المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استفسار حول موضوع الخلق من عدم لأخي أبوحب الله



محمود عبدالله نجا
11-06-2013, 10:26 PM
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا أخي أبوحب الله علي هذا الموضوع الشيق و المهم الايجاد من عدم (نظرات في الخلق من عدم وأزلية الخالق ..)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54922-%E4%D9%D1%C7%CA-%DD%ED-%C7%E1%CE%E1%DE-%E3%E4-%C7%E1%DA%CF%E3-%E6%C3%D2%E1%ED%C9-%C7%E1%CE%C7%E1%DE&p=2904520#post2904520

و من مدة كنت أنوي فتح موضوع مشابه و لكن حقيقة كنت أخاف ردود الأفعال لأني أعتبر هذا الموضوع من أصعب المواضيع ان لم يكن أصعبها

و لي عدة استفسارات ان سمحتم بذلك

1. أيهما أعم في فهم وجود المخلوقات لفظة الخلق أم الايجاد, و لماذا لم تتطرق الي اسم الله الواجد (مع علمي بأن الرواية مدرجة علي أحاديث التسعة و تسعين اسما في البخاري و مسلم), حيث قال بعض أهل العلم أن معني الاسم صحيح, و بالفعل حين رجعت الي معناه اللغوي وجدته أشمل من معني الخلق

2. هل بالضرورة أن نكون علمنا كل اسماء الله الحسني الخاصة بقانون الايجاد و خصوصا الايجاد من عدم, و بمعني آخر ألا يمكن أن يكون لله اسما خاص بالايجاد من عدم غير اسم الله الخالق (لماذا أطرح هذا السؤال, انظر السؤال القادم)

3. قلت في بحثكم أن الخلق علي نوعين أحدهما الايجاد من عدم
فهل هناك أمثلة لمخلوقات أوجدها الله من عدم و ذكرها لنا, و أرجو ألا تتعجل بالاجابة فتقول آدم و السبع سموات, و الأسئلة القادمة تبين ما أود قوله

4. قلت في بحثكم (العدم هو اللا شيء ....فعندما توجد سيارة أمامك الآن أمام بيتك : فهي موجودة ...ولكن قبل تصنيعها : كانت عدما .. كانت لا شيء .. كانت غير موجودة ...)

هل تري هذا التشبيه صحيح (إيجاد سيارة كايجاد شيء من عدم)
فقبل السيارة كانت توجد مادتها أمامي, فهي عدم في ذاتها و لكن ليست عدم في أصلها
أما الأشياء التي أوجدها الله من عدم فقد كانت عدم في ذاتها و عدم في أصلها حيث لا أصل لها (لاشيء)

فهل تعرف العلوم الشرعية امثلة لأشياء أوجدها الله من عدم محض لا أصل له في ذاته أو خارجه

5. قلت في بحثكم (فهو الذي خلق الماء .. وهو الذي خلق العرش .. وهو الذي خلق القلم .. وهو الذي خلق الجنة وخلق النار إلخ)

هل هناك أدلة تجعلنا نجزم أن هذه المخلوقات جاءت من عدم أو من خلق سابق

6. قلت في بحثكم (وأما خلق العرش أو القلم إلخ : فهي أول مخلوقاته عز وجل الخاصة بعالمنا نحن المخاطبين بقرآنه ووحي نبيه - وعلى خلاف مقبول في التأويل .. وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة الوسط والفطري بين الفرق الضالة الأخرى للأسف ...)

ما أروع هذا الكلام و هذا ما أدين به لله, أن الله ما أعلمنا عن ملكه شيء الا ما كان خاصا بعالمنا و لم يعلمنا كل شيء بل أعلمنا بعض الشي و غيب عنا أشياء, أما ما خص العوالم الأخري فلا نعلم عنها الا أنها موجودة و لكن لا نعلم لها أي صفة

أسأل الله لكم القبول و السداد و جزاكم الله خيرا ان تفضلت بالاجابة

ابن سلامة القادري
11-06-2013, 11:08 PM
لا أدري ما أدلة شيخ الإسلام ابن تيمية تحديدا في هذه المسألة لكن له بيانا شافيا وافيا بأن كل حادث مسبوق بعدم و قال بعدم نفسه و لم يقل بعدم محض.

قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ولكن الذي نطقت به الكتب والرسل أن الله خالق كل شيء فما سوى الله من الأفلاك والملائكة وغير ذلك مخلوق ومحدث كائن بعد أن لم يكن مسبوق بعدم نفسه وليس مع الله شيء قديم بقدمه في العالم لا أفلاك ولا ملائكة سواء سميت عقولاً ونفوساً أو لم تسم " انتهى من " الصفدية " (1/14).

لعل كلامه هنا بالأحمر يثبت أن ذلك على إطلاقه، أي كل حادث مثل الأفلاك و الملائكة و العرش و غير ذلك مسبوق بعدم محض.

وقال رحمه الله : " ولكن يمتنع عند أهل الملل أن يكون موجود قديم مع الله فإن الله خالق كل شيء وكل مخلوق مسبوق بعدم نفسه وإن قيل مع ذلك بدوام كونه خالقا فخلقه شيئاً بعد شيء دائماً لا ينافى أن يكون كل ما سواه مخلوقاً محدثاً كائناً بعد أن لم يكن ليس من الممكنات قديم بقدم الله تعالى مساوياً له بل هذا ممتنع بصرائح العقول مخالف لما أخبرت به الرسل عن الله كما قد بسط في موضعه " انتهى من " منهاج أهل السنة النبوية " (2/210)

و الاثر الذي وجدته من السنة في مبدأ الخلق :

روى البخاري والبيهقي من حديث عمران بن حصين أنَّ أناسًا من أهل اليمن أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جئناك يا رسول الله لنتفقه في الدين فأنبئنا عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال [كان الله ولم يكن شىء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شىء ثم خلق السموات والأرض]،

فهذا نص صريح في أنَّ أول خلق الله الماء والعرش لأن أهل اليمن سألوه عن بدء العالم. فقوله عليه الصلاة والسلام[كان الله ولم يكن شىء غيره] إثبات الأزلية لله أي أنه تعالى لا ابتداء لوجوده، وقوله[وكان عرشه على الماء] معناه أنَّ هذين أولُ المخلوقات، أما الماء فعلى وجه الإطلاق وأما العرش فبالنسبة لما بعده كما أفاد ذلك قوله عليه السلام [على الماء] وذلك يدل على تأخر العرش عن هذا الأصل.
وفي تفسير عبد الرزّاق عن قَتادة في شرح قوله تعالى ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء﴾ [سورة هود/7] ما نصّه [هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض].
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء﴾ [سورة هود/7] قال [قبل أن يخلق شيئًا]. وقال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه [قال الطيبي: هو فصل مستقل لأن القديم من لم يسبقه شىء، ولم يعارضه في الأولية، لكن أشار بقوله "وكان عرشه على الماء" إلى أن الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السموات والأرض ولم يكن تحت العرش إذ ذاك إلا الماء]
اهـ.

المرجع :

http://sunnafiles.com/idaatislameya/58-ousuul-akida-islameya/388-2011-12-09-14-55-21.html

إلى حب الله
11-06-2013, 11:58 PM
أهلا بك أخي الدكتور محمود بارك الله فيك ..
وأشكر لك كلامك وإن كنت أنا دونه بكثير ولا يغررك ما أتصدر له أحيانا من بعض المواضيع التي تدفعني الحاجة لها :):
فما كنت لأكتب ما كتبت إلا لاستشعاري الفترة السابقة وقوع بعض الإخوة الأفاضل في بعض المزالق الإلحادية ومن علم الكلام بغير زاد ..
فقررت كتابة ما كتبته وأجري على الله إن أصبت .. وأرجو منه العفو والمغفرة إن زللت ..
وأدعوه عز وجل أن لا يترك لي خطأً إلا وصححه وأرسل لي مَن يُصححه ..
والله المستعان ..

أما قولك :


1. أيهما أعم في فهم وجود المخلوقات لفظة الخلق أم الايجاد, و لماذا لم تتطرق الي اسم الله الواجد (مع علمي بأن الرواية مدرجة علي أحاديث التسعة و تسعين اسما في البخاري و مسلم), حيث قال بعض أهل العلم أن معني الاسم صحيح, و بالفعل حين رجعت الي معناه اللغوي وجدته أشمل من معني الخلق

1- لو لاحظت أخي ستجدني ابتعدت بقدر الإمكان عن كل ما يفتح أبوابا وتشعيبات بعيدة عن التركيز على أصل الموضوع الذي أردته .. ولذلك لم أتوسع حتى في النقولات لأهل العلم ولا المخالفين ولا الآراء - وكما نوهت إلى ذلك في بداية الموضوع -

2- بالنسبة لاسم (الواجد) : فلم يرد في القرآن الكريم أي اشتقاق له في جانب الله تعالى .. فنحن نقرأ في القرآن أن الله تعالى (خلق) أو (جعل) .. ولكننا لم نقرأ (أوجد) ..
وبالنسبة لأحاديث أسماء الله تعالى الحسنى الـ 99 اسم .. فالذي جاء في الصحيحين البخاري ومسلم فقط : " إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة " .. وأما الروايات في كتب الحديث الأخرى والتي فصلت في ذكر التسعة وتسعين اسم فليس بينها اتفاق وليس من بينها حديث صحيح صريح .. وقد جاء ردا على سؤال عن اسمي الواجد والماجد من موقع الإسلام توداي - أو الإسلام اليوم - نقلا عن موقع إجابة :


اسم الواجد والماجد ذكرهما بعض الأئمة والعلماء من ضمن أسماء الله الحسنى، كالأصبهاني وابن منده والبيهقي، وذلك استناداً منهم على رواية سرد الأسماء الحسنى التي أصلها في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة" صحيح البخاري (2736)، وصحيح مسلم (2677).
وقد وردت روايات أخرى للحديث بطرق مختلفة عند الترمذي (3507)، وابن ماجة (3861)، والحاكم (42)، والبيهقي في شعب الإيمان (102)، وفيها سرد الأسماء الحسنى على اختلاف بين هذه الروايات في تعيين الأسماء.

وهذان الاسمان المذكوران في السؤال وردا عند الترمذي والحاكم والبيهقي من رواية الوليد بن مسلم، عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
والمحققون من أهل العلم على أن هذه الرواية وغيرها تعتبر مدرجة في ذلك الحديث، وليست من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد حكى شيخ الإسلام -رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى (22/482،6/379)- اتفاق أهل المعرفة بالحديث على أنها من كلام بعض السلف، وذهب إلى ذلك أيضاً الإمام ابن حزم وابن العربي وابن كثير وابن حجر والصنعاني وابن الوزير والحسين المغربي والألباني -رحمهم الله جميعاً-.

وليست العلة في هذه الزيادة تفرّد الوليد بن مسلم بها -كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/219)- بل للاختلاف فيه، والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج.
وإذا كان الحديث ضعيفاً فلا يصح إثباتهما من أسماء الله الحسنى، ولا أعرف دليلاً لمن ذكرهما غير هذه الرواية.
يقول ابن القيم -رحمه الله- في كتابه المدارج، في كلامه على منزلة (الوجود): " فأما الواجد فلم تجيء تسميته به إلا في حديث تعداد الأسماء الحسنى، والصحيح أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم . ومعناه صحيح؛ فإنه ذو الوجد والغنى".


ولذلك لم أتعرض إليه أخي الدكتور محمود ...


2. هل بالضرورة أن نكون علمنا كل اسماء الله الحسني الخاصة بقانون الايجاد و خصوصا الايجاد من عدم, و بمعني آخر ألا يمكن أن يكون لله اسما خاص بالايجاد من عدم غير اسم الله الخالق (لماذا أطرح هذا السؤال, انظر السؤال القادم)

لله تعالى أسماء كثيرة : منها ما لا نعلمه .. ومنها ما اختص به بعض خلقه دون بعض - بل هناك محامد لله تعالى يفتح الله بها على نبيه يوم القيامة لم يحمده عليها أحد من قبل كما جاء في الحديث الصحيح .. واقرأ معي يا رعاك الله دعاء تفريج الحزن والهم الصحيح :
" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري ، وجلاء حزني وذهاب همي "

إذن .. لله تعالى أسماء - وترادفها صفات - لا نعلم عنها شيئا .. فلا مانع شرعي ولا عقلي من أن يتعلق بذلك أسماء وصفات للخلق من العدم المحض أو غيره والله تعالى أعلى وأعلم ..


3. قلت في بحثكم أن الخلق علي نوعين أحدهما الايجاد من عدم
فهل هناك أمثلة لمخلوقات أوجدها الله من عدم و ذكرها لنا, و أرجو ألا تتعجل بالاجابة فتقول آدم و السبع سموات, و الأسئلة القادمة تبين ما أود قوله

سأجمع الرد مع النقطة التالية طالما ارتباطهما ظاهرٌ معا :


4. قلت في بحثكم (العدم هو اللا شيء ....فعندما توجد سيارة أمامك الآن أمام بيتك : فهي موجودة ...ولكن قبل تصنيعها : كانت عدما .. كانت لا شيء .. كانت غير موجودة ...)

هل تري هذا التشبيه صحيح (إيجاد سيارة كايجاد شيء من عدم)
فقبل السيارة كانت توجد مادتها أمامي, فهي عدم في ذاتها و لكن ليست عدم في أصلها
أما الأشياء التي أوجدها الله من عدم فقد كانت عدم في ذاتها و عدم في أصلها حيث لا أصل لها (لاشيء)

فهل تعرف العلوم الشرعية امثلة لأشياء أوجدها الله من عدم محض لا أصل له في ذاته أو خارجه

1- بالنسبة لآدم عليه السلام : فقد ذكرت أن الله تعالى خلقه من شيئ سابق عليه وهو التراب والماء .. وذكرت أيضا خلق الله تعالى لكل دابة من ماء إلخ

2- بالنسبة للخلق من العدم المحض : فلم يأتي فيه نص باسم معين .. ولكن جاء في نصوص القرآن والسنة مخلوقات لم يُذكر لها قبل - أي لم يُذكر لها شيئا خُلقت منه - مثل الماء والعرش والقلم والكرسي والسماوات والأرض التان كانتا رتقا ففتقهما الله .. وهذه المخلوقات قد تكون خُلقت من عدم أو من شيء سابق لا نعرفه .. ولنا في ذلك ألا نستدل إلا بأحاديث صحيحة .. ولكن الخلق من عدم نفسه ثابت في حق الله تعالى من لوازم أوليته سبحانه وقيوميته إلخ .. لأنه لم يرد شرعا - ولا يُتعقل - أن يكون هناك قديم أزلي مع الله .. فلما كان ذلك كذلك : بطل ادعاء مَن خالف هذا المفهوم من المسلمين وغيرهم - أي قدرة الله تعالى وصفته في الخلق من العدم المحض بغير أشياء سابقة للشيء المخلوق - ..

3- بالنسبة لمثالي عن السيارة :
فقد نقلت أنت منه افتتاحيته فقط .. وهي التي أردت بها تنبيه الأذهان لمعنى (عدم وجود الشيء) ..
وتفريقه عمن يقول بأن عدم وجود الشيء : يقابله وجود الشيء في العدم ولكنه لم يظهر بعد إلخ إلخ - فجعل العدم وكأنه وعاء للموجودات يستخرج الله تعالى منه ما يريد ! -
ولذلك : فسأنقل إليك الفقرة بأكملها لتقف على حقيقة ما قلت :



2...
ما هو العدم ؟؟.. وما هما نوعا الخلق من العدم ؟؟..

العدم هو اللا شيء ....
فعندما توجد سيارة أمامك الآن أمام بيتك : فهي موجودة ...
ولكن قبل تصنيعها : كانت عدما .. كانت لا شيء .. كانت غير موجودة ...
أرجو أن نتنبه جيدا لهذا المعنى لأنه معنى فارق بإذن الله تعالى في بيان تلبيس الملاحدة كما سيأتي ..

وعليه :
فوجود السيارة من بعد عدمها : ليس له إلا طريقتين لا ثالث لهما ...
إما أنها جاءت من تركيب أشياء أخرى (وهي طريقة الخلق من أشياء موجودة وتسبقها في الوجود) ..
وإما أنها جاءت من العدم المحض ..
أي من غير تركيب لها من أشياء سبقتها في الوجود ...
فقط :
كانت غير موجودة .. ثم صارت موجودة ...


ونواصل :


5. قلت في بحثكم (فهو الذي خلق الماء .. وهو الذي خلق العرش .. وهو الذي خلق القلم .. وهو الذي خلق الجنة وخلق النار إلخ)

هل هناك أدلة تجعلنا نجزم أن هذه المخلوقات جاءت من عدم أو من خلق سابق

ليس غير ما ذكرته لك منذ قليل والله تعالى أعلى وأعلم ..


6. قلت في بحثكم (وأما خلق العرش أو القلم إلخ : فهي أول مخلوقاته عز وجل الخاصة بعالمنا نحن المخاطبين بقرآنه ووحي نبيه - وعلى خلاف مقبول في التأويل .. وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة الوسط والفطري بين الفرق الضالة الأخرى للأسف ...)

ما أروع هذا الكلام و هذا ما أدين به لله, أن الله ما أعلمنا عن ملكه شيء الا ما كان خاصا بعالمنا و لم يعلمنا كل شيء بل أعلمنا بعض الشي و غيب عنا أشياء, أما ما خص العوالم الأخري فلا نعلم عنها الا أنها موجودة و لكن لا نعلم لها أي صفة

هو مستفاد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ..


أسأل الله لكم القبول و السداد و جزاكم الله خيرا ان تفضلت بالاجابة

اللهم آمين ....

وأما تعليق أخي الكريم ابن سلامة :


و أرجو النظر في هذه المسألة العقدية الكبرى للبسط فيها أكثر .. جزاكم الله خيرا.

أقول :
عن نفسي وضعت حدا للموضوع بعيدا عن التعقيد والتفاصيل التي لا يهتم بها المسلم العادي كثيرا بل قد يستثقلها وقد تصرفه عن القراءة ..

أما من أراد التوسع فسيجد في رسائل شيخ الإسلام الكثير من ذلك بإذن الله تعالى ..
ومن الكتب الحديثة التي تناولت بعض هذه المسائل بصورة أعمق كتاب الفيزياء ووجود الخالق ..
فقد اعتنى حتى بانتقاء آراء شيخ الإسلام في تلكم المسائل المحددة وأبرزها وتناول تأكيدها ..
وقد قرأت جزءا لا بأس به من الكتاب ولكني لم أكمله للأسف للانشغال الكبير ..

والله الموفق ..

إلى حب الله
11-07-2013, 12:26 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب ابن سلامة على الإضافة الأخيرة في مشاركتك - ولعلك أضفتها وأنا أكتب مشاركتي - ..
وكلام شيخ الإسلام في هذه الجزئية هو من الأهمية بمكان ...
ولذلك فقد أفردته بموضوع منفصل منذ أسبوع تقريبا في قسم العقيدة تناول أكثر من مسألة بالفعل :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54701-%DF%C7%E4-%C7%E1%E1%E5-%E6%E1%E3-%ED%DF%E4-%D4%ED%C1-%DE%C8%E1%E5

بارك الله فيك ...
مع التنويه لأهمية ما نقلته أنت في الفصل بين جملتي : " كان الله ولم يكن شيء غيره " و " وكان عرشه على الماء " :


وقال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه [قال الطيبي: هو فصل مستقل لأن القديم من لم يسبقه شىء، ولم يعارضه في الأولية، لكن أشار بقوله "وكان عرشه على الماء" إلى أن الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السموات والأرض ولم يكن تحت العرش إذ ذاك إلا الماء]

محمود عبدالله نجا
11-07-2013, 09:37 PM
أهلا بك أخي الدكتور محمود بارك الله فيك ..وأشكر لك كلامك وإن كنت أنا دونه بكثير ولا يغررك ما أتصدر له أحيانا من بعض المواضيع التي تدفعني الحاجة لها فما كنت لأكتب ما كتبت إلا لاستشعاري الفترة السابقة وقوع بعض الإخوة الأفاضل في بعض المزالق الإلحادية ومن علم الكلام بغير زاد ..فقررت كتابة ما كتبته وأجري على الله إن أصبت .. وأرجو منه العفو والمغفرة إن زللت ..وأدعوه عز وجل أن لا يترك لي خطأً إلا وصححه وأرسل لي مَن يُصححه ..والله المستعان ..

أهلا و سهلا بكم أخي الحبيب و جزاكم الله خيرا علي الاجابة و التوضيح, أسال الله أن يبارك فيكم و في جهدكم, و أن يزيدكم تواضعا, و أن يرزقم الله الصبر علي ما ستشهده مني من غريب الكلام الذي اسأل الله فيه التوفيق و السداد و الاخلاص و القبول.


بالنسبة لاسم (الواجد) : فلم يرد في القرآن الكريم أي اشتقاق له في جانب الله تعالى .. فنحن نقرأ في القرآن أن الله تعالى (خلق) أو (جعل) .. ولكننا لم نقرأ (أوجد) .. وبالنسبة لأحاديث أسماء الله تعالى الحسنى الـ 99 اسم .. فالذي جاء في الصحيحين البخاري ومسلم فقط : " إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة " .. وأما الروايات في كتب الحديث الأخرى والتي فصلت في ذكر التسعة وتسعين اسم فليس بينها اتفاق وليس من بينها حديث صحيح صريح ..

نعم أعلم ذلك, و فقط أردت لفت الانتباه الي قول ابن القيم في نهاية الفتوي التي نقلتها من موقع الاسلام اليوم و التي يقول فيها ابن القيم ( فأما الواجد فلم تجيء تسميته به إلا في حديث تعداد الأسماء الحسنى، والصحيح أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم . ومعناه صحيح؛ فإنه ذو الوجد والغنى)

و ما شاء الله قد احسنتم الاجابة فقلتم


لله تعالى أسماء كثيرة : منها ما لا نعلمه .. ومنها ما اختص به بعض خلقه دون بعض - بل هناك محامد لله تعالى يفتح الله بها على نبيه يوم القيامة لم يحمده عليها أحد من قبل كما جاء في الحديث الصحيح .. واقرأ معي يا رعاك الله دعاء تفريج الحزن والهم الصحيح : " اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري ، وجلاء حزني وذهاب همي " إذن .. لله تعالى أسماء - وترادفها صفات - لا نعلم عنها شيئا .. فلا مانع شرعي ولا عقلي من أن يتعلق بذلك أسماء وصفات للخلق من العدم المحض أو غيره والله تعالى أعلى وأعلم ..

و هذا ما أدين به لله تبارك و تعالي أن له اسما خاصا بالايجاد من عدم هذا الاسم يعطي تصورا عن ماهية العدم و عن كيفية الايجاد من عدم, و لكن الله لم يذكر ذلك لنا رحمة بعقولنا الضعيفة التي لا تتحمل فهم كل شيء فحتي الآن لا نفهم كيف تحول الطين الي انسان و لا كيف تحول الرتق الي سبع سماوات و أراضين, فكيف لنا أن نفهم كيف أوجد الله شيئا من العدم.

فاذا كان لا مانع من وصف الله بالواجد لتضمنه معاني صحيحة (مع أن الاسم لا يثبت), و لا مانع أن يكون لله اسم بل أسماء تخص الايجاد من عدم, فما الذي يجبرنا علي القول بأن من معاني اسم الله الخالق الايجاد من عدم مع أن لغة العرب لا تجيز ذلك, فكل استخدامات العرب لكلمة الخلق تدل علي الاشتقاق من الموجود , مع علمي أن المعاجم اللغوية تكتب ان من معاني الاسم الايجاد من عدم, و لكن لم أجد معجم واحد بين مثالا استخدم فيه العرب هذا الاسم للدلالة علي الايجاد من عدم.
أيضا في القرآن و السنة لا نجد مثالا واحدا لشيء أوجده الله من العدم باسمه الخالق, و انما جميع الأمثلة المذكورة في القرآن و السنة هي لأشياء أوجدها الله من موجود سابق, فالانسان من طين و السماوات و الأرضين من الرتق, و الرتق من الماء, و نقف عند العرش و الماء فلا نعرف صفة ايجادهما أمن عدم هما أم من مادة سابقة , و العلم عند الله.
و قد أحسنت أنت بيان ذلك بقولك

بالنسبة للخلق من العدم المحض : فلم يأتي فيه نص باسم معين .. ولكن جاء في نصوص القرآن والسنة مخلوقات لم يُذكر لها قبل - أي لم يُذكر لها شيئا خُلقت منه - مثل الماء والعرش والقلم والكرسي والسماوات والأرض التان كانتا رتقا ففتقهما الله .. وهذه المخلوقات قد تكون خُلقت من عدم أو من شيء سابق لا نعرفه

و لهذا سألتك
هل تري هذا التشبيه صحيح (إيجاد سيارة كايجاد شيء من عدم)


و أعلم أنني نقلت جزء يسير من تعريفك للعدم و ذلك لألفت الانتباه الي أنكم جعلتم العدم علي معنيين لا معني واحد, الأول عدم مسبوق بوجود (عدم في ذاته لا في أصله), و الثاني العدم المحض (عدم في ذاته و عدم في أصله)
مع أنك بدأت التعريف بقولك (العدم هو اللا شيء ....)

فكان ينبغي من وجهة نظري القاصرة الاقتصار علي النوع الثاني (العدم المحض) لتفسير العدم دون اللجوء الي مثال السيارة المسبوقة بوجود مادتها, و أنا أتفهم لماذا جعلت العدم علي معنيين, و ذلك لأنك استخدمت لفظة الخلق لوصف نوعي الايجاد, الايجاد من موجود و الايجاد من عدم.
و هذا هو مربط الفرس في فهم اشكال الايجاد من عدم و لماذا يصعب علي الناس و خصوصا الملاحدة فهم الايجاد من عدم, و ذلك لأن لفظة الخلق كما سبق و أخبرت لا تعني لغويا و تطبيقيا من أمثلة القرآن و السنة الا الايجاد من موجود سابق.

و حل هذا الاشكال من وجهة نظري القاصرة يكمن في اجابتك عن أسماء الله الخاصة بالايجاد و التي لا نعلمها, فأري و العلم عند الله أن نقصر استخدام اسم الله الخالق للدلالة علي الايجاد من موجود, و أن نقول أن لله اسماء لا نعلمها ربما فيها الاسم الذي يخص الايجاد من العدم, و اذا كنا كما قلت نجد اسم الواجد أعم من الخالق بما يجعله يشمل نوعي الايجاد (من موجود و من عدم), فكيف بالأسماء التي لا نعلمها.

و كوني أريد تخصيص الاسم لفهم معين فهذا ليس بدعا مني و خصوصا في باب ايجاد الموجودات, فمثلا هناك أسماء خاصة بايجاد السموات تختلف عن أسماء ايجاد الانسان
فالله حكي عن ايجاد السموات باسمائه (بديع – فاطر – خالق)
بينما حكي عن خلق الأحياء و منها الانسان بأسمائه (فاطر – خالق – باريء – مصور)

فنلاحظ أنه لا يجوز قول بديع الانسان لأنها لا تصف الا الجمادات, كما لا يجوز قول باريء السماوات لأنها لا تصح الا في الأنفس

اذا هناك تخصيص واضح في اسماء الايجاد, و هذا ما جعلني أجزم بأن لله اسماء خاصة بالايجاد من عدم غير اسم الله الخالق الذي يخص الايجاد من مادة سابقة كايجاد ’آدم و كايجاد السموات و الأرضين, و كايجاد الرتق و القلم و الجن و الشياطين و الملائكة, و أتوقف في العرش و الماء فلا دليل عندي في كيفية ايجادهما.

و عند البحث في القرآن عن آية تصف ايجاد العرش أو الماء لا نجد, بل لا نجد نص يقول أن الله خلقهما كما وجدنا كلمة الخلق مرتبطة بالقلم (أول ما خلق الله القلم), و أرجو ألا يفهم أحد أني أقول بأن العرش أزلي غير مخلوق, فأعلم أن كل ما سوي الله حادث بعدأن لم يكن موجود و أنه لا أزلي الا الله.
و لكن الذي أريد قوله بغير مخلوق أي أنه غير مشتق من مادة سابقة أي ربما اوجده الله من العدم أو بطريقة أخري لا نعلمها, لذا لم يقل أنه خلق العرش بل قال (رب العرش), فكل موجود مربوب, و لكن ليس كل موجود بمخلوق (اذا اعتبرنا أن الخلق لا تعني الا الايجاد من موجود سابق).

أعلم أن البعض سيحتج علي بقوله تعالي (الله خالق كل شيء), و لكن اذا علمنا أن كل شيء في لغة العرب لا تعني بالفعل تحديد مجال كلي لا استثناء فيه, و الا لاعتبرنا أن الله و هو شيء مخلوق و القرآن مخلوق, و لاعتبرنا علم الله مخلوق و كلام الله مخلوق, و لاعتبرنا أن الريح التي دمرت عاد قد دمرت مساكنهم مع أن الله قال (تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يري الا مساكنهم), فكبف هي دمرت كل شيء ثم تركت المساكن, اذا فهي لم تدمر الا كل ما هو قابل للتدمير بقوة الريح. و كذلك الله خالق كل شيء مما يجوز خلقه من شيء آخر اذا فهمنا معني الخلق علي أنه اشتقاق من موجود لا ايجاد من عدم.

هذا الفهم ان صح مني فسيجعلنا نحل عدة اشكالات:

1. تبارك الله أحسن الخالقين
فنفهم كيف أن هناك خالقين غير الله
و ذلك باعتبار أن الخلق ايجاد من موجود, فالله يفعل ذلك و عباده قد يفعلون كما في خلق عيسي للطير أو خلق الافك أو خلق كل مصنوعات البشر, و لكن لا قدرة للبشر علي الايجاد من عدم

2. سكوت الله و رسوله عن وصف ايجاد العرش و اكتفاء الله بقول (رب العرش), فلو كان الخلق بمعني ايجاد من موجود و العرش مثلا من عدم فلا يصح وصف العرش يالخلق و العلم عند الله

3. فهم حديث عمران ابن حصين عن بدأ الخلق, أنه بدأ لخلق عالمنا فقط دون سائر العوالم التي سبقت عالمنا أو تزامنت مع عالمنا أو نشأت بعد عالمنا
فالخلق كلمة تخص ايجاد عالمنا من موجود سابق و هو الماء تحت العرش, فخلق الله منه الرتق و ما تبعه من مخلوقات, أما العرش و الماء فلا يجوز فيهما كلمة الخلق بمعني ايجاد من سابق لأنه لا علم لنا بذلك فقد يكونا من عدم و العدم كما قلت الايجاد منه له اسماء خاصة

4. فهم التحدي بخلق الذباب, علي أنه ليس تحدي بالخلق من عدم و لكن بتقليد فعل الله بالايجاد من موجود, فكما أوجد الله آدم من طين, و أوجد كل الأحياء من البري و هو الطين فالله يتحدي خلقه بايجاد موجود من الطين, و محال أن يتحداهم بالايجاد من عدم و هم لا يفهمون معني العدم و لا خصائصه, و في هذا تعجيز اكبر لهم كما هو في التحدي بالاتيان بمثل القرآن أو بسورة من سوره, فالعرب تعلم لغة القرآن جيدا و مع ذلك عجزوا عن الاتيان بمثله, و العلماء اليوم يعلمون تركيب الطين و تركيب الحياة من بروتين و حمض نووي و مع ذلك عجزوا عن ايجاد حياة كالذباب, فالله يتحدي عباده بالأقل و ليس بالأعلي امعانا في اثبات عجزهم و اثبات قدرته, فمن يفشل فيما يعلم (الأقل) فكيف به لو تحداه الله بما لا يعلم (الأعلي), فالفشل في الأقل يعني من باب أولي الفشل في الأعلي, و لذا تحدي الله عباده بخلق الذباب و ليس بخلق الانسان امعانا في اثبات ضعفه, فاذا كنت يا ابن ىدم تفشل في خلق ما تراه أنت حقيرا فكيف بك لو تحداك الله بخلق ما هو أكثر تعقيدا.

5. فهم لماذا قال الله رب العالمين و لم يقل خالق العالمين
و ذلك لأن منها عوالم من موجود سابق و حتما منها عوالم من عدم, فلا يجمعها صفة مشتركة الا أنها مربوبة لله (فكل موجود مربوب و ليس كل موجود مخلوق)

6. فهم لماذا سكت الله عن وصف كيفية ايجاد الروح و عدم وصفها بأنها مخلوقة, فنحن لا نعلم أمن عدم هي أم من خلق سابق

7. فهم كيفية ايجاد الرتق و أنه غير مسبوق بالعدم, بل سبقه العرش و الماء و أن أصله الماء (خلق كل شيء من ماء)

8. فهم لماذا الجنة و النار لا تشابه بينهما و بين ما في عالمنا بالرغم من أنهما مخلوقتين (أي لهما مادة سابقة علي اعتبار التأصيل السابق)
فاذا كان الرتق مخلوق من مادة سابقة
و الجنة و النار مخلوقتان من مادة غير مادة الرتق
فحتما تختلف الذرات
و يصدق حديث النبي صلي الله عليه و سلم (فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر), و هذا لا يتأتي الا اذا كانت مادتها ليست من جنس مادة عالمنا
و ربما دل هذا علي أن الله أوجد من الماء مادة عظيمة بها تنوع هائل في الذرات لا يعلمه الا الله ثم اشتق منها جزء لعالمنا و جزء للجنة و النار , هذا و العلم عند الله, أعوذ بالله من الافتراء عليه

و هذه النقطة تحتاج الي مزيد تفصيل و أدلة و أري عدم فعل ذلك حتي نتفق أو نختلف أولا حول ما سبق.

أورسالم
11-07-2013, 09:55 PM
سأسأل سؤالين وربما سبقني بهما الإخوة.

- ما هو الدليل المباشر والصريح من القرآن أوّ السنة على الخلق من العدم المحض؟
- ما الإشكال الشرعي في قول أنّ الله خلق العالم من مادة نفسه ؟ وبماذا يتعارض؟

محمود عبدالله نجا
11-07-2013, 10:10 PM
سأسأل سؤالين وربما سبقني بهما الإخوة.

- ما هو الدليل المباشر والصريح من القرآن أوّ السنة على الخلق من العدم المحض؟
- ما الإشكال الشرعي في قول أنّ الله خلق العالم من مادة نفسه ؟ وبماذا يتعارض؟

الله هو الأول فليس قبله شيء, و في هذا دليل صريخ علي الايجاد من عدم اذا لم يكن قبله شيء و طالما الأول فلابد أن هناك لحظة لم يكن معه شيء هذه اللحظة خارج التصور, ثم أوجد الله أول ما أوجد من لاشيء

أما أن يكون أوجد من نفسه, فتعالي الله عن ذلك علوا كبيرا فهو الظاهر, فهو بائن من خلقه ليس كمثله شيء, فلو خلق من نفسه لتشابه مع خلقه في المادة و صار له مثيل
هذا و الله تعالي أعلي و اعلم

أورسالم
11-07-2013, 10:33 PM
لا أراهُ نصًا صريحًا للتدليل على الخلق من العدم المحض. أراهُ نصًا صريحًا على أزليّة الوجود الإلهي وكفى.

أيضًا في ذات الحديث:
(اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر)

في قولِه ( أنتَ الباطن فليس دونك شيء) ألا يقتضي أنّ وجود العالم مرهون بوجود الذات الإلهية؟ مما يشير إلى صلة مباشرة بينهما؟

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-07-2013, 11:00 PM
من بعد إذن السادة الفضلاء
أليس اسم الله الخالق متضمنا للايجاد من عدم على غير مثال سابق ...

محمود عبدالله نجا
11-07-2013, 11:49 PM
من بعد إذن السادة الفضلاء
أليس اسم الله الخالق متضمنا للايجاد من عدم على غير مثال سابق ...

هذا هو محل النقاش في المداخلة رقم 5 فأرجو اعادة قراءتها
فالخلق بالفعل ايجاد علي غير مثال سابق كخلق آدم و كذا الخلق علي مثال سابق كخلق بنيه
أما جعل الخلق ايجاد من عدم فهو ما نبحثه و نبحث أدلته و لم يتبين لي في مداخلة رقم 5 الا أنه ايجاد من موجود و ليس ايجاد من عدم و أن هناك اسماء اخري لله تخص الايجاد من عدم و لا نعلم عنها شيء, و العلم عند الله وحده

محمود عبدالله نجا
11-07-2013, 11:53 PM
لا أراهُ نصًا صريحًا للتدليل على الخلق من العدم المحض. أراهُ نصًا صريحًا على أزليّة الوجود الإلهي وكفى.

أيضًا في ذات الحديث:
(اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر)

في قولِه ( أنتَ الباطن فليس دونك شيء) ألا يقتضي أنّ وجود العالم مرهون بوجود الذات الإلهية؟ مما يشير إلى صلة مباشرة بينهما؟

اذا لم يكن الله قد أوجد من نفسه شيء فمن اي شيء كان الايجاد غير العدم المصاحب لأولية الله

إلى حب الله
11-08-2013, 12:05 AM
لي عودة غدا إن شاء الله تعالى ...

أورسالم
11-08-2013, 12:07 AM
اذا لم يكن الله قد أوجد من نفسه شيء فمن اي شيء كان الايجاد غير العدم المصاحب لأولية الله

أراها مسألة غامضة لم يتناولها القرآن ولا السنة ولا يحقّ لنا الاستنباط للإجابة على هذا السؤال باعتباري له أنّه خوض في ذات الله.
فهل خلَق الله بذور الخلق من العدم المحض؟ أم لا؟
أرى الإجابة الأمثل بالنسبة لي هي (الله أعلم).


وهذا بجهلي إن كان هنالك إجماع يحسم المسألة أو لا. فأقصى ما أعرفه قول ابن تيمية شارحًا الخلق من العدم بما من شيءٍ مخلوق إلّا ويسبقُه عدم نفسه.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-08-2013, 12:08 AM
ما معنى قولك ايجاد من موجود ...
يقول أهل العلم العدم لا شئ واعمال الفكر في معرفة كنهه يوقع في دائرة مغلقة يستحيل الخروج منها
ايجاد من موجود كقولك ايجاد من معدوم ؟
ما معنى ايجاد من موجود ؟؟

Aymane Sn
11-08-2013, 12:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في رأيي المتواضع لا يصح فصل الخلق عن الإيجاد ، فلو افترضنا أن شيئا ما -كالماء مثلا- لم يأت من العدم فقد أثبتنا أزليته ، وهذا خطأ واضح. ونفس الشيء بالنسبة للعرش ، ألا ترى قول الله جل جلاله "الرحمن على العرش استوى" - ولا نخوض هنا طبعا في كيفية الاستواء فذلك فوق عقولنا - فالعرش خارج عن ذات الله تعالى حسب الآية ولا ريب إذن في أنه مخلوق.
وصفة الخلق تشمل الإيجاد من الموجود و العدم معا ، فالرتق أصله ماء ، والماء قد يكون له أصل وقد لا يكون له ، وبتسلسل الأسباب نصل إلى العدم الذي يخرجه إلى الوجود إلا الله تعالى. وبهذا يتبين أن صفة الخلق يصح إطلاقها على كل ما سوى صفات الله عز وجل ، وبالنسبة إلى الروح فقد جاء في الآية "قل الروح من أمر ربي" ، ولفظ "أمر" مرتبط بالخلق كقوله جل وعلا : "ألا له الخلق والأمر". ومن ذلك يتضح أن كل ما سوى الله تعالى له صفة المخلوق.
من جهة أخرى لا يمكن أن يوجد منطقا غير شيئين : خالق و مخلوق ، فوحدانية الخالق جل وجلاله معلومة منطقا وعقلا وفطرة ، وبذلك يتبين أن باقي الأشياء كلها تنتمي إلى زمرة المخلوقات - حتى الماء والعرش-.

محمود عبدالله نجا
11-08-2013, 10:53 PM
أراها مسألة غامضة لم يتناولها القرآن ولا السنة ولا يحقّ لنا الاستنباط للإجابة على هذا السؤال باعتباري له أنّه خوض في ذات الله.
صدقت في ذلك, فالايجاد من عدم من الغيبيات التي لم نراها في القرآن و السنة, و نحن في هذا الشريط لا نحاول الوصول الي كيفيته, و لكن نتناقش فقط حول معني اسم الله الخالق هل يتضمن معناه الايجاد من عدم أم أنه اختص فقط الايجاد من موجود سابق كايجاد آدم من طين, و يكون الايجاد من عدم له أسماء أخري لم يعلمنا الله اياها, أرجو مراجعة المداخلة رقم 5, و هذا ليس كلام نهائي و نحن في انتظار مداخلة الحبيب ابو حب الله لعل الله ينفع بها.


فهل خلَق الله بذور الخلق من العدم المحض؟ أم لا؟ أرى الإجابة الأمثل بالنسبة لي هي (الله أعلم).

نعم الله أعلم, و لكن أولية الله تجعل هناك ايجاد من عدم , السؤال الذي لا يمكن الوصول الي اجابته ما هي الأشياء التي أوجدها الله من عدم؟
فحدود علمنا بموجودات الله تقف عند العرش و الماء و الله لم يخبرنا هل أوجدهما من عدم أم لا


وهذا بجهلي إن كان هنالك إجماع يحسم المسألة أو لا. فأقصى ما أعرفه قول ابن تيمية شارحًا الخلق من العدم بما من شيءٍ مخلوق إلّا ويسبقُه عدم نفسه.

نعم كل مخلوق مسبوق بعدم ذاته, و لكن ليس كل مخلوق مسبوق بعدم مادته كآدم و السموات و الأرضين , و ما الخلاف الا في المسميات فقط
مع العلم بأنه ليس في طرق الايجاد عند الله سهل و صعب, أوجد من عدم كما أوجد من موجود سابق كله عند الله مقدور عليه
و ما أجمل قول ابن تيمية اذا كان الايجاد من عدم عجب فالايجاد من الموجود ليس باقل عجبا منه اذ العدم لا حال له, أما الخلق من مخلوق ففيه تغيير من حال الي حال, كما في تحول الطين الي انسان

محمود عبدالله نجا
11-08-2013, 10:57 PM
ما معنى قولك ايجاد من موجود ...
يقول أهل العلم العدم لا شئ واعمال الفكر في معرفة كنهه يوقع في دائرة مغلقة يستحيل الخروج منها
ايجاد من موجود كقولك ايجاد من معدوم ؟
ما معنى ايجاد من موجود ؟؟

الايجاد من موجود كايجاد آدم من طين و السموات من الرتق
و لذا فالايجاد من موجود ليس كالايجاد من عدم, و لا نعلم شيء اخبرنا الله به أنه أوجده من عدم مع الاقرار التام بحدوث ذلك و بقدرة الله عليه , فكيف يكون الأول و لا نقر له بالايجاد من عدم
و أنا لا أحاول اعمال العقل في الايجاد من عدم و لكن مجرد تفقه في اسم الله الخالق (راجع المداخلة رقم 5)

محمود عبدالله نجا
11-08-2013, 11:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و عليكم السلام و رحمة الله


في رأيي المتواضع لا يصح فصل الخلق عن الإيجاد ، فلو افترضنا أن شيئا ما -كالماء مثلا- لم يأت من العدم فقد أثبتنا أزليته ، وهذا خطأ واضح. ونفس الشيء بالنسبة للعرش
بداية لا يجوز التعامل في المسألة بالرأي, و خصوصا اذا تعلقت بالغيبيات
و لا يمكن فصل الخلق عن الايجاد, فالخلق متضمن الايجاد
أما فرضيتك التي تثبت أزلية الشيء اذا لم يكن من عدم, فهو فرض باطل, فالله لم يخلق آدم من عدم و لكن من طين و مع ذلك فهو ليس بأزلي
و الأزلية لا تثبت الا في حق الله الأول, و كل محدث بعده ليس بأزلي سواء أوجده الله من العدم أو أوجده من خلق سابق


وصفة الخلق تشمل الإيجاد من الموجود و العدم معا ، فالرتق أصله ماء ، والماء قد يكون له أصل وقد لا يكون له ، وبتسلسل الأسباب نصل إلى العدم الذي يخرجه إلى الوجود إلا الله تعالى. وبهذا يتبين أن صفة الخلق يصح إطلاقها على كل ما سوى صفات الله عز وجل
الكلام باللون الأحمر هو محل البحث في هذا الشريط و لكي لا أكرر , رجاء أعد قراءة المداخلة رقم 5 بتأني شديد


من جهة أخرى لا يمكن أن يوجد منطقا غير شيئين : خالق و مخلوق ، فوحدانية الخالق جل وجلاله معلومة منطقا وعقلا وفطرة ، وبذلك يتبين أن باقي الأشياء كلها تنتمي إلى زمرة المخلوقات - حتى الماء والعرش-.

أوافقك 100 % ان استطعت أن تثبت أن اسم الله الخالق يشمل مسألة الايجاد من عدم بأمثلة واضحة من القرآن و السنة لموجودات أوجدها الله من العدم و استعمل لفظة الخلق في الايجاد
أرجو اعادة قراة مداخلة 5 ليتضح المقصود, بارك الله فيك

ابن سلامة القادري
11-08-2013, 11:12 PM
إخوتي الأفاضل إننا إذا أمعنا النظر في الحديث الذي أوردناه من صحيح البخاري نجده قد أجاب عن مسألة العدم المحض،

الحديث :

روى البخاري من حديث عمران بن حصين أنَّ أناسًا من أهل اليمن أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جئناك يا رسول الله لنتفقه في الدين فأنبئنا عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال [كان الله ولم يكن شىء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شىء ثم خلق السموات والأرض]
و رواه أيضا بلفظ : كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض.

الحديث أجاب من ثلاثة أوجه :

أحدهما : أن فيه إثبات القدم لله تعالى القديم بلا ابتداء بقوله كان و لم يكن شيء غيره .. أما العرش و الماء و لو أنهما أول المخلوقات فهما مبتدئان لا شك، إذ لا ينبغي القدم المطلق إلا لله تعالى.

الثاني : أن الحديث ذكَر أشياء أخرى على التوالى إخبارا بوجودها .. فاقتضى أنها كانت بعد أن لم تكن باعتبارها شيئا مذكورا و لم يرد ذكر غيرها في الحديث فتدخل في نطاق الأشياء. إذ لا يعقل التمييز في النعت بالشيئية بين العرش و الماء و السموات فكلها أشياء، إلا أن يكون الشيء هنا المراد به العاقل من النفوس و الأرواح و الكائنات الحية التي تتصرف بمقتضى غريزتها.

الثالث : أنه تكرر حرف العطف في الحديث ثلاث مرات و قد أفاد الترتيب و التقدم في الزمان قطعا في الثانية و الثالثة لشواهد حديثية أخرى فلم يمنع أن يفيد الترتيب و التقدم في الزمان في الأولى عند ذكر الماء و العرش ما يقتضي أنهما مسبوقان بعدم محض.

و هذا شرح الحديث من فتح الباري لابن حجر يؤكد ما ذهبنا إليه بفهمنا المتواضع – و نعوذ بالله أن نقول على الله ما لا نعلم فإنما نحاول فهما - :
قال ابن حجر : قوله كان الله ولم يكن شيء غيره في الرواية الآتية في التوحيد ولم يكن شيء قبله وفي رواية غير البخاري ولم يكن شيء معه والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه في صلاة الليل كما تقدم من حديث بن عباس أنت الأول فليس قبلك شيء لكن رواية الباب أصرح في العدم وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما لأن كل ذلك غير الله تعالى ويكون قوله وكان عرشه على الماء معناه أنه خلق الماء سابقا ثم خلق العرش على الماء وقد وقع في قصة نافع بن زيد الحميري بلفظ كان عرشه على الماء ثم خلق القلم فقال اكتب ما هو كائن ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن فصرح بترتيب المخلوقات بعد الماء والعرش قوله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض ولم يقع بلفظ ثم الا في ذكر خلق السماوات والأرض وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا أن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة مكان عرشه على الماء وهذا الحديث يؤيد رواية من روى ثم خلق السماوات والأرض باللفظ الدال على الترتيب تنبيه وقع في بعض الكتب في هذا الحديث كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث نبه على ذلك العلامة تقي الدين بن تيمية وهو مسلم في قوله وهو الآن إلى آخره وأما لفظ ولا شيء معه فرواية الباب بلفظ ولا شيء غيره بمعناها ووقع في ترجمة نافع بن زيد الحميري المذكور كان الله لا شيء غيره بغير واو قوله وكان عرشه على الماء قال الطيبي هو فصل مستقل لأن القديم من لم يسبقه شيء ولم يعارضه في الأولية لكن أشار بقوله وكان عرشه على الماء إلى أن الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السماوات والأرض ولم يكن تحت العرش إذ ذاك الا الماء ومحصل الحديث أن مطلق قوله وكان عرشه على الماء مقيد بقوله ولم يكن شيء غيره والمراد بكان في الأول الازلية وفي الثاني الحدوث بعد العدم.

هل أخبر الحديث صراحة عن أول الحوادث على الإطلاق و أنها حادثة من عدم محض ؟

لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رأي آخر في فقه هذا الحديث :

ناقش ابن تيمية رحمه الله المخالفين الذين يرون أن المقصود في حديث عمران رضي الله عنه هو الإخبار عن أول المخلوقات مطلقاً بأجوبة عديدة منها:

1 - أن قول أهل اليمن: (جئناك لنسألك عن أول هذا الأمر) إما أن يكون الأمر المشار إليه هذا العالم، أو جنس المخلوقات.
فإن كان المراد: خلق العالم المشاهد فيكون النبي صلّى الله عليه وسلّم قد أجابهم؛ لأنه أخبرهم عن أول خلق هذا العالم.
وإن كان المراد بالأمر جنس المخلوقات، فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يجبهم في الحديث؛ ذلك أنه لم يذكر أول الخلق مطلقاً. بل قال: (كان الله ولا شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض) فلم يذكر إلا خلق السماوات والأرض، وإذا كان قد أجابهم عن خلق السماوات والأرض ولم يجبهم عن أول الخلق مطلقاً علم أنهم سألوه عما أجابهم. والرسول صلّى الله عليه وسلّم منزه عن أن يجيبهم عما لم يسألوه، ويترك إجابة ما سألوه عنه.
2 - أن قولهم: (هذا الأمر) الإشارة إلى الحاضر المشهود، ولو سألوه عن أول الخلق مطلقاً لما أشاروا إليه بهذا، فإن ذاك لم يشهدوه، فلا يشيرون إليه بهذا، بل لم يعلموه أيضاً، فإن ذاك لا يعلم إلا بخبر الأنبياء، والرسول صلّى الله عليه وسلّم لم يخبرهم بذلك، فلو كان أخبرهم به لما سألوه عنه، فعلم أن سؤالهم كان عن أول هذا العالم المشهود.
3 - أن الثابت عن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (كان الله ولم يكن شيء قبله) - كما سبق بيانه - وإذا كان إنما قال هذا اللفظ: فلم يكن فيه تعرض لابتداء الحوادث، ولا لأول مخلوق.
4 - أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: «كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض» . فلم يذكر في الجمل الثلاث الأول ترتيباً، لكنه رتب الجملة الرابعة بـ(ثم) التي تفيد الترتيب والتراخي على ما قبلها من الجمل.
وعليه: فلا يفيد الحديث بيان أول المخلوقات مطلقاً، بل ولا فيه الإخبار بخلق العرش والماء، وإن كان ذلك كله مخلوقاً، لكن القصد هو إخبار أهل اليمن عن بدء خلق السماوات والأرض وما بينهما، وهي المخلوقات التي خلقت في ستة أيام، لا ابتداء ما خلقه الله قبل ذلك.
5 - أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم حين أخبر عن العرش والماء والكتابة: أخبر عن كونها ووجودها، ولم يتعرض لابتداء خلقها، ولما ذكر السماوات والأرض أخبر بما يدل على خلقها، وسواء أكان قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (وخلق السماوات والأرض) أم (ثم خلق السماوات والأرض) فعلى التقديرين يكون قد أخبر بخلقهما، فلم يكن المقصود الإخبار بخلق العرش ولا الماء، فضلاً عن أن يقصد أن خلق ذلك كان مقارناً لخلق السماوات والأرض.
6 - أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لو كان قال: (ولم يكن شيء معه) فليس فيه ما يدل على ذكر أول المخلوقات وترتيبها، بل المقصود: أنه لا شيء معه من هذا الأمر المسؤول عنه، وهم سألوه عن أول الأمر، وسياق الحديث يدل على أنه أخبرهم بأول هذا العالم الذي خلق في ستة أيام، ولم يخبرهم بما قبل ذلك.
7 - أن كثيراً من الناس يجعلون هذا الحديث عمدتهم من جهة السمع في أن الحوادث لها ابتداء وأن جنس الحوادث مسبوق بالعدم، إذ لم يجدوا في الكتاب والسنة ما ينطق به، وجعلوا هذا معنى حدوث العالم الذي هو أول مسائل أصول الدين عندهم، فيبقى أصل الدين الذي هو دين الرسل عندهم، ليس عندهم ما يعلمون به أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قاله، ولا في العقل ما يدل عليه، بل العقل والسمع يدل على خلافه.
ومن كان أصل دينه الذي هو عنده دين الله ورسوله لا يعلم أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم جاء به كان من أضل الناس في دينه.
من كتاب " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " للدكتور عبدالله الغصن

و هكذا مع فقه شيخ الإسلام للحديث نجد أنفسنا قد عدنا إلى الإشكال الأول !

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-08-2013, 11:26 PM
محارات عقول لاسبيل للولوج إليها كما قبل جدار بلانك

abdullah khalaf
11-09-2013, 12:28 AM
مسألة ملكوت الله فوق طاقة العقل البشري , الشيئ المسلّم بهِ هو : أن الله هو الخالق الأزلي , فلا قبله شيئ , و هذا وحده يكفي .
أتعجب من العقل البشري , طبعاً أولكم أنا , فالإنسان يعجز عن حل معضلة الأيدز و السرطان و الكبد الوبائي , و يناقش بقضيّه لم يشهدها , قال تعالى : (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) .
المهم , الإنسان عاجز عن حل ألغاز جسده (كمعضلة الأمراض المستعصيّه) + حل ألغاز كوكبه + حل ألغاز مجموعته الشمسيّه + حل ألغاز المجموعات الشمسيّه في مجرته + حل ألغاز المجرات الأخرى و ما في كل واحده منها من مئات المليارات من المجموعات الشمسيّه , ثم بعد كل هذا يناقش موضوع ملكوت خالق كل هذا (الله العظيم) , ألا تلاحظون معي أن هذا ترف فكري .
الشيء المسلّم بهِ , هو أن الله هو وحده الأزلي , و ما سواه محدث , أما عن ماهيّة ملكوت الله قبل خلق الكون , فقبل النقاش فيها ؛ ننصح بحل معضلة الأيدز كمثال .

إلى حب الله
11-09-2013, 10:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
بارك الله في الإخوة الكرام .. وأعتذر عن التأخير بالأمس ...
وأضع هذه النقاط كتعليقات على مشاركاتكم والتي أرجو من الله تعالى أن يكون فيها نهاية الحديث في هذا الأمر ..

1...
كما أشار بعض الإخوة : أن لتفكير وتصور الإنسان حدوداً لا يتخطاها ..
وهو جنس ما فضلت البدء به في موضوعي المشار إليه .. ونوهت عليه أكثر من مرة في ثناياه ..
ولم يتزندق مَن تزندق أو ضل مَن ضل أو كفر مَن كفر أو أشرك مَن أشرك من الفلاسفة والمفكرين والعلماء :
إلا لخوضهم في ذات الله تعالى بما ليس لهم به علم .. فتكلفوا على الله تعالى ما لا دليل لهم عليه ..
ونعوذ بالله تعالى أن نلج مثلهم أو نضل كذلك ..
والله الهادي ..

2...
فإذا كان ذلك كذلك .. علمنا أن الأخ الحبيب دكتور محمود عبدالله نجا لا يجادل في أولية الله تعالى ولا أزليته كما قال ..
والحديث الذي انطلق منه الحوار " كان الله ولا شيء معه - غيره - قبله " واضح الدلالة على أزلية وأولية الله تعالى على كل ما سواه ..
فالوجود إما خالق وإما مخلوق .. ولو قلنا أن المخلوق خالق أو معه أزلي غيره أو قديم مثله إلخ : لكان كفراً والعياذ بالله ..
وقد أكد الدكتور محمود أكثر من مرة أنه يبحث في معنى اسم الله تعالى (الخالق) : وهل يتناول الإيجاد من عدم أم لا ؟؟..
وعلى هذا المبدأ يكون الجواب إن شاء الله ...
ثم أتبعه باستشكال الأخ أورسالم عن وحدة الوجود أو خلق الله تعالى للمخلوقات من ذاته ..

3...
قبل أن نتحدث عن اسم الله تعالى (الخالق) نقول :
لم يترك الوحي الكريم شيئا مما تستقيم به عقيدة المؤمنين بالله والمسلمين له : إلا وذكره وأشار إليه ..
فمَن أخذ بظاهرها وأسهلها وأوفقها للفطرة بغير تكلف ولا تقول ولا مزايدات لا محل لها : فقد وصل بإذن الله ..
فلم يكن الله تعالى ليترك عباده ليضلوا فيه بغير كلمة واضحة محاجة تجمعهم إذا عادوا إليها وتبين لهم ..

4...
وعليه :
فلا يُعقل أن يترك الله تعالى مسألة الخلق من عدم محض بغير تبيان .. وكذا الخلق من نفسه أو من عدم ..

5...
فإذا نظرنا لأسماء الله تعالى الحسنى وصفاته : نجده عز وجل قد جمع في الاسم الواحد أكثر من معنى ..
ويتبين ذلك من تفاسير هذه الأسماء - سواء المذكورة في القرآن أو في السنة - ..
والمعاني إما على الترادف أو التنوع - الترادف يعني يجمعها معنى واحد والتنوع يجمعها معاني متنوعة -
مثل أسماء الله الخالق والسلام والجبار إلخ ..

6...
فإذا نظرنا لاسم الخالق عز وجل : وجدناه يحمل (العديد من المعاني) مثل :
التقدير .. الإنشاء .. الجعل .. الخلق على غير مثال سبق .. الباريء .. المصور .. الموجد من العدم .. إلخ
وهكذا نجد الله تعالى قد جمع في اسمه (الخالق) ما يحتاجه المسلم من معاني يعرف بها ربه عز وجل في هذا الباب ..
وأما التفصيل - وهو اختصاص أسماء أخرى بتفاصيل محددة من الخلق مثل الباريء والمصور - :
فتكفل الله تعالى بذكره في أسماء نستطيع تلمسها في حياتنا - وكلها تعتمد على الخلق من شيء سابق أو بمعنى الجعل -
وذلك لأن هذا هو الذي في مقدور فهمنا كبشر ويوافق تصوراتنا - فالباريء والمصور ندركهما من التبصر في المخلوقات -
وأما ما لا يوافق تصوراتنا - أو لا ندركه من التبصر في المخلوقات - فتركه تحت الاسم العام (الخالق) ..
وذلك لأنه لم يشاهد أحدنا خلق شيء من عدم محض ..
< وهو ما يسمى العدم السابق لجنس المخلوقات .. في حين كل مخلوق مسبوق بعدم نفسه سواء خلق من شيء أو من العدم >

7...
وإذا نظرنا في أسماء المخلوقات التي نعرف - أي المذكورة في صريح الكتاب والسنة - :
نجد منها ما لا نعرف له قبل ولا شيء خلق منه بالفعل .. مثل الماء والعرش والقلم بالفعل ... وهنا أود لفت نظر الدكتور محمود لشيئين :
الأول : أن الثابت في القرآن هو أن كل دابة : هي التي خلقت من ماء .. وأن الله تعالى : قد خلق من الماء : كل شيء حي ..
ولم يقل أنه خلق من الماء ((كل شيء)) كما تفضلتم - وكان من الفلاسفة القدامى مَن يقول بذلك فجاء القرآن أكثر علمية وتخصصاً -
" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ " .. والجعل هنا هو أحد صفات الخلق كما قلنا وقال تعالى : " وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ " ..
وكما قلنا منذ قليل :
أنه ما لم يكن خالقا ً: فهو مخلوق .. يقول عز وجل :
" وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " ويقول :
" وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " .. وكذلك : " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ " ...
فكما تلاحظ أخي محمود بارك الله فيك :
أن الله تعالى قد استخدم هنا الكلمة الجامعة لكل تفاصيل وتنوع الخلق ألا وهي : " خلق " و " خالق " .....
فعلمنا منها أنها تشمل كل أنواع وصور الخلق بما تشمله من أسمائها - كالباريء والمصور - التي نعرفها : وما لا نعرفها ..
< وقد تقدم في حديث سيد الاستغفار -
" أسألك بكل اسم هو لك : سميت به نفسك : أو أنزلته في كتابك : أو علمته أحدا ًمن خلقط : أو استأثرت به في علم الغيب عندك " >
كما أن " كل شيء " لا تتخصص إلا بمخصص .. كسياق الكلام أو المنطق .. فإن لم يوجد ما يخصصها فلا نخصصها وتكون عامة ..
وبذلك ينحل الإشكال إن شاء الله ...

8...
وأما بالنسبة لقول الأخ اورسالم عن ما إذا كان هناك إجماع على نفي - بل وتكفير - القائلين بوحدة الوجود :
فنعم .. هناك إجماع على ذلك بين كل علماء الأمة .. وردوا به على ضلال الصوفية والباطنية وغيرهم ..
والصواب :
أن الله تعالى لم يكن ليعذب نفسه في النار ! - لأنه وفق كلامك فإن الكفار يكونون كلهم من الله : جسدا وروحا ونفسا من ذاته !! -
وكذلك فإن الله تعالى إذا خلق المخلوقات من نفسه : فتسقط عنك بذلك حجة التكليف والإرادة لأنك كلك من الله - والعياذ بالله !! - ..
فإذا قلت أن الله تعالى خلق الكل من نفسه ((ما عدا)) بعض الأشياء من العدم وهي الخاصة باختيار المخلوقات كالجن والإنس :
لقلت لك أنك عدت بذلك فناقدت نفسك ! وما كان خلقه الله من العد فلن يعجزه أن يخلق الكل من العدم !!!!..

والشاهد :
أنه حتى الأشياء التي نسبها الله تعالى لنفسه : فهي على سبيل التشريف والتعظيم وكما ذكرت في موضوعي هناك ومثلت بـ " جميعا منه "...
فكذلك بيت الله .. عبد الله .. روح الله .. دين الله .. إلخ
وحتى الروح التي قال فيها عز وجل " قل الروح من أمر ربي " : فلم يقل أنها " من ربي " !!!.. وإنما " من أمر ربي " ..
فإذا فهمت تلك الفروقات :
لوجدت أنه لا يقع مسوغ شرعي ولا منطقي أن لا يذكر الله تعالى في قرآنه في أي موضع ما يفيد صراحةً إلى ان المخلوق هو من ذات الخالق وحاشاه !
بل ذلك هو باب مَن ولجوا في ضلالات الحلول والاتحاد وابن الله وروح الله الحالة في عيسى عليه السلام وغيره إلخ ..

هذا ما لدي في عجالة ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..

محمود عبدالله نجا
11-09-2013, 09:06 PM
مسألة ملكوت الله فوق طاقة العقل البشري , الشيئ المسلّم بهِ هو : أن الله هو الخالق الأزلي , فلا قبله شيئ , و هذا وحده يكفي .
أتعجب من العقل البشري , طبعاً أولكم أنا , فالإنسان يعجز عن حل معضلة الأيدز و السرطان و الكبد الوبائي , و يناقش بقضيّه لم يشهدها , قال تعالى : (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) .
المهم , الإنسان عاجز عن حل ألغاز جسده (كمعضلة الأمراض المستعصيّه) + حل ألغاز كوكبه + حل ألغاز مجموعته الشمسيّه + حل ألغاز المجموعات الشمسيّه في مجرته + حل ألغاز المجرات الأخرى و ما في كل واحده منها من مئات المليارات من المجموعات الشمسيّه , ثم بعد كل هذا يناقش موضوع ملكوت خالق كل هذا (الله العظيم) , ألا تلاحظون معي أن هذا ترف فكري .
الشيء المسلّم بهِ , هو أن الله هو وحده الأزلي , و ما سواه محدث , أما عن ماهيّة ملكوت الله قبل خلق الكون , فقبل النقاش فيها ؛ ننصح بحل معضلة الأيدز كمثال .

قضية مذكورة في القرآن و السنة و ناقشها سلفنا الصالح فلماذا تحجر علي عقول الخلف في نقاشها و فهمها
ثم أنا لا أسعي لفهم كيفية الايجاد من عدم لأنني لم افهم اصلا كيف تم الايجاد من موجود و لا طاقة للعقل في فهم ذلك, و ما أردت الا نقاش أخي أبوحب الله في تعلق اسم الله الخالق بمسالة الايجاد من عدم , و هل هناك احتمال أن يكون له أسماء لا نعلمها تتعلق بهذا النوع من الايجاد أم لا
أشكركم علي النصيحة

محمود عبدالله نجا
11-09-2013, 09:37 PM
بارك الله في الإخوة الكرام .. وأعتذر عن التأخير بالأمس ...
و بارك فيكم و في ما تتصدقون علينا به من علم
حقيقة استفدت كثيرا من النقاش معكم
و أتفق معك بنسبة كبيرة فيما قلتم و خصوصا مسألة اعتبار العرف عند الناس من استخدام اسم الله الخالق للدلالة علي الايجاد بنوعيه من عدم و من موجود, مع التأكيد لكل الاخوة الذين أساءوا الظن بي انني لا أجادل في أولية الله و أزليته و لا في أن كل موجود سوي الله محدث بعد أن لم يكن فلا ازلية الا لله, و ما أردت الا الاستفسار حول الايجاد من عدم بمعناه المحض أي أن الموجود كان عدما في ذاته و مسبوق بالعدم, هل يدخل في الخلق أم في اسم آخر لله لا نعلمه يختص بالايجاد من عدم.

و أنا مقتنع برد اخي أبوحب الله, و يبقي لي استفسار واحد

و هو هل يجوز لي القول بأنه بالفعل ربما لله اسم خاص بالايجاد من عدم أم لا, هل هناك ما يمنع ذلك؟ و خصوصا كما سبق و بينتم أن لله أسماء لا نعلمها, فلماذا نضيف كل ما لا نعلم الي ما نعلم, فنضيف كل ايجاد من عدم الي الخلق؟؟؟
أسأل فقط عن الجواز من عدمه, هل لو اعتقدت هذا الاعتقاد أخطأ في حق الله؟؟؟


وقد أكد الدكتور محمود أكثر من مرة أنه يبحث في معنى اسم الله تعالى (الخالق) : وهل يتناول الإيجاد من عدم أم لا ؟؟..

هذا صحيح بارك الله فيكم و في حسن ظنكم, أسأل الله أن يرزقني و الاخوة صبرا و فهما و حسن ظن كما هو لكم


لم يترك الوحي الكريم شيئا مما تستقيم به عقيدة المؤمنين بالله والمسلمين له : إلا وذكره وأشار إليه ..

صحيح, و كون الوحي لم يفصل في قضية الايجاد من غيب لأنها فوق التصور و لأنها لا تؤثر في العقيدة, فيكيفي أن نعلم أنه الأول بلا ابتداء و أنه الواجد لكل ما سواه, و ما زلت اصر أن الوحي لم يفصل في قضية الايجاد من عدم, و أن الايجاد من عدم قد يكون له أسماء لا نعلمها تناسب هذه الكيفية الغيبية, فهل أنا علي صواب


فلا يُعقل أن يترك الله تعالى مسألة الخلق من عدم محض بغير تبيان.........
فإذا نظرنا لاسم الخالق عز وجل : وجدناه يحمل (العديد من المعاني) مثل :
التقدير .. الإنشاء .. الجعل .. الخلق على غير مثال سبق .. الباريء .. المصور .. الموجد من العدم .. إلخ

صحيح, و ان كنا لا نعلم مثال واحد عدم في ذاته و سبقه العدم بدليل من قرآن أو سنة, و أنت لم تخالفني في ذلك


وإذا نظرنا في أسماء المخلوقات التي نعرف - أي المذكورة في صريح الكتاب والسنة - :
نجد منها ما لا نعرف له قبل ولا شيء خلق منه بالفعل .. مثل الماء والعرش والقلم بالفعل

و لكن هذا ليس بدليل علي أنها مسبوقة بعدم, و لا يوجد دليل صريح علي ذلك, فتظل تحتمل كلا نوعي الايجاد


وهنا أود لفت نظر الدكتور محمود لشيئين :
الأول : أن الثابت في القرآن هو أن كل دابة : هي التي خلقت من ماء .. وأن الله تعالى : قد خلق من الماء : كل شيء حي ..
ولم يقل أنه خلق من الماء ((كل شيء)) كما تفضلتم - وكان من الفلاسفة القدامى مَن يقول بذلك فجاء القرآن أكثر علمية وتخصصاً -

لم أستند في هذه المقولة الي القرآن و لكن لحديث يقول (خلق الله كل شيء من ماء)
و سأبحث عن سنده و نصه و أرفقه قريبا ان شاء الله


. يقول عز وجل :
" وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " ويقول :
" وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " .. وكذلك : " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ " ...
فكما تلاحظ أخي محمود بارك الله فيك :
أن الله تعالى قد استخدم هنا الكلمة الجامعة لكل تفاصيل وتنوع الخلق ألا وهي : " خلق " و " خالق " .....
فعلمنا منها أنها تشمل كل أنواع وصور الخلق بما تشمله من أسمائها - كالباريء والمصور - التي نعرفها : وما لا نعرفها ..
< وقد تقدم في حديث سيد الاستغفار -
" أسألك بكل اسم هو لك : سميت به نفسك : أو أنزلته في كتابك : أو علمته أحدا ًمن خلقط : أو استأثرت به في علم الغيب عندك " >
كما أن " كل شيء " لا تتخصص إلا بمخصص .. كسياق الكلام أو المنطق .. فإن لم يوجد ما يخصصها فلا نخصصها وتكون عامة ..
وبذلك ينحل الإشكال إن شاء الله ...

و لكن يبقي أن للآية استثناءات برغم قوله كل شيء فالقرآن ليس بمخلوق و لا يدخل في العموم و علم الله و ذات الله, و طالما أمكن استثناء أمثلة بعينها فالله وحده أعلم بما قد يستثني غير ذلك, و هذا لا يثبت أزلية أو أن هذا الشيء ليس مربوب لله, بل غاية ما أظنه أن الله أوجده بأسماء و صفات لا نعلمها تتناسب مع غيب لا نعلمه عن الايجاد من عدم, مع اتفاقي التالم علي الموافقة علي عرف الناس بتسمية الايجاد من عدم خلق لحل الاشكال و عدم اطالته و يبقي العلم عند الله وحده

ابو علي الفلسطيني
11-09-2013, 10:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحقيقة عند تأملي للموضوع تذكرت قوله تعالى {إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه أَن نقُول لَهُ كن فَيكون} النحل 40 ... ثم بحثت في كتب التفسير فوجدت لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كتاب " دقائق التفسير" كلاما نفيسا في هذا الباب انقله لكم ...
يقول رحمه الله تعالى:

الْحَمد لله رب الْعَالمين هَذِه الْمَسْأَلَة مَبْنِيَّة على أصلين
أَحدهمَا الْفرق بَين خطاب التكوين الَّذِي لَا يطْلب بِهِ سُبْحَانَهُ فعلا من الْمُخَاطب بل هُوَ الَّذِي يكون الْمُخَاطب بِهِ ويخلقه بِدُونِ فعل من الْمُخَاطب أَو قدرَة أَو إِرَادَة أَو وجود لَهُ وَبَين خطاب التَّكْلِيف الَّذِي يطْلب بِهِ من الْمَأْمُور فعلا أَو تركا يَفْعَله بقدرة وَإِرَادَة وَإِن كَانَ ذَلِك جَمِيعه بجول الله وقوته إِذْ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَهَذَا الْخطاب قد تنَازع فِيهِ النَّاس هَل يَصح أَن يُخَاطب بِهِ الْمَعْدُوم بِشَرْط وجوده أم لَا يَصح أَن يُخَاطب بِهِ إِلَّا بعد وجوده لَا نزاع بَينهم أَنه لَا يتَعَلَّق بِهِ حكم الْخطاب إِلَّا بعد وجوده وَكَذَلِكَ تنازعوا فِي الأول هَل هُوَ خطاب حَقِيقِيّ أَو هُوَ عبارَة عَن الاقتدار وَسُرْعَة التكوين بِالْقُدْرَةِ وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور عِنْد المنتسبين إِلَى السّنة
وَالْأَصْل الثَّانِي أَن الْمَعْدُوم فِي حَال عَدمه هَل هُوَ شَيْء أم لَا فَإِنَّهُ قد ذهب طوائف من متكلمة الْمُعْتَزلَة والشيعة إِلَى أَنه شَيْء فِي الْخَارِج وَذَات عين وَزَعَمُوا أَن الماهيات غير مجعولة وَلَا مخلوقة وَأَن وجودهَا زَائِد على حَقِيقَتهَا وَكَذَلِكَ ذهب إِلَى هَذَا طوائف من المتفلسفة والاتحادية وَغَيرهم من الْمَلَاحِدَة وَالَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِير النَّاس وَهُوَ قَول متكلمة أهل الْإِثْبَات والمنتسبين إِلَى السّنة وَالْجَمَاعَة أَنه فِي الْخَارِج عَن الذِّهْن قبل وجوده لَيْسَ بِشَيْء أصلا وَلَا ذَات وَلَا عين وَأَنه لَيْسَ فِي الْخَارِج شَيْئَانِ أَحدهمَا حَقِيقَة وَالْآخر وجوده الزَّائِد على خقيقته فَإِن الله ابدع الذوات الَّتِي هِيَ الماهيات فَكل مَا سواهُ سُبْحَانَهُ فَهُوَ مَخْلُوق ومجعول ومبدع ومبدو لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَكِن فِي هَؤُلَاءِ من يَقُول الْمَعْدُوم لَيْسَ بِشَيْء أصلا وَإِنَّمَا سمي شَيْئا بِاعْتِبَار ثُبُوته فِي الْعلم كَانَ مجَازًا وَمِنْهُم من يَقُول لَا ريب أَن لَهُ ثبوتا فِي الْعلم ووجودا فِيهِ فَهُوَ بِاعْتِبَار هَذَا الثُّبُوت والوجود هُوَ شَيْء وَذَات وَهَؤُلَاء لَا يفرقون بَين الْوُجُود والثبوت كَمَا فرق من قَالَ الْمَعْدُوم شَيْء وَلَا يفرقون فِي كَون الْمَعْدُوم لَيْسَ بِشَيْء من الْمُمكن والممتنع كَمَا فرق من قَالَ الْمَعْدُوم شَيْء وَلَا يفرقون فِي كَون الْمَعْدُوم لَيْسَ بِشَيْء بَين الْمُمكن والممتنع كَمَا فرق أُولَئِكَ إِذْ قد اتَّفقُوا على أَن الْمُمْتَنع لَيْسَ بِشَيْء وَإِنَّمَا النزاع فِي الْمُمكن وعمدة من جعله شَيْئا إِنَّمَا هُوَ لِأَنَّهُ ثَابت فِي الْعلم وَبِاعْتِبَار ذَلِك صَحَّ أَن يخص بِالْقَصْدِ والخلق وَالْخَيْر عَنهُ وَالْأَمر بِهِ وَالنَّهْي عَنهُ وَغير ذَلِك قَالُوا وَهَذِه التخصيصات تمْتَنع أَن تتَعَلَّق بِالْعدمِ والمحض فَإِن خص الْفرق بَين الْوُجُود الَّذِي هُوَ الثُّبُوت الْعَيْنِيّ وَبَين الْوُجُود الَّذِي هُوَ الثُّبُوت العلمي زَالَت الشُّبْهَة فِي هَذَا الْبَاب
وَقَوله تَعَالَى {إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه أَن نقُول لَهُ كن فَيكون} وَذَلِكَ الشَّيْء هُوَ مَعْلُوم قبل إبداعه وَقبل تَوْجِيه هَذَا الْخطاب إِلَيْهِ وَبِذَلِك كَانَ مُقَدرا مقضيا فَإِن سُبْحَانَ وَتَعَالَى يَقُول وَيكْتب من مَا يُعلمهُ مَا شَاءَ كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن عمر أَن الله قدر مقادير الْخَلَائق قبل أَن يخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض بِخَمْسِينَ ألف سنة وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن عمرَان بن حُصَيْن عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ كَانَ الله وَلم يكن شَيْء مَعَه وَكَانَ عَرْشه على المَاء وَكتب فِي الذّكر كل شَيْء ثمَّ خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَفِي سنَن أبي دَاوُد وَغَيره عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ أول مَا خلق الله الْقَلَم فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ فَقَالَ مَا أكتب قَالَ مَا هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَى أَمْثَال ذَلِك من النُّصُوص الَّتِي تبين أَن الْمَخْلُوق قبل أَن يخلق كَانَ مَعْلُوما مخبرا عَنهُ مَكْتُوبًا فِيهِ شَيْء بِاعْتِبَار وجوده العلمي الكلامي الْكِتَابِيّ وَإِن كَانَت حَقِيقَته الَّتِي هِيَ وجوده الْعَيْنِيّ لَيْسَ ثَابتا فِي الْخَارِج بل هُوَ عدم مَحْض وَنفي صرف وَهَذِه الْمَرَاتِب الْأَرْبَعَة الْمَشْهُورَة موجودات وَقد ذكرهَا الله سُبْحَانَهُ فِي أول سُورَة أنزلهَا على نبيه فِي قَوْله {اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق خلق الْإِنْسَان من علق اقْرَأ وَرَبك الأكرم الَّذِي علم بالقلم علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم} وَقد بسطنا الْكَلَام فِي ذَلِك فِي غير هَذَا الْموضع وَإِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ الْخطاب موجها إِلَى من تَوَجَّهت إِلَيْهِ الْإِرَادَة وتعلقت بِهِ الْقُدْرَة وَخلق وَكَون كَمَا قَالَ {إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه أَن نقُول لَهُ كن فَيكون} فَالَّذِي يُقَال لَهُ كن هُوَ الَّذِي يُرَاد وَهُوَ حِين يُرَاد قبل أَن يخلق لَهُ ثُبُوت وتميز فِي الْعلم وَالتَّقْدِير وَلَوْلَا ذَلِك لما تميز المُرَاد الْمَخْلُوق من غَيره وَبِهَذَا يحصل الْجَواب عَن التَّقْسِيم فَإِن قَول السَّائِل إِن كَانَ الْمُخَاطب مَوْجُودا فتحصيل الْحَاصِل محَال يُقَال لَهُ هَذَا إِذا كَانَ مَوْجُود فِي الْخَارِج وجوده الَّذِي هُوَ وجوده وَلَا ريب أَن الْمَعْدُوم لَيْسَ مَوْجُودا وَلَا هُوَ فِي نَفسه ثَابت وَأما مَا علم وَأُرِيد وَكَانَ شَيْئا فِي الْعلم والإرادة وَالتَّقْدِير فَلَيْسَ وجوده فِي الْخَارِج محالا بل جَمِيع الْمَخْلُوقَات لَا تُوجد إِلَّا بعد وجودهَا فِي الْعلم والإرادة وَهُوَ قَول السَّائِل إِن كَانَ مَعْدُوما فَكيف يتَصَوَّر خطاب الْمَعْدُوم وَيُقَال لَهُ أما إِذا قصد أَن يُخَاطب الْمَعْدُوم فِي الْخطاب بخطاب يفهمهُ ويمتثله فَهَذَا محَال إِلَّا من شَرط الْمُخَاطب أَن يتَمَكَّن من الْفَهم وَالْفِعْل والمعدوم لَا يتَصَوَّر أَن يفهم وَيفْعل فَيمْتَنع خطاب التَّكْلِيف لَهُ حَال عَدمه بِمَعْنى أَنه يطْلب مِنْهُ حِين عَدمه أَن يفهم وَيفْعل وَكَذَلِكَ أَيْضا يمْتَنع أَن يُخَاطب الْمَعْدُوم فِي الْخَارِج خطاب تكوين بِمَعْنى أَن يعْتَقد أَنه شَيْء ثَابت فِي الْخَارِج وَأَنه يُخَاطب بِأَن يكون وَأما الشَّيْء الْمَعْلُوم الْمَذْكُور الْمَكْتُوب إِذا كَانَ تَوْجِيه خطاب التكوين إِلَيْهِ مثل تَوْجِيه الْإِرَادَة إِلَيْهِ فَلَيْسَ ذَلِك محالا بل هُوَ أَمر مُمكن بل مثل ذَلِك يجده الْإِنْسَان فِي نَفسه فيقد أَمر افي نَفسه يُرِيد أَن يَفْعَله وَيُوجه إِرَادَته وَطَلَبه إِلَى ذَلِك المُرَاد الْمَطْلُوب الَّذِي قدره فِي نَفسه وَيكون حُصُول المُرَاد الْمَطْلُوب بِحَسب قدرته فَإِن كَانَ قَادِرًا على حُصُوله حصل مَعَ الْإِرَادَة والطلب الْجَازِم وَإِن كَانَ عَاجِزا لم يحصل وَقد يَقُول الْإِنْسَان ليكن كَذَا وَنَحْو ذَلِك من صِيغ الطّلب فَيكون الْمَطْلُوب بِحَسب قدرته عَلَيْهِ وَالله سُبْحَانَهُ على كل شَيْء قدير وَمَا شَاءَ كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن فَإِن أمره إِذا أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُول لَهُ كن فَيكون

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-09-2013, 10:41 PM
أهم ما أعجبني هو تواضع الأخوين الدكتور نجا والأستاذ أبو حب الله ..

إلى حب الله
11-10-2013, 01:21 AM
بارك الله فيكم ...
وجزا الله خيرا أخي الحبيب أبو علي الفلسطيني على نقله الطيب ..
وفيه من الدرر والفوائد ما فيه لمَن يتدبره من كلام الشيخ ويفهمه ولا يستصعب كلماته ومصطلحاته ..

وتعليق أخير على كلام أخي الدكتور محمود :


و لكن يبقي أن للآية استثناءات برغم قوله كل شيء فالقرآن ليس بمخلوق و لا يدخل في العموم و علم الله و ذات الله, و طالما أمكن استثناء أمثلة بعينها فالله وحده أعلم بما قد يستثني غير ذلك, و هذا لا يثبت أزلية أو أن هذا الشيء ليس مربوب لله, بل غاية ما أظنه أن الله أوجده بأسماء و صفات لا نعلمها تتناسب مع غيب لا نعلمه عن الايجاد من عدم, مع اتفاقي التالم علي الموافقة علي عرف الناس بتسمية الايجاد من عدم خلق لحل الاشكال و عدم اطالته و يبقي العلم عند الله وحده

معلوم أن الله تعالى عندما نقول أنه خالق كل شيء : فكل شيء هنا نقصد بها كل شيء مخلوق ...
وبهذا يخرج كلام الله (القرآن) ويد الله ووجه الله وذات الله وعين الله إلخ !!!..
وهذا بالمنطق الصرف ...
ثم يبقى عموم الكلمة (كل شيء) على كل ما هو مخلوق لله الخالق بغير استثناء ...

بارك الله فيكم ..

محمود عبدالله نجا
11-10-2013, 08:31 AM
بارك الله فيكم ...
وجزا الله خيرا أخي الحبيب أبو علي الفلسطيني على نقله الطيب ..
وفيه من الدرر والفوائد ما فيه لمَن يتدبره من كلام الشيخ ويفهمه ولا يستصعب كلماته ومصطلحاته ..

وتعليق أخير على كلام أخي الدكتور محمود :



معلوم أن الله تعالى عندما نقول أنه خالق كل شيء : فكل شيء هنا نقصد بها كل شيء مخلوق ...
وبهذا يخرج كلام الله (القرآن) ويد الله ووجه الله وذات الله وعين الله إلخ !!!..
وهذا بالمنطق الصرف ...
ثم يبقى عموم الكلمة (كل شيء) على كل ما هو مخلوق لله الخالق بغير استثناء ...

بارك الله فيكم ..

و بارك فيكم و جزاكم الله خيرا, كان ردكم واضح مفهوم و أنا و الله ما خرجت عنه في أي محاضرة من محاضراتي التي ألقيها في الاعجاز العلمي رحمة بالناس من غرائب العلم, و ما دفعني للنقاش معكم هو استشعاري أنني وجدت شخصا متفهما لما قد يكون حاك في الصدر من غريب الأفكار فأناقشه علي سبيل التعلم, نسال الله أن يعلمنا ما ينفعنا.

و جزي الله الاخوة خير الججزاء علي استشهاداتهم الطيبة , و خصوصا الأخ أبو علي الفلسطيني, و ما أجمل و ما أروع فهم ابن تيمية للعدم
(وَلَا ريب أَن الْمَعْدُوم لَيْسَ مَوْجُودا وَلَا هُوَ فِي نَفسه ثَابت وَأما مَا علم وَأُرِيد وَكَانَ شَيْئا فِي الْعلم والإرادة وَالتَّقْدِير فَلَيْسَ وجوده فِي الْخَارِج محالا بل جَمِيع الْمَخْلُوقَات لَا تُوجد إِلَّا بعد وجودهَا فِي الْعلم والإرادة )
فلا صفة للمعدوم الا في ارادة و تقدير الله, و العدم هو لا شيء في ذاته و لا سبقه قبل وجوده شيء الا ما كان من علم و ارادة و تقدير الله الذي اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون

بالنسبة لخلق كل شيء من ماء
فقد وجدت الحديث و قد صححه عدد لا بأس به من أهل العلم
(يا رسولَ اللهِ إِنِّي إِذا رأيتُكَ طابتْ نفسي وَقَرَّتْ عَيْنِي فأنبِئْني عن كلِّ شيءٍ، فقال: كلُّ شيْءٍ خُلِقَ من الماءِ ، فقلتُ لهُ: أخبِرْني بِشيءٍ إِذا عملتُ بِهِ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فقال: أَفْشِ السَّلامَ وَأَطْعِمِ الطَّعامَ، وَصِلِ الأَرحامَ وقُمْ بالليلِ والنَّاسُ نِيامٌ وادخُلِ الجنَّةَ بِسَلامٍ)
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/72
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

و أيضا صححه الهيثمي و ابن حجر العسقلاني

و قد قرأت بعض ابحاث الاعجاز العلمي التي أثبتت امكانية اشتقاق جميع العناصر من الهيدروجين و الأوكسجين المكونان للماء, و هو أمر أكثر مصداقية و عقلانية و علمية ممن جعل بداية الالكون المنظور عنصر واحد أتت منه كل العناصر, و العلم عند الله

ابو علي الفلسطيني
11-10-2013, 09:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

إلى حب الله
11-11-2013, 12:08 AM
أهلا بك دكتورنا الفاضل محمود .. وبارك الله فيك ...

بالنسبة لبدء خلق كل شيء من الماء : فكنت بحثت فيه من سنوات وعلى ما أتذكر لم أجد فيه نصا صحيحا ..
وأتذكر أن رواية الحديث التي جاء فيها كانت ضعيفة ..
ولا يُستدل بالضعيف في العقائد .. وإنما يمكن الاستئناس به إن وافق أحد النصوص من القرآن أو السنة الصحيحة ..
وصريح القرآن - كما أخبرتك من قبل - هو أن كل شيء حي من الماء - وهنا يُستثنى الجمادات كما يُستثنى الملائكة - من نور - والجن - من النار - رغم ما حاوله بعض العلماء في التوفيق بينهم بالقول بأن الله قادر على خلق النور والنار من الماء - وهم الفئة التي صححت الحديث فحاولت التوفيق بينه وبين ما ذكرت - ..

والصواب : أن الله تعالى بالفعل لا يعجزه شيء .. ولكننا في أمور العقيدة والغيب نتوقف ولا نتلمس ما ليس عليه دليل صحيح وإنما يمكن أن نستأنس ببعض النصوص كما أسلفت ..


بالنسبة لخلق كل شيء من ماء
فقد وجدت الحديث و قد صححه عدد لا بأس به من أهل العلم
(يا رسولَ اللهِ إِنِّي إِذا رأيتُكَ طابتْ نفسي وَقَرَّتْ عَيْنِي فأنبِئْني عن كلِّ شيءٍ، فقال: كلُّ شيْءٍ خُلِقَ من الماءِ ، فقلتُ لهُ: أخبِرْني بِشيءٍ إِذا عملتُ بِهِ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فقال: أَفْشِ السَّلامَ وَأَطْعِمِ الطَّعامَ، وَصِلِ الأَرحامَ وقُمْ بالليلِ والنَّاسُ نِيامٌ وادخُلِ الجنَّةَ بِسَلامٍ)
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/72
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

و أيضا صححه الهيثمي و ابن حجر العسقلاني

حبذا لو ذكرت لنا الأسانيد حتى نصيب في الحكم عليها إن شاء الله .. ولعلك نقلته من موقع الدرر السنية ..
فإذا كان ذلك كذلك : فأنقل لك رابط الصفحة التالية :
http://www.dorar.net/hadithCat/cat/c7243ae58019bffa52937d79f01f39c7

وتجد فيها :


عدد النتائج (5).

1- كلُّ شيءٍ خُلِقَ من الماءِ
http://www.dorar.net/files/tmp/218998527ffb14f1474.png

2- كلُّ شيءٍ خُلِقَ من الماءِ
http://www.dorar.net/files/tmp/92037527ffb14f3e68.png

3- كلُّ شيءٍ خُلَقَ من الماء . فقلتُ : أخبِرني بشيءٍ إذا عملتُه دخلتُ الجنَّةَ . قال : أَطعِمِ الطَّعامَ ، وافشِ السَّلامَ ، وصِلِ الأرحامَ ، وصلِّ بالليلِ والناسُ نيامٌ ؛ تدخلِ الجنةَ بسلامٍ
http://www.dorar.net/files/tmp/77122527ffb1502047.png

4- كلُّ شيءٍ خُلِقَ مِن الماءِ فقلتُ : أخبِرْني بشيءٍ إذا عمِلتُهُ دخلتُ الجنَّةَ . قال : أطعِمِ الطَّعامَ ، وأفشِ السَّلامَ ، وصِلِ الأرحامَ ، وصَلِّ باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ ، تدخلِ الجنَّةَ بسلامٍ
http://www.dorar.net/files/tmp/72445527ffb15046c3.png

5- أنه أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال : إني إذا رأيتُك طابت نفْسي وقرَّتْ عَيني فأَنْبِئْني عن كل شيءٍ ، قال : " كلُّ شيءٍ خلق اللهُ عزَّ وجلَّ من الماءِ " الحديث
http://www.dorar.net/files/tmp/65969527ffb1506c91.png

وأما سبب طلبي للسند : فلكي نبحث فيه كما أخبرتك ..
وإليك تعليق الشيخ الألباني رحمه الله على هذه الرواية بزيادة أن كل شيء خلق من ماء ..
حيث أنقل لك من كتابه الأحاديث الضعيفة - المجلد الثالث - 491 : 493 :


1324 - " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان ".
ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/340 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن محمد بن زياد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به وقال :
" حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن زياد عن أبي هريرة ".
كذا قال ! والجمحي هذا، لم يوثقه أحد، بل قال البخاري :
" مجهول ". وقال أبو حاتم :
" ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به ". واعتمده الحافظ في " التقريب ".
وللحديث طريق أخرى دون الفقرة الثالثة، يرويه قتادة عن أبي ميمونة عن أبي
هريرة قال :
" قلت : يا رسول الله ! إذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء
، فقال : " كل شيء خلق من ماء ". قال : قلت : يا رسول الله ! أنبئني عن أمر
إذا أخذت به دخلت الجنة، قال : " أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام،
وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام ".
أخرجه ابن حبان ( 642 ) وأحمد ( 2/295 و323 - 324 و493 ).
قلت : وهذا إسناد ضعيف، قال الدارقطني :
" أبو ميمونة عن أبي هريرة، وعنه قتادة ؛ مجهول يترك ".
لكن قوله : " أفش السلام... " إلخ قد صح من حديث عبد الله بن سلام مرفوعا وهو
مخرج في " الصحيحة " ( 569 ).
( تنبيه ) : قد وقع للسيوطي ثم للمناوي خبط في لفظ هذا الحديث وسياقه بينته في
المصدر الآنف الذكر برقم ( 571 ). وكذلك أخطأ الغماري بإيراده في " كنزه "،
ومعزوا لابن ماجه.
ثم رأيت الحديث في " المستدرك " ( 4/129 ) من الوجه المذكور وقال :
" صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي ! مع أن هذا أورد أبا ميمونة في " الميزان "
ونقل عن الدارقطني ما ذكرته عنه آنفا من التجهيل ! وأقره ! وأما الحاكم
فلعله ظن أن أبا ميمونة هذا هو الفارسي وليس أبا ميمونة الأبار، أوأنه ظن
أنهما واحد، والراجح التفريق، وإليه ذهب الشيخان وأبو حاتم وغيرهم
كالدارقطني ؛ فإنه وثق الفارسي في " كناه "، قال الحافظ في " التهذيب " عقبه :
" وهذا مما يؤيد أنه غير الفارسي ".
ووقع في ابن حبان " هلال بن أبي ميمونة ". وهو خطأ مطبعي أومن النساخ.
والله أعلم.
ثم رأيت ابن كثير جرى في " التفسير " على عدم التفريق، فقال عقب الحديث وقد
ساقه من رواية أحمد ( 3/177 ) :
" وهذا إسناد على شرط الصحيحين، إلا أن أبا ميمونة من رجال " السنن " واسمه
سليم، والترمذي يصحح له. وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا.
والله أعلم. ".
قلت : وهذه علة أخرى وهي الإرسال. والله أعلم.
والحديث مما صححه الرفاعي في " مختصره " ( 3/40/30 ) فما أكثر تعديه، وظلمه
لنفسه وقرائه ؟ ! وشاركه في ذلك بلديه الصابوني ( 2/506 ) وزاد عليه أنه عزا
التخريج إلى نفسه حين جعله في الحاشية، وذلك من ديدنه كما كنت نبهت عليه في
مقدمة المجلد الرابع من " الصحيحة "، فعد إليه إن شئت أن تعرف حقيقته.

وأما قولك أخي الكريم دكتور محمود :


و قد قرأت بعض ابحاث الاعجاز العلمي التي أثبتت امكانية اشتقاق جميع العناصر من الهيدروجين و الأوكسجين المكونان للماء, و هو أمر أكثر مصداقية و عقلانية و علمية ممن جعل بداية الالكون المنظور عنصر واحد أتت منه كل العناصر, و العلم عند الله

بل الذي أعرفه أخي الكريم أن كل العناصر المعروفة يضع العلماء تصورات اشتقاقها من ذرات الهيدروجين فقط - لأنه أخف عنصر في الطبيعة ذو ألكترون واحد - .. ويمثلون ذلك بما يقع من التفاعلات النووية والانصهارات النجمية حيث يتحول الهيدروجين إلى العناصر الأثقل - وهكذا ....
أرجو مراجعة الرابط التالي من الويكيبديا :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%A7% D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B5%D9%87%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D 9%84%D9%86%D8%AC%D9%85%D9%8A

وكل ذلك بدقائق عجيبة ودرجات دقة عالية لإظهار المواد وظهور الحياة على الأرض - وكأن الكون يعمل للإنسان بما في ذلك الحديد الذي يستحيل تكونه على الأرض - وقد أسهب مايكل دانتون على ما أتذكر في شرح ذلك في كتاب قَدَر الطبيعة Nature's Destiny قوانين الطبيعة وظهور العلة الغائية - قرأت ملخصا له منذ فترة - :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?37099-Nature-s-Destiny-%DE%E6%C7%E4%ED%E4-%C7%E1%D8%C8%ED%DA%C9-%E6%D9%E5%E6%D1-%C7%E1%DA%E1%C9-%C7%E1%DB%C7%C6%ED%C9

والله تعالى أعلى وأعلم ....

محمود عبدالله نجا
11-11-2013, 12:33 AM
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا اخي أبوحب الله علي مجهودكم الكريم
بالفعل أنا نقلت الحديث من موقع الدرر السنية و لكن وجدت 11 نتيجة أغلبها يصحح الحديث, و أنقل لك الرابط لتطلع عليها
http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D9%83%D9%84+%D8%B4%D9%8A%D8%A1+%D8%A E%D9%84%D9%82+%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A 7%D8%A1+&st=p&xclude=&t=*&degree_cat0=1

فلعلك تجد فيها ما يشفي الصدور تجاه هذا الحديث الذي أتمني و الله أن أجده صحيحا, و خصوصا أن علماء كبار أعتبرهم أثقل وزنا من العالم الجليل الألباني قد صححوا الحديث مثل الهيثمي و ابن حجر, و لست بعالم في الحديث و ساترك لك حل هذا الاشكال, داعيا الله أن يصح الحديث و لو من طريق واحد حيث أن موازين العلم بخصوص نشأة الكون في سبيلها لأن تنقلب راسا علي عقب حين يعجزون عن اثبات أن الكون بدأ بذرة واحدة هي مصدر كل الذرات, و بالفعل هناك العديد من المقالات العلمية التي تقف لقصة الويكيبيديا عن نشأة الذرة الأولي من الجسيمات بالمرصاد, و منها اكتشاف كميات عظيمة من الماء في زمن مبكر قريب من نقطة انطلاق الانفجار الكبير, بل ليس الماء وحده بل هناك عناصر ثقيلة أيضا تكونت مبكرا, ويعترضهم أيضا افتراضهم أن تكون النجوم القريبة من نقطة الانفجار بدائية التكوين, و لكن خذلهم العلم و حتي الآن لم يجدوا هذا النجوم البدائية التي تكونت من عنصر واحد أو ما قبل تكون الذرة الأولي بل وجدوا الكوازرات (نجوم عظيمة) أعادت العلماء الي نقطة قريبة من الصفر فاما يقولوا بأن عمر الكون 13 مليار سنة خطأ فيزيدوه الي 15 و ربما 20 أو أكثر فكلما تقدمت التليسكوبات كلما وجدوا مزيد من النجوم التي لا يعلم مداها و مدي اتساع سماءنا الدنيا الا هو سبحانه و تعالي, و اما يعترفوا أن الذرات سبقت الانفجار و هم في حيرة و دهشة, فلا تظن أن علم الكسمولوجي قد وصل الي أرض ثابتة يقف عليها, و نحن في انتظار المزيد من اعلانات السقوط المدوية ليقروا اخيرا للقرآن بصحة و دقة ألفاظه فيقولوا بالفتق بدلا من الانفجار و شتان ما بين التعبيرين

محمود عبدالله نجا
11-11-2013, 12:37 AM
اليك أخي الحبيب أبو حب الله بعض الروابط التي توضح المكتشفات الحديثة للكوازارات و ظاهرة الجريان الأسود عند حافة الكون و اعادة رسم خريطة السي ام بي و اكتشاف الماء و الكربون علي أبعاد كبيرة جدا تصل الي أكثر من 12 بليون سنة, كل هذا جعل العلماء يتشككون في عمر الكون و أن البداية في المتفردة, بل اضطروا للقول بوجود أكوان خارج الكون الذي نعيش فيه و أن كوننا ربما نشأ من المادة

1. اكتشاف الكربون علي بعد 12.5 بليون سنة
Abundant Carbon in the Early Universe
http://www.astrobio.net/pressrelease...early-universe
2. اكتشاف الماء عند بدايات خلق الكون
http://3arabimag.com/SubjectArticle.asp?ID=2177

http://www.space.com/12400-universe-...oud-water.html

3. نجوم أقدم من الكوازارات أم خطأ في الحسابات (2013)
Did we know that stars can be that old?
http://www.nature.com/news/2007/0705...070508-13.html

How Big is Our Observable Universe?
http://scienceblogs.com/startswithab...able-universe/

4. مقالات تؤكد علي صعوبة ايجاد مجرات كبيرة عند نشأة الكون, و مع ذلك فقد حدث ذلك مسببا صدمة للعلماء كصدمة الدارونية التي افترضت الانتقال من الأبسط الي الأعقد و مع ذلك فقد وجدوا تعقيدا شديدا في بداية النشأة
http://news.nationalgeographic.com/n...ace-evolution/

http://news.nationalgeographic.com/n...pace-universe/

http://news.nationalgeographic.com/n...deep-universe/

5. توزيع موجات السي ام بي و التي تدل علي اختلاف درجات الحرارة عند بداية النشأة بما يوحي بوجود مادة ربما أتت قبل الانفجار الكبير
http://www.slate.com/blogs/bad_astro...ion_years.html

6. السي ام بي و عوالم أخري
'Multiverse' theory suggested by microwave background
http://www.bbc.co.uk/news/science-environment-14372387

7. و تحت عنوان النجوم مع الانفجار و كيف نتعرف علي بداية الكون بالمناظير و الموجات
Stars with bang (What does the Universe look like beyond our Galaxy?)
http://scienceblogs.com/startswithab...nd-our-galaxy/

8. و أيضا ظاهرة الجريان الأسود علي بعد 14 بليون سنة تهدم نظرية الانفجار الكبير
http://topdocumentaryfilms.com/is-ev...niverse-wrong/

9. العلماء يصرحون باشكالية عمر الكون بعد اكتشاف مجرات بعيدة, و بأن المادة تنتشر في كل مكان
http://www.contestcen.com/universe.htm

10. العلماء يصرحون بوجود أدلة علي وجود أكوان مجاورة
http://io9.com/5799335/five-weird-th...e-the-universe

و السؤال هو من أين المادة, مادة الرتق ان صح مني التعبير
الجدول الدوري الآن يحوي حوالي 116 عنصر, فهل ليس غيرها, لماذا ليست آلاف أو ملايين, هل ندري بكل ما عند الله من مواد
أليست الجنة موجودة و مع ذلك فليس من الدنيا فيها الا الأسماء, بما يعني أنها تحوي عناصر كيميائية ذات خواص فيزيائية مختلفة كليا عن التي نعرفها
من اين أتت هذه العناصر
لابد أن نعترف أن المادة لغز كبير و أن انشائها من العدم لغز أكبر لم يطلعنا الله عليه, أو لعله أعطانا بعضا منها في طيات كتابه و بين ثنايا كلمات الحبيب محمد (ص)

إلى حب الله
11-11-2013, 09:13 AM
بارك الله فيك أخي الكريم ...
سأحاول إيجاد وقت للتحري أكثر عن الأسانيد - يحتاج وقتا في التتبع لا أملكه الآن للأسف - ..
وأياً ما يكن - وكما اخبرتك من قبل - فالأمر قد قبله بعض العلماء الذين صححوا الحديث وقبلوه بلا إشكال ...
وأما عما ذكرته من مكتشفات حديثة عن نشأة الكون وأطرافه البعيدة إلخ ..
فلازال العلم يحبو في ذلك .. ولا زالت المفاجآت تترى .. وكما قلت أنت :
فسيذهلهم القرآن بما فيه كلما ازدادت اكتشافاتهم وبان لهم مقدار علمهم " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ..
والله المستعان ..

محمود عبدالله نجا
11-11-2013, 11:26 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ...
سأحاول إيجاد وقت للتحري أكثر عن الأسانيد - يحتاج وقتا في التتبع لا أملكه الآن للأسف - ..
وأياً ما يكن - وكما اخبرتك من قبل - فالأمر قد قبله بعض العلماء الذين صححوا الحديث وقبلوه بلا إشكال ...
وأما عما ذكرته من مكتشفات حديثة عن نشأة الكون وأطرافه البعيدة إلخ ..
فلازال العلم يحبو في ذلك .. ولا زالت المفاجآت تترى .. وكما قلت أنت :
فسيذهلهم القرآن بما فيه كلما ازدادت اكتشافاتهم وبان لهم مقدار علمهم " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ..
والله المستعان ..

أسأل الله لكم العون, أشكرك علي تقبل بحث الأمر و تفهم التغيرات التي طرأت علي نشأة الكون

مشرف 7
11-11-2013, 11:51 PM
نرجو من الإخوة الكرام وباقي الأعضاء تحري نقل الآيات بصورة صحيحة من نسخ ونحوه
وإعلام الإشراف بأي خطأ كتابي في الآيات ليتم تعديله - ومراجعة كل أخ فاضل لما كتب وفقكم الله

إلى حب الله
11-16-2013, 01:09 AM
هذه إضافة راسلني بها الأخ الحبيب mrkira أراها تصب في نفس المعاني والتوضيح :

وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله تفصيل جيد في هذا المسألة:
"وهنا قول رابع :وهو أن التسلسل في المستقبل ممكن في الذوات نفسها ، وفي ذوات أخرى تستجد فيما بعد ، وأما التسلسل في الماضي ففي الذوات مستحيل ، ومعنى ذلك أن قولنا : إن هذه الذات لم تزل ولا تزال موجودة وهذا مستحيل ؛ لأنه ليس هناك شيء من المخلوقات يوصف بالقِدم كقِدم الله .

لكن ليكن معلوماً أن الله لم يزل ولا يزال خلاقًا ، وأن هناك مخلوقات غير السماء والأرض ؛ لأن المصلي يقول : (( ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ) ، فهناك مخلوقات قبل السموات وقبل العرش لا نعرف ما هي ؛لأن الله لم يزل ولا يزال فعالا ، ولا يلزم من هذا أن قدم المفعول كقدم الفاعل ؛ لأنه باتفاق العقلاء أن المفعول مسبوق بالفاعل ؛ لأن المفعول نتيجة فعل الفاعل ،وفعل الفاعل وصف له ، ولابد أن يكون الموصوف سابقا على الصفة ، ثم المفعول بعد الصفة .

يعني لما كان عندنا مفعول وفعل وفاعل ، فالمفعول لا شك أنه متأخر عن فعل الفاعل ، وفعل الفاعل متأخر عن الفاعل ، وعلى ذلك فلا يلزم من قولنا بقدم الحوادث أن تكون قديمة كقدم الله ، وأن تكون شريكة لله في الوجود.

وهذا هو الحق الذي ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1)، وقد شنع عليه خصومه تشنيعاً عظيماً ، وقالوا : هذا قول الفلاسفة ، وهذا قول باطل ، ولكنه رحمه الله تخلص منهم بأنه لا يلزم من قدم المفعول أن يكون مساوياً للفاعل ، لأنه بضرورة العقل أن المفعول لابد أن يكون مسبوقاً بفعل ، والفعل لابد أن يكون مسبوقاً بفاعل ، وهذا هو الحق ."

ومفهوم الأزلية من المسائل العويصة، لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مسألة تسلسل الحوادث:
"إنها من محارات العقول. فلو بقي المسلم جاهلاً بها -مع اعتقاده أن الله خالق وما سواه مخلوق- لم يضره هذا الجهل، وإنما الذي يضر هو التخليط والتساهل في مسألة عظيمة كهذه، وبحثها بحثًا متعجلاً، وتغليط الأئمة المحققين بدون بينة" (منهاج السنة1/299).

وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (1/299) وذلك بعد الكلام على مسألة قدم العالم وتسلسل الحوادث قال:
"ويدخل في ذلك الكلام في حدوث العالم والكلام في كلام الله وأفعاله، والكلام في هذين الأصلين من محارات العقول".

وقال في المنهاج (1/212):
"فلا نبسطه في هذا الموضع إذ لا حاجة بنا إليه وهو من الكلام المذموم" ا. هـ.

وهذا رابط قراءة الأستاذة كاملة الكواري :
http://www.dorar.net/lib/book_end/3085

محمود عبدالله نجا
11-16-2013, 08:33 AM
هذه إضافة راسلني بها الأخ الحبيب mrkira أراها تصب في نفس المعاني والتوضيح :

وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله تفصيل جيد في هذا المسألة http://www.dorar.net/lib/book_end/3085

شكر الله لك أخي أبوحب الله و للأخ mrkira و لشيخنا الفاضل ابن عثيمين, و لشيخ الاسلام ابن تيمية الذي أراه أحسن فهم الأزلية و الأولية بشكل أكثر من رائع ثم يتواضع فيقول أن هذه الأمور من محارات العقول, و ما أراه الا قول محب صادق مع الله يخشي أن يقول علي الله ما لا يعلم

محمود عبدالله نجا
11-16-2013, 08:36 AM
مزيد من الشرح علي أولية الله (أنقله للفائدة)

ومعناها: نفي العدم السابق للوجود، ولا يقصد بها أنه أول شيء سيسترسل وراءه ما بعده، فالمقصود أنه لم يمض زمان إلا وهو موجود فيه. والمقصود (بالزمان) هنا ما كان حقيقياً وما كان وهمياً، فالزمان ينقسم إلى قسمين: إلى زمان حقيقي وهو منذ خلق الله السماوات والأرض إلى أن ينتهي الزمان. والقسم الثاني: الزمان الوهمي والمقصود به ما نتصوره نحن زماناً وليس زماناً، وهذا ما قبل خلق العالم فإنه يسمى أزلاً والأزل أزمنة متوهمة لا يطلق عليها زمان في الواقع؛ لأن الزمان هو اسم للوحدات المعروفة بالليل والنهار، وما كان قبل خلق السماوات والأرض ليس فيه ليل ولا نهار فلا يوصف بالزمان، لكن يسمى بالأزل, (و هذا ما ذهب اليه شيخ الاسلام ابن تيمية)

وهذه الأولية ليس لها ابتداء، وهذه من الأمور التي لا يدركها العقل دون وحي، فالعقل نظراً لأن نطاقه الوجود الضيق الذي سبقه عدم ويلحقه عدم، لا يمكن أن يسلم صاحبه إلا إذا سلم للوحي، والإنسان لا يتصور إلا الشيء الذي يكون في المكان لأنه هو كذلك. ومن هنا قال الغزالي : إن العقل بمثابة المائع إذا صب في شيء أخذ شكله، أي: أخذ شكل الشيء الذي يصب فيه، فالعقل صب في الإنسان، والإنسان حادث وسيعدم فلم يستوعب العقل إلا ما كان كذلك. ومن هنا فتصورات الإنسان ناشئة عن تشبيهه بنفسه وبما يعرفه من هذه الكائنات، ومن هنا جاءت فكرة التشبيه وفكرة التعطيل، وكلها ناشئة عن أن عقل الإنسان لا يتصور إلا ما كان كالإنسان مما يسبق وجوده عدم وسيلحق وجوده عدم، وهكذا، وما سبق وجوده لا يمكن أن يدركه عقله، وما بعد عدمه أيضاً لا يمكن أن يدركه عقله، ومن هنا لا يتجاوز العقل حدوده وعليه أن يسلم بالوحي، وإذا تجاوزنا نطاق العقل وأخذنا بالوحي، فالوحي يغطي ما وراء ذلك من المساحات التي وراء العقل.

أما حديث (كان الله ولا شيء معه)، فالمقصود بذلك سبقه للزمان و المكان، ولم يسبق عليه عدم قط، فلما أوجد الخلق، كان خلقه منفصل عنه, فلا يقارن بهم زمانا و لا مكانا, و ينبغي أن نفهم أن الله لما أوجد المخلوقات، فذلك ليس ابتداء لصفات الله بل ابداء لما أراد الله ظهوره، فلم يستفد سبحانه من الخلق صفة الخالق، فهو الخالق ولا خلق، وهو الرازق ولا رزق ولا مرزوق، وهو العالم ولا معلوم، فكل هذه الصفات كان متصفاً بها قبل أن يخلق خلقه، ولم يتجدد عليه أي شيء، لكن تجددت الأفعال فقط, فهي أمور يبديها و لا يبتديها, اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون, و ارادة الله لا تتعلق بزمان محدود أو مكان محدود فهو بكل شيء محيط في الماضي و الحاضر و المستقبل, فلا هو غاب عنه الماضي و لا هو غاب عن المستقبل, فهو سبحانه ليس محدودا بحاضر نعيشه نحن الآن, بل هو خارج الزمان و المكان و مطلع علي كل ذلك, سبحانه و تعالي.
يقول ابن تيمية
إن ما كان قبل خلق السماوات والأرض من المخلوقات ليس بعضه سابقاً بعضاً بمعنى السبق الذي نفهمه نحن؛ لأننا نفهم السبق بمعنى أن هذه الدقيقة قبل هذه وهذه الساعة قبل هذه، وهذا الليل قبل هذا النهار مثلاً، لكن قبل خلق السماوات والأرض لا زمان، فيكون الترتيب إنما هو حسب إرادة الله ومشيئته لا لذات الكون ولا لذات الأشياء أنفسها.

و بعد كل ذلك لا يبقي الا أن أقول اللهم اغفر لي ان أسأت الفهم, و نعوذ بك أن نعتقد عنك أو فيك ما ليس بحق, فلا نقر لك الا بما تحب و ترضي, فقد عجزت العقول عن ادراك وجودها و وجود الروح التي تحيا بها و عن وجود الوجود أين مبدأه و مما بدأ, فكيف لعقولنا القاصرة أن تحيط بك علما, سبحانك أنت من تحيط بالخلائق علما, و لا نحيط بشيء من خلقك علما الا أن تشاء.

منقول بتصرف من موضوع (أولية الله وحدوث الخلق )
للشيخ : ( محمد الحسن الددو الشنقيطي )

Islam-Is-Knowledge
05-22-2014, 09:28 PM
أول مشاركة لي :ANSmile:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
الفاطِر : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : الخالق المُوجد المُبدع على غير مثال سابق
ولذا صح ان نقول (احسن الخالقين) ولا يصح ان نقول (احسن الفاطرين)، والله اعلم