المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية الصادق المصدوق



hamzaD
10-26-2013, 09:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.....

هذا مقال كنت كتبته في ما مضى، اردت تقاسمه معكم...رغم امكانياتي البسيطة ....و هو موضوع جامع تقريبا لاهم فكرة طورتها على مدى السنين الماضية :


لنأخد امثلة ليهودي ملحد و لاديني و لاادري تلخص مشاكلنا مع المخالفين :

عندما تدافع عن فكرة " الاله" في فيديو معين يشرح البرهان الكوني مثلا ليهودي دخل في الالحاد، ستتكون له قناعة ان الاسلام يقر بتلك الذات المجسمة، التي يؤمن بها اغلب اليهود. و هذا يا اخوتي ملاحظ، فكل هؤلاء سجناء لتلك الافكار و الاحكام المسبقة الخاطئة التي ورثوها في الصغر و التي لا يستطيعون الانفكاك عنها في معالجة قضية الربوبية، فيصبح لدى هذا اليهودي المسكين كل شيء في كفة واحدة، نعم كل من يؤمن ب " اله " هو "مجسم" عند هذا الشخص حتى ان اظهر عكس ذلك.

و لذلك فلن يمكنه الايمان، بل المشكل ان الذي سيحاور هذا اليهودي لن يقف في الغالب على هذا المشكل و سيصرف وقته في مناقشة نقاط فرعية ليست هي جوهر الاشكال لديه، و ما هذا الا مثال واحد. فنفس الامر مع اللاديني الذي كبر في اسرة اسلامية بسيطة لم يستطع عقله منذ الصغر تقبل فكرة الخلود في النار، فجعلها خطا احمر، وقال انا اؤمن باي اله شريطة ان لا يعاقب، فما السبب وراء هذا الموقف ؟ هل السبب هو عدم فهمه الحكمة من وراء العقاب ؟ نعم السبب هو ذاك لكن السؤال المهم هو لماذا هذا الشخص لم يتفطن لهذه الحكم كالمسلمين العاديين او على الاقل كطلاب العلم ؟ هذا السؤال يجعلنا نقف على الاسباب الحقيقية لموقفه هذا...السبب هو عدم فهمه فلسفة الاسلام من الاساس، هو فهم كل شيء بطريقة مغلوطة، فهو لم يفهم الحكم من خلق الانسان، و لم يفهم شيئا في معنى استخلافه في الارض، و لم يفهم شيئا في بعثة الرسل ولا في حقيقة التكليف و لا اي شيء، و تجلى هذا الجهل فقط في قضية العقاب.

فيتضح من هذا المثال ان القضية لدى هذا اللاديني ليست متعلقة بموقفه من عقيدة معينة، بل بفساد منهجه من الاساس، كما هو فاسد عند اليهودي الذي يعتبر كل عقيدة تؤمن بالاله عقيدة مغرقة في التجسيم.

و نفس الامر مع اللادري الذي يوقن ان العقل لا يمكنه الوصول الى الحقيقة المطلقة ان وجدت، فالسؤال لماذا هذا اللاادري تبنى هذا المنهج ؟ اي في رفض فكرة ان يستطيع العقل التوصل الى الحقيقة المطلقة ؟ الجواب ببساطة لان هذا الشخص لا يعرف ماهو العقل و لا قدراته و لا حدوده و كبر في بيئة تخبره على الدوام ان الامور الغيبية لا يستوعبها العقل و ليست من اختصاصه، لذلك هو سيرى كل محاولة لاثبات وجود الله مثلا بالعقل عبارة عن لعب اطفال و ضياعا للاوقات.

فنجد القاسم المشترك بين اليهودي الذي الحد و اللاديني و اللاادري هو كونهم جميعا يعتمدون على مناهج معينة في التعامل مع الوجود، هذه المناهج لا يعلمون انها فاسدة، و يظنون انها صحيحة، بل ليست لديهم القدرة حتى على الشك في صحتها، فهو لا يعلمون اصلا انهم يؤمنون بها و انها السبب الرئيس في اتخادهم مثل هذه المواقف الوجودية، و ان هذه المناهج ما تمسكوا بها الا لاسباب معينة كالنمو في بيئة يهودية مغرقة في التجسيم بالنسبة لليهودي، او النمو في بيئة اسلامية بسيطة بالنسبة للاديني ، او النمو في مجتمع علموي يجعل قدرة العقل محصورة في التعامل مع المحسوسات بالنسبة للاادري كما مر معنا في الامثلة السابقة.


الحلول : هما اثنين في نظري :

1- تعريف الناس بنظرية المعرفة في الاسلام، التي ترتكز على الاستعمال الصحيح لمبادئ العقل، اضافة الى الاخبار التي جاءنا بها الصادق المصدوق الذي ثبت لدينا انه مبعوث من رب العزة، كوسائل لادراك المعرفة الحقة، و مقارنة هذه النظرية بمثيلاتها عند باقي المدارس كالواقعيين و التجربيبيين و الوضعيين و المثاليين و غيرهم و اظهار مدى تهافتها امام المنهج الاسلامي.


فالذي عرف مدى صلابة منهجنا وصحته، سيمكنه بعد ذلك ان يعلم لماذا نحن :

- نؤمن بأالله تعالى و بكل الغيبيات
- نتبع الصادق المصدوق اتباعا اعمى في كل خبر صح عنه

2- الحرص على نشر روح الاسلام و ليس الاسلام، بمعنى، ان نعرف الناس خصوصا العوام منهم الذين لا طاقة لهم على دراسة العقيدة ببعض الحكم الالهية...بسنن الله تعالى في الخلق....بمعنى الامانة التي حملها الانسان، بمعنى الاستخلاف في الارض، ..ببعض ملامح الدليل الانتروبي على الطريقة القرأنية ( المبدأ الانساني و مبدأ التسخير)...و ان نعرفهم ايضا بمعنى التكليف او بفلسلفة الجزاء و العقاب وباي شيء كفيل ان يعطي لشخص معين الخطوط العريضة التي تعرفه اكثر عن دينه بعيدا عن الاحكام الفقهية، و تدرؤ عنه خطر الوقوع في الشبهات التي لا تستثني العالم من الجاهل.

3- تطبيق الحلين اعلاه على الاجيال الصاعدة و الاطفال الذين لم يتجاوز سنهم العشر سنوات، لان اغلب الناس الذين تجاوزوا سن البلوغ،حددوا فعلا مواقفهم العقائدية و هناك احتمال قليل جدا في الرجوع عنها يوما، (كزميلنا نيوتن مثلا ) فقد طور كل شخص منهم " ارادة اعتقاد " معينة خاصة به على طريقة البراغماتي جيمس.

و الحمد لله رب العالمين......