المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الالحاد و المعجزة المادية .. و الاخير لا يغير من الاول شيئا



أبو يحيى الموحد
09-10-2013, 08:50 PM
لو افترضنا ان جماعة من الملاحدة المعاصرين قد بُعث فيهم نبيا من انفسهم ليبين لهم ما هم فيه مختلفون , فكان مما طُلب من النبي المرسل لكي يثبت نبوته هو اتيانه بمعجزة مادية خارقة ليثبت انه مرسل من خالق هو من قنن القوانين و هو القادر على خرقها بإرادته , فبعد تشاور الملاحدة اتفقوا على ان تكون المعجزة بأن يحيي لهم احد موتاهم و قد وقع الاختيار على رجل بالكاد دفنوه بالامس فذهبوا و نبشوا قبره و احضروه و رائحة التعفن و التفسخ قد بدأت تفوح منه , فلما وضعوه امام النبي قال لهم النبي : تأكدوا من ميتكم ! اهو ميت حقا ! ؟ فذهب احدهم للميت و ركله بقدمه بقوة و قال : ميت بالتأكيد ! و الرائحة ستقتلنا !
فقام النبي للميت و اخذ عصا فضرب الميت على صدره فاستهل صارخا ! و قام من مكانه بإذن الله .
حينها انقسم الحضور الى ثلاثة فرق :
فريق صدّق و امن و كانوا شرذمة قليلون
و فريق تهامسوا فيما بينهم ثم قالوا : الرجل المقبور قد اتفق مسبقا مع هذا الدجال الذي يزعم النبوة ! فأما بقائه في القبر مدفونا فلا اسهل من ذلك , المسألة تُحل بقصبة يتنفس منها , و اما رائحته النتنة , فالتقلب و التمسح ببعض الجيف كفيلة بحلها ! فلا ميت يقوم بقبره , هذه تعارض بديهيات العقل , و لا يمكن تصور ذلك ماديا .. فالذي فعله هذا الرجل مجرد خداع و تواطئ مسبق مع الميت المزعوم .
و الفريق الاخير قالوا تريثوا جميعا : من قال لكم بأن الميت لا يمكن إحيائه مجددا ؟! العلم لم يكتمل بعد و لعل الرجل هذا قد وصل لما لم نصل اليه بعد , فربما ضربة بزاوية و قوة معينة تؤدي الى عمل عضلة القلب من جديد , فما الانسان إلا خلايا مادية متراكمة و متراكبة نتيجة عوامل مادية بالمحيط و لا غرابة بأن تعاد للعمل !! بنفس الالية المادية , و الامر ليس خرقا علميا و لا معجزة مبهرة .. فلا معجزات في عصر العلم و المادة .

الشاهد: الدليل المادي و المعجزات ليست بالضرورة ان تكون عامل حسم لإيمان المعاند او الكاره للإيمان , و قوله تعالى لبيان حالهم خير شاهد : وقالوا مهما تأتنا به من اية فما نحن لك بمؤمنين .