المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لعلك يا زميلي تكون أعقل هذه المرة !



ابن سلامة القادري
09-28-2013, 09:09 PM
هل الطبيعة و الصدف يمكن أن تخلق عالما مماثلا ؟

إن كانت الطبيعة أو الصدفة قد نجحت في تسيير نظام الكون بدقة فيزيائية خيالية و استطاعت تطوير المادة الميتة لتجعل منها مادة حية و تطوير المادة الحية البسيطة إلى مادة حية جد معقدة التركيب و الخصائص و حتى الطبائع و السلوكيات التي لا يفسرها العلم حتى اليوم رغم تقدمه على كل الأصعدة، فكان من التراب و الحجر و الماء نباتات و حشرات و حيوانات و طيور و بشر بمختلف الأنواع و الألوان و الأشكال و حتى الغرائز و الأنظمة التي تضمن التوازن الطبيعي و البيئي العام.
و أمدت تلك الكائنات الحية بما يلزمها للحياة و البقاء و التواصل و حتى الإستمتاع و التكاثر كالأجهزة و حواس السمع و البصر و الذوق و الشم و اللمس و الجنس و و و ...

إن كان ذلك كذلك هل تستطيع هذه الطبيعة الخارقة أن تأتينا بأعاجيب أخرى من لاشيء بدءا من كون فارغ و فضاء خال تماما من المادة و الحياة أو لنقل مع وجود المادة و مع وجود الحياة الأولى ؟

هل تستطيع الطبيعة أن تجعل من المستحيل مرة أخرى ممكنا ؟

لعلك يا زميلي الملحد تكون أعقل هذه المرة في تصورك لما تعتقده إزاء ذلك !

يجب أن تعلم أيها الزميل أن الذي أوجد هذا الكون و هذه الكائنات من عدم على غير مثال سابق و أوجدك أيضا في أحسن خلقة على غير مثال سابق من ماذا من تراب ثم من نطفة لا بد أن يكون عليا عظيما ليس كمثله شيء في ذاته و صفاته و أفعاله فيجب أن نسلم له لا لمخلوقات مثلنا لا تملك لنفسها نفعا و لا ضرا، تجلى ذلك واضحا في كمال قدرته و عجائب حكمته و رحمته و مظاهر إنعامه التي لا تحصى و في آيات عظمته و كبريائه، فمن أكون انا و أنت و هذا الخلق جميعا في مطلق الكون الذي أوجده و لا ندري من تلقاء أنفسنا و لا يدري العلم و لن يدري متى أوجده و لا كيف أوجده و لا إلى أين يسير، إنما ندري فقط أنه وُجد بأمر خالق عظيم شهد العلماء بعظمته و حكمة إبداعه و هذا كاف بأن نسلم له سبحانه.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ .
مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . (سورة الحج 73-74)