المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل غادر السفهاء من متردم



الدكتور قواسمية
11-06-2013, 08:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بعد أن اضمحلت معرفة الناس باللغة العربية الفصيحة وضاعت اللغة داخل أكداس التأثيرات الاستعمارية الفرنسية والانجليزية ولم يعد للمتخصصين ميزان يمحصون به ما هو تركيب عربي أصيل مما داخلها من تغييرات مورفولوجية وتركيبية وصرفية سوى القرآن الكريم...
نبت في هذا الزمان شرذمة من الملاحدة الكافرين الذين لا يعرفون الفرق بين حروف الجر "الى " و"على" و" في" ليقوموا بما عجز عنه الأوائل حين كان الرجل تتلى عليه قصيدة فيها ألف بيت فيحفظها للمرة الاولى او الثانية من سماعها...والذين كان الشعر ينساب من أفواههم كالنثر ...
بماذا سيقوم هؤلاء الفاجرين...سيقومون بتحدي القرآن بسور ألفوها...


ماذا يكتب هؤلاءوالعباقرة المتفوقين
يقوم هؤلاء الصبية باستغلال النت للتخفي من الفضيحة ان تعرف هويتهم فيسخر الناس منهم للأبد ويكتبون شعرا مر مذاقته كطعم العلقم .
علميا يعد فشل العرب في أزهى عصور الشعر والصناعة اللغوية عن معارضة القرآن دليلا قاطعا على عجز غيرهم من بعدهم.
لان ذلك يشبه أن يعجز رجل من أبطال الاولمبياد متين يزن مئة كيلوغرام عن رفع ثقل ثم يتقدم من وزنه عشرون كيلوغرام فيقول أنا أكفيكم حمله.
فلا يمكن أن يفلح " ملحد من النوع العربي" بتحدي القرآن في هذا العصر وقد فشل في ذلك من هم اولى منه من فطاحلة العرب وفحولها.
لقد سكت فحول الشعر قديما عن مجارة القرآن لسببين بسيطين جدا
الاول ان فشلهم في ذلك يعد اثباتا قطعيا لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
والثاني ان من فعل ذلك وهزم صار مسخرة العرب الى قيام الساعة بعد ان كان في قومه شاعرا قديرا.
لذلك حفظا لكرامتهم خرسوا وقالوا ان شئنا أتينا بمثله لكن لن نفعل.
اما " الملحد من النوع العربي" فهل هو شاعر فحل يخشى ان يضحك الناس عليه ام له كرامة يخاف عليها وهو و الصفاقة شيء واحد

ما معنى مضاهاة القرآن
يعتقد الملحد العربي ان مضاهاة القرآن معناها أن يأتي بكلام تشابه فواصله فواصل القرآن
لكن حقيقة مضاهاة القرآن تتمثل في معارضته والتغلب عليه
فاذا أخذنا مثلا الآية
" وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين "
ان مضاهاة هاته الآية معناه أن ياتي شاعر او كاتب ما بنفس المعنى الذي في الآية ويعلوا عليه بلاغة بشهادة الناس.
معنى الآية ان الماء الذي انزله الله تعالى من السماء قد بلعته الأرض وانتهت السفينة بالمؤمنين الى المكان الذي رسمه الله عز وجل وبذلك تحقق وعده ورست السفينة على جبل الجودي و أبعد الله الكفار عن رحمته"
هل يستطيع أي شاعر فحل أن يعبر عن هذه المعاني بعبارة تعلو عن هاته الآية فتحطمها وترسوا فوقها....
خذ مثلا قوله تعالى" مهطعين مقنعي رِؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وأفئدتهم هواء"
هل يستطيع شاعر ما أن يصف حال الكفار حين رأوا أن وعد الله حق بعبارة تعلو على هاته الآية...
أما الهراء الذي يكتبه الكفار الفاشيلين في الدراسة فلا يعدوا تقليدا لفواصل القرآن وليس تحد لبلاغته بمضاهاة آياته

استحالة تقليد القرآن من طرف البشر
يعرف المختصون في الشعرية وتحليل الخطاب جيدا وبطرق علمية استحالة الاتيان بالقرآن الكريم لان فيه خصائص أسلوبية تتنافى مع قدرة العقل البشري.
في الشعرية التي درستها باللغة الفرنسية نعرف الشعر بانه " خطاب كاذب جميل"
حين نقول مثلا عيني المرأة واسعتين وحاجبيها كثيين هذا خطاب تقريري لأنه يخضع للتقييم بالصحيح أو الخطأ.وهذا ليس بشعر.
أما حين نقول " عيناك غابتا نخيل أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر"
هذا الخطاب كاذب لأن عيني المرأة لن يكونا أبد غابتا نخيل ولن يكونا أبدا شرفتان يبتعد عنهما القمر".
فجمالية الشعر تكمن في مدى ابتعاده عن الحقيقة ورسم الصور البيانية الجميلة ببساطة لان الشعر توظيف للخيال
ماذا عن القرآن
القرآن خطاب جميل يسحر اللب ويثير الاعجاب لكن في نفس الوقت هو خطاب تقريري يخضع للتقييم ولا مجال فيه للكذب والخيال.
كيف يمكن أن يصنع الانسان كلاما جميلا وفي نفس الوقت يقررالحقائق بمنأى عن الصور والخيال.
أنظر قوله تعالى " ثم استولى الى السماء وهي دخان" بامكان أي انسان ان يسأل عالما هل كان الكون في بداية خلقه دخان
وقوله تعالى" ناصية كاذبة خاطئة" بامكان أي شخص أن يسأل مختص في الأعصاب هل وصف مقدة الدماغ بكاذبو خاطئء دقيق من الناحية العلمية
وقوله تعالى" وأنزلنا الحديد" بامكان أي انسان أن يسأل عالم كيكمياء هل الحديد نزل الى الأرض حقا أم توهم
وحين يقول تعالى " اذا السماء انشقت" فان السماء ستنشق حتما بين يدي الساعة
يعرف المختصون جيدا ان الخطاب التقريري الذي ينطبق عليه معيار الصدق والكذب ليس شعرا بل الشعر هو ما جاوز التقريرية الى رسم صور خيالية جميلة وكاذبة عند مطابقتها للحقيقة.
بيد ان القرآن يقرر الحقائق العلمية والتاريخية والفلكية والتشريعية والأحكام بلغة فائقة الجمال فكيف بمقدور بشر ضمان شعرية خطاب تقريري....
فلو أخذنا مثلا الشعر التعليمي الذي يعلم الناس النحو أو العلوم بلغة شعرية تجد انه موزون شعريا لكن ليس فيه جمالية الشعر المبنية على توظيف الخيال والرمز.

يتبع...ان شاء الله تعالى

كميل
11-06-2013, 09:26 PM
.
أما الهراء الذي يكتبه الكفار الفاشيلين في الدراسة فلا يعدوا تقليدا لفواصل القرآن وليس تحد لبلاغته بمضاهاة آياته

هههههههههههه
ذكرتني باحدهم او باحداهن احدى اياتها هي@ بربربيرا برببا @ لا حول ولاقوة الا بالله علما انها كانت فاشله دراسيا وباعترافها هي

مسلم أسود
11-07-2013, 03:55 PM
ذكروني رجاء ، من الذي كتب "فلا أقسم بسرعة الفتون و طاقة البروتون و مدار نبتون" ؟

الدكتور قواسمية
11-07-2013, 05:56 PM
الجزء المتبقي من الرسالة
استحالة تقليد القرآن من طرف البشر

القرآن وشعرية الخطاب" "coran et poésie du discours"
قلنا أن شعرية الخطاب في نظر النظريات اللسانية الغربية الحديثة تتناسب طردا مع الابتعاد عن الحقيقة " الكذب" بتوظيف الخيال والصور البيانية وتتناسب عكسا مع مطابقة الحقيقة لأن الخطاب الموضوعي الخالي من الخيال والصور البيانية يكون خطابا تعليميا فجا خال تماما من الجمالية
وقد عبر دهاة العرب قديما على هاته الفكرة التي خلص اليها الغربيون فقالوا" أجمل الشعر أكذبه"
القرآن الكريم جمع بين متناقضين لا يمكن أن يجتمعا بشريا منتهى الجمالية والشعرية مع ملازمة الحقيقة لقوله تعالى " وهذا كتابنا ينطق بالحق" وقوله تعالى " لقد جئناهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون" قرآن كريم



نظرية التناص"intertextualité"
التناص نظرية غربية حديثة رائدتها في الغرب جوليا كريستيفا وتنص هاته النظرية على أن أي نص هو تكرار واعادة صياغة لنص قبله
واذا أردنا تأصيل هاته النظرية في الدرس اللساني العربي القديم نجد أن أحد شعراء العرب تنبه لهاته النظرية قديما فقال " ما نرانا نقول الا معادا أو رجيعا" بمعنى أن أي شاعر لا يأتي بشيء جديد بل يقول ما قاله الآخرون والشاعر المتميز الذي يخلد ذكره هو من يستطيع خلق صور جديدة لم يسبقه اليها غيره
وكان الشعراء قديما وحديثا حريصين على مراقبة أشعار بعضهم وانتقادها فيقولون لم تأت بجديد لقد أخذت هذا المعنى من الشاعر الفلاني
واتهم الكثير منهم بالسرقة من امثال أبي الطيب المتنبي وفي الحقيقة إن ورود نص شاعر داخل نص شاعر آخر يحدث لا شعوريا لذلك هناك فرق كبير بين السرقة والتناص
وعلميا لا يمكن ان يكتب شاعر ديوانا كاملا دون أن يستعير من غيره مئات الصور والمعاني

كان الكفار في عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلام أحرص الناس على عيب القرآن بأي تهمة تسقطه لكن لم يسرد التاريخ أبدا أن أحدهم اتهم النبي بسرقة كلام غيره أو استعارة معانيه

فالقرآن نص عال لم يتناص أبدا مع غيره لأنه لم يصدر من ذهن بشر كي يعيد صياغة نصه متأثرا بما قيل قبله
بل العكس يستحيل حاليا أن يوجد شاعر أو كاتب لا يتناص مع القرآن الكريم ويأخذ منه المعاني الجديدة التي دخلت على العرب ولم يكن لهم سابق عهد بها
وأهم سبب بهر شعراء العرب قديما في القرآن الكريم هو أنه لم يتصل بنص قبله يعرفونه بل أحدث ثورة كاملة من الصور والمعاني الجديدة التي ما سمعوها قبل

أنظر مثلا الى ما يكتبه بعض الهواة من "المسيحيين" و"ملحدي العرب" مما يقولون أنه سور تضاهي القرآن الكريم أول ملاحظة سيجدها قارئء عادي جدا فما بالك بمختص في تحليل الخطاب أن70 بالمئة من قصيدته التي سماها سورة سرقة واضحة من القرآن الكريم فهو يريد أن يعارض القرآن بالقرآن

يمكننا اذن أن نقول أن مضاهاة القرآن من الناحية النظرية مستحيل تماما لأن من سيضاهي القرآن مضطر لأن يصف الحقيقة بوصف فيه الجمالية والشعرية وبما أنه لا توجد حقيقة ثانية توازي أو تحطم الحقيقة التي جاء بها القرآن كون الحق واحذ وليس متعدد فانه سيجد نفسه يتناص مع القرآن شاء أم أبي وبالتالي يسقط ما جاء به لأنه سيعارض القرآن بالقرآن

الخطاب القرآني وإمكانية الاختبار
لم يسبق في أي كتاب في العالم أن عرض على الناس امكانية التحقق منه لتصديق ما جاء فيه
القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد في العالم الذي أول آية فيه بعد الفاتحة "ذلك الكتاب لا ريب فيه" ويدعوا لا معان النظر فيه بحثا عن اختلاف واحد لقوله تعالى " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" قرآن كريم
وهي دعوة صريحة لعرض محتوى الكتاب على التاريخ والعلم والواقع ليحصل للانسان اليقين بأنه أنزل بعلم الله
فلا يعقل أن يعبر كتاب أربعة عشرة قرنا الى الأمام ولا يبلوا معناه ومحتواه حتى يبدو في عين الناس ركيكا وخرافيا ومملوء بأخطاء علمية كبيرة جدا تدركها العين العابرة فما بالك المجتهدة في البحث عن خطأ
ما حدث مع الخطاب القرآني هو العكس تماما كلما تبحر المسلمين أو غيرهم في شتى أنواع العلوم يتجلى أكثر مطابقة آيات القرآن للدقة العلمية
لو أخذنا الانجيل مثلا الذي عبثت به أيادي البشر كتب أحد القسيسين تقريرا أن الكتاب المقدس به أكثر من ألف خطأ وتناقض واضح للعين
يعرف علماء الانجيل جيدا الحزمة الكبيرة من الأخطاء المعلمية في الاناجيل واصطلحوا على تسميتها " الصعوبات في الكتاب المقدس"
فعلى سبيل المثال تجد في صفحة أن النبي فلان وفلان توأمان وفي صفحة أخرى تجد أن أحدهما أكبر من الآخر بست سنوات
وتجد في صفحة أن نبيا مات عام كذا وفي صفحة أخرى أنه حارب قوما بعد تاريخ وفاته

الممانعة التوزيعية للقرآن الكريم" Linguistique distributionnelle "
لنتأمل هاته الآيات
قال تعالى " ثم استوى الى السماء وهي دخان"
وقال تعالى" وأنزلنا الحديد"
وقوله تعالى " ناصية كاذبة خاطئة"
وقوله تعالى" والسماء خلقناها بأيد وانا لموسعون"
وقوله تعالى " غلبت الروم في أدنى الأرض"
على المحور الاستبدالي العمودي للغة " axe paradigmatique" يمكننا طرح الأسئلة التالية
هل وصف السماء أنها كانت في بداية خلقها بالدخان دقيق من الناحية العلمية وان لم يكن بماذا نستبدل كلمة " دخان " كي يصبح المعنى أدق علميا
هل نزل الحديد الى الأرض وان لم يكن بماذا نستبدل كلمة " أنزلنا" كي نوافق الدقة العلمية
هل وصف الناصية بالكاذبة دقيق علميا وان لم يكن بما نستبدلها عموديا كي نحصل على المعنى الدقيق
هل وصف السماء بالتوسع الدائم دقيق علميا وان لم يكن فبماذا نعوض " لموسعون" عموديا لنوطئ الدقة العلمية

ان جميع محاولات تعويض كلمة في القرآن بكلمة أخرى عموديا سينتج عنه إخلال بجزء من المعنى أو بدقته أو ببلاغته إن لم ينتج عنه تدمير المعنى كله
نسمي هاته الخاصة في القرآن الكريم الممانعة الاستبدالية التوزيعية وهي مستوحاة من اللسانيات التوزيعية " linguistique distribtionnelle de leonard de "bloomfiled

فأحيانا تجد مثلا من يحاول أن يعارض لفظا في القرآن الكريم أو ينكر اعجازه البلاغي أو العلمي فعندما تطلب منه أن يعوضه بلفظ أدق أو أبلغ يعجز لسبب بسيط هو أنه من حبك الكون هو نفسه من حبك القرآن

الخطاب التجريدي والقرآن
هناك في نظرية القراءة آلية لتحليل الخطاب نسميها المتوقع وغير المتوقع في الخطاب
ان مستوى توقعاتنا في خطاب قديم عمره أربعة عشرة قرنا كتب في بيئة صحراوية ليس فيها الا البعير والنخيل والعواصف أن نجد خرافات من قبيل " الأرض تحركها بقرة بقرنيها" فيكون الليل والنهار وأن نجد أن "الانسان يخلق من دم الحيض" أو أن " الرجل اذا جامع امرأته من الخلف جاء الطفل أحولا" وأن الانسان الأسود بداخله روح شريرة" كما كان يعتقد ذلك فولتير بعد محمد عليه الصلاة والسلام بقرون وغيرها من الخرافات التي تفوق الآلاف التي كانت سائدة عند سكان الجزيرة العربية وعند اليهود في ذلك الزمن
كنا نتوقع وصفا لكثبان الرمل وللعواصف الرملية ووصفا لأيام العرب و حروبهم
كنا نتوقع أن نجد أوصافا من قبل" أنهار رقراقة " و" سماء زرقاء " و" نساء قدهن مهفهف"
لكن من المثقف الصادق الذي يتوقع أن يجد في هذا الخطاب وصفا لعالم الحيوان ب" الأمم" ووصفا للسماء ب" البناء" ووصفا للشعوب ب" اختلاف اللسان و الألوان" وللأجرام السماوية" بالسباحة داخل أفلاك" وغيره
ان هذا المستوى من التجريد لا يتناسب الا مع امكانات عالم عليم ولا ينتمي أبدا الى ذلك الزمن

وبدل أن نجد وصفا للبيئة التي عاش فيها النبي عليه الصلاة والسلام كما توقعنا حطم القرآن معايير الزمكان لم يتحدث عن صحراء العرب بل راح يقدم أوصافا للكون وأجزائه ولتعاقب الليل والنهار وتشكل السحاب وبناء الجبال والشمس والقمر وعالم الحيوان وعالم النبات
ومراحل تخلق الأجنة وكيفية البعث وغير ذلك
وحطم مقاييس الزمن فتطرق لجميع الأمم والرسالات السابقة من خلق آدم إلى بعثته وتحدث عما سيكون بعده من علامات القيامة من من انشقاق السماء وطمس النجوم وتكوير الشمس وانتثار الكواكب وطي الكون كله كطي الصحيفة وعن أحوال الناس في الجنة والنار

وأخيرا أقول أن اختيار القرآن كمعجزة خاتمة في حد ذاته معجزة
والله أعلم بمراد آياته
ودمتم سالمين

muslim.pure
11-07-2013, 07:32 PM
رغم أني مؤمن بأن لا أحد سيستطيع مواجهة القرآن و لكن زاد يقيني أكثر و زاد علمي و فهمت اوجه الإعجاز في القرآن أكثر من قبل
بارك الله فيك