلة الأخ متروي وبعدها ينتهي الموضوع وننوه على حذف أي مداخلة أخرى ما خلا المذكور ...

عياض
09-06-2013, 05:49 PM
هذا الذي احتججت به يا مستفيد هو الوحيد الثابث الذي ستجده غي المتغير الذي لامفاوضة فيه كون ثابتا في كل الكون زمانا و مكانا و به يعثث كل الرسل دون مفاوضة اما ماسواه من كل الشرائع و الواجبات المرتبطة بشهادة التوحيد قابلة للنفعية المرتبطة بالقدرة و العلم لنشر سننها بحسب الحاجات التي ترتضيها واقعا و تعاقدا اغلب الجماعة و من هنا اسمي السنة و الجماعة المفهومين الاكثر مرونة و صلابة من المفاهيم الديموقراطية الحديثة و لن تجد في سيرة النبي غير التزامها بنظام القانون وسلميته التعاقدية بعيدا عن فوضى السلاح الجاهلي الغير المنصبط

متروي
09-06-2013, 05:52 PM
الأخ عياض جاء بأفكار مبهمة يجعل بموجبها للوطن و المواطنة حقوقا لم يعطه لهما الشرع و يجعل للإجماع الوطني حجة لم يسبقه إليها أحد و يكفي لهدم كلامه أن نعرف أن الدولة الإسلامية لما كبرت و تحولت من المدينة إلى كامل جزيرة العرب لم يقبل فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وجود المشركين و أمهلهم أربعة أشهر و لا يمكن لأحد أن يدعي أن هؤلاء تعاقدوا و نقضوا عهدهم و هذا يهدم تماما فكرة المواطنة التي يدعو إليها عياض و كذلك الحال في تخيير المواطنيين الجدد في دول الفتوحات بين الإسلام و الجزية أو القتال ..
ثم الإشكال الآخر في مفهومي الإيمان و الكفر فوجود التكفير أمر طبيعي و ليس بدعا في دين الإسلام فوجود نواقض للإسلام يسمح ضرورة بتكفير الواقع في الكفر المصر عليه و يكفي ان نعرف أن الصحابة أجمعوا على قتال مانعي الزكاة مع إقرارهم بكل أركان الإسلام و حتى و إن اختلف في تكفيرهم فلم يختلف في قتالهم و هم لم يتعاقدوا مع أبي بكر على دفع الزكاة فتبين من هذا أن ما جاء به الأخ عياض غريب لا تعرف أصوله ولا فروعه ولا منهجه ..
نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و أن يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه و يهدينا و أخينا عياض لما فيه الحق .

مستفيد..
09-06-2013, 05:53 PM
ولدينا غيرها وما هو أقوى والله..ولكن من الواضح انك لا تناقش فلا داع لذكرها..هو بالفعل اعتقد ثم استدل..ماعز ولو طارت..!
الله وحده هو الهادي أخي الكريم..دمتَ بود