المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعجاز تشريع الإسلام في مُحاربة الزنا و التحرش الجنسي بالردع و الوقاية



محمود عبدالله نجا
10-23-2013, 02:17 PM
بالرغم من كل ما وصلت اليه حضارة الانسان في زماننا المعاصر من علم و مادية, الا أنها تبقي عاجزة عجزا كليا في الجانب التشريعي الذي يحفظ علي الناس النفس و العقل و النسل و المال و الأعراض. و في هذا البحث البسيط أعرض لأحد جوانب العجز في التشريع الانساني في مجال صيانة المرأة من التحرش الجنسي بقوانين الردع دون قوانين للوقاية, حيث يتبين و بجلاء خبث هذا التشريع البشري الذي أراد المرأة سلعة رخيصة متاحة للزنا في أي وقت و بالتالي فلا حاجة للتحرش بها, و بالرغم من ذلك لم يستطع منع التحرش بالرغم من صرامة القوانين لأنه لم يفهم و لم يراعي قوانين النفس البشرية. ثم بعد ذلك أقارن هذا التشريع البشري بالتشريع الاسلامي رباني المصدر لأبين كيف أنها شريعة كاملة صالحٌة لكل زمان ومكان، وهي سمة لا تتأتى لأي تشريعٍ أو قانون بشري, فالقوانين والنظم البشرية محدودة بزمان أصحابها ومرتبطة بمعارفهم و أهوائهم, تخدم مصالح البعض علي حساب الكل. فالتشريع الإسلامي يرقى بما انحطَّ من أخلاق الناس و لذا فانه لا يكتفي بعقاب المتحرش جنسيا و انما يعاقب على الزنا في كل الأحوال والصور باعتباره جريمة تمس الأخلاق, كما أنه تشريع واقعيٌ واجه مشكلات الحياة دون أن يخالف فطرة الانسان و ما جبلت عليه من شهوات و غرائز فنجد النبي (ص) يتبرأ ممن خالف الفطرة حتي و لو ابتغي بذاك وجه الله فقال ردا علي الثلاثة رهط الذين سألوا عن عبادة النبي (ص) فلمَّا أُخبِروا كأنهم تَقَالُّوها، فقالوا (وأين نحن من النبي (ص)؟ قد غَفَرَ الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أمَّا أنا فإنِّي أصلي الليلَ أبداً، وقال آخرُ: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفْطِر. وقال آخرُ: أنا أعتزلُ النساءَ فلا أتزوج أبداً. فجاء رسول الله (ص)، فقال:أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر،وأصلي وأرقد،وأتزوج النساء،فمن رغب عن سنتي فليس مني) رواه البخاري.

و لله الحمد و المنة علي شرعه الحنيف, فقد جاءت أبحاث الغرب العلمية تشهد بإعجاز الإسلام في تعامله مع الزنا و التحرش الجنسي من خلال الفصل بين الجنسين حتى لا يضع النار بجوار البنزين, فالفصل بين الجنسين هو من أسمي سبل الحماية للرجل و المرأة علي السواء من الوقوع تحت وطأة ضغوط الشهوة الجنسية و ما تسببه من آلام نفسية و عدم قدرة علي الإبداع, بالإضافة إلي شيوع الزنا و التحرشات الجنسية. بعض هذه الأبحاث يناقش دور الفصل بين الجنسين في تحسن التحصيل العلمي و شيوع المدارس ذات الجنس الواحد في الكثير من البلدان الغربية. و منها ما يثبت شيوع الزنا و التحرش في أماكن العمل و الدراسة المختلطة, مما أدي إلي زيادة نسبة الحمل في سن المراهقة بدرجة كارثية. كما خرجت أبحاث علمية تثبت أن الرجال يفقدوا عقولهم في وجود النساء مما يؤثر بالسلب علي أداء أعمالهم. و لكن الدراسات السابقة تركز أكثر علي حال الرجال في وجود النساء دون وصف الحالة العقلية للمرأة في وجود الرجال, و كأن الرجال وحدهم هم من يتأثرون جنسيا بالمرأة و أن ذلك لا يحدث للمرأة. و هذا يضعنا أمام إشكال في فهم النصوص الإسلامية التي تأمر المرأة بغض البصر و حفظ الفرج و مخاطبة الر جل من وراء حجاب, و مساواتها في العقوبة مع الرجل في جريمة الزنا بما يدل علي أنها تتأثر نفسيا بالرجل مثل تأثر الرجل بالمرأة و بالتالي تكون مشاركة له في الجريمة و مستحقة لعقوبة مساوية. و بالبحث العلمي المتأني وجدت أن هناك أبحاث علمية حديثة بدأت تنفي هذه الشائعة و تقول أن النساء يتأثرن بالرجال مثل تأثر الرجال بالنساء بل و ربما في بعض الأحيان يكون تأثر المرأة أكبر, و هذا ما يجعل للإسلام السبق العلمي في مساواته بين الرجل و المرأة في قضية غض البصر و حفظ الفرج و عقوبة الزنا.
و عليه فهذه الأبحاث تكشف صدق ديننا الاسلامي الداعي إلي غض البصر و البعد عن الاختلاط, كما تكشف كذب و افتراء الداعين إلي الاختلاط الجنسي بدعوي التحرر و الصداقة, و القدرة علي التحكم في شهواتهم, حيث أن ميل أحد الجنسين إلي الآخر هو من الأمور الجبلية التي زرعها الله في الإنسان للحفاظ علي الجنس الإنساني.

محمود عبدالله نجا
10-23-2013, 02:20 PM
من اللافت للنظر أن القوانين الوضعية في كافة البلدان قد تخبطت و أخطأت في تعاملها مع قضية صيانة الأعراض, فمن ناحية تفرض قوانين صارمة لمعاقبة الذين يتحرشون جنسيا قد تصل إلي السجن المؤبد أو الإعدام, و من ناحية أخري لا توجد عقوبات للزناة طالما أن فعل الزنا قد تم برضا الطرفين, و لا توجد عقوبات لمن يشيعون الفاحشة في المجتمع من خلال نشرهم للخلاعة و المجون و العري بكافة الأشكال و في كل أنواع الإعلام المرئي و المقروء و المسموع, حتى تسممت أفكار الناس و امتلأت قلوبهم و عقولهم بنار الشهوة التي صارت تدفع أصحابها إلي عدم الاكتراث بالقوانين الوضعية, فارتفعت نسب التحرش الجنسي في زماننا هذا إلي أعلي معدلاتها بالرغم من تشديد العقوبات.
و المجتمعات الإسلامية العربية عندما تقلد المجتمعات الغربية في طريقة تعاملها مع قضية التحرش الجنسي فهي بذلك تنفذ حديث النبي صلي الله عليه و سلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم, قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟) رواه البخاري.
و حتى لا أتهم بالتجني علي الغرب و من تبعهم من العرب, دعونا نقارن بين طريقة تعامل الغرب مع قضية التحرش الجنسي و بين ما تطالب به بعض الجمعيات العربية المناهضة للتحرش, فعلي موقع الموسوعة القانونية نولو (Nolo) في مقال بعنوان منع التحرشات الجنسية في العمل (Preventing Sexual Harassment in the Workplace), و علي موقع أوقفوا العنف ضد المرأة (Stop violence against women) في مقال بعنوان طرق الوقاية و التخطيط (Prevention Mechanisms, Policies and Strategies ), نجد أن أهم طرق مكافحة التحرش الجنسي عند الغرب تتمثل في سن القوانين و العقوبات, و إلغاء الفروق بين الجنسين, و إنشاء برامج التوعية التي تعمل علي تعديل أنماط السلوك الاجتماعية والثقافية للرجل. 1 , 2
و في داخل المجتمعات الإسلامية العربية ظهر سباق محموم من أجل تقليد الغرب في تعاملهم في قضية التحرشات الجنسية, فعلي سبيل المثال نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة, جاء فيه ما ملخصه (للمرأة الحق في التمتع، على قدم المساواة مع الرجل، بكل حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وفي حماية هذه الحقوق والحريات، ينبغي للدول أن تدين العنف ضد المرأة, و أن تدرج في القوانين المحلية جزاءات جنائية أو مدنية أو جزاءات عمل إدارية بحق من يصيبون من النساء بالأضرار بإيقاع العنف عليهن و أن تتخذ جميع التدابير المناسبة لتعديل أنماط السلوك الاجتماعية والثقافية للرجل والمرأة ، ولإزالة التحيز والممارسات التقليدية وكل الممارسات الأخرى المستندة إلى دونية أي من الجنسين أو تفوقه أو إلى القوالب الجامدة فيما يتعلق بدور الرجل والمرأة). 3
و واضح طبعا في الإعلان السابق أنه لا توجد إشارة من قريب أو من بعيد توجه سلوكيات و ملابس المرأة التي غالبا ما تكون سبب فتنة الرجال و دفعه إلي التحرش بها, كما لا توجد إشارة إلي دور الالتزام بالسلوك الإسلامي المانع للاختلاط في منع التحرش الجنسي, بالإضافة إلي طلب إزالة الفوارق بين الرجل و المرأة ثقافيا, و بذلك تضمن هذه الجمعيات الانفلات الجنسي بالتراضي بين طرفيه في ظل حماية القانون الذي يعاقب التحرش دون علاج لأسبابه.
و للأسف الشديد فقد خطي القانون المصري أيضا في نفس اتجاه القوانين الغربية التي تجرم التحرش الجنسي بدون وضع ضوابط تحول دون وصول النفس البشرية الضعيفة إلي هذه الجريمة الشنعاء, حيث تم تغليظ عقوبة التحرش الجنسي بالنساء والأطفال والاغتصاب، وصنفت جرائم العنف الأسري ضمن جرائم "البلطجة" ، ورفعت العقوبة في مرسوم أصدره المجلس العسكري في بعض تلك الحالات إلى السجن المؤبد والإعدام. 4 , 5
و من العجيب أنه كلما علت الأصوات في المجتمعات الإسلامية مطالبة بتطبيق الحدود الإسلامية لمحاربة انتشار الفساد, ظهرت العديد من الأصوات المعارضة التي تتهم الحدود الإسلامية بالتخلف و الرجعية و البعد عن روح الحضارة الغربية, و لكن عندما خرج قانون التحرش الجنسي الجديد في مصر إلي النور تعالت هذه الأصوات التي تعارض تطبيق الحدود بقبول هذا القانون الجديد بالتحية و الترحيب, ليس نصرة للإسلام (و الله أعلم بحال القلوب) و لكن لأن الفاحشة التي أرادوا لها أن تشيع بين الناس سوف تكون في حماية القانون, فللمرأة الآن الحق في أن تلبس ما تشاء أو لا تلبس, و للشباب و الفتيات الحق في الخلاعة في الشوارع كيف شاءوا بعد أن أمنوا التحرش جنسيا و بقوة القانون, و بدلا من أن تنتهك الأعراض بالقوة سوف تنتهك تحت مسمي القبول و الرضا بين الطرفين كما يحدث في المجتمعات الغربية التي تحارب التحرش الجنسي و تبارك كافة أنواع العلاقات الجنسية طالما قامت علي الرضا.
و أرجو ألا يظن احد أنني ضد هذا القانون بل أنا معه قلبا و قالبا, لأنه قبل أن يعود بالنفع علي غيري فسوف أنتفع به قبل غيري, و هذا هو ما تهدف إليه الحدود الإسلامية من حفظ الفرد و الجماعة من طمع الطامعين و إجرام المجرمين, فالذي لا يعلمه الذين صفقوا لهذا القانون و هم قد رفضوا تطبيق الحدود الإسلامية, أن هذا القانون هو تطبيق لحد من حدود الله و هو حد الحرابة الذي قال فيه تعالي {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33.

محمود عبدالله نجا
10-23-2013, 02:23 PM
قبل الإجابة علي هذا السؤال من الناحية العلمية أنقل لكم رد أحد شباب الإنترنت ممن سيطبق عليه القانون من الشباب المحروم من الزواج و المحاط بفتن النساء من كل جانب, حيث قال (طبعا قانون جميل بس يا رب ما يكون بمثابة رخصة للبنات تمشي من غير ملابس, إذ لو حصل هذا لأعدموا الشباب كله).
و هذا التعليق مع بساطته يلخص وجه التعارض في تعامل القانون الوضعي مع النفس البشرية و هو لا يفهم قوانينها الربانية التي جُبلت عليها, فالقانون الوضعي يضع الناس بين نارين, نار العقوبات و نار شيوع الفواحش بلا قانون يردعها, و لا يعرف القانون الوضعي شيء اسمه الوقاية من التحرش الجنسي بمنع شيوع الفواحش بكافة أشكالها, بل انه علي العكس يقوم علي حماية الفواحش باسم القانون. و قد ذكرني هذا الحال المتعارض للقانون الوضعي بقول الشاعر:


ألقوه في اليم مكتوف الأيادي و قالوا له إياك إياك أن تبتل بالماء

و هذا هو الغرب الذي شجع علي السفور و الاختلاط بدعوي أنه لا فرق بين الرجل و المرأة, يعترف باستحالة القضاء علي التحرشات الجنسية, فيقول أستاذ العلوم الاجتماعية و علم الجريمة مويرا كارمودي (Moira Carmody) في مقالة بعنوان منع العنف الجنسي عند البالغين من خلال التعليم (Preventing adult sexual violence through education), يقول كارمودي (التحرشات الجنسية تزداد و لازالت تحتاج إلي المزيد من الجهد لمنعها, و يقول بالرغم من أهمية القانون في التعامل مع التحرشات الجنسية إلا أنه يبقي أداة عقاب بعد وقوع الجريمة, مما يجعلنا في حاجة شديدة إلي برامج توعية تحول دون وقوع التحرش الجنسي. ثم يعترف الكاتب أن برامج التوعية هذه لم تحقق إلا تقدم بسيط و أن الانتكاسات غالبا ما تحدث بمرور الوقت, ثم يعترف كارمودي بأن كثير من الاعتداءات الجنسية تحدث بين أناس يعرفون بعض "ليسوا بأغراب" بسبب فشلهم في التوصل إلي موافقة علي ممارسة علاقة جنسية بالتراضي لغياب برامج التوعية التي تساعد علي ذلك).6
و الكلام السابق يعد دعوة صريحة إلي نشر الزنا بالتراضي بدلا من الوقوع في التحرشات الجنسية, و هذا يعد دعوة صريحة إلي الانحلال بين أفراد البشرية بسبب فشل القوانين البشرية في القضاء علي التحرشات الجنسية, فمن السهل أن تفرض القانون و لكن من الصعب أن تقود النفوس للانصياع للقانون, فالنفس البشرية لها حدود للكبح إذا تجاوزتها صارت كالأسد الجائع الذي لا يمكن كبح جماحه, فالغضب مثلا لو لم نحسن معالجته فانه يدفع صاحبه لا محالة إلي القتل, و كذا الشهوة الجنسية إذا لم نحسن التعامل معها, فهي إما تصل بصاحبها إلي الزنا أو إلي التحرش الجنسي الذي قد يصل في بعض الأحيان إلي الاغتصاب أو القتل. فالتحرش الجنسي من وجهة نظر الإسلام هو امتداد طبيعي لتحرك غير طبيعي في شهوات النفس, فالطبيعي هو ما يحدث بين الرجل و امرأته في الحلال, قال تعالي {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} 29 – 31 المعارج, و غير الطبيعي هو ما كان وراء ذلك, فالرجل و المرأة علي السواء إن تحركت الشهوة فيهما يطلب أحدهما الآخر إما بالحلال أو بالحرام, و الحرام قد يكون بالتراضي فيسمي زنا و قد يرفض أحد الطرفين أن يزني مع الآخر, فيسعي الطرف المرفوض في تحقيق غايته بشتى الوسائل التي تعرف باسم التحرشات الجنسية, و لما كان الرجل اقوي من المرأة فقد اشتهر أن التحرشات الجنسية تقع فقط من الرجل تجاه المرأة, و لكن الإسلام يفضح النفوس الخبيثة و يبين أن المرأة أيضا قد تمارس التحرش الجنسي إذا امتلكت المنصب و الجمال, فبحكم جمالها و من خلال منصبها تدعوه إلي الزنا فان أبي تسلطت عليه بمنصبها, و يذكر لنا القرآن الكريم أشهر قصة تحرش جنسي في التاريخ تمارسها امرأة علي رجل و هي قصة امرأة العزيز مع نبي الله يوسف عليه السلام التي راودته عن نفسها بجمالها {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23, فلما رفض أن يطاوعها في شهوتها و يزني بها, مارست سلطتها عليه متحرشة به بقوة السلطة {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ} يوسف32.

محمود عبدالله نجا
10-23-2013, 02:31 PM
أما القانون الرباني فلا ينظر للمشكلة بنظرة جزئية بل بنظرة شاملة ويحلها بالحل الشامل الذي يعلم حقيقة النفس البشرية و يعلم ما يصلحها فكان له مع حماية الأعراض شأن آخر يقوم علي فهم طبيعة و احتياجات النفس البشرية, قال تعالي {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14, و الشهوة في ذاتها ليست خطأ بل هي جبلة في الإنسان, و لكن حب الشهوة و تزيينها للعقل هو الخطأ, و ليس أعظم في تزيينها و تأجيجها في النفوس من الاختلاط الذي يحرك الشهوات الكامنة. نجد أن الإسلام تعامل مع هذه المشكلة بالترهيب من العقوبة المشددة, و بالوقاية من خلال التربية الإسلامية الصحيحة التي تقنن الشهوة و لا تكبتها, فتشجع علي الزواج و تمنع العلاقات الجنسية غير المشروعة و ما يؤدي إليها .

أولاً: العقوبات الرادعة


بدأ الإسلام بفرض العقوبات المشددة لمنع الزنا و التحرشات الجنسية, فمن اللافت للنظر أن سورة النور في حربها علي الفاحشة لم تبدأ ببيان فضل العفاف وذكر محاسنه والتنفير من ضده، بل ولم تخوف الزاني بعقاب الآخرة، و لكن بدأت ببيان عقوبات الزناة و خوض الألسنة في أعراض المحصنات و الذين يحبون إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا, فقال تعالي في عقوبة الزناة (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كل واحد منهما مائة جلدة) ، مع المبالغة في التنكيل بهم (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ), و التشهير بهم (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ), و منعهم من زواج أهل العفة (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ), وقال تعالي في عقوبة خوض اللسان في الفواحش و قذف المحصنات (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ), و قال الله في عقوبة الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) 19 النور.
يقول الشيخ الدكتور عصام بن صالح العويد في مقال بعنوان (أسوار سورة النور) تعليقا علي عقوبة الزنا في صدر سورة النور (فكان النور الأول لحماية المجتمع من شيوع زنى الفرج هو "المجتمع الطارد" لهذه الرذائل، فبدأ الله سورة النور بهذه الشدة لأنه العقاب الأقوى و الأكثر ردعاً و الأبقى أثراً ، فإن قيل : فأين التخويف بعذاب الآخرة بدلا من شدة العقوبة في الدنيا ؟ فالجواب أنه قد جاء كثيرا في ثنايا السورة و في غيرها، و لكن الفاحشة إذا فارت في القلب طغت على نور العقل, فقلما يردعها تذكر الآخرة إلا عند عباد الله المخلصين ، بينما الخوف من الجلد والفضيحة والخوف من نبذ المجتمع ينزع الله به مالا ينزع بالقرآن).7
ثم جعل الله حد الحرابة لمعاقبة كل من سولت له نفسه سفك الدماء وسلب الأموال وهتك الأعراض وإهلاك الحرث والنسل. يقول الأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس في مقال بعنوان (التحرُّش الجنسي من منظور إسلامي), مبينا كيف يعاقب المتحرش بحد الحرابة فيقول (و التحرش بالنساء يتضمّن إفسادًا في الأرض ، بحسبانه متضمنًا قطع الطريق علي المتحرَّش بها، أو إلجائها إلي الطريق الضيقة بغية النيل منها أو سماعها ما تكره ، أو إجبارها علي الرضوخ له بطريقة أو أخرى ، وقد يتضمن إخافتها أو إرعابها لتحقيق مقصوده ، وذلك يكوِّن جريمة حرابة متكاملة الأركان، باعتبار أن الحرابة وفق ما عرّفها به بعض الفقهاء "الخروج لإخافة سبيل ، أو لأخذ مال محترم ، بمكابرة قتال ، أو خوفه ، أو ذهاب عقل ، أو قتل خفية ، أو لمجرد قطع الطريق". ومن ثم فإنه يرد في حق المتحرشين بالنساء العقوبتان الدنيوية والأخروية الواردتان في قول الله تعالي{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } 33 المائدة، و ذلك لقطع دابر هذه الجريمة من المجتمع). 8
ويؤكد الدكتور محمد صالح المنجد في الفتوى رقم 41682, بعنوان " الحكم فيمن يسطو ويسرق ويغتصب بالسلاح", علي أن التحرش الجنسي تدخل عقوبته في باب حد الحرابة فيقول (هذه الجرائم التي يفعلها بعض من لا دين لهم ، جعل الشرع عقوبتها عقوبة شديدة ، وهي تعرف عند العلماء بـ " حد الحرابة " أو " قطاع الطريق " وهو المذكور في قول الله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) المائدة/33, فالحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال, والناس كلهم ليرضون أن تذهب أموالهم و تحرب من بين أيديهم ولا يحرب المرء من زوجته وبنته ، ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفروج......منقول بتصرف).9

ثانياً: الوقاية من خلال تربية النفوس علي العفة

لم يفرض الله الحدود لإقامة الدولة الإسلامية و لكن فرضها لحماية كيان دولة إسلامية قائمة من الانهيار, فمع الحدود هناك نظام الوقاية الذي يمنع الناس من الوقوع في محارم الله, بحيث إذا تيسرت سبل الوقاية و أخطأ الفرد المسلم فساعتها لا مناص من العقاب.
و لذا فبعد أن بين الله كيف نطهر المجتمع من الفواحش بتطبيق العقوبات المشددة, انتقلت سورة النور إلي المرحلة التالية من إشاعة نور العفة بين الناس لكي تحول بينهم و بين الوقوع في الشهوات و العقوبات, فدعت إلي تخفيف نار الشهوة في النفوس بنهيها عن إتباع خطوات الشيطان التي تأمر بالفاحشة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور 21, ثم بين أهمية غض البصر و أهميته في كبح جماح الشهوة و حفظ الفروج للرجال و النساء {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30, {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}النور31, و حث علي ستر المرأة لزينتها حتى لا يفتن بها الرجال {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}النور31, و في مقابل كف النفس عن إشباع الغريزة الجنسية بالحرام, شجع المولي تبارك و تعالي علي تيسير الزواج الحلال حتى لا يحدث كبت نفسي قد يؤدي إلي انفجار غير محسوب فقال تعالي {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }النور32, و أمر بالعفاف في غير وجود الزواج {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}النور33, و جاء الحبيب صلي الله عليه و سلم بالدواء المعين علي الاستعفاف فقال صلي الله عليه و سلم عن علاج الشهوة بالصوم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) رواه البخاري و مسلم.
و لأن الاختلاط بين الرجال و النساء يؤجج نار الشهوة و يؤدي إلي ما لا تحمد عقباه, فقد حرص شرعنا الحنيف علي منع الاختلاط بين الجنسين, قال تعالي {وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} 53 الأحزاب, فقد دلت هذه الآية على أن الأصل احتجاب النساء عن الرجال، وعدم الاختلاط لاسيما في دور العلم, حرصا علي طهارة قلوب الرجال و النساء, و قال تعالي {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْـجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} 33 الأحزاب ، فأمرهن بالقرار، ثم منعهن من الخروج غير متحجبات، ومع قرارهن في البيوت منع رسول الله الله صلى الله عليه وسلم الرجال الأجانب من الدخول عليهن فقال (إياكم والدخول على النساء، فلما قيل له: الحمو؟ قال: الحمو الموت) متفق عليه، وهذا يدل على أن الأمر بالقرار ليس خاصاً بنساء النبي الله صلى الله عليه وسلم. بل و نهي الشرع عن خلو الرجل بالمرأة, فقال صلي الله عليه و سلم (لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم) متفق عليه.

محمود عبدالله نجا
10-23-2013, 02:33 PM
لعلنا نلاحظ فيما سبق من الأوامر الربانية حرص الإسلام علي الفصل بين الجنسين حتى لا يضع النار بجوار البنزين, و هذا ما أكده الشيخ ابراهيم بن عبدالله الأزرق في بحثه (الاختلاط بين الجنسين وظاهرتي السعار والشذوذ) حيث يقول (و لكن و للأسف ظهر من بني جلدتنا من يطالب بتحرر المرأة و مساواتها بالرجل مع عدم الفصل بين الجنسين في كافة مناحي الحياة من تعليم و عمل و مواصلات و أفراح و مآتم و غيرها, و ذلك بدعوي أن هذا الاختلاط لا يؤدي إلي الإثارة الجنسية فكلاهما قادر علي التعامل مع الآخر كصديق, و هم بذلك يزعمون أن ما جاء به الإسلام غير صحيح و أنه لا يفهم مكنون النفس البشرية. و لو قلت لبعضهم إن وضع إناء البنزين بقرب النار ليس سبباً طبيعياً للاشتعال، لاتهمك في عقلك أو رماك بالجهل الفاضح والمكابرة والإنكار لبعض مقتضيات الطبيعة، ومع ذلك يصر على أن خلط النساء بالرجال لا يقتضي إشاعة الفاحشة ولا استعار الشهوات! مع أن الميل بين الجنسين طبيعة أودعها الله سائر الثقلين وأنواع الحيوانات، وجعلها من القوة بمكان يناط به بقاء الأجناس الحيوانية والبشرية على ظهر البسيطة. بل إن بعض دعاة الإباحية يزعمون أن الفصل بين الجنسين سبب لتأجيج الشهوات، والانحراف نحو الشذوذ، وكل ذلك ضرب من الإرهاب الفكري المقيت، من أجل إشاعة الفاحشة بين الناس).10
و لأن حرص الإسلام علي الفصل بين الجنسين حتى لا يضع النار بجوار البنزين هو الصحيح النافع للبشرية, فقد جاءت كثير من أبحاث الغرب لتثبت كذبهم و لتثبت للعالم أن الإسلام دين كل زمان و مكان و أنه من الله الخبير العليم الذي يعرف النفس البشرية حق المعرفة لأنه خالقها و بالتالي يعرف ما يصلحها {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}الملك14, فالفصل بين الجنسين هو من أسمي سبل الحماية للرجل و المرأة علي السواء من الوقوع تحت وطأة ضغوط الشهوة الجنسية و ما تسببه من آلام نفسية و عدم قدرة علي الإبداع, بالإضافة إلي شيوع الزنا و التحرشات الجنسية.
في مقال نشرته النيويورك تايمز بعنوان (Teaching Boys and Girls Separately) للكاتبة إليزابيث ويل, ناقشت فكرة الفصل بين الجنسين في التعليم لوجود فروق بيولوجية بين الجنسين, و كيف أدي هذا الفصل إلي تحسن أداء الجنسين, و بالرغم من أن هذه الفكرة مازالت تلقي معارضة شديدة إلا أن الواقع يثبت أنها سوف تتغلب و تنجح برغم المعارضة, فقد أصدرت شعبة التعليم الاتحادية في أمريكا نُظماَ سهلت للولايات و المناطق فتح مدارسها و فصولها الغير مختلطة الخاصة, و بعد أن كان عدد المدارس أحادية الجنس اثنتان فقط في كل الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1995, فقد قفز العدد إلى أكثر من ثلاثمائة و ستين مدرسة منتشرة في طول البلاد و عرضها, و يتوقع الخبراء أن يزيد هذا العدد خلال العام 2008 - 2009 . 11
و يبدو أن هذا التوقع كان سليما بنسبة 100 %, ففي مقال للكاتب ديفيد هولثاس (David (Holthouse بعنوان (Gender Segregation: Separate But Effective?), تم نشره في عام 2010, يقول بأن عدد المدارس التي تفصل بين الجنسين في الولايات المتحدة الأمريكية قد وصل إلي 550 مدرسة, و ليس هذا فقط بل و أشار إلي أن هذا الفصل بين الجنسين في التعليم قد انتشر أيضا في الأرجنتين و كندا و غيرها الكثير, و إن كان هذا الانتشار مازال مصحوبا بالجدل حول أهميته و فاعليته, بين مؤيد و معارض. 12
و جاءت نتائج اجتماع المنظمة الدولية للتعليم العام الغير مختلط (NASSPE), في المؤتمر الدولي السابع بولاية فلوريدا في عام 2011, ليؤكد علي أن هذا الفصل بين الجنسين في العملية التعليمية يؤدي إلي تحسن ملموس في أداء كلا الجنسين بشرط تحسن أداء المعلم و قدرته علي التعامل مع هذا الفصل بطريقة جيدة. 13
و مع أن التقارير السابقة لا تريد أن تعترف بأن السبب الرئيسي في فشل التعليم المختلط هو انشغال أحد الجنسين بالآخر و محاولة الإيقاع به إما بالرضا (الزنا) أو الغصب (التحرشات الجنسية), إلا أن تقرير المؤسسة التعليمية في أمريكا للعام 2011 عن التحرشات الجنسية في المدارس (sexual violence in schools is a civil rights violation), و الذي كتبه نائب الرئيس جو بايدن (Joe Biden)ووزيرة التعليم آرني دنكان (Arne Duncan), و فيه يعترفان بزيادة الاعتداءات الجنسية في المدارس لدرجة خطيرة تصل إلي واحد لكل عشرة أفراد, و ما خفي كان أعظم لأن أغلب التحرشات الجنسية لا يتم الإبلاغ عنها, و أضف إلي ذلك حالات الزنا التي تتم بكثرة بين طلاب المدارس. 14
و نأتي إلي قاصمة ظهر المجتمع الغربي الذي يدعو إلي التحرر من قيود الأخلاق, ففي تقرير نشرته الحملة القومية لمنع الحمل في سن المراهقة (The National Campaign to Prevent Teen) بعنوان (Teen Pregnancy Statistics) عن نسب الحمل في سن ما دون العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية, يقول التقرير (حوالي 34 % من البنات يحدث لهن الحمل علي الأقل مرة واحدة دون سن العشرين, و أن حوالي 79 % منهن غير متزوجات, أي أن حملهن جاء من سفاح, إما بالزنا أو نتيجة للتحرشات الجنسية المنتشرة في المدارس و الجامعات. 15
و في تقرير آخر نشره معهد غوتماشر (Guttmacher Institute) عام 2012 بعنوان (Facts on American Teens’ Sources of Information About Sex), يقول التقرير (أن نسب الحمل قبل سن العشرين بدأت تزداد بقوة من بعد العام 2009, و أن حوالي 7 من كل 10 من كلا الجنسين يمارسون الجنس قبل سن 19 سنة, و تزداد النسب في المدارس العليا عن المدارس المتوسطة). 16
و عليه فالذين يطالبون بالفصل بين الجنسين في التعليم في الدول الغربية ليس فقط من أجل تحسين أداء الطلاب لاختلافاتهم البيولوجية و لكن أيضا لحماية أبنائهم من طلاب المدارس و الجامعات من الاعتداءات الجنسية التي حتما ستقع بسب الاختلافات البيولوجية التي تقضي بميل أحد الجنسين إلي الآخر, و لحماية البنات من الحمل المبكر خارج إطار الزوجية و ما يتبعه من أعباء جسدية و نفسية و مالية. و عندما أقول بأن الاعتداءات الجنسية حتما ستقع بين الجنسين بسب الاختلافات البيولوجية التي تقضي بميل أحد الجنسين إلي الآخر, فهذا ليس لكوني أنقل ما يقول الإسلام فقط (و إن كان ليكفينا), بل إن الغرب نفسه بدأ يناقش هذه المسألة بطريقة علمية, حيث كتبت الصحف و الدوريات العلمية الأجنبية عن تأثير الاختلاط بين الجنسين في أماكن العمل و المؤسسات الدراسية, فمثلا كتب بات هاجان (Pat Hagan) في صحيفة التيليجراف تحت عنوان "الرجال يفقدوا عقولهم في وجود نساء جميلات" (Men lose their minds speaking to pretty women), فقال (الرجال الذين يقضون حتى بضع دقائق في صحبة امرأة جذابة يكونون أقل أداءً بشكل ملحوظ في الاختبارات المصممة لقياس وظائف المخ من أولئك الذين يتحدثون مع أشخاص لا يجدون بهم جاذبية خاصة). 17
و بالبحث عن الدراسة العلمية التي استند اليها مقال بات هاجان في التيليجراف وجدتها منشورة في دورية علمية تسمي ( Personality and Social Psychology), وقد قام بهذه الدراسة جيمس روني (James Roney) سنة 2003, تحت عنوان "تأثير التعرض البصري للجنس الآخر علي الأداء الادراكي" (Effects of Visual Exposure to the Opposite Sex: Cognitive Aspects of Mate Attraction in Human Males) حيث قام الباحث باختبار التغيرات العقلية و النفسية عند النظر إلي امرأة أو صورتها, و قد خلصت هذه الدراسة إلي أن الرجال ينشغلون بالتفكير في تلك المرأة مما يؤثر بالسلب علي أعمالهم, و ربما يحدث ذلك دون وعي منهم أن ردود أفعالهم قد تغيرت. 18
و في دراسة علمية أحدث (2009) أجراها مجموعة من الباحثين علي رأسهم جون كاريمانز (Johan Karremans) نشرت في دورية علمية تسمي (Journal of Experimental and Social Psychology), تحت عنوان "التفاعل مع النساء يمكن أن يضعف الأداء الإدراكي للرجال" (Interacting with women can impair men’s cognitive functioning), و قد أجريت هذه الدراسة في أماكن العمل و المدارس المختلطة, و قد أظهرت هذه الدراسة أن نظر الرجل إلي المرأة و لو لبضعة دقائق يؤدي إلي تغيرات كبيرة في التصرف و المزاج و الشخصية مما يدفع بالرجل إلي مزيد من الاقتراب من المرأة لإقامة علاقة, و أوضحت الدراسة أن هذا التصرف ربما يتم دون وعي من صاحبه حيث يصرف كثير من تركيزه إلي المرأة فلا يجد ما يكفي للتركيز في عمله. 19

محمود عبدالله نجا
10-23-2013, 02:36 PM
في الواقع الدراسات السابقة تركز أكثر علي حال الرجال في وجود النساء دون وصف الحالة العقلية للمرأة في وجود الرجال, و كأن الرجال وحدهم هم من يتأثرون جنسيا بالمرأة و أن ذلك لا يحدث للمرأة. و هذا يضعنا أمام إشكال في فهم النصوص الإسلامية التي تأمر المرأة بغض البصر و حفظ الفرج و مخاطبة الر جل من وراء حجاب, و مساواتها في العقوبة مع الرجل في جريمة الزنا بما يدل علي أنها تتأثر نفسيا بالرجل مثل تأثر الرجل بالمرأة و بالتالي تكون مشاركة له في الجريمة و مستحقة لعقوبة مساوية.
و بالبحث العلمي عن تأثر المرأة عقليا بوجود الرجل وجدت أنه قد شاع لزمن طويل أن الرجال أكثر ميلا و تفكيرا في الجنس من النساء حتى انتشرت شائعة غير علمية تقول أن الرجال يفكرون بالجنس بمعدل مرة كل سبع ثواني, فمثلا في مقال كتبه ريتشارد ساين (Richard Sine ) بعنوان مقارنة الدافع الجنسي عند الرجال و النساء (Sex Drive: How Do Men and Women Compare?), يقول (أغلب الرجال بطبيعتهم الوراثية لا يستطيعون الكف عن التفكير في الجنس, و أن الدافع الجنسي عند الرجال أكبر منه بكثير مما هو عند النساء). 20
و لكن بالبحث العلمي المتأني وجدت أن هناك أبحاث علمية حديثة بدأت تنفي هذه الشائعة و تقول أن النساء يتأثرن بالرجال مثل تأثر الرجال بالنساء بل و ربما في بعض الأحيان يكون تأثر المرأة أكبر, و هذا ما يجعل للإسلام السبق العلمي في مساواته بين الرجل و المرأة في قضية غض البصر و حفظ الفرج و عقوبة الزنا. و من هذه الأبحاث علي سبيل المثال البحث الذي أجراه د. تيري فيشر (Terri D. Fisher) أستاذ علم النفس بجامعة أوهايو عام 2012, بعنوان (Sex on the brain?: an examination of frequency of sexual cognitions as a function of gender, erotophilia, and social desirability), و الذي توصل فيه الي أن مقولة أن الرجال يفكرون في الجنس أكثر بكثير من الرجال تعتبر شائعة غير علمية تتأثر بثقافة البيئة أكثر ما تستند إلي البحث العلمي, و أنه بالرغم من وجود فرق بين الرجل و المرأة علي مستوي التفكير في الجنس إلا أنه فرق ليس بالكبير, و ربما يكون الفرق ناتج عن ثقافة المرأة التي تجعلها تكتم الكثير من مشاعرها مما يستلزم مزيد من البحث لكشف مدي تفكير المرأة في الجنس مقارنة بالرجال. 21
و هذا البحث الأخير يكاد يقترب من التشريع الإسلامي في مساواته بين الرجل و المرأة من حيث التفكير الجنسي في الآخر, و لذا ساوي الله بين الجنسين في التكليف بغض البصر و حفظ الفرج و في عقوبة الزنا. و لعل البعض يتهم المرأة أكثر ما يتهم الرجل بحجة أن المرأة هي التي دفعته بزينتها و تبرجها إلي فعل التحرش, فأقول كلا و ألف كلا, لأن المرأة و إن خالفت ربها بإظهار زينتها و تبرجها, فلا ينبغي أبدا للرجل أن يطلق بصره فيصيب من هذه و تلك حتى تتمكن الشهوة من قلبه فتدفعه إما إلي الزنا أو إلي التحرش الجنسي, و معلوم من القرآن أن الله عاقب الزانية و الزاني بنفس العقاب بالرغم من أن الله قدم الزانية علي الزاني {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }النور2, فجعل الله عقوبة الاثنين واحدة, و قدم ذكر الزانية ليلفت الانتباه إلي أن المرأة بزينتها و تبرجها و جمالها الذي جبلت عليه أكثر إثارة و لفتا لانتباه الرجل أكثر من تأثر المرأة بالرجل. و ساوي الله عقوبة الزاني بالزانية لتساوي تفكير كل منهما في الآخر و طلب كا منهما للآخر, فكلاهما مجبول علي التفكير الجنسي في الآخر, و لذا فقد حمي الله النساء من الرجال بأمره إياهم بغض البصر {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30, و حمي الله الرجال من النساء بأمره إياهن بغض البصر و إخفاء الزينة {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}النور31 , فسبحان الله العليم بأحوال النفوس و بما يصلحها {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}فاطر14.
يقول الدكتور زهير الأعرجي في كتابه (الانحراف الاجتماعي .. وأساليب العلاج في الإسلام) في باب الجناية و الإغراء الشديد (فلو كان الإغراء هو أساس وقوع الزنا فقط لخفف الله العقوبة علي الزاني و لشدد العقوبة علي الزانية, و لكن لأن الإسلام تعامل مع هذه الحالات قبل ارتكاب الجريمة من خلال تهذيب النفس لمقاومة الإغراء مهما كان حجمه, فإذا كانت النفس قد استجابت للتهذيب الديني, فليس هناك إغراء يؤثر فيها. فالنفس قد تغري الفرد بالنظر إلي الكاسيات العاريات إلا أن قوة الإرادة التي ربّتها الشريعة الإسلامية في نفس المؤمن تدفعه إلي غض البصر, فإذا خالف و نظر كان مخالفا للشريعة قبل أن يؤثر فيه الإغراء, و لذا يتساوي مع الزانية في العقوبة على الرغم من تقديم الزانية على الزاني في الترتيب اللفظي, الذي ربما أراد منه القرآن حث المجتمع على ملاحظة دور الإغراء في ارتكاب مثل تلك المخالفات الشرعية .(22

محمود عبدالله نجا
10-23-2013, 02:38 PM
و عليه فهذه الأبحاث تكشف صدق ديننا الداعي إلي غض البصر و البعد عن الاختلاط, كما تكشف كذب و افتراء من يدعون إلي الاختلاط الجنسي بدعوي التحرر و الصداقة, و القدرة علي التحكم في شهواتهم, حيث أن ميل أحد الجنسين إلي الآخر هو من الأمور الجبلية التي زرعها الله في الإنسان للحفاظ علي الجنس الإنساني من خلال التكاثر. كما أن هذه الأبحاث تبين لنا أن القانون الوضعي قد أخطأ في تعامله مع قضية الزنا و التحرشات الجنسية, لأنه شدد في عقوبة المتحرش جنسيا, و أباح السفور و الزنا و الفواحش طالما أنها بالتراضي بين الطرفين, و بدلا من أن يضع حدود فاصلة في التعامل بين الرجل و المرأة, أطلق العنان في اختلاط الرجل بالمرأة بدعوي أنه لا توجد فروق بيولوجية بين الرجل و المرأة, و أن كلا الطرفين لا ينبغي أن ينظر إلي الآخر علي أنه مختلف عنه, و بذلك سهل الطريق للزنا و شجع علي التحرشات الجنسية لأنه وضع البنزين بجوار النار.
هذا و ما كان من توفيق فمن الله وحده, و ما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني و من الشيطان و الله و رسوله منه براء, أسأل الله القبول في الدنيا و الآخرة, و سلاماً علي المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

المراجع


1. Lisa Guerin, J.D., "Preventing Sexual Harassment in the Workplace", retrieved on October 11, 2013 from http://www.nolo.com/legal-encyclopedia/preventing-sexual-harassment-workplace-29851.html.

2. Stop violence against women, "Prevention Mechanisms, Policies and Strategies", retrieved on October 11, 2013 from http://stopvaw.org/Prevention_Mechanisms_Policies_and_Strategies.html .

3. مؤسسة الانتماء الوطني لحقوق الإنسان, "إعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة", موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان, اقتُبس يوم 11 أكتوبر 2013 عبر الرابط: http://www.anhri.net/egypt/chro/2008/pr1126-2.shtml .

4. أشرف بدر, "مشروع قانون برفع عقوبة التحرش الجنسى إلى الإعدام", موقع جريدة الأهرام, , اقتُبس يوم 11 أكتوبر 2013 عبر الرابط: http://bit.ly/hxkOiI .

5. وليد عبد الرحمن ومحمد عجم, "علماء أزهريون وخبراء يشيدون بتغليظ عقوبة التحرش الجنسي", موقع جريدة الشرق الأوسط, اقتُبس يوم 11 أكتوبر 2013 عبر الرابط: http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&issueno=11830&article=617863&search=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B4%20%D8% A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A&state=true#.Ulcp1dJIOSJ.

6. Carmody Moira, "Preventing adult sexual violence through education?" Current Issues in Criminal Justice Vol. 18 no 2, (2006): 342-356.

7. عصام بن صالح العويد, "أسوارُ سُورةِ النّور", موقع ملتقي الخطباء, اقتُبس يوم 11 أكتوبر 2013 عبر الرابط: http://www.vb-khutabaa.com/showthread.php?p=3855 .

8. عبد الفتاح إدريس, "التحرُّش الجنسي من منظور إسلامي", موقع منتديات الإسلام اليوم, اقتُبس يوم 11 أكتوبر 2013 عبر الرابط: http://muntada.islamtoday.net/t23579.html .

9. محمد صالح المنجد, " الحكم فيمن يسطو ويسرق ويغتصب بالسلاح", موقع الإسلام سؤال و جواب فتوي رقم 41682, اقتُبس 11 أكتوبر 2013 عبر الرابط: http://www.islam-qa.com/ar/ref/islamqa/41682/ .

10. إبراهيم بن عبدالله الأزرق, "الاختلاط بين الجنسين وظاهرتي السعار والشذوذ", موقع الدرر السنية, اقتُبس يوم 11 أكتوبر 2013 عبر الرابط: http://www.dorar.net/art/505.

11. Elizabeth Weil, "Teaching Boys and Girls Separately", retrieved on October 11, 2013 from http://www.nytimes.com/2008/03/02/magazine/02sex3-t.html?pagewanted=1.

12. David Holthouse, "Gender Segregation: Separate But Effective?", retrieved on October 11, 2013 from http://www.tolerance.org/magazine/number-37-spring-2010/gender-segregation-separate-effective

13. NASSPE (National Association for Choice in Education), "Single-Sex Education", retrieved on October 11, 2013 from http://www.singlesexschools.org/.
Note: NASSPE was renamed NACE, the National Association for Choice in Education, in November 2011.


14. Joe Biden and Arne Duncan, "Sexual violence in schools is a civil rights violation", retrieved on October 11, 2013 from http://californiaschildren.typepad.com/californias-children/2011/04/biden-duncan-sexual-violence-in-schools-is-a-civil-rights-violation.html. The report is completely published at, http://www.edweek.org/media/sexual_violence_dcl_4-4-11%5B1%5D.pdf

15. The National Campaign to Prevent Teen, "Teen Pregnancy Statistics", retrieved on October 11, 2013 from http://www.teenhelp.com/teen-pregnancy/teen-pregnancy-statistics.html.

16. Guttmacher Institute, "Facts on American Teens’ Sources of Information About Sex", retrieved on October 11, 2013 from http://www.guttmacher.org/pubs/FB-Teen-Sex-Ed.pdf.

17. Pat Hagan, "Men lose their minds speaking to pretty women", retrieved on October 11, 2013 from http://www.telegraph.co.uk/health/healthnews/6132718/Men-lose-their-minds-speaking-to-pretty-women.html.

18. James R. Roney, "Effects of Visual Exposure to the Opposite Sex: Cognitive Aspects of Mate Attraction in Human Males", University of Chicago; PSPB, Vol. 29, no. 3, March (2003): 393-404.

19. Johan C. Karremans, Thijs Verwijmeren, Tila M. Pronk, Meyke Reitsma, "Interacting with women can impair men’s cognitive functioning", Journal of Experimental Social Psychology, Vol. 45, Issue 4, July (2009): 1041-1044.

20. Richard Sin, "Sex Drive: How Do Men and Women Compare?", retrieved on May 5, 2013 from http://www.webmd.com/sex/features/sex-drive-how-do-men-women-compare.

21. Terri D. Fisher, Zachary T. Moore & Mary-Jo Pittenger, " Sex on the Brain?: An Examination of Frequency of Sexual Cognitions as a Function of Gender, Erotophilia, and Social Desirability", Journal of Sex Research, Vol. 49, Issue 1, (2012): 69-77.

22. زهير الأعرجي, " الانحراف الاجتماعي .. وأساليب العلاج في الإسلام", موقع مؤلفات الدكتور زهير الأعرجي, اقتُبس يوم 11 أكتوبر 2013 عبر الرابط: http://www.al-aaraji.com/deviation_1_a.htm .

مسلم أسود
10-23-2013, 06:31 PM
ما شاء الله يا أستاذ . أعود لاحقاً إن شاء الله لأقرأ بتمعن .

إلى حب الله
10-23-2013, 06:49 PM
بحث ممتاز دكتورنا الطيب ...
ومن أجمل ما فيه تدعيمه بالمراجع والمصادر والتوثيقات ...
ولا تعرف كم أتى في وقته تماما :):

وأستأذنك في النقل إلى مدونتي باسمك ؟..

أمَة الرحمن
10-24-2013, 12:13 AM
موضوع ممتاز! جزى الله كاتبه خير الجزاء في الدنيا و الآخرة.


كما خرجت أبحاث علمية تثبت أن الرجال يفقدوا عقولهم في وجود النساء مما يؤثر بالسلب علي أداء أعمالهم.

ينبغي الحذر و الدقة في استعمال الألفاظ و الإستدلال بها علمياً، فليس هنالك أية دراسة محترمة و موثوقة أثبتت أن الرجال "يفقدون عقولهم" في وجود النساء. لكن هنالك دراسات أثبتت أن الرجال بصفة عامة يتغيّر سلوكهم عند وجود و لو أنثى واحدة، و يغلب عليهم غريزة التنافس لجذب انتباه هذه الأنثى. لهذا زاد الطلب في السنوات الأخيرة في الغرب لاعادة افتتاح النوادي و الجمعيات الخاصة بالرجال men's only clubs حتى يجتمعون فيها وحدهم ليتصرفوا بحرية بمعزل عن تأثير الوجود الأنثوي.


و لعل البعض يتهم المرأة أكثر ما يتهم الرجل بحجة أن المرأة هي التي دفعته بزينتها و تبرجها إلي فعل التحرش, فأقول كلا و ألف كلا, لأن المرأة و إن خالفت ربها بإظهار زينتها و تبرجها, فلا ينبغي أبدا للرجل أن يطلق بصره فيصيب من هذه و تلك حتى تتمكن الشهوة من قلبه فتدفعه إما إلي الزنا أو إلي التحرش الجنسي

في الصميم! بارك الله فيك.

في الحقيقة لا يوجد امرأة عاقلة تتبرج ليعاكسها الرجال أو ليغتصبوها، بل هي شهوة التزين عند المرأة و رغبتها الفطرية في سماع كلمات الإطراء و الإعجاب. و رغم ذلك فلا أشفق على أي متبرجة تتعرض للمعاكسات (كالنظرات أو الكلمات الوقحة)، لأنها هي من سمحت لحثالة الرجال بالتجرأ عليها بالنظر و الكلام غير اللائق. لكن في نفس الوقت لا أبرّر لأي كلبٍ يتجرأ على لمس امرأة متبرجة أو التحرش جنسياً بها أو اغتصابها، فمهما بلغ فسق و تحلّل المرأة فهذا لا يبيح لأي رجلٍ أن يهتك عرضها بالقوة.


نجد أن أهم طرق مكافحة التحرش الجنسي عند الغرب تتمثل في سن القوانين و العقوبات, و إلغاء الفروق بين الجنسين, و إنشاء برامج التوعية التي تعمل علي تعديل أنماط السلوك الاجتماعية والثقافية للرجل.

آخ! و الله في جعبتي عشرات التقارير و الحوارات - التي جمعتها على مدى أشهر من القراءة المكثفة - و التي تثبت فشل هذه الطريقة فشلاً ذريعاً بشهادة ليبراليي الغرب أنفسهم. أسأل الله أن يوفقني حتى أتفرّغ لكتابة موضوع كامل في هذا الخصوص.

محمود عبدالله نجا
10-24-2013, 01:18 AM
ما شاء الله يا أستاذ . أعود لاحقاً إن شاء الله لأقرأ بتمعن .
شرفني مرورك أخي الكريم

محمود عبدالله نجا
10-24-2013, 01:20 AM
بحث ممتاز دكتورنا الطيب ...
ومن أجمل ما فيه تدعيمه بالمراجع والمصادر والتوثيقات ...
ولا تعرف كم أتى في وقته تماما :):

وأستأذنك في النقل إلى مدونتي باسمك ؟..

و جزاكم بأحسن منه
و لك و لغيرك حرية النقل دون اذن

محمود عبدالله نجا
10-24-2013, 01:38 AM
موضوع ممتاز! جزى الله كاتبه خير الجزاء في الدنيا و الآخرة.
آمين, و جزاكم بأحسن منه



ينبغي الحذر و الدقة في استعمال الألفاظ و الإستدلال بها علمياً، فليس هنالك أية دراسة محترمة و موثوقة أثبتت أن الرجال "يفقدون عقولهم" في وجود النساء. لكن هنالك دراسات أثبتت أن الرجال بصفة عامة يتغيّر سلوكهم عند وجود و لو أنثى واحدة، و يغلب عليهم غريزة التنافس لجذب انتباه هذه الأنثى. لهذا زاد الطلب في السنوات الأخيرة في الغرب لاعادة افتتاح النوادي و الجمعيات الخاصة بالرجال men's only clubs حتى يجتمعون فيها وحدهم ليتصرفوا بحرية بمعزل عن تأثير الوجود الأنثوي.

ليس المقصد فقدان العقل لدرجة الجنون أو ما شابه, و لكن المقصد فقدان القدرة علي التركيز في العمل, و هذا ما أوردته في طيات هذا البحث حيث ذكرت دراسة علمية تثبت هذا القول, و لكن يبدو أنكم لم تنتبهوا لها, هذه الدراسة في المرجع رقم 18. و قلت نقلا منه (حيث قام الباحث باختبار التغيرات العقلية و النفسية عند النظر إلي امرأة أو صورتها, و قد خلصت هذه الدراسة إلي أن الرجال ينشغلون بالتفكير في تلك المرأة مما يؤثر بالسلب علي أعمالهم, و ربما يحدث ذلك دون وعي منهم أن ردود أفعالهم قد تغيرت)

أرجو مراجعة هذه الدراسة علي الرابط الآتي
https://labs.psych.ucsb.edu/roney/james/4554077_1_031803.pdf

18. James R. Roney, "Effects of Visual Exposure to the Opposite Sex: Cognitive Aspects of Mate Attraction in Human Males", University of Chicago; PSPB, Vol. 29, no. 3, March (2003): 393-404.


آخ! و الله في جعبتي عشرات التقارير و الحوارات - التي جمعتها على مدى أشهر من القراءة المكثفة - و التي تثبت فشل هذه الطريقة فشلاً ذريعاً بشهادة ليبراليي الغرب أنفسهم. أسأل الله أن يوفقني حتى أتفرّغ لكتابة موضوع كامل في هذا الخصوص.

أسأل الله لكم التوفيق في ذلك, و أرجو وضع بعض هذه الروابط دعما لهذه الدراسة الموجزة ان سمحتم بذلك

إلى حب الله
10-24-2013, 01:54 AM
آخ! و الله في جعبتي عشرات التقارير و الحوارات - التي جمعتها على مدى أشهر من القراءة المكثفة - و التي تثبت فشل هذه الطريقة فشلاً ذريعاً بشهادة ليبراليي الغرب أنفسهم. أسأل الله أن يوفقني حتى أتفرّغ لكتابة موضوع كامل في هذا الخصوص.

أتمنى أن تراسلي الإدارة والإشراف بها تستفزيهم على إصدار العدد الرابع عشر لمجلة منتدى التوحيد ...
فقط : لنتجاوز هذا الرقم الذي يظن البعض أنه ( نحس بالفعل ) ....... :):

أمزح ....

ولكن أتمنى فعلا لو يكون موضوعك في عدد قادم من مجلة التوحيد تعود به المجلة - وغيره من المواضيع المنتقاة - لصدارة المشهد الدعوي من جديد ...
بالتوفيق ...

الدكتور قواسمية
09-03-2015, 10:43 PM
موضوع رائع للغاية